الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ثامر عباس : أماكن الذاكرة في سوسيولوجيا المعاش
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس ثامرعباس لعل من الأخطاء الشائعة للباحثين والكتاب ، ممن تتمحور حقول اهتماماتهم بدراسة المجتمعات المسماة (تاريخية) ، هي الافتراض المسبق والتصور المبتسر الذي مؤداه ؛ انه كلما أوغلت أصول المجتمع المعني في بطون التاريخ ، وامتدت جذوره بين مفازات الجغرافيا ، وتعتقت تجربته في أعماق الحضارة ، كلما تشبع وعيه بالتاريخ ، واكتنزت ذاكرته بالرموز ، وتثخنت تمثلاته بالمقدسات . وهو الأمر الذي أفضي في غالب الأحيان إلى قصور تحليلاتهم وشطط استنتاجاتهم ، حيال طبيعة تلك المجتمعات إن من حيث تعاطيها مع تراثها المادي أو من حيث تواصلها مع قيمها الروحية . ذلك لأن قيمة المعطيات التاريخية والحضارية والرمزية ، التي نلفاها مبجلة لحد التقديس ومحاطة بالرعاية لحد التحريم ، من لدن بعض الشعوب كما لو أنها تدلل على وجودها وترمز إلى طبيعتها ، لا تترسخ في وعي الفرد ، وتتكرس في سيكولوجيا الجماعات ، لمجرد أنها تمتاز بقدمها التاريخي أو تفردها الحضاري أو تميزها العمراني أو حضورها الرمزي أو تألقها الجمالي . ما لم تكون قد تغلغلت بين طيات اللاشعور الجمعي ، وتوطنت داخل تلافيف المتخيل الاجتماعي ، بحيث تؤطر المواقف وتحدد الخيارات وتنمذج السلوكيات . بمعنى أنها تصبح بمثابة ركيزة للانطلاق وبوصلة للاتجاه وساتر للحماية ومعيار للاحتكام ، حين يفرض الواقع السياسي معطياته المربكة ، ويلزم السياق التاريخي خياراته المشوشة ، ويسوق الإطار الثقافي تطلعاته المتناقضة . إذ غالبا"ما تواضعت شعوب العالم الثالث ، لاسيما تلك التي خضعت لمؤثرات الظاهرة الكولونيالية وتلوثت بإفرازاتها ، على جملة من التصورات الرومانسية والاعتقادات الحماسية ، التي تفيد احتكامها عند الخطوب والملمات إلى ؛ ثوابت تكوينها الحضاري ومسلمات هويتها الثقافية وبديهيات رموزها الوطنية . دون أن تخامرها وساوس الشك أو تعتريها هواجس الظن ، حيال واقعية تلك الثوابت ومصداقية تلك المسلمات ومعقولية تلك البديهيات ، طالما إن الضرورات الانطولوجية والسيرورات السوسيولوجية ، لا تضعها في موضع الاختبار الفعلي لمشاعر انتمائها للمجتمع ، أو امتحان قناعات ولائها للوطن . ولهذا لن تجد عند التحقق والملاحظة شعب من شعوب تلك البلدان القابعة في أحضان الأساطير والغافية على هدهدة الخرافات ؛ لا يتغنى بأمجاد تاريخه كما لو أنه الأوحد في مجال قدامته ، ولا يصدح بانجازات حضارته كما لو أنه الأسبق في مضمار عراقته ، ولا يتباهى بفضائل مناقبياته كما لو أنه الأسمى في حقل تمدنه . ولكنه سرعان ما يقلب لك ظهر المجن ، ويريك من صنوف التعهر والتبربر والتقهقر ما لا يستوعبها عقل أو يألفها منطق ، حالما تنهال النوازل وتزال المحظورات . فضجيج الحميات العنصرية وصراخ النزعات القبلية وزعيق الأصوليات الطائفية ، سوف يعلو على صوت الدافع الوطني العليل والوازع الأخلاقي الهزيل والرادع الاجتماعي المعطل . بحيث تصبح تلك العصبيات البدائية والنعرات التحتية ، هي المرجع والفيصل الذي يقنن العلاقة ما بين الفرد والمجتمع ، ويرسّم الحدود ما بين المواطن والدولة ، ويؤطر الحقوق ما بين الحاكم والمحكوم . وعلى الرغم من تشعب الدراسات وتنوع البحوث التي انصب اهتمامها وتمحور تركيزها حول القضايا المتعلقة ؛ بالكشف عن طبيعة الخلفيات السوسيولوجية التي تتبلور على أساسها أطر العلاقات الإنسانية ، والبحث عن ماهية الأصوليات الانثروربولوجية التي تتجسد بموجب وحيها ملامح الشخصية الاجتماعية ، والتنقيب عن خبايا الأعماق السيكولوجية التي تتكون من خلالها خصائص العقلية المحلية ، والحفر في طمى الفكريات الأسطورية التي تمتح من معينها صور التمثلات ......
#أماكن
#الذاكرة
#سوسيولوجيا
#المعاش

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753006