كمال جمال بك : وجه الخير
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك في ربع دقيقة أو أقل من عام 2013، رأى وجهه اللاجئ منتفخاً في المرآة الجانبية لباص بلدة سويدية صغيرة. حاول اللحاق به غير أن حشرجات أنفاسه خذلته. وفي ما تبقَّى من ملامح، استطال، وتماوج، ثم تضاءل حتى اختفى.****** ******في البدء كانت الحبّاباتُ/ الجَدّات يُطوّفن نذورهن شموعاً على جسد الفرات، وفي أحضان حبابتيه زهرة وسلطانة نمت بعد منتصف السّتينات أشجار أغنياته، وعلى جذوعها تسلَّق مردّداً إيقاعهن. ومع طيبة وعذوبة زهرة التي ولد في بيتها، وتمسَّك بأذيال ثيابها، وعاش طفولته الأولى متدفئا عند تنورها، أشرقت تحت وجهه سنابله وأرغفتها: " هلا بو هلا بو يا الجاي من كتّابوالدواية بإيدووالحبر معبّي ثيابو"****** ******يا عينو عين كدريوجبينو عرض شبرييا ايدو بالقلم تبريويا نسلو نسل الأمَّار"****** ******للعملة وجهان وللحقيقة وجه. تفقد العملة قيمتها بوجه واحد، وتصير الحقيقة زائفة بوجهين. وعلى مفارق ستّ جهات الأرض، توزعت وجوه نرده فاختار من حظوظها ما وافق خطوط كفّيه مرات، ولم يستسلم لأهوائها مرات أخرى. كفّاه بعد منتصف العقد الخامس، ما زالت راحتاهما تسندان وجنتين ينبعث من تضاريسهما سناءٌ من وراء شجر. بعض الوجوه شمس وبعضها قمر، ولهما في كلّ حين غير معلوم كسوف وخسوف.****** ******بدرٌ غير أنه مكسور، ضمَّه إلى صدره، وخلافاً لعادة تكبير الأب في أذن المولود، همس له بمقطع لقصيدة عنه: "في ليلة قمراءسيولد من جسد الفرات فرات بهيأغوتك الوردة فقطفتهاتلامس العالم بأصابعك كنحلة وزهرةأصدقاؤك بأجنحة الشمع طارواما ليس لك: الأرض وما عليهاما ليس لك/ ما ليس ليسأورثك الأرض بمن عليهاقبعة تخفي الشمس فيهاونايا تشعل الليل به"وجهه الطافح بالمحبّة نمّ عن تمايزه عن البشر المتلونين بالأقنعة. غير أن طفل الدّاون والحبّ والسعادة بعينيه البحريتين، كما لون وجهه أثناء ولادته في البوكمال، لم تفارقه الحمَّى. قال الطبيب الدمشقي برنار: إنه يحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام وصبر ومتابعة من دون توجّس. فاجأه الجواب: " ولدي، وولدك الطبّي، أريده فقط من دون ألم، حتّى ولو كان وجهه كتلة عجين. ****** ******أربع سنوات يسمع من القريب والغريب نصائح واستفزازات بل وشتائم من أبيه مخاطبا العائلة كي تصله: "هذا الحمار ما عاد يعرف يخلف ولد ثاني" وهو في كوكب آخر، يفيض على طفله الأول من مشاعر وتدريب ومستلزمات حياة كريمة، ويعتقد أن الظرف غير مناسب لقدوم مولود جديد، هذا الذي قرر المجيء رغما عن اللولب، وأصر على الاكتمال في الرحم رغما عن محاولة طبية لعدم حدوث ذلك. أما الهاجس المسيطر فتكرار ما حدث، وتكلفة أقرب فحص للسائل الأمنيوسي الكاشف عن مثل هذه الحالات في لبنان وهي كبيرة، ما اعتاد أن يأخذ قرضا طيلة حياته، ولم يعلق بالدّين أيضا، ولم يضعف في هذا الاختبار. وعلى الإيكو تأمل التكوين والتكوير والنَّبض الخافق مع نبضاته، وتخيَّل لو أنَّ هناك جهازاً تستطيع اليد أن تمتدَّ داخله، لمَسَحَ رأس جنينه بأطراف أصابعه، ولأخبره بقرصة خفيفة على خده بأنَّه سيحمل اسم جدّه. مقاطعاً قال الطبيب: ثلاثة أشهر وأكثر عمره التقديري. لم ينتظر ربع ثانية لترتيب الكلمات في جمل، فالأمر المحسوم لا يحتاج إلا إلى إطلاقه: لا حاجة لأي تحليل، أيّاً تكن النتائج لا أقبل بالإجهاض . ****** ******في تهدّل الليل السويدي استرختْ ثياب هذياناته، واسترسلتْ في رواق المشفى النفسي والعقلي الطويل. ارتجفت قبضته كمدمن وهي ت ......
#الخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757227
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك في ربع دقيقة أو أقل من عام 2013، رأى وجهه اللاجئ منتفخاً في المرآة الجانبية لباص بلدة سويدية صغيرة. حاول اللحاق به غير أن حشرجات أنفاسه خذلته. وفي ما تبقَّى من ملامح، استطال، وتماوج، ثم تضاءل حتى اختفى.****** ******في البدء كانت الحبّاباتُ/ الجَدّات يُطوّفن نذورهن شموعاً على جسد الفرات، وفي أحضان حبابتيه زهرة وسلطانة نمت بعد منتصف السّتينات أشجار أغنياته، وعلى جذوعها تسلَّق مردّداً إيقاعهن. ومع طيبة وعذوبة زهرة التي ولد في بيتها، وتمسَّك بأذيال ثيابها، وعاش طفولته الأولى متدفئا عند تنورها، أشرقت تحت وجهه سنابله وأرغفتها: " هلا بو هلا بو يا الجاي من كتّابوالدواية بإيدووالحبر معبّي ثيابو"****** ******يا عينو عين كدريوجبينو عرض شبرييا ايدو بالقلم تبريويا نسلو نسل الأمَّار"****** ******للعملة وجهان وللحقيقة وجه. تفقد العملة قيمتها بوجه واحد، وتصير الحقيقة زائفة بوجهين. وعلى مفارق ستّ جهات الأرض، توزعت وجوه نرده فاختار من حظوظها ما وافق خطوط كفّيه مرات، ولم يستسلم لأهوائها مرات أخرى. كفّاه بعد منتصف العقد الخامس، ما زالت راحتاهما تسندان وجنتين ينبعث من تضاريسهما سناءٌ من وراء شجر. بعض الوجوه شمس وبعضها قمر، ولهما في كلّ حين غير معلوم كسوف وخسوف.****** ******بدرٌ غير أنه مكسور، ضمَّه إلى صدره، وخلافاً لعادة تكبير الأب في أذن المولود، همس له بمقطع لقصيدة عنه: "في ليلة قمراءسيولد من جسد الفرات فرات بهيأغوتك الوردة فقطفتهاتلامس العالم بأصابعك كنحلة وزهرةأصدقاؤك بأجنحة الشمع طارواما ليس لك: الأرض وما عليهاما ليس لك/ ما ليس ليسأورثك الأرض بمن عليهاقبعة تخفي الشمس فيهاونايا تشعل الليل به"وجهه الطافح بالمحبّة نمّ عن تمايزه عن البشر المتلونين بالأقنعة. غير أن طفل الدّاون والحبّ والسعادة بعينيه البحريتين، كما لون وجهه أثناء ولادته في البوكمال، لم تفارقه الحمَّى. قال الطبيب الدمشقي برنار: إنه يحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام وصبر ومتابعة من دون توجّس. فاجأه الجواب: " ولدي، وولدك الطبّي، أريده فقط من دون ألم، حتّى ولو كان وجهه كتلة عجين. ****** ******أربع سنوات يسمع من القريب والغريب نصائح واستفزازات بل وشتائم من أبيه مخاطبا العائلة كي تصله: "هذا الحمار ما عاد يعرف يخلف ولد ثاني" وهو في كوكب آخر، يفيض على طفله الأول من مشاعر وتدريب ومستلزمات حياة كريمة، ويعتقد أن الظرف غير مناسب لقدوم مولود جديد، هذا الذي قرر المجيء رغما عن اللولب، وأصر على الاكتمال في الرحم رغما عن محاولة طبية لعدم حدوث ذلك. أما الهاجس المسيطر فتكرار ما حدث، وتكلفة أقرب فحص للسائل الأمنيوسي الكاشف عن مثل هذه الحالات في لبنان وهي كبيرة، ما اعتاد أن يأخذ قرضا طيلة حياته، ولم يعلق بالدّين أيضا، ولم يضعف في هذا الاختبار. وعلى الإيكو تأمل التكوين والتكوير والنَّبض الخافق مع نبضاته، وتخيَّل لو أنَّ هناك جهازاً تستطيع اليد أن تمتدَّ داخله، لمَسَحَ رأس جنينه بأطراف أصابعه، ولأخبره بقرصة خفيفة على خده بأنَّه سيحمل اسم جدّه. مقاطعاً قال الطبيب: ثلاثة أشهر وأكثر عمره التقديري. لم ينتظر ربع ثانية لترتيب الكلمات في جمل، فالأمر المحسوم لا يحتاج إلا إلى إطلاقه: لا حاجة لأي تحليل، أيّاً تكن النتائج لا أقبل بالإجهاض . ****** ******في تهدّل الليل السويدي استرختْ ثياب هذياناته، واسترسلتْ في رواق المشفى النفسي والعقلي الطويل. ارتجفت قبضته كمدمن وهي ت ......
#الخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757227
الحوار المتمدن
كمال جمال بك - وجه الخير
كمال جمال بك : وجه الخير مقتطفات ثانية
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك يُتقن أهل البادية مهارةَ الفِراسة في معرفة بواطن الأمور من ظواهرها، كما يتفنّن علماء النفس والسلوك اليوم بنظريات لغة الجسد. وعلى الرغم من اطلاعه على ما يتضمَّنان من أهمية، إلا أنه اعتمد الحدس بوصلة لعقله. وفي عتمة زنزانة النهار تم تجريحها بجنازير تعذيب الناس لحماً ودماً وكرامة.وعلى طاولة في غرفة ضيقة، تذكّر وقار وجوه أساتذته في الجامعة وصوتهم الخفيض: ما العقل؟ ما النفس؟ ما الإنسان؟ ما العمل؟ وحدّق النظر بالمحقق من دون أن يطرف له جفن، فبدا له الوجه كما لو أنه ممسوح بالفحم.وفي آخر بقاع الأرض لم تستطع جبال الثلوج أن تبرّد آلامه على أهله المعذبين،. ولم تستحضرهم وصرخاتِهم ذاكرةٌ عابرة للقارات. بل لازموا وجوده واقعاً لا مجازاً على ألسنة من نار، لا أثناء كوابيس النوم على قلَّته، بل مع تقلُّب وجوه ساعات ليله على أسياخ نهاره.****** ******كرغيف خبز التنُّور المقمَّر من سخونة الطين ومن لهيب سجور الحطب، حنطةُ وجه أمه التي أرضعته ثلاث سنوات في بركة بيت جده عبد الله، وزادت على الحليب حبّا وشعراً وأغنيات. ومن القصائد الأولى التي حفظتها عن أخواله وترنَّم بها:أُعلّمه الرماية كلّ يوم فلما اشتدَّ ساعده رمانيوكم علَّمته نظم القوافي فلما قال قافية هجانيوالثانية:سلام من صبا بردى أرقُّ ودمع لا يكفكف يا دمشقُدم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم أنَّه نور وحقُّوللحرية الحمراء بابٌ بكلّ يد مضرجة يدقُّ أمه مريم تعرف القراءة ولم تتعلم الكتابة إلا رسما كما التطريز في الخياطة التي تتقنها، أمُّ ثمانية أبناء، وأم أبناء الحارة الذين ولَّدتهم، وأمُّ كلّ من ليس له أمّ في منفاها وهي في العقد الثامن. خبرت كمّاً هائلا من الوجوه، وظلَّت قسمات وجهها أُنسية. وفي مواجهة فاجعة الموت تذرف قليلا من الدمع، وتجود بالكثير من الحكمة، وتشدُّ بصوت واثق من عزم خائر القوى. وفي الوداع الأخير لأبيه المسجى بكفنه في غرفة الضيوف، كما لو أنَّه صار ضيفا على بيته مستعجلا الرحيل، رفع الغطاء عن وجهه، وانحنى لتقبيل جبينه، ولأنه أراد لقبلته أن تدوم، أمسكت به يد حنونة وحازمة، أنهضته وضمت وجهه: "بسلامة راسكم يا ابني" " اللي خلّف ما مات". ثم قبَّلته من رقبته حيث يُحبَّان، وكما أَوصت بذلك حبّابته زهرة. ****** ******خمسةُ عقودٍ في السجن الكبير قضى أجـلـَها في مكابدةٍ مع غيلانٍ وحَنافيشَ وسَعالٍ لا يسكنون البساتين ويختفون عند بزوع الضوء، كما في حكايات حبَّابتهِ الكرديّة سلطانة، بل كائنات وجوههم لا أنياب لها، وأعينهم ليست حمراء، وأفواههم لا تنفث السمّ أو النار، وصورهم ببدلات رسمية أو عسكرية أو حتّى رياضية، ويأمرون بالمعروف في وسائل إعلامهم!، وشيوخهم ينهون عن منكر وحيد هو الاقتراب من سلطتهم! ولهم سرديّات أخرى عن حشود المعتقلين فوق التراب، وجثامين المغيّبين تحت الثَّرى. ومع كلّ فصل في جحيم ذلّ العيش تتبدّل جلود الوجوه، فترمي المستعارةُ قشرتها، وتشقى المدماةُ في ترميم أنسجتها. وفي حقول ألغامٍ مجهولةِ الخرائط، غامر ومسبار الشعر بين ثلاث محطات فراتية وشامية وسويدية، متجاوزاً في الأولى مبكراً عذابات التلقين الديني والتدجين المدرسي، ومستكملا في الثانية خياره دراسة الفلسفة، ولم ينس حين عاد إلى البيت فرحا والتفت إليه أبوه من المرآة متسائلا عن التسجيل، فسال الدم على خده من شفرة الحلاقة لاستنسابه الأدب العربي. وفي هذه المحطة التحق بطاحونة العمل الإعلامي في إذاعة دمشق حيث تعددت الوجوه عليه وسحناتها ما يقارب نصف عمره. وأما الثالثة ففي بلد كريم منحه اللجوء وا ......
#الخير
#مقتطفات
#ثانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757448
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك يُتقن أهل البادية مهارةَ الفِراسة في معرفة بواطن الأمور من ظواهرها، كما يتفنّن علماء النفس والسلوك اليوم بنظريات لغة الجسد. وعلى الرغم من اطلاعه على ما يتضمَّنان من أهمية، إلا أنه اعتمد الحدس بوصلة لعقله. وفي عتمة زنزانة النهار تم تجريحها بجنازير تعذيب الناس لحماً ودماً وكرامة.وعلى طاولة في غرفة ضيقة، تذكّر وقار وجوه أساتذته في الجامعة وصوتهم الخفيض: ما العقل؟ ما النفس؟ ما الإنسان؟ ما العمل؟ وحدّق النظر بالمحقق من دون أن يطرف له جفن، فبدا له الوجه كما لو أنه ممسوح بالفحم.وفي آخر بقاع الأرض لم تستطع جبال الثلوج أن تبرّد آلامه على أهله المعذبين،. ولم تستحضرهم وصرخاتِهم ذاكرةٌ عابرة للقارات. بل لازموا وجوده واقعاً لا مجازاً على ألسنة من نار، لا أثناء كوابيس النوم على قلَّته، بل مع تقلُّب وجوه ساعات ليله على أسياخ نهاره.****** ******كرغيف خبز التنُّور المقمَّر من سخونة الطين ومن لهيب سجور الحطب، حنطةُ وجه أمه التي أرضعته ثلاث سنوات في بركة بيت جده عبد الله، وزادت على الحليب حبّا وشعراً وأغنيات. ومن القصائد الأولى التي حفظتها عن أخواله وترنَّم بها:أُعلّمه الرماية كلّ يوم فلما اشتدَّ ساعده رمانيوكم علَّمته نظم القوافي فلما قال قافية هجانيوالثانية:سلام من صبا بردى أرقُّ ودمع لا يكفكف يا دمشقُدم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم أنَّه نور وحقُّوللحرية الحمراء بابٌ بكلّ يد مضرجة يدقُّ أمه مريم تعرف القراءة ولم تتعلم الكتابة إلا رسما كما التطريز في الخياطة التي تتقنها، أمُّ ثمانية أبناء، وأم أبناء الحارة الذين ولَّدتهم، وأمُّ كلّ من ليس له أمّ في منفاها وهي في العقد الثامن. خبرت كمّاً هائلا من الوجوه، وظلَّت قسمات وجهها أُنسية. وفي مواجهة فاجعة الموت تذرف قليلا من الدمع، وتجود بالكثير من الحكمة، وتشدُّ بصوت واثق من عزم خائر القوى. وفي الوداع الأخير لأبيه المسجى بكفنه في غرفة الضيوف، كما لو أنَّه صار ضيفا على بيته مستعجلا الرحيل، رفع الغطاء عن وجهه، وانحنى لتقبيل جبينه، ولأنه أراد لقبلته أن تدوم، أمسكت به يد حنونة وحازمة، أنهضته وضمت وجهه: "بسلامة راسكم يا ابني" " اللي خلّف ما مات". ثم قبَّلته من رقبته حيث يُحبَّان، وكما أَوصت بذلك حبّابته زهرة. ****** ******خمسةُ عقودٍ في السجن الكبير قضى أجـلـَها في مكابدةٍ مع غيلانٍ وحَنافيشَ وسَعالٍ لا يسكنون البساتين ويختفون عند بزوع الضوء، كما في حكايات حبَّابتهِ الكرديّة سلطانة، بل كائنات وجوههم لا أنياب لها، وأعينهم ليست حمراء، وأفواههم لا تنفث السمّ أو النار، وصورهم ببدلات رسمية أو عسكرية أو حتّى رياضية، ويأمرون بالمعروف في وسائل إعلامهم!، وشيوخهم ينهون عن منكر وحيد هو الاقتراب من سلطتهم! ولهم سرديّات أخرى عن حشود المعتقلين فوق التراب، وجثامين المغيّبين تحت الثَّرى. ومع كلّ فصل في جحيم ذلّ العيش تتبدّل جلود الوجوه، فترمي المستعارةُ قشرتها، وتشقى المدماةُ في ترميم أنسجتها. وفي حقول ألغامٍ مجهولةِ الخرائط، غامر ومسبار الشعر بين ثلاث محطات فراتية وشامية وسويدية، متجاوزاً في الأولى مبكراً عذابات التلقين الديني والتدجين المدرسي، ومستكملا في الثانية خياره دراسة الفلسفة، ولم ينس حين عاد إلى البيت فرحا والتفت إليه أبوه من المرآة متسائلا عن التسجيل، فسال الدم على خده من شفرة الحلاقة لاستنسابه الأدب العربي. وفي هذه المحطة التحق بطاحونة العمل الإعلامي في إذاعة دمشق حيث تعددت الوجوه عليه وسحناتها ما يقارب نصف عمره. وأما الثالثة ففي بلد كريم منحه اللجوء وا ......
#الخير
#مقتطفات
#ثانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757448
الحوار المتمدن
كمال جمال بك - وجه الخير مقتطفات ثانية
كمال جمال بك : وجه الخير مقتطفات ثالثة
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك " الواحد ما يتعلّم إلا من كيسه" يقول أهل الشّام في الأمثال، للدلالة على أن الإنسان لا يتعلّم إلا من تجاربه و أخطائه التي يدفع ثمنها. أمّا كيسه الذي توسَّع على مرّ الدقائق الطبيَّة والثواني، فامتلأ بما دوَّنه الآخرون من أخطاء في صفحاته، حتَّى سجَّل ملاحظة ظلَّ سؤالها معلقا في دفتره: " إذا كنَّا نسمّي فاقد الأهلية النفسية والعقلية مجنوناً، فماذا نسمّي من يحاسبه على أفعاله أو أقواله؟"وفي صالة منولوجاته لا يُقصّر في اصطياد لقطات كلّ مشهدٍ له أثرٌ سلبيّ أو إيجابيّ على شاشة حياته، بما تحتويه من أخطائه، إما لاختلال في الرؤية أو الحسابات أو الموازين، وإما لأسباب غير قصدية لاندفاع عاطفي أو تسرّع في التقويم أو طيبة وثقة بوجوه الآخرين.******* ******* مئة وخمس سنوات وحبّابته زهرة بكامل أناقتها الروحيّة والجسديّة، لم تزر مشفى إلا في العامين الأخيرين، ولم تصب بالخرف وأنواعه المختلفة كالزهايمر، أو الباركنسون أو الشلل الرعاشي أوغيرها من الأعراض المتعلّقة بفقدان الذاكرة كالنسيان والارتباك. ظلَّت نبعةً من الطيبة تمشي على قدمين، قلبها يفيض رحمة، ووجهها مودة، لا تفارقه الابتسامة. تضحك بصوت خفيض ممازحة أبناءها وأحفادها وهي على أعتاب المئة: " أحب الدنيا مثل ما عاشتها عمتكم سعدة 120 سنة. إذا زراني ملك الموت أقول له: " اتركني حرام عليك.. يخليك لأهلك لاعندي لحم ولا عندي شحم.. يخليك لأمك دشّرني".يسود الهرج من حولها في لمّة الأحباب، وتصفق بيديها الصغيرتين الناعمتين من أثر الوضوء، وتغني أوتحور كلمات أغاني:"كميّل رايح على الشطجايب لأمو لحم بطيا ريت البط ما كانولا جاني كميّل بردان"تسألها ابنتها: ليش بردان؟فتجيبها: مو يفوت بالمي تا يلحق البط ويجيبلك إياه!وفي الميّ، شغفه للحياة، رأى وجهه غريقا ستّ مرات أثناء محاولاته تعلّم السباحة. وفي كل نجاة مهارة تمرّس بها المنقذون. ******* ******* في الأغاني خبايا جمالٍ لأسرارِ حكاياتٍ، وأعماق لمشاعرٍ، وللفرات إيقاعاته على الدفّ والطبل والمزمار والرّبابة، في العتابة والسويحلي والموليا والنايل والميجنا والأبوذية، وعثر الآثاريون في "ماري" 2500 ق.م قرب مسقط قلبه، على رُقُم تحمل نوتات موسيقية، تبين أنها أناشيد تتحدث عن طقوس الخصب والرعي، والزراعة، وأنها تُعزف على أكثر من آلة موسيقية. ومن هذه الينابيع تلّونت روحه بكل بصفوة كلّ وجه حسن: "ظلّيت أعد نجوملمن النجم غرّبآني هويت الحديثةأم زيق المورّبمدّيت إيدي ع الصدرتا شوف وآجربقالت حامض ما استوىلكن على نيّة"******* ******* لاحقاً في مسارح القبّاني والحمراء والعرائس...في دمشق حتى عرف أنَّ للمسرح وجهين، وهما قناعان، ضاحك للكوميديا وعابس للتراجيديا، أمَّا في العقد الأول من طفولته فقد اختاره المخرج لدور فتاة في مسرحية يتيمة شارك بها على خشبة سينما فؤاد، الصالة الوحيدة في البوكمال المحافظة. ارتدى فستانا مقصّباً، وانتعل حذاءً بكعبٍ عال، ومرَّر قلم حمرة على شفتيه وخدّيه، ورسم بقلم أخضر ظلَّا على جفنيه، ومع اقتراب ظهوره وتسارع نبضاته، وضع باروكةً فوق رأسه ولفَّها بمنديل. وقبل مغادرته ساتراً خشبياً ابتسم لها، وتمسَّك بستائر سوداء متأهّباً للدخول، وقبل الخروج أعادت له دفعة واحدة كلّ الجمل المطلوبة، وبدّدت مخاوفه: " كم ينطبق وجها المسرح عليك في تبدّل المشاعر". علا التصفيق والصفير والكلام المبهم في الصالة الممتلئة بجمهور غالبيته من طلاب المدارس. أحسَّ بسيل العرق بارداً. تورَّدت وجنتاها ......
#الخير
#مقتطفات
#ثالثة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758053
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك " الواحد ما يتعلّم إلا من كيسه" يقول أهل الشّام في الأمثال، للدلالة على أن الإنسان لا يتعلّم إلا من تجاربه و أخطائه التي يدفع ثمنها. أمّا كيسه الذي توسَّع على مرّ الدقائق الطبيَّة والثواني، فامتلأ بما دوَّنه الآخرون من أخطاء في صفحاته، حتَّى سجَّل ملاحظة ظلَّ سؤالها معلقا في دفتره: " إذا كنَّا نسمّي فاقد الأهلية النفسية والعقلية مجنوناً، فماذا نسمّي من يحاسبه على أفعاله أو أقواله؟"وفي صالة منولوجاته لا يُقصّر في اصطياد لقطات كلّ مشهدٍ له أثرٌ سلبيّ أو إيجابيّ على شاشة حياته، بما تحتويه من أخطائه، إما لاختلال في الرؤية أو الحسابات أو الموازين، وإما لأسباب غير قصدية لاندفاع عاطفي أو تسرّع في التقويم أو طيبة وثقة بوجوه الآخرين.******* ******* مئة وخمس سنوات وحبّابته زهرة بكامل أناقتها الروحيّة والجسديّة، لم تزر مشفى إلا في العامين الأخيرين، ولم تصب بالخرف وأنواعه المختلفة كالزهايمر، أو الباركنسون أو الشلل الرعاشي أوغيرها من الأعراض المتعلّقة بفقدان الذاكرة كالنسيان والارتباك. ظلَّت نبعةً من الطيبة تمشي على قدمين، قلبها يفيض رحمة، ووجهها مودة، لا تفارقه الابتسامة. تضحك بصوت خفيض ممازحة أبناءها وأحفادها وهي على أعتاب المئة: " أحب الدنيا مثل ما عاشتها عمتكم سعدة 120 سنة. إذا زراني ملك الموت أقول له: " اتركني حرام عليك.. يخليك لأهلك لاعندي لحم ولا عندي شحم.. يخليك لأمك دشّرني".يسود الهرج من حولها في لمّة الأحباب، وتصفق بيديها الصغيرتين الناعمتين من أثر الوضوء، وتغني أوتحور كلمات أغاني:"كميّل رايح على الشطجايب لأمو لحم بطيا ريت البط ما كانولا جاني كميّل بردان"تسألها ابنتها: ليش بردان؟فتجيبها: مو يفوت بالمي تا يلحق البط ويجيبلك إياه!وفي الميّ، شغفه للحياة، رأى وجهه غريقا ستّ مرات أثناء محاولاته تعلّم السباحة. وفي كل نجاة مهارة تمرّس بها المنقذون. ******* ******* في الأغاني خبايا جمالٍ لأسرارِ حكاياتٍ، وأعماق لمشاعرٍ، وللفرات إيقاعاته على الدفّ والطبل والمزمار والرّبابة، في العتابة والسويحلي والموليا والنايل والميجنا والأبوذية، وعثر الآثاريون في "ماري" 2500 ق.م قرب مسقط قلبه، على رُقُم تحمل نوتات موسيقية، تبين أنها أناشيد تتحدث عن طقوس الخصب والرعي، والزراعة، وأنها تُعزف على أكثر من آلة موسيقية. ومن هذه الينابيع تلّونت روحه بكل بصفوة كلّ وجه حسن: "ظلّيت أعد نجوملمن النجم غرّبآني هويت الحديثةأم زيق المورّبمدّيت إيدي ع الصدرتا شوف وآجربقالت حامض ما استوىلكن على نيّة"******* ******* لاحقاً في مسارح القبّاني والحمراء والعرائس...في دمشق حتى عرف أنَّ للمسرح وجهين، وهما قناعان، ضاحك للكوميديا وعابس للتراجيديا، أمَّا في العقد الأول من طفولته فقد اختاره المخرج لدور فتاة في مسرحية يتيمة شارك بها على خشبة سينما فؤاد، الصالة الوحيدة في البوكمال المحافظة. ارتدى فستانا مقصّباً، وانتعل حذاءً بكعبٍ عال، ومرَّر قلم حمرة على شفتيه وخدّيه، ورسم بقلم أخضر ظلَّا على جفنيه، ومع اقتراب ظهوره وتسارع نبضاته، وضع باروكةً فوق رأسه ولفَّها بمنديل. وقبل مغادرته ساتراً خشبياً ابتسم لها، وتمسَّك بستائر سوداء متأهّباً للدخول، وقبل الخروج أعادت له دفعة واحدة كلّ الجمل المطلوبة، وبدّدت مخاوفه: " كم ينطبق وجها المسرح عليك في تبدّل المشاعر". علا التصفيق والصفير والكلام المبهم في الصالة الممتلئة بجمهور غالبيته من طلاب المدارس. أحسَّ بسيل العرق بارداً. تورَّدت وجنتاها ......
#الخير
#مقتطفات
#ثالثة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758053
الحوار المتمدن
كمال جمال بك - وجه الخير مقتطفات ثالثة
كمال جمال بك : اليوم السادس
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك يومٌ أحمرْوالسّاحةُ خاليةٌ خضراءوعليها فوقَ العشبِ رداءٌ من غيمٍ أحمرْوالوردةُ ناعمةٌ سمراءفي مبْسمِها نحلٌ يسكرْولها كأسٌ من خابيةِ فيها خمرٌ، مسكٌ، عنبرْفي اليومِ الأحمرِ لا عملٌغير الأنسامِ لها أصداءفي اليومِ الأحمرِ، لا خَلقٌ في موقدها، لا أعباء في اليوم الأحمر، تمتلىء الطرقات بوحشتهافتُبدّد غربتَها موسيقا عشقٍ لا يتذكَّرُ أنَّ اليومَ هو اليومُ الأَحمرْ****** ******Glad NationaldagHappy National Dayيوم وطني سعيد ......
#اليوم
#السادس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758459
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك يومٌ أحمرْوالسّاحةُ خاليةٌ خضراءوعليها فوقَ العشبِ رداءٌ من غيمٍ أحمرْوالوردةُ ناعمةٌ سمراءفي مبْسمِها نحلٌ يسكرْولها كأسٌ من خابيةِ فيها خمرٌ، مسكٌ، عنبرْفي اليومِ الأحمرِ لا عملٌغير الأنسامِ لها أصداءفي اليومِ الأحمرِ، لا خَلقٌ في موقدها، لا أعباء في اليوم الأحمر، تمتلىء الطرقات بوحشتهافتُبدّد غربتَها موسيقا عشقٍ لا يتذكَّرُ أنَّ اليومَ هو اليومُ الأَحمرْ****** ******Glad NationaldagHappy National Dayيوم وطني سعيد ......
#اليوم
#السادس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758459
الحوار المتمدن
كمال جمال بك - اليوم السادس