حميد الكفائي : انتخاباتٌ تعقبها احتجاجات، ثم هجماتٌ بالمسيَّرات
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي تتميز انتخابات العراق بالتفرد والتميز عما يجري في الدول الأخرى، ليس من ناحية الشفافية والنزاهة والالتزام بأصول الديمقراطية وقيمها فحسب، بل لأنها لا تفضي إلى فائز وخاسر، ثم حكومة ومعارضة.كما يحصل في انتخابات الدول الديمقراطية، بل تتمخض دائما عن احتجاجات وصراعات واتهامات متبادلة بالتزوير، ثم وساطات دولية ومفاوضات تنتهي عادة باتفاقات تتقاسم بموجبها القوى المتخاصمة، الفائزة منها والخاسرة، المناصب والمكاسب والمواقع في هذه الدولة الريعية المنكوبة.المبدأ المعمول به في العراق هو أنك إنْ لم تفُز في الانتخابات، فإنها لا شك مزورة، ويجب أن تحتج عليها وتهدد مفوضية الانتخابات وتتهم أمريكا والأمم المتحدة، بتزوير الانتخابات، ثم تستعرض قوتك بتنظيم مظاهرات صاخبة واعتصامات مستمرة، وإن لم تجْدِ الأخيرة نفعا، فلا بأس في أن تجري استعراضا عسكريا في بغداد يُشهِر فيه عناصرك المسلحون أسلحتهم المتطورة وطائراتِهم المسيَّرة، كي تخيف بها خصومك وترهب الناس وتجعلهم يقبلون بأي حكومة مقابل السلام!في كل انتخابات عراقية تتكرر هذه العملية، والمتغير الوحيد فيها هو أن أبطالها مختلفون، فالمحتجُ بالأمسِ يصبح اليوم مُحتجا عليه، ومزورُ الأمسِ يتحوَّل اليوم إلى ضحية للتزوير، وهكذا، فالعراق ليس فيه أحزاب حقيقية راسخة تضع برامج سياسية واقتصادية، تعرِضها على الشعب وتسعى إلى تحقيقها، وبدلا عن ذلك، لديه مليشيات مسلحة تفرض سيطرتها على المرافق العامة للدولة بالقوة، وتقتل وتخطف وتغيِّب كلَّ من يقف في وجهها أو ينتقدها أو يعترض على تجاوزاتها.ومن لا يمتلك سلاح المسدسات والبنادق فلابد أن يملتك سلاح المال والسرادق، وهذا الأخير، وإن كان سلميا، فهو ليس قليلَ شأن، لكنك إنْ قَدِرت على الترهيب، فلماذا تلجأ إلى الترغيب؟ فالأول مجاني والثاني مكلِّف، حتى وإن كانت الأموال مسروقة من الناس ابتداءً، ولكن عملية السرقة اكتملت، ويمكن السارق أن يُبقي المال المسروق في جيبه إن امتلك السلاح.والانتخابات في العراق متميزة في قضايا أخرى عديدة، فمعظم القادة إما معممون، أو معممون بلا عمامة، درسوا أصول الفقه وتأريخ الفتن والمحن في أرقى الحوزات العلمية وكليات الشريعة، وهم لا يتحدثون بما يشغل بال الناس، كما يتوهم البعض، أي بالأمور المهمة مثل سوء الخدمات والبطالة وانعدام الأمن وشيوع الفساد وانتشار أعمال القتل والخطف وممارسة الابتزاز والاستحواذ على ثروات البلاد من قبل النصابين والمزورين والفاسدين، بل يتحدثون عن الحلال والحرام وضرورات الدين وكيفية إنقاذ الناس من عذاب جهنم! وخير من يعبِّر عن حالهم هو كاريكاتير شهير يصوِّر شيخا يخطب في الناس قائلا (إذا صوَّتمْ لنا في الدنيا فسوف نصوِّت لكم في الآخرة)! انتخابات عام 2005، مثلا، التي (فاز) فيها تحالف القوى الشيعية المسلحة، وبغض النظر عن الأساليب التي استخدمها هذا التحالف المفرط في الديمقراطية لـ(إقناع) الناس بالتصويت له، أسفرت عن تشكيل حركة (مرام) بقيادة الخاسرين في تلك الانتخابات، وهم أياد علاوي وعدنان الدليمي وصالح المطلك وآخرون. و(مرام) هنا لا تعني (طموح) أو (هدف) كما تعني الكلمة في الظروف الطبيعية، بل هو اختصار لاسم هذا التجمع السياسي العريض وهو (مؤتمر رافضي الانتخابات المزورة)!وفي انتخابات عام 2010، كانت هناك احتجاجات واسعة ضد نتائج الانتخابات التي فاز فيها تحالف انتخابي بعنوان (القائمة العراقية)! وكأن القوائم الأخرى تنتمي إلى فيتنام أو كمبوديا! وكان يقود هذه الاحتجاجات الغاضبة على أمريكا والأمم المتحدة، رئيس الوزراء حينها ......
#انتخاباتٌ
#تعقبها
#احتجاجات،
#هجماتٌ
#بالمسيَّرات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738020
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي تتميز انتخابات العراق بالتفرد والتميز عما يجري في الدول الأخرى، ليس من ناحية الشفافية والنزاهة والالتزام بأصول الديمقراطية وقيمها فحسب، بل لأنها لا تفضي إلى فائز وخاسر، ثم حكومة ومعارضة.كما يحصل في انتخابات الدول الديمقراطية، بل تتمخض دائما عن احتجاجات وصراعات واتهامات متبادلة بالتزوير، ثم وساطات دولية ومفاوضات تنتهي عادة باتفاقات تتقاسم بموجبها القوى المتخاصمة، الفائزة منها والخاسرة، المناصب والمكاسب والمواقع في هذه الدولة الريعية المنكوبة.المبدأ المعمول به في العراق هو أنك إنْ لم تفُز في الانتخابات، فإنها لا شك مزورة، ويجب أن تحتج عليها وتهدد مفوضية الانتخابات وتتهم أمريكا والأمم المتحدة، بتزوير الانتخابات، ثم تستعرض قوتك بتنظيم مظاهرات صاخبة واعتصامات مستمرة، وإن لم تجْدِ الأخيرة نفعا، فلا بأس في أن تجري استعراضا عسكريا في بغداد يُشهِر فيه عناصرك المسلحون أسلحتهم المتطورة وطائراتِهم المسيَّرة، كي تخيف بها خصومك وترهب الناس وتجعلهم يقبلون بأي حكومة مقابل السلام!في كل انتخابات عراقية تتكرر هذه العملية، والمتغير الوحيد فيها هو أن أبطالها مختلفون، فالمحتجُ بالأمسِ يصبح اليوم مُحتجا عليه، ومزورُ الأمسِ يتحوَّل اليوم إلى ضحية للتزوير، وهكذا، فالعراق ليس فيه أحزاب حقيقية راسخة تضع برامج سياسية واقتصادية، تعرِضها على الشعب وتسعى إلى تحقيقها، وبدلا عن ذلك، لديه مليشيات مسلحة تفرض سيطرتها على المرافق العامة للدولة بالقوة، وتقتل وتخطف وتغيِّب كلَّ من يقف في وجهها أو ينتقدها أو يعترض على تجاوزاتها.ومن لا يمتلك سلاح المسدسات والبنادق فلابد أن يملتك سلاح المال والسرادق، وهذا الأخير، وإن كان سلميا، فهو ليس قليلَ شأن، لكنك إنْ قَدِرت على الترهيب، فلماذا تلجأ إلى الترغيب؟ فالأول مجاني والثاني مكلِّف، حتى وإن كانت الأموال مسروقة من الناس ابتداءً، ولكن عملية السرقة اكتملت، ويمكن السارق أن يُبقي المال المسروق في جيبه إن امتلك السلاح.والانتخابات في العراق متميزة في قضايا أخرى عديدة، فمعظم القادة إما معممون، أو معممون بلا عمامة، درسوا أصول الفقه وتأريخ الفتن والمحن في أرقى الحوزات العلمية وكليات الشريعة، وهم لا يتحدثون بما يشغل بال الناس، كما يتوهم البعض، أي بالأمور المهمة مثل سوء الخدمات والبطالة وانعدام الأمن وشيوع الفساد وانتشار أعمال القتل والخطف وممارسة الابتزاز والاستحواذ على ثروات البلاد من قبل النصابين والمزورين والفاسدين، بل يتحدثون عن الحلال والحرام وضرورات الدين وكيفية إنقاذ الناس من عذاب جهنم! وخير من يعبِّر عن حالهم هو كاريكاتير شهير يصوِّر شيخا يخطب في الناس قائلا (إذا صوَّتمْ لنا في الدنيا فسوف نصوِّت لكم في الآخرة)! انتخابات عام 2005، مثلا، التي (فاز) فيها تحالف القوى الشيعية المسلحة، وبغض النظر عن الأساليب التي استخدمها هذا التحالف المفرط في الديمقراطية لـ(إقناع) الناس بالتصويت له، أسفرت عن تشكيل حركة (مرام) بقيادة الخاسرين في تلك الانتخابات، وهم أياد علاوي وعدنان الدليمي وصالح المطلك وآخرون. و(مرام) هنا لا تعني (طموح) أو (هدف) كما تعني الكلمة في الظروف الطبيعية، بل هو اختصار لاسم هذا التجمع السياسي العريض وهو (مؤتمر رافضي الانتخابات المزورة)!وفي انتخابات عام 2010، كانت هناك احتجاجات واسعة ضد نتائج الانتخابات التي فاز فيها تحالف انتخابي بعنوان (القائمة العراقية)! وكأن القوائم الأخرى تنتمي إلى فيتنام أو كمبوديا! وكان يقود هذه الاحتجاجات الغاضبة على أمريكا والأمم المتحدة، رئيس الوزراء حينها ......
#انتخاباتٌ
#تعقبها
#احتجاجات،
#هجماتٌ
#بالمسيَّرات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738020
الحوار المتمدن
حميد الكفائي - انتخاباتٌ تعقبها احتجاجات، ثم هجماتٌ بالمسيَّرات
حميد الكفائي : بلاد الحزن أوطاني من الفاوِ لبغدان
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي الحزن في العراق طاغيقول علماء النفس والاجتماع إن الحزن يترك تأثيرات مدمرة على شخصية الفرد ويجعله يائسا وتعيسا وخاملا ومتشائما وغير منتج.وحسب نظرية التوازن للعالم النمساوي فريتز هايدر، فإن الإنسان بطبيعته يسعى دائما إلى التخلص من الضغوط النفسية من خلال تغيير مواقفه وتبني مواقف تجعله سعيدا او تحقق له طموحاتِه ومصالحَه.وإن كان المرء لا يستطيع أن يفعل ما يسعِده، لوجود عقبات أو معارضة في المجتمع، فإنه سيشعر بالتعاسة، وإن تراكمت التعاسة والإحباط، فسوف يلجأ المرء إلى ممارسة أفعال أخرى لتخفيف الضغوط النفسية عنه، لكن الأفعال قد تكون ضارة، وربما متطرفة أو متعارضة مع التقاليد السائدة.طابع الحزن هو السائد في العراق، وهو ممتد ويزداد حدة بمرور السنين، ويعتبر من أبرز الصفات التي تميز العراقيين، بل أصبح الوضع الطبيعي الذي اعتاد عليه العراقيون في السنوات الأخيرة، وكل ما عداه استثنائي وطارئ، ويحتاج إلى استعدادات نفسية وتحضيرات مسبقة، وربما مغامرات وتضحيات.لقد أصبح الناس يخشون الفرح والسعادة، وطالما تسمع البعض يتعوذ الله من الشيطان عندما تكون هناك أحداث مفرحة، أو حتى مُزح مبهجة، ويردد (الله الساتر مما سيحصل لنا)! وكأن الله جل وعلا يعاقب الإنسان على السعادة والبهجة.ويتضح طابع الحزن كثيرا في الشعر والأغاني الحزينة في غالبها، وأشهر الأغاني العراقية هي تلك التي تتغنى بالحزن وتصف المآسي.ويقول الشاعر الشعبي الراحل، كاظم إسماعيل كاطع، في إحدى قصائده التي يغنيها مطربون كثيرون في العراق (منو يقدر يشيل الحزن عني. ويخليني بفرح للناس أغني. تعلمت الحزن من أمي والناس. من لولت علي يالولد يابني)! وفي قصيدة أخرى يقول (سن الماضحك بالعيد، تريده بالطبك يضحك)! و(الطبك) هنا هو التعبير العامي العراقي عن يوم عاشوراء.بينما يقول المطرب قحطان العطار في إحدى أغانيه (يقولون غني بفرح وأنا الهموم غناي)! أما المطربون المبدعون مثل كاظم الساهر وماجد المهندس وإلهام المدفعي فقد غادروا العراق وأقاموا في بلدان أخرى تقيِّم فنهم.وعندما تعرض المطرب حسين نعمة للانتقاد بأن كل أغانيه حزينة، غنى أغنية بهيجة واحدة عنوانها (قوم انثر الهيل) وكانت مرتبكة المعنى، فالهيل لا يُنثر في العادة، كما تُنثر الحلوى في المناسبات السعيدة مثلا، وإنما يوضع مع الشاي والقهوة وبعض الأطباق!العراق هو بلد الشعر دون منازع، وعدد الشعراء أصبح يفوق عدد أي شريحة أخرى في المجتمع، فمن لا يجيد الشعر الفصيح، يلجأ إلى الشعر العامي، أو الشعر الشعبي كما يسمى في العراق، وكثيرون يدَّعون الشاعرية، أو يلجئون إلى الشعر عند الشدائد، وما أكثرها، رغم غياب الموهبة الشعرية لديهم. ومعظم أسباب وأغراض الشعر هي الأحزان والمآسي والحرمان وفقدان الحبيب وغدر الزمان.معظم المناسبات العامة في العراق حزينة، باستثناء المولد النبوي، الذي يُحتفل به في نطاق محدود، وفي يوم واحد فقط بسبب طابع الحزن السائد في البلد. وتكاد المناسبات الحزينة تتوزع على كل أشهر السنة، بل هناك شهران، هما محرم وصفر، مكرّسان للحزن فقط!وحتى شهر رمضان الذي كان شهرا للأفراح والبهجة والاحتفالات والمسابقات الشعبية المُسلِّية، ويختتم بعيد الفطر البهيج، أصبح هذه الأيام شهرا للأحزان، يحييه الخطباء والنُعاة، إذ أصبح كثيرون يأتون بخطيب يذكِّرهم بالموت وعذاب القبر ومآسي الماضي وكوارثه! بل أخذ الإرهابيون والمجرمون يستغلون أجواءه كي ينقضوا على الناس الأبرياء ويقتلونهم كما حصل في معظم الأعياد خلال السنوات العشرين ال ......
#بلاد
#الحزن
#أوطاني
#الفاوِ
#لبغدان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742169
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي الحزن في العراق طاغيقول علماء النفس والاجتماع إن الحزن يترك تأثيرات مدمرة على شخصية الفرد ويجعله يائسا وتعيسا وخاملا ومتشائما وغير منتج.وحسب نظرية التوازن للعالم النمساوي فريتز هايدر، فإن الإنسان بطبيعته يسعى دائما إلى التخلص من الضغوط النفسية من خلال تغيير مواقفه وتبني مواقف تجعله سعيدا او تحقق له طموحاتِه ومصالحَه.وإن كان المرء لا يستطيع أن يفعل ما يسعِده، لوجود عقبات أو معارضة في المجتمع، فإنه سيشعر بالتعاسة، وإن تراكمت التعاسة والإحباط، فسوف يلجأ المرء إلى ممارسة أفعال أخرى لتخفيف الضغوط النفسية عنه، لكن الأفعال قد تكون ضارة، وربما متطرفة أو متعارضة مع التقاليد السائدة.طابع الحزن هو السائد في العراق، وهو ممتد ويزداد حدة بمرور السنين، ويعتبر من أبرز الصفات التي تميز العراقيين، بل أصبح الوضع الطبيعي الذي اعتاد عليه العراقيون في السنوات الأخيرة، وكل ما عداه استثنائي وطارئ، ويحتاج إلى استعدادات نفسية وتحضيرات مسبقة، وربما مغامرات وتضحيات.لقد أصبح الناس يخشون الفرح والسعادة، وطالما تسمع البعض يتعوذ الله من الشيطان عندما تكون هناك أحداث مفرحة، أو حتى مُزح مبهجة، ويردد (الله الساتر مما سيحصل لنا)! وكأن الله جل وعلا يعاقب الإنسان على السعادة والبهجة.ويتضح طابع الحزن كثيرا في الشعر والأغاني الحزينة في غالبها، وأشهر الأغاني العراقية هي تلك التي تتغنى بالحزن وتصف المآسي.ويقول الشاعر الشعبي الراحل، كاظم إسماعيل كاطع، في إحدى قصائده التي يغنيها مطربون كثيرون في العراق (منو يقدر يشيل الحزن عني. ويخليني بفرح للناس أغني. تعلمت الحزن من أمي والناس. من لولت علي يالولد يابني)! وفي قصيدة أخرى يقول (سن الماضحك بالعيد، تريده بالطبك يضحك)! و(الطبك) هنا هو التعبير العامي العراقي عن يوم عاشوراء.بينما يقول المطرب قحطان العطار في إحدى أغانيه (يقولون غني بفرح وأنا الهموم غناي)! أما المطربون المبدعون مثل كاظم الساهر وماجد المهندس وإلهام المدفعي فقد غادروا العراق وأقاموا في بلدان أخرى تقيِّم فنهم.وعندما تعرض المطرب حسين نعمة للانتقاد بأن كل أغانيه حزينة، غنى أغنية بهيجة واحدة عنوانها (قوم انثر الهيل) وكانت مرتبكة المعنى، فالهيل لا يُنثر في العادة، كما تُنثر الحلوى في المناسبات السعيدة مثلا، وإنما يوضع مع الشاي والقهوة وبعض الأطباق!العراق هو بلد الشعر دون منازع، وعدد الشعراء أصبح يفوق عدد أي شريحة أخرى في المجتمع، فمن لا يجيد الشعر الفصيح، يلجأ إلى الشعر العامي، أو الشعر الشعبي كما يسمى في العراق، وكثيرون يدَّعون الشاعرية، أو يلجئون إلى الشعر عند الشدائد، وما أكثرها، رغم غياب الموهبة الشعرية لديهم. ومعظم أسباب وأغراض الشعر هي الأحزان والمآسي والحرمان وفقدان الحبيب وغدر الزمان.معظم المناسبات العامة في العراق حزينة، باستثناء المولد النبوي، الذي يُحتفل به في نطاق محدود، وفي يوم واحد فقط بسبب طابع الحزن السائد في البلد. وتكاد المناسبات الحزينة تتوزع على كل أشهر السنة، بل هناك شهران، هما محرم وصفر، مكرّسان للحزن فقط!وحتى شهر رمضان الذي كان شهرا للأفراح والبهجة والاحتفالات والمسابقات الشعبية المُسلِّية، ويختتم بعيد الفطر البهيج، أصبح هذه الأيام شهرا للأحزان، يحييه الخطباء والنُعاة، إذ أصبح كثيرون يأتون بخطيب يذكِّرهم بالموت وعذاب القبر ومآسي الماضي وكوارثه! بل أخذ الإرهابيون والمجرمون يستغلون أجواءه كي ينقضوا على الناس الأبرياء ويقتلونهم كما حصل في معظم الأعياد خلال السنوات العشرين ال ......
#بلاد
#الحزن
#أوطاني
#الفاوِ
#لبغدان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742169
الحوار المتمدن
حميد الكفائي - بلاد الحزن أوطاني من الفاوِ لبغدان
حميد الكفائي : المليشيات تجترح الذرائع لإضعاف العراق
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي طالما تشدقت المليشيات في العراق بأنها تحارب (المحتل) الأمريكي باعتبار أن (المقاومة) حق كفلته المواثيق الدولية، لكن الحقيقة هي أنها لا تسعى إلا لإضعاف الدولة وإفقارها وجعلها ساحة حرب ومنطقة غير مستقرة، خدمة لأهداف داعميها الأجانب.وتستغل هذه المليشيات ضعف الحكومة غير المدعومة سياسيا، والتي (يطمح) أفرادها في البقاء بمناصبهم الهزيلة، دون اكتراث لتماسك الدولة ومصلحة الشعب، لتنفيذ مآربها في استهداف السفارات والمطارات والقواعد العسكرية التي تضم قوات صديقة ومستشارين أجانب وأرتالا عسكرية عراقية وصديقة.هذه المليشيات، التي يتقاضى أفرادها رواتب من الدولة العراقية باعتبارهم منتسبين لـ(الحشد الشعبي) الذي يعتبر مؤسسة أمنية عراقية تتبع القوانين العراقية بموجب القانون رقم 40 لسنة 2016، تلعب دورين متناقضين. الأول هو أنها قوة أمنية عراقية وجزء من القوات المسلحة العراقية، وواجبها في هذه الحال أن تأتمر بأمر القادة الرسميين وتلتزم القوانين العراقية، ولا تمارس السياسة كما ينص على ذلك الدستور (المادة 9-أولا- الفقرتان -أ و-ج).والدور الثاني هو أنها (مقاومة إسلامية) تستهدف قوات الاحتلال الأمريكي، علما أن الجميع يعلم أنه لا يوجد أي احتلال، فالقوات الأمريكية غادرت العراق عام 2011 بطلب من الحكومة العراقية، لكن قوة أمريكية صغيرة، جاءت لتقديم الاستشارات والمعلومات الاستخبارية والتدريب للجيش العراقي، بطلب من الحكومة العراقية عام 2014 بعد سقوط الموصل والأنبار وصلاح الدين ومدن عراقية أخرى في أيدي تنظيم داعش، وقد كان لها دور فاعل، إلى جانب القوات العراقية، في إلحاق الهزيمة بداعش وإسقاط حكمها الذي دام ثلاث سنوات.فإن كانت هذه الجماعات المسلحة جزءا من مؤسسات الدولة العراقية، فلماذا تتصرف دون أمر من القيادات العسكرية العراقية؟ ولماذا تهاجم مطاري بغداد وأربيل والقواعد العسكرية العراقية بصواريخ الكاتيوشا وطائرات إيرانية مسيرة، ما يضطر القوات العراقية لصدها وإسقاطها؟ والسؤال الذي لم تجب عليه الحكومة العراقية حتى الآن، هو لماذا يبقى قادة هذه الجماعات، الذين يصرحون بولائهم للنظام الإيراني وتبعيتهم له، في مواقعهم القيادية دائما ويتصرفون باستقلالية تامة، ويزورون إيران متى ما شاءوا ويتباحثون مع قادة الحرس الثوري الإيراني، ويطلقون التهديدات والتصريحات السياسية المناهضة للسياسة الرسمية العراقية، ويكيلون الاتهامات والإهانات للمسؤولين الحكوميين، ابتداءً من الرئاسات، التي لم نعد نعرف عددها بسبب كثرتها، وانتهاء بضباط الشرطة الذين يؤدون واجباتهم بملاحقة القتلة والمجرمين؟بل يقوم أفراد هذه الجماعات، وحسب اعترافات بعضهم الذين أُلقي القبض عليهم بالجرم المشهود، باستهداف وقتل ضباط الشرطة الذين يحققون في جرائم يشتبه بأنهم تورطوا فيها، كما حصل في البصرة مؤخرا عندما استُهدف ضابط تحقيق بعبوة ناسفة أثناء مرور سيارته قرب مقر عمله، ونجا منها بقدرة قادر. لكن زميلا له لم يسعفه الحظ، إذ تمكنوا من اصطياده وقتله قبله بأسابيع.ولماذا يترأس رئيس هيئة الحد الشعبي قائمة انتخابية ويتفاوض مع السياسيين الآخرين بهدف تشكيل الحكومة المقبلة، إن كان الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية بحتا؟ ولماذا أقاله رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، من منصبه قائلا إنه يخالف مهامه الأمنية بممارسته نشاطا سياسيا، لكنه عاد الآن وتحالف معه سياسيا، مع علمه أنه يخالف القانون والضوابط السياسية والعسكرية معا؟من الواضح أن هناك خلطا مقصودا بين المهام السياسية والعسكرية، وأن هذه الجهات التي تدعي أنها أمني ......
#المليشيات
#تجترح
#الذرائع
#لإضعاف
#العراق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743219
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي طالما تشدقت المليشيات في العراق بأنها تحارب (المحتل) الأمريكي باعتبار أن (المقاومة) حق كفلته المواثيق الدولية، لكن الحقيقة هي أنها لا تسعى إلا لإضعاف الدولة وإفقارها وجعلها ساحة حرب ومنطقة غير مستقرة، خدمة لأهداف داعميها الأجانب.وتستغل هذه المليشيات ضعف الحكومة غير المدعومة سياسيا، والتي (يطمح) أفرادها في البقاء بمناصبهم الهزيلة، دون اكتراث لتماسك الدولة ومصلحة الشعب، لتنفيذ مآربها في استهداف السفارات والمطارات والقواعد العسكرية التي تضم قوات صديقة ومستشارين أجانب وأرتالا عسكرية عراقية وصديقة.هذه المليشيات، التي يتقاضى أفرادها رواتب من الدولة العراقية باعتبارهم منتسبين لـ(الحشد الشعبي) الذي يعتبر مؤسسة أمنية عراقية تتبع القوانين العراقية بموجب القانون رقم 40 لسنة 2016، تلعب دورين متناقضين. الأول هو أنها قوة أمنية عراقية وجزء من القوات المسلحة العراقية، وواجبها في هذه الحال أن تأتمر بأمر القادة الرسميين وتلتزم القوانين العراقية، ولا تمارس السياسة كما ينص على ذلك الدستور (المادة 9-أولا- الفقرتان -أ و-ج).والدور الثاني هو أنها (مقاومة إسلامية) تستهدف قوات الاحتلال الأمريكي، علما أن الجميع يعلم أنه لا يوجد أي احتلال، فالقوات الأمريكية غادرت العراق عام 2011 بطلب من الحكومة العراقية، لكن قوة أمريكية صغيرة، جاءت لتقديم الاستشارات والمعلومات الاستخبارية والتدريب للجيش العراقي، بطلب من الحكومة العراقية عام 2014 بعد سقوط الموصل والأنبار وصلاح الدين ومدن عراقية أخرى في أيدي تنظيم داعش، وقد كان لها دور فاعل، إلى جانب القوات العراقية، في إلحاق الهزيمة بداعش وإسقاط حكمها الذي دام ثلاث سنوات.فإن كانت هذه الجماعات المسلحة جزءا من مؤسسات الدولة العراقية، فلماذا تتصرف دون أمر من القيادات العسكرية العراقية؟ ولماذا تهاجم مطاري بغداد وأربيل والقواعد العسكرية العراقية بصواريخ الكاتيوشا وطائرات إيرانية مسيرة، ما يضطر القوات العراقية لصدها وإسقاطها؟ والسؤال الذي لم تجب عليه الحكومة العراقية حتى الآن، هو لماذا يبقى قادة هذه الجماعات، الذين يصرحون بولائهم للنظام الإيراني وتبعيتهم له، في مواقعهم القيادية دائما ويتصرفون باستقلالية تامة، ويزورون إيران متى ما شاءوا ويتباحثون مع قادة الحرس الثوري الإيراني، ويطلقون التهديدات والتصريحات السياسية المناهضة للسياسة الرسمية العراقية، ويكيلون الاتهامات والإهانات للمسؤولين الحكوميين، ابتداءً من الرئاسات، التي لم نعد نعرف عددها بسبب كثرتها، وانتهاء بضباط الشرطة الذين يؤدون واجباتهم بملاحقة القتلة والمجرمين؟بل يقوم أفراد هذه الجماعات، وحسب اعترافات بعضهم الذين أُلقي القبض عليهم بالجرم المشهود، باستهداف وقتل ضباط الشرطة الذين يحققون في جرائم يشتبه بأنهم تورطوا فيها، كما حصل في البصرة مؤخرا عندما استُهدف ضابط تحقيق بعبوة ناسفة أثناء مرور سيارته قرب مقر عمله، ونجا منها بقدرة قادر. لكن زميلا له لم يسعفه الحظ، إذ تمكنوا من اصطياده وقتله قبله بأسابيع.ولماذا يترأس رئيس هيئة الحد الشعبي قائمة انتخابية ويتفاوض مع السياسيين الآخرين بهدف تشكيل الحكومة المقبلة، إن كان الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية بحتا؟ ولماذا أقاله رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، من منصبه قائلا إنه يخالف مهامه الأمنية بممارسته نشاطا سياسيا، لكنه عاد الآن وتحالف معه سياسيا، مع علمه أنه يخالف القانون والضوابط السياسية والعسكرية معا؟من الواضح أن هناك خلطا مقصودا بين المهام السياسية والعسكرية، وأن هذه الجهات التي تدعي أنها أمني ......
#المليشيات
#تجترح
#الذرائع
#لإضعاف
#العراق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743219
الحوار المتمدن
حميد الكفائي - المليشيات تجترح الذرائع لإضعاف العراق
حميد الكفائي : سنان الشبيبي: عاش متفائلا ومات حزينا
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي غادر الحياة قبل أيام الاقتصادي الدولي ومحافظ البنك المركزي العراقي الأسبق، الدكتور سنان الشبيبي، عن عمر ناهز الثمانين عاما، تاركا وراءه سجلا حافلا بالإنجازات والسمعة العطرة، عراقيا ودوليا.تميز د. سنان بأخلاق رفيعة وتواضع جم، وكان متفائلا في أحلك الظروف، وحتى منظره، الذي يتميز ببشاشة وابتسامة دائمتين، كان يشعِر الآخرين بأن العالم يرفل بالخير والرخاء، وأن المستقبل زاهر ولا داعي للقلق، وهو أمر نادر بين الاقتصاديين الذين يتسمون عادة بالجدية وتجهم الوجه، ويبرزون في الأزمات، مطلقين الإنذارات ومحذرين من الصعوبات الاقتصادية الوشيكة.ينتمي الشبيبي إلى عائلة عراقية معروفة من مدينة النجف، رغم أن أصولها تعود إلى قبيلة الشبيب في محافظة الناصرية، والتي تنتمي إليها أيضا عائلة السعدون المعروفة، التي سميت المحافظة باسم زعيمها ناصر باشا السعدون الشبيبي.كان والده، الشيخ محمد رضا الشبيبي، شخصية دينية بارزة وشاعرا مرموقا، وقد أصبح وزيرا للمعارف ورئيسا للبرلمان في العهد الملكي، كما عُرف بالمثالية والالتزام بالمبادئ، لكن ذلك لم يعُقه من ممارسة السياسة والعمل بالممكن، بعيدا عن التشدد المبدئي. وعلى الرغم من الخلفية الدينية والقبلية لعائلة الشبيبي، إلا أن د. سنان وباقي أفراد العائلة نهجوا نهجا مدنيا علمانيا.تعرفت على الدكتور سنان عام 1997 أثناء إلقائه محاضرة في لندن حول قضايا اقتصادية عالمية، ودور الأمم المتحدة في معالجتها، إذ كان حينها يشغل منصب كبير الاقتصاديين في وكالة “UNCTAD” الدولية أو (مؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية)، التي كنت قد تناولتها بالنقد في مقال في جريدة الحياة، نشر قبل ذلك اللقاء ببضعة أسابيع، إذ ورد في تقريرها السنوي لذلك العام تحذير من مخاطر العولمة على العالم النامي.وبعد انتهاء المحاضرة تقدمت للسلام عليه، وحينما عرّفته بنفسي قال مازحا (يا أخي ألم تجد مؤسسة أخرى تتناولها بالنقد غير “أنكتاد” التي ترعى مصالح الدول الفقيرة)! فأوضحت له الأسباب بأن العولمة تيار جارف ولا يمكن إعاقته والوقوف بوجهه لأنه صيرورة طبيعية للتطور العالمي، والأفضل لوكالة أنكتاد أن تجد حلولا عملية لمشاكل العالم النامي الاقتصادية وكيفية الاستفادة من العولمة، بدلا من إطلاق التحذيرات من مخاطرها. ظللنا على تواصل بعد ذلك اللقاء وتبادلنا أرقام الهواتف وأتذكر أنني أجريت معه لقاءً إذاعيا مطلع عام 2003، وأخبرني حينها بأنه لم يعد يعمل في الأمم المتحدة إذ كان قد أحيل على التقاعد أواخر عام 2001 بعد بلوغه الستين من العمر، كما تتطلب ضوابط الأمم المتحدة، وطلب مني أن أقدمه للمستمعين بصفته الشخصية.وبعد إسقاط النظام العراقي عام 2003، عدنا إلى العراق، وأصبح د. سنان محافظا للبنك المركزي العراقي، وذلك لسمعته الدولية كخبير اقتصادي وإداري، كما ساعدت سمعة عائلته المرموقة أيضا على اختياره في تلك المرحلة القلقة التي تطلب فيها تطمين الشعب العراقي بتعيين شخصيات معروفة في المناصب المهمة.وشاءت الصدف أن نقيم معا لعدة أسابيع في فندق برج الحياة، وكنا نلتقي يوميا تقريبا، هذا إضافة إلى اللقاءات الأخرى في الاجتماعات الرسمية، وأتذكر جيدا مساهماته القيمة فيما يتعلق بالعملة والسياسة النقدية العراقية الجديدة. كان حينها يؤكد على استقلالية البنك المركزي ويحذر المسؤولين من التدخل في شؤونه، أو حتى الحديث في القضايا النقدية والمالية لأنها حساسة ولا يجيد الحديث فيها غير المتخصصين.بقي د. سنان محافظا للبنك المركزي العراقي لثماني سنوات، وفي ع ......
#سنان
#الشبيبي:
#متفائلا
#ومات
#حزينا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744165
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي غادر الحياة قبل أيام الاقتصادي الدولي ومحافظ البنك المركزي العراقي الأسبق، الدكتور سنان الشبيبي، عن عمر ناهز الثمانين عاما، تاركا وراءه سجلا حافلا بالإنجازات والسمعة العطرة، عراقيا ودوليا.تميز د. سنان بأخلاق رفيعة وتواضع جم، وكان متفائلا في أحلك الظروف، وحتى منظره، الذي يتميز ببشاشة وابتسامة دائمتين، كان يشعِر الآخرين بأن العالم يرفل بالخير والرخاء، وأن المستقبل زاهر ولا داعي للقلق، وهو أمر نادر بين الاقتصاديين الذين يتسمون عادة بالجدية وتجهم الوجه، ويبرزون في الأزمات، مطلقين الإنذارات ومحذرين من الصعوبات الاقتصادية الوشيكة.ينتمي الشبيبي إلى عائلة عراقية معروفة من مدينة النجف، رغم أن أصولها تعود إلى قبيلة الشبيب في محافظة الناصرية، والتي تنتمي إليها أيضا عائلة السعدون المعروفة، التي سميت المحافظة باسم زعيمها ناصر باشا السعدون الشبيبي.كان والده، الشيخ محمد رضا الشبيبي، شخصية دينية بارزة وشاعرا مرموقا، وقد أصبح وزيرا للمعارف ورئيسا للبرلمان في العهد الملكي، كما عُرف بالمثالية والالتزام بالمبادئ، لكن ذلك لم يعُقه من ممارسة السياسة والعمل بالممكن، بعيدا عن التشدد المبدئي. وعلى الرغم من الخلفية الدينية والقبلية لعائلة الشبيبي، إلا أن د. سنان وباقي أفراد العائلة نهجوا نهجا مدنيا علمانيا.تعرفت على الدكتور سنان عام 1997 أثناء إلقائه محاضرة في لندن حول قضايا اقتصادية عالمية، ودور الأمم المتحدة في معالجتها، إذ كان حينها يشغل منصب كبير الاقتصاديين في وكالة “UNCTAD” الدولية أو (مؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية)، التي كنت قد تناولتها بالنقد في مقال في جريدة الحياة، نشر قبل ذلك اللقاء ببضعة أسابيع، إذ ورد في تقريرها السنوي لذلك العام تحذير من مخاطر العولمة على العالم النامي.وبعد انتهاء المحاضرة تقدمت للسلام عليه، وحينما عرّفته بنفسي قال مازحا (يا أخي ألم تجد مؤسسة أخرى تتناولها بالنقد غير “أنكتاد” التي ترعى مصالح الدول الفقيرة)! فأوضحت له الأسباب بأن العولمة تيار جارف ولا يمكن إعاقته والوقوف بوجهه لأنه صيرورة طبيعية للتطور العالمي، والأفضل لوكالة أنكتاد أن تجد حلولا عملية لمشاكل العالم النامي الاقتصادية وكيفية الاستفادة من العولمة، بدلا من إطلاق التحذيرات من مخاطرها. ظللنا على تواصل بعد ذلك اللقاء وتبادلنا أرقام الهواتف وأتذكر أنني أجريت معه لقاءً إذاعيا مطلع عام 2003، وأخبرني حينها بأنه لم يعد يعمل في الأمم المتحدة إذ كان قد أحيل على التقاعد أواخر عام 2001 بعد بلوغه الستين من العمر، كما تتطلب ضوابط الأمم المتحدة، وطلب مني أن أقدمه للمستمعين بصفته الشخصية.وبعد إسقاط النظام العراقي عام 2003، عدنا إلى العراق، وأصبح د. سنان محافظا للبنك المركزي العراقي، وذلك لسمعته الدولية كخبير اقتصادي وإداري، كما ساعدت سمعة عائلته المرموقة أيضا على اختياره في تلك المرحلة القلقة التي تطلب فيها تطمين الشعب العراقي بتعيين شخصيات معروفة في المناصب المهمة.وشاءت الصدف أن نقيم معا لعدة أسابيع في فندق برج الحياة، وكنا نلتقي يوميا تقريبا، هذا إضافة إلى اللقاءات الأخرى في الاجتماعات الرسمية، وأتذكر جيدا مساهماته القيمة فيما يتعلق بالعملة والسياسة النقدية العراقية الجديدة. كان حينها يؤكد على استقلالية البنك المركزي ويحذر المسؤولين من التدخل في شؤونه، أو حتى الحديث في القضايا النقدية والمالية لأنها حساسة ولا يجيد الحديث فيها غير المتخصصين.بقي د. سنان محافظا للبنك المركزي العراقي لثماني سنوات، وفي ع ......
#سنان
#الشبيبي:
#متفائلا
#ومات
#حزينا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744165
الحوار المتمدن
حميد الكفائي - سنان الشبيبي: عاش متفائلا ومات حزينا
حميد الكفائي : عندما تستهوي السياسة كل أفراد الشعب
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي .في الدول المبتلاة بالثقافة الثورية والطبقات السياسية الطارئة، يصبح كل أفراد الشعب سياسيين، صغارا وكبارا، متعلمين وبسطاء.ولا يهم إن كان المرء يجهل أساسيات علم السياسة، فبإمكانه أن يكون سياسيا (محنكا)، بمجرد حفظ بعض الجمل القصيرة، التي تجعل منه ذلك السياسي المرموق الذي يُشار إليه بالبنان!وهذه الجمل والعبارات سائدة ومنتشرة، أينما يولي المرء وجهه، إذ يمكنه العثور عليها في الجرائد والمجلات، وإن كان أميا، وهذا شأن ملايين الناس في العالم العربي، فيمكنه أن يستمع إليها في الإذاعات وقنوات التلفزة، وهي مريحة وسهلة الحفظ، مثل (إنها مؤامرة أمريكية على الشعوب العربية) و(إنه مخطط تقف وراءه الصهيونية العالمية) و(هذه خطة مرسومة سلفا) و(أن الصهيونية العالمية لن تدعنا نتقدم) وهكذا دواليك!!ومما فاقم الولع والهوس بالشؤون السياسية في العقود الأخيرة، هو انتشار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، التي تحتاج إلى معلقين ومشاركين وكتاب باستمرار، وهذه الحالة شجعت كثيرين على (التصدي) للشأن السياسي، ولِمَ لا، إن كان بإمكان المرء أن يردد الكليشيهات المألوفة، ويفسر الأحداث على هواه، ووفق ما ألفه من سيناريوهات وأفكار؟ فهناك دائما "مؤامرة صهيونية على الأمة العربية، تدعمها الإمبريالية العالمية التي لا تريد لشعوبنا الخير"!بل والأكثر من ذلك هو أن هناك من يردد أن الدول العالمية المتخاصمة، هي في الحقيقة متفقة في السر، لكنها تتظاهر بالاختلاف كجزء من (مؤامرة كبرى) على الأمة العربية! ولا أدري ما الذي يدفع الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والهند وأستراليا والبرازيل، لأن تتفق سرا وتتحارب علنا؟ هل هو الخوف من الدول الأضعف منها مثلا؟ووسط كل هذا الهرج والمرج تختلط الأوراق وتضيع الحقائق على البسطاء والشطّار على حد سواء! أحد الأصدقاء المثقفين والمتعلمين يرسل إليَّ يوميا كما هائلا من الاخبار الملفقة والكاذبة ويطلب مني أن أخبره أيها صحيح وأيها كاذب! وقد صارحته ذات يوم، بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى، "لماذا لا تفعِّل عقلك يا أخي، أو تبحث عن الحقائق بنفسك؟ فمعرفة الحقيقة لم تعد صعبة هذه الأيام. فإن كرستُ وقتي لقراءة عشرين قصة يوميا وتحليلها من أجل أن أقنعك بصحة هذه وخطأ تلك، فلن يبقى لي وقت لعمل أي شيء آخر"!ونظرية المؤامرة هذه لا تقتصر على السياسة والاقتصاد والتسلح فحسب، بل تتعداها إلى كل شيء آخر في الحياة. هناك مثلا من يعتقد بأن فيروس كورونا مؤامرة وكذبة كبرى، هدفها خداع الشعوب وتحقيق النفع المادي لشركات صناعة الأدوية، مثلما يدعي أحد أصدقائي الأطباء، ولا أدري كيف يُسمح لأمثاله العمل في الطب، فالرجل يجتهد ويبحث يوميا عن كل خبر ملفق، ورأي غريب يتعلق بفيروس كورونا، كي يبعثه لي ولغيري، بهدف إقناعنا بأن القضية كلها (مؤامرة) عالمية تشترك فيها كل دول العالم ضد شعوب الأرض أجمعها!في العراق هناك فريق متخصص في اختلاق الأكاذيب والافتراءات، وأعضاؤه ينتشرون في وسائل الإعلام والتواصل كي يخلقوا أخبارا كاذبة لإيهام الناس وتضليلهم لصالح جهات معينة، ترى أن في مصلحتها إثارة اللغط والجدل بين الناس وجعلهم ينشغلون بالسفاسف وتوافه الأمور، بدلا من الالتفات إلى القضايا المهمة كتحسين ظروف حياتهم.بل هناك قنوات متخصصة في نشر الأكاذيب وبث الشكوك بين متلقيها، وتشويه سمعة الشخصيات السياسية والثقافية، العراقية والعالمية، وليس هناك من وازع أو رادع يمنعها من ارتكاب هذه الأفعال، على الرغم من وجود هيئة متخصصة تراقب أداء وسائل الإع ......
#عندما
#تستهوي
#السياسة
#أفراد
#الشعب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746836
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي .في الدول المبتلاة بالثقافة الثورية والطبقات السياسية الطارئة، يصبح كل أفراد الشعب سياسيين، صغارا وكبارا، متعلمين وبسطاء.ولا يهم إن كان المرء يجهل أساسيات علم السياسة، فبإمكانه أن يكون سياسيا (محنكا)، بمجرد حفظ بعض الجمل القصيرة، التي تجعل منه ذلك السياسي المرموق الذي يُشار إليه بالبنان!وهذه الجمل والعبارات سائدة ومنتشرة، أينما يولي المرء وجهه، إذ يمكنه العثور عليها في الجرائد والمجلات، وإن كان أميا، وهذا شأن ملايين الناس في العالم العربي، فيمكنه أن يستمع إليها في الإذاعات وقنوات التلفزة، وهي مريحة وسهلة الحفظ، مثل (إنها مؤامرة أمريكية على الشعوب العربية) و(إنه مخطط تقف وراءه الصهيونية العالمية) و(هذه خطة مرسومة سلفا) و(أن الصهيونية العالمية لن تدعنا نتقدم) وهكذا دواليك!!ومما فاقم الولع والهوس بالشؤون السياسية في العقود الأخيرة، هو انتشار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، التي تحتاج إلى معلقين ومشاركين وكتاب باستمرار، وهذه الحالة شجعت كثيرين على (التصدي) للشأن السياسي، ولِمَ لا، إن كان بإمكان المرء أن يردد الكليشيهات المألوفة، ويفسر الأحداث على هواه، ووفق ما ألفه من سيناريوهات وأفكار؟ فهناك دائما "مؤامرة صهيونية على الأمة العربية، تدعمها الإمبريالية العالمية التي لا تريد لشعوبنا الخير"!بل والأكثر من ذلك هو أن هناك من يردد أن الدول العالمية المتخاصمة، هي في الحقيقة متفقة في السر، لكنها تتظاهر بالاختلاف كجزء من (مؤامرة كبرى) على الأمة العربية! ولا أدري ما الذي يدفع الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والهند وأستراليا والبرازيل، لأن تتفق سرا وتتحارب علنا؟ هل هو الخوف من الدول الأضعف منها مثلا؟ووسط كل هذا الهرج والمرج تختلط الأوراق وتضيع الحقائق على البسطاء والشطّار على حد سواء! أحد الأصدقاء المثقفين والمتعلمين يرسل إليَّ يوميا كما هائلا من الاخبار الملفقة والكاذبة ويطلب مني أن أخبره أيها صحيح وأيها كاذب! وقد صارحته ذات يوم، بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى، "لماذا لا تفعِّل عقلك يا أخي، أو تبحث عن الحقائق بنفسك؟ فمعرفة الحقيقة لم تعد صعبة هذه الأيام. فإن كرستُ وقتي لقراءة عشرين قصة يوميا وتحليلها من أجل أن أقنعك بصحة هذه وخطأ تلك، فلن يبقى لي وقت لعمل أي شيء آخر"!ونظرية المؤامرة هذه لا تقتصر على السياسة والاقتصاد والتسلح فحسب، بل تتعداها إلى كل شيء آخر في الحياة. هناك مثلا من يعتقد بأن فيروس كورونا مؤامرة وكذبة كبرى، هدفها خداع الشعوب وتحقيق النفع المادي لشركات صناعة الأدوية، مثلما يدعي أحد أصدقائي الأطباء، ولا أدري كيف يُسمح لأمثاله العمل في الطب، فالرجل يجتهد ويبحث يوميا عن كل خبر ملفق، ورأي غريب يتعلق بفيروس كورونا، كي يبعثه لي ولغيري، بهدف إقناعنا بأن القضية كلها (مؤامرة) عالمية تشترك فيها كل دول العالم ضد شعوب الأرض أجمعها!في العراق هناك فريق متخصص في اختلاق الأكاذيب والافتراءات، وأعضاؤه ينتشرون في وسائل الإعلام والتواصل كي يخلقوا أخبارا كاذبة لإيهام الناس وتضليلهم لصالح جهات معينة، ترى أن في مصلحتها إثارة اللغط والجدل بين الناس وجعلهم ينشغلون بالسفاسف وتوافه الأمور، بدلا من الالتفات إلى القضايا المهمة كتحسين ظروف حياتهم.بل هناك قنوات متخصصة في نشر الأكاذيب وبث الشكوك بين متلقيها، وتشويه سمعة الشخصيات السياسية والثقافية، العراقية والعالمية، وليس هناك من وازع أو رادع يمنعها من ارتكاب هذه الأفعال، على الرغم من وجود هيئة متخصصة تراقب أداء وسائل الإع ......
#عندما
#تستهوي
#السياسة
#أفراد
#الشعب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746836
الحوار المتمدن
حميد الكفائي - عندما تستهوي السياسة كل أفراد الشعب!
حميد الكفائي : لا يمكننا تغيير الماضي.. لكن بإمكاننا صنع المستقبل
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي كثيرون مهمومون بما يمكن أن يكتبه التأريخ عنهم، بل يحسبون له ألف حساب في كل خطوة يخطونها، ويشغلهم كثيرا ما يمكن أن يكتبه المؤرخون عن سلوكهم وأفعالهم.وطالما سمعنا عبارات مثل (التأريخ لن يرحم أحدا)! و(إنها مسؤولية تأريخية) و(التأريخ سيكتب بحروف من نور عن كذا وكذا) وأن (فلانا سيلعنه التأريخ) وأن (التأريخ يعيد نفسه) وأن (التأريخ سيلاحقهم على سيئات أفعالهم) و(سجل يا تأريخ أن فلانا فعل كذا)! لابد أن هؤلاء يتخيلون أنفسهم يجلسون أمام محكمة التأريخ ويحاولون أن يجدوا أجوبة لأسئلة القضاة المتخيلة! بل هناك من يستغرق في الاهتمام بالتأريخ، خصوصا بين القادة، إلى درجة أنه يهمل شؤون الحاضر والمستقبل ويبقى مهموما باحتمالات ما يكتبه التأريخ عنه! وكثيرون آخرون يسعون جاهدين لمصالحة الحاضر مع الماضي، بل لجعل الحاضر نسخة مطابقة للماضي، إن أمكن، علما أن هذا المسعى متعذر الحدوث مهما بذلوا من جهد في هذا السبيل. وهناك جماعات تعيش في دول متقدمة لكنها تتمسك بأنماط وقيم الحياة القديمة وترفض كل جديد. أفرادها يرتدون أزياء تأريخية، غريبة على المجتمعات التي يعيشون فيها، ويمارسون نشاطات عفا عليها الزمن، بل إن بعضها منفر ومثير للسخرية. لماذا يتوهم البعض بأن عليه أن يكون منسجما مع الماضي وأحداثه وأفكاره وقيمه وسلوكيات شخصياته وأنماط حياته البدائية؟ ولماذا يعتقد هؤلاء بأن الأجداد كانوا فعلا أفضل من الأحفاد؟ هل هي طبيعة بشرية أن يقدس المرء أجداده؟ فهذا النهج سائد، في بلدان عديدة، بدرجات متفاوتة طبعا، وليس فقط في بلداننا.الكتابات الأكثر قراءة في صحفنا ومكتباتنا هي تلك المتعلقة بالتأريخ والتراث، حتى أصبح معظم كتابنا يهتمون بهما، كي يضمنوا عددا كبيرا من القراء لكتاباتهم، بدلا من مناقشة قضايا الحاضر والمستقبل ومعالجتها. وما أسهل الكتابة عن الماضي، فكل (المعلومات) متوفرة والآراء كثيرة والأشعار وفيرة والتحليلات لا حدود لها، ويمكن المرء أن يغترف منها ما يروي ظمأه، أو ظمأ من يعتقد بأنهم ظِماء له.أما الحاضر والمستقبل فيحتاجان إلى دراسات معمقة وتحليلات تفصيلية مبنية على أسس رصينة واستشراف علمي مبني على أسس متينة. لذلك فإن الأسهل هو الحديث عن الماضي، الذي ألفه المتلقون واستساغوا أحداثه، وربما يتمنون أن تعود أحداثه بحذافيرها مرة أخرى، الأحداث التي قيل لهم إنها حدثت فعلا، ومعظمها مثاليات ومبالغات، وقد لا يكون لها أساس من الصحة، بل اختلطت في تأريخنا الأساطير بالحقائق، ولا يمكن غير المتخصص أن يفرز الحقائق من الأساطير.ساسة وقادة كثيرون يمتنعون عن تبني سياسات نافعة لبلدانهم، خوفا مما يمكن أن يسجله التأريخ عنهم، فهم يعيشون هاجس التأريخ في كل يوم وكل لحظة، خصوصا عندما يواجهون قرارات مصيرية تؤثر على مستقبل بلدانهم وشعوبهم.الهوس الذي يتلبس البعض عما يمكن أن يسجله التأريخ عنهم يدفعهم لأن يتشددوا في مواقفهم وأن يتخذوا مواقف طوباوية بعيدة عن الحكمة والحنكة والمصلحة، مع علمهم أن التشدد يلحق أضرارا ببلدانهم وأنفسهم، وكل هذا من أجل ألا يكتب التأريخ أنهم تنازلوا أو توصلوا إلى اتفاق لم يلحق الهزيمة المنكرة بخصومهم!ولست أدري لماذا يهتم المرء بما يمكن أن تسجله كتب التأريخ عنه بعد موته، إن كان مقتنعا بصحة مواقفه وصواب أفعاله ونفعها لبلده وشعبه؟ ثم كيف يتضرر أو ينتفع الميت مما يُكتَب عنه، سلبا أو إيجابا؟ وكيف يمكن أن يتنبأ المرء بما يمكن أن يُكتب عنه في المستقبل؟الكثير من أحداث التأريخ جرت في ظروف مختلفة، ولو أن القضايا نفسها تكررت في ......
#يمكننا
#تغيير
#الماضي..
#بإمكاننا
#المستقبل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749832
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي كثيرون مهمومون بما يمكن أن يكتبه التأريخ عنهم، بل يحسبون له ألف حساب في كل خطوة يخطونها، ويشغلهم كثيرا ما يمكن أن يكتبه المؤرخون عن سلوكهم وأفعالهم.وطالما سمعنا عبارات مثل (التأريخ لن يرحم أحدا)! و(إنها مسؤولية تأريخية) و(التأريخ سيكتب بحروف من نور عن كذا وكذا) وأن (فلانا سيلعنه التأريخ) وأن (التأريخ يعيد نفسه) وأن (التأريخ سيلاحقهم على سيئات أفعالهم) و(سجل يا تأريخ أن فلانا فعل كذا)! لابد أن هؤلاء يتخيلون أنفسهم يجلسون أمام محكمة التأريخ ويحاولون أن يجدوا أجوبة لأسئلة القضاة المتخيلة! بل هناك من يستغرق في الاهتمام بالتأريخ، خصوصا بين القادة، إلى درجة أنه يهمل شؤون الحاضر والمستقبل ويبقى مهموما باحتمالات ما يكتبه التأريخ عنه! وكثيرون آخرون يسعون جاهدين لمصالحة الحاضر مع الماضي، بل لجعل الحاضر نسخة مطابقة للماضي، إن أمكن، علما أن هذا المسعى متعذر الحدوث مهما بذلوا من جهد في هذا السبيل. وهناك جماعات تعيش في دول متقدمة لكنها تتمسك بأنماط وقيم الحياة القديمة وترفض كل جديد. أفرادها يرتدون أزياء تأريخية، غريبة على المجتمعات التي يعيشون فيها، ويمارسون نشاطات عفا عليها الزمن، بل إن بعضها منفر ومثير للسخرية. لماذا يتوهم البعض بأن عليه أن يكون منسجما مع الماضي وأحداثه وأفكاره وقيمه وسلوكيات شخصياته وأنماط حياته البدائية؟ ولماذا يعتقد هؤلاء بأن الأجداد كانوا فعلا أفضل من الأحفاد؟ هل هي طبيعة بشرية أن يقدس المرء أجداده؟ فهذا النهج سائد، في بلدان عديدة، بدرجات متفاوتة طبعا، وليس فقط في بلداننا.الكتابات الأكثر قراءة في صحفنا ومكتباتنا هي تلك المتعلقة بالتأريخ والتراث، حتى أصبح معظم كتابنا يهتمون بهما، كي يضمنوا عددا كبيرا من القراء لكتاباتهم، بدلا من مناقشة قضايا الحاضر والمستقبل ومعالجتها. وما أسهل الكتابة عن الماضي، فكل (المعلومات) متوفرة والآراء كثيرة والأشعار وفيرة والتحليلات لا حدود لها، ويمكن المرء أن يغترف منها ما يروي ظمأه، أو ظمأ من يعتقد بأنهم ظِماء له.أما الحاضر والمستقبل فيحتاجان إلى دراسات معمقة وتحليلات تفصيلية مبنية على أسس رصينة واستشراف علمي مبني على أسس متينة. لذلك فإن الأسهل هو الحديث عن الماضي، الذي ألفه المتلقون واستساغوا أحداثه، وربما يتمنون أن تعود أحداثه بحذافيرها مرة أخرى، الأحداث التي قيل لهم إنها حدثت فعلا، ومعظمها مثاليات ومبالغات، وقد لا يكون لها أساس من الصحة، بل اختلطت في تأريخنا الأساطير بالحقائق، ولا يمكن غير المتخصص أن يفرز الحقائق من الأساطير.ساسة وقادة كثيرون يمتنعون عن تبني سياسات نافعة لبلدانهم، خوفا مما يمكن أن يسجله التأريخ عنهم، فهم يعيشون هاجس التأريخ في كل يوم وكل لحظة، خصوصا عندما يواجهون قرارات مصيرية تؤثر على مستقبل بلدانهم وشعوبهم.الهوس الذي يتلبس البعض عما يمكن أن يسجله التأريخ عنهم يدفعهم لأن يتشددوا في مواقفهم وأن يتخذوا مواقف طوباوية بعيدة عن الحكمة والحنكة والمصلحة، مع علمهم أن التشدد يلحق أضرارا ببلدانهم وأنفسهم، وكل هذا من أجل ألا يكتب التأريخ أنهم تنازلوا أو توصلوا إلى اتفاق لم يلحق الهزيمة المنكرة بخصومهم!ولست أدري لماذا يهتم المرء بما يمكن أن تسجله كتب التأريخ عنه بعد موته، إن كان مقتنعا بصحة مواقفه وصواب أفعاله ونفعها لبلده وشعبه؟ ثم كيف يتضرر أو ينتفع الميت مما يُكتَب عنه، سلبا أو إيجابا؟ وكيف يمكن أن يتنبأ المرء بما يمكن أن يُكتب عنه في المستقبل؟الكثير من أحداث التأريخ جرت في ظروف مختلفة، ولو أن القضايا نفسها تكررت في ......
#يمكننا
#تغيير
#الماضي..
#بإمكاننا
#المستقبل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749832
الحوار المتمدن
حميد الكفائي - لا يمكننا تغيير الماضي.. لكن بإمكاننا صنع المستقبل!