أحمد الخميسي : أليفة رفعت .. تحطيم الأقلام
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي رن الهاتف وجاءني صوت غليظ قوي يقول: " يا أوستاذ.. أنا ابنتي تكتب الشعر وتريد أن تنشر قصائدها؟ هل تساعدها؟". قلت مستغربا الطريقة :" نعم". قال: " فإذا نشرتم قصيدة لها هل تدفعون فلوس مكافأة يعني ؟". قلت : " لابد أولا أن أقرأ شيئا مما تكتبه". قال : " طيب لحظة واحدة. خليك معايا". وسمعت صوت دبدبة أقدام ذهبت وعادت وإذا به الرجل يتنحنح ويبسمل ويصيح كتلاميذ المدارس في نشيد الصباح :" قصيدة الحب الأول للشاعرة ولاء حسن"! وراح يقرأ علي ما كتبته ابنته! حط على ذهول فقد أدركت أن ابنته ممنوعة من مخاطبة الرجال! وجاءني الصوت الخشن يزعق مثل أسياخ بيت يتساقط: "حلوة القصيدة يا أوستاذ؟". لزمت الصمت فعاجلني: " هي تقصد بالحب الأول حب الأم.. يا أوستاذ". غمرني ألم من وضع شابة صغيرة موهوبة محاصرة، اتخذت من الحب المتاح رسميا غطاء للتعبير عن عاطفة أخرى. تذكرت تلك السجون الصغيرة المنتشرة التي تحبس فيها مواهب المرأة، وتذبل بين جدرانها، وتساءلت: كم من المواهب والعقول والمشاعر نخسر بسبب الزنازين المغلقة؟ تذكرت قصة الكاتبة الموهوبة أليفة رفعت التي احتفل جوجل بذكرى ميلادها من أسابيع، واسمها الحقيقي " فاطمة عبد الله رفعت" من مواليد القاهرة يونيو 1930، انتبهت إلى موهبتها مبكرا، ولكنها خلافا لكل مايفترض أن تكتبه المرأة " المهذبة" سجلت مشاعرها الحقيقية فوبختها أختها الكبرى، وعنفتها، وحاولت أن تردها إلى زنزانة القيم الاجتماعية التي ترى المرأة دائما " وراء الرجل" عظيما كان أم تافها، المهم أن تكون " وراء" وليس في المقدمة. وفي الأربعينيات التحقت أليفة بجامعة القاهرة رغم اعتراض أهلها في البداية. ومابين 1955 – 1965 لجأت الكاتبة إلى نشر قصصها باسم مستعار اتقاء للمشاكل، فحاول شقيقها اسكاتها، ورفض زوجها أن تنشر أعمالها لأكثر من عشر سنوات كاملة. والغريب في الأمر أن اسمها لم يلمع في جيل الستينيات، ولم نسمع باسمها حينذاك قط ! وفي عام 1983 نشرت أولى مجموعاتها القصصية " المنظر البعيد للمئذنة" وضمت خمس عشرة قصة طرقت بقوة وعنف كل قضايا المرأة من الحرمان الجنسي، إلى الحصار الاجتماعي، إلى استبداد الرجل، وفي قصتها البديعة " المنظر البعيد للمئذنة" تطرح بوضوح قضية عدم اشباع المرأة جنسيا في العلاقة الزوجية، تطرحها ä-;-بصراحة لكن برهافة، وبقوة بجمال القلب والعقل الموهوبين من دون ابتذال. توفيت أليفة رفعت في 4 يناير 1996 في القاهرة بعد أن ترجمت معظم أعمالها إلى عدد كبير من اللغات الأجنبية. وقصة أليفة رفعت هي في الواقع قصة تحطيم الأقلام ، وكسرها، لمجرد أنها بين أصابع النساء، ويذكرني ذلك بحكاية روسية عن مغنية كانت تشدو بين الجبال في إحدى القرى، تصدح أغنياتها بصوتها الرنان بعطفها على الفلاحين والفقراء في القرية ، فأمسك بها الاقطاعي الكبير وأمر أعوانه فخاطوا فمها ليسكتوا صوتها. هكذا تتكسر الأقلام، وتختنق الأصوات، ونخسر ما لايقدر بثمن حين نضع المرأة داخل زنزانة فكرية واجتماعية. ......
#أليفة
#رفعت
#تحطيم
#الأقلام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725799
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي رن الهاتف وجاءني صوت غليظ قوي يقول: " يا أوستاذ.. أنا ابنتي تكتب الشعر وتريد أن تنشر قصائدها؟ هل تساعدها؟". قلت مستغربا الطريقة :" نعم". قال: " فإذا نشرتم قصيدة لها هل تدفعون فلوس مكافأة يعني ؟". قلت : " لابد أولا أن أقرأ شيئا مما تكتبه". قال : " طيب لحظة واحدة. خليك معايا". وسمعت صوت دبدبة أقدام ذهبت وعادت وإذا به الرجل يتنحنح ويبسمل ويصيح كتلاميذ المدارس في نشيد الصباح :" قصيدة الحب الأول للشاعرة ولاء حسن"! وراح يقرأ علي ما كتبته ابنته! حط على ذهول فقد أدركت أن ابنته ممنوعة من مخاطبة الرجال! وجاءني الصوت الخشن يزعق مثل أسياخ بيت يتساقط: "حلوة القصيدة يا أوستاذ؟". لزمت الصمت فعاجلني: " هي تقصد بالحب الأول حب الأم.. يا أوستاذ". غمرني ألم من وضع شابة صغيرة موهوبة محاصرة، اتخذت من الحب المتاح رسميا غطاء للتعبير عن عاطفة أخرى. تذكرت تلك السجون الصغيرة المنتشرة التي تحبس فيها مواهب المرأة، وتذبل بين جدرانها، وتساءلت: كم من المواهب والعقول والمشاعر نخسر بسبب الزنازين المغلقة؟ تذكرت قصة الكاتبة الموهوبة أليفة رفعت التي احتفل جوجل بذكرى ميلادها من أسابيع، واسمها الحقيقي " فاطمة عبد الله رفعت" من مواليد القاهرة يونيو 1930، انتبهت إلى موهبتها مبكرا، ولكنها خلافا لكل مايفترض أن تكتبه المرأة " المهذبة" سجلت مشاعرها الحقيقية فوبختها أختها الكبرى، وعنفتها، وحاولت أن تردها إلى زنزانة القيم الاجتماعية التي ترى المرأة دائما " وراء الرجل" عظيما كان أم تافها، المهم أن تكون " وراء" وليس في المقدمة. وفي الأربعينيات التحقت أليفة بجامعة القاهرة رغم اعتراض أهلها في البداية. ومابين 1955 – 1965 لجأت الكاتبة إلى نشر قصصها باسم مستعار اتقاء للمشاكل، فحاول شقيقها اسكاتها، ورفض زوجها أن تنشر أعمالها لأكثر من عشر سنوات كاملة. والغريب في الأمر أن اسمها لم يلمع في جيل الستينيات، ولم نسمع باسمها حينذاك قط ! وفي عام 1983 نشرت أولى مجموعاتها القصصية " المنظر البعيد للمئذنة" وضمت خمس عشرة قصة طرقت بقوة وعنف كل قضايا المرأة من الحرمان الجنسي، إلى الحصار الاجتماعي، إلى استبداد الرجل، وفي قصتها البديعة " المنظر البعيد للمئذنة" تطرح بوضوح قضية عدم اشباع المرأة جنسيا في العلاقة الزوجية، تطرحها ä-;-بصراحة لكن برهافة، وبقوة بجمال القلب والعقل الموهوبين من دون ابتذال. توفيت أليفة رفعت في 4 يناير 1996 في القاهرة بعد أن ترجمت معظم أعمالها إلى عدد كبير من اللغات الأجنبية. وقصة أليفة رفعت هي في الواقع قصة تحطيم الأقلام ، وكسرها، لمجرد أنها بين أصابع النساء، ويذكرني ذلك بحكاية روسية عن مغنية كانت تشدو بين الجبال في إحدى القرى، تصدح أغنياتها بصوتها الرنان بعطفها على الفلاحين والفقراء في القرية ، فأمسك بها الاقطاعي الكبير وأمر أعوانه فخاطوا فمها ليسكتوا صوتها. هكذا تتكسر الأقلام، وتختنق الأصوات، ونخسر ما لايقدر بثمن حين نضع المرأة داخل زنزانة فكرية واجتماعية. ......
#أليفة
#رفعت
#تحطيم
#الأقلام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725799
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - أليفة رفعت .. تحطيم الأقلام
علوان حسين : غريب في مدينة أليفة
#الحوار_المتمدن
#علوان_حسين في سامسون المدينة التركية وأنا أسير في ساحلها البحري الجميل لمعت في رأسي فكرة الذهاب إلى بغداد برا مع الباص المغادر إلى العراق صباحا ً حيث حجزت تذكرة وإتخذت مقعدي لصق النافذة .توافد المغادرون تباعا ً من ساحة الميدان نساء ورجال وأطفال بان الحزن في عيونهم وكأنهم ذاهبين إلى المنفى . بادرت الرجل الجالس لصقي بسؤال عن الحزن المرتسم على وجوه المسافرين . تطلع بوجهي متعجبا ً أجاب عن سؤالي بسؤال :_ يعني تسوي نفسك غشيم ما تعرف الأسباب ؟_ صدقني ما أعرف ياريت تبينها لي .._ عمي هذول الناس ما صدكوا طلعوا من الجحيم والآن أجبروا على العودة بعد أن فقدوا كل شيء . قسم كبير منهم باع بيته وممتلكاته وجاء إلى تركيا يجرب حياة ً جديدة ً وبعد مرور سنوات يفاجأ بعدم تجديد الإقامة وعليه هدم كل ما بناه في سنوات الغربة والبدء من الصفر في بلاد ٍ تطرد الأمل وتقتل الحلم وهو بعد بذرة ._ أنت شخصيا ً لماذا حزمت حقائب العودة ألست مثلنا ؟_ أنا في الحقيقة ذاهب في زيارة إلى مسقط رأسي بغداد .._ في زيارة إلى مسقط رأسك ونحن في عز الصيف والناس تهرب منها لا تدر ِ أين تعطي وجهها هل أنت مجنون ؟_ ربما أنا مجنون ربما رجل يبحث عن نفسه في مكان ٍ ما عله يعثر عليها .في بغداد طلبت من سائق التكسي يقلني إلى فندق هادىء قريب من الكرادة الشرقية ليس رخيصا ً ولا غاليا ً جدا ً بقليل من الصبر وتزجية الوقت مع سائق تاكسي متعاطف وجدت ضالتي في مكان ٍ منزو ٍ بعيدا ً عن صخب السيارات وضجيج الأسواق كان الفندق أشبه بالنزل بيت كبير تسوره حديقة غرفة الإستقبال صغيرة تشع نظافة ً وبساطة إستقبلتني امرأة متوسطة العمر أنيقة بعض الشيء حلوة الملامح إبتسامتها مشرقة ودودة أيضا ً قدمت لها البطاقة الموحدة عليها صورتي وإسمي تفحصتها سجلت في دفتر موضوع الطاولة المعلومات التي تخصني ثم ناولتني البطاقة متسائلة :_ عجب أنت من مواليد الكرادة الشرقية تود السكن في فندق أليس لك فيها أهل أو أصدقاء ؟_ لي أخوة وأخوات لكني أفضل العيش بضعة أيام منفردا ً بعيدا ً عن الضجيج ._ تبدو لكنتك من الشمال هل أنت من الأخوة الكورد ؟_ لا أنا من بغداد ولدت وتعرعرت في هذه المدينة التي أعود إليها بعد فترة غياب ._ أهلا ً بك في مدينتك نحن أهلك لو عز عليك الأهل . لامست كلماتها قلبي قلت لنفسي هذه هي بغداد بسيطة رقيقة وقاسية في الوقت ذاته .تجولت في شوارع بغداد غريبا ً في مدينة أليفة .حين تعبت جلست في مقهى أم كلثوم لم تكن مزدحمة تغير فيها الديكور أضيفت صور وأزيلت أخرى من على جدرانها لفت نظري الزبائن المنهمكين بلعب الطاولي قبل لم يكن لعب الطاولي مسموحا ً به فقط الشطرنج حين كان الزبائن من محبي الطرب الأصيل متذوقي صوت السيدة أم كلثوم الحالمين جلهم طلاب كليات شعراء وفنانين عشاق تسكرهم الخمرة يرشفونها من حنجرة السيدة تراهم ذاهلين عن العالم يهيمون في جنة ٍ مسحورين محلقين في سموات من صنع الخيال .لم يتبق من تراث هذه المقهى العريقة غير إسمها فقط . عرجت على شارع المتنبي لا مكان لموضع قدم ٍ من زحمة المتفرجين وكأننا في سوق هرج حيث ينتشر باعة لمختلف الأشياء والكتب تعرض نفسها تتكدس في الشارع تتفحصها عيون الناس كأنها ترتاب أتفحص الوجوه ليس بينها قراء حقيقيين أين ذهب الذين أعرفهم ؟ لم أجد أحدا ً من الأصدقاء أو لعل ملامحهم تغيرت وأنا لم أعد أنا بالنسبة لهم وهكذا تجولت في أكثر الأماكن حميمية ً وقربا ً إلى قلبي غريبا ً لا أعرف ولا يعرفني أحد . أنتقيت بضعة كتب حملتها وذهبت بها إلى الفندق . ......
#غريب
#مدينة
#أليفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761822
#الحوار_المتمدن
#علوان_حسين في سامسون المدينة التركية وأنا أسير في ساحلها البحري الجميل لمعت في رأسي فكرة الذهاب إلى بغداد برا مع الباص المغادر إلى العراق صباحا ً حيث حجزت تذكرة وإتخذت مقعدي لصق النافذة .توافد المغادرون تباعا ً من ساحة الميدان نساء ورجال وأطفال بان الحزن في عيونهم وكأنهم ذاهبين إلى المنفى . بادرت الرجل الجالس لصقي بسؤال عن الحزن المرتسم على وجوه المسافرين . تطلع بوجهي متعجبا ً أجاب عن سؤالي بسؤال :_ يعني تسوي نفسك غشيم ما تعرف الأسباب ؟_ صدقني ما أعرف ياريت تبينها لي .._ عمي هذول الناس ما صدكوا طلعوا من الجحيم والآن أجبروا على العودة بعد أن فقدوا كل شيء . قسم كبير منهم باع بيته وممتلكاته وجاء إلى تركيا يجرب حياة ً جديدة ً وبعد مرور سنوات يفاجأ بعدم تجديد الإقامة وعليه هدم كل ما بناه في سنوات الغربة والبدء من الصفر في بلاد ٍ تطرد الأمل وتقتل الحلم وهو بعد بذرة ._ أنت شخصيا ً لماذا حزمت حقائب العودة ألست مثلنا ؟_ أنا في الحقيقة ذاهب في زيارة إلى مسقط رأسي بغداد .._ في زيارة إلى مسقط رأسك ونحن في عز الصيف والناس تهرب منها لا تدر ِ أين تعطي وجهها هل أنت مجنون ؟_ ربما أنا مجنون ربما رجل يبحث عن نفسه في مكان ٍ ما عله يعثر عليها .في بغداد طلبت من سائق التكسي يقلني إلى فندق هادىء قريب من الكرادة الشرقية ليس رخيصا ً ولا غاليا ً جدا ً بقليل من الصبر وتزجية الوقت مع سائق تاكسي متعاطف وجدت ضالتي في مكان ٍ منزو ٍ بعيدا ً عن صخب السيارات وضجيج الأسواق كان الفندق أشبه بالنزل بيت كبير تسوره حديقة غرفة الإستقبال صغيرة تشع نظافة ً وبساطة إستقبلتني امرأة متوسطة العمر أنيقة بعض الشيء حلوة الملامح إبتسامتها مشرقة ودودة أيضا ً قدمت لها البطاقة الموحدة عليها صورتي وإسمي تفحصتها سجلت في دفتر موضوع الطاولة المعلومات التي تخصني ثم ناولتني البطاقة متسائلة :_ عجب أنت من مواليد الكرادة الشرقية تود السكن في فندق أليس لك فيها أهل أو أصدقاء ؟_ لي أخوة وأخوات لكني أفضل العيش بضعة أيام منفردا ً بعيدا ً عن الضجيج ._ تبدو لكنتك من الشمال هل أنت من الأخوة الكورد ؟_ لا أنا من بغداد ولدت وتعرعرت في هذه المدينة التي أعود إليها بعد فترة غياب ._ أهلا ً بك في مدينتك نحن أهلك لو عز عليك الأهل . لامست كلماتها قلبي قلت لنفسي هذه هي بغداد بسيطة رقيقة وقاسية في الوقت ذاته .تجولت في شوارع بغداد غريبا ً في مدينة أليفة .حين تعبت جلست في مقهى أم كلثوم لم تكن مزدحمة تغير فيها الديكور أضيفت صور وأزيلت أخرى من على جدرانها لفت نظري الزبائن المنهمكين بلعب الطاولي قبل لم يكن لعب الطاولي مسموحا ً به فقط الشطرنج حين كان الزبائن من محبي الطرب الأصيل متذوقي صوت السيدة أم كلثوم الحالمين جلهم طلاب كليات شعراء وفنانين عشاق تسكرهم الخمرة يرشفونها من حنجرة السيدة تراهم ذاهلين عن العالم يهيمون في جنة ٍ مسحورين محلقين في سموات من صنع الخيال .لم يتبق من تراث هذه المقهى العريقة غير إسمها فقط . عرجت على شارع المتنبي لا مكان لموضع قدم ٍ من زحمة المتفرجين وكأننا في سوق هرج حيث ينتشر باعة لمختلف الأشياء والكتب تعرض نفسها تتكدس في الشارع تتفحصها عيون الناس كأنها ترتاب أتفحص الوجوه ليس بينها قراء حقيقيين أين ذهب الذين أعرفهم ؟ لم أجد أحدا ً من الأصدقاء أو لعل ملامحهم تغيرت وأنا لم أعد أنا بالنسبة لهم وهكذا تجولت في أكثر الأماكن حميمية ً وقربا ً إلى قلبي غريبا ً لا أعرف ولا يعرفني أحد . أنتقيت بضعة كتب حملتها وذهبت بها إلى الفندق . ......
#غريب
#مدينة
#أليفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761822
الحوار المتمدن
علوان حسين - غريب في مدينة أليفة
علوان حسين : غريب في مدينة أليفة 1
#الحوار_المتمدن
#علوان_حسين نمت باكرا ً جدا ً على غير عادتي لأستيقظ والشمس لم تبزغ بعد . على عجل ٍ تحممت وأرتديت ملابسي وطفقت أسير في شوارع شبه مهجورة ٍ المحال لم تفتح وبغداد لم تزل نائمة كان الطقس لطيفا ً يسمح بالمشي لا غبار ولا شمس تصب براكينها أكاد أسمع نبض تنفسها كأني حارس الأحلام يتفقد فجرها حالما ً بقطرات مطر ٍ تهطل أو حبات ندى تتساقط من سماء ٍ لم تغلق شبابيكها بعد . لم أصدق أني في بغداد أدخل إليها مرتبكا ً كالغريب يرتدي طاقية الإخفاء . قرب النهر كنت أسير في شارع أبي نؤاس أبحث عن أغنية عصفور تقودني عبر الشارع علني أعثر على أحد سكارى بغداد أقرأ عليه قصيدتي أو تصادفني واحدة من نديمات الليل عاشقات الشعر الثملات لأقول لها كلمات ٍ حبيسة ٍ في صدري لكن شيء حدث ما عكر مزاج الصباح إستوقفتني دورية شرطة فتشوا جيوبي لم يعثروا على سلاح ٍ أو أشياء ممنوعة كنت أحمل بطاقة الأحوال الشخصية تؤكد إنتمائي لبغداد وبضعة آلاف من الدنانير العراقية وجهاز آيفون فيه شريحة ورقم محلي . كانوا يتفرسون بوجهي ويتطلعون بوجوه بعض مستغربين عن سبب وجودي في الشارع في مثل هذا الوقت . سألني أحدهم هل تتعاطى المخدرات أو المسكرات ؟ أجبت بلا . لا يبدو عليك متشردا ً ربما متسكعا ً ماذا تفعل بمثل هذا الوقت ؟ لا شيء محدد فقط أتمشى أستنشق هواء الصباح غير الملوث بعد . أستنشق ما تشاء من هواء الصباح خذ حصتك كاملة ً بغداد كريمة ولكل مواطن حصته من الهواء لكن نرجوك أن لا تسرف وتأخذ حصص غيرك من المواطنين . قال لي رئيس الدورية مازحا ً أو متهكما ً قبل أن ينصرفوا ويعيدوا لي حريتي في نزهة ٍ بريئة ٍ في شوارع المدينة التي أحب . عدت إلى فندقي بعد أن تروقت القيمر والصمون الحجري تناولته في مقهى شعبي كنت زبونه الوحيد . تمددت على السرير بضع دقائق يعوزني شيء ما قلت لنفسي لم أعرف بالضبط ما هو شغلت المروحة وفتحت الشباك المطل على الحديقة فاجأني عطر الرازقي هب من شجرة معمرة لطف مزاجي ومنحني نشوة كدت أفتقدها في يومي الأول في بغداد . وضعت برنامج ليومي لا أبدد الوقت محاولا ً إكتشاف مدينة صباي من جديد . زيارة المتحف الوطني وبعض المكتبات بعدها تسكع حر في شارع الرشيد وجولة في سوق هرج ومحلات الإنتيكا ثم المرور عبر شارع المتنبي تمضية بعض الوقت في مقهى الشابندر ربما أصادف صديقا ً هناك .أوقفت تاكسيا ً طلبت منه يقلني إلى المتحف قال سبعة آلاف إشترطت عليه أن يشغل التبريد ضحك الشمس بعدها باردة والهواء منعش ما حاجتك للتبريد ؟ افتح النافذة تستقبل الهواء إستدرك قائلا ً ممكن لو سمحت تطفىء السيكارة . هل أنت مريض تشكو من كورونا لا سمح الله ؟ لا لست مريضا ً لكن الوقاية خير من العلاج كما يقال . ضحك ولا يهمك سيكارة واحدة أعدك بعدها لا تدخين . في الطريق أوقفتنا صبية بيدها خرقة راحت تمسح فيها مرآة السيارة لكن السائق نهرها لتبتعد أخرجت ورقة ألف دينار أعطيتها خطفتها برشاقة لتثب نحو سيارة أخرى . لا أعطيهم هؤلاء الملاعين ليسوا سوى عصابة من الصغار تقودهم امرأة تشرف على الدخل . أليس لهم أهل ؟ سألت أجاب يجلبهم أهلهم بغرض الإيجار لكل نهار سعر وحسب العمر والخبرة يحدد سعر الطفل . والمدارس ؟ طفولة معروضة للبيع والإيجار الشارع هو المدرسة أجابني كالخبير أو المرشد التربوي . مبين عليك متغرب منذ متى لم تزر بغداد ؟ منذ وقت ٍ طويل . وأين تعيش أكيد في كندا لو أستراليا ؟ لا الحقيقة أعيش في الجارة تركيا . تركيا لا يعيش فيها سوى الأثرياء ! لست ثريا ً لكن الأمور مستورة لله الحمد . رازني بعينيه مخمنا ً ربما ما لدي من نقود . ليس في جيبي سوى بضعة آلاف من الدنانير لا تدوخ فاجأته بكلامي . ......
#غريب
#مدينة
#أليفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761924
#الحوار_المتمدن
#علوان_حسين نمت باكرا ً جدا ً على غير عادتي لأستيقظ والشمس لم تبزغ بعد . على عجل ٍ تحممت وأرتديت ملابسي وطفقت أسير في شوارع شبه مهجورة ٍ المحال لم تفتح وبغداد لم تزل نائمة كان الطقس لطيفا ً يسمح بالمشي لا غبار ولا شمس تصب براكينها أكاد أسمع نبض تنفسها كأني حارس الأحلام يتفقد فجرها حالما ً بقطرات مطر ٍ تهطل أو حبات ندى تتساقط من سماء ٍ لم تغلق شبابيكها بعد . لم أصدق أني في بغداد أدخل إليها مرتبكا ً كالغريب يرتدي طاقية الإخفاء . قرب النهر كنت أسير في شارع أبي نؤاس أبحث عن أغنية عصفور تقودني عبر الشارع علني أعثر على أحد سكارى بغداد أقرأ عليه قصيدتي أو تصادفني واحدة من نديمات الليل عاشقات الشعر الثملات لأقول لها كلمات ٍ حبيسة ٍ في صدري لكن شيء حدث ما عكر مزاج الصباح إستوقفتني دورية شرطة فتشوا جيوبي لم يعثروا على سلاح ٍ أو أشياء ممنوعة كنت أحمل بطاقة الأحوال الشخصية تؤكد إنتمائي لبغداد وبضعة آلاف من الدنانير العراقية وجهاز آيفون فيه شريحة ورقم محلي . كانوا يتفرسون بوجهي ويتطلعون بوجوه بعض مستغربين عن سبب وجودي في الشارع في مثل هذا الوقت . سألني أحدهم هل تتعاطى المخدرات أو المسكرات ؟ أجبت بلا . لا يبدو عليك متشردا ً ربما متسكعا ً ماذا تفعل بمثل هذا الوقت ؟ لا شيء محدد فقط أتمشى أستنشق هواء الصباح غير الملوث بعد . أستنشق ما تشاء من هواء الصباح خذ حصتك كاملة ً بغداد كريمة ولكل مواطن حصته من الهواء لكن نرجوك أن لا تسرف وتأخذ حصص غيرك من المواطنين . قال لي رئيس الدورية مازحا ً أو متهكما ً قبل أن ينصرفوا ويعيدوا لي حريتي في نزهة ٍ بريئة ٍ في شوارع المدينة التي أحب . عدت إلى فندقي بعد أن تروقت القيمر والصمون الحجري تناولته في مقهى شعبي كنت زبونه الوحيد . تمددت على السرير بضع دقائق يعوزني شيء ما قلت لنفسي لم أعرف بالضبط ما هو شغلت المروحة وفتحت الشباك المطل على الحديقة فاجأني عطر الرازقي هب من شجرة معمرة لطف مزاجي ومنحني نشوة كدت أفتقدها في يومي الأول في بغداد . وضعت برنامج ليومي لا أبدد الوقت محاولا ً إكتشاف مدينة صباي من جديد . زيارة المتحف الوطني وبعض المكتبات بعدها تسكع حر في شارع الرشيد وجولة في سوق هرج ومحلات الإنتيكا ثم المرور عبر شارع المتنبي تمضية بعض الوقت في مقهى الشابندر ربما أصادف صديقا ً هناك .أوقفت تاكسيا ً طلبت منه يقلني إلى المتحف قال سبعة آلاف إشترطت عليه أن يشغل التبريد ضحك الشمس بعدها باردة والهواء منعش ما حاجتك للتبريد ؟ افتح النافذة تستقبل الهواء إستدرك قائلا ً ممكن لو سمحت تطفىء السيكارة . هل أنت مريض تشكو من كورونا لا سمح الله ؟ لا لست مريضا ً لكن الوقاية خير من العلاج كما يقال . ضحك ولا يهمك سيكارة واحدة أعدك بعدها لا تدخين . في الطريق أوقفتنا صبية بيدها خرقة راحت تمسح فيها مرآة السيارة لكن السائق نهرها لتبتعد أخرجت ورقة ألف دينار أعطيتها خطفتها برشاقة لتثب نحو سيارة أخرى . لا أعطيهم هؤلاء الملاعين ليسوا سوى عصابة من الصغار تقودهم امرأة تشرف على الدخل . أليس لهم أهل ؟ سألت أجاب يجلبهم أهلهم بغرض الإيجار لكل نهار سعر وحسب العمر والخبرة يحدد سعر الطفل . والمدارس ؟ طفولة معروضة للبيع والإيجار الشارع هو المدرسة أجابني كالخبير أو المرشد التربوي . مبين عليك متغرب منذ متى لم تزر بغداد ؟ منذ وقت ٍ طويل . وأين تعيش أكيد في كندا لو أستراليا ؟ لا الحقيقة أعيش في الجارة تركيا . تركيا لا يعيش فيها سوى الأثرياء ! لست ثريا ً لكن الأمور مستورة لله الحمد . رازني بعينيه مخمنا ً ربما ما لدي من نقود . ليس في جيبي سوى بضعة آلاف من الدنانير لا تدوخ فاجأته بكلامي . ......
#غريب
#مدينة
#أليفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761924
الحوار المتمدن
علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 1