الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 11
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حول الطاولة الدائرية، ذات الأعمدة الرصاصية والسطح الزجاجي تجاذب الاثنان أطراف الحديث وأمامها كأسي مارتيني وصَحن قطع أجبان مع زيتون، لم يكن هناك صوت للموسيقى أو صورة للتلفزيون أو همس لشيء ما حولهما، كانت عيناه ناعستين دلالة على غفوة رشيقة مباغتةٍ تركت أثرها على صوته الرخيم مكتوماً، كان المكان بارداً وقد سَرَت رعشة خفيفة في بدن شيري التي أوشكت على البوح برغبتها في إطفاء مكيف الهواء الذي أشاع في الغرفة مناخاً صقيعياً، فالطقس ذاته حمل على البرودة، إلا أن حرارة جسم سفيان هي وراء إشاعة البرودة في الغرفة التي اختلطت في أرجائها مع رائحة زكية بدت خليطاً من رائحة صابون الجسد بنكهة الكرز ومعطر للجو برائحة الصنوبر بثه سفيان ليغطي على رائحة السجائر، عَلَت وجه الفتاة نظرة تُخْفي من الأسرار الكثير لدرجة السخاء! تأملها وقد ارتدت هذا المساء فستاناً أسود قصيراً مفتوحاً عند الصدر، يعلوه جاكيت أبيض بأكمام طويلة، وسرحت شعرها القصير، جزءٌ غطى الجانب الأيمن فيما أزاحت طرفه الآخر للخلف، بدا وجهها طري البشرة مع بودرة الأساس الخفيفة وأحمر الشفاه الكرزي، كانت تجلس بوجهه مباشرةً وأمامها شاشة التلفزيون سوداء، حين لمح نظرتها وهي تلملم إحساسها بالبرد، نهض وأطفأ مكيف الهواء ثم عاد وحمل كأسه الفارغة، فيما اقْتَنتصت حركةً لتتأمل المكان."أَنتَ تعيش في القمة، لا تشعر بضوضاء الشارع، أحْسدك.إلْتَف عائداً نحوها وابتسامة ساكنة تعلو وجهه." الارتقاء للقمة ليس الجلوس فوق أعلى بناء، قمة القمم هو الدخان.حملت كأسها ورشفت متسائلة."يبدو من بديهيتك قراءاتك الكثيفة، ماذا تقرأ الآن؟"موت في الظهيرة لأرنست هيمنغواي."لم أسمع به.ظل سفيان يلوح بيده كلما أراد التأكيد على معنى أو تسليط الضوء على رمز ما، فيما شرعت هي بالاستماع والغمز بعينها كلما أرادت إثبات رأيها في موضوع ثم السؤال، كانت تُكْثر من الأسئلة إلى أن بدأت معه لعبة سؤال وجواب."ما الهدف من اللعبة؟تساءل مشيراً بيده نحو رف صُفَت عليه بضعة كتب، أغلبها باللغة الانجليزية وبنبرة تساير لعبتها قال."لنبدأ من الكتب."الحلاج؟سألته فيما بدا عليه الذهول، لكنه رد بحيرة."قَرَأته.أسَرفت النظر في عينيه، تأمل بدوره نظراتها الثاقبة باسماً، زادت من تعمقها في وجهه ثم بادرته."السأم البرتو مورافيا؟هز رأسه نفياً، ثم عَقَب."موبي ديك."يس، قالتها بسرعة الضوء وأردفت وكأنها تحتفل بنصر عليه."هيرمان ميرفيل، صدرت في 18 اكتوبر1815صفق لها بابْتهاج، فيما تهلل وجهها باغْتباط. حرك ساعديه في الهواء، اسْتدرك وقد بدأ يستعيد المبادرة منها ضاحكاً. "تجري حول نزاع شرس ضارٍ مزج بتحدٍ ما بين إنسان وحوت، أظنه أبيض، لاقت الرواية والمؤلف هيرمان ذاته تجاهلاً وإهمالاً أصاباه بالكآبة واليَأَس من حياته ومن الكتابة، عاش مع الشعور بالمهانة فقضى بقية حياته موظفاً في إدارة الجمارك الأميركية وفي النهاية رحل مُهْمَلا منسياً، واليوم ماذا تعني موبي ديك في العالم؟"الرواية الأعظم في التاريخ.رد عليها مشجعاً ومصفقاً"أحْسَنتِإنْتَصبَت تُحرك قدميها في الهواء، قَضَمَت قطعة من جبنة في الصحن أمامها مع حبة زيتون ملونة رأتها للمرة الأولى، ثم احْتَسَت من كأسها والتفتَت نحوه، فيما اقْتَرح هو."موسيقى؟لم تتجاوب مع اقتراحه من ردة فعل ملامح بشرة وجهها المتورد باللون الكرزي الشفاف، ابتسمت تلك الابتسامة المحفوظة واقترحت معاكسة طلبه."عبارات مرادفة.ثم اسْتَطرَدت."أعشق الموسيقى لكن لِنبدع عِباراتنا، ت ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677314
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 12
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ثلاث فتيات من بنات هَوَى دلال اخْتَفَينَ في غضون بضعة أيام، لم يتهاون الإنجليز ورجال الشرطة المحليون في رصد الحادثة، مقتت بقية البنات الدار عقب سريان موجة الذعر وسطهن، من ناحية أخرى تذرع رجال الأمن بالبحث عن جندي بريطاني هارب من الخدمة، عاثوا في الحي فساداً ولم يتركوا ثقباً حتى ثقوب الرجال والنساء إلا وفتشوها، تحروا عن كل ما يحوم في الحي من السكان، وتتبعوا كل خيط ينسل من محيط الحي، نقبوا القمامة وفتشوا البيوت المهجورة وتفحصوا حتى أجساد بنات الهَوَى بحثاً عن خدوش أو جروح أو علامات حديثة تدل على عنف يشير لاحتمال فتك أو هتك، لم يصيبوا شيئاً رغم كل الذعر الذي استأثر بسكان الحي، تسلط الهلع على منزل دلال الذي تحول إلى زوبعة، ذرفت على إثرها نساء الدار الدموع لدى اجْتياح جنود الاحتلال لأجساد العاهرات دون إرادَتَهن في كل مرة يُغيرون فيها على المنزل بحجة تعقب الجندي الهارب من الخدمة، لم يتحدث أحد عن اخْتفاء أو موت، كان حديث المدينة برمتها عن جندي يجري التحري عنه، راح جواسيس قوات الاحتلال من السكان المحليين يصيخون السمع لكل شاردةً وواردة في الحي، من ثرثرة النساء في مجالس الضحى حتى هرطقات الرجال العاطلين والكهول في المقاهي الشعبية المطلة على السواحل وفي الأحياء، امْتدَت آذان هؤلاء العسس إلى دور الطرب وبيوت الهوى السرية ومنازل العزاب ودور السهر، كان الأمر كما لو كانت ثورة ضدهم، فهمت دلال خلال تقصيها المستمر من بعض أفراد الجيش الإنجليزي الذين على علاقة بها، بأن الجندي المختفي أو الهارب، أحد أبناء ضباط الجيش وفي الوقت ذاته عميل في وحدة المخابرات بالجيش."يا ساتر يا إله السماوات.خَبَطَت صدرها بيدها كأنما تنتقم من نفسها وهي تخاطب نرجس وعدداً من بناتها المذعورات طوال الوقت، توقفت زيارات الزبائن من الرجال حينما وجدوا الدار تعج بجنود الاحتلال، بعض المتسللين الجسورين ممن يبدو أنهم لم يسيطروا على شبقهم وشهواتهم غامروا باقتحام الدار من وقت لآخر مستغلين تدني أسعار فتيات الهَوَى نتيجة التطويق الأمني على المنطقة، كانت دلال تهفو إلى فك الحصار الذي أحدق بهم حول الدار يوماً بعد يوم، حتى كادت تفقد الأمل إثر بدء سحب مدخراتها من صندوق التوفير الخاص بها، خَشيت أن تستنزف تلك المدخرات وَرَوّعَها مجرد التفكير بنضوب السيولة إثر تضاءل رواد زبائن الهوى، فعمدت لخفض اسعار بناتها وعدم دفع مستحقاتهن بعد المضاجعة بحجة أنها تُأَكلَهن وتُشَرِبَهن وتَأويهن وتحميهن والحالة لا تسمح بأكثر من ذلك، فقدوا البحبوحة، مرت أوقات عسيرة عليهم وخيمت الكآبة على الدار حتى بدت كالمقبرة تُطفئ فيها المصابيح توفيراً للزيت، وقلصت الوجبات إلى وجبتين، وأضحت دلال أكثر عصبية وتوتر، طَفَت الفتيات كالأسماك حينما تشوى على صفيح ملتهب، خوف وجوع وهَتْك وشتائم وصفعات على الوجه والمؤخرة، اكْتَفَينَ بكتم أوجاعهن حتى لا يزدن الطين بلة، في السر وخلف الجدارن السميكة وبعيداً عن عيون وآذان دلال وخدمها رِحَن يشْتكَين لِبعضهن، مزقت هؤلاء الفتيات حجاب الصمت بين بعضهن بعضاً ورحن يهمسن حول جوري وتقي وليلة الدم، فَلَجْن سريرة ما جرى منذ شهور، غابت جوري عن الدار واختفى تقي من يومها وصمتت دلال عن السؤال، بررت غياب جوري بعودة زوجها من الغوص وقد بَتَر سمك القرش ساقه اليسرى، فصلها من أعلى الفخذ عند حافة الخاصرة السفلى وتركه بلا ميزان حين اجْتث ساقه على حد تعبير دلال التي زارتها في الدار ونقلت لهن ملامح حياتها في ظل زوج اقْتُلِعت روحه حينما جُذت ساقه. حين يعود جنود الاحتلال للتنقيب في أجزاء الدار كما يفعلون بين فينة وأخرى في المنا ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677560
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 13
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "ككل صباح تطل شمس أفول الخريف ساكنةً، نسيم بارد يتحرش بموج السفينة فيهزها بتمويه دَغَل، سرعان ما يمكر الهواء فينتعش الموج، يتسارع ويتضخم، كنت آمل بنهاية كل النهار، هذا شعوري كل صباح جديد أقفز فيه إلى البحر، بالفوز بدانة زرقاء كعين الظبي البري، أَملتُ أعلقها في عنقكِ وأُعَوضكِ عن ضَنَك الدنيا، هكذا بدأت صباح ذاك اليوم المشؤوم، غصت مرات عدة، حان العصر فصلت وعاودت الغوص، طفا النهار على السطح تبلله موجات البحر الساكن حين أقبل المساء، نسمات الخريف الباردة تدغدغ جسدي كأنها أناملكِ"ابتسمت جوري وقبلت يده وهي تنظر في عينيه كأنها تعيش المناخ ذاته، عاد واسْتطرد، لم يكن صوته من يتكلم، يخرج الصوت كأنه لشبح منكب في صدر الغرفة، انْثَنى على جانب الجدار."كان لون البحر كَعينيكِ، رأيته داكناً ولا أعرف لماذا انقلب هكذا، كان جسدي واهناً بعد كل ذلك الغطس النهاري، راودني صوت بعد ترجلي البحر أن أصعد وأستلقي على ظهر سطح السفينة لانْتَهي من يومي، لكنه صوت آخر وثب حينها مستنكفاً، ماذا لو فوت الدانة هذه الغطسة، هبطت القاع تلبيةً للصوت الثاني، حين اقترب مني، كان ظِلهُ كجبل شاهق مزروع في البحر، خيم الظلام حولي، اعتدنا نحن الغاصة على الصمت المطبق تحت القاع في مثل هذه الحالات، جمدت كالصنم، لكنه هذه المرة إختلف عن المرات السابقة، نظر في وجهي كله بعينين لم أرهما من قبل في قرش، كان هذا من عالم سفلي لا صلة له بالبحر، رمادي داكن اللون، لَج البشرة، بدت جلدته كأنها جدار سفينة جانحة منذ سنين، حام حولي يُذكرني بأني فريسة له وقت شاء، لم أعره اعتباراً واكتفيتُ بالصمت والجمود حتى بدأ يتقطع نفسي ولا أجرؤ على شد الحبل لمن فوق السفينة خشية أن يسحبني فتبدأ المعركة وشيكة، تأكدت من وجود السكين بجانبي، أردت المناورة، فات الوقت، بدأت أشعر بالحبل يشتد، لم أحركه، سيطرت على نفسي وتحملت كتم أنفاسي في القاع، مر وقت طويل وأنا كاتم النفس أتحدى أحداً كتم أنفاسه كل هذا الوقت، ظل يماطل في الحركة، حتى إنه تجاهل عدة أسماك أخرى مرت من حولنا نحن الإثنين وكان بإمكانه إختيار الأسهل ولكنه فضل تجاهل الكون كله ليقف عند قدمي، راح يحوم وبدأ يعكر الماء قربه كأنه ينذرني ببدء المعركة"الْتصقت جوري به، قبضت على يديه وقفز وجهها في وجهه وشعرت بتصاعد أنفاسه كأنها معه في قاع الظلمة الداكنة، ضربات حادة تطرق القلب، تتدفق الدماء في عروقها وتنعكس على وجنتيها فتحمر، همست في وجه أنفاسه."مجدك السماء.صمت دام لحظة كأنها زمن، وعيناه تلهث مرهقة وهي مسمرة في فضاء الغرفة ورائحة البخور ما زالت تقتحم من الخارج، تابع بنبرة انعدم منها التعبير."بدأت تصدر ذبذبات بقربي لم أعرف مصدرها لكنها بالتأكيد منه، لم أرَ في عينيه جوعاً ورغبة في الطعام، لم يكن جائعاً حتى إنه بدا مشمئزاً من لحمي، بدا شرساً نهماً للوحشية، للانتقام، يود خوض معركة تحدٍ معي، لقد اخْتارني بالذات من بين كل البحارة وقرر أن يبارزني، وهنا أدركت، آهه، ما من مفر من المنازلة، فَككت الحبل حتى أتحرر من قيده وأنا أخوض هذه الهوة""راشد، تاج راسي الغالي، كل العروش الدنيوية زائلة إلا عرش الحب، يكفي ما سمعت، انْتَهيت.لم يسمعها، حتى إنه لم يدرك ما قالت، شيئٌ واحدٌ تناهى إليه، صوت الظلمة في القاع، استطرد من دون أن يُدرك أنها تكلمت."غابة الهاوية المظلمة، شعرت بالبرد من حولي، انْبثَقت فجأةً أعمدة أشبه بأشجار سوداء داكنة تنزف منها جبال حادة تلمع كالبرق في سماء داكنة بالسحب السوداء، يا لها من محرقة، سعير في قلب اللُجة، رأيتُ عشرين بل خمسون سيفاً في صفين متوازنين ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677781
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 14
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة خرج لاهثاً مسعوراً، كاد يصطدم بكل ما يصادفه، وقف وسط الشارع، تلفت حوله، فحص الوقت في معصمه كانت الساعة تشير للثانية وسبعة وعشرين دقيقة بعد الظهر، حسم وجهته، ركب التاكسي وتوجه للعيادة للقاء الدكتور سهيل الكردي، ربما هي الآن هناك مستلقية في الغرفة الزجاجية على السرير الطويل الضيق عاريةً تمهيداً لِتَوَلى رعاية شخص ما سَقيم كحاله، جلس خلف السائق وراح يمسح بنظراته الطريق واضعاً يده اليمنى أعلى مقبض نافذة السيارة، فيما يده الأخرى أمسكت بجهاز الهاتف، لم يلحظ مشاة طول المسافة التي قطعها على الشارع الرئيسي المؤدي لمبنى العيادة، قرر ألا يتسرع في الاندفاع نحوها بعاطفته التي بدأت بعد لحظة الاختفاء تفتر، لا يشعر بخوف أو فزع عليها فلا يمكن أن تكون اختُطِفَت أو تعرضت لشر وهي تسير كتفها بكتفه وإلا تعرض هو ذاته معها للشر، رَجَح السبب في رأسه لسلوك غريب، لم ير منها ما يدل على أنها غريبة الأطوار، بل هو الذي كان يخشى أن تظن هي فيه بأنه غريب الأطوار، ألقى برأسه إلى الوراء، ونظر لسقف السيارة الذي بدا له ملطخاً بسائل زيتي اللون"لعل زبوناً فتح زجاجة شبانيا" لخص الحادثة في خياله ثم عاد يتطلع للشارع، لمح هذه المرة بعض المشاة يسيرون بمحاذاة البنايات المطلة على الشارع الذي تقع فيه العيادة، تأهب وهو يخرج محفظته، ولدى اقتراب السيارة من المكان ألتف ليطلب من السائق الوقوف حيث لم ير العنوان، اعترض سائق الأجرة على التوقف مباشرة لأن ذلك ممنوع في تلك الزاوية، وحينما تجاوز المكان بعدة أمتار توقفت السيارة وخرج منها عائداً بضع خطوات للوراء، وقف ثم سار ثم وقف، عاد مرة أخرى أدراجه للوراء، كانت البناية ذاتها ونفس الواجهة الحديثة ولكن من دون الواجهة الرصاصية ذات اللوح المعدني، حينما دنا أكثر وتمعن في الواجهة لمح فجأة جرس العيادة هو نفس الطراز الذي كان على العيادة وهو عبارة عن كرة مجوفة بلاستيكية بنية اللون يتوسطها زر، لكنه تذكر بأن البوابة السابقة كانت مختلفة ولم يقرع الجرس فقد جاء مرات عدة خلال هذا الشهر وجزء من الشهر المنصرم من دون أن يقرع الجرس، أشعل السيجارة ووقف عند حافة الرصيف يفكر في اقتحام المكان، قرر أن ينتهي من الدخان ثم يُغِيرْ على المكان، كانت هناك سيدة مُسنة تحمل كيساً ثقيلاً تمر أمامه وخلفها سار رجل مسن هو الآخر، يقود كلباً متوسط الحجم لونه بني فاتح. ولج البناية، وقف أمام باب داخلي من الألمنيوم بيج اللون، حينما فتحه واجه فجأة صالون حلاقة نسائياً وثلاثة حلاقين من الرجال، اثنان من الشباب والآخر في منتصف العمر وعدد من النساء متفاوتات الأعمار، التَفَتت النساء نحوه فيما جمد مكانه وكأنه تعرض لرصاصة في قدمه، كانت نظرات النساء بعضهن من الفضول ظلت مسمرة عليه فيما عادت أخريات يتصفحن المجلات وَلَهَتْ بعضهن عنه."يستحيل،كانت العيادة هنا.نازلة وحلت عليه تلك الساعة التي وجد نفسه متصلباً مكانه والعيون مسمرة عليه، فقد شَكيمَته وقارب للحظة على الإنهيار، تذكر تقي والده لو علم بالنتيجة التي آلت إليها محاولاً البحث عن فتاته القاطنة عقله منذ أيام ولم تغادره بعد" وداعاً للحلم" ليس بعد، راودته كوابيس كأنه في نومٍ عميق بينما هو واقف كالصخرة على هضبة من سراب الظهيرة حين اشتداد حَمَّارَةُ القَيْظ، وهي الأيام الشديدة الحرارة التي رواها له تقي عن أيامهم الغابرة حين لا مكيفات لتبريد الهواء ولا ثلاجات للتبريد، لا يجد تفسيراً لهذه الومضة التي طرقت ذاكرته وهو جامد أمام عيون الموجودين بالمكان، تجرأ وتقدم خطوتين للأمام، فَرَدَ وجهه المتجهم وتحكم في توازنه النفسي والجسدي وسأل أقرب حلاق كان بمواجهت ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678009
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 15
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ساد الفزع الحي المعزول، واسْتَعرَّ الخوف لدى تفشي الحرائق من جهة وإشاعة اختفاء الفتيات الصغيرات من جهة أُخرى، جُلّ المختفيات من بنات الهوي وقد أشاعت هذه الظاهرة تساؤلات سكان مدن وقرى البحرين كلها، ذاعَ الخبر من المنامة العاصمة حتى قرية الزلاق، ومن الرفاع حتى سترة، بنات يَخْتفَيّنَ فجأةً، تركز سؤال الأهالي، أين ذَهبْنَ؟ أُلصِقَ السبب بقوات الاحتلال البريطاني، وشاع هذا الخبر، حتى نفته إدارة المستشار الإنجليزي، وظل السكان حتى بعد النفي يتداولون الخبر، حُبكت قصص وأساطير حول الموضوع ما اضطر أحد مستشاري المقيم السامي في البحرين لإرسال مندوب عنه للقاء سكان الحي المهجور والذي من كبده انْدَلقَت الإشاعة، تدحرجت الوجوه كأنها وجوه أسماك مُسممة عمداً لصيدها من شدة البؤس الذي أصاب سكان الحي أكثر من غيرهم، كان الناس يعيشون في فاقَة حرمتهم حتى شم الهواء وزاد حصار الجنود الإنجليز من عسر الحياة، فقد نكد الجنود عليهم عند الدخول والخروج، وتم تفتيش الرجال منهم بمهانة والنساء بخزي جلب الذل لبعضهم ممن رأى في بيت دلال سبباً لتردد جنود الاحتلال لتفريغ نزواتهم، كان الحي في نظر الأحياء المجاورة محل هِجاء. بعدها جرى اسْتملاك فتيات الدار، صحيح كانوا يدفعون نصيب متعتهم ولكن هم من يقدر السعر وهم من يفعلون ما يشاؤون بالنساء، كانوا يستعمرون جسد فتاة الهوى باعتبارها سلعة يمضغونها بطريقتهم دون اعْتراض حتى لو سال الدم من الفتاة نتيجة نوبة عنف من جندي ثمل، لا توجد جهة للشكوى سوى تَبَرُّم من دلال التي تلقت ذات مرة صفعة من ضابط أطاح بهَيْبتها قبالة فتياتها ومن يومها تجنبت الاستياء أمامهم.جاءت الإشاعة عن اختفاء البنات صفعة على كاهل الجنود الذين كانوا وقتها بحاجة ضارية لسمعتهم وهم يخوضون الحرب، انْتَشرت الإشاعة في أرجاء البلد حتى بلغت مستوى القيادات وجرى عقب ذلك تحقيق ثم نفي ثم تحرٍ، شغلت الإشاعة قوات الاحتلال ودفعهم ذلك لفك الحصارعن الحي والابتعاد عنه والتوقف عن زيارة بيت دلال وحتى المرور حوله تجنباً لمزيد من الإشاعات، حين زارت نرجس جوري في منزلها إثر انقطاع الأخيرة لفترة طالت منذ عودة راشد من الغوص، صُدِمَت الفتاة وكادت تسقط من طولها حين علمت من جوري أنها وراء نشر الإشاعة للتغطية على التحقيق في مقتل الإنجليزي ونجحت الإشاعة التي وراء ابتكارها تقي."نور الشمس يفضح المستور، ونور القمر يضفي عليه الرومانسية، الله عليه تقي.قالت نرجس عبارتها بإعجاب واستدركت وهي تمسك معصم جوري وتنظر لها وقد بدت مهلهلة الملابس، كَثة الشعر، رثة الهيئة وراحت تبتسم بعد اعترافها بمصدر الإشاعة وبدا عليها الخُيَلاء."نرجس، هذا سرنا، تقي معرض للموت لو عَلِموا، أَنتِ تعرفين ماذا جرى ذاك اليوم."ومن ينسى؟ رَدَتْ نرجس ثم اسْتانفت وقد غيرت دفة الحديث مصحوبة بنظرة اسْتنكار بعد أن أفلَتَتْ يدها من معصم جوري."ماذا أَلَمَّ بسحْنَتكِ التي كانت فاتنة ومغرية؟ أين جاذبيتكِ جوري؟فيما ابتسمت جوري واصلت الأُخرى التوبيخ بصوت كمن تُرَّتل الكلام في صيغة سؤال اسْتنكار."أين نَضارَتكِ التي طالما اجتذبت الرجال كالذباب؟بدا التجهم على وجه جوري وانفصم شعورها عن واقع معاناتها، لم تَر نرجس بعد راشد، ولم تعلم بمِحْنَتهِ التي حَلَتْ به، ولا ضمور العجوز وهَبَلها، لم تر شيئًا مما حاكه القدر لها، لا تنوي الشكوى لها ولا فضح كُرْبَتها وما لحق بها من صروف الدهر، لا تنوي ذلك، حجبت مشاعرها داخل خزانة محكمة وأقفلت عليها، غيرت سحنة القنوط بابتسامة فاترة، وقالت بنبرة من لم يهتم بمظهره."أجمل ما في أجسادنا تلك الأجزا ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678368
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 16
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة من بار الفتاة السوداء، هكذا أطلق على الحانة التي رأى فيها المرأة، انساب يضيء مساءه بشعور خاوٍ من أي إحساس بشيء حوله سوى مساحة مقفرة لا يسكنها شعور ما، لاذ بتلك الحانة مُكْتَظة في طرف منها بالرواد عند المصطبة، فيما يسودها الهدوء عند طرفها الآخر المطل على طاولات الطعام، كعادته فضل الطرف المزدحم رغم بُغْضَه للضوضاء، كانت هناك عند المَشْرَب تقبع، الفتاة السمراء الداكنة ذات العينين الواسعتين الطويلتين السوداوين، تألقت في نظره كما لو كانت تحفة سمراء رآها من جديد مختلفة عما بدت عليه في المرة الأولى، بجانبها وقف شاب أبيض مفتول الصدر والعضلات، تأملهما للوهلة للتأكد من أنه معها، أدرك من همسه لها أنها على صلة به "هذه المرة لن أفقدها حتى لو هشمتني هذه الآلة الفولاذية بجانبها" ابتسم للخاطرة التي وردت على باله، سار نحو زاوية المَشْرَب الذي كانت قاعدة به، بينما وقف الشاب المفتول الجسم بجانبها، تعمد سفيان أن يأخذ جهة تلفت انتباه الفتاة وعَمَدَ رفع صوته وهو يطلب، دبل شيفاز وعلى أثره بدلاً من أن تلتفت هي نحوه، رَمَقه الرجل الذي بدا وجهه أصغر من جسمه بنظرة غَطْرسَة أوحت بِخُيلاء، تجنب سفيان الإمعان فيه وصد بوجهه نحو الجهة الأخرى، ثم اكتفي بأخذ جرعة قوية من كأسه الذي وضعه الساقي أمامه مع ورقة الفاتورة.قَنَع بالبقاء ساكناً في مكانه من دون حركة تلفت نظر الرجل الأمهق، خلال دقائق بدت كساعات له، ترك الضخم مكانه واتجه على ما يبدو للحمام أو للخارج للتدخين، كانت قد التفتت على إثر مغادرة صاحبها لتقع عيناها عليه، فكانت رَعْشَة كأنها قنبلة انفجرت فيه، اهتز كيانه وصعق لسانه عن الرد حين بادرته مبتسمة ومتفاجئة بوجوده على مقربة منها." هاي.كررتها مرة أخرى ظناً منها أنه لم يسمعها، لم تُدْرك أَنَ لسانه قد شُلَّ تلك الوهلة، "من أين يخطر ببالها ما يختبئ بداخله تجاهها؟" من نظرتها بدت له كما لو كانت بالنسبة له مجرد فتاة سوداء، مَرَت من أمامه ليلة وتلاشت، من أين تعلم بفحوى تلك المجازفات والجولات والإحباطات بحثاً عنها؟ كان لابد له أن يَغْتَنم الثواني قبل أن يقتحم الوحش المكان من جديد."إفْتقدتكِ منذ تلك الليلة.ابتسمت، وردت متسائلة."هل أَذْكُرك؟"طبعاً لا تذكرني، كانت ثملة وأنا لم أنتهز الفرصة لإحداث شرخٍ في ذاكرتها" سرَ لذاته وهو يتلفت خشية عودة مفتول الجثة، أخرج هاتفه بسرعة وذهب للصورة المَحْفُوظَة فيه كأنها قطعة ماسٍ، تجرع كأسه وقال بنبرة من يريد ثقب طبلة أذنها لشدة الضوضاء في المكان، قرب الهاتف من وجهها."هل تذكريني؟في تلك اللحظة كان ثمة جبلٌ يقف وسطهما وسد نفسه الذي كاد يختنق به، إذ رفع رأسه ورأى ثكنة تغلق الطريق، أنْقَذه صوتها الذي هتف في أذْنهِ وهي تضحك غير عابئة بالجبل المشدود نحوها."أُهه، ألم تعثر عليها بعد؟ هَزَت رأسها وهي تنظر للمفتول البنية الواقف كجدار بينهما واستطردت قائلة وقد علا صوتها إثر ارتفاع صوت الموسيقى في المكان." الحب الذي يشقيك بيعه لغيرك قد يسعده."هذه هي فتاتي، لولا التَلَّة العثرة أمامي" قالها في سره، ليُفاجَأ بالمرأة تلتفت نحو صاحبها الهضبة قائلة بنبرة تعاطف معه."يعرض صورة في هاتفه الجوال يبحث عن صديقته، هل هي صديقتك؟ سألته ثم عادت للرجل الآخر بنبرة معاتبة."انظر كيف يحبها؟تجرع الهرم الواقف بينهما كأسه دفعة واحدة سريعة ونظر لها وهو يبتسم، قال بلكنة أمريكية غائرة."ساعديه، ابحثي عنها معه.قال جملته وانْصَرَف نحو مجموعة يبدو أنه انْشَق عنهم لينْضَّم إليهم من جديد، دَنَت السمراء منه معرفة عن نفسها.<br ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678622
احمد جمعة : -خريف الكرز- رواية مُنعت في بعض الدول. ج 17
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة اغْتَصب منهُ البحر الدنيا وهو مازال مَيْعَة عمرهُ، اخْتَلسَ في غفلة روحه الغميقة، تركه مُسْتَلباً لغربان الغروب المنكوبة، تُرَدّد صداها صوارٍ بدون أشرعةً، إذ مزقتها الريح، أَخَذ منهُ البحر زهرة زَعْفَرانه، لم يَبْقَ معه وقت، فقد عبرت الغيوم راكضة من فوق صحرائه، حل الجفاف، يَعْرجُ الزمن بلا عكاز، بطيئًا لا يكاد يمضي حتى يرجع للوراء رغم أن العقرب لا يتوقف، مسكونًا في جوف قاع، حين يغمض عينيه يرى مزيجاً من الحوريات الجميلات أَسْدَلنَ شعورهن عند قدمه المبتورة، رأى نجوم الماء يضئن القاع بألوان المرح، زالت في طرفة عين شوكة المخاض، عند شرفة المَنُون، خرج من رَدى وغاص يسبح مع النجوم الساطعة تحت الماء."صَل الصبح واسْتعذ بالله،أَنْتَ في ظلّ الدنيا ما زلت حياً ترزق.كانت نجوماً تتساقط من السفح إلى الأعلى في الماء، لم يسبق أن رأى النجوم بقربه، هل حان الموعد؟ هُمُود النَفَسْ بدأ ينزل شراعه، سار نحو النجمة الأكبر سْنّاً بين النجوم وفيما هَمَّ بالقبض عليها انْبَجَست بين يديه وغَدَت أسراباً من ضوء.كان صوت أذن الفجر قد انْشق من طرف المسجد القديم شبه المهجور والذي لا يَئِمه سوى ثلاثة أو أربعة من سكان الحي أحدهم أعمى والآخرون أصابتهم الكهولة بمقتل، فلم يكن لهم خيار سوى هذا المسجد العتيق الذي هجره المصلون من سكان الحي لقربه من دار دلال، وتهاوت جدرانه، حين رفع رأسه وجد نفسه غارقاً في ظلمة أحلك من ظلمة ذاته المكسورة."يا ذروة الله، لِمَ أَيْقَظتني من رُؤْيا خَلاَّبة؟تلفت حوله تلك اللحظة، صَمْت، عتمة، سكون مُروْع له رنين الكَبت، تَحامل على نفسه واتكأ على الجدار ثم سار نحو الفناء متحسساً طريقه عبر الحائط ، حتى بلغ عتبة الفناء، تدثر ببطانية كانت على كتفه، وجلس يتأمل السماء التي اخْتفت منها النجوم وبدت قاحلة إلا من هَجسْ بدا له كالصوت الذي سبق انْقضاض سمكة القرش عليه، كان وجهه قد خدر من شدة البرد، وأطرافه ارتعدت ليست بفعل البرد وإنما من هول الحلم المدوي الذي صحا منه، كان قد أغمض عينيه عند الغروب، ونَجْواهُ تَوقفت عند سكة جوري التي غابت منذ يومين عن الدار بعد أن ملأت البيت بالطعام والشراب والزيت، جَنَّتْ كل الكائنات الحية من حولها والجماد الساكن من غيابها، أَشاعت المرارة حتى عند العجوز الكفيفة التي ما فَتِئت تقتات من سرد الأخبار عنها، في غَفْلة من ذات غروب مَضَت كالريح تروي المسافات التي تعبرها، تركت وراءها شغاف قلبه وقد اكْتوى بجمر لم يعد يحتمله، ليس الحب الذي يُحركه بل وجودها حوله في الدار، كالرئة التي بدونها لا يتنفس الجسد، فالعاهة القاطنة جسمه لا ترغمه على تحمل غيابها عن الدار، لا رائحتها ولا همسها ولا طيفها، لا يحتمل البيت بدونها، حتى وهي بعيدة، يسمع رائحة نفسها، حتى رائحة البصل وهي تقطعه تفوح منه نكهتها، كأنها هي من تُضْفي على الأشياء رائحتها. عندما نادى المؤذن إقامة الصلاة، ود لو تسعفه ساقه في هذه اللحظة كطرفة العين، لو يفر من الدار، بحثاً عنها، لو يقتفي أثرها بين الناس يسألهم، لو يمر بدار دلال قد تملك إجابة، يومان كأنهما دهران."في البحر، كنْتُ أعْرف أَنها تَنْتظرني، أما الآن فالله أعلم.كانت العجوز رقية تزحف عند الباب وقد بدا نور الشمس الباهت كأنهُ اسْتَيقظَ للتو بعد سبات، أَطل من فوق جدار الدار وانْسَكب على الفناء، جاء رَده على كلماتها التي وَبَختهُ على جلوسه هنا يلعق جرحاً طالما نَبَهَتهُ بأنه على موعد معه طال الوقت أم قصر."العشق الذي يَشْقِيك، بِيعه لِغَيرك، تعرف من أَعْني بكلامي؟كانت تجلس وراءه، فيما عَلَت أصوات زقزقة العصاف ......
#-خريف
#الكرز-
#رواية
ُنعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678846
احمد جمعة : -خريف الكرز- رواية مُنعت في بعض الدول. ج 18
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة تحمل الغيوم الإنجليزية في الشتاء زخماً من المفاجآت، هكذا يعتقد البريطانيون، الأوائل، غُزاة الدول ما وراء البحار، فهم ذلك من قراءاته المسائية عند خلوته، بعد أن تستهلكه أنجيلا وترميه في نهاية الليل، فرغم التخطيط والمجازفات والتحري الذي أَدارته هي وأصدقاؤها الغامضون، لم يَطْرأ في خياله أن تكون الحياة بالسهولة التي لا يتوقعها، فبعيداً عن عالم أنجيلا وعصابتها الضبابية، لَهْثَ وحده بالتحري، عبر كل مقاهي وملاهي لندن والضواحي، استمر في تَعقب كل مؤشر خطر بباله، واقْتَفَى بِجَلَد كل أثر يدل على احتمال وجودها فيه، الفنادق والسوبرماركات، والباصات منذ الصباح حتى المساء، ضجر بعض الأوقات النزقة، ولكنه لم يَسْأَم، كان يَتَبَرَّم من نفسه حين تشتد معاناته ويشتعل ولهه لها، ولكنه أنكَّب يبحث ويتقصى ودأب من غير كلل على ملاحقة كل شاردة وواردة في المدينة والضواحي للوصول لمجرد علامة على وجودها في المدينة "لم تكن سوى ليلة، بل ساعة صنعت بداخلي بركاناً" يردد هذه العبارة وغيرها في سره عندما يشعر بأنه تقاعس عن المطاردة، على هذا المنوال رَكَضت الأمور متتابعة في خط متعرج ظل يمشي الليل بالنهار عليه، حتى صادفها ذات مساء أمام عيادة صغيرة للأسنان بضواحي المدينة، ومعها امرأة تكبرها بسنوات، ظهرت مشرقة الملامح، بيضاء البشرة، من رَوْنَقها بدت قريبة لها، فيما أطلت هي وقد صبغت شعرها بعد أن قصته، برزت أكبر من سنها حينما عرفها من قبل، أَضْفَت أصباغ الماكياج عليها التباساً في العمر، حتى عينيها برزتا من على مسافة مختلفتين، لونهما تغيرا، خمن لِتَغيرّ العدسات، شدته لوهلة وكأنه قد رآها في الحلم، أيقظ ذاته من حالة الاشتباه والبَلْبَلة وقد زادته رؤيتها بهذه العفوية تشويشاً، عاقه عن التصرف بسرعة حتى دَلَفَت العيادة من غير أن يُحَرك ساكناً، لم يُفكر أنها رَأَتهُ فقد انْشَغلَت بالحديث مع المرأة الأنيقة التي تكبرها "يا ترى من تكون؟" كان الطريق خاوياً من السيارات والمارة، وبدا الطقس غائماً يوشك على الرذاذ كما في الصباح الباكر، كان هناك مقهى أو كافتيريا صغيرة عند مدخل الطريق وثمة مقاعد خارجية جلس عليها أربعة أو خمسة من الرواد يحتسون الشاي وبدا أحدهم يحمل جريدة راح يتصفحها، هل يقتحم العيادة ويحدث جلبة أم ينتظر على الناصية وقد تتلاتشى كما المرة الماضية بينما كانت إلى جانبه؟ يبعد المقهى بضعة أمتار وثمة سيارات من وقت لآخر تعبر الطريق وتختفي عند الضفة الأخرى منه. تطلع للسماء فوقه فوجد السحب تكاثفت وتكتلت في بقع سوداء داكنة مما يوحي بغزارة المطرة التالية، راح يجول ببصره في المكان مُتَحرياً عن ملجأ يأوي إليه فيما لو أمطرت ولم يستطع ولوج العيادة أو البقاء تحت المطر، لم يجد سوى المقهى الذي لو اقتحمه فلن يضمن رؤيته نَفاذ المرأتين من العيادة، أَنْهى حيرَته وتقدم بحذر من بوابة العيادة، فتح شباك الباب الخارجي الذي أصدر صريراً، ثم دفع ببطء وحذر باباً زجاجياً ضيقاً بعض الشيء، أطل بوجهه ليجد أمامه مكتباً صغيراً يفصل الواجهة عن صالة أخرى جلست عليه امرأة خمسينية، بدينة، ابتسمت له حال بروز وجهه، واضح من هيئتها أنها كانت تنتظر منه التقدم نحوها، ولكنه نظر للأمام بحثاً عن مزيد من الرؤية للمكان، تعمد أن يرسم سَحْنة من يبحث عن شخص آخر، لكن المرأة البدينة ذات الشعر الذهبي الصارخ بادرته وما زالت تطبع الابتسامة الدائمة كما تبدو."أَيٍ خدمة أُقَدمها لَكَ؟أنقذه رجل ومعه طفل صغير خرجا من صالة انتظار في جهة ملتوية من المكان، اسْتغل الفرصة وتسرب منها ليقف وجهاً لوجه مع شيري.****أقل من ساعة مُتَحَجرّة فاتت شابها الس ......
#-خريف
#الكرز-
#رواية
ُنعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679154
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 19
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كان نهاراً ماطراً بدا كأسيجةً على الليل، البرد لا يقاوم سرى حتى في الحجر عندما تلمسه يبدو لك كقالب الثلج الذي له دلالته عند سفيان في الصيف حينما يأتي به السائق من مصنع والده الصغير الكائن في ضاحية العاصمة قرب قرية صغيرة يُطلق عليها أم الشجيرة، اختفت الروائح العفنة من الشوارع رغم تراكم الزبالة عند بعض المنازل وفي الممرات والطرق المُكْتَظة بالمستنقعات والأوحال نظراً لتواصل هطول الأمطار، بدا الشتاء في ذروته وهو يوشك أن يختتم آخر صقيعه، إذ كان شهر فبراير قد شارف على الرحيل وجرت بعض احتفالات قرب مقر قوات الاحتلال عند القاعدة العسكرية شمال مدينة المحرق مع توارد أخبار الهزائم الشنيعة التي تعرضت لها جيوش هتلر، كانت البحرين التابعة للاحتلال تذيع أخبار تلك الهزائم، أَوْقَد السكان المدافئ رغم نضوب الفحم، حالها حال المواد الغذائية التي اختفت أو تم تخزينها، صار الناس يستخدمون الأخشاب المهترئة ومخلفات الحطب الذي يُجْمع من بعض المحارق التابعة للبلدية، في خضم هذا الطقس الجارف الذي أجبر السكان على البقاء في منازلهم، توسل تقي السائق رغم تحذير والده عبد الرحيم المرجاني للسائق بعدم المغامرة والخروج في هذا الطقس، ربما حماية للسيارة الوحيدة لديهم، لكنه هدد السائق مقبول وغافل والده وأرْغَمهُ على عبور الجسر، وصولاً لمنزل راشد.حمل معه أكياس الفحم والجريش والأُرز والسكر والملح والسمك المملح والمجفف الذي عادة يتم تخزينة وحفظه منذ أواخر الصيف وبدايات الخريف مع وفرة الصيد لمثل هذه الأجواء الباردة والرياح الشديدة التي يعجز فيها البحارة عن بلوغ البحر، وتصعب عليهم الحياة أكثر حيث تنقطع أرزاقهم، جلب كل تلك المواد، ساعده السائق على حملها، ثم طلب منه أن ينتظره في السيارة رغم شدة البرد الزمهرير. لم يكن هناك مارة وسط هذا الصقيع وإلا ثار فضولهم وجود سيارة قرب المنزل المعزول، سأل عن رقية الكفيفة أخبره راشد بأنها بدأت تتخيل أشباحاً لأشخاص من أهلها توفوا منذ سنين وقد عادوا يزعجونها، كانت تصرخ طوال الوقت وتدعو عليهم بالمرض والموت لأنهم راحو يهددونها بسلب المنزل منها، كما بدا يتهيأ لها رجال ونساء يدخلون ويخرجون، تفسح لهم جوري الطريق، وأَقْسمت له بأنها رأت جوري عدة مرات تتسلل في الليل وتضع عند باب غرفتها حفنة روبيات، وقدمتها له، لكنه ضحك وفسر وجود المال معها منذ سنوات كانت توفره، جلس الاثنان في غرفة راشد حولهما إبريق الشاي وبعض الجمر الذي يوشك على الانْطفاء."يبدو أن عمرها بدا ينطفئ لشدة ما عانت في الحياة.قال راشد ذلك وهو على يقين كما بدا من أُفُولها، كان وحده يلملم حياته بعد اخْتفاء جوري، واعتاد العمل والخروج ومتابعة البطاقة التموينية التي أقرتها السلطات الحكومية بترتيب من المستشار البريطاني، صار يتكئ على عكازه واعتمد على نفسه تدريجياً، فلم يكن هناك بديلٌ من تَجَشّم النهوض لرعاية نفسه ووالدته، الصعوبة الوحيدة التي ظلت تلاحقه عدم قدرته على العمل في وقت أضحت فيه الحياة شاقة وعسيرة، فكر تقي له في عمل يتماشى مع قدرته لكن أفضى به ليأس في وقت اسْتَعْصى على الأسوياء الحصول على عمل خاصة بعدما تَشَبعت شركة النفط بالعمال الذين هجروا الغوص والتحقوا بها."الزمن لغز لن تعرف حله أبداً.رد عليه راشد وقد اكتسب حكمة من تأمله الدائم في حالته."لا بل تعرف حله عندما تعرف أين اخْتَفت جوري، لقد ضاعت منا.قالها بحسرة، وقد غَصّت نبرته بألم خفي أظهرت ملامحه الصارمة وهو ينطق اسمها، ما لفت انْتباه الآخر تقي، هو قوله "ضاعت منا" وكأنه أَقَر بنصيبهما فيها دون غِيرَة أو ضَغِينة كما تَبَدَّى في ا ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679551
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 20
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حث نفسه بعدم التسرع في إبْلاغ تقي على الانقلاب الجسدي الذي أَحاله لرجل ضاري الشهوة، يعرف بأن هذا الحدث سوف يعيد للرجل توازنه ويزف للأسرة البهجة، لكنه خشي أن تكون تلك الحالة طارئة ومتعلقة بشيري فقط، ونتيجة اختلال هرموني عَرَضيَ، ضحك لدى عبور هذه الخاطرة بذهنه وشعر برغبة تحركه هذه المرة لأنجيلا "غابة سوداء لامعة تستدرجني وهي نقاهة ثانية أنال بعدها الجائزة الفخمة وأزف حينها لتقي البلاغ اليقين" غير مصدق هذا التداعي بعد الليلة الشَجِيّة معها"ماذا جَرى لهرموني؟" طوى الرواية التي يقرأها واحْتسى ما بقيَ في كوب القهوة السوداء، أسرع بالهروب للشارع وكأنه يريد أن يضاجع كل فتاة يلتقيها في تلك اللحظة، استرجع وجه أنجيلا، رأى وحشاً ساكناً في جسدها البارد، توقع أن يكون وراء كرة الثلج تلك كُرةٌ من النار تحرقه" لاشك أنها الغيرة" خَمَن فتورها نحوه لشعورها العائد إلى آبائها، وربما هدَرَ كرامتها، لكن عاد وغير توقعه حين أدرك للمرة الثانية أنها كانت وراء دعمه ومساندته في العثور عليها وتعرف أنه مغرم بها حتى العشق ولم يسبق أن أبدت أي مسحة من الغيرة طوال المدة التي كان يتحدث عنها" إذن لماذا تأتي الغيرة الآن؟" نظر لساعته وجدها الثانيةَ عَشْرَة وست دقائق، اليوم نهاية الأسبوع وهي عادة في هذا الوقت، اما بشقتها أو تجول في أحد المجمعات التجارية أو مع مجموعة من الرجال الغامضين الذين كثيراً ما صحبتهم، فكر أن يُعرّج عليها، لم يعد يحتمل منظرها معه في آخر لقاء"كيف للعاطفة أن تَجِيشَ بهذا الزخم والشغف السريعين؟ لم أكن حتى أميل لها" وضع الرواية تحت إبْطه بحث وهو يسير في الطريق عن مخزن لبيع السجائر حتى صادف واحداً في زاوية من محطة بترول السيارت، دَلفَ واشترى علبته مع قداحة، فكر أن يأخذ معه شيئاً يفاجئها به"ماذا تَحب؟ ما هو أفضل شيء في هذا الوقت؟" اقتنى علبة كرز وعلبة صغيرة بلوبيري، ثم خرج من المخزن وسار بضع خطوات ليطل على الشارع العام متطلعاً لسيارة أجرة. كان الشارع مزدحماً بالسيارات ويستحيل أن تقف أية سيارة له، سار بضعة أمتار، كانت الحرارة في النهار مرتفعة قليلاً وهناك غيوم في السماء حَجبَت الشمس والهواء ما أشاع الرطوبة في الجو، شراؤه الكرز والبلوبيري أفاض فيه الحماسة لفكرة زيارتها المفاجئة، ظل يعدد الأفكار ويفرز الكلام الذي سيقوله لها، ورغم شهوته المباغتة نحوها ورغبته في اختبار آخر لذكورته، لكنه لن يبادر بالإفْصاح عن ذلك الشغف الذي داهمه تجاهها، كما شعر بقلق ربما نشأ عن إحساسه بالندم من خيانة شيري، حتى إنه أفسد الهدية التي يحملها وفكر بأنها رشوة رغم بساطتها"هي تعشق الكرز والبلوبيري"خاطب ذاته سراً ومضى ينتظر سيارة الأجرة مع احتقان الأفكار في رأسه، فكر أن يحتضنها ويقبلها ويشعرها بأنها جميلة ومثيرة، بل وأخَّاذة وهذا ما لم يفعله طوال مدة معرفته بها القصيرة، ربما شعرت بأنها غير مطلوبة، نَقبَ في ذاكرته عن كل المشاعر الرقيقة والمثيرة التي سينثرها حولها شرط ألا تكون على حساب حبه لشيري.ركب المصعد، ضغط على الرقم2 ثم سرعان ما ضغط على الرقم 5، كان عقله شغالاً بالتفكير والتحليل، لم يركز على رقم الطابق الذي زاره من قبل مرة سريعة قبل أن ينزل معها، سار في الممر المَفْروش بسجاد رمادي مخطط هادئ اللون، فكر، قليل من العمارات السكنية تُفْرش ممراتها بالسجاد، ثم انْتبَه لأفكاره وابتسم"هذا وقت التفكير في ممرات وسجاد العمارات؟" مضى نحو الشقة رقم6، كان الهدوء يغلف المكان ورائحة تنبعث من الطابق كله لا يعرف مصدرها، ضغط على الجرس وانْتَظر، كانت الساعة الواحدة ودقيقتين، تسارعت نبضات قلبه دفعة واحدة مباغتة ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679789
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 21
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة توحد راشد بالصلاة، جعلها مثواه تُسَكّن آلامه الجسدية والروحية، حلقت به الصلاة لمقر روحي لا توجد فيه سوى الجنان والغلمان والحور والأنهار وكل ما ذُكر في القرآن، كان يصلي في اليوم أكثر من خمس صلوات، ويذهب للمسجد على عكازه خمس مرات ثم يعود ويصلي في الدار عدة مرات ويخاطب طوال الوقت نفسه، لا يتوقف عن الكلام إلا حين يُرْهَق ويعجز عن فتح فمه، وَصَمَه البعض بالجنون ووصفه الجيران بالوفاء لزوجته لكثرة السؤال والدعاء لها بالجنة، كان طوال النهار يدعو لها وفي الليل يستغفر لها ويأمل من الله أن يغفر لها ويسامحها وكان إذا عجز عن الكلام تغرق عيناه بالدموع، عاش بعد وفاة والدته رقية التي لا يذكر أحدٌ من الحي أن لها أسماً آخر غير رقية، اقْتات وتدبر أمره على صداقات الجيران وما ترسله له دلال بين فترة وأخرى من مساعدة بعد أن أغلقت دارها واكْتفت بمنزل صغير وسط الحي بعد أن افْتتحَت لها بجانبه دكاناً صغيراً لبيع السلع الجديدة الطارئة عقب انْتشارها بعد نهاية الحرب، كالمعلبات الغذائية مثل معجون الطماطم والأناناس، بالإضافة لصابون الجسم وعصير البرتقال والبسكويت وغيرها مما تدفقت على البلاد. كان عبدالرحيم المرجاني والد تقي أحد وكلاء هذه السلع، انْقلبت الحياة في المنطقة وتبدلت، بتحول دار دلال إلى مقر لنادٍ رياضي لكرة القدم في الحي يَؤمه شباب المنطقة، هُدِم المسجد القديم المهجور القريب من منزل راشد وأُعيد بناؤه وبدأ يؤمه السكان، كما تداعى منزل راشد وأصبح قابلاً للانهيار في أي ساعة بعد اندثاره من الداخل والخارج، تشققت جدرانه وانطَرت أعمدته كما تدلت بعض أخشاب سقفه، ومع ذلك لم يتبرع أحدٌ بلفت نظر ساكنه أو حثه على مغادرته لعلم الجميع بانعدام قدرتهم على تدبير سكن مقابله، ظل يعيش داخله ولم يطرأ تغيير سوى من جاره بو احمد الذي بادر بتمديد تيار الكهرباء له ليضيء مصباحين فقط، واحدٌ في الفناء والآخر في غرفته، أما الشجرة وسط الفناء فقد بادت واحترقت أوراقها ثم تساقطت ومحتها الشمس والرطوبة من فوق الأرض ولم يبادر صاحبها على كنس بقاياها، ظلت أغصانها شاهدة على وجود حياة فيها ذات مرة، فسر البعض ممن وَلَجوا المنزل لتوصيل غرض ما للساكن، موت الشجرة جاء حزناً منها على رحيل صاحبة الدار رقية الكفيفة.واصل راشد بحثه الدائم عن جوري بين وقت وآخر رغم ترحمه عليها وطلب المغفرة لها، تابع بلا كلل يسأل كل من له علاقة بها، طرق الأبواب في المناسبات كالاعياد وخلال حلول شهر رمضان لعله يسمع خبراً أو يَشْك في نبأ يدور حولها، ما أنفك على هذا المنوال حتى حدث وصادف صبياً صغيراً لحق به وهو عائد من المسجد عند صلاة المغرب وصرخ فيه بصوته الجهوري."رأيت جوري تركض، رأيتها على ساحل البحر.سقط عكازه، وجَمَدَ في مكانه، سمعه جاره الخارج من المسجد للتو وكان يمشي خلفه وقد تناهى له ما صرح به الصبي، الذي كان حافياً ويرتدي ثوباً رقيقاً تغير لونه، بدا رمادياً مما لا يعرف كيف كان قبل ذلك."دعك من هؤلاء الشياطين، إنْهم يَهْزأون منك.أقسم الطفل مرة أخرى أنه رآها، فزجره الرجل وأسرع والتقط العكاز ووضعه في يد راشد الذي ظل منتصباً في مكانه. "لا تلتفِت لهؤلاء الأشقياء، ترحم عليها وادعو الله أن يغفر لها ويسامحها ويسامحنا جميعاً"آمين.مضى كل من الصبي والرجل ومَكثَ راشد مكانه يتلفت حوله، اشتم رائحة البحر، خُيِل إليه صوت الأمواج تتلاطم بقربه، مَيَّز هذه الرائحة وأنْصَت للصوت وشَخَّص أنه البحر إياه الذي غدر به، لا بل القرش هو اللعنة الإلهية التي تكمن وراءها ولاشك في حكمة السماء، تقبل الأمر من جديد بعد سماع صوت الصبي وهو يذكر ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680230
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 22
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة بلل الندى المسائي وجه الأشجار الصغيرة عند واجهة مدخل الفندق الخارجية، وقف تقي يتأمل المنظر العام للطريق الذي امتلأ بالمشاة الذين بدوا كعادتهم الدائمة التي لاحظها تقي منذ أربعينيات القرن الماضي لدى نهاية الحرب، وهي ظاهرة السرعة والهرولة وكأنها نهاية العالم، هذه الملاحظة نقلها لولده الذي أشار إليه من بعيد وهو قادم عبر شارع ريجينت وقد حجز سيارة تاكسي. "تعلم سفيان أنهم أسرع منا على الدوام في المشي، منذ الحرب العالمية الثانية؟لم تفت سفيان تلك الملاحظة إذ أضاف عليها."بعكس قيادتهم السيارات، فهم بطيئون. في السيارة التي أقلتهما، لم يفصح سفيان عن وجهته، فقد انْشغل بتدبير السؤال لوالده مذكراً إياه بوعده. "متى تروي قصتك تقي؟عندما انْخَرط الأب يحك أنفه بإصبعه فَطِن الابن أن والده يبحث عن مخرج للتَنَصُّل من وعده، أدرك أن تلك القصة التي وعده بروايتها قبل التطور الأخير الذي طرأ على حالته وعودة الصورة الطبيعية للجسد مكانها قد تبقى طَيّ النسيان، كانت روايته لسيرته الشبابية ترمي إلى مشاركته الحياة من خلال فضح الأسرار وكشف المستور حتى تتحلل العلاقات وتصبح شفافة، ظلت علاقة سفيان بوالده هو بالذات من دون بقية إخوته وأخواته مفتوحة على شرفات المصارحة والعلنية، تبادلا الكثير من الأسرار والاعترافات خاصة خلال مرحلة معاناة سفيان وفراره من وجوه الأسرة والمجتمع، كان تقي الوحيد مع جميلة الذي شَرَع نافذة وأطل منها على عالم ابنه السري، فما كان من الابن إلا أن فتح هو الآخر من باب المزاح شرفة أُخرى بحث فيها عن الشفرة السرية للأب."أنت تتملص.قال سفيان وهو يعتزم الوصول للحانة التي التقى فيها أنجيلا، أو كما أسماها بنفسه حانة الفتاة السوداء.اختار سفيان المكان لكونه يضم روادَّ من مختلف الأعمار، كهولاً وعجائز وشباباً ومراهقين، كانت حانة على الطراز الاسكتلندي شعر من خلالها بأنها تقرب بين مختلف الأعمار من روادها وهذه الخصوصية انتقاها لجر والده لحديث يعود به للسنوات الخوالي، آثر هذا المكان على سواه حتى خلال سهره مع شيري، ربما لم يَفْطِن للشعور الخفي والغائر في سريرته تجاه أنجيلا، عميقة هي المشاعر المخفية تجاه إنسانٍ ما، أو مكان ما، تتسلل للأعماق من دون وعي وتقودك للأماكن، لعل هذا الحدس هو ما دفعه لزيارة الحانة ليس رغبة في أن يصادفها، لكنه الْتَوْق لمكان ترك فيه ذكريات. حينما دلفا الحانة، تلفت تقي حوله، نظر للمكان كما لو لسعه شيء، كَبحَ صدمته وسار خلف سفيان الذي لم يلحظ ردة فعله وهو يسير أمامه، التفت إليه يبحث عن طاولة، حتى سبقته النادلة التي أَظْهرت معرفتها به، قادتهما للطاولة القريبة من طاولة أخرى مستطيلة الْتأم حولها زمرة من رجال ونساء غلبت على بعضهم السمنة المفرطة وفاضت كروشهم، توقف تقي ونظر حوله، أحس بأن المكان غير مناسب وطغت عليه جلبة الطاولة المجاورة، تنبهت النادلة التي كانت ترتدي القميص الأصفر المعتاد ذات البشرة البيضاء والوجه المألوف عادة في مثل هذه الحانات، إلى أن تقي غير مرتاح للطاولة التي اختارتها لهما فأسرعت نحو طاولة صغيرة مستديرة عند ناصية تؤدي للبار، جلسا هناك وطلبا كأسي ويسكي حدد تقي نوعه "دبل بلاك ليبل" فيما رَصدَ إثنين جالسين على الطاولة تلك، تبرم تقي الذي هو بدوره رَمَقهما يحدقان به فلم يكترث."آمل أن تكون سعيداً معي الليلة أبي؟تأمل وجه ابنه المتورد وقال بِلَهْجة ماكرة."تحاصرك الحياة عندما تُعاندها، وتُرَحب بِك في حضنها الدافئ حين تبتسم لها، طالما كررت على مسامعك أن تتقبل الأمور لأنها في نهاية المطاف سَتَتَغيّر من تلقاء ذاتها ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680709
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 23
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كانت إفيلين متجاوزة ولعها به، تجاسرت حتى بعد الحمل وترفعت عن الإذعان لشغفها وقهر شعورها بمجاراة رغبتها في الاحتفاظ به، تغاضت فترة عن التودد إليه، ثم تجاهلته إثر تهديد خالتها إيما له بعد اكْتشافها العلاقة، تركته، ثم جثت عند باب غرفته مفصحة عن رغبتها فى البقاء معه حتى بدون زواج، بدأت متعلقة به كلما زاد أهلها في الضغط عليها، كاد يفقد توازنه وتختل حالته عند التخرج لدى بلوغ سنته الأخيرة، حين رأى ابنته منها التي دعتها جيني، زاد ولعه بالمرأة والبنت ذات العينين الخضراوين والزرقاوين معاً، ضحك في سره وقد تَخَيَّل عبدالرحيم المرجاني، حينما قضى الشهور في حريق داخلي متخيلاً الرجل يُحدق فيها وماذا سيرى في تلك العينين؟ هل يعترف بأن هاتين العينين لحفيدته؟حين حل موعد العودة للديار وتراءت له سماء البحرين تأخذ لها طابع القوس قزح من خلال عيني ابنته جيني، حينما تداعت الذكريات تزهو بألوان البحر والسماء والأشرعة ونكهة السواحل، حين أجفل عند تناهي همسات النساء في المنازل العتيقة وهن ينتحبن على الغاصة الذين انزلقت بهم النعوش الملفوفة بقطع القماش لتستقر في جوف البحار البعيدة عن الديار، هذه الصور المستمدة من ذاكرة أحياء المحرق وقت كان يغزوها من أجل جوري، أعادته الذكرى بالديار لدى هبوب رياح الشمال الإنجليزية حين بدأت تلوح في الأفق ملامح العودة بعد سنوات الدراسة، وقبل أشهر من إنتهاء مهمته التي سخرها له المرجاني، زاد شغفه بالعودة وانتهز فرصة الاستعداد لها ليبدأ بالتخطيط للمهمة التي تنتظره بعدما أنجز ما عليه، لم يبق سوى عقبة تغض مضجعه وتجعله يتقلب الليل على فراشه فاقداً عقله بالتفكير في كيفية الخروج من مأزق إفيلين وابنته منها."كيف أُطفئ هذا الحريق؟ لاح له في أفق السماء شبح عبدالرحيم المرجاني، من أبرز رجال أعمال حقبة الحرب والاحتلال، تنامت ثروته إبان الحرب العالمية الثانية بفضل حاجة البلد وقوات الاحتلال للكثير من السلع التي كان يستوردها من الهند والعراق عن طريق البصرة، ولشدة حرصه على حفظ هذه التجارة وتنميتها اكتسب خبرة نفسية واجتماعية مكنته من نسج شبكة واسعة بين ضباط وجنود القوات البريطانية في البلاد، لم يتردد حتى في رشوة بعضهم بشيء من الهدايا المحلية الصغيرة التي كان يَنْفَحها على سبيل المكافأة نظراً لتسهيلهم أموره حتى بلغ عتبة مستشار الحكومة.برع المرجاني في إتْقان العمل وحَذَق فيه حتى بلغ عشية نهاية الحرب العالمية الثانية من تأسيس شركته الخاصة التي أطلق عليها مجموعة المرجاني وشملت أعمالها عدة مجالات منها الآلات والأصباغ ووكالة للسيارات، صار اسم المرجاني مقروناً بالتجارة والمال، وكان وقتها يعاني من بعض الأمراض التي كانت في البداية بسيطة حتى بدأ ينتابه القلق على أمواله أكثر من صحته، كان هوسه بالمال يتغلغل لروحه التي انْفَصلَت عن كل الكائنات من حوله، وهذا ما دفعه ليعول على ابنه الوحيد الذي اشتم فيه الذكاء والفطنة الغريزية للنجاح وهو تقي الذي رغم رعونته في العلاقات وانفعالاته الحادة السريعة وتطرفه العاطفي لكن الأب رأى فيه شجاعة وجسارة في مواجهة الآخرين والتعاطي مع الحوادث، كانت نظرته لتقي تتمحور حول جرأته وفطنته ومن هنا دأب على مراقبته وتحفيزه ومن ثم توجيهه نحو عالم المال والتجارة عبر ابْتعاثه للدراسة بالجزر البريطانية مباشرة بعد نهاية الحرب، وقد سهلت له علاقاته مع قوات الاحتلال سرعة توجه تقي إلى هناك قبل حتى أن ينقشع دخان الحرب. كان عبدالرحيم قد رهن حياته وثروته وأعماله بنجاح تقي في الدراسة والعودة مخفوراً بالشهادة والخبرة المكتسبة من بلاد الإنجليز. حينما عاد ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681083
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 24
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة تنفس هواء مدينة المحرق عبر نافذة السيارة المفتوحة وهي تقطع الطريق عابرةً الجسر باتجاه جنوب المدينة، ترك خلفه الاحتقان الذي فاضت به روحه المَفْجوعة تجاه والده، كان انفعاله منذ المساء الفائت قد دفعه للتصرف بغريزة طَمَرت مشاعره الْمَكبوتة، بدا في حالة من النكران لِلنازِلَة التي ألمت به، لم يستشعر حتى حزن الآخرين، ولم يَغص في أعماق مشاعرهم بعد ليلة من وصوله، تركهم وغادر الدار في صبيحة اليوم التالي لوصوله من دون أن يُعَبر لهم عن أحاسيسه وما كانت عليه، غَطَسَت أفكاره عند منزل راشد وانْغَمَست ذاته في فَرار من ألم الفَقْد تجاه عبدالرحيم المرجاني، وقد ترك خلفه إفيلين وجيني، إلى انجذاب نحو منزل المفقودة جوري، كان يصارع اخْتفاء باختفاء آخر، اسْتبدل الأب بجوري، جلبها من وراء السنين الخمس المنصرمة ومن وراء الاتصال بالغياب لتعويض الألم الآني بألم سالف. عبر الجسر وهو في حالة غضب داخلية ونكرانٍ ضارٍ عصف به ليقف عند باب منزل معشوقته التي رَجَّت به الدنيا منذ سافر ولم يدرك خبراً عن مصير اختفائها، مرت الثواني التي وقف خلالها بالباب وكأنها أطول من الوقت الذي عاشه في لندن، مرت اللحظة وقد مسحت عيناه المنطقة كلها والمنزل الذي رُمْم وتم رَأب الجدران وأُعيد رَتْق الثقوب، كان التغيير واضحاً على المبنى القديم المتهالك، حتى الباب تم تبديله لآخر خشبي طُلِي باللون البني الفاتح، شك أن يكون هذا هو المنزل الذي خاض فيه طوال سنوات الحرب أغرب مغامراته الدامية وأكثرها شذوذاً، مرت تلك اللحظة كل الصور والتداعيات وكأنها بالأمس حتى أنه ظل بُرْهة متسمراً أمام الباب خشية أن يكون قد تغير سكانه. "ماذا جري لِيّ الساعة؟ثابَ لوعيه ومازال واقفاً، طرق الباب وانتظر من دون أن يخفق قلبه، كان غضبه في ذروته لرحيل والده، وإحساسه بالغُرْبة في البحرين بعد غياب عبدالرحيم قد زاد من حدة شعوره بالسُخط على كل ما حوله، بلغ حداً من الْحنْق على ذاته ما عاد معها يشعر بقلبه يخفق من شيء، كل ما بلغه هو نزوة وحشية انْتابَته لرؤية راشد وسؤاله عن مصير جوري. عندما سمع صوت مزلاج الباب يَصّر كأنه صوت طفل مخنوق، تخيل وجه راشد وقد عَرَكتهُ السنين الأربع والنصف التي تَلاشَى فيها عنه، مع فتح الباب، بدلاً من إبْصار راشد، بَهَتَ عند رؤية جوري مُنتَصبة أمامه وقد بدت أكبر من سنها بسنوات ولكنها لاحت أبْدَع وأكثر رونقاً ونضارة، فاجأته وقد تملكها الذهول ونطقت إسمه وأغْشِيَ بصرها فَخَرَّت على الباب ثم هَوَت على الأرض.****امرأة عاقِرة، قاحلةُ سمائُها، وجهها مَزيجٌ من الْحُبور والأسى، قوس امتد بين نقطتين، النَشْوة والشَجن، زخات من النظرات الساهِمة حين فتحت عينيها والْتقت مرة أخرى بعينيه، امتلأ قلبه بِفَظاظة رغم نظراتها التي كانت تسكب شجاً لم تتمالك أن تخفيه وعلى جانبها الأيسر أسند راشد ظهره على الحائط، برز وجهه الذي شاخ حتى بدا أشبه بجمجمة مغطاة بالجلد وبقايا أسنان صفراء متناثرة، ظهرت البهجة على ما تبقى من وجهه أغْزَر مما انعكس على وجهها، بان تقي وكأنه ملاكٌ هبط من السماء وحمله من بين كفيه وصعد به فوق قمة من غِبْطَة غير متوقعة في مثل هذا الصباح الذي اشتدت فيه حرارة الطقس فجأة رغم رياح الشمال الخريفية، تَبادَلَت الوجوه الثلاثة المشاعر، كانت ملامح جوري مُقطبة واجمة فيما لاح وجه تقي مبهماً خالياً من أي تعبير أقرب للالتباس، وتَهَللَّ وجه راشد بالحبور."زالت غمامة من فوق سقف الدار، وانزاحت دُجْنَة من حولنا.كان الصمت يرنو على المرأة الجالسة ألقُرْفٌصاء، يد على خدها وأخرى تعبث في خيوط السجاد، بدا راشد وهو يحتضن ال ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681210
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 25
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "تكمن خيانة الذات في تَحْريف مشاعرك، تنازل عن هويتك الداخلية حتى لو أُصِبْت بإنهيار، فسوف تعيد بناء ذاتك من جديد، صدقني تقي.كان سفيان وتقي في طريقهما نحو شارع بلجريف سكوير، للسفارة البحرينية عندما رن هاتف سفيان ورد من دون النظر إليه إذ كان في حديث مع الآخر، ليفاجئ بصوت أنجيلا، نطق اسْمها بعفوية فَالتقط الأب الاسم الذي مر عليه من قبل. ابتعد بضع خطوات عن والده الذي وقف على طرف الرصيف ينتظره لم يبتعدا عن موقع الفندق سوى أمتار، اجتذبهما الحديث والهواء وحركة الشارع، كان الوقت قبل الظهر وبدت الشمس دافئة مع طبقة خفيفة من ضباب غير ملاحظ نتيجة الرطوبة المتخفية وراء الشمس حيث تبرز في المساء عندما تَتوارَى الشمس، مكث الأب يتابع حركة شَفتي ابْنه وهو يتفوه بالكلمات وقد بدا من هيئة وجهه وملامحه رقيقاً، كما ظهر عليه التأثر، ابتسم في داخله وتذكر أن ابْنه مدين له بحديث عن شيري فصار الآن حديثان، عن أنجيلا أيضاً. عندما رجع سفيان نحو الأب، سارع بالقول قافلاً الطريق على الآخر."أعرف تقي، أيضاً أنجيلا، صدقني لن يفوتك الكثير.ضحك الآخر ولم يعلق، وقفا يتبادلان النظرات، لاحظ تقي تردد ابنه فأدرك بأنه طرأ تغييرٌ في الخطة اليومية، اعتذر سفيان عن الذهاب للسفارة وعادا للفندق. كان الهدف من الذهب للسفارة هو الاطلاع على شروط اسْتخراج تأشيرة إقامة في حالة رغبت شيري بمرافقة سفيان للبحرين قبل أن يعدها بذلك ثم لا يتحقق الهدف ويقع في الإحراج."أعرف من نظرتك تقي، أنجيلا صديقة فقط، هناك بعض الخصوصية معها."سفيان، أنا لا أتدخل في حياتك، أنا سعيد بعلاقاتك مهما تكن، كم أنا مُبْتَهج أن أراك وقد تحررت من انْزِوائِك، لقد كُنْتَ خلال السنوات الماضية أسْتَشعر القلق على توحدك، عش حياتك من جديد وحررها من كافة القيود. غيرا رأيهما ولن يذهبا للسفارة بعد حديث أنجيلا، اعتذر من والده وسيشرح له عند العودة. حين ترك سفيان والده في الفندق، اتصل الأب بشفيقة زوجته وأطلعها على تداعيات حياة ابنها وشرح لها من دون أن يدخل في تفاصيل علاقاته بأنه سوي. أنهى المكالمة، تحسس ذقنه ثم تطلع نحو سقف الغرفة، لأول مرة منذ اعتاد سكن الفندق لمح تبايِناً في ديكور الأسقف من غرفة لأخرى، ضحك من نفسه وأدرك أن شعوره بالوحدة بعد أن غادر سفيان وتركه وراء هذه الحالة، لقد دأب على قضاء النهار والليل معه منذ حل على لندن حتى أنه بدأ يشعر ببهجة وتحسن في مزاجه وصحته التي لم يتصور نفسه أن يتعود على الشراب ليلياً ويتسكع بالساعات من دون الشعور بالإنهاك والمرض عَكْس الحال في البحرين حين يتجرع كأسين أو ثلاثة، مرتين في الأسبوع مع رَهْط من أصدقائه خلال إجازة الاسبوع، أو يمشي بضعة أمتار حتى يشعر بالإرهاق وتعاوده أحاسيس المرض، انتصب بغتة وتناول هاتفه واتصل بسفيان الذي افْتَرق عنه تَوا."كَذْب قلبك في الحب، وصدق عقلك في الزواج.رد الآخر متفاجئاً."ماذا؟أجاب الأب وقد تَفَتَحت أساريره، كما لو اكْتشَف اختراعاً."عَرفت سر الدنيا ابني، اذا دعتك امرأة للرقص، واحد من أمرين، أما أَنَّك راقص تتعلم منك، أو أَنّك عازب عينها عليك.ودعه وأقفل الخط، ضحك سفيان وهو يَلج الشقة حيث تواعد مع أنجيلا للقائها، لم تفصح له عن الموضوع وهي المرة الأولى التي تدعوه فيها بعد الصدمة التي وقعت له معها، لم يظن بعد تلك الواقعة الدامغة أن تجرؤ على الاتصال به، حين فتحت الباب وقفت أمامه بملابس النوم وقد بدا عليها التعب وقد لاح من خلال اللون الأسود المحتقن أسفل عينيها، بدت مُنْهَكة ومُضْنى، قادته نحو المقعد، لاحظ أعقاب السجائر في المطفأة وفي ا ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681612
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 26
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة بين الحلم واليقظة تمايل إيقاع الدنيا كراقصة رشيقة، مَحا الحلم يَقْظة الحياة من حول سفيان، شعور بمن آب إلى الحياة واسْتعاد وصلها بعد هَجْر منذ افْترق عن مزاياها، كانت الشهور الأخيرة التي أمضاها في العاصمة البريطانية شبيهة بالحلم من حيث تقارب الصورة بينه وبين والده تقي المرجاني الذي قضى بدوره سنوات الدراسة بلندن عشية نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ ازهرت حياته هنا عن الكثير من التجارب وها هما، الابن والأب يلتقيان عند ناصية الدنيا يتبادلان نخب الحياة التي جمعتهما في ظل مفارقة الْخَلْق حين تضطرب الأشياء وتخرج عن سياقها فتبدو الأمور مقلوبة أو معاكسة، قَدِم سفيان هنا إلى لندن وهو يحمل معاناة الكون كلها فوق ظهره كأنه "سيزيف" مع صخرته التي تمثلت في غيبوبة عاشها في الجسد الخطأ منذ الطفولة والمراهقة حتى أيقظته شيري ذات لحظة حميمية صحا من غيبوبته ليرى دنيا متباينة عن تلك التي اعْتاد عليها وانغمس في آلامها التي شبهها ذات مرة بآلام فارتر للفيلسوف الالماني جوته، كان قد قرأها صدفة عندما لمحها على مكتب استاذه في الثانوية الخاصة، وجذبه عنوانها.مكثَ الابن والأب في بريطانيا ثلاثة أشهر حتى الآن نزولاً عند مَشيئَة الابن بالرغم من إلْحاح العائلة في المنامة على ضرورة العودة للبحرين، كان هناك كثيرٌ من الالتزمات والعراقيل والعوائق التي نبتت كالفطر في الأيام الاخيرة عند سفيان، منها اكتشافه إصابة أنجيلا بالسرطان وعدم وضوح الرؤية لطبيعة العلاقة النهائية مع شيري، وخروجه من بريطانيا دون أن يحسم وينهي هذه العوائق والتي اسْتَنْتج أن بعضها من صنعه هو ذاته حيث جذب لنفسه بتفكيره السلبي الذي ولد شعوراً متضارباً بسبب الأصوات الداخلية التي أفرزت صراعاً دائماً احْتدم وَولَّد حرباً شعواء طاحنة بين شيري التي لا يتصور الحياة بدونها وبين أنجيلا صديقته التي وقفت معه وساندته وقت محنته ووحدته، هل يتركها ويهرب؟ أو يتريث ويعلق شيري التي لم يصل بعد لقرار بشأن الارتباط بها والبقاء في لندن أو العودة للبحرين، وهل توافق هي على ترك المدينة الغائمة وتندفع نحو أرض يغمرها المجهول معه؟ حين اسْتًغاثَ بتقي في نهاية الأمر بعد أن شعر بانسداد الطريق أمامه، أخذه الاب معه في جولة بقلب لندن مع دهشة واستغراب الآخر من هذا التصرف."إننا في هذه الحياة نتعرض لخيانة أنفسنا ببيع ذواتنا للآخرين، لست مضطراً سفيان للهروب من منزلك وأسرتك وبلدك في كل مرة تواجه فيها الخطأ، الأخطاء تقع أينما وُجِدَت حتى لو كنت في النعيم.أشعل تقي سيجارة في السيارة وسط دهشة إبنه، شفط منها مرتين وأعطى الآخر الذي بدوره شفط منها ثم استلها من يده وسارع بإطفائها، فيما قام سائق الفندق الذي يعرف تقي بفتح النافذة لتهوية السيارة دون أن يبدى أي اسْتهجان. "ستكون هناك أخطاء دائماً ما دُمْتَ تعيش، أنفض عنك تفكير الهروب لأنني لاحظتك منذ جئت هنا وأنت تفكر كل مرة بالهروب من شيء، اسمعني ابني، لا تهرب من أنجيلا سنجد طريقاً ما لمساندتها، ولا تهرب من شيري، أنتَ تُريدها خذها بأي حال، سواء بقيت هنا أو ذهبت هناك، تريد رَأيي من تجربتي مع إفيلين التي سأحكيها لك فيما بعد وقرر إثرها كيف وأين ترتبط مع يار.نظر الابن من زجاج نافذة السيارة، كان الوقت مساءَ والشمس استسلمت وبرزت الحركة في الشارع آلية تشير لسريان الضجر الإنجليزي عند نهاية النهار حيث يبدأ الضوء ينسكب على الأرجاء بإشاعة البرودة في حركة الناس فيما ينزع البعض للخمول، هذا ما بدا عليه الشارع من النافذة."انظر للمدينة، لا ينقصها هذه اللحظة سوى سماع كونشرتو بيانو موزارت.قهقه سفيان فيما استطر ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681977
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 27
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة في هدأة القمر وسكون الليل اللندني استشار روحه وقلبه اللذين ولدت منهما العلاقة بينهما، نَوى مباغتتها في شقتها والاعتراف لها بالحب الذي يؤدي للزواج، كان لابد من الاتحاد معها للأبد والمضي بطريق باركه الأب وباركته مشاعره واعْتزَم العبور عليه وإضرام نار الحب بغزو الجسد بعد فترة الصيام التي كان خلالها غارقاً في البحث عن سبب يبرئه من الشعور بخيانة أنجيلا. أحس لحظة براحة داخلية منبعها تحريض تقي له للخوض في رحلة الحسم بين العاطفة والشفقة، بين الحياة والرحيل، ربما شاء القدر أن يلتقي بوالده هنا في لندن خلال الشهور الماضية برفقة كل تلك الأحداث الجسام ليعرف طريقه وسط هذه الألغام التي بثتها دنيا الواقع من حوله، وقد يكون في ذلك أيضاً متنفساً للأب كي يُلقي بثقل السنين وراءه عبر الإفاضة في سكب مشاعره وفضح المسكوت عنه في حياته المديدة المليئة بألوان قوس قُزح الدنيا كلها التي خاض غمارها منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها وبعدها، لتأتي هذه الرحلة المصادفة في لندن ويندلق كأس الأسرار الذي ظلَّ يرتوي منه طوال العقود المنصرمة وحده، لعل المحنة التي شَمَلَتهما في عثرة الجسد الخاطئ الذي أوشك أن يعيش الحياة برمتها فيه لولا الفتاة التي وُلِدَت من رحم الاحتيال، لربما لم يجتمعا معاً هنا ويبدآ هذه الرحلة معاً، بين من أَوْشَك على النهاية والرحيل ومن يُوشك على بدء الحياة من أولها، بين تقي وسفيان ترَيثَ الزمن وعقد صفقة بينهما عند ميناء العمر بين خريف الأب وربيع الابن.خرج من باب الفندق وعبر من حول الحديقة الصغيرة على الطرف، تنشق هواء المساء البارد نسبياً كان الوقت يفسره انتشار الأوراق الصفراء على طول الطريق وبدا لون الخريف يغلف الأرصفة والممرات ويطبع لون الأصفر القاني على الطرقات التي تمتد على أطرافها الأشجار الكبيرة العتيقة منذ سنين، سرت في جسمه رعشة عند منحنى الشارع العام مقابل المنعطف الذي يخرجه لشارع أكسفورد وقد اعتاد الغوص بين محلاته التجارية والانْخراط في الزحمة، كلما أراد القفز لمكان يأتي بعده مكان، كانت الخطة المرور بشقة شيري واصطحابها إذا لم تكن مرتبطة، وحتى لو كانت فقد حمل لها حديقة أزهار كاملة. مرت بذاكرته عبارة كالنسمة التائهة نسي أين سمعها؟ أو ربما هو من قالها "لا تشهر حبك حتى تتأكد أن قلبك هو من وقع في الحب وليست عيناك من رأته" كانت الساعة التاسعة ودقيقتين حينما حدق فيها وما زال يجول في الشارع التجاري مستجمعاً قواه قبل العبور نحو المرأة المنتظرة، تذكر أن تقي الآن وحده في الفندق يسبح في ملكوت جوري وإفيلين مقابل تسكعه الآن وحده على أرصفة اكسفورد، فكر بالاتصال بها بدلاً من مفاجأتها، ثم عاد وانْقلَب على فكرته، وأخيراً أخرج الهاتف ورن رقمها، جاءته نغمة الهاتف مغلق، كرر المحاولة ثم أقفله وعاد أدراجه لبداية الشارع بحثاً عن سيارة أجرة ثم تذكر رقم أحد السواق دأب على الاتصال به فأدار رقمه، في الطريق راح يستمع لأغنية أجنبية لا يعرفها أطلقها السائق وبدا مستطرباً بها فيما اكتفى هو بالنظر من نافذة السيارة وراح يستعرض ويقارن الوجوه والسيارات والأصوات وبين الصور المتخيلة للحياة التي تنتظره مع شيري "إنتهى زمن المعاناة" قالها في داخله وشكر السماء أن والده أهاجَه على الانتفاض والفرار من وجه القنوط والتردد وإلقاء المرساة عند لجة بحرها الهائج بالموج والحركة والمغامرة، كانت شيري بالنسبة للأب أكثر من زوجة للابن، كان ينظر لها مثل كوكب جديد تسلل لمجموعة المرجاني الشمسية، كانت شفافة، رقيقة، مرحة، ذكية وجميلة وقارئة وشبقة وراقية السلوك، جمعت كل تلك الصفات وكانت في ذات الوقت محتالة، ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682229
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 28
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "كُنْتَ أعلم أنك ستسافر وتتركني، ولم تُشر مرة لمصيري" لم تغب تلك العبارة من بال تقي المرجاني طوال تلك السنين، كانت جوري معه في كل مكان يذهب إليه، تتوارى لأيام وأسابيع وحتى شهور، لكنها لم تتجاوز الوقت الذي تتقد فيه ذاكرته وتنتعش بالحوارات والوقائع التي أرهقتهما هما الإثنين، تذكر ليلة مصرع الضابط الإنجليزي، وصرختها المدوية حين أعلن أنه سيسلم نفسه. موسيقى الزمن الجميل المتوحش تَدبّ في أوصاله وكأنها سلك مغناطيسي يجذبه للأحداث الدامية رغم ما فيها من لذات خاطفة، لولا سفيان وشيري وأنجيلا ما انْبَلجَت الصور الوعرة التي تختبئ وراءها الصور الماجنة قبل أن ينزلق إلى لندن في زيارته الأخيرة هذه للقاء الابن المعطوب، كان كنز التداعيات والصور مقفلاً بدواعي السلامة الذاتية وربما الذهنية، وفجأة وقع ما لم يكن على البال، وقع سفيان في فخ الخطيئة مثله هو قبل سنين سحيقة، لكنه التشخيص الخاطئ للجسد هو ما فجر كنز الذكريات، حتى قفزت جوري من بين كل الركام وجلست على عرش الصور التي أَنعشها الخريف اللندني. "القدر يرسم طريقك لكنك أَنتَ من يسير عليه.من الداخل شعر بأنه ثقب غميق أجوف يسمع رنين ذاته تستجمع قطع الزمن المبعثرة وتركبها على وزن اللحظة الشاردة، وحده الصمت أطبق على الأب والابن، والليل الذي يخفي وتيرة الأحداث. جلسا عند عشبة زهرية خضراء في مقدمة الحانة إلا من موسيقى هادئة كالماء المكسور يختبئان عن بعضهما، حتى النظرات فَرّت محدقة في الأرجاء من دون أن تلتقي كما من قبل، إنه الهروب من المواجهة، والفرار من أمام الصدمة، كأن ناطحات السحاب الهوائية التي أنشأوها كانت في الخيال، شعر كل من سفيان وتقي بِقْطع اللعبة تتداعى بعكس أحلام الرجل الكبير الذي أسس الأمبراطورية المالية، لم يُشْقِيه سقوط صروح الأصنام التي عبدوها، كانت جوري ودلال وإفيلين وراشد وشيري وأنجيلا ودلال، هم الأصنام التي علقوا فيها كما فسر تقي بفلسفته البركانية تصدع الصورة التي كادت تكتمل لولا تسارع المفاجآت. كان الهدوء في الحانة الخضراء بالفندق هو ملاذ الأب الذي اسْتدعاه ليسهل الفرار من مواجهة السقوط، وحين طال الغياب تسارعت النظرات بينهما حتى كاد سفيان يفقد وعيه حين صرخ وبنبرة لفتت الانتباه حين كُسِر سكون الحانة عندما لم يطق الصمت فكاد يختنق."سأُضاجع أول امرأة أُصادفها، حتى أتحرر من قيد الجسد الخاطئ الذي فَكَت أغلاله شيري، لا أُريد العودة لمكاني السابق، ماذا لو كانت هي وحدها من تغويني؟نظر له الأب نظرة متسائلة وقال بلا مبالاة."هل احترفت التنجيم؟ أنت لا تذكرني بنفسي سفيان قبل ستين سنة، لا أقبل التنازل عن ما خصصته الدنيا لي، لماذا تخسر كل ما تهبك الدنيا؟كان هناك طبقٌ أمام سفيان راح يتناول منه قطعة صغيرة، رشف على إثرها من كأسه والتفت نحو والده."أُريد العودة إلى الديار.كان وجه تقي يشع ببريق غير مألوف الليلة بالذات، مشاعر توقظ بصيرته التي نامت وقتاً وصحت على إحساس بضوء من أيام الحرب العالمية الثانية يتسلل إلى غَوْره ويتجه نحو سفح الدنيا القديمة التي عاشها في جنوبي المحرق وقضى وقته بين دار دلال القوادة ومنزل جوري الوليفة، إحساس ممتع جعله يغيب خلال الأيام الأخيرة عن ملازمة ابنه الذي شعر بثمة حدس غريب ينبئه عن والده الحاضر الغائب مؤخراً."هل سمعت ما قلت تقي؟ أريد العودة للديار.ابتسم الآخر وقال هو يتطلع نحو النادلة التي أسرعت بالحضور فأشار لها بكأس مماثل للذي أمامه."ابني، أنصحك ألا تعود وأَنْتَ بهذا الحال، دعنا نمضي وقتنا هنا بعيداً عن الديار، لن تندم على شيء هناك سوى الحر والرطوبة وصوت ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682508
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 29
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كل شيء كان مُنَسّقاً عند مدخل الصالة، كان هناك رَفٌّ مرتبٌّ للأحذية وهي عديدة ومتنوعة توزعت على رفين غالبيتها ذات كعبٍ عالٍ، وهناك سجادة حديثة طويلة على الممر المؤدي لغرفة النوم التي على جانبها يطل المطبخ وله نافذة عازلة بينه وبين الصالة، توقفت في الصالة ووضعت مفاتيحها على المنضدة في الجانب الأيمن وأضاءت الصالة من خلال مصباح طويل على جانب بقرب شاشة التلفاز الكبير ذي الستين بوصة كما بدا، جلس على الكنبة الوردية اللون كما أشارت له وسألته أن يشاركها كأساً فوافق فيما راحت نظراته تمسح المكان من دون ان يلفت انتباهها بفضوله الذي حاول أن يخفيه وراء ابتسامته ونظرته لها فيما انْشغَلت بتحضير الكأسين، وقعت عيناه على صورة لها على طاولة مستطيلة مرتديةً بذلة الشرطة الرسمية وقد وقف إلى جانبها رجل شرطة طويل القامة وبدين الوجه تَكَهّن أنه والدها، راح يتأمل الصورة غير مصدق أنه اخْتَلى مع شرطية بريطانية، وتذكر تقي ومغامراته مع الإنجليز، فاعترف في سره، أنه أقتبس هذا السلوك من ذاك الرجل."تشعر بغرابة الموقف وسرعته، صح؟هز رأسه وهو يستلم الكأس من يدها التي بدت ترتجف مستغرباً هذه الحالة التي لم تكن عليها طوال فترة وجوده معها بالحانة، أخذ الكأس فيما اتجهت نحو مُشَغل الموسيقى ووضعت أغنية تذكر أنه سمعها صدفة "هالو" لبيانسيه، وهي غير أغنية أديل التي رددها من قبل، بدا الموقف صعباً عليه وهو يركن بهدوء إليها بينما راحت تحدق فيه وتهز خصرها بخفة مع الأغنية، كان شعوره مزيجاً من الغبطة بالمجيء معها الشقة وإحساساً متذبذباً بالخوف من مجهول ينتظره وقد تخذله الحالة لو استسلم لخوف دفين غائر منذ سنين، تجاوزه مع شيري ولا يضمن تكراره. رَشَف من كأسه، أزاح الثقل عن صدره وبدأ يميل برأسه مع الأغنية."تبدو متوتراً.ساعدته كلماتها على الاعتراف بما يَخْتلج في داخله، رد بنبرة متيقنة من قدرته على تجاوز الشعور المُرْتَبك."قليلاً.دَنَت منه وشعر بحرارة تسري في مفاصله وهي تبتسم له، سرح مع كلمات الأغنية التي تقول." مهدت الطريق لدخولك، ولم يكن لدي أي شك، بأنني واقفة في هالتك، فقد كَسَرتُ كل قواعدي" خدرت قدماه، انْتصَب واقفاً وراح ينظر للكأس بيده وشعر بتعرق راحت يده رغم برودة الكأس، فيما دَنَت منه أكثر وقالت بصوت مستفز."أَنْتَ فعلاً متوتر، هل لأني شرطية؟ هل تريد أن أَعْتقلك الآن؟ضحك في وجهها وقد أثاره تهديدها فَرَدَ عليها بنبرة واثقة لا تخلو من مسحة تَحدٍ."بأي تهمة؟رشفت بقية كأسها وضعت الكأس على المنضدة حولها وتقدمت منه وأمسكت بيده قائلة ونظرتها العميقة تلتهمه."بتهمة إغواء شرطية.ضحك مرة أخرى وقال وهو يشير لها برغبته في كأس أُخرى وهي ما زالت تمسك بيده مهددة."أَنْتِ خارج الخدمة الآن ولا يحق لَكِ توقيفي.تركت يده."لا تكن واثقاً.إنْتهَت الأغنية، تركته ودَلَفَت الغرفة المقابلة، تجرأ وأَعَد كأسه وراح يتأمل محتويات الصالة التي بدت فسيحة تملؤها مقتنيات عصرية لا توحي بوجود من يشاركها المكان من حيث التنسيق والنظافة وترتيب الأشياء، كان هناك رف صغير بمحاذاة الباب عبارة عن بار اصطفت عليه بضع زجاجات من النبيذ والويسكي وبضعة كؤوس، بدا له المكان أقرب لرجل منه لامرأة، اللوحات الثلاث الموزعة على جداري الصالة، كانت لمظلة مفتوحة على الفضاء وقد كتبت عليها عبارة relax ولوحة أخرى لمسدس يطلق رشقات من الأزهار، واللوحة الثالثة لوجه امرأة ساح ماكياجها وكُتِب أسفلها عبارة unrelax ضحك في سره ولكنه أفَّاق بغتة على دخولها المفاجئ ببذلة الشرطة، تأهب لدى اقترابها منه، أ ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682672
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 30 انتهت *
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حانت ساعة المغادرة، شرفة لندن أوشكت على النفاد، ونوافذها تتهيأ للإقفال، تذكر تقي رحلة الغوض وتلك الشرفة المشرعة على الشهور الأربعة والخمسة إذ تنأى الطيور عن الرحيل من فوق الصواري ويغيب الرجال في الأزمان الموحشة حيث يحرثون البحر لجني الماس من القاع، جواهر وعقود تعلق في أعناق نساء العالم بينما على الحافة تُبْتَر أطراف الغاصة بين فكي أسماك القرش، كانت تلك الشرفة التي قادته لمنزل راشد وجوري تتأرجح مع الريح، ساعة مع جوري وساعة مع راشد، شتات هنا وهناك، ثم فرار من وجه الألم لتسطع النجوم في سماء لندن، وتبدو السماء ذاتها، سماء المنامة وسماء لندن واحدة، جوري وإفيلين امرأتان في قلبٍ واحد. ويستذكر سفيان أنفاس النساء ولهاث الليل الطويل والشروع في الانسلاخ عن الجسد الخاطئ ثم العودة والنفي الاختياري، ماذا تبقى من العائلة في المنامة ولندن؟ عاصمة الرطوبة والغبار والحر الفتاك وعاصمة الضباب والعتمة والكآبة، تنفصل العوالم وتتفتت النجوم لتعود تتشكل في سماء أخرى. تقي وسفيان سماء واحدة وقمر تائه وأرض منفية وسعادة آنية، إنها ذات الرواية التي تشكلت منذ البداية من أرض المحرق ثم ارتحلت للمنافي الرواية تقترب من نهاية البداية، شيري، أنجيلا وإيف ودوامة أخرى من الحب والنُزوح والهجر، لكل رواية نهاية وبداية، مثل مقهى السماء تلتف حولها النجوم وتسرح الغيوم وتجتمع الوجوه كأنها خُلِقت الآن وتوشك على الرحيل الآن، حول هذه المقهى يتحلق أبطال الرواية إذ يحاصرهم الوقت الذي يوشك على الانتهاء وتقترب النهايات من بعضها كحال الدنيا وهي تشهد ولادات ووفيات، وجوه تفر وتختفي ووجوه تحتفل بميلادها كما هي الصورة الأوسع.***[لا تستطيع تغيير العالم وحدك لكن تستطيع تغيير صورته]في مقهى السماء كما أطلق عليها تقي عبدالرحيم المرجاني، حجز القاعة ورتبها في الفندق الذي يسكنه وجعل منه ليلة لصيد السعادة كما لقبها قبل أن تبدأ، جمع شيري وإيف وأنجيلا وسفيان وهو بالطبع، ومقعدان آخران ظل الجميع يتساءلون عن هوية المقعدين! لكن سفيان منذ الوهلة كشف اللغز، كانا لجوري وإفيلين التي أقسم تقي أنه لا يعرف عنها شيئاً بعد تلك السنين سوى ذكرى وابنة هي الأخرى لا تذكر سوى شفيقة والدتها. ما الذي هدف إليه من هذا الجمع؟ جميعهم تساءلوا لكنهم حضروا وتركوا السؤال معلقاً بلاد جواب، اكتفوا بالاحتفال الذي رسم صورته الرجل الذي مات وعاد، كما علق الابن. وسط الأضواء الهادئة ذات الأسيجة الملونة تحلق الجمع، وبرزت الجدران بلون البحر وازدان السقف بالنجوم الفضية، بدا المكان كأنه قرية سماوية معلقة خارج الأرض وهؤلاء سكانها فقط." يقيد المرء منا نفسه بنفسه لأنه عاجز عن رؤية ذاته حرة، آمل منكم جميعاً أن تتحرروا الليلة من كل الأغلال، الحب، المرض، الهجر، الفقر والضياع.صمت برهة ثم واصل مستدركاً وهو يبتسم."لكن يمكن التغاضي عن الاحتيال.ضحك الجميع ثم ساد الصمت برهة كسرته خطوات اثنين من الندلاء دلفا يحملان بعض الأطباق غير تلك التي على الطاولة الدائرية التي حرص منظمها أن تكون على هذا الشكل."أنا سعيدة لمجرد أني هنا، لا تعنيني الشكليات.قالت إيف تلك العبارة وهي تنظر بإعجاب نحو تقي الذي تلتقيه للمرة الأولى، نظر لها سفيان ثم تبادل النظرات مع كل من شيري وأنجيلا التي بدت شاحبة على غير عادتها وقد ظهر رأسها مختلفاً وقصيراً نتيجة التأثير الكيميائي للعلاج الذي توقف نهائياً بعد أن حُدِدَ أوان الرحيل على وجه التقريب."أنا وسفيان التقينا بكم مثلما يلتقي الجميع في هذا العالم صدفة، أَرَدت من هذا اللقاء أن أترك بصمة تذ ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682823