محمد فياض : الكلمة المفقودة
#الحوار_المتمدن
#محمد_فياض على مرِّ العصور كانت اللغة هي وسيلة التواصل المُتدَاولة لفهم الافكار والسيولة المعنوية السارية في نفوس البشر فضلاً عن كونِها اداة لجعل المكوث فوق هذه المعمورة ميسوراً ، تخيل معي إنّ هذه العصا السحرية غير موجودة فكيف سيفهم الانسان بني جنسه أم كيف ستسيرُ هذه الحياة وسط اجواء من الغموض المخيف . في الحقيقة إنَّ هذه الحروف ما هي إلّا خطوط تتداخل فيما بينها لتشكل رسماً بسيطاً نطلق عليه اسم (الكلمة).وإنَّ اصطفاف هذه الوحدات الصغيرات (الكلمات ) وتراصِفها مع بعضها البعض تشكل اللغة التي من خلالها يتداول الانسان افكاره ومشاعره مستخدماً هذه العصا لسيرِ حياته .لذا فإنّ اجمل ما يُميز اللغات ، العربية منها على وجه الخصوص إنّها شلالٌ لا يفترُ سريانه وفرشاةٌ ترسم الاف الكلمات والحوارات من دون ان تنتهي الوانها .نعم انّ هذه العصا لا يُمكِنُ أن تُلقَى ويُستقرُ بها النوى ابداً فضلاً على إنَّ هذه الكلمات هي مناجم لمشاعر عظيمة تكمِنُ بين خطوطِها.أتذكرُ ذات يوم عزِمتُ على إتمام بعض متطلباتي الدراسية في الجامعة فأخذتُ أُجيبُ عن بعضِ التساؤلات المركونة في هوامش قاموسي ، تلك التي كُنتُ أقرِّرُها عن ما اسمع من أستاذي في حينها .اوقفتُ أستاذي بعد اتمام محاضرته المعتادة وقاطعتُ سيره قائلاً:- (السلام عليكم دكتور ، يا حبّذا لو اطلعت على اجوبتي هذه فلعلّ فيها من الخطأ نصيبُ).أبتسم دلالة على قبوله طلبي ، فتحتُ الكراس وعلى عُجالة اطلع على ما كتبته واخذ يُناقشني عن بعض المفردات المندرجة في اجوبتي وقال ؛- (لا يمكن ان تستعمل هذه الكلمة هنا ابحث لك عن بديل اخر ).لم افضّل التطفل اكثر شكرتَهُ وانصرفت مُسرِعاً.في بداية الامر تذمرتُ من دقةِ هذا الرجل في انتقاء المفردات الدراسية خصوصاً انّ الكلمة كانت قريبة جداً عن ما اريد ايصاله .لم تُسعفني ذاكرتي عن بديلٍ مناسب في حينها فأعدتُ صياغة الجواب تاركاً محل الكلمة فارغاً ، لم استطع بعدها ان افهم ما تعلق بهذه المفردة ابداً وكأنّهُ حجرٌ رُفِعَ فأخلَّ المبنى بإكمله .قد كانت ثلاث حروف فقط عِندما نزلت في ذلك الفراغ القاتل استقر على اثرها كل شيء وبانت معالمُ الجواب مجدداً .ثلاث حروف فقط هي كلمة مفقودة انكسرت على اثرها عشرات الكلمات .إنَّ هذا المعنى جعلني اتفكرُ في قوة تلك الخطوط الصغيرة واخذتُ احاول ان اجد حلٌّ لكل الفراغات المهجورة في سجل ايامي الماضية لإنّ تخطي هذه المفردة او تركها كان يترتب عليه فشل جواب بإكمله.وهذا علّمني ان اجدَ حلٌّ لكل كلمة مفقودة في قراراتي وافكاري وتصوري عن اجمالي الحياة وحوادِثها .تعلمتُ ان أُفَتِشَ عن الكلام والافكار بدقة فلعلّ حرفاً احيى قلباً وأنار عقلاً ، ولعلَّ اخر اماتَ الاثنين. ......
#الكلمة
#المفقودة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748171
#الحوار_المتمدن
#محمد_فياض على مرِّ العصور كانت اللغة هي وسيلة التواصل المُتدَاولة لفهم الافكار والسيولة المعنوية السارية في نفوس البشر فضلاً عن كونِها اداة لجعل المكوث فوق هذه المعمورة ميسوراً ، تخيل معي إنّ هذه العصا السحرية غير موجودة فكيف سيفهم الانسان بني جنسه أم كيف ستسيرُ هذه الحياة وسط اجواء من الغموض المخيف . في الحقيقة إنَّ هذه الحروف ما هي إلّا خطوط تتداخل فيما بينها لتشكل رسماً بسيطاً نطلق عليه اسم (الكلمة).وإنَّ اصطفاف هذه الوحدات الصغيرات (الكلمات ) وتراصِفها مع بعضها البعض تشكل اللغة التي من خلالها يتداول الانسان افكاره ومشاعره مستخدماً هذه العصا لسيرِ حياته .لذا فإنّ اجمل ما يُميز اللغات ، العربية منها على وجه الخصوص إنّها شلالٌ لا يفترُ سريانه وفرشاةٌ ترسم الاف الكلمات والحوارات من دون ان تنتهي الوانها .نعم انّ هذه العصا لا يُمكِنُ أن تُلقَى ويُستقرُ بها النوى ابداً فضلاً على إنَّ هذه الكلمات هي مناجم لمشاعر عظيمة تكمِنُ بين خطوطِها.أتذكرُ ذات يوم عزِمتُ على إتمام بعض متطلباتي الدراسية في الجامعة فأخذتُ أُجيبُ عن بعضِ التساؤلات المركونة في هوامش قاموسي ، تلك التي كُنتُ أقرِّرُها عن ما اسمع من أستاذي في حينها .اوقفتُ أستاذي بعد اتمام محاضرته المعتادة وقاطعتُ سيره قائلاً:- (السلام عليكم دكتور ، يا حبّذا لو اطلعت على اجوبتي هذه فلعلّ فيها من الخطأ نصيبُ).أبتسم دلالة على قبوله طلبي ، فتحتُ الكراس وعلى عُجالة اطلع على ما كتبته واخذ يُناقشني عن بعض المفردات المندرجة في اجوبتي وقال ؛- (لا يمكن ان تستعمل هذه الكلمة هنا ابحث لك عن بديل اخر ).لم افضّل التطفل اكثر شكرتَهُ وانصرفت مُسرِعاً.في بداية الامر تذمرتُ من دقةِ هذا الرجل في انتقاء المفردات الدراسية خصوصاً انّ الكلمة كانت قريبة جداً عن ما اريد ايصاله .لم تُسعفني ذاكرتي عن بديلٍ مناسب في حينها فأعدتُ صياغة الجواب تاركاً محل الكلمة فارغاً ، لم استطع بعدها ان افهم ما تعلق بهذه المفردة ابداً وكأنّهُ حجرٌ رُفِعَ فأخلَّ المبنى بإكمله .قد كانت ثلاث حروف فقط عِندما نزلت في ذلك الفراغ القاتل استقر على اثرها كل شيء وبانت معالمُ الجواب مجدداً .ثلاث حروف فقط هي كلمة مفقودة انكسرت على اثرها عشرات الكلمات .إنَّ هذا المعنى جعلني اتفكرُ في قوة تلك الخطوط الصغيرة واخذتُ احاول ان اجد حلٌّ لكل الفراغات المهجورة في سجل ايامي الماضية لإنّ تخطي هذه المفردة او تركها كان يترتب عليه فشل جواب بإكمله.وهذا علّمني ان اجدَ حلٌّ لكل كلمة مفقودة في قراراتي وافكاري وتصوري عن اجمالي الحياة وحوادِثها .تعلمتُ ان أُفَتِشَ عن الكلام والافكار بدقة فلعلّ حرفاً احيى قلباً وأنار عقلاً ، ولعلَّ اخر اماتَ الاثنين. ......
#الكلمة
#المفقودة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748171
الحوار المتمدن
محمد فياض - الكلمة المفقودة