منير المجيد : لارس والآودي
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد عرفتهُ في منتصف التسعينات.كنّا نجتمع بتنسيق مبيت في حمّام الساونا بعد الإنتهاء من التمارين الرياضيّة التي، ودعوني أعترف، لم تساهم في إنقاص وزني حينذاك.«لارس» وأنا كنّا الأكثر إهتماماً بتزامن الوقت. أحاديثنا شملت شؤون العالم وحتّى الكثير من الخصوصيات.كانت عظامه مُصابة في كل مليميتر بالروماتيزم، وقد حشاه الأطباء، لسنوات طويلة، بالأدوية لجعله يستقيم ويقف على رجليه دون معرفة، أو الأخذ بالإعتبار تلك المضار الجانبيّة التي دمّرت كليتيه فيما بعد. أصابعه كانت غريبة الشكل وفي كل مفصل ظهر إنتفاخ جعله يشبه مخلوق الفضاء «إي تي».لكنه لم يفقد مزاجه الرائق يوماً ولا إعجابه بـ «لينا» حسناء النادي، دون منازع. الخمسينية البرجوازية التي كانت تأتي ممتطية صهوة «الپورشه» الصفراء الموروثة من زوجها المتوفي، مرتدية ثياباً ترشح وجاهة.كنّا، خارج مجال الرياضة، نجتمعُ مرّة في الشهر في إحدى المطاعم المحلية لتناول الغداء وإحتساء بعض المُنكر، هو، لينا، ليزا، بوديل، ايريك، يان وأنا كأعضاء دائمين. وفي كلّ مرّة كان يدعونا إلى شقّته الفارهة الكبيرة ليُقدّم لنا كأس كونياك وفنجان قهوة. وحينما كنّا نهمّ بالمغادرة كان يحاول إستمالة لينا بالبقاء دون أن ينجح أبداً. «ولا في أحلامك يا لارس». تقول له لينا بخبث.حدّثني مرّة عن زوجته المُطلّقة وإبنته وولده. حينما تطلّقا عام ١-;-٩-;-٧-;-١-;- كانت زوجته حاملاً بصبي، بينما إبنته كانت بعمر سنة.«أين هم الآن؟». سألته. «لا أعرف، ربما أولبورغ، مسقط رأس زوجتي». أولبورغ أبعد مدينة كبيرة عن كوبنهاغن.استغرق الأمر جهود عدّة أشهر حتّى اقنعته بالبحث عن عائلته المفقودة. «هل تريد أن تموت دون أن تلتقي بأطفالك؟». كنتُ أكرّرها لهُ.الزوجة متوفاة. إبنته «سوزان» متزوجة وعندها صبي وتسكن في تلك المدينة، والصبي يدرس الطبّ في جامعة كوبنهاغن. هكذا كانت نتائج الإستقصاء.بعد العديد من النقاشات حول ضرورة الإتصال بابنته وافق. النتائج نجحت وتطوّر الأمر ليتّفقا على الزيارة.رافقتهُ إلى محل بيع الألعاب، واخترتُ له بعض الهدايا، لأنه قال لي أن خبرتي في هكذا أمور تتجاوز إمكانياته كأب لا يعرف ذريّته.عاد بعد ثلاثة أيام سعيداً يحمل ضحكة ملأت وجهه من الأذن إلى الأذن. «لا أعرف كيف أشكرك». قالَ. «لقد أسعدتني أيضاً» قلتُ.ثمّ قابل إبنه «راسموس»، الذي، ويا لغرابة الأمور، كان يسكن في غرفة على مسافة قصيرة منه.كان ذلك في العام ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;-، وبدا الأمر برمّته وكأنه قصّة بديعة في لمّ شمل العائلة، لكن عظام لارس صارت تتفتّت وكأنها قطع من البسكويت.في أحد الأيام كان في طريقه إلى سيّارته الآودي حينما سقط كخرقة على الرصيف. حدث ذلك بعد شهرين من تواصله مع العائلة. اتصل بي، بصوت واهن، من المستشفى، وذهبت لزيارته حاملاً باقة من الورد. كان هشّاً وبالكاد يتكلّم.بعد يومين، ذهبتُ، هذه المرّة مع لينا. استقبلنا شاب وسيم وقدّم نفسه «راسموس». «هو الآن في الطابق الأعلى يتعرّض لغسيل الكلى». ثم نقل لنا رغبة والده بإيقاف الزيارات. «لا يطيق أن يُرى بهذه الحالة». طلبنا منه أن ينقل تحياتنا وأمنياتنا. كان الأطباء قد أعطوه أسبوعاً على الأكثر.هكذا انتهت صداقتي بلارس، التي امتدت لثمانية أعوام.البارحة رنّ هاتفي.«أنا راسموس إبن لارس، إلتقينا في العام ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;- لمدة دقيقة». «طبعاً، أذكر ذلك جيّداً». قلتُ له.تحادثنا كثيراً، وأعطاني تفاصيل عن جنازة والده. يعمل الآن كطبيب مختصّ في الجراحة، ومتزوج ......
#لارس
#والآودي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740091
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد عرفتهُ في منتصف التسعينات.كنّا نجتمع بتنسيق مبيت في حمّام الساونا بعد الإنتهاء من التمارين الرياضيّة التي، ودعوني أعترف، لم تساهم في إنقاص وزني حينذاك.«لارس» وأنا كنّا الأكثر إهتماماً بتزامن الوقت. أحاديثنا شملت شؤون العالم وحتّى الكثير من الخصوصيات.كانت عظامه مُصابة في كل مليميتر بالروماتيزم، وقد حشاه الأطباء، لسنوات طويلة، بالأدوية لجعله يستقيم ويقف على رجليه دون معرفة، أو الأخذ بالإعتبار تلك المضار الجانبيّة التي دمّرت كليتيه فيما بعد. أصابعه كانت غريبة الشكل وفي كل مفصل ظهر إنتفاخ جعله يشبه مخلوق الفضاء «إي تي».لكنه لم يفقد مزاجه الرائق يوماً ولا إعجابه بـ «لينا» حسناء النادي، دون منازع. الخمسينية البرجوازية التي كانت تأتي ممتطية صهوة «الپورشه» الصفراء الموروثة من زوجها المتوفي، مرتدية ثياباً ترشح وجاهة.كنّا، خارج مجال الرياضة، نجتمعُ مرّة في الشهر في إحدى المطاعم المحلية لتناول الغداء وإحتساء بعض المُنكر، هو، لينا، ليزا، بوديل، ايريك، يان وأنا كأعضاء دائمين. وفي كلّ مرّة كان يدعونا إلى شقّته الفارهة الكبيرة ليُقدّم لنا كأس كونياك وفنجان قهوة. وحينما كنّا نهمّ بالمغادرة كان يحاول إستمالة لينا بالبقاء دون أن ينجح أبداً. «ولا في أحلامك يا لارس». تقول له لينا بخبث.حدّثني مرّة عن زوجته المُطلّقة وإبنته وولده. حينما تطلّقا عام ١-;-٩-;-٧-;-١-;- كانت زوجته حاملاً بصبي، بينما إبنته كانت بعمر سنة.«أين هم الآن؟». سألته. «لا أعرف، ربما أولبورغ، مسقط رأس زوجتي». أولبورغ أبعد مدينة كبيرة عن كوبنهاغن.استغرق الأمر جهود عدّة أشهر حتّى اقنعته بالبحث عن عائلته المفقودة. «هل تريد أن تموت دون أن تلتقي بأطفالك؟». كنتُ أكرّرها لهُ.الزوجة متوفاة. إبنته «سوزان» متزوجة وعندها صبي وتسكن في تلك المدينة، والصبي يدرس الطبّ في جامعة كوبنهاغن. هكذا كانت نتائج الإستقصاء.بعد العديد من النقاشات حول ضرورة الإتصال بابنته وافق. النتائج نجحت وتطوّر الأمر ليتّفقا على الزيارة.رافقتهُ إلى محل بيع الألعاب، واخترتُ له بعض الهدايا، لأنه قال لي أن خبرتي في هكذا أمور تتجاوز إمكانياته كأب لا يعرف ذريّته.عاد بعد ثلاثة أيام سعيداً يحمل ضحكة ملأت وجهه من الأذن إلى الأذن. «لا أعرف كيف أشكرك». قالَ. «لقد أسعدتني أيضاً» قلتُ.ثمّ قابل إبنه «راسموس»، الذي، ويا لغرابة الأمور، كان يسكن في غرفة على مسافة قصيرة منه.كان ذلك في العام ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;-، وبدا الأمر برمّته وكأنه قصّة بديعة في لمّ شمل العائلة، لكن عظام لارس صارت تتفتّت وكأنها قطع من البسكويت.في أحد الأيام كان في طريقه إلى سيّارته الآودي حينما سقط كخرقة على الرصيف. حدث ذلك بعد شهرين من تواصله مع العائلة. اتصل بي، بصوت واهن، من المستشفى، وذهبت لزيارته حاملاً باقة من الورد. كان هشّاً وبالكاد يتكلّم.بعد يومين، ذهبتُ، هذه المرّة مع لينا. استقبلنا شاب وسيم وقدّم نفسه «راسموس». «هو الآن في الطابق الأعلى يتعرّض لغسيل الكلى». ثم نقل لنا رغبة والده بإيقاف الزيارات. «لا يطيق أن يُرى بهذه الحالة». طلبنا منه أن ينقل تحياتنا وأمنياتنا. كان الأطباء قد أعطوه أسبوعاً على الأكثر.هكذا انتهت صداقتي بلارس، التي امتدت لثمانية أعوام.البارحة رنّ هاتفي.«أنا راسموس إبن لارس، إلتقينا في العام ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;- لمدة دقيقة». «طبعاً، أذكر ذلك جيّداً». قلتُ له.تحادثنا كثيراً، وأعطاني تفاصيل عن جنازة والده. يعمل الآن كطبيب مختصّ في الجراحة، ومتزوج ......
#لارس
#والآودي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740091
الحوار المتمدن
منير المجيد - لارس والآودي
منير الكلداني : الفضولي في روايتنا لا تأت يا ربيع - سامية شرف الدين
#الحوار_المتمدن
#منير_الكلداني فِي نَصٍّ سِرْيَالِيٍّ ، مُشَبَّع بِصُوَرِ وَمَضَامِينِ غَيْرِ مُصَرَّحٍ بِهَا unsaid ، نُرَافِقُ رَبِيعْ اَلْمَعْتُوهُ رَاكِضًا خَلْفَ اَلْكُرَةِ مَعَ بَقِيَّةِ صِبْيَانِ اَلزُّقَاقِ حَتَّى لِنَكَادَ نَسْمَع صَخَبُهُمْ وَلَعَنَاتُهُمْ . فَجْأَةُ يُسَمَّرنَا اَلْفُضُولِيّ ، سَارِد اَلْأَحْدَاثِ فِي اَلْقِصَّةِ ، أَمَامَ اَلْبَيْتِ اَلْمَهْجُورِ ، اَلْمَحَطَّةُ اَلْمِحْوَرِيَّةُ فِي اَلْقِصَّةِ . ذَلِكَ اَلْبَيْتِ اَلَّذِي سَبَقَ أَنَّ أَبَادَ كُلُّ مَتْسَاكْنِيَّهْ وَاَلَّذِي يَتَوَعَّدُ اَلْقَادِمِينَ اَلْجُدُدَ بِذَاتِ اَلْمَصِيرِ . بَيْتٌ مَهْجُورٌ يَأْسِرُ مِثْل شَبَكَةِ عَنْكَبُوتٍ ضَخْمَةٍ أَهْلَ اَلزُّقَاقِ فَيَسْتَسْلِمُونَ لَهُ رَاضِينَ بِحَيَاةٍ جَهَنَّمِيَّةٍ لَا تُشْبِهُ اَلْحَيَاةُ ، دُونُ أَنْ يُقَدِّرَ أَحَدٌ مِنْ بَيْنِهِمْ مِنْهُ فِكَاكًا . هُوَ مِنْ يَنْسِجُ حِكَايَاتِهِمْ وَعَلَاقَاتِهِمْ وَحَتَّى تَمَثُّلَاتهَمْ اَلْأَكْثَرَ حَمِيمِيَّةً . رَغَبَاتٌ مَحْمُومَةٌ وَأَشْوَاقٌ مَمْنُوعَةٌ وَحِرْمَانٌ قَسْرِيٌّ . . تَدُورَ حَوْلَهُ وَتَرْتَبِطُ بِهِ ، بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ ، حِكَايَةُ اَلزُّقَاقِ وَعَلَاقَاتِ مَتْسَاكِينَهْ اَلْمَشْبُوهَةَ دُونَ أَنْ يَجْرُؤَ أَيَّ مِنْهُمْ عَلَى وُلُوجِ بَابِهِ . بَلْ إِنَّ اَلْبَيْتَ اَلْمَهْجُورَ يَنْشُرُ شُؤْمُهُ عَلَى اَلزُّقَاقِ بِأَسْرِهِ مُغْرِقًا إِيَّاهُ فِي عَالَمٍ كَابُوسِيِّ كَفْكَاوِي ثَقِيل ، يَخْتَلِطَ فِيهِ اَلْوَاقِعُ بِالْوَهْمِ . يُمَثِّلَ ظُهُورُ اَلشَّيْخِ اَلْوَسِيمِ - اَلْعَاجِزَ ، اَلْبَائِسَ ، وَرِيثُ اَلرَّذِيلَةِ – عَلَى حَدِّ تَعْبِيرِ رَبِيعْ ، بَطَلُ اَلْقِصَّةِ ، بِدَايَةَ اَلِانْهِيَارِ اَلْكُلِّيِّ . إِذْ ، مَعَ مُقَدِّمَةٍ ، يَنْفَرِجَ اَلْبَابُ كَاشِفًا عِهْرَ أَهْلِ اَلزُّقَاقِ اَلَّذِينَ يَبْدَؤُونَ ، تَدْرِيجِيًّا ، فِي اَلِانْحِدَارِ نَحْو اَلتُّشْضِي اَلتَّامَّ . بِدَايَةَ مِنْ تِلْكَ اَللَّحْظَةِ اَلْفَارِقَةِ ، تُصْبِح اَلْأَحْدَاثُ اَلْمُتَسَارِعَةُ وَالْمُتَشَابِكَةُ أَكْثَرَ ضَبَابِيَّةً . اَلْمُقَدَّرَاتُ اَلْعَقْلِيَّةُ لِلشُّخُوصِ تُضَحَّى غَيْرَ وَاضِحَةٍ اَلْمَعَالِمِ . فَرَبِيعْ ، مَثَلاً ، اَلَّذِي أَلِفْنَاهُ مَعْتُوهًا ، يَغْدُو أَكْثَرَ عَقْلاً وَحِكْمَةٌ مِنْ اَلْجَمِيعِ وَالْفُضُولِيِّ ، اَلْمُرَاقِبُ اَلْمَهْمُومُ بِالْبَحْثِ عَنْ اَلْمَعْنَى ، يَفْقِدَ اَلدَّفَّةَ ، وَمَعَ بِدَايَةِ اَلْحَرِيقِ وَتَهْدِيدِ اِنْهِيَارِ سَقْفِ اَلْبَيْتِ اَلْمَهْجُورِ عَلَى رَأْسِهِ وَالشَّيْخُ اَلْوَسِيمُ ، يُصْبِح عَاجِزًا عَنْ إِدْرَاكِ سُبُلِ اَلْهَرَبِ مِنْ ذَلِكَ اَلْجَحِيمُ عَلَى حَدِّ تَعْبِيرِهِ . ذَلِكَ اَلشَّيْخِ اَللَّعْنَةِ اَلَّذِي تَقُولُ عَنْهُ - ( ( رَهَفْ ) ) لِيَحْتَرِق كَمَا أَحْرَقَنِي وَأَطْفَالِي . . . لَا يَسْتَحِقُّ اَلْحَيَاةَ – وَاَلَّذِي يُبَارِكُ رَعْدْ زَوْجَ رَهَفْ مَقْتَلُهُ قَائِلاً - دَعَوْهُ . . . دَعَوْهُ . . . هُوَ اَلْجَحِيمُ بِعَيْنِهِ - . اَلْفُضُولِيُّ بِدَوْرِهِ يَعْجِزُ عَنْ اَلتَّمَلُّصِ مِنْ تِلْكَ اَلشَّبَكَةِ اَلَّتِي تَأْسِرُ اَلْجَمِيعَ وَكُلَّمَا تَحَرُّك مُبْتَعِدًا غَرَق فِي حِبَالِهَا أَكْثَرَ . لِيَجِد نَفْسَهُ حَبِيسٌ اَلْبَيْتِ اَلْمَهْجُورِ اَلْمُنْهَارِ فِي مُحَاوَلَتِهِ اَلْعَنِيدَةِ إِنْقَاذَ اَلشَّيْخِ اَلْوَسِيمِ إِزَاءَ اِمْتِعَاضِ زَوْجَتِهِ أُمِّ رَبِيعْ اَلَّتِي تَصِيحُ : خَذُو هَذِهِ اَلْوَمْ ......
#الفضولي
#روايتنا
#ربيع
#سامية
#الدين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740327
#الحوار_المتمدن
#منير_الكلداني فِي نَصٍّ سِرْيَالِيٍّ ، مُشَبَّع بِصُوَرِ وَمَضَامِينِ غَيْرِ مُصَرَّحٍ بِهَا unsaid ، نُرَافِقُ رَبِيعْ اَلْمَعْتُوهُ رَاكِضًا خَلْفَ اَلْكُرَةِ مَعَ بَقِيَّةِ صِبْيَانِ اَلزُّقَاقِ حَتَّى لِنَكَادَ نَسْمَع صَخَبُهُمْ وَلَعَنَاتُهُمْ . فَجْأَةُ يُسَمَّرنَا اَلْفُضُولِيّ ، سَارِد اَلْأَحْدَاثِ فِي اَلْقِصَّةِ ، أَمَامَ اَلْبَيْتِ اَلْمَهْجُورِ ، اَلْمَحَطَّةُ اَلْمِحْوَرِيَّةُ فِي اَلْقِصَّةِ . ذَلِكَ اَلْبَيْتِ اَلَّذِي سَبَقَ أَنَّ أَبَادَ كُلُّ مَتْسَاكْنِيَّهْ وَاَلَّذِي يَتَوَعَّدُ اَلْقَادِمِينَ اَلْجُدُدَ بِذَاتِ اَلْمَصِيرِ . بَيْتٌ مَهْجُورٌ يَأْسِرُ مِثْل شَبَكَةِ عَنْكَبُوتٍ ضَخْمَةٍ أَهْلَ اَلزُّقَاقِ فَيَسْتَسْلِمُونَ لَهُ رَاضِينَ بِحَيَاةٍ جَهَنَّمِيَّةٍ لَا تُشْبِهُ اَلْحَيَاةُ ، دُونُ أَنْ يُقَدِّرَ أَحَدٌ مِنْ بَيْنِهِمْ مِنْهُ فِكَاكًا . هُوَ مِنْ يَنْسِجُ حِكَايَاتِهِمْ وَعَلَاقَاتِهِمْ وَحَتَّى تَمَثُّلَاتهَمْ اَلْأَكْثَرَ حَمِيمِيَّةً . رَغَبَاتٌ مَحْمُومَةٌ وَأَشْوَاقٌ مَمْنُوعَةٌ وَحِرْمَانٌ قَسْرِيٌّ . . تَدُورَ حَوْلَهُ وَتَرْتَبِطُ بِهِ ، بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ ، حِكَايَةُ اَلزُّقَاقِ وَعَلَاقَاتِ مَتْسَاكِينَهْ اَلْمَشْبُوهَةَ دُونَ أَنْ يَجْرُؤَ أَيَّ مِنْهُمْ عَلَى وُلُوجِ بَابِهِ . بَلْ إِنَّ اَلْبَيْتَ اَلْمَهْجُورَ يَنْشُرُ شُؤْمُهُ عَلَى اَلزُّقَاقِ بِأَسْرِهِ مُغْرِقًا إِيَّاهُ فِي عَالَمٍ كَابُوسِيِّ كَفْكَاوِي ثَقِيل ، يَخْتَلِطَ فِيهِ اَلْوَاقِعُ بِالْوَهْمِ . يُمَثِّلَ ظُهُورُ اَلشَّيْخِ اَلْوَسِيمِ - اَلْعَاجِزَ ، اَلْبَائِسَ ، وَرِيثُ اَلرَّذِيلَةِ – عَلَى حَدِّ تَعْبِيرِ رَبِيعْ ، بَطَلُ اَلْقِصَّةِ ، بِدَايَةَ اَلِانْهِيَارِ اَلْكُلِّيِّ . إِذْ ، مَعَ مُقَدِّمَةٍ ، يَنْفَرِجَ اَلْبَابُ كَاشِفًا عِهْرَ أَهْلِ اَلزُّقَاقِ اَلَّذِينَ يَبْدَؤُونَ ، تَدْرِيجِيًّا ، فِي اَلِانْحِدَارِ نَحْو اَلتُّشْضِي اَلتَّامَّ . بِدَايَةَ مِنْ تِلْكَ اَللَّحْظَةِ اَلْفَارِقَةِ ، تُصْبِح اَلْأَحْدَاثُ اَلْمُتَسَارِعَةُ وَالْمُتَشَابِكَةُ أَكْثَرَ ضَبَابِيَّةً . اَلْمُقَدَّرَاتُ اَلْعَقْلِيَّةُ لِلشُّخُوصِ تُضَحَّى غَيْرَ وَاضِحَةٍ اَلْمَعَالِمِ . فَرَبِيعْ ، مَثَلاً ، اَلَّذِي أَلِفْنَاهُ مَعْتُوهًا ، يَغْدُو أَكْثَرَ عَقْلاً وَحِكْمَةٌ مِنْ اَلْجَمِيعِ وَالْفُضُولِيِّ ، اَلْمُرَاقِبُ اَلْمَهْمُومُ بِالْبَحْثِ عَنْ اَلْمَعْنَى ، يَفْقِدَ اَلدَّفَّةَ ، وَمَعَ بِدَايَةِ اَلْحَرِيقِ وَتَهْدِيدِ اِنْهِيَارِ سَقْفِ اَلْبَيْتِ اَلْمَهْجُورِ عَلَى رَأْسِهِ وَالشَّيْخُ اَلْوَسِيمُ ، يُصْبِح عَاجِزًا عَنْ إِدْرَاكِ سُبُلِ اَلْهَرَبِ مِنْ ذَلِكَ اَلْجَحِيمُ عَلَى حَدِّ تَعْبِيرِهِ . ذَلِكَ اَلشَّيْخِ اَللَّعْنَةِ اَلَّذِي تَقُولُ عَنْهُ - ( ( رَهَفْ ) ) لِيَحْتَرِق كَمَا أَحْرَقَنِي وَأَطْفَالِي . . . لَا يَسْتَحِقُّ اَلْحَيَاةَ – وَاَلَّذِي يُبَارِكُ رَعْدْ زَوْجَ رَهَفْ مَقْتَلُهُ قَائِلاً - دَعَوْهُ . . . دَعَوْهُ . . . هُوَ اَلْجَحِيمُ بِعَيْنِهِ - . اَلْفُضُولِيُّ بِدَوْرِهِ يَعْجِزُ عَنْ اَلتَّمَلُّصِ مِنْ تِلْكَ اَلشَّبَكَةِ اَلَّتِي تَأْسِرُ اَلْجَمِيعَ وَكُلَّمَا تَحَرُّك مُبْتَعِدًا غَرَق فِي حِبَالِهَا أَكْثَرَ . لِيَجِد نَفْسَهُ حَبِيسٌ اَلْبَيْتِ اَلْمَهْجُورِ اَلْمُنْهَارِ فِي مُحَاوَلَتِهِ اَلْعَنِيدَةِ إِنْقَاذَ اَلشَّيْخِ اَلْوَسِيمِ إِزَاءَ اِمْتِعَاضِ زَوْجَتِهِ أُمِّ رَبِيعْ اَلَّتِي تَصِيحُ : خَذُو هَذِهِ اَلْوَمْ ......
#الفضولي
#روايتنا
#ربيع
#سامية
#الدين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740327
الحوار المتمدن
منير الكلداني - الفضولي في روايتنا لا تأت يا ربيع - سامية شرف الدين
منير توما : الليبرالية بين نظرتها التفاؤلية للطبيعة البشرية وبين سطوة أصحاب المال
#الحوار_المتمدن
#منير_توما تمركزت الليبرالية، في تجسداتها الكلاسيكية والحديثة بكليهما، بصورة ثابتة على فكرة وحيده، وإن كانت معقدّة ومركّبة : أهمية الأفراد كعوامل عقلانية ومدافعين عن حريتهم وحرياتهم ضد إساءات استعمال القوة. وفي سياق السعي لتحقيق هذه الغاية، على أية حال، فإنَّ الليبراليين قد قاموا بتأدية تراجع في اختيارهم للوسائل. في البداية، فإنَّ شكوك الليبرالية حول قدرة الدولة لاستخدام قواها بمسؤولية أدّت إلى الدعوة الى نطاق حكومة تكون محدودة بشكل حازم، خصوصًا في مجال التجارة. لاحقًا، وعندما أصبح واضحًا أنَّ النشاط الإقتصادي غير المُقيّد قد أنتج عدم مساواة في توزيع الثروة والذي كان ليس أقل تهديدًا للحريات المدنيّة، فإنَّ الليبراليين أصبحوا أكثر تدخليين، يتطلعون الى توسيع الدولة وتسخير قوتها لاصلاح عدم المساواة هذهِ.وقد كان التبني من قِبَل المحافظين للوسائل (ولكن ليس الغاية)، والتي كان قد اعتنقها في وقت مبكر الليبراليون الكلاسيكيون بما في ذلك التجارة الحرة والتدخّل الأدنى للدولة (في الولايات المتحدة). وفي سياق الحديث عن الليبرالية نأتي الى تناول البحث في الليبرالية الكلاسيكية حيث أنَّ ظهور الليبرالية كعقيدة سياسية يتم النظر إليها كرد فعلٍ لأهوال الصراعات الدينية التي وصلت الى ذروتها في حرب الثلاثين سنة التي اندلعت في أوروبا خلال النصف الأوّل من القرن السابع عشر.إنَّ الصدمة من الاضطرابات الاجتماعية والمعاناة الانسانية التي كان سببها عقود من القتال الديني والديناميكي قد جعلت الفلاسفة الانجليز وخصوصا توماس هوبس وجون لوك يبدآن في التكهن على أساس تبرير الحكومة. كلا الفيلسوفان وافقا على أنّ القوة السيادية كان مُبَرّرًا لها فقط بواسطة موافقة المحكومين، كما هو معبّرٌ عنه في عقد اجتماعي نظري بين الحاكم والمحكوم، وكذلك أنَّ حرية الأخير يجب أن لا تكون محدودة ومقيّدة بدون سبب وبدون موافقة. إنَّ عَمَلَيْ جون لوك اللذين يحملان عنوان «معاهدتين للحكومة» صدر ونُشِر عام 1690، فقط بعد سنتين من الثورة المجيدة التي أَسّست لملك مقيّد دستوريًا على العرش الانجليزي؛ إنَّ هذين العملين قد زَوّدا الكثير من الوحي والالهام للاضطرابات التحويلية الكبرى للقرن القادم التالي : الثورتين الاميركية والفرنسية.في بوتقة احداث صنع الحقبة، فإنَّ الإحساس بأهمية الفردية الانسانية قد تمَّ تشكيله وصوغه كما لم يحدث من قبل. وقد بزغ الآن منذ قرون كان فيها الخنوع للملك، للسيّد اللورد أو الكاهن بأن أصبح الفرد متحرّرًا من قبضة العادة والسلطة القديمة. إنَّ الإصرار على تحديد دور الدولة والإيمان في عقلانية الفرد قد ارتبط لانتاج أحدى أهم المزايا لليبرالية الكلاسيكية: ارتباطها بالرأسمالية والتجارة الحرّة.لقد تمَّ وضع الأساس المنطقي وراء هذا الارتباط بشكل رئيسي بواسطة الاقتصادي الإسكتلندي آدم سميث في عملهِ الذي يحمل عنوان «ثروة الأمم» (1776). لقد عارض سميث تدخُل الحكومة، مفترضًا أنّ طاقات الفرد الذي يعمل في سوق حرّة في بحثٍ عقلاني عن مصلحته الخاصة سوف يميل ويتجه حتميًا الى الصالح العام، وذلك لأنَّ الحقيقة الدامغة في خدمة نفسه في اقتصادٍ تبادلي تتطلب أن يخدم أيضًا الآخرين. إنّ نظام فيه يكون المشترون والبائعون يعملون ويتصرفون بحريّة وتنافسية سوف، كما يفترض سميث، يكون ذاتي التنظيم وبذلك يكون فعالًا بقدر الإمكان ومعدّلًا على النحو الأمثل لانتاج الثروة للجميع.إنَّ الليبرالية الكلاسيكية قد وصلت الى أعلى نقطة لها في مسار القرن التاسع عشر، عندما قام الفيلسوفان النفعيان الكبيران جيرمي بنتام وجون ستيو ......
#الليبرالية
#نظرتها
#التفاؤلية
#للطبيعة
#البشرية
#وبين
#سطوة
#أصحاب
#المال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740441
#الحوار_المتمدن
#منير_توما تمركزت الليبرالية، في تجسداتها الكلاسيكية والحديثة بكليهما، بصورة ثابتة على فكرة وحيده، وإن كانت معقدّة ومركّبة : أهمية الأفراد كعوامل عقلانية ومدافعين عن حريتهم وحرياتهم ضد إساءات استعمال القوة. وفي سياق السعي لتحقيق هذه الغاية، على أية حال، فإنَّ الليبراليين قد قاموا بتأدية تراجع في اختيارهم للوسائل. في البداية، فإنَّ شكوك الليبرالية حول قدرة الدولة لاستخدام قواها بمسؤولية أدّت إلى الدعوة الى نطاق حكومة تكون محدودة بشكل حازم، خصوصًا في مجال التجارة. لاحقًا، وعندما أصبح واضحًا أنَّ النشاط الإقتصادي غير المُقيّد قد أنتج عدم مساواة في توزيع الثروة والذي كان ليس أقل تهديدًا للحريات المدنيّة، فإنَّ الليبراليين أصبحوا أكثر تدخليين، يتطلعون الى توسيع الدولة وتسخير قوتها لاصلاح عدم المساواة هذهِ.وقد كان التبني من قِبَل المحافظين للوسائل (ولكن ليس الغاية)، والتي كان قد اعتنقها في وقت مبكر الليبراليون الكلاسيكيون بما في ذلك التجارة الحرة والتدخّل الأدنى للدولة (في الولايات المتحدة). وفي سياق الحديث عن الليبرالية نأتي الى تناول البحث في الليبرالية الكلاسيكية حيث أنَّ ظهور الليبرالية كعقيدة سياسية يتم النظر إليها كرد فعلٍ لأهوال الصراعات الدينية التي وصلت الى ذروتها في حرب الثلاثين سنة التي اندلعت في أوروبا خلال النصف الأوّل من القرن السابع عشر.إنَّ الصدمة من الاضطرابات الاجتماعية والمعاناة الانسانية التي كان سببها عقود من القتال الديني والديناميكي قد جعلت الفلاسفة الانجليز وخصوصا توماس هوبس وجون لوك يبدآن في التكهن على أساس تبرير الحكومة. كلا الفيلسوفان وافقا على أنّ القوة السيادية كان مُبَرّرًا لها فقط بواسطة موافقة المحكومين، كما هو معبّرٌ عنه في عقد اجتماعي نظري بين الحاكم والمحكوم، وكذلك أنَّ حرية الأخير يجب أن لا تكون محدودة ومقيّدة بدون سبب وبدون موافقة. إنَّ عَمَلَيْ جون لوك اللذين يحملان عنوان «معاهدتين للحكومة» صدر ونُشِر عام 1690، فقط بعد سنتين من الثورة المجيدة التي أَسّست لملك مقيّد دستوريًا على العرش الانجليزي؛ إنَّ هذين العملين قد زَوّدا الكثير من الوحي والالهام للاضطرابات التحويلية الكبرى للقرن القادم التالي : الثورتين الاميركية والفرنسية.في بوتقة احداث صنع الحقبة، فإنَّ الإحساس بأهمية الفردية الانسانية قد تمَّ تشكيله وصوغه كما لم يحدث من قبل. وقد بزغ الآن منذ قرون كان فيها الخنوع للملك، للسيّد اللورد أو الكاهن بأن أصبح الفرد متحرّرًا من قبضة العادة والسلطة القديمة. إنَّ الإصرار على تحديد دور الدولة والإيمان في عقلانية الفرد قد ارتبط لانتاج أحدى أهم المزايا لليبرالية الكلاسيكية: ارتباطها بالرأسمالية والتجارة الحرّة.لقد تمَّ وضع الأساس المنطقي وراء هذا الارتباط بشكل رئيسي بواسطة الاقتصادي الإسكتلندي آدم سميث في عملهِ الذي يحمل عنوان «ثروة الأمم» (1776). لقد عارض سميث تدخُل الحكومة، مفترضًا أنّ طاقات الفرد الذي يعمل في سوق حرّة في بحثٍ عقلاني عن مصلحته الخاصة سوف يميل ويتجه حتميًا الى الصالح العام، وذلك لأنَّ الحقيقة الدامغة في خدمة نفسه في اقتصادٍ تبادلي تتطلب أن يخدم أيضًا الآخرين. إنّ نظام فيه يكون المشترون والبائعون يعملون ويتصرفون بحريّة وتنافسية سوف، كما يفترض سميث، يكون ذاتي التنظيم وبذلك يكون فعالًا بقدر الإمكان ومعدّلًا على النحو الأمثل لانتاج الثروة للجميع.إنَّ الليبرالية الكلاسيكية قد وصلت الى أعلى نقطة لها في مسار القرن التاسع عشر، عندما قام الفيلسوفان النفعيان الكبيران جيرمي بنتام وجون ستيو ......
#الليبرالية
#نظرتها
#التفاؤلية
#للطبيعة
#البشرية
#وبين
#سطوة
#أصحاب
#المال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740441
الحوار المتمدن
منير توما - الليبرالية بين نظرتها التفاؤلية للطبيعة البشرية وبين سطوة أصحاب المال
منير المجيد : الفصل الأول من رواية كوبنهاون
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد تلاشى قلقي، صباح يوم الثالث من تموز عام ١-;-٩-;-٨-;-٣-;-، حين رأيت زرقة البحر المتوسط من النافذة الصغيرة لطائرة البوينغ النمساوية، وتصوّرت أسماك التونا الزرقاء البدينة وهي تسبح في أعماقه، بينما تركت خلفي أدخنة قنابل العراقيين والإيرانيين وتلك الحرب الطاحنة.وليس على مسافة بعيدة من طائرتي كانت آثار دماء قتلى صبرا وشاتيلا لم تزل تلّون الأزقّة الضيّقة. تلك أيضاً كنت أبتعد عنها.بعد شهرين من تلك اللحظات المُبهمة وجدت نفسي مع عدة مئات أتابع فرقة «ناس الغيوان» القادمة من حيّ المحمدي في الدار البيضاء المغربية لإحياء أمسية موسيقية في قلب كوبنهاغن. شهدتْ تلك الليلة حماساً طقوسياً من الجالية المغربية، حيث جُنّ جنونهم في رقصات هستيرية. وحينما بدأ «بوجميع» بطرح أحزانه عن أطفال صبرا وشاتيلا في موّال مغربي مُترف الشجن استمر لمدة ٢-;-٤-;-٢-;- ثانية، توّقف الحضور مُنتظرين البدء في النغم الإيقاعي، ليواصلوا رقصهم. قلقي كان أنني دُعيت إلى خدمة الإحتياط في لبنان، لألتحق ببقية أفراد الجيش السوري هناك. كنت قد بعت بيت العائلة في القامشلي والأثاث وأواني المطبخ وعدة لوحات، ووضعنا ما تبقى في حقيبتين، حينما جائني خبر أنني على وشك إستلام برقية من شعبة التجنيد.لقد فررت من بلدي وكنت أتألّم لأنني لم أستطع توديعه على نحو صحيح، وكنت مرتعباً من فكرة أن الشرطة العسكرية تنتظر لإلقاء القبض علي في صالة المسافرين في المطار.في مطار فيينا إنتظرنا نحو ساعتين، وعلى البوابة المؤدّية إلى الطائرة التي ستقلّنا إلى مطار كاستروپ في كوبنهاغن وقفنا ننتظر دورنا، أنا أحمل الصبية، وزوجتي تحمل الصبي، حين تقدّم مني رجل خلته من الشرطة بسبب بزته وطاقيتة وطلب مني بإنكليزية ثقيلة أن أتبعه. صرخت في وجهه «ماذا تريد؟»، فأجاب مندهشاً «سأقلّكم في حافلة صغيرة إلى سلم الطائرة، أنتما تحملان أطفالاً».شعرت بالخجل، واعتذرت منه بذريعة الإرهاق، فابتسم وقال لا عليك.في مطار كاستروپ بحلق موظف الجوازات في أوراقنا عدة مرّات، ثم ذهب ليتحدث إلى آخر، قد يكون رئيسه، ثم أجرى الآخر مكالمة هاتفية، وكانا مستمرّين في تقليب جوازات سفرنا بغلافها الأسود الباعث على الهموم، المختومة من السفارة الدانماركية في دمشق، والتي كُتب عليها بوضوح تصريح إقامة عمل لمدة سنة. لقد أقفلت الدانمارك تماماً باب الهجرة إليها منذ عام ١-;-٩-;-٧-;-٣-;-، وهانحنذا نقف هناك، بعد عشر سنوات، وفي يوم الأربعاء، الثالث من شهر اوغست الساعة الثالثة وإثنين وثلاثين دقيقة، وبموافقة بدّدت شكوك هؤلاء تماماً بعد نحو ربع ساعة.كانت حياتنا على وشك أن تتغيّر رأساً على عقب حينما خطونا أولى خطواتنا خارج الترمينال الثاني في المطار.كان يوماً علت فيه شمس باهتة مائلة نشرت حرارة راكدة في أرجاء كوبنهاغن، بخلاف شمس القامشلي بلون الألمنيوم الحاد، القائظة الحارقة الخالية من الرحمة.في الأيام التالية لم تعد يدي اليمنى تعرف ماذا تعمل اليد اليسرى، وفي الليالي، وأنا أنظر في سقف السماء، سألت نفسي أين يذهب القمر في هذا البلد، وإن كنت على وشك أن أصير متبرجزاً. كل هذه اللغات والتعابير التي يجب أن تتعلمها! سوف تضيّع نفسك أيها الأحمق! ستنسى اللغات التي تعلمتها من قبل، ولن تتكلم اللغة الدانماركية كما ينطقها طفل في الرابعة. ثم استنتجت بسذاجة أن اللغة ليست سوى مداعبة لكلمات ما، حينما جلست أمام جهاز التلفزة لمتابعة أخبار العالم. في زياراتي السابقة كسائح لهذا البلد، لم أفكر بتعلم هذه اللغة العجيبة، أمّا الآن فإنني يجب أن أواجهه ......
#الفصل
#الأول
#رواية
#كوبنهاون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740607
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد تلاشى قلقي، صباح يوم الثالث من تموز عام ١-;-٩-;-٨-;-٣-;-، حين رأيت زرقة البحر المتوسط من النافذة الصغيرة لطائرة البوينغ النمساوية، وتصوّرت أسماك التونا الزرقاء البدينة وهي تسبح في أعماقه، بينما تركت خلفي أدخنة قنابل العراقيين والإيرانيين وتلك الحرب الطاحنة.وليس على مسافة بعيدة من طائرتي كانت آثار دماء قتلى صبرا وشاتيلا لم تزل تلّون الأزقّة الضيّقة. تلك أيضاً كنت أبتعد عنها.بعد شهرين من تلك اللحظات المُبهمة وجدت نفسي مع عدة مئات أتابع فرقة «ناس الغيوان» القادمة من حيّ المحمدي في الدار البيضاء المغربية لإحياء أمسية موسيقية في قلب كوبنهاغن. شهدتْ تلك الليلة حماساً طقوسياً من الجالية المغربية، حيث جُنّ جنونهم في رقصات هستيرية. وحينما بدأ «بوجميع» بطرح أحزانه عن أطفال صبرا وشاتيلا في موّال مغربي مُترف الشجن استمر لمدة ٢-;-٤-;-٢-;- ثانية، توّقف الحضور مُنتظرين البدء في النغم الإيقاعي، ليواصلوا رقصهم. قلقي كان أنني دُعيت إلى خدمة الإحتياط في لبنان، لألتحق ببقية أفراد الجيش السوري هناك. كنت قد بعت بيت العائلة في القامشلي والأثاث وأواني المطبخ وعدة لوحات، ووضعنا ما تبقى في حقيبتين، حينما جائني خبر أنني على وشك إستلام برقية من شعبة التجنيد.لقد فررت من بلدي وكنت أتألّم لأنني لم أستطع توديعه على نحو صحيح، وكنت مرتعباً من فكرة أن الشرطة العسكرية تنتظر لإلقاء القبض علي في صالة المسافرين في المطار.في مطار فيينا إنتظرنا نحو ساعتين، وعلى البوابة المؤدّية إلى الطائرة التي ستقلّنا إلى مطار كاستروپ في كوبنهاغن وقفنا ننتظر دورنا، أنا أحمل الصبية، وزوجتي تحمل الصبي، حين تقدّم مني رجل خلته من الشرطة بسبب بزته وطاقيتة وطلب مني بإنكليزية ثقيلة أن أتبعه. صرخت في وجهه «ماذا تريد؟»، فأجاب مندهشاً «سأقلّكم في حافلة صغيرة إلى سلم الطائرة، أنتما تحملان أطفالاً».شعرت بالخجل، واعتذرت منه بذريعة الإرهاق، فابتسم وقال لا عليك.في مطار كاستروپ بحلق موظف الجوازات في أوراقنا عدة مرّات، ثم ذهب ليتحدث إلى آخر، قد يكون رئيسه، ثم أجرى الآخر مكالمة هاتفية، وكانا مستمرّين في تقليب جوازات سفرنا بغلافها الأسود الباعث على الهموم، المختومة من السفارة الدانماركية في دمشق، والتي كُتب عليها بوضوح تصريح إقامة عمل لمدة سنة. لقد أقفلت الدانمارك تماماً باب الهجرة إليها منذ عام ١-;-٩-;-٧-;-٣-;-، وهانحنذا نقف هناك، بعد عشر سنوات، وفي يوم الأربعاء، الثالث من شهر اوغست الساعة الثالثة وإثنين وثلاثين دقيقة، وبموافقة بدّدت شكوك هؤلاء تماماً بعد نحو ربع ساعة.كانت حياتنا على وشك أن تتغيّر رأساً على عقب حينما خطونا أولى خطواتنا خارج الترمينال الثاني في المطار.كان يوماً علت فيه شمس باهتة مائلة نشرت حرارة راكدة في أرجاء كوبنهاغن، بخلاف شمس القامشلي بلون الألمنيوم الحاد، القائظة الحارقة الخالية من الرحمة.في الأيام التالية لم تعد يدي اليمنى تعرف ماذا تعمل اليد اليسرى، وفي الليالي، وأنا أنظر في سقف السماء، سألت نفسي أين يذهب القمر في هذا البلد، وإن كنت على وشك أن أصير متبرجزاً. كل هذه اللغات والتعابير التي يجب أن تتعلمها! سوف تضيّع نفسك أيها الأحمق! ستنسى اللغات التي تعلمتها من قبل، ولن تتكلم اللغة الدانماركية كما ينطقها طفل في الرابعة. ثم استنتجت بسذاجة أن اللغة ليست سوى مداعبة لكلمات ما، حينما جلست أمام جهاز التلفزة لمتابعة أخبار العالم. في زياراتي السابقة كسائح لهذا البلد، لم أفكر بتعلم هذه اللغة العجيبة، أمّا الآن فإنني يجب أن أواجهه ......
#الفصل
#الأول
#رواية
#كوبنهاون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740607
الحوار المتمدن
منير المجيد - الفصل الأول من رواية كوبنهاون