علي دريوسي : جسر اللَّوْز 53
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في الإيميل الثاني كتبت تولين لي:عزيزي أحمد،كان لدي الوقت لبضعة أيام خلت للتفكير في بعض الأشياء وأردت أن أخبرك عنها اليوم.يجب أن أقول لك أولاً بأنني خائفة قليلاً! أعيش وحدي منذ حوالي سبع سنوات وخلال هذا الوقت تعلمت أن أكون أكثر استقلالية مما كنت عليه من قبل. هذا له جوانب جيدة، من بين أشياء أخرى، لأنني أستطيع أن أقرّر بنفسي ما أريد أن أفعله ومتى وكيف، وأعتقد أن هذا الأمر لطيف للغاية.لكن اليوم، ومنذ رأيتك، أنظر إلى هاتفي وأفتح إيميلي مراراً، لأرى إذا كنت قد اتصلت أو أرسلت لي كلمة، وهذا يرهقني. أنت تدخر كثيراً مع الكلمة المكتوبة! لما أنت بخيل هكذا؟ لماذا لا تكتب لي بإسهاب كما أكتب لك؟ حتى عندما كنت طفلة كنت أحب أن أكون بمفردي ولا أشعر بعدم الارتياح لكوني بمفردي، خاصة وأن لدي الكثير من الأصدقاء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، أود أن يكون شخص ما بجانبي، لكنني لم أعد أرغب في الاستغناء عن حريتي في اتخاذ القرار، الحرية التي جربتها واختبرتها لعدة سنوات. لكن ربما تكون هذه هي المشكلة الأقل بالنسبة لي.لدي مخاوف في علاقات وجوانب أخرى: لدي طفلان، يعقوب عمره ثماني سنوات وماريا تسع سنوات، هما ناضجان بالفعل، ويستطيعان الاعتماد على نفسيهما، يمكنني أن أبدأ ببطء في القيام ببعض الأشياء (مثل الرقص مساءً) التي لم أتمكن من القيام بها منذ سنوات. أستمتع بوظيفتي الجديدة، لم يكن العثور عليها سهلاً. أعتقد أن مدير الشركة يعتمد عليّ، سأعمل قريباً بدوام كامل، لأن طفلاي كبرا قليلاً وتجاوزا تلك المرحلة التي يمرض الطفل فيها كثيراً وتضطر الأم بذلك للتغيب عن عملها. في الحقيقة لا أرغب في إنجاب المزيد من الأطفال. لم أضطر أبداً إلى تناول وسائل منع الحمل في حياتي حتى الآن، لا أحب ابتلاع الهرمونات الاصطناعية (حبوب منع الحمل) أو إجراء أي تدخلات في جسدي (تركيب اللولب مثلاً).لن تكون الحياة بالنسبة لك مريحة معي. منذ زمن كنت قد طلبت من الله أن يرسل لي رجلاً متديناً حتى نتمكن من البحث عن الله معاً وندعم بعضنا البعض، لعل أمنياتي غير واقعية، والآن لا أعرف ما الذي يجب أن يوضحه لي الاجتماع معك، ما هي الرسالة التي ينبغي أن أفهمها!ثم أخاف أن يرن سؤالك في أذني قريباً "وأين مكاني بينكم؟".لقد أعدت ترتيب بيتنا الصغير في ديسمبر الماضي لتلبية احتياجاتنا، أعني احتياجات أمي وأطفالي وأنا، أين وكيف يمكنني استيعاب شخص جديد في عائلتي دون الاضطرار إلى التخلي عن هذه الأشياء المهمة بالنسبة لي؟ هذا يجعلني غير آمنة، على الرغم من إيماني بأن الحياة متغيرة وليست ساكنة.أرجو أن تفهم كلماتي جيداً فأنا لا أقصد أن أؤذيك بأفكاري. روحان متناقضتان تعشعشان للأسف في صدري، ما تحلم به الأولى تهابه الثانية. تريد الأولى شريكاً محباً وموثوقاً ومثيراً للاهتمام، بينما تخشى الثانية التغييرات التي ستنجم عن ذلك.الآن ومنذ عدة أيام أقوم بتحريف وتقليب هذه الأفكار والأسئلة ذهاباً وإياباً في رأسي ولم أتوصل إلى نتيجة مرضية.أسهل لي أن أكون وحدي، هل هو الحل الأفضل؟ لا أعلم.ربما ينبغي أن أترك قلبي يلعب ويمرح أكثر قليلاً وأن أعطي رأسي بعض الراحة.كن بخير، إلى لقاء قريب.تولين>>>ولأنني لا أحب كتابة الإيميلات فقد قررت أن أختصر الطريق وأقبل دعوة تولين للغداء. استقبلتني تولين بأريحية، كانت وحدها في المنزل، شعرت بأني أعرفها منذ زمن، عاملتني كأني زوجها، لم تستغرب هيئتي، شرعت ترقص وهي تضع الصحون على الطاولة، الرقص كما أراه هو نوع خاص من الثقة والإثارة الجنس ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745787
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في الإيميل الثاني كتبت تولين لي:عزيزي أحمد،كان لدي الوقت لبضعة أيام خلت للتفكير في بعض الأشياء وأردت أن أخبرك عنها اليوم.يجب أن أقول لك أولاً بأنني خائفة قليلاً! أعيش وحدي منذ حوالي سبع سنوات وخلال هذا الوقت تعلمت أن أكون أكثر استقلالية مما كنت عليه من قبل. هذا له جوانب جيدة، من بين أشياء أخرى، لأنني أستطيع أن أقرّر بنفسي ما أريد أن أفعله ومتى وكيف، وأعتقد أن هذا الأمر لطيف للغاية.لكن اليوم، ومنذ رأيتك، أنظر إلى هاتفي وأفتح إيميلي مراراً، لأرى إذا كنت قد اتصلت أو أرسلت لي كلمة، وهذا يرهقني. أنت تدخر كثيراً مع الكلمة المكتوبة! لما أنت بخيل هكذا؟ لماذا لا تكتب لي بإسهاب كما أكتب لك؟ حتى عندما كنت طفلة كنت أحب أن أكون بمفردي ولا أشعر بعدم الارتياح لكوني بمفردي، خاصة وأن لدي الكثير من الأصدقاء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، أود أن يكون شخص ما بجانبي، لكنني لم أعد أرغب في الاستغناء عن حريتي في اتخاذ القرار، الحرية التي جربتها واختبرتها لعدة سنوات. لكن ربما تكون هذه هي المشكلة الأقل بالنسبة لي.لدي مخاوف في علاقات وجوانب أخرى: لدي طفلان، يعقوب عمره ثماني سنوات وماريا تسع سنوات، هما ناضجان بالفعل، ويستطيعان الاعتماد على نفسيهما، يمكنني أن أبدأ ببطء في القيام ببعض الأشياء (مثل الرقص مساءً) التي لم أتمكن من القيام بها منذ سنوات. أستمتع بوظيفتي الجديدة، لم يكن العثور عليها سهلاً. أعتقد أن مدير الشركة يعتمد عليّ، سأعمل قريباً بدوام كامل، لأن طفلاي كبرا قليلاً وتجاوزا تلك المرحلة التي يمرض الطفل فيها كثيراً وتضطر الأم بذلك للتغيب عن عملها. في الحقيقة لا أرغب في إنجاب المزيد من الأطفال. لم أضطر أبداً إلى تناول وسائل منع الحمل في حياتي حتى الآن، لا أحب ابتلاع الهرمونات الاصطناعية (حبوب منع الحمل) أو إجراء أي تدخلات في جسدي (تركيب اللولب مثلاً).لن تكون الحياة بالنسبة لك مريحة معي. منذ زمن كنت قد طلبت من الله أن يرسل لي رجلاً متديناً حتى نتمكن من البحث عن الله معاً وندعم بعضنا البعض، لعل أمنياتي غير واقعية، والآن لا أعرف ما الذي يجب أن يوضحه لي الاجتماع معك، ما هي الرسالة التي ينبغي أن أفهمها!ثم أخاف أن يرن سؤالك في أذني قريباً "وأين مكاني بينكم؟".لقد أعدت ترتيب بيتنا الصغير في ديسمبر الماضي لتلبية احتياجاتنا، أعني احتياجات أمي وأطفالي وأنا، أين وكيف يمكنني استيعاب شخص جديد في عائلتي دون الاضطرار إلى التخلي عن هذه الأشياء المهمة بالنسبة لي؟ هذا يجعلني غير آمنة، على الرغم من إيماني بأن الحياة متغيرة وليست ساكنة.أرجو أن تفهم كلماتي جيداً فأنا لا أقصد أن أؤذيك بأفكاري. روحان متناقضتان تعشعشان للأسف في صدري، ما تحلم به الأولى تهابه الثانية. تريد الأولى شريكاً محباً وموثوقاً ومثيراً للاهتمام، بينما تخشى الثانية التغييرات التي ستنجم عن ذلك.الآن ومنذ عدة أيام أقوم بتحريف وتقليب هذه الأفكار والأسئلة ذهاباً وإياباً في رأسي ولم أتوصل إلى نتيجة مرضية.أسهل لي أن أكون وحدي، هل هو الحل الأفضل؟ لا أعلم.ربما ينبغي أن أترك قلبي يلعب ويمرح أكثر قليلاً وأن أعطي رأسي بعض الراحة.كن بخير، إلى لقاء قريب.تولين>>>ولأنني لا أحب كتابة الإيميلات فقد قررت أن أختصر الطريق وأقبل دعوة تولين للغداء. استقبلتني تولين بأريحية، كانت وحدها في المنزل، شعرت بأني أعرفها منذ زمن، عاملتني كأني زوجها، لم تستغرب هيئتي، شرعت ترقص وهي تضع الصحون على الطاولة، الرقص كما أراه هو نوع خاص من الثقة والإثارة الجنس ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745787
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز 53
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 54
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في صباح اليوم التالي وأثناء تناول الفطور في الفندق أخذنا نقلّب الجرائد بحثاً عن إعلانات لتأجير غرف منفردة أو شقق صغيرة، سجّلت تولين أربعة عناوين، طلبنا قهوة من جديد، دخّنا سجائرنا بروية، ثم بدأت تولين سلسلة اتصالاتها التلفونية بالمؤجرين وتسجيل مواعيد المشاهدة للإطلاع على العروض المقدّمة.انطلقنا بالسيارة إلى موعدنا الأول، كانت الشقة متواضعة المواصفات وغالية الثمن، ومع هذا لم أحظ بها، زرنا خلال فترة الظهيرة ثلاثة عناوين أخرى، دون فائدة، في اليوم الثاني أخذنا موعداً في الرابعة ظهراً لرؤية غرفة في طوق المدينة، هناك في أحد المنازل العائلية الكبيرة الواقعة على سفح جبل مزروع بأشجار العنب التقيا بالسيدة باخ، امرأة في السبعين من عمرها قوية الشخصية تعيش في منزلها مع العشرات من القطط، استقبلتنا بحفاوة وكأنها لم تكن تنتظر منا المجيء حقاً، عملت معنا جولة صغيرة في المنزل أرتنا خلالها غرفتي في الطابق الثاني، غرفة كبيرة بسقف منخفض وجدران خشبية مائلة، فيها سرير عتيق وطاولة، لم تكن الغرفة نظيفة، كانت طبقة غبار تكسو الأرضية وسطح الطاولة، تفوح من جدرانها رائحة لا تطاق، ثم أرتني دورة المياه في الطابق السفلي والمطبخ حيث سأتشارك معها باستعماله، خرجنا من المنزل لنرى الكراج، هناك لمحت سيارتها المرسيدس البيضاء ذات الموديل القديم، عدنا إلى صالون الاستقبال، أعدت لنا القهوة وسمحت لنا بإشعال سجائرنا، حدثتنا عن سيارتها التي اشترتها قبل خمسين عاماً، عن عملها في تجارة التحف وقطع الأنتيكا، عن محلها الكبير في مدينة كولونيا، عن بيتها الحالي الذي ورثته عن زوجها، عن مرضها بالسرطان قبل بضع سنوات ونجاحها في التغلب عليه، ثم تكلمت معي عن تفاصيل عقد الإيجار، ثم سألت تولين بخبث فيما إذا ستزورني كثيراً في المستقبل، قاطعتها قائلاً: "تولين صديقة لي تعيش وتعمل في الشمال الغربي". أمضينا عقد الإيجار وقبل أن نهم بالمغادرة قالت السيدة باخ: "لاتقلق إذا لم يكن لديك سيارة، تستطيع الاعتماد عليّ في المرحلة الأولى لوجودك هنا".صبيحة اليوم التالي دفعت تكاليف الأوتيل وغادرنا المدينة المزدحمة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار واستمتاعنا الطويل باحتساء القهوة والتدخين.كنا نعلم في قرارة أنفسنا أن هذا هو فطورنا الأخير وصباحنا الأخير ومشوارنا الأخير.>>>>كرهت نفسي منذ اليوم الأول لمبيتي في الغرفة المهملة التي استأجرتها، وكرهت السيدة باخ، كرهتها لأنني كنت مجبراً على استخدام حمّامها ومطبخها، كرهتها لأنني كنت مجبراً أخلاقياً على الجلوس أحياناً إلى طاولة العشاء معها ومشاهدة التلفزيون، كرهتها لأنها كانت تستمتع برائحة سجائري، كرهتها لأنها تجاوزت السبعين من عمرها وما زالت قادرة على العمل والتفكير، كرهتها لأنها لا تشبه خالاتنا وعمّاتنا في الشرق العربي، كرهتها لأنها تحب اليورو والأنتيكا والتجارة والملكية، كرهتها لأنها كانت شريرة ومتصابية، تتمكيج وتتحمر وتتبودر وتتعطر وتصبغ شعرها باللون الأحمر وترتدي تنورة قصيرة، كرهتها لأنها كانت سعيدة بوجودي، كرهتها لأني خفت أن تقع في حبي وتشتهيني، كرهتها لأني هلعت من فكرة أن تشتكي عليّ بتهمة الاعتداء عليها، كانت تلك الموضة دارجة يومذاك وكان الألماني يورغ كاخيلمان، رائد الأعمال اللامع في مجال الأرصاد الجوّية ومقدم برنامج الطقس التلفزيوني أحد ضحايا تلك الموضة والتي ما زالت مستمرة إلى الآن بغض النظر عن عمر السيدة المرأة، كرهتها لأني أكره الكبار في السن، كرهتها لأن لا أولاد لها ولا أصدقاء، كرهتها لأنها تحب القطط أكثر من حبها للناس، كرهتها لأنها أُصيب ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746236
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في صباح اليوم التالي وأثناء تناول الفطور في الفندق أخذنا نقلّب الجرائد بحثاً عن إعلانات لتأجير غرف منفردة أو شقق صغيرة، سجّلت تولين أربعة عناوين، طلبنا قهوة من جديد، دخّنا سجائرنا بروية، ثم بدأت تولين سلسلة اتصالاتها التلفونية بالمؤجرين وتسجيل مواعيد المشاهدة للإطلاع على العروض المقدّمة.انطلقنا بالسيارة إلى موعدنا الأول، كانت الشقة متواضعة المواصفات وغالية الثمن، ومع هذا لم أحظ بها، زرنا خلال فترة الظهيرة ثلاثة عناوين أخرى، دون فائدة، في اليوم الثاني أخذنا موعداً في الرابعة ظهراً لرؤية غرفة في طوق المدينة، هناك في أحد المنازل العائلية الكبيرة الواقعة على سفح جبل مزروع بأشجار العنب التقيا بالسيدة باخ، امرأة في السبعين من عمرها قوية الشخصية تعيش في منزلها مع العشرات من القطط، استقبلتنا بحفاوة وكأنها لم تكن تنتظر منا المجيء حقاً، عملت معنا جولة صغيرة في المنزل أرتنا خلالها غرفتي في الطابق الثاني، غرفة كبيرة بسقف منخفض وجدران خشبية مائلة، فيها سرير عتيق وطاولة، لم تكن الغرفة نظيفة، كانت طبقة غبار تكسو الأرضية وسطح الطاولة، تفوح من جدرانها رائحة لا تطاق، ثم أرتني دورة المياه في الطابق السفلي والمطبخ حيث سأتشارك معها باستعماله، خرجنا من المنزل لنرى الكراج، هناك لمحت سيارتها المرسيدس البيضاء ذات الموديل القديم، عدنا إلى صالون الاستقبال، أعدت لنا القهوة وسمحت لنا بإشعال سجائرنا، حدثتنا عن سيارتها التي اشترتها قبل خمسين عاماً، عن عملها في تجارة التحف وقطع الأنتيكا، عن محلها الكبير في مدينة كولونيا، عن بيتها الحالي الذي ورثته عن زوجها، عن مرضها بالسرطان قبل بضع سنوات ونجاحها في التغلب عليه، ثم تكلمت معي عن تفاصيل عقد الإيجار، ثم سألت تولين بخبث فيما إذا ستزورني كثيراً في المستقبل، قاطعتها قائلاً: "تولين صديقة لي تعيش وتعمل في الشمال الغربي". أمضينا عقد الإيجار وقبل أن نهم بالمغادرة قالت السيدة باخ: "لاتقلق إذا لم يكن لديك سيارة، تستطيع الاعتماد عليّ في المرحلة الأولى لوجودك هنا".صبيحة اليوم التالي دفعت تكاليف الأوتيل وغادرنا المدينة المزدحمة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار واستمتاعنا الطويل باحتساء القهوة والتدخين.كنا نعلم في قرارة أنفسنا أن هذا هو فطورنا الأخير وصباحنا الأخير ومشوارنا الأخير.>>>>كرهت نفسي منذ اليوم الأول لمبيتي في الغرفة المهملة التي استأجرتها، وكرهت السيدة باخ، كرهتها لأنني كنت مجبراً على استخدام حمّامها ومطبخها، كرهتها لأنني كنت مجبراً أخلاقياً على الجلوس أحياناً إلى طاولة العشاء معها ومشاهدة التلفزيون، كرهتها لأنها كانت تستمتع برائحة سجائري، كرهتها لأنها تجاوزت السبعين من عمرها وما زالت قادرة على العمل والتفكير، كرهتها لأنها لا تشبه خالاتنا وعمّاتنا في الشرق العربي، كرهتها لأنها تحب اليورو والأنتيكا والتجارة والملكية، كرهتها لأنها كانت شريرة ومتصابية، تتمكيج وتتحمر وتتبودر وتتعطر وتصبغ شعرها باللون الأحمر وترتدي تنورة قصيرة، كرهتها لأنها كانت سعيدة بوجودي، كرهتها لأني خفت أن تقع في حبي وتشتهيني، كرهتها لأني هلعت من فكرة أن تشتكي عليّ بتهمة الاعتداء عليها، كانت تلك الموضة دارجة يومذاك وكان الألماني يورغ كاخيلمان، رائد الأعمال اللامع في مجال الأرصاد الجوّية ومقدم برنامج الطقس التلفزيوني أحد ضحايا تلك الموضة والتي ما زالت مستمرة إلى الآن بغض النظر عن عمر السيدة المرأة، كرهتها لأني أكره الكبار في السن، كرهتها لأن لا أولاد لها ولا أصدقاء، كرهتها لأنها تحب القطط أكثر من حبها للناس، كرهتها لأنها أُصيب ......
#اللَّوْز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746236
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز 54
علي دريوسي : جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في اليوم المتفق عليه لتسليم مفاتيح الشقة استكريت سيارة نقل وانطلقت بها إلى الشمال الغربي، بعد حوالي ست ساعات وصلت إلى هدفي، حمّلت أمتعتي وبعض قطع الأثاث القيّمة وعدت في طريقي باتجاه الجنوب، بعد مضي نصف ساعة على سفري اتصلت بالمؤجرة لأخبرها بموعد وصولي، لكنها لم ترد على مكالمتي، جرّبت مرة ثانية وثالثة دون جدوى، تابعت سفري وأنا أتحدث مع نفسي "الغائب معذور، لعلها تتسوق أو تحضر فلماً في السينما". بعد مرور دقائق على اتصالي، هاتفتني السيدة وأعلمتني أنها اتخذت قراراً بفسخ عقد الإيجار فوراً. تلعثمت بالكلام وسألتها غير مصدّق ما سمعته أذنايّ: "أتدركين مع من تتكلمين، أنا أحمد المستأجر الجديد، أنا في الطريق لاستلام المفاتيح كما اتفقنا". أجابتني عابرة السرير القذر: "نعم أقصدك أنت، لقد كذبت عليّ، أنت غير نظيف في بيوت الآخرين، ولا تدع السيجارة تنطفئ بين شفتيك، تواصلت معي السيدة باخ وحكت لي كل شيءعنك".ثم أغلقت المرأة الشر الهاتف بوجهي. حين وصلت المدينة توجهت إلى مجمع سكني لطلاب الجامعة، هناك أنزلت قطع الأثاث المنزلي وكتبت عليها "للإهداء"، تابعت طريقي إلى أوتيل المدينة، حجزت غرفة ووضعت أمتعتي فيها، ومن هناك انطلقت إلى شركة تأجير سيارات النقل، سلّمت السيارة بعد أن ملأته خزانها بالوقود ورجعت إلى الأوتيل مشياً. بعد تناول الطعام ذهبت إلى قسم الشرطة، أبلغت عما حدث معي، وجاءني الجواب بأن الشرطة لا علاقة لها بمثل هذه المواضيع. في اليوم الثاني استشرت محامياً، أخبرني هذا بأنه يستطيع مساعدتي في أخذ حقي بالحصول على المفاتيح ودخول الشقة، لكن بعد ثلاث أشهر يحق للمؤجرة إنهاء العقد رسمياً وجردي وهذا ما ستفعله. وهكذا فقد نصحني بأن أوافق على فسخ العقد معها لأريح رأسي وأتفرغ لعملي. حين نهض ليودعني بعد أن أخذ أتعابه قال وهو يبتسم: "الرجل الحكيم لا يتجادل مع إمراة مسترجلة". في المساء فكرت أن أسهر في الخمّارة لأسكر وأرقص وأغني، علني أنسى همومي ومشاكلي ومواجعي التي تثقل صدري لدرجة أني بت أشعر أحياناً بحاجتي الملحة لزيارة عيادة طبيب نفسي. تجولت في المدينة، لا لأمتع نظري بأضواء المدينة وواجهات محلاتها ولا لممارسة رياضة المشي والاسترخاء والتأمل، بل بحثاً عن إمرأة تبحث عن رجل.وقع اختياري على خمّارة الضَبّ، دخلتها بعيون فضولية تلمح كل شاردة وواردة، اخترت مكاناً في الظلمة الخفيفة من جناح المدخنين وافتتحت جلستي بسيجارة وكأس من بيرة القمح الداكن.مقابلي في جناح الأصحاء تحت أشعة الضوء الخفيف جلست امرأة وحيدة مثلي تبحث عيناها عن ظل رجل، بدت من جلستها أنها متوسطة القدّ، واثقة من نفسها وحاسمة بمواقفها. أحببتها.نهضت ومشيت بضع خطوات إليها، وقلت لها كما العادة: "أظن أننا اِلتقينا ذات مرة، أليس كذلك؟"ابتسمت المرأة الرزينة بذكاء وأجابت: "لدي انطباع أنك لا تعرف حقاً عن ماذا تتحدث معي، لذا اتركني بحالي من فضلك".عدت إلى مكاني، رافقني عطرها الربيعي، لم أكن خائباً ولا مصدوماً، بل على العكس، شعرت بهالة نور وسعادة تحيط بي، تعانقني، أحسست بهدوء داخلي حلّ محل الفوضى العارمة، وجه المرأة الحالم ذكّرني بوجه مارتا، وجه المرحومة زوجتي وأم طفليّ.همست لنفسي: "يا الله كم اشتقت لرائحتك يا مارتا.">>>>هنا سأتوقف عن متابعة نشر حلقات هذا العمل.شكراً لمتابعتكم واهتمامكم. ......
#اللَّوْز
#الحلقة
#الأخيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746598
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في اليوم المتفق عليه لتسليم مفاتيح الشقة استكريت سيارة نقل وانطلقت بها إلى الشمال الغربي، بعد حوالي ست ساعات وصلت إلى هدفي، حمّلت أمتعتي وبعض قطع الأثاث القيّمة وعدت في طريقي باتجاه الجنوب، بعد مضي نصف ساعة على سفري اتصلت بالمؤجرة لأخبرها بموعد وصولي، لكنها لم ترد على مكالمتي، جرّبت مرة ثانية وثالثة دون جدوى، تابعت سفري وأنا أتحدث مع نفسي "الغائب معذور، لعلها تتسوق أو تحضر فلماً في السينما". بعد مرور دقائق على اتصالي، هاتفتني السيدة وأعلمتني أنها اتخذت قراراً بفسخ عقد الإيجار فوراً. تلعثمت بالكلام وسألتها غير مصدّق ما سمعته أذنايّ: "أتدركين مع من تتكلمين، أنا أحمد المستأجر الجديد، أنا في الطريق لاستلام المفاتيح كما اتفقنا". أجابتني عابرة السرير القذر: "نعم أقصدك أنت، لقد كذبت عليّ، أنت غير نظيف في بيوت الآخرين، ولا تدع السيجارة تنطفئ بين شفتيك، تواصلت معي السيدة باخ وحكت لي كل شيءعنك".ثم أغلقت المرأة الشر الهاتف بوجهي. حين وصلت المدينة توجهت إلى مجمع سكني لطلاب الجامعة، هناك أنزلت قطع الأثاث المنزلي وكتبت عليها "للإهداء"، تابعت طريقي إلى أوتيل المدينة، حجزت غرفة ووضعت أمتعتي فيها، ومن هناك انطلقت إلى شركة تأجير سيارات النقل، سلّمت السيارة بعد أن ملأته خزانها بالوقود ورجعت إلى الأوتيل مشياً. بعد تناول الطعام ذهبت إلى قسم الشرطة، أبلغت عما حدث معي، وجاءني الجواب بأن الشرطة لا علاقة لها بمثل هذه المواضيع. في اليوم الثاني استشرت محامياً، أخبرني هذا بأنه يستطيع مساعدتي في أخذ حقي بالحصول على المفاتيح ودخول الشقة، لكن بعد ثلاث أشهر يحق للمؤجرة إنهاء العقد رسمياً وجردي وهذا ما ستفعله. وهكذا فقد نصحني بأن أوافق على فسخ العقد معها لأريح رأسي وأتفرغ لعملي. حين نهض ليودعني بعد أن أخذ أتعابه قال وهو يبتسم: "الرجل الحكيم لا يتجادل مع إمراة مسترجلة". في المساء فكرت أن أسهر في الخمّارة لأسكر وأرقص وأغني، علني أنسى همومي ومشاكلي ومواجعي التي تثقل صدري لدرجة أني بت أشعر أحياناً بحاجتي الملحة لزيارة عيادة طبيب نفسي. تجولت في المدينة، لا لأمتع نظري بأضواء المدينة وواجهات محلاتها ولا لممارسة رياضة المشي والاسترخاء والتأمل، بل بحثاً عن إمرأة تبحث عن رجل.وقع اختياري على خمّارة الضَبّ، دخلتها بعيون فضولية تلمح كل شاردة وواردة، اخترت مكاناً في الظلمة الخفيفة من جناح المدخنين وافتتحت جلستي بسيجارة وكأس من بيرة القمح الداكن.مقابلي في جناح الأصحاء تحت أشعة الضوء الخفيف جلست امرأة وحيدة مثلي تبحث عيناها عن ظل رجل، بدت من جلستها أنها متوسطة القدّ، واثقة من نفسها وحاسمة بمواقفها. أحببتها.نهضت ومشيت بضع خطوات إليها، وقلت لها كما العادة: "أظن أننا اِلتقينا ذات مرة، أليس كذلك؟"ابتسمت المرأة الرزينة بذكاء وأجابت: "لدي انطباع أنك لا تعرف حقاً عن ماذا تتحدث معي، لذا اتركني بحالي من فضلك".عدت إلى مكاني، رافقني عطرها الربيعي، لم أكن خائباً ولا مصدوماً، بل على العكس، شعرت بهالة نور وسعادة تحيط بي، تعانقني، أحسست بهدوء داخلي حلّ محل الفوضى العارمة، وجه المرأة الحالم ذكّرني بوجه مارتا، وجه المرحومة زوجتي وأم طفليّ.همست لنفسي: "يا الله كم اشتقت لرائحتك يا مارتا.">>>>هنا سأتوقف عن متابعة نشر حلقات هذا العمل.شكراً لمتابعتكم واهتمامكم. ......
#اللَّوْز
#الحلقة
#الأخيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746598
الحوار المتمدن
علي دريوسي - جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
علي دريوسي : براغي
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي المثقف العربييعيش هذا البرجوازي الصغير كما غيره من أبناء المجتمع. يدخن بشراهة ويشرب أحياناً ويقرأ نادراً. يدعي الإيمان بالعدالة والمساواة الاجتماعية، يستثمر كل مناسبة ليعلن بها أنه نصير للمرأة في جملة قضاياها، وبأنه يناضل ليل نهار لرفع الظلم عنها، وهكذا فهو يتكلم كثيراً وطويلاً عن ضرورة تحررها واستقلالها الاقتصادي. يتزوج إمرأة طيبة وغالباً ما تكون منتجة مثله. يبني معها عائلة مع أطفال. يعودان من العمل ظهراً، يأخذ المثقف قيلولة الظهيرة، ساعة من النوم العميق على الأقل، أما الزوجة فتراها كالنحلة تتنقل بين المطبخ وغرف النوم والصالون والحمام، يستيقظ المثقف، يتناول الطعام، ثم يذهب ـ غالباً ـ لزيارة أخوته وأهله، في هذا الوقت تبدأ الزوجة بأعمال التنظيف والإشراف على دراسة أطفالها وتحضير طعام العشاء، يعود الزوج المثقف، يتناول طعام العشاء، يسلي أطفاله قليلاً، يستمع للأخبار الرئيسية، في هذا الوقت تقوم الزوجة بإطعام الأطفال واصطحابهم للنوم ثم تعود لترتيب الصالون من الفوضى، بعد أن يكون قد حلّ الهدوء نوعاً ما تقوم الزوجة بترتيب ملابس الأطفال وغسيل وتجفيف ملابس العائلة، في هذا الوقت قد يقرأ المثقف جريدة الحزب ثم يمشي نصف سكران للنوم، عليه أن يذهب للعمل في اليوم التالي، عليه أن يجلس يعد الساعات كي يحين موعد الانصراف، وهكذا دواليك ...***لا أعتقد أن المرأة في الشرق العربي قادرة على ارتداء تنورة أو فستان ملون ولن تستطيع فعل ذلك في المستقبل.***واحد من أبشع الاضطرابات الاجتماعية هو التدخُّل السلبي الحشريّ للأولاد في علاقة أمهم مع عائلتها أو علاقة أبيهم مع عائلته.***الدولة القاصرة هيكلياً ستنهار حتماً دفعة واحدة كما ينهار الجسر المتعب فجأة ويتحطم بشكل كارثي.***هناك فروقات جلية بين الطفل المولود لعائلة غربية في بيئته الأصلية والطفل المولود لعائلة شرقية ـ سوريا مثلاً ـ أو لعائلة نصف شرقية (الأم شرقية والأب غربي أو العكس) في بيئة غربية ـ ألمانيا مثلاً.وهذا أمر طبيعي وبديهي.هذه الفروقات ـ المتمثلة بالسلوك وطرق التفكير والطعام والعادات ـ تظهر جلية منذ الساعات الأولى لولاة الطفل وتتجذر مع تتالي الأيام والسنين ـ يمكن مراقبتها بوضوح في دور الحضانة والمدارس والجامعات وأماكن العمل.هذه الفروقات قد تتضاءل لدرجة الاختفاء مع تعاقب الأجيال ـ ثلاثة أجيال على الأقل ـ شريطة التزاوج من سكان البيئة الأصليين والابتعاد عن الجذور.***"أقص إيدي وأعطيها للكلاب" إذا كان قادراً على مجابهتي ... تقول إمرأة في سياق حديث."أقطع رأس (أيدي) وأرميه في الشارع" إذا لم يكن ما أخبرتك به صحيحاً ... يقول رجل في سياق حديث.وإن "سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي" ... يقول شاعر في سياق قصيدة.هكذا هي اللغة.***عادت للاستقرار في بلدها سوريا، مكللة بالنجاح المالي والعلمي والخبرة الاجتماعية، وحدث أن زارت صديقاً قديماً كسولاً، شعرت أن من واجبها أن تتكلم معه وتشجعه على العمل بدلاً من قعدته في البيت بلا عمل.أحسّ الصديق بالإهانة وصرخ بزوجته: " أسمهان ... يا أسمهان ..."ردّت الزوجة من المطبخ: "نعم حبيبي".سألها: "هل ينقصك شيئاً؟"أجابته: "لا حبيبي، أبداً، ما هو مبرر السؤال؟"استأنف الزوج أسئلته: "أليس لديك لحم وفروج في البراد؟"ردّت الزوجة: "الحمد لله الخير كثير، طبعاً عنا لحمة وفروج؟"توجه الزوج بحديثه للزائرة وقال بشماتة: "أما ا ......
#براغي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748672
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي المثقف العربييعيش هذا البرجوازي الصغير كما غيره من أبناء المجتمع. يدخن بشراهة ويشرب أحياناً ويقرأ نادراً. يدعي الإيمان بالعدالة والمساواة الاجتماعية، يستثمر كل مناسبة ليعلن بها أنه نصير للمرأة في جملة قضاياها، وبأنه يناضل ليل نهار لرفع الظلم عنها، وهكذا فهو يتكلم كثيراً وطويلاً عن ضرورة تحررها واستقلالها الاقتصادي. يتزوج إمرأة طيبة وغالباً ما تكون منتجة مثله. يبني معها عائلة مع أطفال. يعودان من العمل ظهراً، يأخذ المثقف قيلولة الظهيرة، ساعة من النوم العميق على الأقل، أما الزوجة فتراها كالنحلة تتنقل بين المطبخ وغرف النوم والصالون والحمام، يستيقظ المثقف، يتناول الطعام، ثم يذهب ـ غالباً ـ لزيارة أخوته وأهله، في هذا الوقت تبدأ الزوجة بأعمال التنظيف والإشراف على دراسة أطفالها وتحضير طعام العشاء، يعود الزوج المثقف، يتناول طعام العشاء، يسلي أطفاله قليلاً، يستمع للأخبار الرئيسية، في هذا الوقت تقوم الزوجة بإطعام الأطفال واصطحابهم للنوم ثم تعود لترتيب الصالون من الفوضى، بعد أن يكون قد حلّ الهدوء نوعاً ما تقوم الزوجة بترتيب ملابس الأطفال وغسيل وتجفيف ملابس العائلة، في هذا الوقت قد يقرأ المثقف جريدة الحزب ثم يمشي نصف سكران للنوم، عليه أن يذهب للعمل في اليوم التالي، عليه أن يجلس يعد الساعات كي يحين موعد الانصراف، وهكذا دواليك ...***لا أعتقد أن المرأة في الشرق العربي قادرة على ارتداء تنورة أو فستان ملون ولن تستطيع فعل ذلك في المستقبل.***واحد من أبشع الاضطرابات الاجتماعية هو التدخُّل السلبي الحشريّ للأولاد في علاقة أمهم مع عائلتها أو علاقة أبيهم مع عائلته.***الدولة القاصرة هيكلياً ستنهار حتماً دفعة واحدة كما ينهار الجسر المتعب فجأة ويتحطم بشكل كارثي.***هناك فروقات جلية بين الطفل المولود لعائلة غربية في بيئته الأصلية والطفل المولود لعائلة شرقية ـ سوريا مثلاً ـ أو لعائلة نصف شرقية (الأم شرقية والأب غربي أو العكس) في بيئة غربية ـ ألمانيا مثلاً.وهذا أمر طبيعي وبديهي.هذه الفروقات ـ المتمثلة بالسلوك وطرق التفكير والطعام والعادات ـ تظهر جلية منذ الساعات الأولى لولاة الطفل وتتجذر مع تتالي الأيام والسنين ـ يمكن مراقبتها بوضوح في دور الحضانة والمدارس والجامعات وأماكن العمل.هذه الفروقات قد تتضاءل لدرجة الاختفاء مع تعاقب الأجيال ـ ثلاثة أجيال على الأقل ـ شريطة التزاوج من سكان البيئة الأصليين والابتعاد عن الجذور.***"أقص إيدي وأعطيها للكلاب" إذا كان قادراً على مجابهتي ... تقول إمرأة في سياق حديث."أقطع رأس (أيدي) وأرميه في الشارع" إذا لم يكن ما أخبرتك به صحيحاً ... يقول رجل في سياق حديث.وإن "سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي" ... يقول شاعر في سياق قصيدة.هكذا هي اللغة.***عادت للاستقرار في بلدها سوريا، مكللة بالنجاح المالي والعلمي والخبرة الاجتماعية، وحدث أن زارت صديقاً قديماً كسولاً، شعرت أن من واجبها أن تتكلم معه وتشجعه على العمل بدلاً من قعدته في البيت بلا عمل.أحسّ الصديق بالإهانة وصرخ بزوجته: " أسمهان ... يا أسمهان ..."ردّت الزوجة من المطبخ: "نعم حبيبي".سألها: "هل ينقصك شيئاً؟"أجابته: "لا حبيبي، أبداً، ما هو مبرر السؤال؟"استأنف الزوج أسئلته: "أليس لديك لحم وفروج في البراد؟"ردّت الزوجة: "الحمد لله الخير كثير، طبعاً عنا لحمة وفروج؟"توجه الزوج بحديثه للزائرة وقال بشماتة: "أما ا ......
#براغي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748672
الحوار المتمدن
علي دريوسي - براغي