الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عامر هشام الصفّار : شارع تحت درجة 50 مئوي.. وقصص أخرى
#الحوار_المتمدن
#عامر_هشام_الصفّار شارع تحت درجة 50 مئويينهض جاسم مبكرا هذا الصباح البغدادي الذي أشرقت شمسه قبل قليل لتعكس أشعتها على سعفات نخلة في حديقة بيته البسيط في حي العامل ببغداد.. يرفض الكسل الذي ألّم به فجأة .. ينظر من خلل شباك غرفته الى شارع خلا من الناس ألاّ من بعض الكسبة الذين راحوا يسرعون لأعمالهم الحرة طلبا لرزق حلال. أغتسل وراح يرتب ملابس شرطي المرور التي أعتاد عليها منذ سنوات.. قميصه الأبيض غسله البارحة وعمل فيه المكواة على عجل.. رفع قبعته التي سيحتاجها وهو يتوسط شارعا مزدحما قرب ساحة الحي في هذا اليوم التموزي.. تذكر أنه شاهد صورة فوتغرافية بالأسود والأبيض يوما لشرطي المرور في ساحة من ساحات بغداد الخمسينيات وهو يقف تحت مظلة في الشارع ينظم المرور لسيارات فارهة قليلة في أعدادها تمرق ببطيء كما يبدو.. كانت أياما أخرى لزمن ذهب ولن يعود.. يكرر مع نفسه ذهب.. مع الريح.. الريح الصفراء.. يبتسم.. ولا ينسى أن يمر على شعرات رأسه القليلة بمشطه القديم الذي يتركه قرب مرآة مدورة في مدخل البيت... الشمس بدأت تصّاعد في سماء حي العامل، وها هو يومه قد أنتصف.. حرارة الأسفلت أصبحت لا تطاق.. خبير الأنواء الجوية يقول بغداد هي أكثر مدينة في العالم حرارة اليوم.. ستكون درجة الحرارة 50 مئوي أو قد تزيد على ذلك.. لقد تعوّد جسمه على الحر.. والرطوبة ودخان السيارات التي تمرق قربه لتزيد في شعوره بالتعب.. يذهب لمحل أبو عمار القريب عليه.. يغسل وجهه في دقائق ليعود لنفس الساحة.. رافعا يده اليمنى مرة واليسرى مرات.. الكل يطيع أوامره اليوم.. لا مخالفات أبدا رغم الحر الذي لا يطاق.. لم يشأ أن يقارن أيامه الحاضرة بما مضى.. فهو لا يعرف لماذا أصبح الصيف أكثر حرارة من أي صيف آخر.. بعض الناس من المثقفين يقولون أنه تلوث البيئة.. ولكن جاسم لا يصدق ذلك.. ويظل همه أن لا يحدث أي حادث سيارة في حي العامل اليوم.. مر بخاطره كابوس الليلة الماضية عندما قال له ولده:-بابا.. كنت تنظّم المرور في الشارع وأنت نائم..!-كيف يا ولد؟-كانت يدك اليسرى مرفوعة مرة.. ومرة أخرى ترفع يدك اليمنى.. وتحاول أن تتكلم.. سمعتك تقول.. أمش.. دير بالك .. بالك.. ضحك جاسم .. وتذكر حمال الشورجة الذي كان يمشي في شوارع السوق الضيقة ويصيح بصوت عال: بالك.. بالك.. بالك.. مع نسمات هواء يود أن يظن أنها كانت عليلة، راح جاسم في مساء المدينة يراقب ولده ويسمعه وهو يلعب مع أولاد المحلة بكرة قدم جديدة أشتراها له قبل أيام.. فجأة أنطفأ الكهرباء .. وساد الساحة ظلام دامس... !بيت الضفادعأعطني فسحة من وقتك لأتحدث أليك أيها الطبيب.. هكذا قال لي السيد كامبل الرجل الثري المعروف في هذه المدينة التي يلّفها الضباب هذه الأيام..كيف تريدني أن أبقى هنا لوحدي وأبنتي بعيدة عني في كندا.. لماذا لا أذهب أليها؟!.. أنا في السبعين من عمري وها أنت تعطيني كل شهر كيساً من الأدوية والعقاقير التي أتناولها كل يوم دون أن أنبس ببنت شفة.. ولكنني لا يمكن أن أتحمل هذا الذي يجري في المدينة..كل يوم أشاهد تلفزيون البي بي سي يبث على مدار الساعة أخبار الموتى والأصابات بهذا الفايروس اللعين..صورهم تملأ صفحات الجرائد..فقدتُ العديد من أصدقائي الذين عرفتهم منذ أيام الشباب في كارفيلي..حيث كنت أعمل في مناجم الفحم..عملنا سوية..تلوّنت وجوهنا سوية بسخام الفحم والحديد.. كنا نضحك..نسعل.. نحتسي الخمرة في بار المدينة، ولكننا لم نكن نتوقع أن نموت لوحدنا في بيوت هي اليوم مثل بيوت الضفادع النتنة..أتركني يا سيدي الطبيب..أعطني السماح لي لألحق بأبنتي..لا أريد اليوم أكثر من ذلك. ......
#شارع
#درجة
#مئوي..
#وقصص
#أخرى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738719
عماد عبد اللطيف سالم : 50 مئوي.. داخل العائلة
#الحوار_المتمدن
#عماد_عبد_اللطيف_سالم كلّما أردتُ أن أنتَحِرلأنّ هذهِ الأيّامَ سيّئةٌ جدّاً، و حارّةٌ جدّاً، والنساءُ فيها ملولات، وقاسيات، وجاحِدات، بل وغيرُ جميلات،بدَتْ الأيّامُ الباقيةُحُلوةً جداًوهذا يمنعني، دائماً، من الإنتحار.وهكذا أُخَبّيءُ أقراص"الفاليوم" العشرين تحت الوسادةوأُواصِلُ النوم.النومُ هو الآخرنوعٌ وديعٌ من الإنتحار.كلّما أردتُ أن أنتَحِرتأتي عيناهاوتضحكُ ليفأعودُ طفلاًوالأطفالُ لا يعرفونَ شيئاًإسمهُ الإنتحار.كلّما أردتُ أن أنتَحِرجاءَ الأوغادو وَضَعوا مُسدّساً في يديونكايةً بهمأرفضُ الإنتحار.أتعَجّبُ، دائماً، من سلوكِ الكائنات اللطيفةالتي نذبحها ونأكلها كُلّ يومٍكيف لا تنتَحِروأنا الذي يذبحني الأنذالُمائةَ مَرّةٍ في كُلّ يومٍبشكلٍ سيّءومع ذلكلا أُفكّرُ بالإنتحار.أقولُ لنفسي، وأنا أدُسُّ أقراصَ "الفاليوم" تحت الوسادة،حتّى إذا تبقّى لي في هذهِ الحياةيومٌ واحدلن أتركُهُ أبداًلهؤلاء الأجلاف.متى سأنتحِرُ إذاً ؟حقيقةً ، أنا دائماً ما أسألُ نفسي هذا السؤالولكنّني ما إن أرى بعض المخلوقاتِ المُشينةِحيّةً تُرزَقُأقولُ.. هؤلاءِ لم ينتَحِروافلماذا تُفكّرُ أنتَ بالانتحار.إذا إنتَحَرَ "هؤلاء"سيكونُ العالمُ أفضلَ بدونهمو فَوْرَ إنتحارِهِمسأمُدُّ يدي إلى أقراص "الفاليوم" العشرينتحتَ الوسادةوأموتُ فعلاً هذهِ المرّةبسلامٍ تامّوإرادةٍ لا تَضْعَفْوعزيمةٍ لا تَلين. غداً الثلاثاءالذي كان دائماً يوماً جميلاً سيكونُ هناك غبارٌ كثيف وستكون درجة الحرارة 50 مئوي داخلَ العائلة. إنّهُ أفضلُ يومٍ للإنتحار. ......
#مئوي..
#داخل
#العائلة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759951