الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمود شقير : ظل آخر للمدينة52
#الحوار_المتمدن
#محمود_شقير نتابع أخبار الحرب، من مذياع في بيت أحد أبناء عمومتي: الجيش المصري يتمكن من اجتياز خط بارليف. نسمع أصوات سيارات تجتاز الشارع المحاذي للبيت. صاحب البيت يسارع إلى مفتاح الكهرباء، يطفئ النور. سيارات الجيش تتوقف في ساحة بئرنا الغربية (أسميناها كذلك تمييزاً لها عن بئرنا التي تقع أمام بيتنا بالذات، ولم نطلق عليها اسماً، أما البئر الأخرى التي حفرها عمي الدرويش، فإنه لم يتمها لسبب أو لآخر، فظلت كذلك حتى جاء حمارنا ذات يوم، يرعى العشب من حول فوهتها الواسعة المغطاة بلوح من الزينكو، فلما مشى فوقها، لم تحتمل جرمه الثقيل، فسقط في البئر، ما اضطر أبي وأعمامي إلى استخدام السلالم والحبال لإخراجه وهو محطم الأطراف، بادي الإعياء، فأشفقت عليه حدّ البكاء، ولم يلبث أن مات)، ينطلق الجنود منها صوب بيتنا. بعد نصف ساعة تقريباً، يغادرون المكان. أعود إلى البيت فأجد أهلي في حالة من الفزع. يخبرونني أن الجنود ورجال المخابرات فتشوا البيت، واستولوا على جواز سفري، ثم تركوا لي أمراً خطياً، حينما لم يعثروا علي، بالمثول بين أيديهم صباح اليوم التالي. كنت أخشى أن يداهموا البيت مرة أخرى. اتجهت إلى بيت العم عايد الذي يقع في منحدر وعر غير بعيد عن بيتنا. فتحت لي الباب زوجة عمي، تمام (لم ترزق سوى بثلاث بنات، وحينما رزقت بمولود ذكر، كانت معنية بأخذه إلى الفتّاح كلما ألم به مرض. كان الفتاح يعالجه بأدعية كثيرة، وأحجبة تشبكها زوجة عمي على كتف الطفل بدبوس. حذرها الفتاح من مغبة الذهاب بالطفل إلى أي طبيب، لأن ذلك سيفسد مفعول أدعيته والأحجبة، فأذعنت لكلامه. وذات مرة مرض الطفل مرضاً شديداً، فلم تذهب به إلى أي طبيب إلى أن مات، فترك ذلك في نفسها حزناً ظلل حياتها طوال سنوات). نمت في بيت عمي حتى الصباح، ثم غادرته في ساعة مبكرة إلى القدس، ومنها اتجهت إلى نابلس. قصدت بيت أحد أعضاء الحزب، بقيت فيه وقتاً. جاء عربي عواد، مسؤول الحزب الأول في الأرض المحتلة، وكان يتنقل هو الآخر سراً بعد أن جاء الجنود لاعتقاله ليلاً، ولم يعثروا عليه في البيت. مضينا معاً نصعد طريقاً في جبل جيرزيم، دخلنا شارعاً تنهض على حافته بيوت متلاصقة، انعطفنا نحو اليمين، وسرنا في طريق جانبية مسافة عشرين متراً، وقفنا أمام باب حديدي مغلق، في طرفه العلوي طاقتان صغيرتان. كانت إحدى الطاقتين مفتوحة، فلم نعد بحاجة إلى قرع الباب الذي انشق بسرعة. وجدتني وجهاً لوجه أمام عبد الله السرياني الذي اختفى من وجه المحتلين منذ العام 1968، إثر المظاهرة التي قمنا بتنظيمها انطلاقاً من الحرم الشريف بعد صلاة الجمعة، فلم يعد عبد الله إلى القدس بعد ذلك، ولم يخرج من البيت السري إلا إلى السجن حينما ألقي القبض عليه العام 1974. مكثت في هذا البيت مدة أسبوع لم أغادره إلى الخارج لحظة واحدة. بقي عربي عواد معنا عدة ساعات، ثم خرج. أما عبد الله، فقد كان يخرج في ساعات محددة ثم يعود، ليلازم البيت لا يخرج منه، ولا يدع أحداً من الجيران يشك في شيء غير عادي من حوله. كانت امرأة شابة تخرج كل صباح لنشر غسيلها في الباحة القريبة، فلا تشعر بوجودنا، لأننا نتصرف بحذر شديد داخل البيت. بعد أسبوع، انتقلت إلى مدينة البيرة للإقامة في بيت سري آخر، بقيت فيه إلى أن توقفت الحرب. أثناء إقامتي في هذا البيت قرأت عدة كتب، أحضرها أحد قياديي الحزب من البيرة، كان يأتي لتفقد أحوالي مرة كل يومين، من بينها كتاب "الحركة الاشتراكية في مصر" للدكتور رفعت السعيد. صاحب البيت الذي أقمت فيه عجوز يمشي على قدمين واهنتين ينز منهما الدم، وكان وحيداً معذباً يق ......
#للمدينة52

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766675