الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالله رحيل : ضحك البؤساء
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_رحيل حلّ الشتاء، والبرد القارس ملأ أرجاء المدينة، ليرتدي الصمت والهدوء فضاء النوافذ، والأبواب الخاوية، إلا من عبق يد أغلقتها منذ زمن بعيد، فهدأت الأصوات الرخيمة، في الغرف المجاورة المعتمة، وخمدت الحكايات، بعد أن لوّنت أّسِرّة أطفال بانتظار مبسم جديد لحياة ملؤها التفاؤل والأمل، خارت عيونهم رويدا رويدا، ويد الأم الحانية تلملم حنوّها في جباههم البريئة الناعمة. تجمعُ غيومٌ داكنة مطرها من كثافة الضباب؛ لتؤلّف ظلاما حالكا، يتناثر طلّه بأرض المدينة الملأى يبابا، وحاجة لتدفئة القلوب والأجساد، فبدا نور خافت بعيد من خلال أشرعة نافذة مكسرة صدئة، أنارت أفق المكان الصامت البائس، فطلت لها عين باكية، يلفّها برد الشتاء، بعباءة الرجفة المدوية في جسد فتاة تنتظر الصباح القادم الدّفِئ، وصوت طائر غريب حطّ في المكان، يبحث عن ألفة، وعن صاحب ليل طويل، فخفت تغريده بعد أن أطبق الليل ردهة المدينة الكبيرة الساكنة في شوارع الأيام المتوالية العديدة، تراقبه عينا فتاة الليل، خلف نافذتها الصغيرة، ففتحت نحوه جفون عينيها، تحاوره في صمت وفي دعة ولين، لعله يروّي عينيها بنسمة دافئة، تجلو بؤس المكان، وكان يرمقها بعينيه السوداوين الخائرتين خلف منقاره الصغير، فطرب المكان به، وراح يخطو نحو نافتها رويدا، فسكنت أطرافه المرتجفة، وظلاّ صامتين غريبين في تلك الليلة المعتمة، يتحدثان بلغة تزيل بؤس المكان.تسامى مكان باهت فارغ من الأنفس ومن غير العقلاء، مكان لا روح فيه ولا أمل، غير طفلٍ حافٍ رثِ الملابس، منهك الخُطا، شعث الرأس، ملتوي اليدين في الممر، وسط ركام من نفايات الأنس، ويداه الهزيلتان تحملان قطعا من مخلفات الركام، وعيناه ترمقان الأرض بكل تجسّس عن شيء مُلقى، مفيد لحياته المتواترة في أحزانها، وقد مرغ أنفه بمخلفات روائح المدينة المختلفة، وقد تكورت الابتسامة في شفتيه البائستين، راح في ردهة الوقت، والسماء الغافية في أحضانه، ترتب ليلة حالكة الآفاق، لتستقر في عقله، وفي كينونته قلاع البؤس الحصينة، وسور عال من الآلام، كان له أن يمحّص التحليل في مسألة كتاب، أو في يراع جميل، يخط كلماته من عذب الكلام، ينشد في صمت المكان نشيدا عبوسا في غياهب الساحات، وعلى متن كتفيه، قلاعه البائسة، والشقية، تلم فيها، قصص البحث عن سعادة، تطوي فيها وقع نظراته المتفحصة الدقيقة لآلام السنين، وتسرد بمربط فيها، مآسي الظلام، وجور الطبيعة، فانبرى له غراب من بين العتمة، غرداً بنعيق خافتٍ نَعِسٍ، لكن شفتيّ الطفل الحافي، أبتا إلا أن تبتسما لفجر جديد، في رسم تفاصيل أغنية الصباح بلحن، قد يُلوى في حنجرةٍ طَرِبةٍ. وأجيل طرفي في مساكن المدينة الخربة، فتلقى عيناي امرأةً، تمشي بين الخرائب، وبين الأكوام، في ليل بات يهدد المكان بظلامه، ليصبح كانونا ثقيلا على سيرها، وقد أثقل الإملاق كاحلها، في أثواب رثة ممزقة، لم يعرف الماء لها وسيلة، وأرجلها الحافية الملونة بألوان تراب الطرقات، والمدقات، ويداها السمراوان قد تشققتا في البحث، والتفتيش بأسمال الورى، بأثار أبناء جنسها، علّها تجد ما يستر حياءها، وما يحيل لون عينيها العكرتين، تقضي الليل موصولا بالنهار في المكان الخرب، تبحث عن ابتسامة حرقى، وسط زحام النفايات، تجلس متوسّدة آلامها المجموعة، في قلوع يلم مسيرة حياتها الشقية الطويلة، وعلى وسادتها المتكئة عليها، تقص أحاديث المدينة، وتسارع الناس إلى منازلهم المضاءة، وقد حفلت عيناها صورا للخرائب كلها، تحدث بيوتاً، والأسى يلف قلبها البريء، تناغي أشياءها البائسة المتناثرة بين راحتي يديها الخشنتين، وقد ثار في دمها، وقلبها حنان الأمومة، متخيلة طفلها ب ......
#البؤساء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752638
عبدالله رحيل : حديث السنابل
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_رحيل يختار المؤرّخون، وعلماء الّلغة والباحثون عنوانا مميّزا، يمكّنهم من الشّهرة، ومن الخلود، ومن اجتذاب عقول، وعيون القرّاء لما يكتبون، وبما يؤدّون.لكنّي وفي غفلة من زمن التّاريخ، ومن سُبات الّلغة، ومن جميل ما كُتب، وأُلِّفَ في قرون عديدة خلت، سأكتب عنوانا، تتمحور فيه فكر المخلوق البشريّ، عنواناً يكون في نظرة الفردِ المطلقة، إلى الأرضِ الخالدة، الّتي تدور في فلك الفضاء الرّحب، إنّه حديث السنابل، ففي بقعة من جغرافيّة الحياة، وتاريخي المتأصِّل في أخدود الحقيقة، تمتشق جزيرتي الّليلَ سربالاً، وتنهض من براثنِ سُباتها العميق؛ لتبلغَ عَنانَ السّماء، وقممَ المجدِ والخلودِ، وتتسامى أعاليَ الأفلاك، فهي الخير المُترَفُ، والبهاء الجماليّ، فبها يخضرُّ أديمُ الأرض بكلأٍ، وزرعٍ ومياهٍ، وإعادةِ دورة الحياة في كلّ ربيعٍ، وفي كلّ مساءٍ، فكانت عبر سَيرورةِ حياتها السّرمديّة البعيدةِ، وفي حاضر أيّامها المتواترة، خيرًا ونماءً، ومحطّ أنظارِ الأفلاك. يقدُمُ إليها الرّاحلون، والمستوطنون، و صانعو الجمالِ والأخلاقِ، يسكنون أرضَها، فيعمُّ النَّماء ساحاتِها، ولأنّهم يشربون ماءَها، يقطنون أرضَها، فيستوطنون، ويبنون فيها القلاعَ والحصونَ، ويربُّون فيها الحِملانَ والجِمالَ، فيألفون، ويتعايشون في نسيجِ محبّة الأرضِ والإنسانِ، ولأنّهم يَرَوْن في الأفق، عند هاطلِ الغيث في يوم ربيعيّ مشمسٍ، ألوانَ قوسِ قزحٍ ماثلا أمامهم، جعلوه طريقةً لتآلفِهم، ولتأقلمِهم، مجتمعين بتلك الألوانِ الربّانيةِ المعهودةِ، فلا تجدُ لغةً غريبةً، ولا تجدُ لونَ بشرةٍ شريدةٍ، ولا عادةً مجتمعيةً منبوذةً.هم خلقُ اللهِ الممتزجون، فيهم اتّسقتِ العقولُ، فعشقت إنسانيتهم العيون، وتعالتِ الحناجرُ فرحةً، فأخذت الأكفّ العابرةُ، والكلماتُ السّاحرةُ، والعقولُ الفريدة المتنوّعةُ، تخطط ّالأرضَ في نَظْمٍ واتّقانِ، فكانوا كلّهم ريشةَ فنّانِ، فراحتِ السّهول بهم تندَى، ازينّت، وربَت، تغرّد فيها الطّيور الشّجية، فمن سنابل القمح، يعيد القمر نوره الذهبيَّ، وتُتِمُّ الأفلاك دورتها السّنويّة، مهديةً الخيرَ والنماءَ للأرضِ النّديّة، فأينما تسكنُ، وأينما تسيرُ، تجد روح البداوةِ، والنخوةِ، والشّرفِ، وإذا ما بحثت عن آخرين، ستجدُ البراءةَ، والطّهارةَ، والأخوّةَ، والتّسامحَ، وتجد إغاثة الملهوفِ، ونقرَ الدّفوفِ، وتزيينَ الجدران والرّفوفِ، فتمضيَ نهارَك متواصلا مع ليلك في حفلاتِ سمرٍ غنّاء، في الصّيفِ، وفي الشِّتاء، وتطالعكَ الوحدةُ في أهلها في ألحانِ ألوانٍ عديدةٍ من الغناء، فإذا ما جاء الرّبيع؛ لتورق الأرض الإنسانُ من جديدٍ، ويكملان دورتهما السّنويّة، يقضي النّاس أوقاتِهم في نكهة ثرى الأرض، بعيدين عن المآسي، وعن الخذلان، والفتنة، والتّخالف، جاعلين الأرضَ أمهاتِهم، تلفُّهم في حنان قلبها الكبير، وتلمُّهم في أزهارها وورودها، بساطا، يجدون فيه أفكارهم، وآمالهم، ووحدة روحهم مع الأديم. فالسّعادة مثل القمح، ينبغي ألاّ نستهلكه، إذا لم نساهم في إنتاجه، وكما شقائق النّعمان تهتزُّ في نسيم نيسان العليل، وقد تلوّنتِ الأرضُ الّلون الأحمر الأصيل، كذلك الناس في جزيرتي الخضراء، ينتشرون حول شقائق النّعمان، في قصص من العشق، والحبّ، والإطراء، يكتبون قصصَ المثالية بروح الإباء، ويلفّون منها باقاتِ ورد في روح حبّ مستدامة، تكوّرت فيها قلوب المحبين، واجتمعت فيها حروف الكلام، ليكتمل الحبُّ الالهيُّ، والقداسة النبيلة، في فصول أرضي الغنّاء، ولتكتمل سنابل القمح النّديّة، في اهتزاز رياح لطيفة صيفيّة، على سوق نباتها الطّويل، وفق منظر ذهبيّ متلاحم، مثل بحر كث ......
#حديث
#السنابل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752771
عبدالله رحيل : خلف نافذة صغيرة
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_رحيل مِنْ خلفِ نافذةٍ صغيرةٍ.... عدت بأدراجي إلى مدينة، هجرتها منذ زمن بعيد، فاستوقفتني رياح الجنوب المتنسمة من أطراف نجد البعيدة، والموغلة في القدم، فاعتليت بناء حديثاً مُوشّى بألوان البنفسج الهادئ، وعلى لحظة شرود في غياهب عقلي، الذي اختزن طويلا شموس بلادي، نظرت من نافذة صغيرة نظيفة، قد لُوِّنت بألوان الشتاء المضمحل من غيمة داكنة، محنية، لتنثر قطرات مائها على المكان الخرب، ما رجعت بعقلي البعيد إلى زمن العصور الجاهلية، واقفا على أطلال بُويتات، هجرتها نفس البشر الغافية في مدقّات المجهول، والذكريات، والأثافي الثلاث متقابلة، كحمام نُزَّع في ساحاتها، تُحدِّث الرياح بكلمات حب صامت ندي. أرمق تلك البيوت الأربع، بنظراتي المتفحّصة كلّ يوم، تاركا وراءها، استفسارات عديدة، حول هجرانها، وخلو المكان بها، وحركة عواصف الدهر، التي أفرغتها من الحبّ، والكلام، والهجس، والهوى الروحي، المستمر المتلازم السرمدي، الطويل اللامتناهي، والسحيق بين شطآن أسوارها المتآكلة، فلا شكّ أن هناك أكفّاًّ حنونة ناعمة، قد خطّطت لبنائها، وزيّنتها بغراس شجر كثير، حيث أن رسمها لم يعفُ ، فرياح الشمال تطمسها، لتأتي رياح الجنوب فتكشفها، منثورة في ساحاتها قطع بالية، والتصقت البيوت الأربع ببعضها، غارقة في صمت رهيب كئيب رافضة موت السنين، ورافضة اندثارها وراء أزمنة الحداثة في المدينة الكبيرة الجميلة، فلعلّ من هجروها كانت لهم غايات، وقصص طويلة، وليالي سمر عاشوها بين أزقتها، وغرفها المظلمة الداكنة الساكنة الصامتة.يتراءى لي من خلف نافذتي في إحدى البيوت أثر نفس امرأة عجوز، قد هَرِمت، وهي تراعي، وتتعهد شجرة سرو صغيرة، تعهدتها رعاية وسقاية وحبًّا، حتى كَبُرت ونمت، وربما فارقتها عجوزها، فبقيت الشجرة وارفة الظلال، تحكي بصمتها قصص الديار، فأصبحت ملاذا لعصافير شقية، بنت أعشاشها الصغيرة حول وريقاتها، فكانت السكان لهذي الديار، تملؤها بهجة وفرحا صباحا، لتعود في العشي نائمة بين وريقاتها الشريدة، وعلى تموجات شقشقاتها، يطوف وجداني بمقطع حزين، غارقاً في تفسيرات عقلي البعيد.لقد هجر البيوت سكانها، على وقع قرع سيوف الهجرة، وعلى طبول حرب، تشابكت فيها أنامل الحاجة، والفاقة، والتغيرات، فمضى المتحاربون، يحيكون مستقبلهم بوشي فكر عديدة، وبألوان عدة، ما حدى بالديار أن تفرغ، وأهلها اعتلوا سطح مهب الريح، فلفظتهم بقايا أرواح ساكنة في بعيد البحار، وفي أرض المجهول، ولعل في آذان البعض منهم غرّد صائح الدهر الصدوح، فغُيِّبوا عن هذه الدار، فأُوصدت المصاريع حزنى، يلفها طول الانتظار، ووجع الغياب الطويل، فأّسرت بهذا الحب الرهيب، تقبع على نفسها حالمة ببعض حنان يد البشر، الذين بالأمس كانوا هنا، واليوم قد رحلوالكنني وإن أرى فيها الهجران، والخراب، والغياب، أرى الأيدي المتجعدة، التي شغلت نفسها في بنائها، وترتيب ساحاتها، فهناك قطع لآلات قديمة، قد أهلكها الصدأ، وهناك بعض من أشجار قديمة، قد غالبت الحنان، والجفاف، والرماد، وغالبت حر السنين، بينما بعض منها، قد مرت عليه بعض إنسانية البشر، فنثرت فيها بعض الحشائش، التي تقتات منها، إذ لم يزل الغازون، ومختلفو الرأي، وسياسات العالم المتحضر، ذي النظرة التكنولوجية والرأسمالية مختلفين، فلم يتركوا لأهلها ما يسد من جوعهم، إثر هذا البلاء الاقتصادي المتواتر عليهم.هذه البيوت متجاورات بصمت، وسكون، وهدوء، قد ألفتْ بعضها، وأحبت بعضها، وتقاسمت هموم بعضها، فلعلها قد شكّلت مجتمعا كاملا فاضلا، واقفة بشموخ أمام اختلافات الطبيعة، شتاءات متوالية، وصوائف مرت، وريح الشمال، مردفه ريح الجنوب، لكنهن صا ......
#نافذة
#صغيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752782