سعيد هادف : ملف خاص:النخبة المغاربية الجزء الثامن : الحركة القومية التونسية: النشأة والمسار
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف في حلقات سابقة من الملف، حاولنا رصد المحطات المؤسسة للنخبة التونسية الحديثة؛ بدء بالجيل الأول الذي أنشأ المدرسة الصادقية، ثم المدرسة الخلدونية ومن رحم هذين المدرستين خرج الجيل الثاني المتمثل في حركة الشباب التونسي، ومن صلب هذه الحركة، تبلورت الحركة القومية التونسية، ومنها خرج الحزب الحر الدستوري التونسي الذي قاد الكفاح من أجل الاستقلال.الحركة القومية التونسية (Mouvement national tunisien)، تشير في مجملها إلى الحركة الاجتماعية والسياسية التي ظهرت بداية القرن العشرين، والتي قادت حملة النضال ضد الحماية الفرنسية في تونس للحصول في النهاية على الاستقلال في 20 مارس 1956.الحركة مستوحاة من أيديولوجيا "تركيا الفتاة" التي اشتهرت رسميا تحت اسم "لجنة الاتحاد والترقي"، ومن التجارب الإصلاحية التي أجريت في تونس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كما أسلفنا في حلقات سابقة. وهي نتاج سيرورة تاريخية، قادت تجمّع الأعيان التقليديين، من محامين وأطباء أو صحفيين، إلى فسح الطريق تدريجياً لتنظيم سياسي مهيكل بشكل أفضل من قبل نخب جديدة تكونت في فرنسا واتصفت بالقدرة على حشد أنصارها لمواجهة سلطات الحماية ورفع مطالبها إلى الحكومة الفرنسية. وكانت الإستراتيجيا التي تبنتها الحركة تمثلت في انتهاج المفاوضات تارة والكفاح المسلح تارة أخرى، حسب الأحداث التي عاشها الفضاء الميديتيراني في النصف الأول من القرن العشرين. إن الدعم المقدم للحركة السياسية من قبل النقابات العمالية القوية أو الحركات النسوية، في سياق إحياء الثقافة التونسية ، فكريًا أو موسيقيًا، ساهم في تأكيد الهوية القومية التي عززتها الأنساق السياسية والتربوية بعد الاستقلال.وهكذا استقطبت الحركة القومية مجموعة متنوعة، صهرتها في كتلة موحدة.النخبة التونسية ما بعد الجيل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــكان الحزب الحر الدستوري التونسي أول حزب قومي نشأ بتونس، شهر مارس 1920، وقد أصبح يعرف بعد 1934 بالحزب الدستوري القديم مقابل الحزب الحر الدستوري الجديد الذي أسسه الحبيب بورقيبة وعدد من زملائه في 2 مارس من ذلك العام.يعتبر الحزب الحر الدستوري التونسي تطورا لحركة الشباب التونسي التي تم قمعها قبيل الحرب العالمية الأولى. وبعد تلك الحرب ساهمت جملة من العوامل الداخلية والخارجية في عودة عناصر الحركة إلى النشاط السياسي، حدث ذلك في سياق الإعلان عن مبادئ الرئيس الأمريكي ولسن الداعية إلى تحرير الشعوب وحقها في تحرير مصيرها بالإضافة إلى تنامي حركات التحرّر في العالم، في غمار هذه التحولات ولد الجيل الثالث من النخبة التونسية الحديثة التي قادت النضال السياسي وأمسكت بمقاليد الحكم في تونس المستقلة.سمحت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، للقوميين التونسيين بالتحرك والتقدم بعدد من المطالب القومية. وقد التفت المجموعة حول كتاب تونس الشهيدة الذي صدر آنذاك بباريس بإمضاء الشيخ عبد العزيز الثعالبي. والمؤسسون هم بالإضافة إلى الشيخ الثعالبي: صالح فرحات ومحيي الدين القليبي وأحمد توفيق المدني وأحمد الصافي وأحمد السقا وعلي كاهية وحمودة المنستيري والحبيب زويتن.الحزب الحر الدستوري الجديد، هي تسمية أبرز حزب جماهيري ظهر على الساحة التونسية خلال مرحلة النضال القومي، وآلت إليه مقاليد الدولة بعد الاستقلال (1956). سمي بعد ذلك بالحزب الاشتراكي الدستوري وأخيرا بالتجمع الدستوري الديمقراطي.أسسه عدد من المبعدين أو المنشقين عن الحزب الحر الدستوري التونسي، وعلى رأسهم الطبيب محمود الماطري والمحامي الحبيب بورقيبة... ظهر الدستور ......
#خاص:النخبة
#المغاربية
#الجزء
#الثامن
#الحركة
#القومية
#التونسية:
#النشأة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758507
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف في حلقات سابقة من الملف، حاولنا رصد المحطات المؤسسة للنخبة التونسية الحديثة؛ بدء بالجيل الأول الذي أنشأ المدرسة الصادقية، ثم المدرسة الخلدونية ومن رحم هذين المدرستين خرج الجيل الثاني المتمثل في حركة الشباب التونسي، ومن صلب هذه الحركة، تبلورت الحركة القومية التونسية، ومنها خرج الحزب الحر الدستوري التونسي الذي قاد الكفاح من أجل الاستقلال.الحركة القومية التونسية (Mouvement national tunisien)، تشير في مجملها إلى الحركة الاجتماعية والسياسية التي ظهرت بداية القرن العشرين، والتي قادت حملة النضال ضد الحماية الفرنسية في تونس للحصول في النهاية على الاستقلال في 20 مارس 1956.الحركة مستوحاة من أيديولوجيا "تركيا الفتاة" التي اشتهرت رسميا تحت اسم "لجنة الاتحاد والترقي"، ومن التجارب الإصلاحية التي أجريت في تونس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كما أسلفنا في حلقات سابقة. وهي نتاج سيرورة تاريخية، قادت تجمّع الأعيان التقليديين، من محامين وأطباء أو صحفيين، إلى فسح الطريق تدريجياً لتنظيم سياسي مهيكل بشكل أفضل من قبل نخب جديدة تكونت في فرنسا واتصفت بالقدرة على حشد أنصارها لمواجهة سلطات الحماية ورفع مطالبها إلى الحكومة الفرنسية. وكانت الإستراتيجيا التي تبنتها الحركة تمثلت في انتهاج المفاوضات تارة والكفاح المسلح تارة أخرى، حسب الأحداث التي عاشها الفضاء الميديتيراني في النصف الأول من القرن العشرين. إن الدعم المقدم للحركة السياسية من قبل النقابات العمالية القوية أو الحركات النسوية، في سياق إحياء الثقافة التونسية ، فكريًا أو موسيقيًا، ساهم في تأكيد الهوية القومية التي عززتها الأنساق السياسية والتربوية بعد الاستقلال.وهكذا استقطبت الحركة القومية مجموعة متنوعة، صهرتها في كتلة موحدة.النخبة التونسية ما بعد الجيل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــكان الحزب الحر الدستوري التونسي أول حزب قومي نشأ بتونس، شهر مارس 1920، وقد أصبح يعرف بعد 1934 بالحزب الدستوري القديم مقابل الحزب الحر الدستوري الجديد الذي أسسه الحبيب بورقيبة وعدد من زملائه في 2 مارس من ذلك العام.يعتبر الحزب الحر الدستوري التونسي تطورا لحركة الشباب التونسي التي تم قمعها قبيل الحرب العالمية الأولى. وبعد تلك الحرب ساهمت جملة من العوامل الداخلية والخارجية في عودة عناصر الحركة إلى النشاط السياسي، حدث ذلك في سياق الإعلان عن مبادئ الرئيس الأمريكي ولسن الداعية إلى تحرير الشعوب وحقها في تحرير مصيرها بالإضافة إلى تنامي حركات التحرّر في العالم، في غمار هذه التحولات ولد الجيل الثالث من النخبة التونسية الحديثة التي قادت النضال السياسي وأمسكت بمقاليد الحكم في تونس المستقلة.سمحت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، للقوميين التونسيين بالتحرك والتقدم بعدد من المطالب القومية. وقد التفت المجموعة حول كتاب تونس الشهيدة الذي صدر آنذاك بباريس بإمضاء الشيخ عبد العزيز الثعالبي. والمؤسسون هم بالإضافة إلى الشيخ الثعالبي: صالح فرحات ومحيي الدين القليبي وأحمد توفيق المدني وأحمد الصافي وأحمد السقا وعلي كاهية وحمودة المنستيري والحبيب زويتن.الحزب الحر الدستوري الجديد، هي تسمية أبرز حزب جماهيري ظهر على الساحة التونسية خلال مرحلة النضال القومي، وآلت إليه مقاليد الدولة بعد الاستقلال (1956). سمي بعد ذلك بالحزب الاشتراكي الدستوري وأخيرا بالتجمع الدستوري الديمقراطي.أسسه عدد من المبعدين أو المنشقين عن الحزب الحر الدستوري التونسي، وعلى رأسهم الطبيب محمود الماطري والمحامي الحبيب بورقيبة... ظهر الدستور ......
#خاص:النخبة
#المغاربية
#الجزء
#الثامن
#الحركة
#القومية
#التونسية:
#النشأة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758507
الحوار المتمدن
سعيد هادف - ملف خاص:النخبة المغاربية (الجزء الثامن): الحركة القومية التونسية: النشأة والمسار
سعيد هادف : ملف النخبة المغاربية الجزء التاسع : تونس ومسار التحرر: من بورقيبة إلى قيس سعيّد
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف أولا: إذا الشعب يوما أراد الحياة في الجزء السابق (الثامن) من الملف (العدد 108 من الأسبوع المغاربي)، قدمنا نبذة عن الحركة القومية التونسية التي خرج من صلبها الحزب الحر الدستوري التونسي الذي قاد الكفاح من أجل الاستقلال.والحركة القومية التونسية (Mouvement national tunisien)، في مجملها حركة اجتماعية وسياسية ظهرت بداية القرن العشرين، وقادت حملة النضال ضد الحماية الفرنسية في تونس للحصول في النهاية على الاستقلال في 20 مارس 1956.وكان الحزب الحر الدستوري التونسي أول حزب قومي نشأ بتونس، شهر مارس 1920، وقد أصبح يعرف بعد 1934 بالحزب الدستوري القديم مقابل الحزب الحر الدستوري الجديد الذي أسسه الحبيب بورقيبة وعدد من زملائه في 2 مارس من ذلك العام.وفي هذا الجزء، سنقف على عند عينة من الفاعلين في الحقل السياسي، النقابي والثقافي في غمار الحراك القومي التونسي، وفي سياق الحربين العالميتين وما ترتب عنهما من تحولات جيوسياسية وقانونية وحقوقية منذ أن انزاحت أوروبا المسيحية عن البراديغما الكنسية إلى البراديغما الوضعية.لم يسلم الحزب الدستوري من الصراع التراجيدي، وإثر خلاف في الرأي بين أبرز مؤسسيه اتسع الصراع وتحول إلى أزمة، وربما استغلت إحدى الجهات هذا الخلاف ونفخت في جمره تمكينا لنفوذها داخل الدولة التونسية المستقلة.لم تكن تونس بلدا محتلا، بل كانت دولة تحت الحماية الفرنسية، حافظت على الحد الأدنى من سيادتها السياسية واستوعبت نخبتها روح الغرب أكثر من أي بلد مغاربي آخر، ولأسباب عديدة لم تفلح في لعب دور الرائد في محيطها المغاربي والعربي ولا في التحرر من قبضته الجيوسياسية، فلم تسلم من بأس أشقائها الجبابرة: المغاربيين والمشارقة.فمن خير الدين وابن أبي ضياف، إلى الثعالبي والحداد، إلى الشابي وفرحات حشاد وبورقيبة وبن يوسف إلى الجيل الذي فجر ثورة الياسمين إلى جيل هو الآن قيد التشكل، وهو الجيل الذي عاش طفولته في غمار الثورة واكتوى بفشل الدولة التي أنتجتها تلك الثورة.إن الشباب الذين تتراوح أعمارهم اليوم بين العشرين والثلاثين هم من يقرر مصير تونس، سواء دعموا سياسة قيس سعيد أو ناهضوها، الأمر يبقى مشروطا بسلامة وعيهم أو بسلامة حدسهم لا فرق.قيس سعيد الذي، يبدو، أنه استوحى سياسته من دهاء الملكة عليسا مؤسسة قرطاج، ونال من جلد الدستور ما نالته إليسا من "جلد الثور"، وإذْ لم يتوقف عن رسم الخطط والعمل على تنفيذها، لا شك أن عينه لا تفارق تجارب أسلافه السياسيين الذين أسسوا لتونس المستقلة، محاولا الاستلهام من نجاحهم، وإدراك مكامن الفشل التي حرمت تونس من أسباب النجاح. لقد نجح في عبور محطات من الإصلاح، ويبقى الاستفتاء على دستور 25 يوليو 2022 من أكبر التحديات في مساره الإصلاحي. فهل يستجيب القدر؟ثانيا: تجليات النهضة الثقافية في الحركة القومية التونسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي غمار المد القومي التونسي كان ميلاد الشاعر الشابي (1909)، "وبفضل تأثيرات الحركات الإصلاحية التي كانت مُشعّة آنذاك في العديد من البلدان العربية والإسلامية، يقول حسونة المصباحي، أصدر الشيخ عبدالعزيز الثعالبي (1876-1944م) كتابه الشهير: «روح التحرر في القرآن»، مُطلقًا من خلاله أطروحات وأفكارًا جريئة لم يسبق لها مثيل، وتطرَّق إلى قضايا ساخنة مثل الحجاب، والتسامح الديني، والعلاقة بين الأديان، والعلاقة بين الشرق والغرب، وفصل الدين عن الدولة، وغير ذلك من القضايا التي لا تزال تشغل العرب والمسلمين إلى حد هذه الساعة. وما نستخلصه من كتاب الشيخ عبدالعزيز الثعالبي هو أنه دعا إلى ......
#النخبة
#المغاربية
#الجزء
#التاسع
#تونس
#ومسار
#التحرر:
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759266
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف أولا: إذا الشعب يوما أراد الحياة في الجزء السابق (الثامن) من الملف (العدد 108 من الأسبوع المغاربي)، قدمنا نبذة عن الحركة القومية التونسية التي خرج من صلبها الحزب الحر الدستوري التونسي الذي قاد الكفاح من أجل الاستقلال.والحركة القومية التونسية (Mouvement national tunisien)، في مجملها حركة اجتماعية وسياسية ظهرت بداية القرن العشرين، وقادت حملة النضال ضد الحماية الفرنسية في تونس للحصول في النهاية على الاستقلال في 20 مارس 1956.وكان الحزب الحر الدستوري التونسي أول حزب قومي نشأ بتونس، شهر مارس 1920، وقد أصبح يعرف بعد 1934 بالحزب الدستوري القديم مقابل الحزب الحر الدستوري الجديد الذي أسسه الحبيب بورقيبة وعدد من زملائه في 2 مارس من ذلك العام.وفي هذا الجزء، سنقف على عند عينة من الفاعلين في الحقل السياسي، النقابي والثقافي في غمار الحراك القومي التونسي، وفي سياق الحربين العالميتين وما ترتب عنهما من تحولات جيوسياسية وقانونية وحقوقية منذ أن انزاحت أوروبا المسيحية عن البراديغما الكنسية إلى البراديغما الوضعية.لم يسلم الحزب الدستوري من الصراع التراجيدي، وإثر خلاف في الرأي بين أبرز مؤسسيه اتسع الصراع وتحول إلى أزمة، وربما استغلت إحدى الجهات هذا الخلاف ونفخت في جمره تمكينا لنفوذها داخل الدولة التونسية المستقلة.لم تكن تونس بلدا محتلا، بل كانت دولة تحت الحماية الفرنسية، حافظت على الحد الأدنى من سيادتها السياسية واستوعبت نخبتها روح الغرب أكثر من أي بلد مغاربي آخر، ولأسباب عديدة لم تفلح في لعب دور الرائد في محيطها المغاربي والعربي ولا في التحرر من قبضته الجيوسياسية، فلم تسلم من بأس أشقائها الجبابرة: المغاربيين والمشارقة.فمن خير الدين وابن أبي ضياف، إلى الثعالبي والحداد، إلى الشابي وفرحات حشاد وبورقيبة وبن يوسف إلى الجيل الذي فجر ثورة الياسمين إلى جيل هو الآن قيد التشكل، وهو الجيل الذي عاش طفولته في غمار الثورة واكتوى بفشل الدولة التي أنتجتها تلك الثورة.إن الشباب الذين تتراوح أعمارهم اليوم بين العشرين والثلاثين هم من يقرر مصير تونس، سواء دعموا سياسة قيس سعيد أو ناهضوها، الأمر يبقى مشروطا بسلامة وعيهم أو بسلامة حدسهم لا فرق.قيس سعيد الذي، يبدو، أنه استوحى سياسته من دهاء الملكة عليسا مؤسسة قرطاج، ونال من جلد الدستور ما نالته إليسا من "جلد الثور"، وإذْ لم يتوقف عن رسم الخطط والعمل على تنفيذها، لا شك أن عينه لا تفارق تجارب أسلافه السياسيين الذين أسسوا لتونس المستقلة، محاولا الاستلهام من نجاحهم، وإدراك مكامن الفشل التي حرمت تونس من أسباب النجاح. لقد نجح في عبور محطات من الإصلاح، ويبقى الاستفتاء على دستور 25 يوليو 2022 من أكبر التحديات في مساره الإصلاحي. فهل يستجيب القدر؟ثانيا: تجليات النهضة الثقافية في الحركة القومية التونسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي غمار المد القومي التونسي كان ميلاد الشاعر الشابي (1909)، "وبفضل تأثيرات الحركات الإصلاحية التي كانت مُشعّة آنذاك في العديد من البلدان العربية والإسلامية، يقول حسونة المصباحي، أصدر الشيخ عبدالعزيز الثعالبي (1876-1944م) كتابه الشهير: «روح التحرر في القرآن»، مُطلقًا من خلاله أطروحات وأفكارًا جريئة لم يسبق لها مثيل، وتطرَّق إلى قضايا ساخنة مثل الحجاب، والتسامح الديني، والعلاقة بين الأديان، والعلاقة بين الشرق والغرب، وفصل الدين عن الدولة، وغير ذلك من القضايا التي لا تزال تشغل العرب والمسلمين إلى حد هذه الساعة. وما نستخلصه من كتاب الشيخ عبدالعزيز الثعالبي هو أنه دعا إلى ......
#النخبة
#المغاربية
#الجزء
#التاسع
#تونس
#ومسار
#التحرر:
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759266
الحوار المتمدن
سعيد هادف - ملف النخبة المغاربية (الجزء التاسع): تونس ومسار التحرر: من بورقيبة إلى قيس سعيّد
سعيد هادف : في معنى الاستبداد المستنير
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف الطاغية، المستبد والدكتاتور هي الأوصاف التي يقذفها المعارضون في وجه أي رئيس أو ملك يغلب على حكمه القمع والبطش بمعارضيه والتضييق على الحريات. وفي الغالب أن هؤلاء المعارضين متعطشون إلى السلطة ولا يحملون أي مشروع، ولا يقلون طغيانا وفسادا.لكن ما هو وجه الاختلاف بين هذه المفاهيم؟ وهل الاستبداد (Despotisme) والطغيان (Tyrannie) والدكتاتوريا (Dictature) من صميم السياسة أم لا صلة لها بالسياسة؟لن نخوض في المعنى اللساني لهذه الكلمات، وسنكتفي باقتضاب بالوقوف عند الدلالة الاصطلاحية. الطاغية (tyran) هو الحاكم المطلق غير المقيَّد بالقانون، أو هو من اغتصب السلطة العليا بطريقة تفتقد إلى الشرعية وإلى الدستورية. لدى أرسطو وأفلاطون يمثل "الطغيان" نقيض "السياسة"، والطاغية صفة من يحكم دون اللجوء إلى القانون، مستخدمًا أساليب متطرفة ومتوحشة ضد شعبه وجيرانه. والطغيان باختصار شديد لا صلة له بالسياسة على خلاف الاستبداد والدكتاتوريا كما سنرى.وصف المفكرون السياسيون الطغيان بأنه أسوأ أشكال الفساد الحكومي. نادرا ما يتم الثناء على الطغاة والمستبدين، ودائما ما ينظر إليهم بعين الكراهية والخوف. يمكن للحاكم الذي يتمتع بسلطة استبدادية غير محدودة أن يصبح طاغية. لكن الطاغية والمستبد لا يعنيان نفس الشيء. يمكن للحاكم المستبد أن يكون خيراً إذا كان منذورا ومخولا وحكم لمصلحة الرعايا عكس الطاغية الذي لا يمكن أن يكون خيرًا بسبب أنانيته وارتهانه إلى رغباته. الحاكم المستبد تغلب عليه روح الأبوة ويعتبر الرعايا أبناءه، كما لو أنهم في حاجة إلى حاكم يرعاهم ويدير شؤونهم. نفهم هذا المعنى بالعودة إلى كلمة مستبد "ديسبوت" في اللسان الإغريقي، التي تعني رب الأسرة الذي يشرف على شؤون القاصرين أو مجموعة من العبيد. بينما كلمة طاغية، لدى الإغريق، ذات صلة بالحكم وتعني قائد دولة أو حكومة اغتصب الحكم. لقد أظهر التاريخ أن الحاكم الذي يتمتع بسلطة مطلقة يمكن أن يكون مستبدا خيرًا وطاغية في نفس الوقت، من حيث أنه يمارس القمع، وفي ذات الوقت يجد في الرعايا من يدعمه ويزكيه عن قناعة واعتقادا منهم أنه يمارس القمع لأهداف محمودة، وأن من يمارس عليهم القمع مجرد متآمرين ومتعطشين إلى السلطة.لهذا نجد في السياسة مفهوم الاستبداد المستنير (despotisme éclairé). غير أن السؤال الذي يحتاج إلى جواب: لماذا هناك مجتمعات تنجب الطغيان والاستبداد؟ وما علاقة الطغيان بالجهل وثقافة العنف؟ وما مدى مسؤولية النخب الثقافية في تكريس خطاب العنف والغطرسة وثقافة الطغيان؟ ولماذا هناك مجتمعات تنجب "ساسة" أكفاء ومحترمين؟ وما علاقة السياسة بالعلم وثقافة الحوار؟ وما مدى مسؤولية النخب الثقافية في نشر الثقافة السلمية وثقافة الحوار؟يحتاج المشهد السياسي المغاربي والثقافة المغاربية بمعناها الأنثروبولوجي إلى إضاءة وتهوية وتطهير سوسيولوجي، وإلى إزالة الأعشاب الضارة والفاسدة من الحقل السياسي، ففي تربة هذه الثقافة بذور العقلانية والإنسانية وبذور السلام والإبداع معقمة تحتاج إلى تخصيب.وتحتاج جينيالوجيا الحركات القومية المغاربية إلى قراءة سوسيولوجية وسيكولوجية لرصد نزعاتها الاستبدادية وخلفياتها الأيديولوجية التي أعاقت أو حدّت من تطور الثقافة السياسية الديمقراطية وحرمت الشعوب من أن تتمثّل بشكل عقلاني ذاتها الجمعية ومحيطها الأممي.إن النخب المغاربية التي تتخندق مع قوى التغيير، وإذا لم تعثر على مفردات التغيير ستبقى كأسلافها تجتر مفردات منتهية الصلاحية وستتقطّع أنفاسها في إعادة إنتاج أوضاع بائسة، بل أكثر بؤسا من أوضاع الماضي. ......
#معنى
#الاستبداد
#المستنير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759342
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف الطاغية، المستبد والدكتاتور هي الأوصاف التي يقذفها المعارضون في وجه أي رئيس أو ملك يغلب على حكمه القمع والبطش بمعارضيه والتضييق على الحريات. وفي الغالب أن هؤلاء المعارضين متعطشون إلى السلطة ولا يحملون أي مشروع، ولا يقلون طغيانا وفسادا.لكن ما هو وجه الاختلاف بين هذه المفاهيم؟ وهل الاستبداد (Despotisme) والطغيان (Tyrannie) والدكتاتوريا (Dictature) من صميم السياسة أم لا صلة لها بالسياسة؟لن نخوض في المعنى اللساني لهذه الكلمات، وسنكتفي باقتضاب بالوقوف عند الدلالة الاصطلاحية. الطاغية (tyran) هو الحاكم المطلق غير المقيَّد بالقانون، أو هو من اغتصب السلطة العليا بطريقة تفتقد إلى الشرعية وإلى الدستورية. لدى أرسطو وأفلاطون يمثل "الطغيان" نقيض "السياسة"، والطاغية صفة من يحكم دون اللجوء إلى القانون، مستخدمًا أساليب متطرفة ومتوحشة ضد شعبه وجيرانه. والطغيان باختصار شديد لا صلة له بالسياسة على خلاف الاستبداد والدكتاتوريا كما سنرى.وصف المفكرون السياسيون الطغيان بأنه أسوأ أشكال الفساد الحكومي. نادرا ما يتم الثناء على الطغاة والمستبدين، ودائما ما ينظر إليهم بعين الكراهية والخوف. يمكن للحاكم الذي يتمتع بسلطة استبدادية غير محدودة أن يصبح طاغية. لكن الطاغية والمستبد لا يعنيان نفس الشيء. يمكن للحاكم المستبد أن يكون خيراً إذا كان منذورا ومخولا وحكم لمصلحة الرعايا عكس الطاغية الذي لا يمكن أن يكون خيرًا بسبب أنانيته وارتهانه إلى رغباته. الحاكم المستبد تغلب عليه روح الأبوة ويعتبر الرعايا أبناءه، كما لو أنهم في حاجة إلى حاكم يرعاهم ويدير شؤونهم. نفهم هذا المعنى بالعودة إلى كلمة مستبد "ديسبوت" في اللسان الإغريقي، التي تعني رب الأسرة الذي يشرف على شؤون القاصرين أو مجموعة من العبيد. بينما كلمة طاغية، لدى الإغريق، ذات صلة بالحكم وتعني قائد دولة أو حكومة اغتصب الحكم. لقد أظهر التاريخ أن الحاكم الذي يتمتع بسلطة مطلقة يمكن أن يكون مستبدا خيرًا وطاغية في نفس الوقت، من حيث أنه يمارس القمع، وفي ذات الوقت يجد في الرعايا من يدعمه ويزكيه عن قناعة واعتقادا منهم أنه يمارس القمع لأهداف محمودة، وأن من يمارس عليهم القمع مجرد متآمرين ومتعطشين إلى السلطة.لهذا نجد في السياسة مفهوم الاستبداد المستنير (despotisme éclairé). غير أن السؤال الذي يحتاج إلى جواب: لماذا هناك مجتمعات تنجب الطغيان والاستبداد؟ وما علاقة الطغيان بالجهل وثقافة العنف؟ وما مدى مسؤولية النخب الثقافية في تكريس خطاب العنف والغطرسة وثقافة الطغيان؟ ولماذا هناك مجتمعات تنجب "ساسة" أكفاء ومحترمين؟ وما علاقة السياسة بالعلم وثقافة الحوار؟ وما مدى مسؤولية النخب الثقافية في نشر الثقافة السلمية وثقافة الحوار؟يحتاج المشهد السياسي المغاربي والثقافة المغاربية بمعناها الأنثروبولوجي إلى إضاءة وتهوية وتطهير سوسيولوجي، وإلى إزالة الأعشاب الضارة والفاسدة من الحقل السياسي، ففي تربة هذه الثقافة بذور العقلانية والإنسانية وبذور السلام والإبداع معقمة تحتاج إلى تخصيب.وتحتاج جينيالوجيا الحركات القومية المغاربية إلى قراءة سوسيولوجية وسيكولوجية لرصد نزعاتها الاستبدادية وخلفياتها الأيديولوجية التي أعاقت أو حدّت من تطور الثقافة السياسية الديمقراطية وحرمت الشعوب من أن تتمثّل بشكل عقلاني ذاتها الجمعية ومحيطها الأممي.إن النخب المغاربية التي تتخندق مع قوى التغيير، وإذا لم تعثر على مفردات التغيير ستبقى كأسلافها تجتر مفردات منتهية الصلاحية وستتقطّع أنفاسها في إعادة إنتاج أوضاع بائسة، بل أكثر بؤسا من أوضاع الماضي. ......
#معنى
#الاستبداد
#المستنير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759342
الحوار المتمدن
سعيد هادف - في معنى الاستبداد المستنير
سعيد هادف : المستبد المستنير والمثقف الفيلسوف
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف تلهمنا المجتمعات الحكيمة وتعلّمنا أن الإنسان الذي لم يأخذ حظا من الفلسفة ومن الحكمة والمنطق يعيش حياته سجين الأحكام المألوفة التي أنتجها الحس المشترك من خلال تمثلاته القاصرة، ومن العادات والعقائد السائدة في مجتمعه بعيدا عن أي مراجعة نقدية أو مساءلة عقلية.ولأن الفلسفة، رغم قوة مناعتها، اغتصبها صنف من محترفي زخرف القول، وسكنوها بعد أن حولوها إلى قوقعة، يدعو فلاسفة الفعل وفن العيش والراغماتيا، على غرار ميشال أونفري إلى استعادة دور الفلسفة وإعادتها إلى الشارع وإلى الناس حيث تنتمي، وحيث كانت تنتمي في العصور القديمة، وأعطى مثلا بكتابات افلاطون التي تعج بالناس بمختلف طبقاتهم ووظائفهم.وأن تكون فيلسوفا، يقول أونفري، يعني أن تتفلسف طوال الوقت. ويرى أن فلسفة الجامعات التي نعرفها هي تطوير لتقليد علم المسيحية لذا عندما تتحدث عن فيلسوف فرنسي- النظرية الفرنسية كما يقول الأمريكيون، وأعني فلاسفة مثل دولوز، غاتاري، ديريدا وليوتار الخ – فذلك له علاقة بأصحاب التنويم المغناطيسي تماما. وإذ يضع أونفري بعض الفلاسفة في سلة واحدة مع آباء الكنيسة كونهم مثلهم خنقوا الفلسفة وجعلوا منها تمرينا وبحثا مجنونا في تفاصيل عجيبة، يسعى في فلسفته إلى القبض على التفكير الفلسفي الذي قام خارج هذا التقليد وعاداه. من نافل القول أن نشير أن الفلسفة هي احترام الحكمة بشكل من الأشكال، من منطلق أن الفيلسوف يحب الحكمة ولا يدعي أنه يمتلكها. والفلسفة والحالة هذه ذات صلة بالعقل النقدي وبالمعرفة المأمونة بعد فحصها. غير أن المشكل أنها عرضة للقرصنة ولاسيما من قبل أذكياء وموهوبين في فن المجادلة من مثقفين ذوي نزعة مسيحية وإسلامية وحتى اللا دينيين المؤدلجين. من حق أي مثقف أن يتسلح بالفلسفة دفاعا عن رؤيته حتى وإن تناقض مع العقل، لكن ليس من حقه أن يدعي الفلسفة أو يعلقها وساما على صدره، ويبقى "مثقفا" منحازا لجهة ما بالمعنى الغرامشي، أي مثقفا عضويا. والمثقف العضوي هو من يرتبط بقضايا الطبقة التي ينتمي إليها، ويساهم في تكوين وعيها وصياغة رؤيتها للعالم وتحديد مهامها، حيث يظهر ذلك المثقف في جميع أروقة الدولة التنظيمية والثقافية والأيديولوجية. وبالتالي، فلكل طبقة مثقفوها، كما أن هناك مثقف الموالاة ومثقف المعارضة، أو النخبة الموالية للحكم والنخبة الموالية للمعارضة.أما "المثقف الفيلسوف" ومهما رافع دفاعا عن مصلحة طبقته يظل منحازا إلى العقل ومبادئه، فتجده في جبهته الحرة يخوض معركتين: معركة المصلحة ومعركة الحقيقة، عكس "المثقف السفسطائي" الذي يخوض معركة المصلحة فقط. وقد كنت في العدد السابق، حول "الاستبداد المستنير"، أشرت إلى نقاط الاختلاف بينه وبين "الطغيان والدكتاتوريا". وإذا كان المستبدون والطغاة يظهرون وقت الفراغ وانتشار الفوضى، فإن المستبد يفتك الحكم مدفوعا بروح الأبوة للدفاع عن الشعب بينما هدف الطاغية هو الحصول على الحكم لإشباع رغبته المتعطشة إلى السلطة. وقد ينجح المستبد في خدمة مصالح الشعب إذا ما وجد في صفه مثقفين يتمتعون بالمهارة والشجاعة، وفي هذه الحالة يسمى "المستبد المستنير"، أما إذا التف حوله مثقفون سطحيون وجبناء وسفلة خوفا منه فقط، فالمستبد والحالة هذه يتحول إلى طاغية بعد أن يفشل في تدبير شؤون الدولة. وفي الختام، يمكن القول أن الطغيان تنتجه ثقافة جاهلة ومتحجرة كسولة وجبانة جفت فيها روح المغامرة وخصوبة الخيال. وهذه الثقافة العقيمة في الغالب تتأسس على عبادة التراث، ورفض المستجدات، وعدم تقبل النقد والخوف المرضي من الاختلاف والتنوع، هاجس المؤامرة، الاستهلاك الاستعراضي والتفاخر ب ......
#المستبد
#المستنير
#والمثقف
#الفيلسوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759858
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف تلهمنا المجتمعات الحكيمة وتعلّمنا أن الإنسان الذي لم يأخذ حظا من الفلسفة ومن الحكمة والمنطق يعيش حياته سجين الأحكام المألوفة التي أنتجها الحس المشترك من خلال تمثلاته القاصرة، ومن العادات والعقائد السائدة في مجتمعه بعيدا عن أي مراجعة نقدية أو مساءلة عقلية.ولأن الفلسفة، رغم قوة مناعتها، اغتصبها صنف من محترفي زخرف القول، وسكنوها بعد أن حولوها إلى قوقعة، يدعو فلاسفة الفعل وفن العيش والراغماتيا، على غرار ميشال أونفري إلى استعادة دور الفلسفة وإعادتها إلى الشارع وإلى الناس حيث تنتمي، وحيث كانت تنتمي في العصور القديمة، وأعطى مثلا بكتابات افلاطون التي تعج بالناس بمختلف طبقاتهم ووظائفهم.وأن تكون فيلسوفا، يقول أونفري، يعني أن تتفلسف طوال الوقت. ويرى أن فلسفة الجامعات التي نعرفها هي تطوير لتقليد علم المسيحية لذا عندما تتحدث عن فيلسوف فرنسي- النظرية الفرنسية كما يقول الأمريكيون، وأعني فلاسفة مثل دولوز، غاتاري، ديريدا وليوتار الخ – فذلك له علاقة بأصحاب التنويم المغناطيسي تماما. وإذ يضع أونفري بعض الفلاسفة في سلة واحدة مع آباء الكنيسة كونهم مثلهم خنقوا الفلسفة وجعلوا منها تمرينا وبحثا مجنونا في تفاصيل عجيبة، يسعى في فلسفته إلى القبض على التفكير الفلسفي الذي قام خارج هذا التقليد وعاداه. من نافل القول أن نشير أن الفلسفة هي احترام الحكمة بشكل من الأشكال، من منطلق أن الفيلسوف يحب الحكمة ولا يدعي أنه يمتلكها. والفلسفة والحالة هذه ذات صلة بالعقل النقدي وبالمعرفة المأمونة بعد فحصها. غير أن المشكل أنها عرضة للقرصنة ولاسيما من قبل أذكياء وموهوبين في فن المجادلة من مثقفين ذوي نزعة مسيحية وإسلامية وحتى اللا دينيين المؤدلجين. من حق أي مثقف أن يتسلح بالفلسفة دفاعا عن رؤيته حتى وإن تناقض مع العقل، لكن ليس من حقه أن يدعي الفلسفة أو يعلقها وساما على صدره، ويبقى "مثقفا" منحازا لجهة ما بالمعنى الغرامشي، أي مثقفا عضويا. والمثقف العضوي هو من يرتبط بقضايا الطبقة التي ينتمي إليها، ويساهم في تكوين وعيها وصياغة رؤيتها للعالم وتحديد مهامها، حيث يظهر ذلك المثقف في جميع أروقة الدولة التنظيمية والثقافية والأيديولوجية. وبالتالي، فلكل طبقة مثقفوها، كما أن هناك مثقف الموالاة ومثقف المعارضة، أو النخبة الموالية للحكم والنخبة الموالية للمعارضة.أما "المثقف الفيلسوف" ومهما رافع دفاعا عن مصلحة طبقته يظل منحازا إلى العقل ومبادئه، فتجده في جبهته الحرة يخوض معركتين: معركة المصلحة ومعركة الحقيقة، عكس "المثقف السفسطائي" الذي يخوض معركة المصلحة فقط. وقد كنت في العدد السابق، حول "الاستبداد المستنير"، أشرت إلى نقاط الاختلاف بينه وبين "الطغيان والدكتاتوريا". وإذا كان المستبدون والطغاة يظهرون وقت الفراغ وانتشار الفوضى، فإن المستبد يفتك الحكم مدفوعا بروح الأبوة للدفاع عن الشعب بينما هدف الطاغية هو الحصول على الحكم لإشباع رغبته المتعطشة إلى السلطة. وقد ينجح المستبد في خدمة مصالح الشعب إذا ما وجد في صفه مثقفين يتمتعون بالمهارة والشجاعة، وفي هذه الحالة يسمى "المستبد المستنير"، أما إذا التف حوله مثقفون سطحيون وجبناء وسفلة خوفا منه فقط، فالمستبد والحالة هذه يتحول إلى طاغية بعد أن يفشل في تدبير شؤون الدولة. وفي الختام، يمكن القول أن الطغيان تنتجه ثقافة جاهلة ومتحجرة كسولة وجبانة جفت فيها روح المغامرة وخصوبة الخيال. وهذه الثقافة العقيمة في الغالب تتأسس على عبادة التراث، ورفض المستجدات، وعدم تقبل النقد والخوف المرضي من الاختلاف والتنوع، هاجس المؤامرة، الاستهلاك الاستعراضي والتفاخر ب ......
#المستبد
#المستنير
#والمثقف
#الفيلسوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759858
الحوار المتمدن
سعيد هادف - المستبد المستنير والمثقف الفيلسوف
سعيد هادف : مجتمع الطغيان: المثقف الصرصور والمثقف العبرة
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف من المسلمات التي ترسخت في ذهن الناس أن الظلم يتولد عنه ظالم ومظلوم، وبما أن الظلم هو نقيض العدل، فإن الظالم هو المعتدي والمظلوم هو المعتدى عليه. يحدث هذا في حالات بسيطة وواضحة، ولاسيما في مجتمعات الحق والقانون. لكن هناك حالات ولاسيما في مجتمعاتنا قد يلتبس عليك الأمر حتى يصعب أن تميز الظالم عن المظلوم. يزداد الأمر تعقيدا كلما تداخلت العلاقات والتبست الحدود بينها، يكون المظلوم والحالة هذه متواطئا ضد نفسه بعد أن وفّر الشروط للطرف الذي مارس عليه الظلم.يتعاظم دور المظلوم في تقوية الظالم حتى ليمكن القول أن المظلوم هو ضحية نفسه أولا، من حيث أنه هو من بادر إلى ظلم نفسه ليفسح المجال بعد ذلك إلى من يتربص بضحاياه عن سبق إصرار وترصد. وإذا كان هذا حال الفرد فكيف يكون حال المجتمع؟في مجال التدبير السياسي، وفي ضوء المقدمة أعلاه، هناك مجتمعات وشعوب لا تتوقف عن الشكوى وعن المطالبة بالتغيير. تشعر أنها شعوب مظلومة، دون أن تسأل نفسها عن أسباب الظلم الذي تعاني منه، ودون أن تعي أن لها مسؤولية عن وضعها المأساوي.وفي هذه الحالة يختلط الحابل بالنابل، وغالبا ما يذهب الأبرياء ضحية هذا الوضع ويستفيد منه الجناة. توصف هذه المجتمعات بالبربرية، وتوصف سياستها بالطغيان. وكلما استشرى الفساد وعم الكساد كثر الدجالون والكذابون وتصدروا المشهد بوصفهم نخبة المجتمع (كتاب، صحفيون، أكاديميون، ووعاظ في المجال الديني والحقوقي).كنت في المقالين السابقين، سلطت الضوء على (الطغيان والدكتاتوريا والاستبداد) كمفاهيم متمايزة، وليست مترادفة كما درج البعض على استخدامها (انظر كتاب "في الطغيان والاستبداد والديكتاتوريا" للباحثة دولة خضر خنافر، ومقالين على هذا المنبر "في معنى الاستبداد المستنير" و"المستبد المستنير والمثقف الفيلسوف"، الرابط أسفل المقال).يرى مونتسكيو أن الاستبداد الشرقي يتحدد بالقوانين الدينية، والحال، فإن هذا الدين ذاته يستعمل لمساندة الحكم الاستبدادي وتوطيده، وكان مونتيسكيو كفيلسوف ليبيرالي يتهم الاستبداد بشكل خاص، بعدم احترام الحريات الفردية وحرية الملكية الخاصة. في نظره، الاستبداد الشرقي هو حكم الجهل: جهل الحاكم وجهل الشعب، وبسبب هذا الجهل العام تغيب الفضيلة. والمستبد الذي تصوره مونتيسكيو، لا يمكنه أن يكون مستنيرا، فهو نقيض المستبد المستنير الذي كان المثال الأعلى لمعظم فلاسفة عصر مونتيسكيو.إن الاستبداد القانوني، في نظر الفيزيوقراطيين، هو نقيض منظومة مونتيسكيو الذي يرى أن الاستبداد هو المرادف للفساد والبؤس. فالاستبداد عندهم، هو ريجيم سياسي يخلو من البؤس والخوف بحكم أنه يرتكز على العقل. وفي هذا النوع من الاستبداد تكون الغلبة للأفكار المعقولة وليس للأهواء.كلما كانت النخبة الحاكمة جاهلة وكان الشعب جاهلا غاب العقل وطغت الأهواء، وتحول المجتمع برمته إلى طغيان. وإذا شئنا الدقة، ولأن الطغيان هو نتاج جهل عام، فهذا يعني أن نخبة المجتمع جاهلة وتوزع "علومها" بسخاء على الحاكم وعلى الشعب، وبالتالي تسير بالدولة في طريق الضلال.في هذه المجتمعات يكون من الصعب العثور على مثقف يتمتع بالكفاءة والحكمة والسيادة، سواء كان داخل الحكم أو خارجه. ستصادف صنفين من "المثقفين": "المثقف الصرصور" و"المثقف العبرة". الأول دوره موسمي كما هو حال الصرصور، يوكل له دور تنشيط الواجهة، فيبذل كل ما في وسعه لتلميع سمعة الحاكم والثناء على حكمته وفرادته وقدراته الخارقة، ويغدق على الشعب كل صفات العظمة، ولا يتوقف عن "الصرصرة" إلا إذا جاءه أمر بغلق فمه.بينما تجد المثقف العبرة، يصر على أنه مثق ......
#مجتمع
#الطغيان:
#المثقف
#الصرصور
#والمثقف
#العبرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760564
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف من المسلمات التي ترسخت في ذهن الناس أن الظلم يتولد عنه ظالم ومظلوم، وبما أن الظلم هو نقيض العدل، فإن الظالم هو المعتدي والمظلوم هو المعتدى عليه. يحدث هذا في حالات بسيطة وواضحة، ولاسيما في مجتمعات الحق والقانون. لكن هناك حالات ولاسيما في مجتمعاتنا قد يلتبس عليك الأمر حتى يصعب أن تميز الظالم عن المظلوم. يزداد الأمر تعقيدا كلما تداخلت العلاقات والتبست الحدود بينها، يكون المظلوم والحالة هذه متواطئا ضد نفسه بعد أن وفّر الشروط للطرف الذي مارس عليه الظلم.يتعاظم دور المظلوم في تقوية الظالم حتى ليمكن القول أن المظلوم هو ضحية نفسه أولا، من حيث أنه هو من بادر إلى ظلم نفسه ليفسح المجال بعد ذلك إلى من يتربص بضحاياه عن سبق إصرار وترصد. وإذا كان هذا حال الفرد فكيف يكون حال المجتمع؟في مجال التدبير السياسي، وفي ضوء المقدمة أعلاه، هناك مجتمعات وشعوب لا تتوقف عن الشكوى وعن المطالبة بالتغيير. تشعر أنها شعوب مظلومة، دون أن تسأل نفسها عن أسباب الظلم الذي تعاني منه، ودون أن تعي أن لها مسؤولية عن وضعها المأساوي.وفي هذه الحالة يختلط الحابل بالنابل، وغالبا ما يذهب الأبرياء ضحية هذا الوضع ويستفيد منه الجناة. توصف هذه المجتمعات بالبربرية، وتوصف سياستها بالطغيان. وكلما استشرى الفساد وعم الكساد كثر الدجالون والكذابون وتصدروا المشهد بوصفهم نخبة المجتمع (كتاب، صحفيون، أكاديميون، ووعاظ في المجال الديني والحقوقي).كنت في المقالين السابقين، سلطت الضوء على (الطغيان والدكتاتوريا والاستبداد) كمفاهيم متمايزة، وليست مترادفة كما درج البعض على استخدامها (انظر كتاب "في الطغيان والاستبداد والديكتاتوريا" للباحثة دولة خضر خنافر، ومقالين على هذا المنبر "في معنى الاستبداد المستنير" و"المستبد المستنير والمثقف الفيلسوف"، الرابط أسفل المقال).يرى مونتسكيو أن الاستبداد الشرقي يتحدد بالقوانين الدينية، والحال، فإن هذا الدين ذاته يستعمل لمساندة الحكم الاستبدادي وتوطيده، وكان مونتيسكيو كفيلسوف ليبيرالي يتهم الاستبداد بشكل خاص، بعدم احترام الحريات الفردية وحرية الملكية الخاصة. في نظره، الاستبداد الشرقي هو حكم الجهل: جهل الحاكم وجهل الشعب، وبسبب هذا الجهل العام تغيب الفضيلة. والمستبد الذي تصوره مونتيسكيو، لا يمكنه أن يكون مستنيرا، فهو نقيض المستبد المستنير الذي كان المثال الأعلى لمعظم فلاسفة عصر مونتيسكيو.إن الاستبداد القانوني، في نظر الفيزيوقراطيين، هو نقيض منظومة مونتيسكيو الذي يرى أن الاستبداد هو المرادف للفساد والبؤس. فالاستبداد عندهم، هو ريجيم سياسي يخلو من البؤس والخوف بحكم أنه يرتكز على العقل. وفي هذا النوع من الاستبداد تكون الغلبة للأفكار المعقولة وليس للأهواء.كلما كانت النخبة الحاكمة جاهلة وكان الشعب جاهلا غاب العقل وطغت الأهواء، وتحول المجتمع برمته إلى طغيان. وإذا شئنا الدقة، ولأن الطغيان هو نتاج جهل عام، فهذا يعني أن نخبة المجتمع جاهلة وتوزع "علومها" بسخاء على الحاكم وعلى الشعب، وبالتالي تسير بالدولة في طريق الضلال.في هذه المجتمعات يكون من الصعب العثور على مثقف يتمتع بالكفاءة والحكمة والسيادة، سواء كان داخل الحكم أو خارجه. ستصادف صنفين من "المثقفين": "المثقف الصرصور" و"المثقف العبرة". الأول دوره موسمي كما هو حال الصرصور، يوكل له دور تنشيط الواجهة، فيبذل كل ما في وسعه لتلميع سمعة الحاكم والثناء على حكمته وفرادته وقدراته الخارقة، ويغدق على الشعب كل صفات العظمة، ولا يتوقف عن "الصرصرة" إلا إذا جاءه أمر بغلق فمه.بينما تجد المثقف العبرة، يصر على أنه مثق ......
#مجتمع
#الطغيان:
#المثقف
#الصرصور
#والمثقف
#العبرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760564
الحوار المتمدن
سعيد هادف - مجتمع الطغيان: المثقف الصرصور والمثقف العبرة
سعيد هادف : جدل سياسي: دولة مدنية؟ أم أمة مدنية؟
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف منذ المناظرة التي أقيمت على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1992، تحت عنوان "مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية"، لم يتوقف الجدل حول مفهوم "الدولة المدنية". ترى ما قصة هذا المفهوم؟ وكيف ولماذا تواطأت حوله كل التيارات العربية من ساسة وأكاديميين وإعلاميين؟حسب علمي، وبعد بحث استقصائي، لا وجود لهذا المفهوم إلا عند الناطقين باللسان العربي ومن ضمنهم الإسرائيليون المنافحون عن مفهوم "القومية اليهودية"؟ منذ أعوام سألت أكأديميين في العلوم السياسية عن تعريف الدولة المدنية، وكانت إجاباتهم متطابقة مع تعريف الدولة العلمانية. وحين كنت أرد عليهم أن هذا تعريف الدولة العلمانية، وهو مفهوم متداول وله جذوره وسياقاته التاريخية، فما الذي يجبركم على استبداله بمفهوم لا تاريخ له؟ ومن خلال الإجابات فهمت أن التيارين المتعارضين توطآ حول المفهوم من باب التراضي، وهو تراض أقرب إلى التحايل والاحتيال: لا تستعملوا مفهوم "الدولة العلمانية" وبدورنا لا نستعمل مفهوم "الدولة الإسلامية".وفي ضوء الجدل الذي يصاحب اليوم الدستور التونسي الجديد، ولاسيما حول التعديل الذي مس "الإسلام دين الدولة" واستبداله بـ"الإسلام دين الأمة"، أكتفي بطرح بعض التساؤلات على النخب الفكرية ومعها بعض الملاحظات:لماذا انغمست الحركات القومية (Mouvements Nationalistes) في بلاد الشام وشمال أفريقيا في جدل حول "القومية العربية" بدل التأسيس لقوميات محلية: عراقية، سورية، مصرية، جزائرية، مغربية، تونسية........؟لماذا هناك، في الجزائر وفي المغرب مثلا، جدل حول "الهوية الأمازيغية" و"القومية الأمازيغية" لا يختلف عن الجدل حول "القومية العربية" والقومية الإسلامية، بدل النقاش حول "الهوية الجزائرية" و"الهوية المغربية"؟الأمر لا يختلف في إسرائيل، فلماذا يحتدم الجدل حول "القومية اليهودية" بدل التأسيس لـ"القومية الإسرائيلية"؟ والفرق شاسع بين المفهومين.أولا: يحتاج الموضوع إلى الخروج من الالتباس المفهومي والنظري لعدد من المفاهيم المتداولة بوثوقية عمياء والتدقيق فيها والتمييز بينها وبين مفاهيم أخرى ذات صلة. فهناك من يخلط بين الحكومة والدولة، وبين النسق/السيستام والريجيم، وبين السلطة (Autorité) والقدرات (Pouvoirs)، وبين البلد والدولة وبين الوطن والأمة، وهلم جرا؛ثانيا: نجد صفة المدني مقابل العسكري، أو الديني أو الإثني... في عدد من الأنشطة والمجالات: المجتمع المدني، الطيران المدني، الحرب المدنية، الأمة المدنية، الحماية المدنية، الحالة المدنية، المحكمة المدنية، الشرع المدني (Le droit civil)... وهي مفاهيم لها سياقاتها التاريخية وخلفياتها السياسية والقانونية والفكرية؛ثالثا: لا يوجد في العلوم السياسية مفهوم "الدولة المدنية"، من منطلق أن الدولة مؤسسة كبرى تنطوي فيها عدة مؤسسات: البرلمان (يضم عددا من المنتخبين مختلفي المذاهب السياسية والدينية)، القضاء، الحكومة (تضم مؤسسات ووزارات تهتم بالتنمية، والاقتصاد، والتعليم والفلاحة، والأمن والدفاع....)، وبالتالي هي متعددة المظاهر والأنشطة (مدنية وغير مدنية: عسكرية، سياسية، اقتصادية، دينية....)؛رابعا: الدولة-الأمة، الدولة الوطنية، الدولة القومية كلها مترادفات لمفهوم واحد هو (Etat-Nation)، غير أن أغلبية المثقفين الناطقين باللسان العربي يظنون أنها مفاهيم متمايزة؛خامسا: نشأت الدولة-الأمة على خلفية تيارين مختلفين: تيار الأمة المدنية (Nation civique) الذي تأسست في سياقه البلدان الغربية، وتيار الأمة الإثنية (Nation ethnique) ......
#سياسي:
#دولة
#مدنية؟
#مدنية؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761269
#الحوار_المتمدن
#سعيد_هادف منذ المناظرة التي أقيمت على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1992، تحت عنوان "مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية"، لم يتوقف الجدل حول مفهوم "الدولة المدنية". ترى ما قصة هذا المفهوم؟ وكيف ولماذا تواطأت حوله كل التيارات العربية من ساسة وأكاديميين وإعلاميين؟حسب علمي، وبعد بحث استقصائي، لا وجود لهذا المفهوم إلا عند الناطقين باللسان العربي ومن ضمنهم الإسرائيليون المنافحون عن مفهوم "القومية اليهودية"؟ منذ أعوام سألت أكأديميين في العلوم السياسية عن تعريف الدولة المدنية، وكانت إجاباتهم متطابقة مع تعريف الدولة العلمانية. وحين كنت أرد عليهم أن هذا تعريف الدولة العلمانية، وهو مفهوم متداول وله جذوره وسياقاته التاريخية، فما الذي يجبركم على استبداله بمفهوم لا تاريخ له؟ ومن خلال الإجابات فهمت أن التيارين المتعارضين توطآ حول المفهوم من باب التراضي، وهو تراض أقرب إلى التحايل والاحتيال: لا تستعملوا مفهوم "الدولة العلمانية" وبدورنا لا نستعمل مفهوم "الدولة الإسلامية".وفي ضوء الجدل الذي يصاحب اليوم الدستور التونسي الجديد، ولاسيما حول التعديل الذي مس "الإسلام دين الدولة" واستبداله بـ"الإسلام دين الأمة"، أكتفي بطرح بعض التساؤلات على النخب الفكرية ومعها بعض الملاحظات:لماذا انغمست الحركات القومية (Mouvements Nationalistes) في بلاد الشام وشمال أفريقيا في جدل حول "القومية العربية" بدل التأسيس لقوميات محلية: عراقية، سورية، مصرية، جزائرية، مغربية، تونسية........؟لماذا هناك، في الجزائر وفي المغرب مثلا، جدل حول "الهوية الأمازيغية" و"القومية الأمازيغية" لا يختلف عن الجدل حول "القومية العربية" والقومية الإسلامية، بدل النقاش حول "الهوية الجزائرية" و"الهوية المغربية"؟الأمر لا يختلف في إسرائيل، فلماذا يحتدم الجدل حول "القومية اليهودية" بدل التأسيس لـ"القومية الإسرائيلية"؟ والفرق شاسع بين المفهومين.أولا: يحتاج الموضوع إلى الخروج من الالتباس المفهومي والنظري لعدد من المفاهيم المتداولة بوثوقية عمياء والتدقيق فيها والتمييز بينها وبين مفاهيم أخرى ذات صلة. فهناك من يخلط بين الحكومة والدولة، وبين النسق/السيستام والريجيم، وبين السلطة (Autorité) والقدرات (Pouvoirs)، وبين البلد والدولة وبين الوطن والأمة، وهلم جرا؛ثانيا: نجد صفة المدني مقابل العسكري، أو الديني أو الإثني... في عدد من الأنشطة والمجالات: المجتمع المدني، الطيران المدني، الحرب المدنية، الأمة المدنية، الحماية المدنية، الحالة المدنية، المحكمة المدنية، الشرع المدني (Le droit civil)... وهي مفاهيم لها سياقاتها التاريخية وخلفياتها السياسية والقانونية والفكرية؛ثالثا: لا يوجد في العلوم السياسية مفهوم "الدولة المدنية"، من منطلق أن الدولة مؤسسة كبرى تنطوي فيها عدة مؤسسات: البرلمان (يضم عددا من المنتخبين مختلفي المذاهب السياسية والدينية)، القضاء، الحكومة (تضم مؤسسات ووزارات تهتم بالتنمية، والاقتصاد، والتعليم والفلاحة، والأمن والدفاع....)، وبالتالي هي متعددة المظاهر والأنشطة (مدنية وغير مدنية: عسكرية، سياسية، اقتصادية، دينية....)؛رابعا: الدولة-الأمة، الدولة الوطنية، الدولة القومية كلها مترادفات لمفهوم واحد هو (Etat-Nation)، غير أن أغلبية المثقفين الناطقين باللسان العربي يظنون أنها مفاهيم متمايزة؛خامسا: نشأت الدولة-الأمة على خلفية تيارين مختلفين: تيار الأمة المدنية (Nation civique) الذي تأسست في سياقه البلدان الغربية، وتيار الأمة الإثنية (Nation ethnique) ......
#سياسي:
#دولة
#مدنية؟
#مدنية؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761269
الحوار المتمدن
سعيد هادف - جدل سياسي: دولة مدنية؟ أم أمة مدنية؟