سيد القمني : الدولة
#الحوار_المتمدن
#سيد_القمني الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلاميةهذا ما بلغ إليه أمر مكة؛ المحطة الكبرى على طريق ترانزيت العالم، تلك التي تحوَّلت إلى حاضرة كبيرة، في وقتٍ تصاعَدَ فيه الشعور القومي العربي في بِطاح الجزيرة على اختلافها، وبلغ مداه في تضامُنٍ متأجج مع عرب قبائل شيبان وعجل وبكر بن وائل ضد الفرس العجم، والفرحِ الاحتفالي الهائل الذي امتدَّ شهورًا في بقاع الجزيرة بانتصار هذا الحِلْف على الفرس أو العجم، والذي ترك أثره في الفَهْم العربي الكلاسيكي الذي يُقسِّم الناسَ إلى عرب وعجم. والفرح الثاني الذي تمثَّلَ في هرع القبائل العربية جميعًا إلى الجنوب، تزفُّها البُشْرى ويدفعها الإحساس الفخري لتهنئ سيف بن ذي يزن بالاستقلال عن الأحباش؛ فقد كانت قبائل بكر وشيبان وعجل هي محطة المرور الأخيرة والكبرى على حدود فارس الغربية مع الجزيرة العربية، أما اليمن فكانت منذ القديم أخطرَ محطة تجارية على خطوط العالم القادمة من الصين والهند وشرقي أفريقيا، لتصبَّ في بحر رمال الجزيرة، لتحملها سُفن الصحارى إلى الشمال حيث إمبراطوريات ذلك الزمان؛ «فالأمر كان نزعة قومية واضحة ترتبط بمصالح اقتصادية أشد وضوحًا»، حتى إن القرآن الكريم نفسه عندما جاء بعد ذلك، أبدى تعاطُفَه الكريم مع أصحاب الأخدود في اليمن، وهم مسيحيون اضطُهِدوا من قِبَلِ ذي نواس اليهودي المعضَّد من عجم فارس. ثم أبدى تعاطُفَه مع الروم بحسبانهم امتدادًا طبيعيًّا للخط التجاري المكي؛ فإنه من وجهةِ نظرٍ دينية بحتة إنما عاضد الديانة المفترض أنها الأصح قبل ظهور الإسلام، وبحسبانها الديانة الناسخة للديانة اليهودية. وبرغم ذلك، فإن القومية تبرز بوضوحٍ جليٍّ في موقفه من أصحاب الفيل؛ عندما يصبح الصراع بين المسيحية (برغم كونها كانت الديانة الصادقة في المنظور الديني قبل ظهور الإسلام)، وبين مكةَ رمزِ العروبة والروح القومية (برغم كونها كانت حتى عام الفيل مركزًا من أخطر المراكز الوثنية في العالم)، وبالطبع مع اعتبار العامل الاقتصادي الذي دفع الحبشة لمحاولة احتلال مكة التي لم تَعُد في ذلك الوقت مجرد محطة تأخذ العشور والضرائب، وإنما تحوَّلَ أهلُها إلى امتلاك هذه التجارة، فكانوا يشترون تجارة اليمن والشام بأموالهم ويحقِّقون الفائضَ الذي يحدِّدونه هم أصلًا.وقد أتاح لمكة هذا الدورَ المتعاظم عاملٌ آخَر؛ هو الضَّعْف الذي طرأ على المدينة المنافِسة «يثرب»، برغم أنها كانت مهيَّأة قبل مكة لأخذ هذا الدور، لوجود اليهود كمركز سياسي واقتصادي عريق فيها، لكنَّ هذا الوجود ذاته كان عامل التدهور والضَّعْف، نتيجةَ عنصر صراع داخلي، تمثَّلَ في انقسامٍ طائفي بين الأوس والخزرج من ناحية، واليهود من ناحية أخرى. وقد رأى اليهود من جهتهم أن وجود هذا العنصر العربي يمكن أن يكتسب تعاطُفَ عرب الجزيرة معه؛ فكان أنْ حدثت الوقيعة بين القبيلتين، وأسهمت قريش بدورها في إشعال الحرب لضرب يثرب كمركز منافِس؛ فوقفت إلى جوار الأوس يومَيْ معبس ومضرس. «لكن توجُّهات البيت الهاشمي في مكة رأت من مصلحتها مُحالَفة الخزرج، وتوثيق هذا التحالف بعقد الزيجات المباركة»، لكن يثرب أخذت في الانهيار السريع أمام القوة المكية الطالعة؛ مما دفع بعقلائها إلى محاولة الإسراع في رأْبِ الصَّدع، بتوحيد المدينة في كتلة سياسية متوحدة تحت حكم ملك واحد يرضى عنه الجميع. وفي هذا الوقت، كان كل الرجال المفترض فيهم قدرات الرياسة، والأكثر قبولًا للترشيح للرياسة، وكانوا موضع التبجيل والاحترام وأصحاب كلمة نافذة، قد مات أكثرهم في وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، ولم يبْقَ سوى الرؤساء الثانويين. ومع ذلك بدأ القوم إنقاذ ما يمكن إنق ......
#الدولة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753523
#الحوار_المتمدن
#سيد_القمني الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلاميةهذا ما بلغ إليه أمر مكة؛ المحطة الكبرى على طريق ترانزيت العالم، تلك التي تحوَّلت إلى حاضرة كبيرة، في وقتٍ تصاعَدَ فيه الشعور القومي العربي في بِطاح الجزيرة على اختلافها، وبلغ مداه في تضامُنٍ متأجج مع عرب قبائل شيبان وعجل وبكر بن وائل ضد الفرس العجم، والفرحِ الاحتفالي الهائل الذي امتدَّ شهورًا في بقاع الجزيرة بانتصار هذا الحِلْف على الفرس أو العجم، والذي ترك أثره في الفَهْم العربي الكلاسيكي الذي يُقسِّم الناسَ إلى عرب وعجم. والفرح الثاني الذي تمثَّلَ في هرع القبائل العربية جميعًا إلى الجنوب، تزفُّها البُشْرى ويدفعها الإحساس الفخري لتهنئ سيف بن ذي يزن بالاستقلال عن الأحباش؛ فقد كانت قبائل بكر وشيبان وعجل هي محطة المرور الأخيرة والكبرى على حدود فارس الغربية مع الجزيرة العربية، أما اليمن فكانت منذ القديم أخطرَ محطة تجارية على خطوط العالم القادمة من الصين والهند وشرقي أفريقيا، لتصبَّ في بحر رمال الجزيرة، لتحملها سُفن الصحارى إلى الشمال حيث إمبراطوريات ذلك الزمان؛ «فالأمر كان نزعة قومية واضحة ترتبط بمصالح اقتصادية أشد وضوحًا»، حتى إن القرآن الكريم نفسه عندما جاء بعد ذلك، أبدى تعاطُفَه الكريم مع أصحاب الأخدود في اليمن، وهم مسيحيون اضطُهِدوا من قِبَلِ ذي نواس اليهودي المعضَّد من عجم فارس. ثم أبدى تعاطُفَه مع الروم بحسبانهم امتدادًا طبيعيًّا للخط التجاري المكي؛ فإنه من وجهةِ نظرٍ دينية بحتة إنما عاضد الديانة المفترض أنها الأصح قبل ظهور الإسلام، وبحسبانها الديانة الناسخة للديانة اليهودية. وبرغم ذلك، فإن القومية تبرز بوضوحٍ جليٍّ في موقفه من أصحاب الفيل؛ عندما يصبح الصراع بين المسيحية (برغم كونها كانت الديانة الصادقة في المنظور الديني قبل ظهور الإسلام)، وبين مكةَ رمزِ العروبة والروح القومية (برغم كونها كانت حتى عام الفيل مركزًا من أخطر المراكز الوثنية في العالم)، وبالطبع مع اعتبار العامل الاقتصادي الذي دفع الحبشة لمحاولة احتلال مكة التي لم تَعُد في ذلك الوقت مجرد محطة تأخذ العشور والضرائب، وإنما تحوَّلَ أهلُها إلى امتلاك هذه التجارة، فكانوا يشترون تجارة اليمن والشام بأموالهم ويحقِّقون الفائضَ الذي يحدِّدونه هم أصلًا.وقد أتاح لمكة هذا الدورَ المتعاظم عاملٌ آخَر؛ هو الضَّعْف الذي طرأ على المدينة المنافِسة «يثرب»، برغم أنها كانت مهيَّأة قبل مكة لأخذ هذا الدور، لوجود اليهود كمركز سياسي واقتصادي عريق فيها، لكنَّ هذا الوجود ذاته كان عامل التدهور والضَّعْف، نتيجةَ عنصر صراع داخلي، تمثَّلَ في انقسامٍ طائفي بين الأوس والخزرج من ناحية، واليهود من ناحية أخرى. وقد رأى اليهود من جهتهم أن وجود هذا العنصر العربي يمكن أن يكتسب تعاطُفَ عرب الجزيرة معه؛ فكان أنْ حدثت الوقيعة بين القبيلتين، وأسهمت قريش بدورها في إشعال الحرب لضرب يثرب كمركز منافِس؛ فوقفت إلى جوار الأوس يومَيْ معبس ومضرس. «لكن توجُّهات البيت الهاشمي في مكة رأت من مصلحتها مُحالَفة الخزرج، وتوثيق هذا التحالف بعقد الزيجات المباركة»، لكن يثرب أخذت في الانهيار السريع أمام القوة المكية الطالعة؛ مما دفع بعقلائها إلى محاولة الإسراع في رأْبِ الصَّدع، بتوحيد المدينة في كتلة سياسية متوحدة تحت حكم ملك واحد يرضى عنه الجميع. وفي هذا الوقت، كان كل الرجال المفترض فيهم قدرات الرياسة، والأكثر قبولًا للترشيح للرياسة، وكانوا موضع التبجيل والاحترام وأصحاب كلمة نافذة، قد مات أكثرهم في وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، ولم يبْقَ سوى الرؤساء الثانويين. ومع ذلك بدأ القوم إنقاذ ما يمكن إنق ......
#الدولة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753523
الحوار المتمدن
سيد القمني - الدولة
سيد القمني : الدولة الإسلامية والخراب العاجل - اللاعنف والخراب العاجل
#الحوار_المتمدن
#سيد_القمني صدر هذا الكتاب عام ٢-;-٠-;-٠-;-٧-;-.الدولة الإسلامية والخراب العاجلاللاعنف والخراب العاجلإن لكل لفظة في أي لغة مدلولًا محددًا، يتصوره الذهنُ ويعرف معناه، لكن في عصر بذاته محدد زمنيًّا ومكانيًّا أيضًا بذاته له سماته المميزة؛ لأن اللفظ يكتسب مدلوله من الخبرة بالمكان والزمان والبيئة ودرجة التحضر ومكونات المجتمع وأنماطه الاقتصادية. فإذا تغيَّر المكان والزمان واستمرت اللفظة قائمة لم تندثر فإنها لا بد وأن تكتسب مدلولًا جديدًا يليق بهذه المتغيرات؛ فاللفظة حقيبة نضع فيها ما نشاء وما نحتاج إليه من أفكار ومعانٍ ودلالات ومفاهيم، ويمكننا الإضافةُ إليها وكذلك يمكننا الحذف منها وفق آليات المتغير الموضوعي، وربما تستمر اللفظةُ هي هي لكن مضمونها لا بد أن يتغير، كذلك دلالاتها وما نفهمه منها، كذلك يمكن أن تختفيَ هذه الحقيبة بالمرة وأن تظهر حقائب أخرى جديدة. وعليه فإن أيَّ نص تمَّ تدوينُه في زمن ومكان بعينه، فقد تمت صياغته وصبُّه في قالب زمكانه، فينطبع بطابع ثقافة مجتمعه، وتقاليده، وعاداته، وسلوكيات أهل زمانه وقِيمهم وقواعدهم الحقوقية.ولا يمكن إدراكُ الفهم الحقيقي لدلالات أيِّ نص باستخدام ثقافة مختلفة عادة ما تؤدي إلى نتائج زائفة ومضللة؛ لأن النص هو حفرية لغوية تحمل صورة حية لمجتمعها الذي صاغها ومحيطها البيئي وزمانها.ومع التطور تظهر ألفاظٌ وتعابير جديدة، مع ظهور الجديد دائمًا في حياة البشر من كشوف ومخترعات وعلوم طبيعية وإنسانية وقيمية وقانونية وأخلاقية … إلخ. وتحمل هذه الألفاظ الجديدة تاريخَ ميلادها بدلالات زمن نحتها أو تخليقها، لتضاف من بعد إلى المعجم اللغوي لأصحابها ومخزونهم المعرفي، وتظل مستمرة لتحمل دلالات جديدة أو تتغير أو تختفي من اللغة.مع التسارع الهائل في الكشوف والمتغير التطوري الصاعد للبشرية، حدث ذات التسارع على مستوى اللغة ميلادًا وموتًا وتطورًا. ففي مصر كانت هناك ألفاظٌ أساسية يعرفها الجميع لارتباطها بطبيعة البلد الزراعية زمانًا ومكانًا وبيئة، ظلت معلومةً حتى لأبناء جيلي، لتختفيَ من بعد مع ظهور الميكنة الزراعية المتطورة، وذلك مثل كلمة الشادوف والطنبور والنورج، لن تجد من يعرفها من أبناء القرية المصرية اليوم؛ فقد اختفى اللفظُ باختفاء الشيء، فكان الشادوف والطنبور لرفع المياه وهو ما لم تعُد له حاجة مع مكائن الرفع، واختفت كلمةُ النورج باختفاء النورج الذي كان آلة بدائية تفصل القشور عن الحبوب، لكن زمن النورج والشادوف والطنبور لم يكن أحد يعلم معنى كلمة تليفزيون أو كمبيوتر أو ريموت كنترول لأنه لم يكن عُرِف بعد في بلادنا.وغير أسماء الأشياء هناك التعبيرات ذات الدلالات المعنوية، وذلك مثل «علاقة شريفة» بين ذكر وأنثي، فهي عندنا تعني عقدَ نكاح علني بين الزوج (الذي عليه دفع أجر المرأة مهرًا مفروضٌ شرعًا) وبين وليِّ المرأة، بينما ذات التعبير في مكان آخر بالغرب في ذات الزمان يحمل دلالة مختلفة تمامًا، فهو تراضٍ بين ذكر وأنثى ولا دور للمجتمع ولا للدين بالمنع أو بالسماح أو لتشريف العلاقة أو لتبخيسها؛ لأن الدلالة الجديدة ليست حلالًا أو حرامًا بقدر ما هي شأن شخصي لا دخلَ للدين أو المجتمع بها، بل إن مهمة المجتمع حمايتها ورعايتها؛ فدلالة العلاقة الشريفة في الغرب تقوم على حرية الاختيار والتراضي التي هي عندهم قدس الأقداس.وقياسًا على ما سلف لا يعود هناك أيُّ معنًى للقاعدة الفقهية التي تقول: (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.) والتي ربما جازت في التعميم على زمانها، لكنها لا تصح بالتعميم على كل مكان حتى في زمنها.<br ......
#الدولة
#الإسلامية
#والخراب
#العاجل
#اللاعنف
#والخراب
#العاجل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753899
#الحوار_المتمدن
#سيد_القمني صدر هذا الكتاب عام ٢-;-٠-;-٠-;-٧-;-.الدولة الإسلامية والخراب العاجلاللاعنف والخراب العاجلإن لكل لفظة في أي لغة مدلولًا محددًا، يتصوره الذهنُ ويعرف معناه، لكن في عصر بذاته محدد زمنيًّا ومكانيًّا أيضًا بذاته له سماته المميزة؛ لأن اللفظ يكتسب مدلوله من الخبرة بالمكان والزمان والبيئة ودرجة التحضر ومكونات المجتمع وأنماطه الاقتصادية. فإذا تغيَّر المكان والزمان واستمرت اللفظة قائمة لم تندثر فإنها لا بد وأن تكتسب مدلولًا جديدًا يليق بهذه المتغيرات؛ فاللفظة حقيبة نضع فيها ما نشاء وما نحتاج إليه من أفكار ومعانٍ ودلالات ومفاهيم، ويمكننا الإضافةُ إليها وكذلك يمكننا الحذف منها وفق آليات المتغير الموضوعي، وربما تستمر اللفظةُ هي هي لكن مضمونها لا بد أن يتغير، كذلك دلالاتها وما نفهمه منها، كذلك يمكن أن تختفيَ هذه الحقيبة بالمرة وأن تظهر حقائب أخرى جديدة. وعليه فإن أيَّ نص تمَّ تدوينُه في زمن ومكان بعينه، فقد تمت صياغته وصبُّه في قالب زمكانه، فينطبع بطابع ثقافة مجتمعه، وتقاليده، وعاداته، وسلوكيات أهل زمانه وقِيمهم وقواعدهم الحقوقية.ولا يمكن إدراكُ الفهم الحقيقي لدلالات أيِّ نص باستخدام ثقافة مختلفة عادة ما تؤدي إلى نتائج زائفة ومضللة؛ لأن النص هو حفرية لغوية تحمل صورة حية لمجتمعها الذي صاغها ومحيطها البيئي وزمانها.ومع التطور تظهر ألفاظٌ وتعابير جديدة، مع ظهور الجديد دائمًا في حياة البشر من كشوف ومخترعات وعلوم طبيعية وإنسانية وقيمية وقانونية وأخلاقية … إلخ. وتحمل هذه الألفاظ الجديدة تاريخَ ميلادها بدلالات زمن نحتها أو تخليقها، لتضاف من بعد إلى المعجم اللغوي لأصحابها ومخزونهم المعرفي، وتظل مستمرة لتحمل دلالات جديدة أو تتغير أو تختفي من اللغة.مع التسارع الهائل في الكشوف والمتغير التطوري الصاعد للبشرية، حدث ذات التسارع على مستوى اللغة ميلادًا وموتًا وتطورًا. ففي مصر كانت هناك ألفاظٌ أساسية يعرفها الجميع لارتباطها بطبيعة البلد الزراعية زمانًا ومكانًا وبيئة، ظلت معلومةً حتى لأبناء جيلي، لتختفيَ من بعد مع ظهور الميكنة الزراعية المتطورة، وذلك مثل كلمة الشادوف والطنبور والنورج، لن تجد من يعرفها من أبناء القرية المصرية اليوم؛ فقد اختفى اللفظُ باختفاء الشيء، فكان الشادوف والطنبور لرفع المياه وهو ما لم تعُد له حاجة مع مكائن الرفع، واختفت كلمةُ النورج باختفاء النورج الذي كان آلة بدائية تفصل القشور عن الحبوب، لكن زمن النورج والشادوف والطنبور لم يكن أحد يعلم معنى كلمة تليفزيون أو كمبيوتر أو ريموت كنترول لأنه لم يكن عُرِف بعد في بلادنا.وغير أسماء الأشياء هناك التعبيرات ذات الدلالات المعنوية، وذلك مثل «علاقة شريفة» بين ذكر وأنثي، فهي عندنا تعني عقدَ نكاح علني بين الزوج (الذي عليه دفع أجر المرأة مهرًا مفروضٌ شرعًا) وبين وليِّ المرأة، بينما ذات التعبير في مكان آخر بالغرب في ذات الزمان يحمل دلالة مختلفة تمامًا، فهو تراضٍ بين ذكر وأنثى ولا دور للمجتمع ولا للدين بالمنع أو بالسماح أو لتشريف العلاقة أو لتبخيسها؛ لأن الدلالة الجديدة ليست حلالًا أو حرامًا بقدر ما هي شأن شخصي لا دخلَ للدين أو المجتمع بها، بل إن مهمة المجتمع حمايتها ورعايتها؛ فدلالة العلاقة الشريفة في الغرب تقوم على حرية الاختيار والتراضي التي هي عندهم قدس الأقداس.وقياسًا على ما سلف لا يعود هناك أيُّ معنًى للقاعدة الفقهية التي تقول: (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.) والتي ربما جازت في التعميم على زمانها، لكنها لا تصح بالتعميم على كل مكان حتى في زمنها.<br ......
#الدولة
#الإسلامية
#والخراب
#العاجل
#اللاعنف
#والخراب
#العاجل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753899
الحوار المتمدن
سيد القمني - الدولة الإسلامية والخراب العاجل - اللاعنف والخراب العاجل
سيد القمني : الشورى والديمقراطية من الدولة الدينية إلى الدولة الإسلامية
#الحوار_المتمدن
#سيد_القمني الدولة المسلمة للخلف دُرالشورى والديمقراطية من الدولة الدينية إلى الدولة الإسلاميةسبق لنا أن ناقشنا مفهوم الشورى في الإسلام في كتابنا «شكرًا بن لادن»، ومجددًا، وفي صحيفة الحياة بدءًا من تاريخ ٢-;-٨-;- -;-/ -;-٨-;- -;-/ -;-٢-;-٠-;-٠-;-٤-;-م كتب الدكتور بشار عواد معروف دراسة مطولة وهامة حول الشورى يمكن أن نستخدمها هنا كأساس لإعادة المناقشة والتحليل والدرس، من وجهة نظر أخرى جديدة تمامًا. والدكتور بشار عواد أكاديمي عراقي يقيم بالأردن، وهو قطب إخواني كبير، وقد عنون دراسته ﺑ-;- «الجماعة والسلطة: قراءة في المبادئ والقواعد والوقائع التاريخية»، وقد أُعيد نشرها على الشبكة الدولية للمعلومات بتاريخ ٢-;-٧-;- -;-/ -;-٢-;- -;-/ -;-٢-;-٠-;-٠-;-٥-;-م تحت عنوان: «الشورى والسلطة التشريعية».•••يدخل الدكتور معروف إلى موضوعه عبر مقدمة تقول: «ربط المفكرون الإسلاميون فكرة الشورى بالديمقراطية، فمنهم من رفض الديمقراطية وجعل الشورى هي البديل، ومنهم من حاول — في سعيه للتجديد والمعاصرة — التقريب بينهما، ومنهم من دعا إلى الأخذ بالديمقراطية باعتبارها نظام حكم وآليةً للمشاركة. وإن التغاير بين المشروع الحضاري الإسلامي وبين الديمقراطية هو من باب التنوع والتمايز لا التضاد والخصومة.» ا.ﻫ-;-.وفي هذه المقدمة الصغيرة وردت كثير من الألفاظ والمفاهيم التي تحتاج إلى وقفة للفهم والتحليل والتدقيق مثل الشورى والديمقراطية، والشورى كبديل للديمقراطية … إلخ. فكيف نفهم مثلًا أن المفكرين الإسلاميين جعلوا الشورى هي البديل للديمقراطية؟ إن البديل هو الذي يساوي ويطابق بديله، والمشكلة الأولى هنا هي أن الديمقراطية كمفهوم هي منتج غربي بلفظ لاتيني، فهل مجرد نقله والقول إن بديله العربي هو الشورى، يعني أن اللفظين قد تطابقا، وأن الشورى قد أصبحت البديل الصادق المعبر عن المعاني التي قصدها أهل الديمقراطية؟أم أننا نأخذ لفظ الديمقراطية كمنطوقٍ لساني لفظي بغضِّ النظر عن معناه ودلالاته ومحتواه ومضمونه وأُسُسه الفكرية والفلسفية، لنطابقه بلفظنا «الشورى» ببساطة مدهشة، وخفة شديدة؟! فإذا كانت الألفاظ دون دلالات اللفظ وتاريخه وموطنه يمكن تبادلها بهذه البساطة، فإن «رع» سيكون بنفس البساطة هو «الله»، ويكون «بوذا» هو «خاتم الأنبياء»، بذات الخفة والتبسيط المخل.إن المفردات ذات المعاني الدقيقة وذات التاريخ الطويل بما يحمله هذا التاريخ من أفكار، والتي لم يسبق أن عرفتها اللغة العربية، وغابت عن مجتمعاتنا غيابًا كليًّا، وغير موجودة في معاجمنا، يلزم أن تظل كما هي حتى يمكنها أن تحتفظ بدلالاتها الصادقة ومعانيها المفهومة عند أصحابها، وعند من أخذ بالديمقراطية في العالم جميعًا — عدانا بالطبع — لأننا نعيش مجتمعًا عالميًّا أصبح متصلًا بعضه ببعض، ويلزمه كي يفهم بعضه بعضًا بلا غموض ولا خداع أن تظل المفردات كما هي بمعانيها وتاريخها ودلالاتها. والديمقراطية لا يمكن ترجمتها ببساطة خادعة إلى بديلنا (الشورى)؛ لأننا في هذه الحال سيكون علينا أن نجد الترجمة البديلة لملايين الألفاظ مثل الفيروس والبكتريا والأمبير والأكسجين والدكتاتورية والجمهورية … إلخ. وأن تكون الترجمة وافية بالمعنى الأصلي للفظ لتؤدي ذات الدلالات ونفس الهدف.إن المعنى الأول الذي حملته كلمة ديمقراطية منذ نحَتَها الرومان في مجلس الساناتو قبل الإسلام بعشرة قرون، كانت تعني أن يحكم الأحرار أنفسهم بأنفسهم. وهو معنًى لا يعرفه المخزون العربي؛ ومن ثَم ليس في المع ......
#الشورى
#والديمقراطية
#الدولة
#الدينية
#الدولة
#الإسلامية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754252
#الحوار_المتمدن
#سيد_القمني الدولة المسلمة للخلف دُرالشورى والديمقراطية من الدولة الدينية إلى الدولة الإسلاميةسبق لنا أن ناقشنا مفهوم الشورى في الإسلام في كتابنا «شكرًا بن لادن»، ومجددًا، وفي صحيفة الحياة بدءًا من تاريخ ٢-;-٨-;- -;-/ -;-٨-;- -;-/ -;-٢-;-٠-;-٠-;-٤-;-م كتب الدكتور بشار عواد معروف دراسة مطولة وهامة حول الشورى يمكن أن نستخدمها هنا كأساس لإعادة المناقشة والتحليل والدرس، من وجهة نظر أخرى جديدة تمامًا. والدكتور بشار عواد أكاديمي عراقي يقيم بالأردن، وهو قطب إخواني كبير، وقد عنون دراسته ﺑ-;- «الجماعة والسلطة: قراءة في المبادئ والقواعد والوقائع التاريخية»، وقد أُعيد نشرها على الشبكة الدولية للمعلومات بتاريخ ٢-;-٧-;- -;-/ -;-٢-;- -;-/ -;-٢-;-٠-;-٠-;-٥-;-م تحت عنوان: «الشورى والسلطة التشريعية».•••يدخل الدكتور معروف إلى موضوعه عبر مقدمة تقول: «ربط المفكرون الإسلاميون فكرة الشورى بالديمقراطية، فمنهم من رفض الديمقراطية وجعل الشورى هي البديل، ومنهم من حاول — في سعيه للتجديد والمعاصرة — التقريب بينهما، ومنهم من دعا إلى الأخذ بالديمقراطية باعتبارها نظام حكم وآليةً للمشاركة. وإن التغاير بين المشروع الحضاري الإسلامي وبين الديمقراطية هو من باب التنوع والتمايز لا التضاد والخصومة.» ا.ﻫ-;-.وفي هذه المقدمة الصغيرة وردت كثير من الألفاظ والمفاهيم التي تحتاج إلى وقفة للفهم والتحليل والتدقيق مثل الشورى والديمقراطية، والشورى كبديل للديمقراطية … إلخ. فكيف نفهم مثلًا أن المفكرين الإسلاميين جعلوا الشورى هي البديل للديمقراطية؟ إن البديل هو الذي يساوي ويطابق بديله، والمشكلة الأولى هنا هي أن الديمقراطية كمفهوم هي منتج غربي بلفظ لاتيني، فهل مجرد نقله والقول إن بديله العربي هو الشورى، يعني أن اللفظين قد تطابقا، وأن الشورى قد أصبحت البديل الصادق المعبر عن المعاني التي قصدها أهل الديمقراطية؟أم أننا نأخذ لفظ الديمقراطية كمنطوقٍ لساني لفظي بغضِّ النظر عن معناه ودلالاته ومحتواه ومضمونه وأُسُسه الفكرية والفلسفية، لنطابقه بلفظنا «الشورى» ببساطة مدهشة، وخفة شديدة؟! فإذا كانت الألفاظ دون دلالات اللفظ وتاريخه وموطنه يمكن تبادلها بهذه البساطة، فإن «رع» سيكون بنفس البساطة هو «الله»، ويكون «بوذا» هو «خاتم الأنبياء»، بذات الخفة والتبسيط المخل.إن المفردات ذات المعاني الدقيقة وذات التاريخ الطويل بما يحمله هذا التاريخ من أفكار، والتي لم يسبق أن عرفتها اللغة العربية، وغابت عن مجتمعاتنا غيابًا كليًّا، وغير موجودة في معاجمنا، يلزم أن تظل كما هي حتى يمكنها أن تحتفظ بدلالاتها الصادقة ومعانيها المفهومة عند أصحابها، وعند من أخذ بالديمقراطية في العالم جميعًا — عدانا بالطبع — لأننا نعيش مجتمعًا عالميًّا أصبح متصلًا بعضه ببعض، ويلزمه كي يفهم بعضه بعضًا بلا غموض ولا خداع أن تظل المفردات كما هي بمعانيها وتاريخها ودلالاتها. والديمقراطية لا يمكن ترجمتها ببساطة خادعة إلى بديلنا (الشورى)؛ لأننا في هذه الحال سيكون علينا أن نجد الترجمة البديلة لملايين الألفاظ مثل الفيروس والبكتريا والأمبير والأكسجين والدكتاتورية والجمهورية … إلخ. وأن تكون الترجمة وافية بالمعنى الأصلي للفظ لتؤدي ذات الدلالات ونفس الهدف.إن المعنى الأول الذي حملته كلمة ديمقراطية منذ نحَتَها الرومان في مجلس الساناتو قبل الإسلام بعشرة قرون، كانت تعني أن يحكم الأحرار أنفسهم بأنفسهم. وهو معنًى لا يعرفه المخزون العربي؛ ومن ثَم ليس في المع ......
#الشورى
#والديمقراطية
#الدولة
#الدينية
#الدولة
#الإسلامية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754252
الحوار المتمدن
سيد القمني - الشورى والديمقراطية من الدولة الدينية إلى الدولة الإسلامية
سيد القمني : مفهوم الوطن والمواطن في فلسفة القوميين والمتأسلمين
#الحوار_المتمدن
#سيد_القمني الفاشيون والوطنمفهوم الوطن والمواطن في فلسفة القوميين والمتأسلمين١-;-هل ثمة تناقضاتٌ رئيسيةٌ واضحة بين دعاة القومية العربية وبين دعاة الإسلام السياسي؟ وأين يقع الوطن ومفهوم المواطنة بين كلتا الدعوتين؟إن الباحث المدقِّق سيجد اتفاقًا أوليًّا ورئيسيًّا بين كلتا الدعوتين؛ فكل منهما يتجه في النهاية نحو غايةٍ رفيعة ومبدأٍ عظيم، فالإسلام السياسي يدعو إلى توحد كل المسلمين في كل العالم في اتحادٍ طائفي عماده الرئيسي وعقدته الجامعة هو العقيدة الإسلامية، وهو ذات ما يدعو إليه دعاة القومية العربية لكن مع قصر هذا الاتحاد على العنصر أو الجنس العربي وحده دون بقية المسلمين، نظرًا لأن معظم المسلمين يسكنون العالم العربي، وأن بقيتهم يتشرذمون في بلادٍ شتى يُشكِّلون في بعضها أقلياتٍ غير فاعلة، أما الغرض النهائي لدى كلتا الدعوتين فهو الاستقواء بالتوحد على أعداء يقبعون خارج الطائفة وخارج العنصر، ليس لهم من شاغل بالنهار أو بالليل سوى حبك المؤامرات للعرب والمسلمين.هناك من يؤكد على وجود التناقضات التأسيسية مُرتكِزًا على الصدامات الدموية التي حدثت بين الفريقين منذ سنوات الاستقلال وقبلها وحتى اليوم، أما أوضح علامات التناقض فهو ما يقدمه تيار الإسلام السياسي ضد دعاة القومية العربية؛ إذ يؤكد أنه يدعو بدعوة الإسلام وهي دعوة شمولية (لا يقول إنها طائفية!)، بينما القومية عنصريةٌ عرقية، وأنها مفهومٌ مستورد من تاريخ أوروبا لا علاقة له بتاريخنا ومفاهيمنا، وأن الدعوة القومية تمكنت من حيازة فرصة تطبيق مبادئها في الواقع عندما تمكن القوميون بسلسلة انقلابات من الاستيلاء على السلطة في أكثر من بلدٍ عربي، ولم تحقق سوى الفشل الذريع، بل إن الظروف التي أوصلتهم إلى الحكم تشوبها الشوائب حيث كانوا مدعومين من الغرب الصليبي الكافر الذي استخدم الدعوة للقومية العربية لتفتيت الأمة الإسلامية إلى عرب وغير عرب، وأن جامعة الدول العربية ذاتها ليست سوى ابتكار بريطاني تحت إشراف وتخطيط ودعمٍ إنجليزيٍّ كامل، وعند التطبيق لم يجنِ القوميون وهم في السلطة سوى الخراب والهزائم لديار المسلمين، وهو ما يعني أنهم قد أخذوا فرصتهم واستنفذوها، وعليهم أن يتركوا مواقعهم للتجربة الإسلامية التي أثبتت نجاحها في الدولة الإسلامية الأولى.الملحوظة البارزة هنا أن المتأسلمين وهم يبرزون التناقض مع التيار القومي، قد ضفروه مع اتهامات بالخيانة والعمالة، وهو ذات السلاح الذي لجأت إليه الأنظمة ذات التوجهات القومية إبان صراعها مع حركات الإسلام السياسي وتمرُّدها المسلح، عندما تم تسخير الأجهزة الإعلامية لإثبات خيانة الحركات الإسلامية للوطن وعمالتها.وهكذا تُسفر قراءة هذا الصراع أو التناقض الظاهري عن اتفاقٍ منهجي عميق ورئيسي، وهو أن كلًّا من التيارين قام بنفي التيار المتصارع معه على السلطة من ساحة المواطنة، وألبس ذاته الشرعية الوطنية واتهم الآخر بالخيانة، ومن ثم أصبح هذا الاتفاق المنهجي هو المتكرر الثابت عند أي مخالفة، فإن أنت خالفتَ المتأسلمين أصبحت كافرًا دينيًّا متآمرًا مع المستشرقين الصليبيين الصهاينة … إلخ، وإن أنت قدَّمت ولو نقدًا لما آل إليه الحال بمناهج القوميين انتهيت كافرًا وطنيًّا متآمرًا تطبيعيًّا … إلخ، وأنت عند كليهما صاحب فكرٍ منحرف مستورد؛ وعليه فالمبدأ الأول والاتفاق الواضح فوق التناقضات الظاهرية بين كلا الطرفين هو إيمان كلٍّ منهما أنه وحده الصح المطلق والوطنية الخالصة، ولا مكان لمعترض أو ناقد أو مخالف لأنه خائن وعميل وكافر.ولأن تاريخ العرب في جزيرتهم كان هو اللاتاريخ؛ قبائل مت ......
#مفهوم
#الوطن
#والمواطن
#فلسفة
#القوميين
#والمتأسلمين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754936
#الحوار_المتمدن
#سيد_القمني الفاشيون والوطنمفهوم الوطن والمواطن في فلسفة القوميين والمتأسلمين١-;-هل ثمة تناقضاتٌ رئيسيةٌ واضحة بين دعاة القومية العربية وبين دعاة الإسلام السياسي؟ وأين يقع الوطن ومفهوم المواطنة بين كلتا الدعوتين؟إن الباحث المدقِّق سيجد اتفاقًا أوليًّا ورئيسيًّا بين كلتا الدعوتين؛ فكل منهما يتجه في النهاية نحو غايةٍ رفيعة ومبدأٍ عظيم، فالإسلام السياسي يدعو إلى توحد كل المسلمين في كل العالم في اتحادٍ طائفي عماده الرئيسي وعقدته الجامعة هو العقيدة الإسلامية، وهو ذات ما يدعو إليه دعاة القومية العربية لكن مع قصر هذا الاتحاد على العنصر أو الجنس العربي وحده دون بقية المسلمين، نظرًا لأن معظم المسلمين يسكنون العالم العربي، وأن بقيتهم يتشرذمون في بلادٍ شتى يُشكِّلون في بعضها أقلياتٍ غير فاعلة، أما الغرض النهائي لدى كلتا الدعوتين فهو الاستقواء بالتوحد على أعداء يقبعون خارج الطائفة وخارج العنصر، ليس لهم من شاغل بالنهار أو بالليل سوى حبك المؤامرات للعرب والمسلمين.هناك من يؤكد على وجود التناقضات التأسيسية مُرتكِزًا على الصدامات الدموية التي حدثت بين الفريقين منذ سنوات الاستقلال وقبلها وحتى اليوم، أما أوضح علامات التناقض فهو ما يقدمه تيار الإسلام السياسي ضد دعاة القومية العربية؛ إذ يؤكد أنه يدعو بدعوة الإسلام وهي دعوة شمولية (لا يقول إنها طائفية!)، بينما القومية عنصريةٌ عرقية، وأنها مفهومٌ مستورد من تاريخ أوروبا لا علاقة له بتاريخنا ومفاهيمنا، وأن الدعوة القومية تمكنت من حيازة فرصة تطبيق مبادئها في الواقع عندما تمكن القوميون بسلسلة انقلابات من الاستيلاء على السلطة في أكثر من بلدٍ عربي، ولم تحقق سوى الفشل الذريع، بل إن الظروف التي أوصلتهم إلى الحكم تشوبها الشوائب حيث كانوا مدعومين من الغرب الصليبي الكافر الذي استخدم الدعوة للقومية العربية لتفتيت الأمة الإسلامية إلى عرب وغير عرب، وأن جامعة الدول العربية ذاتها ليست سوى ابتكار بريطاني تحت إشراف وتخطيط ودعمٍ إنجليزيٍّ كامل، وعند التطبيق لم يجنِ القوميون وهم في السلطة سوى الخراب والهزائم لديار المسلمين، وهو ما يعني أنهم قد أخذوا فرصتهم واستنفذوها، وعليهم أن يتركوا مواقعهم للتجربة الإسلامية التي أثبتت نجاحها في الدولة الإسلامية الأولى.الملحوظة البارزة هنا أن المتأسلمين وهم يبرزون التناقض مع التيار القومي، قد ضفروه مع اتهامات بالخيانة والعمالة، وهو ذات السلاح الذي لجأت إليه الأنظمة ذات التوجهات القومية إبان صراعها مع حركات الإسلام السياسي وتمرُّدها المسلح، عندما تم تسخير الأجهزة الإعلامية لإثبات خيانة الحركات الإسلامية للوطن وعمالتها.وهكذا تُسفر قراءة هذا الصراع أو التناقض الظاهري عن اتفاقٍ منهجي عميق ورئيسي، وهو أن كلًّا من التيارين قام بنفي التيار المتصارع معه على السلطة من ساحة المواطنة، وألبس ذاته الشرعية الوطنية واتهم الآخر بالخيانة، ومن ثم أصبح هذا الاتفاق المنهجي هو المتكرر الثابت عند أي مخالفة، فإن أنت خالفتَ المتأسلمين أصبحت كافرًا دينيًّا متآمرًا مع المستشرقين الصليبيين الصهاينة … إلخ، وإن أنت قدَّمت ولو نقدًا لما آل إليه الحال بمناهج القوميين انتهيت كافرًا وطنيًّا متآمرًا تطبيعيًّا … إلخ، وأنت عند كليهما صاحب فكرٍ منحرف مستورد؛ وعليه فالمبدأ الأول والاتفاق الواضح فوق التناقضات الظاهرية بين كلا الطرفين هو إيمان كلٍّ منهما أنه وحده الصح المطلق والوطنية الخالصة، ولا مكان لمعترض أو ناقد أو مخالف لأنه خائن وعميل وكافر.ولأن تاريخ العرب في جزيرتهم كان هو اللاتاريخ؛ قبائل مت ......
#مفهوم
#الوطن
#والمواطن
#فلسفة
#القوميين
#والمتأسلمين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754936
الحوار المتمدن
سيد القمني - مفهوم الوطن والمواطن في فلسفة القوميين والمتأسلمين