احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 13
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "ككل صباح تطل شمس أفول الخريف ساكنةً، نسيم بارد يتحرش بموج السفينة فيهزها بتمويه دَغَل، سرعان ما يمكر الهواء فينتعش الموج، يتسارع ويتضخم، كنت آمل بنهاية كل النهار، هذا شعوري كل صباح جديد أقفز فيه إلى البحر، بالفوز بدانة زرقاء كعين الظبي البري، أَملتُ أعلقها في عنقكِ وأُعَوضكِ عن ضَنَك الدنيا، هكذا بدأت صباح ذاك اليوم المشؤوم، غصت مرات عدة، حان العصر فصلت وعاودت الغوص، طفا النهار على السطح تبلله موجات البحر الساكن حين أقبل المساء، نسمات الخريف الباردة تدغدغ جسدي كأنها أناملكِ"ابتسمت جوري وقبلت يده وهي تنظر في عينيه كأنها تعيش المناخ ذاته، عاد واسْتطرد، لم يكن صوته من يتكلم، يخرج الصوت كأنه لشبح منكب في صدر الغرفة، انْثَنى على جانب الجدار."كان لون البحر كَعينيكِ، رأيته داكناً ولا أعرف لماذا انقلب هكذا، كان جسدي واهناً بعد كل ذلك الغطس النهاري، راودني صوت بعد ترجلي البحر أن أصعد وأستلقي على ظهر سطح السفينة لانْتَهي من يومي، لكنه صوت آخر وثب حينها مستنكفاً، ماذا لو فوت الدانة هذه الغطسة، هبطت القاع تلبيةً للصوت الثاني، حين اقترب مني، كان ظِلهُ كجبل شاهق مزروع في البحر، خيم الظلام حولي، اعتدنا نحن الغاصة على الصمت المطبق تحت القاع في مثل هذه الحالات، جمدت كالصنم، لكنه هذه المرة إختلف عن المرات السابقة، نظر في وجهي كله بعينين لم أرهما من قبل في قرش، كان هذا من عالم سفلي لا صلة له بالبحر، رمادي داكن اللون، لَج البشرة، بدت جلدته كأنها جدار سفينة جانحة منذ سنين، حام حولي يُذكرني بأني فريسة له وقت شاء، لم أعره اعتباراً واكتفيتُ بالصمت والجمود حتى بدأ يتقطع نفسي ولا أجرؤ على شد الحبل لمن فوق السفينة خشية أن يسحبني فتبدأ المعركة وشيكة، تأكدت من وجود السكين بجانبي، أردت المناورة، فات الوقت، بدأت أشعر بالحبل يشتد، لم أحركه، سيطرت على نفسي وتحملت كتم أنفاسي في القاع، مر وقت طويل وأنا كاتم النفس أتحدى أحداً كتم أنفاسه كل هذا الوقت، ظل يماطل في الحركة، حتى إنه تجاهل عدة أسماك أخرى مرت من حولنا نحن الإثنين وكان بإمكانه إختيار الأسهل ولكنه فضل تجاهل الكون كله ليقف عند قدمي، راح يحوم وبدأ يعكر الماء قربه كأنه ينذرني ببدء المعركة"الْتصقت جوري به، قبضت على يديه وقفز وجهها في وجهه وشعرت بتصاعد أنفاسه كأنها معه في قاع الظلمة الداكنة، ضربات حادة تطرق القلب، تتدفق الدماء في عروقها وتنعكس على وجنتيها فتحمر، همست في وجه أنفاسه."مجدك السماء.صمت دام لحظة كأنها زمن، وعيناه تلهث مرهقة وهي مسمرة في فضاء الغرفة ورائحة البخور ما زالت تقتحم من الخارج، تابع بنبرة انعدم منها التعبير."بدأت تصدر ذبذبات بقربي لم أعرف مصدرها لكنها بالتأكيد منه، لم أرَ في عينيه جوعاً ورغبة في الطعام، لم يكن جائعاً حتى إنه بدا مشمئزاً من لحمي، بدا شرساً نهماً للوحشية، للانتقام، يود خوض معركة تحدٍ معي، لقد اخْتارني بالذات من بين كل البحارة وقرر أن يبارزني، وهنا أدركت، آهه، ما من مفر من المنازلة، فَككت الحبل حتى أتحرر من قيده وأنا أخوض هذه الهوة""راشد، تاج راسي الغالي، كل العروش الدنيوية زائلة إلا عرش الحب، يكفي ما سمعت، انْتَهيت.لم يسمعها، حتى إنه لم يدرك ما قالت، شيئٌ واحدٌ تناهى إليه، صوت الظلمة في القاع، استطرد من دون أن يُدرك أنها تكلمت."غابة الهاوية المظلمة، شعرت بالبرد من حولي، انْبثَقت فجأةً أعمدة أشبه بأشجار سوداء داكنة تنزف منها جبال حادة تلمع كالبرق في سماء داكنة بالسحب السوداء، يا لها من محرقة، سعير في قلب اللُجة، رأيتُ عشرين بل خمسون سيفاً في صفين متوازنين ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677781
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة "ككل صباح تطل شمس أفول الخريف ساكنةً، نسيم بارد يتحرش بموج السفينة فيهزها بتمويه دَغَل، سرعان ما يمكر الهواء فينتعش الموج، يتسارع ويتضخم، كنت آمل بنهاية كل النهار، هذا شعوري كل صباح جديد أقفز فيه إلى البحر، بالفوز بدانة زرقاء كعين الظبي البري، أَملتُ أعلقها في عنقكِ وأُعَوضكِ عن ضَنَك الدنيا، هكذا بدأت صباح ذاك اليوم المشؤوم، غصت مرات عدة، حان العصر فصلت وعاودت الغوص، طفا النهار على السطح تبلله موجات البحر الساكن حين أقبل المساء، نسمات الخريف الباردة تدغدغ جسدي كأنها أناملكِ"ابتسمت جوري وقبلت يده وهي تنظر في عينيه كأنها تعيش المناخ ذاته، عاد واسْتطرد، لم يكن صوته من يتكلم، يخرج الصوت كأنه لشبح منكب في صدر الغرفة، انْثَنى على جانب الجدار."كان لون البحر كَعينيكِ، رأيته داكناً ولا أعرف لماذا انقلب هكذا، كان جسدي واهناً بعد كل ذلك الغطس النهاري، راودني صوت بعد ترجلي البحر أن أصعد وأستلقي على ظهر سطح السفينة لانْتَهي من يومي، لكنه صوت آخر وثب حينها مستنكفاً، ماذا لو فوت الدانة هذه الغطسة، هبطت القاع تلبيةً للصوت الثاني، حين اقترب مني، كان ظِلهُ كجبل شاهق مزروع في البحر، خيم الظلام حولي، اعتدنا نحن الغاصة على الصمت المطبق تحت القاع في مثل هذه الحالات، جمدت كالصنم، لكنه هذه المرة إختلف عن المرات السابقة، نظر في وجهي كله بعينين لم أرهما من قبل في قرش، كان هذا من عالم سفلي لا صلة له بالبحر، رمادي داكن اللون، لَج البشرة، بدت جلدته كأنها جدار سفينة جانحة منذ سنين، حام حولي يُذكرني بأني فريسة له وقت شاء، لم أعره اعتباراً واكتفيتُ بالصمت والجمود حتى بدأ يتقطع نفسي ولا أجرؤ على شد الحبل لمن فوق السفينة خشية أن يسحبني فتبدأ المعركة وشيكة، تأكدت من وجود السكين بجانبي، أردت المناورة، فات الوقت، بدأت أشعر بالحبل يشتد، لم أحركه، سيطرت على نفسي وتحملت كتم أنفاسي في القاع، مر وقت طويل وأنا كاتم النفس أتحدى أحداً كتم أنفاسه كل هذا الوقت، ظل يماطل في الحركة، حتى إنه تجاهل عدة أسماك أخرى مرت من حولنا نحن الإثنين وكان بإمكانه إختيار الأسهل ولكنه فضل تجاهل الكون كله ليقف عند قدمي، راح يحوم وبدأ يعكر الماء قربه كأنه ينذرني ببدء المعركة"الْتصقت جوري به، قبضت على يديه وقفز وجهها في وجهه وشعرت بتصاعد أنفاسه كأنها معه في قاع الظلمة الداكنة، ضربات حادة تطرق القلب، تتدفق الدماء في عروقها وتنعكس على وجنتيها فتحمر، همست في وجه أنفاسه."مجدك السماء.صمت دام لحظة كأنها زمن، وعيناه تلهث مرهقة وهي مسمرة في فضاء الغرفة ورائحة البخور ما زالت تقتحم من الخارج، تابع بنبرة انعدم منها التعبير."بدأت تصدر ذبذبات بقربي لم أعرف مصدرها لكنها بالتأكيد منه، لم أرَ في عينيه جوعاً ورغبة في الطعام، لم يكن جائعاً حتى إنه بدا مشمئزاً من لحمي، بدا شرساً نهماً للوحشية، للانتقام، يود خوض معركة تحدٍ معي، لقد اخْتارني بالذات من بين كل البحارة وقرر أن يبارزني، وهنا أدركت، آهه، ما من مفر من المنازلة، فَككت الحبل حتى أتحرر من قيده وأنا أخوض هذه الهوة""راشد، تاج راسي الغالي، كل العروش الدنيوية زائلة إلا عرش الحب، يكفي ما سمعت، انْتَهيت.لم يسمعها، حتى إنه لم يدرك ما قالت، شيئٌ واحدٌ تناهى إليه، صوت الظلمة في القاع، استطرد من دون أن يُدرك أنها تكلمت."غابة الهاوية المظلمة، شعرت بالبرد من حولي، انْبثَقت فجأةً أعمدة أشبه بأشجار سوداء داكنة تنزف منها جبال حادة تلمع كالبرق في سماء داكنة بالسحب السوداء، يا لها من محرقة، سعير في قلب اللُجة، رأيتُ عشرين بل خمسون سيفاً في صفين متوازنين ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677781
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (13)
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 14
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة خرج لاهثاً مسعوراً، كاد يصطدم بكل ما يصادفه، وقف وسط الشارع، تلفت حوله، فحص الوقت في معصمه كانت الساعة تشير للثانية وسبعة وعشرين دقيقة بعد الظهر، حسم وجهته، ركب التاكسي وتوجه للعيادة للقاء الدكتور سهيل الكردي، ربما هي الآن هناك مستلقية في الغرفة الزجاجية على السرير الطويل الضيق عاريةً تمهيداً لِتَوَلى رعاية شخص ما سَقيم كحاله، جلس خلف السائق وراح يمسح بنظراته الطريق واضعاً يده اليمنى أعلى مقبض نافذة السيارة، فيما يده الأخرى أمسكت بجهاز الهاتف، لم يلحظ مشاة طول المسافة التي قطعها على الشارع الرئيسي المؤدي لمبنى العيادة، قرر ألا يتسرع في الاندفاع نحوها بعاطفته التي بدأت بعد لحظة الاختفاء تفتر، لا يشعر بخوف أو فزع عليها فلا يمكن أن تكون اختُطِفَت أو تعرضت لشر وهي تسير كتفها بكتفه وإلا تعرض هو ذاته معها للشر، رَجَح السبب في رأسه لسلوك غريب، لم ير منها ما يدل على أنها غريبة الأطوار، بل هو الذي كان يخشى أن تظن هي فيه بأنه غريب الأطوار، ألقى برأسه إلى الوراء، ونظر لسقف السيارة الذي بدا له ملطخاً بسائل زيتي اللون"لعل زبوناً فتح زجاجة شبانيا" لخص الحادثة في خياله ثم عاد يتطلع للشارع، لمح هذه المرة بعض المشاة يسيرون بمحاذاة البنايات المطلة على الشارع الذي تقع فيه العيادة، تأهب وهو يخرج محفظته، ولدى اقتراب السيارة من المكان ألتف ليطلب من السائق الوقوف حيث لم ير العنوان، اعترض سائق الأجرة على التوقف مباشرة لأن ذلك ممنوع في تلك الزاوية، وحينما تجاوز المكان بعدة أمتار توقفت السيارة وخرج منها عائداً بضع خطوات للوراء، وقف ثم سار ثم وقف، عاد مرة أخرى أدراجه للوراء، كانت البناية ذاتها ونفس الواجهة الحديثة ولكن من دون الواجهة الرصاصية ذات اللوح المعدني، حينما دنا أكثر وتمعن في الواجهة لمح فجأة جرس العيادة هو نفس الطراز الذي كان على العيادة وهو عبارة عن كرة مجوفة بلاستيكية بنية اللون يتوسطها زر، لكنه تذكر بأن البوابة السابقة كانت مختلفة ولم يقرع الجرس فقد جاء مرات عدة خلال هذا الشهر وجزء من الشهر المنصرم من دون أن يقرع الجرس، أشعل السيجارة ووقف عند حافة الرصيف يفكر في اقتحام المكان، قرر أن ينتهي من الدخان ثم يُغِيرْ على المكان، كانت هناك سيدة مُسنة تحمل كيساً ثقيلاً تمر أمامه وخلفها سار رجل مسن هو الآخر، يقود كلباً متوسط الحجم لونه بني فاتح. ولج البناية، وقف أمام باب داخلي من الألمنيوم بيج اللون، حينما فتحه واجه فجأة صالون حلاقة نسائياً وثلاثة حلاقين من الرجال، اثنان من الشباب والآخر في منتصف العمر وعدد من النساء متفاوتات الأعمار، التَفَتت النساء نحوه فيما جمد مكانه وكأنه تعرض لرصاصة في قدمه، كانت نظرات النساء بعضهن من الفضول ظلت مسمرة عليه فيما عادت أخريات يتصفحن المجلات وَلَهَتْ بعضهن عنه."يستحيل،كانت العيادة هنا.نازلة وحلت عليه تلك الساعة التي وجد نفسه متصلباً مكانه والعيون مسمرة عليه، فقد شَكيمَته وقارب للحظة على الإنهيار، تذكر تقي والده لو علم بالنتيجة التي آلت إليها محاولاً البحث عن فتاته القاطنة عقله منذ أيام ولم تغادره بعد" وداعاً للحلم" ليس بعد، راودته كوابيس كأنه في نومٍ عميق بينما هو واقف كالصخرة على هضبة من سراب الظهيرة حين اشتداد حَمَّارَةُ القَيْظ، وهي الأيام الشديدة الحرارة التي رواها له تقي عن أيامهم الغابرة حين لا مكيفات لتبريد الهواء ولا ثلاجات للتبريد، لا يجد تفسيراً لهذه الومضة التي طرقت ذاكرته وهو جامد أمام عيون الموجودين بالمكان، تجرأ وتقدم خطوتين للأمام، فَرَدَ وجهه المتجهم وتحكم في توازنه النفسي والجسدي وسأل أقرب حلاق كان بمواجهت ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678009
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة خرج لاهثاً مسعوراً، كاد يصطدم بكل ما يصادفه، وقف وسط الشارع، تلفت حوله، فحص الوقت في معصمه كانت الساعة تشير للثانية وسبعة وعشرين دقيقة بعد الظهر، حسم وجهته، ركب التاكسي وتوجه للعيادة للقاء الدكتور سهيل الكردي، ربما هي الآن هناك مستلقية في الغرفة الزجاجية على السرير الطويل الضيق عاريةً تمهيداً لِتَوَلى رعاية شخص ما سَقيم كحاله، جلس خلف السائق وراح يمسح بنظراته الطريق واضعاً يده اليمنى أعلى مقبض نافذة السيارة، فيما يده الأخرى أمسكت بجهاز الهاتف، لم يلحظ مشاة طول المسافة التي قطعها على الشارع الرئيسي المؤدي لمبنى العيادة، قرر ألا يتسرع في الاندفاع نحوها بعاطفته التي بدأت بعد لحظة الاختفاء تفتر، لا يشعر بخوف أو فزع عليها فلا يمكن أن تكون اختُطِفَت أو تعرضت لشر وهي تسير كتفها بكتفه وإلا تعرض هو ذاته معها للشر، رَجَح السبب في رأسه لسلوك غريب، لم ير منها ما يدل على أنها غريبة الأطوار، بل هو الذي كان يخشى أن تظن هي فيه بأنه غريب الأطوار، ألقى برأسه إلى الوراء، ونظر لسقف السيارة الذي بدا له ملطخاً بسائل زيتي اللون"لعل زبوناً فتح زجاجة شبانيا" لخص الحادثة في خياله ثم عاد يتطلع للشارع، لمح هذه المرة بعض المشاة يسيرون بمحاذاة البنايات المطلة على الشارع الذي تقع فيه العيادة، تأهب وهو يخرج محفظته، ولدى اقتراب السيارة من المكان ألتف ليطلب من السائق الوقوف حيث لم ير العنوان، اعترض سائق الأجرة على التوقف مباشرة لأن ذلك ممنوع في تلك الزاوية، وحينما تجاوز المكان بعدة أمتار توقفت السيارة وخرج منها عائداً بضع خطوات للوراء، وقف ثم سار ثم وقف، عاد مرة أخرى أدراجه للوراء، كانت البناية ذاتها ونفس الواجهة الحديثة ولكن من دون الواجهة الرصاصية ذات اللوح المعدني، حينما دنا أكثر وتمعن في الواجهة لمح فجأة جرس العيادة هو نفس الطراز الذي كان على العيادة وهو عبارة عن كرة مجوفة بلاستيكية بنية اللون يتوسطها زر، لكنه تذكر بأن البوابة السابقة كانت مختلفة ولم يقرع الجرس فقد جاء مرات عدة خلال هذا الشهر وجزء من الشهر المنصرم من دون أن يقرع الجرس، أشعل السيجارة ووقف عند حافة الرصيف يفكر في اقتحام المكان، قرر أن ينتهي من الدخان ثم يُغِيرْ على المكان، كانت هناك سيدة مُسنة تحمل كيساً ثقيلاً تمر أمامه وخلفها سار رجل مسن هو الآخر، يقود كلباً متوسط الحجم لونه بني فاتح. ولج البناية، وقف أمام باب داخلي من الألمنيوم بيج اللون، حينما فتحه واجه فجأة صالون حلاقة نسائياً وثلاثة حلاقين من الرجال، اثنان من الشباب والآخر في منتصف العمر وعدد من النساء متفاوتات الأعمار، التَفَتت النساء نحوه فيما جمد مكانه وكأنه تعرض لرصاصة في قدمه، كانت نظرات النساء بعضهن من الفضول ظلت مسمرة عليه فيما عادت أخريات يتصفحن المجلات وَلَهَتْ بعضهن عنه."يستحيل،كانت العيادة هنا.نازلة وحلت عليه تلك الساعة التي وجد نفسه متصلباً مكانه والعيون مسمرة عليه، فقد شَكيمَته وقارب للحظة على الإنهيار، تذكر تقي والده لو علم بالنتيجة التي آلت إليها محاولاً البحث عن فتاته القاطنة عقله منذ أيام ولم تغادره بعد" وداعاً للحلم" ليس بعد، راودته كوابيس كأنه في نومٍ عميق بينما هو واقف كالصخرة على هضبة من سراب الظهيرة حين اشتداد حَمَّارَةُ القَيْظ، وهي الأيام الشديدة الحرارة التي رواها له تقي عن أيامهم الغابرة حين لا مكيفات لتبريد الهواء ولا ثلاجات للتبريد، لا يجد تفسيراً لهذه الومضة التي طرقت ذاكرته وهو جامد أمام عيون الموجودين بالمكان، تجرأ وتقدم خطوتين للأمام، فَرَدَ وجهه المتجهم وتحكم في توازنه النفسي والجسدي وسأل أقرب حلاق كان بمواجهت ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678009
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (14)
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 15
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ساد الفزع الحي المعزول، واسْتَعرَّ الخوف لدى تفشي الحرائق من جهة وإشاعة اختفاء الفتيات الصغيرات من جهة أُخرى، جُلّ المختفيات من بنات الهوي وقد أشاعت هذه الظاهرة تساؤلات سكان مدن وقرى البحرين كلها، ذاعَ الخبر من المنامة العاصمة حتى قرية الزلاق، ومن الرفاع حتى سترة، بنات يَخْتفَيّنَ فجأةً، تركز سؤال الأهالي، أين ذَهبْنَ؟ أُلصِقَ السبب بقوات الاحتلال البريطاني، وشاع هذا الخبر، حتى نفته إدارة المستشار الإنجليزي، وظل السكان حتى بعد النفي يتداولون الخبر، حُبكت قصص وأساطير حول الموضوع ما اضطر أحد مستشاري المقيم السامي في البحرين لإرسال مندوب عنه للقاء سكان الحي المهجور والذي من كبده انْدَلقَت الإشاعة، تدحرجت الوجوه كأنها وجوه أسماك مُسممة عمداً لصيدها من شدة البؤس الذي أصاب سكان الحي أكثر من غيرهم، كان الناس يعيشون في فاقَة حرمتهم حتى شم الهواء وزاد حصار الجنود الإنجليز من عسر الحياة، فقد نكد الجنود عليهم عند الدخول والخروج، وتم تفتيش الرجال منهم بمهانة والنساء بخزي جلب الذل لبعضهم ممن رأى في بيت دلال سبباً لتردد جنود الاحتلال لتفريغ نزواتهم، كان الحي في نظر الأحياء المجاورة محل هِجاء. بعدها جرى اسْتملاك فتيات الدار، صحيح كانوا يدفعون نصيب متعتهم ولكن هم من يقدر السعر وهم من يفعلون ما يشاؤون بالنساء، كانوا يستعمرون جسد فتاة الهوى باعتبارها سلعة يمضغونها بطريقتهم دون اعْتراض حتى لو سال الدم من الفتاة نتيجة نوبة عنف من جندي ثمل، لا توجد جهة للشكوى سوى تَبَرُّم من دلال التي تلقت ذات مرة صفعة من ضابط أطاح بهَيْبتها قبالة فتياتها ومن يومها تجنبت الاستياء أمامهم.جاءت الإشاعة عن اختفاء البنات صفعة على كاهل الجنود الذين كانوا وقتها بحاجة ضارية لسمعتهم وهم يخوضون الحرب، انْتَشرت الإشاعة في أرجاء البلد حتى بلغت مستوى القيادات وجرى عقب ذلك تحقيق ثم نفي ثم تحرٍ، شغلت الإشاعة قوات الاحتلال ودفعهم ذلك لفك الحصارعن الحي والابتعاد عنه والتوقف عن زيارة بيت دلال وحتى المرور حوله تجنباً لمزيد من الإشاعات، حين زارت نرجس جوري في منزلها إثر انقطاع الأخيرة لفترة طالت منذ عودة راشد من الغوص، صُدِمَت الفتاة وكادت تسقط من طولها حين علمت من جوري أنها وراء نشر الإشاعة للتغطية على التحقيق في مقتل الإنجليزي ونجحت الإشاعة التي وراء ابتكارها تقي."نور الشمس يفضح المستور، ونور القمر يضفي عليه الرومانسية، الله عليه تقي.قالت نرجس عبارتها بإعجاب واستدركت وهي تمسك معصم جوري وتنظر لها وقد بدت مهلهلة الملابس، كَثة الشعر، رثة الهيئة وراحت تبتسم بعد اعترافها بمصدر الإشاعة وبدا عليها الخُيَلاء."نرجس، هذا سرنا، تقي معرض للموت لو عَلِموا، أَنتِ تعرفين ماذا جرى ذاك اليوم."ومن ينسى؟ رَدَتْ نرجس ثم اسْتانفت وقد غيرت دفة الحديث مصحوبة بنظرة اسْتنكار بعد أن أفلَتَتْ يدها من معصم جوري."ماذا أَلَمَّ بسحْنَتكِ التي كانت فاتنة ومغرية؟ أين جاذبيتكِ جوري؟فيما ابتسمت جوري واصلت الأُخرى التوبيخ بصوت كمن تُرَّتل الكلام في صيغة سؤال اسْتنكار."أين نَضارَتكِ التي طالما اجتذبت الرجال كالذباب؟بدا التجهم على وجه جوري وانفصم شعورها عن واقع معاناتها، لم تَر نرجس بعد راشد، ولم تعلم بمِحْنَتهِ التي حَلَتْ به، ولا ضمور العجوز وهَبَلها، لم تر شيئًا مما حاكه القدر لها، لا تنوي الشكوى لها ولا فضح كُرْبَتها وما لحق بها من صروف الدهر، لا تنوي ذلك، حجبت مشاعرها داخل خزانة محكمة وأقفلت عليها، غيرت سحنة القنوط بابتسامة فاترة، وقالت بنبرة من لم يهتم بمظهره."أجمل ما في أجسادنا تلك الأجزا ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678368
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة ساد الفزع الحي المعزول، واسْتَعرَّ الخوف لدى تفشي الحرائق من جهة وإشاعة اختفاء الفتيات الصغيرات من جهة أُخرى، جُلّ المختفيات من بنات الهوي وقد أشاعت هذه الظاهرة تساؤلات سكان مدن وقرى البحرين كلها، ذاعَ الخبر من المنامة العاصمة حتى قرية الزلاق، ومن الرفاع حتى سترة، بنات يَخْتفَيّنَ فجأةً، تركز سؤال الأهالي، أين ذَهبْنَ؟ أُلصِقَ السبب بقوات الاحتلال البريطاني، وشاع هذا الخبر، حتى نفته إدارة المستشار الإنجليزي، وظل السكان حتى بعد النفي يتداولون الخبر، حُبكت قصص وأساطير حول الموضوع ما اضطر أحد مستشاري المقيم السامي في البحرين لإرسال مندوب عنه للقاء سكان الحي المهجور والذي من كبده انْدَلقَت الإشاعة، تدحرجت الوجوه كأنها وجوه أسماك مُسممة عمداً لصيدها من شدة البؤس الذي أصاب سكان الحي أكثر من غيرهم، كان الناس يعيشون في فاقَة حرمتهم حتى شم الهواء وزاد حصار الجنود الإنجليز من عسر الحياة، فقد نكد الجنود عليهم عند الدخول والخروج، وتم تفتيش الرجال منهم بمهانة والنساء بخزي جلب الذل لبعضهم ممن رأى في بيت دلال سبباً لتردد جنود الاحتلال لتفريغ نزواتهم، كان الحي في نظر الأحياء المجاورة محل هِجاء. بعدها جرى اسْتملاك فتيات الدار، صحيح كانوا يدفعون نصيب متعتهم ولكن هم من يقدر السعر وهم من يفعلون ما يشاؤون بالنساء، كانوا يستعمرون جسد فتاة الهوى باعتبارها سلعة يمضغونها بطريقتهم دون اعْتراض حتى لو سال الدم من الفتاة نتيجة نوبة عنف من جندي ثمل، لا توجد جهة للشكوى سوى تَبَرُّم من دلال التي تلقت ذات مرة صفعة من ضابط أطاح بهَيْبتها قبالة فتياتها ومن يومها تجنبت الاستياء أمامهم.جاءت الإشاعة عن اختفاء البنات صفعة على كاهل الجنود الذين كانوا وقتها بحاجة ضارية لسمعتهم وهم يخوضون الحرب، انْتَشرت الإشاعة في أرجاء البلد حتى بلغت مستوى القيادات وجرى عقب ذلك تحقيق ثم نفي ثم تحرٍ، شغلت الإشاعة قوات الاحتلال ودفعهم ذلك لفك الحصارعن الحي والابتعاد عنه والتوقف عن زيارة بيت دلال وحتى المرور حوله تجنباً لمزيد من الإشاعات، حين زارت نرجس جوري في منزلها إثر انقطاع الأخيرة لفترة طالت منذ عودة راشد من الغوص، صُدِمَت الفتاة وكادت تسقط من طولها حين علمت من جوري أنها وراء نشر الإشاعة للتغطية على التحقيق في مقتل الإنجليزي ونجحت الإشاعة التي وراء ابتكارها تقي."نور الشمس يفضح المستور، ونور القمر يضفي عليه الرومانسية، الله عليه تقي.قالت نرجس عبارتها بإعجاب واستدركت وهي تمسك معصم جوري وتنظر لها وقد بدت مهلهلة الملابس، كَثة الشعر، رثة الهيئة وراحت تبتسم بعد اعترافها بمصدر الإشاعة وبدا عليها الخُيَلاء."نرجس، هذا سرنا، تقي معرض للموت لو عَلِموا، أَنتِ تعرفين ماذا جرى ذاك اليوم."ومن ينسى؟ رَدَتْ نرجس ثم اسْتانفت وقد غيرت دفة الحديث مصحوبة بنظرة اسْتنكار بعد أن أفلَتَتْ يدها من معصم جوري."ماذا أَلَمَّ بسحْنَتكِ التي كانت فاتنة ومغرية؟ أين جاذبيتكِ جوري؟فيما ابتسمت جوري واصلت الأُخرى التوبيخ بصوت كمن تُرَّتل الكلام في صيغة سؤال اسْتنكار."أين نَضارَتكِ التي طالما اجتذبت الرجال كالذباب؟بدا التجهم على وجه جوري وانفصم شعورها عن واقع معاناتها، لم تَر نرجس بعد راشد، ولم تعلم بمِحْنَتهِ التي حَلَتْ به، ولا ضمور العجوز وهَبَلها، لم تر شيئًا مما حاكه القدر لها، لا تنوي الشكوى لها ولا فضح كُرْبَتها وما لحق بها من صروف الدهر، لا تنوي ذلك، حجبت مشاعرها داخل خزانة محكمة وأقفلت عليها، غيرت سحنة القنوط بابتسامة فاترة، وقالت بنبرة من لم يهتم بمظهره."أجمل ما في أجسادنا تلك الأجزا ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678368
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (15)
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 16
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة من بار الفتاة السوداء، هكذا أطلق على الحانة التي رأى فيها المرأة، انساب يضيء مساءه بشعور خاوٍ من أي إحساس بشيء حوله سوى مساحة مقفرة لا يسكنها شعور ما، لاذ بتلك الحانة مُكْتَظة في طرف منها بالرواد عند المصطبة، فيما يسودها الهدوء عند طرفها الآخر المطل على طاولات الطعام، كعادته فضل الطرف المزدحم رغم بُغْضَه للضوضاء، كانت هناك عند المَشْرَب تقبع، الفتاة السمراء الداكنة ذات العينين الواسعتين الطويلتين السوداوين، تألقت في نظره كما لو كانت تحفة سمراء رآها من جديد مختلفة عما بدت عليه في المرة الأولى، بجانبها وقف شاب أبيض مفتول الصدر والعضلات، تأملهما للوهلة للتأكد من أنه معها، أدرك من همسه لها أنها على صلة به "هذه المرة لن أفقدها حتى لو هشمتني هذه الآلة الفولاذية بجانبها" ابتسم للخاطرة التي وردت على باله، سار نحو زاوية المَشْرَب الذي كانت قاعدة به، بينما وقف الشاب المفتول الجسم بجانبها، تعمد سفيان أن يأخذ جهة تلفت انتباه الفتاة وعَمَدَ رفع صوته وهو يطلب، دبل شيفاز وعلى أثره بدلاً من أن تلتفت هي نحوه، رَمَقه الرجل الذي بدا وجهه أصغر من جسمه بنظرة غَطْرسَة أوحت بِخُيلاء، تجنب سفيان الإمعان فيه وصد بوجهه نحو الجهة الأخرى، ثم اكتفي بأخذ جرعة قوية من كأسه الذي وضعه الساقي أمامه مع ورقة الفاتورة.قَنَع بالبقاء ساكناً في مكانه من دون حركة تلفت نظر الرجل الأمهق، خلال دقائق بدت كساعات له، ترك الضخم مكانه واتجه على ما يبدو للحمام أو للخارج للتدخين، كانت قد التفتت على إثر مغادرة صاحبها لتقع عيناها عليه، فكانت رَعْشَة كأنها قنبلة انفجرت فيه، اهتز كيانه وصعق لسانه عن الرد حين بادرته مبتسمة ومتفاجئة بوجوده على مقربة منها." هاي.كررتها مرة أخرى ظناً منها أنه لم يسمعها، لم تُدْرك أَنَ لسانه قد شُلَّ تلك الوهلة، "من أين يخطر ببالها ما يختبئ بداخله تجاهها؟" من نظرتها بدت له كما لو كانت بالنسبة له مجرد فتاة سوداء، مَرَت من أمامه ليلة وتلاشت، من أين تعلم بفحوى تلك المجازفات والجولات والإحباطات بحثاً عنها؟ كان لابد له أن يَغْتَنم الثواني قبل أن يقتحم الوحش المكان من جديد."إفْتقدتكِ منذ تلك الليلة.ابتسمت، وردت متسائلة."هل أَذْكُرك؟"طبعاً لا تذكرني، كانت ثملة وأنا لم أنتهز الفرصة لإحداث شرخٍ في ذاكرتها" سرَ لذاته وهو يتلفت خشية عودة مفتول الجثة، أخرج هاتفه بسرعة وذهب للصورة المَحْفُوظَة فيه كأنها قطعة ماسٍ، تجرع كأسه وقال بنبرة من يريد ثقب طبلة أذنها لشدة الضوضاء في المكان، قرب الهاتف من وجهها."هل تذكريني؟في تلك اللحظة كان ثمة جبلٌ يقف وسطهما وسد نفسه الذي كاد يختنق به، إذ رفع رأسه ورأى ثكنة تغلق الطريق، أنْقَذه صوتها الذي هتف في أذْنهِ وهي تضحك غير عابئة بالجبل المشدود نحوها."أُهه، ألم تعثر عليها بعد؟ هَزَت رأسها وهي تنظر للمفتول البنية الواقف كجدار بينهما واستطردت قائلة وقد علا صوتها إثر ارتفاع صوت الموسيقى في المكان." الحب الذي يشقيك بيعه لغيرك قد يسعده."هذه هي فتاتي، لولا التَلَّة العثرة أمامي" قالها في سره، ليُفاجَأ بالمرأة تلتفت نحو صاحبها الهضبة قائلة بنبرة تعاطف معه."يعرض صورة في هاتفه الجوال يبحث عن صديقته، هل هي صديقتك؟ سألته ثم عادت للرجل الآخر بنبرة معاتبة."انظر كيف يحبها؟تجرع الهرم الواقف بينهما كأسه دفعة واحدة سريعة ونظر لها وهو يبتسم، قال بلكنة أمريكية غائرة."ساعديه، ابحثي عنها معه.قال جملته وانْصَرَف نحو مجموعة يبدو أنه انْشَق عنهم لينْضَّم إليهم من جديد، دَنَت السمراء منه معرفة عن نفسها.<br ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678622
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة من بار الفتاة السوداء، هكذا أطلق على الحانة التي رأى فيها المرأة، انساب يضيء مساءه بشعور خاوٍ من أي إحساس بشيء حوله سوى مساحة مقفرة لا يسكنها شعور ما، لاذ بتلك الحانة مُكْتَظة في طرف منها بالرواد عند المصطبة، فيما يسودها الهدوء عند طرفها الآخر المطل على طاولات الطعام، كعادته فضل الطرف المزدحم رغم بُغْضَه للضوضاء، كانت هناك عند المَشْرَب تقبع، الفتاة السمراء الداكنة ذات العينين الواسعتين الطويلتين السوداوين، تألقت في نظره كما لو كانت تحفة سمراء رآها من جديد مختلفة عما بدت عليه في المرة الأولى، بجانبها وقف شاب أبيض مفتول الصدر والعضلات، تأملهما للوهلة للتأكد من أنه معها، أدرك من همسه لها أنها على صلة به "هذه المرة لن أفقدها حتى لو هشمتني هذه الآلة الفولاذية بجانبها" ابتسم للخاطرة التي وردت على باله، سار نحو زاوية المَشْرَب الذي كانت قاعدة به، بينما وقف الشاب المفتول الجسم بجانبها، تعمد سفيان أن يأخذ جهة تلفت انتباه الفتاة وعَمَدَ رفع صوته وهو يطلب، دبل شيفاز وعلى أثره بدلاً من أن تلتفت هي نحوه، رَمَقه الرجل الذي بدا وجهه أصغر من جسمه بنظرة غَطْرسَة أوحت بِخُيلاء، تجنب سفيان الإمعان فيه وصد بوجهه نحو الجهة الأخرى، ثم اكتفي بأخذ جرعة قوية من كأسه الذي وضعه الساقي أمامه مع ورقة الفاتورة.قَنَع بالبقاء ساكناً في مكانه من دون حركة تلفت نظر الرجل الأمهق، خلال دقائق بدت كساعات له، ترك الضخم مكانه واتجه على ما يبدو للحمام أو للخارج للتدخين، كانت قد التفتت على إثر مغادرة صاحبها لتقع عيناها عليه، فكانت رَعْشَة كأنها قنبلة انفجرت فيه، اهتز كيانه وصعق لسانه عن الرد حين بادرته مبتسمة ومتفاجئة بوجوده على مقربة منها." هاي.كررتها مرة أخرى ظناً منها أنه لم يسمعها، لم تُدْرك أَنَ لسانه قد شُلَّ تلك الوهلة، "من أين يخطر ببالها ما يختبئ بداخله تجاهها؟" من نظرتها بدت له كما لو كانت بالنسبة له مجرد فتاة سوداء، مَرَت من أمامه ليلة وتلاشت، من أين تعلم بفحوى تلك المجازفات والجولات والإحباطات بحثاً عنها؟ كان لابد له أن يَغْتَنم الثواني قبل أن يقتحم الوحش المكان من جديد."إفْتقدتكِ منذ تلك الليلة.ابتسمت، وردت متسائلة."هل أَذْكُرك؟"طبعاً لا تذكرني، كانت ثملة وأنا لم أنتهز الفرصة لإحداث شرخٍ في ذاكرتها" سرَ لذاته وهو يتلفت خشية عودة مفتول الجثة، أخرج هاتفه بسرعة وذهب للصورة المَحْفُوظَة فيه كأنها قطعة ماسٍ، تجرع كأسه وقال بنبرة من يريد ثقب طبلة أذنها لشدة الضوضاء في المكان، قرب الهاتف من وجهها."هل تذكريني؟في تلك اللحظة كان ثمة جبلٌ يقف وسطهما وسد نفسه الذي كاد يختنق به، إذ رفع رأسه ورأى ثكنة تغلق الطريق، أنْقَذه صوتها الذي هتف في أذْنهِ وهي تضحك غير عابئة بالجبل المشدود نحوها."أُهه، ألم تعثر عليها بعد؟ هَزَت رأسها وهي تنظر للمفتول البنية الواقف كجدار بينهما واستطردت قائلة وقد علا صوتها إثر ارتفاع صوت الموسيقى في المكان." الحب الذي يشقيك بيعه لغيرك قد يسعده."هذه هي فتاتي، لولا التَلَّة العثرة أمامي" قالها في سره، ليُفاجَأ بالمرأة تلتفت نحو صاحبها الهضبة قائلة بنبرة تعاطف معه."يعرض صورة في هاتفه الجوال يبحث عن صديقته، هل هي صديقتك؟ سألته ثم عادت للرجل الآخر بنبرة معاتبة."انظر كيف يحبها؟تجرع الهرم الواقف بينهما كأسه دفعة واحدة سريعة ونظر لها وهو يبتسم، قال بلكنة أمريكية غائرة."ساعديه، ابحثي عنها معه.قال جملته وانْصَرَف نحو مجموعة يبدو أنه انْشَق عنهم لينْضَّم إليهم من جديد، دَنَت السمراء منه معرفة عن نفسها.<br ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678622
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (16)
احمد جمعة : -خريف الكرز- رواية مُنعت في بعض الدول. ج 17
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة اغْتَصب منهُ البحر الدنيا وهو مازال مَيْعَة عمرهُ، اخْتَلسَ في غفلة روحه الغميقة، تركه مُسْتَلباً لغربان الغروب المنكوبة، تُرَدّد صداها صوارٍ بدون أشرعةً، إذ مزقتها الريح، أَخَذ منهُ البحر زهرة زَعْفَرانه، لم يَبْقَ معه وقت، فقد عبرت الغيوم راكضة من فوق صحرائه، حل الجفاف، يَعْرجُ الزمن بلا عكاز، بطيئًا لا يكاد يمضي حتى يرجع للوراء رغم أن العقرب لا يتوقف، مسكونًا في جوف قاع، حين يغمض عينيه يرى مزيجاً من الحوريات الجميلات أَسْدَلنَ شعورهن عند قدمه المبتورة، رأى نجوم الماء يضئن القاع بألوان المرح، زالت في طرفة عين شوكة المخاض، عند شرفة المَنُون، خرج من رَدى وغاص يسبح مع النجوم الساطعة تحت الماء."صَل الصبح واسْتعذ بالله،أَنْتَ في ظلّ الدنيا ما زلت حياً ترزق.كانت نجوماً تتساقط من السفح إلى الأعلى في الماء، لم يسبق أن رأى النجوم بقربه، هل حان الموعد؟ هُمُود النَفَسْ بدأ ينزل شراعه، سار نحو النجمة الأكبر سْنّاً بين النجوم وفيما هَمَّ بالقبض عليها انْبَجَست بين يديه وغَدَت أسراباً من ضوء.كان صوت أذن الفجر قد انْشق من طرف المسجد القديم شبه المهجور والذي لا يَئِمه سوى ثلاثة أو أربعة من سكان الحي أحدهم أعمى والآخرون أصابتهم الكهولة بمقتل، فلم يكن لهم خيار سوى هذا المسجد العتيق الذي هجره المصلون من سكان الحي لقربه من دار دلال، وتهاوت جدرانه، حين رفع رأسه وجد نفسه غارقاً في ظلمة أحلك من ظلمة ذاته المكسورة."يا ذروة الله، لِمَ أَيْقَظتني من رُؤْيا خَلاَّبة؟تلفت حوله تلك اللحظة، صَمْت، عتمة، سكون مُروْع له رنين الكَبت، تَحامل على نفسه واتكأ على الجدار ثم سار نحو الفناء متحسساً طريقه عبر الحائط ، حتى بلغ عتبة الفناء، تدثر ببطانية كانت على كتفه، وجلس يتأمل السماء التي اخْتفت منها النجوم وبدت قاحلة إلا من هَجسْ بدا له كالصوت الذي سبق انْقضاض سمكة القرش عليه، كان وجهه قد خدر من شدة البرد، وأطرافه ارتعدت ليست بفعل البرد وإنما من هول الحلم المدوي الذي صحا منه، كان قد أغمض عينيه عند الغروب، ونَجْواهُ تَوقفت عند سكة جوري التي غابت منذ يومين عن الدار بعد أن ملأت البيت بالطعام والشراب والزيت، جَنَّتْ كل الكائنات الحية من حولها والجماد الساكن من غيابها، أَشاعت المرارة حتى عند العجوز الكفيفة التي ما فَتِئت تقتات من سرد الأخبار عنها، في غَفْلة من ذات غروب مَضَت كالريح تروي المسافات التي تعبرها، تركت وراءها شغاف قلبه وقد اكْتوى بجمر لم يعد يحتمله، ليس الحب الذي يُحركه بل وجودها حوله في الدار، كالرئة التي بدونها لا يتنفس الجسد، فالعاهة القاطنة جسمه لا ترغمه على تحمل غيابها عن الدار، لا رائحتها ولا همسها ولا طيفها، لا يحتمل البيت بدونها، حتى وهي بعيدة، يسمع رائحة نفسها، حتى رائحة البصل وهي تقطعه تفوح منه نكهتها، كأنها هي من تُضْفي على الأشياء رائحتها. عندما نادى المؤذن إقامة الصلاة، ود لو تسعفه ساقه في هذه اللحظة كطرفة العين، لو يفر من الدار، بحثاً عنها، لو يقتفي أثرها بين الناس يسألهم، لو يمر بدار دلال قد تملك إجابة، يومان كأنهما دهران."في البحر، كنْتُ أعْرف أَنها تَنْتظرني، أما الآن فالله أعلم.كانت العجوز رقية تزحف عند الباب وقد بدا نور الشمس الباهت كأنهُ اسْتَيقظَ للتو بعد سبات، أَطل من فوق جدار الدار وانْسَكب على الفناء، جاء رَده على كلماتها التي وَبَختهُ على جلوسه هنا يلعق جرحاً طالما نَبَهَتهُ بأنه على موعد معه طال الوقت أم قصر."العشق الذي يَشْقِيك، بِيعه لِغَيرك، تعرف من أَعْني بكلامي؟كانت تجلس وراءه، فيما عَلَت أصوات زقزقة العصاف ......
#-خريف
#الكرز-
#رواية
#مُنعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678846
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة اغْتَصب منهُ البحر الدنيا وهو مازال مَيْعَة عمرهُ، اخْتَلسَ في غفلة روحه الغميقة، تركه مُسْتَلباً لغربان الغروب المنكوبة، تُرَدّد صداها صوارٍ بدون أشرعةً، إذ مزقتها الريح، أَخَذ منهُ البحر زهرة زَعْفَرانه، لم يَبْقَ معه وقت، فقد عبرت الغيوم راكضة من فوق صحرائه، حل الجفاف، يَعْرجُ الزمن بلا عكاز، بطيئًا لا يكاد يمضي حتى يرجع للوراء رغم أن العقرب لا يتوقف، مسكونًا في جوف قاع، حين يغمض عينيه يرى مزيجاً من الحوريات الجميلات أَسْدَلنَ شعورهن عند قدمه المبتورة، رأى نجوم الماء يضئن القاع بألوان المرح، زالت في طرفة عين شوكة المخاض، عند شرفة المَنُون، خرج من رَدى وغاص يسبح مع النجوم الساطعة تحت الماء."صَل الصبح واسْتعذ بالله،أَنْتَ في ظلّ الدنيا ما زلت حياً ترزق.كانت نجوماً تتساقط من السفح إلى الأعلى في الماء، لم يسبق أن رأى النجوم بقربه، هل حان الموعد؟ هُمُود النَفَسْ بدأ ينزل شراعه، سار نحو النجمة الأكبر سْنّاً بين النجوم وفيما هَمَّ بالقبض عليها انْبَجَست بين يديه وغَدَت أسراباً من ضوء.كان صوت أذن الفجر قد انْشق من طرف المسجد القديم شبه المهجور والذي لا يَئِمه سوى ثلاثة أو أربعة من سكان الحي أحدهم أعمى والآخرون أصابتهم الكهولة بمقتل، فلم يكن لهم خيار سوى هذا المسجد العتيق الذي هجره المصلون من سكان الحي لقربه من دار دلال، وتهاوت جدرانه، حين رفع رأسه وجد نفسه غارقاً في ظلمة أحلك من ظلمة ذاته المكسورة."يا ذروة الله، لِمَ أَيْقَظتني من رُؤْيا خَلاَّبة؟تلفت حوله تلك اللحظة، صَمْت، عتمة، سكون مُروْع له رنين الكَبت، تَحامل على نفسه واتكأ على الجدار ثم سار نحو الفناء متحسساً طريقه عبر الحائط ، حتى بلغ عتبة الفناء، تدثر ببطانية كانت على كتفه، وجلس يتأمل السماء التي اخْتفت منها النجوم وبدت قاحلة إلا من هَجسْ بدا له كالصوت الذي سبق انْقضاض سمكة القرش عليه، كان وجهه قد خدر من شدة البرد، وأطرافه ارتعدت ليست بفعل البرد وإنما من هول الحلم المدوي الذي صحا منه، كان قد أغمض عينيه عند الغروب، ونَجْواهُ تَوقفت عند سكة جوري التي غابت منذ يومين عن الدار بعد أن ملأت البيت بالطعام والشراب والزيت، جَنَّتْ كل الكائنات الحية من حولها والجماد الساكن من غيابها، أَشاعت المرارة حتى عند العجوز الكفيفة التي ما فَتِئت تقتات من سرد الأخبار عنها، في غَفْلة من ذات غروب مَضَت كالريح تروي المسافات التي تعبرها، تركت وراءها شغاف قلبه وقد اكْتوى بجمر لم يعد يحتمله، ليس الحب الذي يُحركه بل وجودها حوله في الدار، كالرئة التي بدونها لا يتنفس الجسد، فالعاهة القاطنة جسمه لا ترغمه على تحمل غيابها عن الدار، لا رائحتها ولا همسها ولا طيفها، لا يحتمل البيت بدونها، حتى وهي بعيدة، يسمع رائحة نفسها، حتى رائحة البصل وهي تقطعه تفوح منه نكهتها، كأنها هي من تُضْفي على الأشياء رائحتها. عندما نادى المؤذن إقامة الصلاة، ود لو تسعفه ساقه في هذه اللحظة كطرفة العين، لو يفر من الدار، بحثاً عنها، لو يقتفي أثرها بين الناس يسألهم، لو يمر بدار دلال قد تملك إجابة، يومان كأنهما دهران."في البحر، كنْتُ أعْرف أَنها تَنْتظرني، أما الآن فالله أعلم.كانت العجوز رقية تزحف عند الباب وقد بدا نور الشمس الباهت كأنهُ اسْتَيقظَ للتو بعد سبات، أَطل من فوق جدار الدار وانْسَكب على الفناء، جاء رَده على كلماتها التي وَبَختهُ على جلوسه هنا يلعق جرحاً طالما نَبَهَتهُ بأنه على موعد معه طال الوقت أم قصر."العشق الذي يَشْقِيك، بِيعه لِغَيرك، تعرف من أَعْني بكلامي؟كانت تجلس وراءه، فيما عَلَت أصوات زقزقة العصاف ......
#-خريف
#الكرز-
#رواية
#مُنعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678846
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- رواية مُنعت في بعض الدول. ج (17)
احمد جمعة : -خريف الكرز- رواية مُنعت في بعض الدول. ج 18
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة تحمل الغيوم الإنجليزية في الشتاء زخماً من المفاجآت، هكذا يعتقد البريطانيون، الأوائل، غُزاة الدول ما وراء البحار، فهم ذلك من قراءاته المسائية عند خلوته، بعد أن تستهلكه أنجيلا وترميه في نهاية الليل، فرغم التخطيط والمجازفات والتحري الذي أَدارته هي وأصدقاؤها الغامضون، لم يَطْرأ في خياله أن تكون الحياة بالسهولة التي لا يتوقعها، فبعيداً عن عالم أنجيلا وعصابتها الضبابية، لَهْثَ وحده بالتحري، عبر كل مقاهي وملاهي لندن والضواحي، استمر في تَعقب كل مؤشر خطر بباله، واقْتَفَى بِجَلَد كل أثر يدل على احتمال وجودها فيه، الفنادق والسوبرماركات، والباصات منذ الصباح حتى المساء، ضجر بعض الأوقات النزقة، ولكنه لم يَسْأَم، كان يَتَبَرَّم من نفسه حين تشتد معاناته ويشتعل ولهه لها، ولكنه أنكَّب يبحث ويتقصى ودأب من غير كلل على ملاحقة كل شاردة وواردة في المدينة والضواحي للوصول لمجرد علامة على وجودها في المدينة "لم تكن سوى ليلة، بل ساعة صنعت بداخلي بركاناً" يردد هذه العبارة وغيرها في سره عندما يشعر بأنه تقاعس عن المطاردة، على هذا المنوال رَكَضت الأمور متتابعة في خط متعرج ظل يمشي الليل بالنهار عليه، حتى صادفها ذات مساء أمام عيادة صغيرة للأسنان بضواحي المدينة، ومعها امرأة تكبرها بسنوات، ظهرت مشرقة الملامح، بيضاء البشرة، من رَوْنَقها بدت قريبة لها، فيما أطلت هي وقد صبغت شعرها بعد أن قصته، برزت أكبر من سنها حينما عرفها من قبل، أَضْفَت أصباغ الماكياج عليها التباساً في العمر، حتى عينيها برزتا من على مسافة مختلفتين، لونهما تغيرا، خمن لِتَغيرّ العدسات، شدته لوهلة وكأنه قد رآها في الحلم، أيقظ ذاته من حالة الاشتباه والبَلْبَلة وقد زادته رؤيتها بهذه العفوية تشويشاً، عاقه عن التصرف بسرعة حتى دَلَفَت العيادة من غير أن يُحَرك ساكناً، لم يُفكر أنها رَأَتهُ فقد انْشَغلَت بالحديث مع المرأة الأنيقة التي تكبرها "يا ترى من تكون؟" كان الطريق خاوياً من السيارات والمارة، وبدا الطقس غائماً يوشك على الرذاذ كما في الصباح الباكر، كان هناك مقهى أو كافتيريا صغيرة عند مدخل الطريق وثمة مقاعد خارجية جلس عليها أربعة أو خمسة من الرواد يحتسون الشاي وبدا أحدهم يحمل جريدة راح يتصفحها، هل يقتحم العيادة ويحدث جلبة أم ينتظر على الناصية وقد تتلاتشى كما المرة الماضية بينما كانت إلى جانبه؟ يبعد المقهى بضعة أمتار وثمة سيارات من وقت لآخر تعبر الطريق وتختفي عند الضفة الأخرى منه. تطلع للسماء فوقه فوجد السحب تكاثفت وتكتلت في بقع سوداء داكنة مما يوحي بغزارة المطرة التالية، راح يجول ببصره في المكان مُتَحرياً عن ملجأ يأوي إليه فيما لو أمطرت ولم يستطع ولوج العيادة أو البقاء تحت المطر، لم يجد سوى المقهى الذي لو اقتحمه فلن يضمن رؤيته نَفاذ المرأتين من العيادة، أَنْهى حيرَته وتقدم بحذر من بوابة العيادة، فتح شباك الباب الخارجي الذي أصدر صريراً، ثم دفع ببطء وحذر باباً زجاجياً ضيقاً بعض الشيء، أطل بوجهه ليجد أمامه مكتباً صغيراً يفصل الواجهة عن صالة أخرى جلست عليه امرأة خمسينية، بدينة، ابتسمت له حال بروز وجهه، واضح من هيئتها أنها كانت تنتظر منه التقدم نحوها، ولكنه نظر للأمام بحثاً عن مزيد من الرؤية للمكان، تعمد أن يرسم سَحْنة من يبحث عن شخص آخر، لكن المرأة البدينة ذات الشعر الذهبي الصارخ بادرته وما زالت تطبع الابتسامة الدائمة كما تبدو."أَيٍ خدمة أُقَدمها لَكَ؟أنقذه رجل ومعه طفل صغير خرجا من صالة انتظار في جهة ملتوية من المكان، اسْتغل الفرصة وتسرب منها ليقف وجهاً لوجه مع شيري.****أقل من ساعة مُتَحَجرّة فاتت شابها الس ......
#-خريف
#الكرز-
#رواية
#مُنعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679154
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة تحمل الغيوم الإنجليزية في الشتاء زخماً من المفاجآت، هكذا يعتقد البريطانيون، الأوائل، غُزاة الدول ما وراء البحار، فهم ذلك من قراءاته المسائية عند خلوته، بعد أن تستهلكه أنجيلا وترميه في نهاية الليل، فرغم التخطيط والمجازفات والتحري الذي أَدارته هي وأصدقاؤها الغامضون، لم يَطْرأ في خياله أن تكون الحياة بالسهولة التي لا يتوقعها، فبعيداً عن عالم أنجيلا وعصابتها الضبابية، لَهْثَ وحده بالتحري، عبر كل مقاهي وملاهي لندن والضواحي، استمر في تَعقب كل مؤشر خطر بباله، واقْتَفَى بِجَلَد كل أثر يدل على احتمال وجودها فيه، الفنادق والسوبرماركات، والباصات منذ الصباح حتى المساء، ضجر بعض الأوقات النزقة، ولكنه لم يَسْأَم، كان يَتَبَرَّم من نفسه حين تشتد معاناته ويشتعل ولهه لها، ولكنه أنكَّب يبحث ويتقصى ودأب من غير كلل على ملاحقة كل شاردة وواردة في المدينة والضواحي للوصول لمجرد علامة على وجودها في المدينة "لم تكن سوى ليلة، بل ساعة صنعت بداخلي بركاناً" يردد هذه العبارة وغيرها في سره عندما يشعر بأنه تقاعس عن المطاردة، على هذا المنوال رَكَضت الأمور متتابعة في خط متعرج ظل يمشي الليل بالنهار عليه، حتى صادفها ذات مساء أمام عيادة صغيرة للأسنان بضواحي المدينة، ومعها امرأة تكبرها بسنوات، ظهرت مشرقة الملامح، بيضاء البشرة، من رَوْنَقها بدت قريبة لها، فيما أطلت هي وقد صبغت شعرها بعد أن قصته، برزت أكبر من سنها حينما عرفها من قبل، أَضْفَت أصباغ الماكياج عليها التباساً في العمر، حتى عينيها برزتا من على مسافة مختلفتين، لونهما تغيرا، خمن لِتَغيرّ العدسات، شدته لوهلة وكأنه قد رآها في الحلم، أيقظ ذاته من حالة الاشتباه والبَلْبَلة وقد زادته رؤيتها بهذه العفوية تشويشاً، عاقه عن التصرف بسرعة حتى دَلَفَت العيادة من غير أن يُحَرك ساكناً، لم يُفكر أنها رَأَتهُ فقد انْشَغلَت بالحديث مع المرأة الأنيقة التي تكبرها "يا ترى من تكون؟" كان الطريق خاوياً من السيارات والمارة، وبدا الطقس غائماً يوشك على الرذاذ كما في الصباح الباكر، كان هناك مقهى أو كافتيريا صغيرة عند مدخل الطريق وثمة مقاعد خارجية جلس عليها أربعة أو خمسة من الرواد يحتسون الشاي وبدا أحدهم يحمل جريدة راح يتصفحها، هل يقتحم العيادة ويحدث جلبة أم ينتظر على الناصية وقد تتلاتشى كما المرة الماضية بينما كانت إلى جانبه؟ يبعد المقهى بضعة أمتار وثمة سيارات من وقت لآخر تعبر الطريق وتختفي عند الضفة الأخرى منه. تطلع للسماء فوقه فوجد السحب تكاثفت وتكتلت في بقع سوداء داكنة مما يوحي بغزارة المطرة التالية، راح يجول ببصره في المكان مُتَحرياً عن ملجأ يأوي إليه فيما لو أمطرت ولم يستطع ولوج العيادة أو البقاء تحت المطر، لم يجد سوى المقهى الذي لو اقتحمه فلن يضمن رؤيته نَفاذ المرأتين من العيادة، أَنْهى حيرَته وتقدم بحذر من بوابة العيادة، فتح شباك الباب الخارجي الذي أصدر صريراً، ثم دفع ببطء وحذر باباً زجاجياً ضيقاً بعض الشيء، أطل بوجهه ليجد أمامه مكتباً صغيراً يفصل الواجهة عن صالة أخرى جلست عليه امرأة خمسينية، بدينة، ابتسمت له حال بروز وجهه، واضح من هيئتها أنها كانت تنتظر منه التقدم نحوها، ولكنه نظر للأمام بحثاً عن مزيد من الرؤية للمكان، تعمد أن يرسم سَحْنة من يبحث عن شخص آخر، لكن المرأة البدينة ذات الشعر الذهبي الصارخ بادرته وما زالت تطبع الابتسامة الدائمة كما تبدو."أَيٍ خدمة أُقَدمها لَكَ؟أنقذه رجل ومعه طفل صغير خرجا من صالة انتظار في جهة ملتوية من المكان، اسْتغل الفرصة وتسرب منها ليقف وجهاً لوجه مع شيري.****أقل من ساعة مُتَحَجرّة فاتت شابها الس ......
#-خريف
#الكرز-
#رواية
#مُنعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679154
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- رواية مُنعت في بعض الدول. ج (18)
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 19
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كان نهاراً ماطراً بدا كأسيجةً على الليل، البرد لا يقاوم سرى حتى في الحجر عندما تلمسه يبدو لك كقالب الثلج الذي له دلالته عند سفيان في الصيف حينما يأتي به السائق من مصنع والده الصغير الكائن في ضاحية العاصمة قرب قرية صغيرة يُطلق عليها أم الشجيرة، اختفت الروائح العفنة من الشوارع رغم تراكم الزبالة عند بعض المنازل وفي الممرات والطرق المُكْتَظة بالمستنقعات والأوحال نظراً لتواصل هطول الأمطار، بدا الشتاء في ذروته وهو يوشك أن يختتم آخر صقيعه، إذ كان شهر فبراير قد شارف على الرحيل وجرت بعض احتفالات قرب مقر قوات الاحتلال عند القاعدة العسكرية شمال مدينة المحرق مع توارد أخبار الهزائم الشنيعة التي تعرضت لها جيوش هتلر، كانت البحرين التابعة للاحتلال تذيع أخبار تلك الهزائم، أَوْقَد السكان المدافئ رغم نضوب الفحم، حالها حال المواد الغذائية التي اختفت أو تم تخزينها، صار الناس يستخدمون الأخشاب المهترئة ومخلفات الحطب الذي يُجْمع من بعض المحارق التابعة للبلدية، في خضم هذا الطقس الجارف الذي أجبر السكان على البقاء في منازلهم، توسل تقي السائق رغم تحذير والده عبد الرحيم المرجاني للسائق بعدم المغامرة والخروج في هذا الطقس، ربما حماية للسيارة الوحيدة لديهم، لكنه هدد السائق مقبول وغافل والده وأرْغَمهُ على عبور الجسر، وصولاً لمنزل راشد.حمل معه أكياس الفحم والجريش والأُرز والسكر والملح والسمك المملح والمجفف الذي عادة يتم تخزينة وحفظه منذ أواخر الصيف وبدايات الخريف مع وفرة الصيد لمثل هذه الأجواء الباردة والرياح الشديدة التي يعجز فيها البحارة عن بلوغ البحر، وتصعب عليهم الحياة أكثر حيث تنقطع أرزاقهم، جلب كل تلك المواد، ساعده السائق على حملها، ثم طلب منه أن ينتظره في السيارة رغم شدة البرد الزمهرير. لم يكن هناك مارة وسط هذا الصقيع وإلا ثار فضولهم وجود سيارة قرب المنزل المعزول، سأل عن رقية الكفيفة أخبره راشد بأنها بدأت تتخيل أشباحاً لأشخاص من أهلها توفوا منذ سنين وقد عادوا يزعجونها، كانت تصرخ طوال الوقت وتدعو عليهم بالمرض والموت لأنهم راحو يهددونها بسلب المنزل منها، كما بدا يتهيأ لها رجال ونساء يدخلون ويخرجون، تفسح لهم جوري الطريق، وأَقْسمت له بأنها رأت جوري عدة مرات تتسلل في الليل وتضع عند باب غرفتها حفنة روبيات، وقدمتها له، لكنه ضحك وفسر وجود المال معها منذ سنوات كانت توفره، جلس الاثنان في غرفة راشد حولهما إبريق الشاي وبعض الجمر الذي يوشك على الانْطفاء."يبدو أن عمرها بدا ينطفئ لشدة ما عانت في الحياة.قال راشد ذلك وهو على يقين كما بدا من أُفُولها، كان وحده يلملم حياته بعد اخْتفاء جوري، واعتاد العمل والخروج ومتابعة البطاقة التموينية التي أقرتها السلطات الحكومية بترتيب من المستشار البريطاني، صار يتكئ على عكازه واعتمد على نفسه تدريجياً، فلم يكن هناك بديلٌ من تَجَشّم النهوض لرعاية نفسه ووالدته، الصعوبة الوحيدة التي ظلت تلاحقه عدم قدرته على العمل في وقت أضحت فيه الحياة شاقة وعسيرة، فكر تقي له في عمل يتماشى مع قدرته لكن أفضى به ليأس في وقت اسْتَعْصى على الأسوياء الحصول على عمل خاصة بعدما تَشَبعت شركة النفط بالعمال الذين هجروا الغوص والتحقوا بها."الزمن لغز لن تعرف حله أبداً.رد عليه راشد وقد اكتسب حكمة من تأمله الدائم في حالته."لا بل تعرف حله عندما تعرف أين اخْتَفت جوري، لقد ضاعت منا.قالها بحسرة، وقد غَصّت نبرته بألم خفي أظهرت ملامحه الصارمة وهو ينطق اسمها، ما لفت انْتباه الآخر تقي، هو قوله "ضاعت منا" وكأنه أَقَر بنصيبهما فيها دون غِيرَة أو ضَغِينة كما تَبَدَّى في ا ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679551
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كان نهاراً ماطراً بدا كأسيجةً على الليل، البرد لا يقاوم سرى حتى في الحجر عندما تلمسه يبدو لك كقالب الثلج الذي له دلالته عند سفيان في الصيف حينما يأتي به السائق من مصنع والده الصغير الكائن في ضاحية العاصمة قرب قرية صغيرة يُطلق عليها أم الشجيرة، اختفت الروائح العفنة من الشوارع رغم تراكم الزبالة عند بعض المنازل وفي الممرات والطرق المُكْتَظة بالمستنقعات والأوحال نظراً لتواصل هطول الأمطار، بدا الشتاء في ذروته وهو يوشك أن يختتم آخر صقيعه، إذ كان شهر فبراير قد شارف على الرحيل وجرت بعض احتفالات قرب مقر قوات الاحتلال عند القاعدة العسكرية شمال مدينة المحرق مع توارد أخبار الهزائم الشنيعة التي تعرضت لها جيوش هتلر، كانت البحرين التابعة للاحتلال تذيع أخبار تلك الهزائم، أَوْقَد السكان المدافئ رغم نضوب الفحم، حالها حال المواد الغذائية التي اختفت أو تم تخزينها، صار الناس يستخدمون الأخشاب المهترئة ومخلفات الحطب الذي يُجْمع من بعض المحارق التابعة للبلدية، في خضم هذا الطقس الجارف الذي أجبر السكان على البقاء في منازلهم، توسل تقي السائق رغم تحذير والده عبد الرحيم المرجاني للسائق بعدم المغامرة والخروج في هذا الطقس، ربما حماية للسيارة الوحيدة لديهم، لكنه هدد السائق مقبول وغافل والده وأرْغَمهُ على عبور الجسر، وصولاً لمنزل راشد.حمل معه أكياس الفحم والجريش والأُرز والسكر والملح والسمك المملح والمجفف الذي عادة يتم تخزينة وحفظه منذ أواخر الصيف وبدايات الخريف مع وفرة الصيد لمثل هذه الأجواء الباردة والرياح الشديدة التي يعجز فيها البحارة عن بلوغ البحر، وتصعب عليهم الحياة أكثر حيث تنقطع أرزاقهم، جلب كل تلك المواد، ساعده السائق على حملها، ثم طلب منه أن ينتظره في السيارة رغم شدة البرد الزمهرير. لم يكن هناك مارة وسط هذا الصقيع وإلا ثار فضولهم وجود سيارة قرب المنزل المعزول، سأل عن رقية الكفيفة أخبره راشد بأنها بدأت تتخيل أشباحاً لأشخاص من أهلها توفوا منذ سنين وقد عادوا يزعجونها، كانت تصرخ طوال الوقت وتدعو عليهم بالمرض والموت لأنهم راحو يهددونها بسلب المنزل منها، كما بدا يتهيأ لها رجال ونساء يدخلون ويخرجون، تفسح لهم جوري الطريق، وأَقْسمت له بأنها رأت جوري عدة مرات تتسلل في الليل وتضع عند باب غرفتها حفنة روبيات، وقدمتها له، لكنه ضحك وفسر وجود المال معها منذ سنوات كانت توفره، جلس الاثنان في غرفة راشد حولهما إبريق الشاي وبعض الجمر الذي يوشك على الانْطفاء."يبدو أن عمرها بدا ينطفئ لشدة ما عانت في الحياة.قال راشد ذلك وهو على يقين كما بدا من أُفُولها، كان وحده يلملم حياته بعد اخْتفاء جوري، واعتاد العمل والخروج ومتابعة البطاقة التموينية التي أقرتها السلطات الحكومية بترتيب من المستشار البريطاني، صار يتكئ على عكازه واعتمد على نفسه تدريجياً، فلم يكن هناك بديلٌ من تَجَشّم النهوض لرعاية نفسه ووالدته، الصعوبة الوحيدة التي ظلت تلاحقه عدم قدرته على العمل في وقت أضحت فيه الحياة شاقة وعسيرة، فكر تقي له في عمل يتماشى مع قدرته لكن أفضى به ليأس في وقت اسْتَعْصى على الأسوياء الحصول على عمل خاصة بعدما تَشَبعت شركة النفط بالعمال الذين هجروا الغوص والتحقوا بها."الزمن لغز لن تعرف حله أبداً.رد عليه راشد وقد اكتسب حكمة من تأمله الدائم في حالته."لا بل تعرف حله عندما تعرف أين اخْتَفت جوري، لقد ضاعت منا.قالها بحسرة، وقد غَصّت نبرته بألم خفي أظهرت ملامحه الصارمة وهو ينطق اسمها، ما لفت انْتباه الآخر تقي، هو قوله "ضاعت منا" وكأنه أَقَر بنصيبهما فيها دون غِيرَة أو ضَغِينة كما تَبَدَّى في ا ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679551
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (19)
صباح هرمز الشاني : النوم في حقل الكرز بين التناص و الحلم . . .لأزهر جرجيس. .
#الحوار_المتمدن
#صباح_هرمز_الشاني مثله مثل يوسف زيدان في المقدمة التي كتبها لروايته (عزازيل) بأسم المترجم، في سعي منه لإيهام المتلقي بأن روايته هذه مكتوبة باللغة السريانية، ويعود زمن كتابتها الى عام 431م، كذلك يلجأ أزهر جرجيس في المقدمة التي كتبها لروايته (النوم في حقل الكرز) الى الطريقة نفسها في المقدمة التي كتبها لروايته هذه بأسم المترجم أيضا، لإيهام المتلقي، في محاولة منه لإقناعه بحقيقة وقوع أحداثها، وذلك من خلال التعويل على المخطوطة التي كتبها سعيد ينسين باللغة النرويجية وترجمتها الى اللغة العربية من قبل المؤلف الذي ينوب عنه السارد الضمني في سرد الأحداث، أثر وقوع ساعي البريد بخطأ غير مقصود، في وضعه لبطاقة الدعوة الموجهة لجاره في صندوقه، ليغدو هذا الخطأ عاملا مساعدا لتعارف السارد على رئيسة تحرير صحيفة داغ بوستن الواسعة الإنتشار، لحضوره حفل يوبيلها الذهبي، حيث تسلمه (هيلينا يورستاد)، وهذا هو أسمها، في هذا الحفل مخطوطة نرويجية مكتوبة بخط اليد لنشرها، منتظرة كل هذا الوقت من أجل ان تعثر على مترجم للعربية.نستدل من هذه المقدمة، بغض النظر من أن السارد الضمني هو الشخصية الرئيسة في الرواية، أن أحداثها مبنية على التناقض أو الإيهام، إبتداء من إستلام السارد رسالة جاره التي وضعها ساعي البريد عن طريق الخطأ في بريده، مرورا بأسمه (سعيد)، وإنتهاء بمفردة (الجنة) الموعودة في النرويج، والتي تتكرر كثيرا في الرواية، فضلا عن الظروف الكارثية التي حلت في العراق، بسبب الغزو الأمريكي والأحزاب التي جاءت بها أمريكا لتحكم العراق بعد سقوط نظام صدام. واللافت للنظر أن هذا التناقض يخلو من الغرائبية وتهويل الأحداث، ويستند الى الأحداث الحقيقية التي مرت بكل فرد من أفراد الشعب العراقي بالتعبير عنها بأسلوب ساخر وبدون زعيق ولا مغالاة أو خطل. ورغم ذلك نجد المتعة في قراءتها، والجمالية في أسلوبها الميتا السردي. أقول بالرغم من ذلك، لصعوبة بلوغ الرواية هذه الثنائية، بمعزل عن التزاوج بين الخيال والغرائبية، أو بين الواقع والخيال التي تعيشها شخصيات الرواية، وتمر بها أحداثها. ذلك لندرة من الروايات التي أتخذت من هذا الأسلوب نهجا لها، أستطاعت أن تشق طريقها بنجاح، وروايتنا هذه هي واحدة من هذه الروايات. ولكن هذا التناقض لم يكن ليظهر في هذه الثنائية، بمنآى عن تطعميها بالسخرية، ليفضي الى وضوح خطاب الرواية من جهة، وإشاعة الكوميديا السوداء فيها من جهة ثانية، وتجلي بنياتها السردية المستقاة من أسلوبها السهل الممتنع من جهة ثالثة. يظهر أول ما يظهر هذا التناقض في أسم بطل الرواية الذي هو (سعيد)، بينما هو عاش الى آخر يوم في حياته تعيسا، فقد ولد دون أن يرى والده، لأنه كان قد أعدم لأفكاره اليسارية، وترك العراق وأمه ودراسته الجامعية، لنكتة تافهة عن قائد الضرورة، وعانى الأمرين في طريق هجرته الى النرويج، وماتت الفتاة التي أحبها في هذا البلد، ودهست الشاحنة جمجمة والده الذي أخرج جثته من أحد القبور الجماعية على أمل أن يدفنها في حقل كرز كي يتحول الى شجرة كرز، شانه شأن جاره النرويجي (ياكوب يوندال) الذي أشترى بعد بلوغه السادسة والثمانين عاما حقلا للكرز، أوصى أن يدفن فيه بعد مماته. إلآ أن لوضعه من قبل جنديين بلا رتب في الحوض الخلفي المكشوف لسيارة البيكاب، وهو يحمل الكيس الذي بداخله جثة أبيه، وبسبب إرتفاع البيكاب الى الأعلى وهبوطها، ما أدى الى سقوط الكيس وما فيه على الطريق:(مرت في الأثناء شاحنة نقل سريعة ودهست الجمجة وسحقت العظام المتناثرة.).وإذا كان التناقض الأول يقترن بأسم بطل الرواية، فإن التناقض الثاني يكمن في مفردة (الجنة) التي ت ......
#النوم
#الكرز
#التناص
#الحلم
#.لأزهر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679624
#الحوار_المتمدن
#صباح_هرمز_الشاني مثله مثل يوسف زيدان في المقدمة التي كتبها لروايته (عزازيل) بأسم المترجم، في سعي منه لإيهام المتلقي بأن روايته هذه مكتوبة باللغة السريانية، ويعود زمن كتابتها الى عام 431م، كذلك يلجأ أزهر جرجيس في المقدمة التي كتبها لروايته (النوم في حقل الكرز) الى الطريقة نفسها في المقدمة التي كتبها لروايته هذه بأسم المترجم أيضا، لإيهام المتلقي، في محاولة منه لإقناعه بحقيقة وقوع أحداثها، وذلك من خلال التعويل على المخطوطة التي كتبها سعيد ينسين باللغة النرويجية وترجمتها الى اللغة العربية من قبل المؤلف الذي ينوب عنه السارد الضمني في سرد الأحداث، أثر وقوع ساعي البريد بخطأ غير مقصود، في وضعه لبطاقة الدعوة الموجهة لجاره في صندوقه، ليغدو هذا الخطأ عاملا مساعدا لتعارف السارد على رئيسة تحرير صحيفة داغ بوستن الواسعة الإنتشار، لحضوره حفل يوبيلها الذهبي، حيث تسلمه (هيلينا يورستاد)، وهذا هو أسمها، في هذا الحفل مخطوطة نرويجية مكتوبة بخط اليد لنشرها، منتظرة كل هذا الوقت من أجل ان تعثر على مترجم للعربية.نستدل من هذه المقدمة، بغض النظر من أن السارد الضمني هو الشخصية الرئيسة في الرواية، أن أحداثها مبنية على التناقض أو الإيهام، إبتداء من إستلام السارد رسالة جاره التي وضعها ساعي البريد عن طريق الخطأ في بريده، مرورا بأسمه (سعيد)، وإنتهاء بمفردة (الجنة) الموعودة في النرويج، والتي تتكرر كثيرا في الرواية، فضلا عن الظروف الكارثية التي حلت في العراق، بسبب الغزو الأمريكي والأحزاب التي جاءت بها أمريكا لتحكم العراق بعد سقوط نظام صدام. واللافت للنظر أن هذا التناقض يخلو من الغرائبية وتهويل الأحداث، ويستند الى الأحداث الحقيقية التي مرت بكل فرد من أفراد الشعب العراقي بالتعبير عنها بأسلوب ساخر وبدون زعيق ولا مغالاة أو خطل. ورغم ذلك نجد المتعة في قراءتها، والجمالية في أسلوبها الميتا السردي. أقول بالرغم من ذلك، لصعوبة بلوغ الرواية هذه الثنائية، بمعزل عن التزاوج بين الخيال والغرائبية، أو بين الواقع والخيال التي تعيشها شخصيات الرواية، وتمر بها أحداثها. ذلك لندرة من الروايات التي أتخذت من هذا الأسلوب نهجا لها، أستطاعت أن تشق طريقها بنجاح، وروايتنا هذه هي واحدة من هذه الروايات. ولكن هذا التناقض لم يكن ليظهر في هذه الثنائية، بمنآى عن تطعميها بالسخرية، ليفضي الى وضوح خطاب الرواية من جهة، وإشاعة الكوميديا السوداء فيها من جهة ثانية، وتجلي بنياتها السردية المستقاة من أسلوبها السهل الممتنع من جهة ثالثة. يظهر أول ما يظهر هذا التناقض في أسم بطل الرواية الذي هو (سعيد)، بينما هو عاش الى آخر يوم في حياته تعيسا، فقد ولد دون أن يرى والده، لأنه كان قد أعدم لأفكاره اليسارية، وترك العراق وأمه ودراسته الجامعية، لنكتة تافهة عن قائد الضرورة، وعانى الأمرين في طريق هجرته الى النرويج، وماتت الفتاة التي أحبها في هذا البلد، ودهست الشاحنة جمجمة والده الذي أخرج جثته من أحد القبور الجماعية على أمل أن يدفنها في حقل كرز كي يتحول الى شجرة كرز، شانه شأن جاره النرويجي (ياكوب يوندال) الذي أشترى بعد بلوغه السادسة والثمانين عاما حقلا للكرز، أوصى أن يدفن فيه بعد مماته. إلآ أن لوضعه من قبل جنديين بلا رتب في الحوض الخلفي المكشوف لسيارة البيكاب، وهو يحمل الكيس الذي بداخله جثة أبيه، وبسبب إرتفاع البيكاب الى الأعلى وهبوطها، ما أدى الى سقوط الكيس وما فيه على الطريق:(مرت في الأثناء شاحنة نقل سريعة ودهست الجمجة وسحقت العظام المتناثرة.).وإذا كان التناقض الأول يقترن بأسم بطل الرواية، فإن التناقض الثاني يكمن في مفردة (الجنة) التي ت ......
#النوم
#الكرز
#التناص
#الحلم
#.لأزهر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679624
الحوار المتمدن
صباح هرمز الشاني - النوم في حقل الكرز بين التناص و الحلم . . .لأزهر جرجيس. .
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 20
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حث نفسه بعدم التسرع في إبْلاغ تقي على الانقلاب الجسدي الذي أَحاله لرجل ضاري الشهوة، يعرف بأن هذا الحدث سوف يعيد للرجل توازنه ويزف للأسرة البهجة، لكنه خشي أن تكون تلك الحالة طارئة ومتعلقة بشيري فقط، ونتيجة اختلال هرموني عَرَضيَ، ضحك لدى عبور هذه الخاطرة بذهنه وشعر برغبة تحركه هذه المرة لأنجيلا "غابة سوداء لامعة تستدرجني وهي نقاهة ثانية أنال بعدها الجائزة الفخمة وأزف حينها لتقي البلاغ اليقين" غير مصدق هذا التداعي بعد الليلة الشَجِيّة معها"ماذا جَرى لهرموني؟" طوى الرواية التي يقرأها واحْتسى ما بقيَ في كوب القهوة السوداء، أسرع بالهروب للشارع وكأنه يريد أن يضاجع كل فتاة يلتقيها في تلك اللحظة، استرجع وجه أنجيلا، رأى وحشاً ساكناً في جسدها البارد، توقع أن يكون وراء كرة الثلج تلك كُرةٌ من النار تحرقه" لاشك أنها الغيرة" خَمَن فتورها نحوه لشعورها العائد إلى آبائها، وربما هدَرَ كرامتها، لكن عاد وغير توقعه حين أدرك للمرة الثانية أنها كانت وراء دعمه ومساندته في العثور عليها وتعرف أنه مغرم بها حتى العشق ولم يسبق أن أبدت أي مسحة من الغيرة طوال المدة التي كان يتحدث عنها" إذن لماذا تأتي الغيرة الآن؟" نظر لساعته وجدها الثانيةَ عَشْرَة وست دقائق، اليوم نهاية الأسبوع وهي عادة في هذا الوقت، اما بشقتها أو تجول في أحد المجمعات التجارية أو مع مجموعة من الرجال الغامضين الذين كثيراً ما صحبتهم، فكر أن يُعرّج عليها، لم يعد يحتمل منظرها معه في آخر لقاء"كيف للعاطفة أن تَجِيشَ بهذا الزخم والشغف السريعين؟ لم أكن حتى أميل لها" وضع الرواية تحت إبْطه بحث وهو يسير في الطريق عن مخزن لبيع السجائر حتى صادف واحداً في زاوية من محطة بترول السيارت، دَلفَ واشترى علبته مع قداحة، فكر أن يأخذ معه شيئاً يفاجئها به"ماذا تَحب؟ ما هو أفضل شيء في هذا الوقت؟" اقتنى علبة كرز وعلبة صغيرة بلوبيري، ثم خرج من المخزن وسار بضع خطوات ليطل على الشارع العام متطلعاً لسيارة أجرة. كان الشارع مزدحماً بالسيارات ويستحيل أن تقف أية سيارة له، سار بضعة أمتار، كانت الحرارة في النهار مرتفعة قليلاً وهناك غيوم في السماء حَجبَت الشمس والهواء ما أشاع الرطوبة في الجو، شراؤه الكرز والبلوبيري أفاض فيه الحماسة لفكرة زيارتها المفاجئة، ظل يعدد الأفكار ويفرز الكلام الذي سيقوله لها، ورغم شهوته المباغتة نحوها ورغبته في اختبار آخر لذكورته، لكنه لن يبادر بالإفْصاح عن ذلك الشغف الذي داهمه تجاهها، كما شعر بقلق ربما نشأ عن إحساسه بالندم من خيانة شيري، حتى إنه أفسد الهدية التي يحملها وفكر بأنها رشوة رغم بساطتها"هي تعشق الكرز والبلوبيري"خاطب ذاته سراً ومضى ينتظر سيارة الأجرة مع احتقان الأفكار في رأسه، فكر أن يحتضنها ويقبلها ويشعرها بأنها جميلة ومثيرة، بل وأخَّاذة وهذا ما لم يفعله طوال مدة معرفته بها القصيرة، ربما شعرت بأنها غير مطلوبة، نَقبَ في ذاكرته عن كل المشاعر الرقيقة والمثيرة التي سينثرها حولها شرط ألا تكون على حساب حبه لشيري.ركب المصعد، ضغط على الرقم2 ثم سرعان ما ضغط على الرقم 5، كان عقله شغالاً بالتفكير والتحليل، لم يركز على رقم الطابق الذي زاره من قبل مرة سريعة قبل أن ينزل معها، سار في الممر المَفْروش بسجاد رمادي مخطط هادئ اللون، فكر، قليل من العمارات السكنية تُفْرش ممراتها بالسجاد، ثم انْتبَه لأفكاره وابتسم"هذا وقت التفكير في ممرات وسجاد العمارات؟" مضى نحو الشقة رقم6، كان الهدوء يغلف المكان ورائحة تنبعث من الطابق كله لا يعرف مصدرها، ضغط على الجرس وانْتَظر، كانت الساعة الواحدة ودقيقتين، تسارعت نبضات قلبه دفعة واحدة مباغتة ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679789
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة حث نفسه بعدم التسرع في إبْلاغ تقي على الانقلاب الجسدي الذي أَحاله لرجل ضاري الشهوة، يعرف بأن هذا الحدث سوف يعيد للرجل توازنه ويزف للأسرة البهجة، لكنه خشي أن تكون تلك الحالة طارئة ومتعلقة بشيري فقط، ونتيجة اختلال هرموني عَرَضيَ، ضحك لدى عبور هذه الخاطرة بذهنه وشعر برغبة تحركه هذه المرة لأنجيلا "غابة سوداء لامعة تستدرجني وهي نقاهة ثانية أنال بعدها الجائزة الفخمة وأزف حينها لتقي البلاغ اليقين" غير مصدق هذا التداعي بعد الليلة الشَجِيّة معها"ماذا جَرى لهرموني؟" طوى الرواية التي يقرأها واحْتسى ما بقيَ في كوب القهوة السوداء، أسرع بالهروب للشارع وكأنه يريد أن يضاجع كل فتاة يلتقيها في تلك اللحظة، استرجع وجه أنجيلا، رأى وحشاً ساكناً في جسدها البارد، توقع أن يكون وراء كرة الثلج تلك كُرةٌ من النار تحرقه" لاشك أنها الغيرة" خَمَن فتورها نحوه لشعورها العائد إلى آبائها، وربما هدَرَ كرامتها، لكن عاد وغير توقعه حين أدرك للمرة الثانية أنها كانت وراء دعمه ومساندته في العثور عليها وتعرف أنه مغرم بها حتى العشق ولم يسبق أن أبدت أي مسحة من الغيرة طوال المدة التي كان يتحدث عنها" إذن لماذا تأتي الغيرة الآن؟" نظر لساعته وجدها الثانيةَ عَشْرَة وست دقائق، اليوم نهاية الأسبوع وهي عادة في هذا الوقت، اما بشقتها أو تجول في أحد المجمعات التجارية أو مع مجموعة من الرجال الغامضين الذين كثيراً ما صحبتهم، فكر أن يُعرّج عليها، لم يعد يحتمل منظرها معه في آخر لقاء"كيف للعاطفة أن تَجِيشَ بهذا الزخم والشغف السريعين؟ لم أكن حتى أميل لها" وضع الرواية تحت إبْطه بحث وهو يسير في الطريق عن مخزن لبيع السجائر حتى صادف واحداً في زاوية من محطة بترول السيارت، دَلفَ واشترى علبته مع قداحة، فكر أن يأخذ معه شيئاً يفاجئها به"ماذا تَحب؟ ما هو أفضل شيء في هذا الوقت؟" اقتنى علبة كرز وعلبة صغيرة بلوبيري، ثم خرج من المخزن وسار بضع خطوات ليطل على الشارع العام متطلعاً لسيارة أجرة. كان الشارع مزدحماً بالسيارات ويستحيل أن تقف أية سيارة له، سار بضعة أمتار، كانت الحرارة في النهار مرتفعة قليلاً وهناك غيوم في السماء حَجبَت الشمس والهواء ما أشاع الرطوبة في الجو، شراؤه الكرز والبلوبيري أفاض فيه الحماسة لفكرة زيارتها المفاجئة، ظل يعدد الأفكار ويفرز الكلام الذي سيقوله لها، ورغم شهوته المباغتة نحوها ورغبته في اختبار آخر لذكورته، لكنه لن يبادر بالإفْصاح عن ذلك الشغف الذي داهمه تجاهها، كما شعر بقلق ربما نشأ عن إحساسه بالندم من خيانة شيري، حتى إنه أفسد الهدية التي يحملها وفكر بأنها رشوة رغم بساطتها"هي تعشق الكرز والبلوبيري"خاطب ذاته سراً ومضى ينتظر سيارة الأجرة مع احتقان الأفكار في رأسه، فكر أن يحتضنها ويقبلها ويشعرها بأنها جميلة ومثيرة، بل وأخَّاذة وهذا ما لم يفعله طوال مدة معرفته بها القصيرة، ربما شعرت بأنها غير مطلوبة، نَقبَ في ذاكرته عن كل المشاعر الرقيقة والمثيرة التي سينثرها حولها شرط ألا تكون على حساب حبه لشيري.ركب المصعد، ضغط على الرقم2 ثم سرعان ما ضغط على الرقم 5، كان عقله شغالاً بالتفكير والتحليل، لم يركز على رقم الطابق الذي زاره من قبل مرة سريعة قبل أن ينزل معها، سار في الممر المَفْروش بسجاد رمادي مخطط هادئ اللون، فكر، قليل من العمارات السكنية تُفْرش ممراتها بالسجاد، ثم انْتبَه لأفكاره وابتسم"هذا وقت التفكير في ممرات وسجاد العمارات؟" مضى نحو الشقة رقم6، كان الهدوء يغلف المكان ورائحة تنبعث من الطابق كله لا يعرف مصدرها، ضغط على الجرس وانْتَظر، كانت الساعة الواحدة ودقيقتين، تسارعت نبضات قلبه دفعة واحدة مباغتة ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679789
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (20)
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 21
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة توحد راشد بالصلاة، جعلها مثواه تُسَكّن آلامه الجسدية والروحية، حلقت به الصلاة لمقر روحي لا توجد فيه سوى الجنان والغلمان والحور والأنهار وكل ما ذُكر في القرآن، كان يصلي في اليوم أكثر من خمس صلوات، ويذهب للمسجد على عكازه خمس مرات ثم يعود ويصلي في الدار عدة مرات ويخاطب طوال الوقت نفسه، لا يتوقف عن الكلام إلا حين يُرْهَق ويعجز عن فتح فمه، وَصَمَه البعض بالجنون ووصفه الجيران بالوفاء لزوجته لكثرة السؤال والدعاء لها بالجنة، كان طوال النهار يدعو لها وفي الليل يستغفر لها ويأمل من الله أن يغفر لها ويسامحها وكان إذا عجز عن الكلام تغرق عيناه بالدموع، عاش بعد وفاة والدته رقية التي لا يذكر أحدٌ من الحي أن لها أسماً آخر غير رقية، اقْتات وتدبر أمره على صداقات الجيران وما ترسله له دلال بين فترة وأخرى من مساعدة بعد أن أغلقت دارها واكْتفت بمنزل صغير وسط الحي بعد أن افْتتحَت لها بجانبه دكاناً صغيراً لبيع السلع الجديدة الطارئة عقب انْتشارها بعد نهاية الحرب، كالمعلبات الغذائية مثل معجون الطماطم والأناناس، بالإضافة لصابون الجسم وعصير البرتقال والبسكويت وغيرها مما تدفقت على البلاد. كان عبدالرحيم المرجاني والد تقي أحد وكلاء هذه السلع، انْقلبت الحياة في المنطقة وتبدلت، بتحول دار دلال إلى مقر لنادٍ رياضي لكرة القدم في الحي يَؤمه شباب المنطقة، هُدِم المسجد القديم المهجور القريب من منزل راشد وأُعيد بناؤه وبدأ يؤمه السكان، كما تداعى منزل راشد وأصبح قابلاً للانهيار في أي ساعة بعد اندثاره من الداخل والخارج، تشققت جدرانه وانطَرت أعمدته كما تدلت بعض أخشاب سقفه، ومع ذلك لم يتبرع أحدٌ بلفت نظر ساكنه أو حثه على مغادرته لعلم الجميع بانعدام قدرتهم على تدبير سكن مقابله، ظل يعيش داخله ولم يطرأ تغيير سوى من جاره بو احمد الذي بادر بتمديد تيار الكهرباء له ليضيء مصباحين فقط، واحدٌ في الفناء والآخر في غرفته، أما الشجرة وسط الفناء فقد بادت واحترقت أوراقها ثم تساقطت ومحتها الشمس والرطوبة من فوق الأرض ولم يبادر صاحبها على كنس بقاياها، ظلت أغصانها شاهدة على وجود حياة فيها ذات مرة، فسر البعض ممن وَلَجوا المنزل لتوصيل غرض ما للساكن، موت الشجرة جاء حزناً منها على رحيل صاحبة الدار رقية الكفيفة.واصل راشد بحثه الدائم عن جوري بين وقت وآخر رغم ترحمه عليها وطلب المغفرة لها، تابع بلا كلل يسأل كل من له علاقة بها، طرق الأبواب في المناسبات كالاعياد وخلال حلول شهر رمضان لعله يسمع خبراً أو يَشْك في نبأ يدور حولها، ما أنفك على هذا المنوال حتى حدث وصادف صبياً صغيراً لحق به وهو عائد من المسجد عند صلاة المغرب وصرخ فيه بصوته الجهوري."رأيت جوري تركض، رأيتها على ساحل البحر.سقط عكازه، وجَمَدَ في مكانه، سمعه جاره الخارج من المسجد للتو وكان يمشي خلفه وقد تناهى له ما صرح به الصبي، الذي كان حافياً ويرتدي ثوباً رقيقاً تغير لونه، بدا رمادياً مما لا يعرف كيف كان قبل ذلك."دعك من هؤلاء الشياطين، إنْهم يَهْزأون منك.أقسم الطفل مرة أخرى أنه رآها، فزجره الرجل وأسرع والتقط العكاز ووضعه في يد راشد الذي ظل منتصباً في مكانه. "لا تلتفِت لهؤلاء الأشقياء، ترحم عليها وادعو الله أن يغفر لها ويسامحها ويسامحنا جميعاً"آمين.مضى كل من الصبي والرجل ومَكثَ راشد مكانه يتلفت حوله، اشتم رائحة البحر، خُيِل إليه صوت الأمواج تتلاطم بقربه، مَيَّز هذه الرائحة وأنْصَت للصوت وشَخَّص أنه البحر إياه الذي غدر به، لا بل القرش هو اللعنة الإلهية التي تكمن وراءها ولاشك في حكمة السماء، تقبل الأمر من جديد بعد سماع صوت الصبي وهو يذكر ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680230
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة توحد راشد بالصلاة، جعلها مثواه تُسَكّن آلامه الجسدية والروحية، حلقت به الصلاة لمقر روحي لا توجد فيه سوى الجنان والغلمان والحور والأنهار وكل ما ذُكر في القرآن، كان يصلي في اليوم أكثر من خمس صلوات، ويذهب للمسجد على عكازه خمس مرات ثم يعود ويصلي في الدار عدة مرات ويخاطب طوال الوقت نفسه، لا يتوقف عن الكلام إلا حين يُرْهَق ويعجز عن فتح فمه، وَصَمَه البعض بالجنون ووصفه الجيران بالوفاء لزوجته لكثرة السؤال والدعاء لها بالجنة، كان طوال النهار يدعو لها وفي الليل يستغفر لها ويأمل من الله أن يغفر لها ويسامحها وكان إذا عجز عن الكلام تغرق عيناه بالدموع، عاش بعد وفاة والدته رقية التي لا يذكر أحدٌ من الحي أن لها أسماً آخر غير رقية، اقْتات وتدبر أمره على صداقات الجيران وما ترسله له دلال بين فترة وأخرى من مساعدة بعد أن أغلقت دارها واكْتفت بمنزل صغير وسط الحي بعد أن افْتتحَت لها بجانبه دكاناً صغيراً لبيع السلع الجديدة الطارئة عقب انْتشارها بعد نهاية الحرب، كالمعلبات الغذائية مثل معجون الطماطم والأناناس، بالإضافة لصابون الجسم وعصير البرتقال والبسكويت وغيرها مما تدفقت على البلاد. كان عبدالرحيم المرجاني والد تقي أحد وكلاء هذه السلع، انْقلبت الحياة في المنطقة وتبدلت، بتحول دار دلال إلى مقر لنادٍ رياضي لكرة القدم في الحي يَؤمه شباب المنطقة، هُدِم المسجد القديم المهجور القريب من منزل راشد وأُعيد بناؤه وبدأ يؤمه السكان، كما تداعى منزل راشد وأصبح قابلاً للانهيار في أي ساعة بعد اندثاره من الداخل والخارج، تشققت جدرانه وانطَرت أعمدته كما تدلت بعض أخشاب سقفه، ومع ذلك لم يتبرع أحدٌ بلفت نظر ساكنه أو حثه على مغادرته لعلم الجميع بانعدام قدرتهم على تدبير سكن مقابله، ظل يعيش داخله ولم يطرأ تغيير سوى من جاره بو احمد الذي بادر بتمديد تيار الكهرباء له ليضيء مصباحين فقط، واحدٌ في الفناء والآخر في غرفته، أما الشجرة وسط الفناء فقد بادت واحترقت أوراقها ثم تساقطت ومحتها الشمس والرطوبة من فوق الأرض ولم يبادر صاحبها على كنس بقاياها، ظلت أغصانها شاهدة على وجود حياة فيها ذات مرة، فسر البعض ممن وَلَجوا المنزل لتوصيل غرض ما للساكن، موت الشجرة جاء حزناً منها على رحيل صاحبة الدار رقية الكفيفة.واصل راشد بحثه الدائم عن جوري بين وقت وآخر رغم ترحمه عليها وطلب المغفرة لها، تابع بلا كلل يسأل كل من له علاقة بها، طرق الأبواب في المناسبات كالاعياد وخلال حلول شهر رمضان لعله يسمع خبراً أو يَشْك في نبأ يدور حولها، ما أنفك على هذا المنوال حتى حدث وصادف صبياً صغيراً لحق به وهو عائد من المسجد عند صلاة المغرب وصرخ فيه بصوته الجهوري."رأيت جوري تركض، رأيتها على ساحل البحر.سقط عكازه، وجَمَدَ في مكانه، سمعه جاره الخارج من المسجد للتو وكان يمشي خلفه وقد تناهى له ما صرح به الصبي، الذي كان حافياً ويرتدي ثوباً رقيقاً تغير لونه، بدا رمادياً مما لا يعرف كيف كان قبل ذلك."دعك من هؤلاء الشياطين، إنْهم يَهْزأون منك.أقسم الطفل مرة أخرى أنه رآها، فزجره الرجل وأسرع والتقط العكاز ووضعه في يد راشد الذي ظل منتصباً في مكانه. "لا تلتفِت لهؤلاء الأشقياء، ترحم عليها وادعو الله أن يغفر لها ويسامحها ويسامحنا جميعاً"آمين.مضى كل من الصبي والرجل ومَكثَ راشد مكانه يتلفت حوله، اشتم رائحة البحر، خُيِل إليه صوت الأمواج تتلاطم بقربه، مَيَّز هذه الرائحة وأنْصَت للصوت وشَخَّص أنه البحر إياه الذي غدر به، لا بل القرش هو اللعنة الإلهية التي تكمن وراءها ولاشك في حكمة السماء، تقبل الأمر من جديد بعد سماع صوت الصبي وهو يذكر ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680230
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (21)
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 22
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة بلل الندى المسائي وجه الأشجار الصغيرة عند واجهة مدخل الفندق الخارجية، وقف تقي يتأمل المنظر العام للطريق الذي امتلأ بالمشاة الذين بدوا كعادتهم الدائمة التي لاحظها تقي منذ أربعينيات القرن الماضي لدى نهاية الحرب، وهي ظاهرة السرعة والهرولة وكأنها نهاية العالم، هذه الملاحظة نقلها لولده الذي أشار إليه من بعيد وهو قادم عبر شارع ريجينت وقد حجز سيارة تاكسي. "تعلم سفيان أنهم أسرع منا على الدوام في المشي، منذ الحرب العالمية الثانية؟لم تفت سفيان تلك الملاحظة إذ أضاف عليها."بعكس قيادتهم السيارات، فهم بطيئون. في السيارة التي أقلتهما، لم يفصح سفيان عن وجهته، فقد انْشغل بتدبير السؤال لوالده مذكراً إياه بوعده. "متى تروي قصتك تقي؟عندما انْخَرط الأب يحك أنفه بإصبعه فَطِن الابن أن والده يبحث عن مخرج للتَنَصُّل من وعده، أدرك أن تلك القصة التي وعده بروايتها قبل التطور الأخير الذي طرأ على حالته وعودة الصورة الطبيعية للجسد مكانها قد تبقى طَيّ النسيان، كانت روايته لسيرته الشبابية ترمي إلى مشاركته الحياة من خلال فضح الأسرار وكشف المستور حتى تتحلل العلاقات وتصبح شفافة، ظلت علاقة سفيان بوالده هو بالذات من دون بقية إخوته وأخواته مفتوحة على شرفات المصارحة والعلنية، تبادلا الكثير من الأسرار والاعترافات خاصة خلال مرحلة معاناة سفيان وفراره من وجوه الأسرة والمجتمع، كان تقي الوحيد مع جميلة الذي شَرَع نافذة وأطل منها على عالم ابنه السري، فما كان من الابن إلا أن فتح هو الآخر من باب المزاح شرفة أُخرى بحث فيها عن الشفرة السرية للأب."أنت تتملص.قال سفيان وهو يعتزم الوصول للحانة التي التقى فيها أنجيلا، أو كما أسماها بنفسه حانة الفتاة السوداء.اختار سفيان المكان لكونه يضم روادَّ من مختلف الأعمار، كهولاً وعجائز وشباباً ومراهقين، كانت حانة على الطراز الاسكتلندي شعر من خلالها بأنها تقرب بين مختلف الأعمار من روادها وهذه الخصوصية انتقاها لجر والده لحديث يعود به للسنوات الخوالي، آثر هذا المكان على سواه حتى خلال سهره مع شيري، ربما لم يَفْطِن للشعور الخفي والغائر في سريرته تجاه أنجيلا، عميقة هي المشاعر المخفية تجاه إنسانٍ ما، أو مكان ما، تتسلل للأعماق من دون وعي وتقودك للأماكن، لعل هذا الحدس هو ما دفعه لزيارة الحانة ليس رغبة في أن يصادفها، لكنه الْتَوْق لمكان ترك فيه ذكريات. حينما دلفا الحانة، تلفت تقي حوله، نظر للمكان كما لو لسعه شيء، كَبحَ صدمته وسار خلف سفيان الذي لم يلحظ ردة فعله وهو يسير أمامه، التفت إليه يبحث عن طاولة، حتى سبقته النادلة التي أَظْهرت معرفتها به، قادتهما للطاولة القريبة من طاولة أخرى مستطيلة الْتأم حولها زمرة من رجال ونساء غلبت على بعضهم السمنة المفرطة وفاضت كروشهم، توقف تقي ونظر حوله، أحس بأن المكان غير مناسب وطغت عليه جلبة الطاولة المجاورة، تنبهت النادلة التي كانت ترتدي القميص الأصفر المعتاد ذات البشرة البيضاء والوجه المألوف عادة في مثل هذه الحانات، إلى أن تقي غير مرتاح للطاولة التي اختارتها لهما فأسرعت نحو طاولة صغيرة مستديرة عند ناصية تؤدي للبار، جلسا هناك وطلبا كأسي ويسكي حدد تقي نوعه "دبل بلاك ليبل" فيما رَصدَ إثنين جالسين على الطاولة تلك، تبرم تقي الذي هو بدوره رَمَقهما يحدقان به فلم يكترث."آمل أن تكون سعيداً معي الليلة أبي؟تأمل وجه ابنه المتورد وقال بِلَهْجة ماكرة."تحاصرك الحياة عندما تُعاندها، وتُرَحب بِك في حضنها الدافئ حين تبتسم لها، طالما كررت على مسامعك أن تتقبل الأمور لأنها في نهاية المطاف سَتَتَغيّر من تلقاء ذاتها ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680709
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة بلل الندى المسائي وجه الأشجار الصغيرة عند واجهة مدخل الفندق الخارجية، وقف تقي يتأمل المنظر العام للطريق الذي امتلأ بالمشاة الذين بدوا كعادتهم الدائمة التي لاحظها تقي منذ أربعينيات القرن الماضي لدى نهاية الحرب، وهي ظاهرة السرعة والهرولة وكأنها نهاية العالم، هذه الملاحظة نقلها لولده الذي أشار إليه من بعيد وهو قادم عبر شارع ريجينت وقد حجز سيارة تاكسي. "تعلم سفيان أنهم أسرع منا على الدوام في المشي، منذ الحرب العالمية الثانية؟لم تفت سفيان تلك الملاحظة إذ أضاف عليها."بعكس قيادتهم السيارات، فهم بطيئون. في السيارة التي أقلتهما، لم يفصح سفيان عن وجهته، فقد انْشغل بتدبير السؤال لوالده مذكراً إياه بوعده. "متى تروي قصتك تقي؟عندما انْخَرط الأب يحك أنفه بإصبعه فَطِن الابن أن والده يبحث عن مخرج للتَنَصُّل من وعده، أدرك أن تلك القصة التي وعده بروايتها قبل التطور الأخير الذي طرأ على حالته وعودة الصورة الطبيعية للجسد مكانها قد تبقى طَيّ النسيان، كانت روايته لسيرته الشبابية ترمي إلى مشاركته الحياة من خلال فضح الأسرار وكشف المستور حتى تتحلل العلاقات وتصبح شفافة، ظلت علاقة سفيان بوالده هو بالذات من دون بقية إخوته وأخواته مفتوحة على شرفات المصارحة والعلنية، تبادلا الكثير من الأسرار والاعترافات خاصة خلال مرحلة معاناة سفيان وفراره من وجوه الأسرة والمجتمع، كان تقي الوحيد مع جميلة الذي شَرَع نافذة وأطل منها على عالم ابنه السري، فما كان من الابن إلا أن فتح هو الآخر من باب المزاح شرفة أُخرى بحث فيها عن الشفرة السرية للأب."أنت تتملص.قال سفيان وهو يعتزم الوصول للحانة التي التقى فيها أنجيلا، أو كما أسماها بنفسه حانة الفتاة السوداء.اختار سفيان المكان لكونه يضم روادَّ من مختلف الأعمار، كهولاً وعجائز وشباباً ومراهقين، كانت حانة على الطراز الاسكتلندي شعر من خلالها بأنها تقرب بين مختلف الأعمار من روادها وهذه الخصوصية انتقاها لجر والده لحديث يعود به للسنوات الخوالي، آثر هذا المكان على سواه حتى خلال سهره مع شيري، ربما لم يَفْطِن للشعور الخفي والغائر في سريرته تجاه أنجيلا، عميقة هي المشاعر المخفية تجاه إنسانٍ ما، أو مكان ما، تتسلل للأعماق من دون وعي وتقودك للأماكن، لعل هذا الحدس هو ما دفعه لزيارة الحانة ليس رغبة في أن يصادفها، لكنه الْتَوْق لمكان ترك فيه ذكريات. حينما دلفا الحانة، تلفت تقي حوله، نظر للمكان كما لو لسعه شيء، كَبحَ صدمته وسار خلف سفيان الذي لم يلحظ ردة فعله وهو يسير أمامه، التفت إليه يبحث عن طاولة، حتى سبقته النادلة التي أَظْهرت معرفتها به، قادتهما للطاولة القريبة من طاولة أخرى مستطيلة الْتأم حولها زمرة من رجال ونساء غلبت على بعضهم السمنة المفرطة وفاضت كروشهم، توقف تقي ونظر حوله، أحس بأن المكان غير مناسب وطغت عليه جلبة الطاولة المجاورة، تنبهت النادلة التي كانت ترتدي القميص الأصفر المعتاد ذات البشرة البيضاء والوجه المألوف عادة في مثل هذه الحانات، إلى أن تقي غير مرتاح للطاولة التي اختارتها لهما فأسرعت نحو طاولة صغيرة مستديرة عند ناصية تؤدي للبار، جلسا هناك وطلبا كأسي ويسكي حدد تقي نوعه "دبل بلاك ليبل" فيما رَصدَ إثنين جالسين على الطاولة تلك، تبرم تقي الذي هو بدوره رَمَقهما يحدقان به فلم يكترث."آمل أن تكون سعيداً معي الليلة أبي؟تأمل وجه ابنه المتورد وقال بِلَهْجة ماكرة."تحاصرك الحياة عندما تُعاندها، وتُرَحب بِك في حضنها الدافئ حين تبتسم لها، طالما كررت على مسامعك أن تتقبل الأمور لأنها في نهاية المطاف سَتَتَغيّر من تلقاء ذاتها ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680709
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (22)
احمد جمعة : -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 23
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كانت إفيلين متجاوزة ولعها به، تجاسرت حتى بعد الحمل وترفعت عن الإذعان لشغفها وقهر شعورها بمجاراة رغبتها في الاحتفاظ به، تغاضت فترة عن التودد إليه، ثم تجاهلته إثر تهديد خالتها إيما له بعد اكْتشافها العلاقة، تركته، ثم جثت عند باب غرفته مفصحة عن رغبتها فى البقاء معه حتى بدون زواج، بدأت متعلقة به كلما زاد أهلها في الضغط عليها، كاد يفقد توازنه وتختل حالته عند التخرج لدى بلوغ سنته الأخيرة، حين رأى ابنته منها التي دعتها جيني، زاد ولعه بالمرأة والبنت ذات العينين الخضراوين والزرقاوين معاً، ضحك في سره وقد تَخَيَّل عبدالرحيم المرجاني، حينما قضى الشهور في حريق داخلي متخيلاً الرجل يُحدق فيها وماذا سيرى في تلك العينين؟ هل يعترف بأن هاتين العينين لحفيدته؟حين حل موعد العودة للديار وتراءت له سماء البحرين تأخذ لها طابع القوس قزح من خلال عيني ابنته جيني، حينما تداعت الذكريات تزهو بألوان البحر والسماء والأشرعة ونكهة السواحل، حين أجفل عند تناهي همسات النساء في المنازل العتيقة وهن ينتحبن على الغاصة الذين انزلقت بهم النعوش الملفوفة بقطع القماش لتستقر في جوف البحار البعيدة عن الديار، هذه الصور المستمدة من ذاكرة أحياء المحرق وقت كان يغزوها من أجل جوري، أعادته الذكرى بالديار لدى هبوب رياح الشمال الإنجليزية حين بدأت تلوح في الأفق ملامح العودة بعد سنوات الدراسة، وقبل أشهر من إنتهاء مهمته التي سخرها له المرجاني، زاد شغفه بالعودة وانتهز فرصة الاستعداد لها ليبدأ بالتخطيط للمهمة التي تنتظره بعدما أنجز ما عليه، لم يبق سوى عقبة تغض مضجعه وتجعله يتقلب الليل على فراشه فاقداً عقله بالتفكير في كيفية الخروج من مأزق إفيلين وابنته منها."كيف أُطفئ هذا الحريق؟ لاح له في أفق السماء شبح عبدالرحيم المرجاني، من أبرز رجال أعمال حقبة الحرب والاحتلال، تنامت ثروته إبان الحرب العالمية الثانية بفضل حاجة البلد وقوات الاحتلال للكثير من السلع التي كان يستوردها من الهند والعراق عن طريق البصرة، ولشدة حرصه على حفظ هذه التجارة وتنميتها اكتسب خبرة نفسية واجتماعية مكنته من نسج شبكة واسعة بين ضباط وجنود القوات البريطانية في البلاد، لم يتردد حتى في رشوة بعضهم بشيء من الهدايا المحلية الصغيرة التي كان يَنْفَحها على سبيل المكافأة نظراً لتسهيلهم أموره حتى بلغ عتبة مستشار الحكومة.برع المرجاني في إتْقان العمل وحَذَق فيه حتى بلغ عشية نهاية الحرب العالمية الثانية من تأسيس شركته الخاصة التي أطلق عليها مجموعة المرجاني وشملت أعمالها عدة مجالات منها الآلات والأصباغ ووكالة للسيارات، صار اسم المرجاني مقروناً بالتجارة والمال، وكان وقتها يعاني من بعض الأمراض التي كانت في البداية بسيطة حتى بدأ ينتابه القلق على أمواله أكثر من صحته، كان هوسه بالمال يتغلغل لروحه التي انْفَصلَت عن كل الكائنات من حوله، وهذا ما دفعه ليعول على ابنه الوحيد الذي اشتم فيه الذكاء والفطنة الغريزية للنجاح وهو تقي الذي رغم رعونته في العلاقات وانفعالاته الحادة السريعة وتطرفه العاطفي لكن الأب رأى فيه شجاعة وجسارة في مواجهة الآخرين والتعاطي مع الحوادث، كانت نظرته لتقي تتمحور حول جرأته وفطنته ومن هنا دأب على مراقبته وتحفيزه ومن ثم توجيهه نحو عالم المال والتجارة عبر ابْتعاثه للدراسة بالجزر البريطانية مباشرة بعد نهاية الحرب، وقد سهلت له علاقاته مع قوات الاحتلال سرعة توجه تقي إلى هناك قبل حتى أن ينقشع دخان الحرب. كان عبدالرحيم قد رهن حياته وثروته وأعماله بنجاح تقي في الدراسة والعودة مخفوراً بالشهادة والخبرة المكتسبة من بلاد الإنجليز. حينما عاد ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681083
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة كانت إفيلين متجاوزة ولعها به، تجاسرت حتى بعد الحمل وترفعت عن الإذعان لشغفها وقهر شعورها بمجاراة رغبتها في الاحتفاظ به، تغاضت فترة عن التودد إليه، ثم تجاهلته إثر تهديد خالتها إيما له بعد اكْتشافها العلاقة، تركته، ثم جثت عند باب غرفته مفصحة عن رغبتها فى البقاء معه حتى بدون زواج، بدأت متعلقة به كلما زاد أهلها في الضغط عليها، كاد يفقد توازنه وتختل حالته عند التخرج لدى بلوغ سنته الأخيرة، حين رأى ابنته منها التي دعتها جيني، زاد ولعه بالمرأة والبنت ذات العينين الخضراوين والزرقاوين معاً، ضحك في سره وقد تَخَيَّل عبدالرحيم المرجاني، حينما قضى الشهور في حريق داخلي متخيلاً الرجل يُحدق فيها وماذا سيرى في تلك العينين؟ هل يعترف بأن هاتين العينين لحفيدته؟حين حل موعد العودة للديار وتراءت له سماء البحرين تأخذ لها طابع القوس قزح من خلال عيني ابنته جيني، حينما تداعت الذكريات تزهو بألوان البحر والسماء والأشرعة ونكهة السواحل، حين أجفل عند تناهي همسات النساء في المنازل العتيقة وهن ينتحبن على الغاصة الذين انزلقت بهم النعوش الملفوفة بقطع القماش لتستقر في جوف البحار البعيدة عن الديار، هذه الصور المستمدة من ذاكرة أحياء المحرق وقت كان يغزوها من أجل جوري، أعادته الذكرى بالديار لدى هبوب رياح الشمال الإنجليزية حين بدأت تلوح في الأفق ملامح العودة بعد سنوات الدراسة، وقبل أشهر من إنتهاء مهمته التي سخرها له المرجاني، زاد شغفه بالعودة وانتهز فرصة الاستعداد لها ليبدأ بالتخطيط للمهمة التي تنتظره بعدما أنجز ما عليه، لم يبق سوى عقبة تغض مضجعه وتجعله يتقلب الليل على فراشه فاقداً عقله بالتفكير في كيفية الخروج من مأزق إفيلين وابنته منها."كيف أُطفئ هذا الحريق؟ لاح له في أفق السماء شبح عبدالرحيم المرجاني، من أبرز رجال أعمال حقبة الحرب والاحتلال، تنامت ثروته إبان الحرب العالمية الثانية بفضل حاجة البلد وقوات الاحتلال للكثير من السلع التي كان يستوردها من الهند والعراق عن طريق البصرة، ولشدة حرصه على حفظ هذه التجارة وتنميتها اكتسب خبرة نفسية واجتماعية مكنته من نسج شبكة واسعة بين ضباط وجنود القوات البريطانية في البلاد، لم يتردد حتى في رشوة بعضهم بشيء من الهدايا المحلية الصغيرة التي كان يَنْفَحها على سبيل المكافأة نظراً لتسهيلهم أموره حتى بلغ عتبة مستشار الحكومة.برع المرجاني في إتْقان العمل وحَذَق فيه حتى بلغ عشية نهاية الحرب العالمية الثانية من تأسيس شركته الخاصة التي أطلق عليها مجموعة المرجاني وشملت أعمالها عدة مجالات منها الآلات والأصباغ ووكالة للسيارات، صار اسم المرجاني مقروناً بالتجارة والمال، وكان وقتها يعاني من بعض الأمراض التي كانت في البداية بسيطة حتى بدأ ينتابه القلق على أمواله أكثر من صحته، كان هوسه بالمال يتغلغل لروحه التي انْفَصلَت عن كل الكائنات من حوله، وهذا ما دفعه ليعول على ابنه الوحيد الذي اشتم فيه الذكاء والفطنة الغريزية للنجاح وهو تقي الذي رغم رعونته في العلاقات وانفعالاته الحادة السريعة وتطرفه العاطفي لكن الأب رأى فيه شجاعة وجسارة في مواجهة الآخرين والتعاطي مع الحوادث، كانت نظرته لتقي تتمحور حول جرأته وفطنته ومن هنا دأب على مراقبته وتحفيزه ومن ثم توجيهه نحو عالم المال والتجارة عبر ابْتعاثه للدراسة بالجزر البريطانية مباشرة بعد نهاية الحرب، وقد سهلت له علاقاته مع قوات الاحتلال سرعة توجه تقي إلى هناك قبل حتى أن ينقشع دخان الحرب. كان عبدالرحيم قد رهن حياته وثروته وأعماله بنجاح تقي في الدراسة والعودة مخفوراً بالشهادة والخبرة المكتسبة من بلاد الإنجليز. حينما عاد ......
#-خريف
#الكرز-
#الرواية
#التي
#منعت
#الدول.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681083
الحوار المتمدن
احمد جمعة - -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (23)