الحوار المتمدن
3.05K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي حسين يوسف : الشرُّ الكامن فينا
#الحوار_المتمدن
#علي_حسين_يوسف الشرّ ــ بكل أنواعه ــ يمثلّ واقعا رهيبا , وسلوكيات غير مرغوب فيها البتة , وقد تباينت الأفهام في مصادر الشرّ ومسبباته فليس من السهولة أن نجد اتفاقا بين القوم في تبريره , لكنّ الناسَ لم يألوا جهدا في التفلسف فيه أو ادراجه ضمن سرديات المخيلة ليكون ثيما فكريّة ونصوصا أدبيّة مؤثرة ولوحات فنيّة طازجة كي يأووا إلى ركن من التأويل آمن يرضي خواطرهم ويشبع شراهتهم مثلما حاول لابرويير ذات مرة أن يجد مسوغا لتلك التصرفات حين أكد على أننا يجب لا نحتدّ على الناس حين نرى غلظتهم وكفرانهم واجحافهم وصلفهم وحبّهم لأنفسهم ونسيانهم للآخرين , فهكذا خلقوا وهذه طبيعتهم .وقد لا يقنع المرء بمثل هذا التبرير فمؤدّاه حتما احتمال السوء دون انتقاده والأحرى أن تكون الذات النقية التي لا تنصاع للباطل ــ وهكذا يفترض أن نكون دائما ــ مرآة تفضح كل أنواع الزيف والقبح ، كما نجد ذلك عند المتنبي الشاعر العربي الذي لم يأل جهدا في انتقاد الصلف والغدر الكامنين في نفوس بعضهم , يقول أبو الطيب :أذم الى هذا الزمان أهيـــــله فأعلمهم فدم وأحزمهم وغدوأكرمهم كلب وأبصرهم عم وأسهدهم فــــهد وأشجعهم قردونجد أيضا هذه الأبيات المعبرة عن أسى الشاعر ويأسه من الناس لرسوخ الشر في طبيعتهم :ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام أرانب غير أنهم ملوك مفتحة عيونهم وهم نيام وشبه الشيء منجذب إليه وأشبهنا بدنيانا الطغامإن البؤس في هذه الحياة ماهو إلا حصيلة ممارسات شريرة يقوم بها البعض , ففي الأرض صنوف من البؤس تذهب باللب , بعض الناس يعوزهم القوت , يخشون الشتاء ويرهبون الحياة على حين يأكل بعضهم في مكان آخر بواكر الفاكهة ويتنعمون بخيرات الأرض ما استطاب لهم ... ومع كل هذا الشقاء فإن أولئك المحرومين أكثر إحساسا بالإنسانية من غيرهم , إنه لنوع من العار أن يكون المرء سعيدا بمرآي صنوف البؤس دون الثورة عليه وقد كان أبو العلاء المعري رغم نكبته أكثر حزما منا حين وضع يده على مكمن الداء في لزومياته إذ قال :مـــــــلّ المقام فكم أعاشر امـــــة أمرت بغير صلاحها أمراؤهاظلموا الرعية واستجازوا كيدها فعدوا مصالحها وهم أجراؤها وقد كان دأب أبي العلاء فضح شرور البشر وأكاذيبهم وتسليط الأضواء على خداعهم بمختلف طبقاتهم , فقال في ذم المنافقين :تــــــــستروا بأمور في ديانتهم وإنما دينهم دين الزناديق تكذب العقل في تصديق كاذبهم والعقل أولى بإكرام وتصديقوالطريف من أمر أبي العلاء أنه يرى أن هذه الحياة نفاق كلها وما من أحد إلا وهو يمارس هذه اللعبة واعيا بذلك أم غير واع , يقول المعري عن نفسه :أهوى الحياة وحسبي من معايبها إني أعيش بتمويه وتدليسفاكتم حديثك لايشعر به أحد من رهط جبريل أو من رهط إبليس ولهذا فان أبا العلاء يرى أن الخير قليل في هذه الدنيا وإن الغلبة للشر فيقول في هذا المعنى :نعم ثم جزء من ألوف كثيرة من الخير والأجزاء بعد شروريقول الدكتور طه حسين معلقا : ((لذلك كره أبو العلاء الوجود وآثر العدم وتمنى للوليد ألا يولد وللحي أن يفنى )) وتجسيدا لهذه الرؤية يقول أبو العلاء أيضا : فليت وليدا مات ساعة وضعه ولم يرتضع من أمه النفساء وقد أوصى أن يكتب على قبره البيت الآتي :هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد إن الإحساس بعدائية الآخر متجذر في النفس البشرية بوصفه شعورا وقائيا وعملا احترازيا لحماية الذات من شرور الآخرين لكنه مع قيمته الاحترازية تلك يظل إحساسا مؤلما , لذلك يضعنا الشاعر طرفة بين العبد أمام هذه الصورة الباعثة على التساؤل فيقول ......

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673791
علي حسين يوسف : التفكير النقدي , ماهيته , أركانه , متطلباته
#الحوار_المتمدن
#علي_حسين_يوسف ما ذا نعني بالتفكير النقدي ؟ هل يمثل مغايرة مع أنواع التفكير الأخرى ؛ التفكير العلمي أو التفكير الفلسفي أو التفكير الديني مثلا ؟ لا بد إذا كي نفهم دلالة هذا المركب اللفظي من أن نفكك أجزاءه كي نقف على مركب اللفظتين اللتين كوَّنتا دلالته الجديدة .فالتفكير يحمل معنيين ؛ الأول الناتج البايولوجي للدماغ , والآخر هو المتحصل الثقافي للفكر , ومن المؤكد أننا نقصد المعنى الثاني لا الأول .أما النقد فهو تلك العملية التي تتأسس على ثلاثة أسئلة تثار في ذهن الناقد وهو إزاء نص أدبي ما , وهذه الأسئلة هي : ماذا وكيف وهل , فسؤال الـ (ماذا) يسأل عن المضمون أي مضمون العمل الأدبي , وجوابه يكون بالوصف , أما سؤال الـ (كيف) فيسأل عن الطريقة التي اتبعها الأديب في كتابة نصه , وجوابه يكون بالتحليل , ويبقى سؤالـ (هل ) ليسأل عن النجاح أو الاخفاق في العمل الأدبي وجوابه سيكون بالتقويم .أما المتحصل من جمع مفردة التفكير مع مفردة النقد فمن المؤكد أنه سيكون النقد ذاته لكن بصورته العلمية الموضوعية الدقيقة , وعليه فإن المقصود بالتفكير النقدي هو النقد الأدبي المُبتنى على الاشتراطات التي تؤهل النص النقدي للبقاء والقبول والثقة والاطمئنان .من هنا يمكن القول أن مراحل النقد هي : الوصف ومن ثم التحليل ومن ثم التقويم , وهذه المراحل تتطلب : جهدا ووقتا ووعيا وثقافة وذوقا رفيعا , فالنقد قبل كل شيء مسؤولية كبيرة قد يؤدي الإخفاق فيها إلى جعل صاحبها في موضع الريبة والتهمة والشك والظنة وربما في موضع الخطر , وبالتالي فالنقد ليس هواية ولا لهوا لأن الناقد يتعامل مع الآخرين , وليس النقد أيضا ثرثرة وكلاما غير مقصود بعناية , بل يمكن القول أن النقد يسعى دائما أن يلامس التفكير العلمي ليفيد منه الدقة والصرامة ومقاييس التمييز والموازنة والمقارنة والتتبع المتأني , ومن سعادة النقد أن يوصف بأنه علم كأي علم آخر بخصوصياته المعروفة .فالنقد يمارس دورا أصيلا ولا يمكن أن يكون هناك بديلا عنه لممارسة ذلك الدور , فمن أهم ما يقوم النقد تقريب الآداب العالمية للناس وتوضحيها لهم وشرحها وتلخيصها والموازنة بين موضوعاتها وفنونها وأنواعها والمقارنة بين أصولها وثقافاتها وحواضنها الثقافية والفكرية , فمن غير النقد أن يضطلع بهذه المهمة ؟ ومن غير النقد من يميز بين الصحيح والسقيم والمسروق والمنحول والأصيل والمكرر في الأعمال الأدبية ؟ ومن جانب آخر فإن النقد يقدم الشخصيات الأدبية للقراء بما لهم وبما عليهم فلطالما أحببنا كُتّابا ونحن لم نقرأ لهم شيئا مما دفعنا ذلك إلى البحث عن أعمالهم , والنقد بهذا يعد عاملا مهما في بناء شخصيات القراء والنقاد والأدباء معا , فهو يبني شخصية القارئ ويوجهها نحو قراءة ما يستحق القراءة , وينشئ جيلا نقديا واعيا قدرا على التمييز والحكم الصحيح , ويعد أدباء مثقفين متسلحين بمعرفة أدبية واسعة تساعدهم على معرفة الأرضية التي يقفون عليها .أركان التفكير النقدي لا بد أن يُبتنى التفكير النقدي قبل كل شيء على رؤية فلسفية واضحة , فالناقد فيلسوف بأحد المعاني ؛ يحاول استكناه طبيعة النص بإثارة الأسئلة والشكوك حوله ثم محاولة الإجابة عليها تماما مثلما يفعل الفيلسوف حينما يسائل الوجود .أما الركن الثاني من أركان التفكير النقدي فيتمثل بالثقافة الموسوعية , فلا نقد دون ثقافة موسوعية تؤهل الناقد أن يلمّ بالنص وما حوله ويفهم ظروفه الداخلية والخارجية , وعلاقاته مع غيره , ثم أننا لا نتصور نقدا دون معرفة تامة بقواعد اللغة الصرفية والنحوية والبلاغية والاملائية ؛ فهذه أدوات الناقد الأساسية , فضلا على معرفة ......

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673833