صلاح زنكنه : الحب والأسى عن يوم مضى
#الحوار_المتمدن
#صلاح_زنكنه تحاول القاصـة اليافعة (مها عادل) بمثابرة وحـرص ان تخطو خطواتها الأولى بثقة وجدية في مضمار فن القصة القصيرة, عبر مجموعتها القصصية البكــر (البحث عن يوم مضى) والتـي تستحق الثناء والاشادة والمتابعـة, لاسيما أن القاصة تبدو متمكنة من أداتها في آلية القـص, وتمتـاز لغتـــها بالسلاسة والبساطة معاً، وجملتها القصصية موحية ودقيقة، وتختار موضوعاتها بذكاء ودراية, تتمحور عادة حـول المـرأة وهموما وعلاقتـهـا بـالرجل والمجتمع, واشكالياتها النفسية والاجتماعية, ومعالجاتها القصصية لا تخلو من الجرأة والصدق. القاصـة مـها تتمتع بمخيلة خصبــة وشفافية عالية في الطرح, ونصوصها القصصية التي بين أيدينا لا تقل شاناً وجودة عـن نصوص زميلاتها المتمرسات, حتى زملائها الذين سبقوها. تستخدم القاصة عادة ضمير الغائب (هو) ) وبالأحرى ضمير الغائب المؤنث (هي) فـي جـل قصصها لاعتبارات نفسية تارة, واجتماعية تارة أخرى لتتحاشى التأويـل السطحي والتشخيص الساذج غير الفني, لشخوصها القصصية التي ترسمها بدقة, وتتابع سكناتها علـى مـهل بواسطة (عين الكاميرا) المحايدة, لتصوغ قصة غاية فـي الاتقـان والحيوية. وهي تقود القارئ مباشرة الـى قلـب الحــدث, دون تمهيد وصفي ممـل, أو استهلال انشـائـي, حيـث تبتـــدأ بالشخصية القصصية, وتنتهي بـها, متحاشية قدر الامكان الزوائد اللفظية والاستطرادات المجانيـة والجنوح الشعري والهلامي, والتي جميعـها تضـر بالجملة السـردية المبتغاة.وغالباً ما تفتتح قصتـها بجمـلـة فعليـة, مانحـة سردها الحركة والحيوية والاستمرارية (تهاطلت الأمطار وهي تخترق صمتا غـير مألوف) قصة أحلام منحوتة ص 44 و(حين فتحـوا البـاب فاجأتهم فراشات عديدة ) قصة مرايا مهشمة ص 25 (بعـد أن أكملت تسريح شعرها) قصة فينوس ص 38 و (أنهم يذهبون لكن إلى أين) قصة اللوحة ص 15 و(مازالت المدينـة تنوء تحـت الأشعة اللاهبـة) قصـة سـاعة مــن الظهيرة ص 45 و(أخيرا سيأتي .. ستراه غدا) قصة "أزهار لا تعرف الذبول" وكما أسلفت شخصيات مـهـا عـادل شخصيات نسائية التقطتها ووظفتها بذكاء وحنكـة في نصوص قصصية باهرة وممتعة, ففي قصة "فينوس" امرأة موظفة تكتب خواطر شعرية معتدة بنفسها وهي محاطة بالإعجـاب والاطراء, تطمــح الـي اغـواء موظف ضئيل رث الثياب, بيد أنه لا يرى فيها سوى تمثال فينوس بلا رأس, هكذا يرسمها على ورقة بيضاء، وفي قصــة "اللوحـة" امرأة أخرى, رسامة عجـوز, تجـد نفسها وحيدة مهملة في زاوية من قاعة العرض، والناس من حولها مبهورون مشغولون بلوحتها, وفي قصة "الزائر الاخير" بائعة هوى, تعـانـي تـأنيـب الضمير, وشبح أبيها يطاردها بعد منتصف الليل كزائر أخير, بعد انصراف آخر زائر ليلي, ليقض مضجعها، وفي قصة "أحلام منحوتة" ثمـة رجـل يمارس طقوسه السرية مع دمية مجردة من الحياة, بعد أن فشل في اغواء شحاذة (من لحم ودم واحساس) والتي لا تستجيب لشهوته العارمة, فيستجير بالدمية الصماء التـي تنخر حلمه وتأكل أمالـه. وتختتم مها قصصها بنهايات مفتوحة, لا تجزم بأمرها, بقـدر مـا تجـعـل القارئ يشارك بصياغة خاتمة يرتئيها هو (لاشي أخـــر سوى المطر) ص ۹-;---- و (اغمضت عينـها تاركـة الدموع التي طالمـا اكتظـت فـي داخلها تنهمر بلا حسـاب) ص 2 و (لـم يعـد يراقبني .. لـم يعد يحصي خطواتي ) ص 27لقد أتسمت قصـص هذه المجموعة, بثيمة الحب من دون ميوعة واسفاف, وبدأ هذا جليـاً حتى في العنوانات القصصية التي تشي بحس الخسارة والفقدان, ممزوجاً بالحزن والأسـى, كما في قصص (ذكريات محنطة, وبقايا دموع, ومرايا مهشمة, وأحلام منحوتة, وما تبقى) ......
#الحب
#والأسى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739918
#الحوار_المتمدن
#صلاح_زنكنه تحاول القاصـة اليافعة (مها عادل) بمثابرة وحـرص ان تخطو خطواتها الأولى بثقة وجدية في مضمار فن القصة القصيرة, عبر مجموعتها القصصية البكــر (البحث عن يوم مضى) والتـي تستحق الثناء والاشادة والمتابعـة, لاسيما أن القاصة تبدو متمكنة من أداتها في آلية القـص, وتمتـاز لغتـــها بالسلاسة والبساطة معاً، وجملتها القصصية موحية ودقيقة، وتختار موضوعاتها بذكاء ودراية, تتمحور عادة حـول المـرأة وهموما وعلاقتـهـا بـالرجل والمجتمع, واشكالياتها النفسية والاجتماعية, ومعالجاتها القصصية لا تخلو من الجرأة والصدق. القاصـة مـها تتمتع بمخيلة خصبــة وشفافية عالية في الطرح, ونصوصها القصصية التي بين أيدينا لا تقل شاناً وجودة عـن نصوص زميلاتها المتمرسات, حتى زملائها الذين سبقوها. تستخدم القاصة عادة ضمير الغائب (هو) ) وبالأحرى ضمير الغائب المؤنث (هي) فـي جـل قصصها لاعتبارات نفسية تارة, واجتماعية تارة أخرى لتتحاشى التأويـل السطحي والتشخيص الساذج غير الفني, لشخوصها القصصية التي ترسمها بدقة, وتتابع سكناتها علـى مـهل بواسطة (عين الكاميرا) المحايدة, لتصوغ قصة غاية فـي الاتقـان والحيوية. وهي تقود القارئ مباشرة الـى قلـب الحــدث, دون تمهيد وصفي ممـل, أو استهلال انشـائـي, حيـث تبتـــدأ بالشخصية القصصية, وتنتهي بـها, متحاشية قدر الامكان الزوائد اللفظية والاستطرادات المجانيـة والجنوح الشعري والهلامي, والتي جميعـها تضـر بالجملة السـردية المبتغاة.وغالباً ما تفتتح قصتـها بجمـلـة فعليـة, مانحـة سردها الحركة والحيوية والاستمرارية (تهاطلت الأمطار وهي تخترق صمتا غـير مألوف) قصة أحلام منحوتة ص 44 و(حين فتحـوا البـاب فاجأتهم فراشات عديدة ) قصة مرايا مهشمة ص 25 (بعـد أن أكملت تسريح شعرها) قصة فينوس ص 38 و (أنهم يذهبون لكن إلى أين) قصة اللوحة ص 15 و(مازالت المدينـة تنوء تحـت الأشعة اللاهبـة) قصـة سـاعة مــن الظهيرة ص 45 و(أخيرا سيأتي .. ستراه غدا) قصة "أزهار لا تعرف الذبول" وكما أسلفت شخصيات مـهـا عـادل شخصيات نسائية التقطتها ووظفتها بذكاء وحنكـة في نصوص قصصية باهرة وممتعة, ففي قصة "فينوس" امرأة موظفة تكتب خواطر شعرية معتدة بنفسها وهي محاطة بالإعجـاب والاطراء, تطمــح الـي اغـواء موظف ضئيل رث الثياب, بيد أنه لا يرى فيها سوى تمثال فينوس بلا رأس, هكذا يرسمها على ورقة بيضاء، وفي قصــة "اللوحـة" امرأة أخرى, رسامة عجـوز, تجـد نفسها وحيدة مهملة في زاوية من قاعة العرض، والناس من حولها مبهورون مشغولون بلوحتها, وفي قصة "الزائر الاخير" بائعة هوى, تعـانـي تـأنيـب الضمير, وشبح أبيها يطاردها بعد منتصف الليل كزائر أخير, بعد انصراف آخر زائر ليلي, ليقض مضجعها، وفي قصة "أحلام منحوتة" ثمـة رجـل يمارس طقوسه السرية مع دمية مجردة من الحياة, بعد أن فشل في اغواء شحاذة (من لحم ودم واحساس) والتي لا تستجيب لشهوته العارمة, فيستجير بالدمية الصماء التـي تنخر حلمه وتأكل أمالـه. وتختتم مها قصصها بنهايات مفتوحة, لا تجزم بأمرها, بقـدر مـا تجـعـل القارئ يشارك بصياغة خاتمة يرتئيها هو (لاشي أخـــر سوى المطر) ص ۹-;---- و (اغمضت عينـها تاركـة الدموع التي طالمـا اكتظـت فـي داخلها تنهمر بلا حسـاب) ص 2 و (لـم يعـد يراقبني .. لـم يعد يحصي خطواتي ) ص 27لقد أتسمت قصـص هذه المجموعة, بثيمة الحب من دون ميوعة واسفاف, وبدأ هذا جليـاً حتى في العنوانات القصصية التي تشي بحس الخسارة والفقدان, ممزوجاً بالحزن والأسـى, كما في قصص (ذكريات محنطة, وبقايا دموع, ومرايا مهشمة, وأحلام منحوتة, وما تبقى) ......
#الحب
#والأسى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739918
الحوار المتمدن
صلاح زنكنه - الحب والأسى عن يوم مضى