سعد كموني : الإيمان ليس مرادفاً للجهل
#الحوار_المتمدن
#سعد_كموني عندما يحرض القرآن الكريم الإنسان على النظر في نفسه وفي خلقه، ويطالبه أن يسعى في الأرض ليعلم كيف بدأ الخلق، وأن يسعى في الأرض منقّباً ليرى حركة التاريخ ومصائر البشر، ومصارع السلاطين والشعوب، ويقدّم الكون بكل مكوّناته مسخّراً للإنسان؛ إنما هو بذلك يؤسس لآلية تفكيرٍ على الإنسان اعتمادُها ليعرف نفسه وكونه. فالمعلومات ليست جاهزة قبل النظر والتمحيص والسعي، بل هي من جرّاء حاجة أو حاجات تقتضيها الضرورة، وعندما تلحّ ضرورةٌ مستجدّة، لا يجوز بشكلٍ من الأشكال اعتماد معلومة موروثة، بل يستفاد منها لتجديدها أو تجاوزها بالعقل والسؤال والتجريب. وعندما نقول هذا القول، ونطالب بإعمال العقل وتعميق السؤال،لا نرمي بذلك إلى نزع التديّن من الناس، بل نرجو فك الخصومةِ بين التديّن والعقل، فالإيمان بالله الواحد الأحد أمر يبلغه الإنسان بعد أن يكون قد استنفد تفكيره العقليّ في تعليل الكون وظواهره، وبعد أن يعجز بإزاء تسويغ الوجود يلجأ إلى الإيمان أو الإلحاد. أمّا التديّنُ الموروث بلا إعمال للعقل فإنّه بعيدٌ كل البعد من التدين الذي دعا إليه القرآن في قوله عزّ وجل:" ولا تقف ما ليس لك به علم" .صحيحٌ أن التدين يردّ الأمر إلى الله وهذا لا نستنكره، بل ما لا يمكننا الموافقة عليه هو في تنحي العقل واعتماد التسليم إلى الله حلاً نهائياً قبل أيّ محاولة، في الوقت الذي ينبغي أن يكون مردّ أيِّ ظاهرةٍ إلى أسبابها الحقيقية، وفي البحث الحثيث عن تلك الأسباب، فلا ننسبها إلى عقوبة أو ثواب استنساباً وجهلاً. فمعرفة أسباب الأمراض واجبة، والتصدي لها أوجب، وهذا لا يكون بالتسليم. ومعرفة أسباب الزلازل والفيضانات، والكوارث الطبيعية واجبة، والتصدي لأخطارها أوجب. وهذا لا يكون بالتسليم... فالإنسان مطالبٌ بمعرفةِ ال ......
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673347
#الحوار_المتمدن
#سعد_كموني عندما يحرض القرآن الكريم الإنسان على النظر في نفسه وفي خلقه، ويطالبه أن يسعى في الأرض ليعلم كيف بدأ الخلق، وأن يسعى في الأرض منقّباً ليرى حركة التاريخ ومصائر البشر، ومصارع السلاطين والشعوب، ويقدّم الكون بكل مكوّناته مسخّراً للإنسان؛ إنما هو بذلك يؤسس لآلية تفكيرٍ على الإنسان اعتمادُها ليعرف نفسه وكونه. فالمعلومات ليست جاهزة قبل النظر والتمحيص والسعي، بل هي من جرّاء حاجة أو حاجات تقتضيها الضرورة، وعندما تلحّ ضرورةٌ مستجدّة، لا يجوز بشكلٍ من الأشكال اعتماد معلومة موروثة، بل يستفاد منها لتجديدها أو تجاوزها بالعقل والسؤال والتجريب. وعندما نقول هذا القول، ونطالب بإعمال العقل وتعميق السؤال،لا نرمي بذلك إلى نزع التديّن من الناس، بل نرجو فك الخصومةِ بين التديّن والعقل، فالإيمان بالله الواحد الأحد أمر يبلغه الإنسان بعد أن يكون قد استنفد تفكيره العقليّ في تعليل الكون وظواهره، وبعد أن يعجز بإزاء تسويغ الوجود يلجأ إلى الإيمان أو الإلحاد. أمّا التديّنُ الموروث بلا إعمال للعقل فإنّه بعيدٌ كل البعد من التدين الذي دعا إليه القرآن في قوله عزّ وجل:" ولا تقف ما ليس لك به علم" .صحيحٌ أن التدين يردّ الأمر إلى الله وهذا لا نستنكره، بل ما لا يمكننا الموافقة عليه هو في تنحي العقل واعتماد التسليم إلى الله حلاً نهائياً قبل أيّ محاولة، في الوقت الذي ينبغي أن يكون مردّ أيِّ ظاهرةٍ إلى أسبابها الحقيقية، وفي البحث الحثيث عن تلك الأسباب، فلا ننسبها إلى عقوبة أو ثواب استنساباً وجهلاً. فمعرفة أسباب الأمراض واجبة، والتصدي لها أوجب، وهذا لا يكون بالتسليم. ومعرفة أسباب الزلازل والفيضانات، والكوارث الطبيعية واجبة، والتصدي لأخطارها أوجب. وهذا لا يكون بالتسليم... فالإنسان مطالبٌ بمعرفةِ ال ......
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673347
الحوار المتمدن
سعد كموني - الإيمان ليس مرادفاً للجهل