محمد رياض اسماعيل : رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام 1991 الحلقة الخامسة
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل رحلت عنك يا وطني كوردستان ولَم تفارقك قلبي ووجداني، وكلما كنت ابتعد عنك مسافةً كانت انفاسي تعود للخلف الى سمائك، فروحي تأبى ان تفارقك، وبدأت برحلة الغربة رغماً عني، اردد بيتا من الشعر، وطني والحب سينجده مازلِت عبداً أعبده، وتعلمت العشق في أروقته فكيف تقلعوني من جذوري! ابكيك يا وطني بحرقة وبحزنٍ يمتد بطول هذه القافلة من الشهداء الأحياء التي تراصفت دوني الى الأفق، ابكيك بعمر شهيد كوردي يمتد دون الزمن، تركتك في حراسة لص غازٍ ابن عاهرة. مضينا في المسير ببطء شديد ومعنا سجاد نقص عليه ما جرى لنا، وكان يستغرب كيف تترك الحكومة أناس متعلمين أطباء ومهندسين مثلكم لهكذا قدر! فقلت له ان حكومتنا ومن يسيرها ترى ولا تشعر، والذي لا يشعر لن يحب، وحين يغضب الرئيس القائد يختزل البشر والكفاءات الى مجرد دمى ويسحقهم بالدبابات ويبعثر أشلاءهم بالمدافع، وتسير فوقهم البساطل العسكرية … تعجب الرجل لكلامنا وأشك بانه صدق بأننا أطباء ومهندسين، لما لهذه الطبقة من منزلة لديهم كما حدثنا بذلك، ولكننا كنّا نشعر بالطمأنينة والأمان في حراسة البدلة العسكرية لسجاد. وعلمنا بان قوافل الاغاثة ستصلنا قريباً، واستمررنا في التقدم حتى وصلنا مدينة صغيرة اسمها ناوسود، احدى جنائن الله على الارض، حيث تشق السواقي وعيون الماء جسد الجبل لتنهمر على طبيعة ساحرة خلابة، وعبرنا جسراً عتيقاً تسمعك خرير ماؤها الجاري اجمل الألحان، بتناغم مع اصوات الطيور في كل حدب وصوب، وكنا نرى مئات البيوت التي تهدمت بفعل قصف القوات العراقية التي احتلتها في الحرب المشؤومة، وسألنا عن سبب عدم اعادة بناءه وإعماره، علمنا بأنهم تَرَكُوا المدينة شاهداً على بربرية ووحشية السلطة في العراق، وكنا خجلين امام مرأى هذا الخراب وسط الطبيعة الساحرة، نعم تَرَكُوا المدينة لتحاكي التاريخ يوماً. كان سجاد إنساناً بسيطاً على الفطرة، لا يعرف اللف والدوران، ويرغب في مساعدتنا بكل اخلاص ودون مقابل، وقد فارقنا في ناوسود وعاد الى النقطة الحدودية بعد ان اعطانا عنوانه في طهران ورقم هاتف الدار، ووعدنا بانه سيتصل بِنَا في أقرب فرصة. وعلمنا بان الحرس الثوري اصدر اوامره لنا بالتوجه الى قرية اخرى اسمها هيرو، او ما يسمى (دوو ئاو)، حيث من المزمع نصب الخيام في تلك المنطقة، ليسهلوا وصول قوافل النجدة للاجئين، وفِي طريقنا من ناوسود الى هيرو رأينا سيارة لاندكروز مفتوحة الأبواب ومليء بالبطاطا المقلية والخبز و التمر وقد اكتظ حولها اللاجئين بكثافة شديدة، كان الحرس الايراني يرمي الخبز و أكياس البطاطا على اللاجئين المندفعين بهياج في حالة هرج و مرج، فتقع على الرؤوس تارة وعلى الأرض تارة ليتهافت عليها الجموع، وكان الناس تندفع بشراسة نحو المؤن و كأنهم في يوم حشر. ودخلنا مع (ح ف) بين الجموع فحصلنا على بعض البطاطا والخبز ورأيت سجاد بيده اكياس برتقال وتفاح ناولها لنا بشق الانفس، وخرجت من بين الجموع بأعجوبة بعد ان بدأ الحرس بضربنا بالعصي وبوحشية. المهم حصلنا على ما لم نكن نحلم به رغم ألم العصي. وجلبناه الى سياراتنا وكنا فرحين حين رأينا اطفالنا يلتهمون الفواكه والبطاطا، ولا يتوسلون بنا بالجوع، كما هي حالهم منذ ان تركنا حلبجة، ثم انطلقنا نحو هيرو. التقينا في الطريق ابن أخت نسيبي (ر)، وكانت اختي تودع لديه اثاث بيتها عندما خرجنا من السليمانية، وقد أخبرها بانه وضع بعض من اثاث بيتها مثل التلفزيون والغسالة والثلاجة في مكان في قرية بيارة، وجاء للبحث عن اهله وعند عودته لأخذها وجدها مسروقة! اغاضت الحكاية شقيقتي، واشتدت الملاسنة بينهما، ثم عاد (ر) مؤلفاً قصة اخرى حيث افاد با ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731936
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل رحلت عنك يا وطني كوردستان ولَم تفارقك قلبي ووجداني، وكلما كنت ابتعد عنك مسافةً كانت انفاسي تعود للخلف الى سمائك، فروحي تأبى ان تفارقك، وبدأت برحلة الغربة رغماً عني، اردد بيتا من الشعر، وطني والحب سينجده مازلِت عبداً أعبده، وتعلمت العشق في أروقته فكيف تقلعوني من جذوري! ابكيك يا وطني بحرقة وبحزنٍ يمتد بطول هذه القافلة من الشهداء الأحياء التي تراصفت دوني الى الأفق، ابكيك بعمر شهيد كوردي يمتد دون الزمن، تركتك في حراسة لص غازٍ ابن عاهرة. مضينا في المسير ببطء شديد ومعنا سجاد نقص عليه ما جرى لنا، وكان يستغرب كيف تترك الحكومة أناس متعلمين أطباء ومهندسين مثلكم لهكذا قدر! فقلت له ان حكومتنا ومن يسيرها ترى ولا تشعر، والذي لا يشعر لن يحب، وحين يغضب الرئيس القائد يختزل البشر والكفاءات الى مجرد دمى ويسحقهم بالدبابات ويبعثر أشلاءهم بالمدافع، وتسير فوقهم البساطل العسكرية … تعجب الرجل لكلامنا وأشك بانه صدق بأننا أطباء ومهندسين، لما لهذه الطبقة من منزلة لديهم كما حدثنا بذلك، ولكننا كنّا نشعر بالطمأنينة والأمان في حراسة البدلة العسكرية لسجاد. وعلمنا بان قوافل الاغاثة ستصلنا قريباً، واستمررنا في التقدم حتى وصلنا مدينة صغيرة اسمها ناوسود، احدى جنائن الله على الارض، حيث تشق السواقي وعيون الماء جسد الجبل لتنهمر على طبيعة ساحرة خلابة، وعبرنا جسراً عتيقاً تسمعك خرير ماؤها الجاري اجمل الألحان، بتناغم مع اصوات الطيور في كل حدب وصوب، وكنا نرى مئات البيوت التي تهدمت بفعل قصف القوات العراقية التي احتلتها في الحرب المشؤومة، وسألنا عن سبب عدم اعادة بناءه وإعماره، علمنا بأنهم تَرَكُوا المدينة شاهداً على بربرية ووحشية السلطة في العراق، وكنا خجلين امام مرأى هذا الخراب وسط الطبيعة الساحرة، نعم تَرَكُوا المدينة لتحاكي التاريخ يوماً. كان سجاد إنساناً بسيطاً على الفطرة، لا يعرف اللف والدوران، ويرغب في مساعدتنا بكل اخلاص ودون مقابل، وقد فارقنا في ناوسود وعاد الى النقطة الحدودية بعد ان اعطانا عنوانه في طهران ورقم هاتف الدار، ووعدنا بانه سيتصل بِنَا في أقرب فرصة. وعلمنا بان الحرس الثوري اصدر اوامره لنا بالتوجه الى قرية اخرى اسمها هيرو، او ما يسمى (دوو ئاو)، حيث من المزمع نصب الخيام في تلك المنطقة، ليسهلوا وصول قوافل النجدة للاجئين، وفِي طريقنا من ناوسود الى هيرو رأينا سيارة لاندكروز مفتوحة الأبواب ومليء بالبطاطا المقلية والخبز و التمر وقد اكتظ حولها اللاجئين بكثافة شديدة، كان الحرس الايراني يرمي الخبز و أكياس البطاطا على اللاجئين المندفعين بهياج في حالة هرج و مرج، فتقع على الرؤوس تارة وعلى الأرض تارة ليتهافت عليها الجموع، وكان الناس تندفع بشراسة نحو المؤن و كأنهم في يوم حشر. ودخلنا مع (ح ف) بين الجموع فحصلنا على بعض البطاطا والخبز ورأيت سجاد بيده اكياس برتقال وتفاح ناولها لنا بشق الانفس، وخرجت من بين الجموع بأعجوبة بعد ان بدأ الحرس بضربنا بالعصي وبوحشية. المهم حصلنا على ما لم نكن نحلم به رغم ألم العصي. وجلبناه الى سياراتنا وكنا فرحين حين رأينا اطفالنا يلتهمون الفواكه والبطاطا، ولا يتوسلون بنا بالجوع، كما هي حالهم منذ ان تركنا حلبجة، ثم انطلقنا نحو هيرو. التقينا في الطريق ابن أخت نسيبي (ر)، وكانت اختي تودع لديه اثاث بيتها عندما خرجنا من السليمانية، وقد أخبرها بانه وضع بعض من اثاث بيتها مثل التلفزيون والغسالة والثلاجة في مكان في قرية بيارة، وجاء للبحث عن اهله وعند عودته لأخذها وجدها مسروقة! اغاضت الحكاية شقيقتي، واشتدت الملاسنة بينهما، ثم عاد (ر) مؤلفاً قصة اخرى حيث افاد با ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731936
الحوار المتمدن
محمد رياض اسماعيل - رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام 1991/ الحلقة الخامسة
محمد رياض اسماعيل : رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام 1991 الحلقة السادسة
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل ذهبت الى حافة نهر سيروان للاغتسال، مشيت و ضفة النهر لأجد مكاناً نظيفاً لا ارى فيه الأوساخ والمخلفات الثقيلة، حيث يقضي ربع مليون لاجئ حاجاتهم على هذه الضفة، وعبثاً حاولت، كان ابن خالتي برفقتي ووجد مكاناً اقل قذارة في الشاطئ، واغتسلنا بماء لم يخلو من قذارة، ثم عدنا ادراجنا بعد الظهر، طلب احد الأطباء منا هوية نقابة الأطباء للعمل التطوعي في المستوصف، وأعطيناه هوية زوجتي، الا ان اختي (ا) كانت حديثة التخرج من كلية طب/ جامعة بغداد، فاعترض الأطباء، وحُجب عنها منح المؤن والخيمة! واستلمت زوجتي بعض المؤن، ورجوت من أحد السواق الإيرانيين في المستوصف لإصلاح إطار سيارتي في پاوه، وأعطيته 75 ديناراً ، ورجوت منه ان يجلب لنا بعض المعلبات وقناني العصير والمشروبات الغازية ووعدني خيراً. وكان الجو صحواً وقد فرشنا للوالد والوالدة في العراء بالبطانيات وبقينا نحن في السيارة، نسمع الأخبار، وقد جاءنا السائق الساعة الحادية عشر مساءاً، وأعاد إطار سيارتي بعد تصليحها وأعطاني ما طلبته منه وأخذتها الى السيارة وقسمتها الى نصفين، نصف الى اختي وأطفالها وأهل نسيبي، والنصف الاخر والأكثر تقريباً احتفظنا به، واستدعينا الوالدين لشرب العصير وأكلنا التفاح الذي حصلنا عليها بشق الانفس بالهرولة خلف سيارات الحرس، والخبز من المستوصف … ومَر الليل بحالٍ مُر كسابقتها! ولَم نذق طعم النوم، وفِي الصباح الباكر فتحت باب السيارة فإذا بأربعة أرجل مزرقة ومتورمة خارجة من البطانيات المغطية لأجسادهم حتى قمة الراس قرب سيارتي، وعلمنا بأنها لنساء توفوا ليلاً بسبب الإرهاق، نتيجة المشي على الأقدام من السليمانية الى هيرو. يا له من صباح كئيب نستقبله بالنحيب والصراخ، لقد تعودنا على هكذا حال، وتخدرت احاسيسنا.... فشربنا الشاي وأكلنا الخبز، وتوجهت زوجتي وأختي (ا) الى المستوصف، وذهبت الى نهر سيروان قاطعاً مسافة كيلومترين بين أشجار الجوز الكثيفة التي خلت كوردستان العراق منها بسبب العمليات العسكرية، وتحولت الى رماد بفعل النيران، رغم ان الأرض التي تتقاسمها البلدين في عمق واحد، ووصلت لشاطئ النهر الهادر السريع الجريان ذات اللون الترابي، وكان ابن خالتي (م) معي، وكنت انوي حلاقة ذقني بشفرة حلاقة بعد ان ذقت ذرعا من لحيتي الطويلة، تدمى وجهي بسبب شفرة الحلاقة القديمة، ثم بحثت عن مكان نظيف لغسل وجهي وراسي بالماء الجاري الذي كان بارداً للغاية، كنت ابعد القاذورات من سطح الماء باستمرار، وغطيت راسي بمنشفة صغيرة، و عدنا الى مكاننا قرب المستوصف وقد اشرف الوقت على الظهيرة ، ولَم أتعود في السابق غسل راسي دون استعمال مجففة شعر بعد الغسيل! اما الان ليكن ما يكن، ورأيت الأهل فرحاً، قالوا لي "سوف ننجو قريباً" ! لقد وصل أبناء عمومة نسيبي من سنندج بعد ان استغرق رحلتهم 18 ساعه متواصلة، بعد ان استلموا اخبار وجودنا في هيرو، وجاؤوا لنا بالملابس الشتوية، والبطانيات، والجبن الأبيض، وقِدر كبير من اكلة الدولمة مع الخبز الأبيض، اواه سننجو بعد هذا العذاب، بدانا الاكل بشراهة كالمجانين، وأبناء عمومة نسيبي يتفرجون علينا باستغراب وألم شديدين ظهرت على ملامح وجوههم، كنّا بلا ديار، بلا مأوى ننام مع الحيوانات في البراري ونبول كالأغنام وناكل كالفئران… ثم شربنا الشاي واستأذن أقارب نسيبي للعودة الى بيوتهم، لان طريقهم طويل، ويأملوا الوصول الى الطريق المبلط قبل ان يحل الظلام … وتساءلت، اين يذهبون؟ وماذا بشأننا ! هل سيتركوننا للقدر؟ قالوا لا نستطيع فعل شيء لان "هيرو" لا تتبع منطقة سنندج، لذلك لا يسمحون لنا بمرافقتهم، وأنهم سيحاولون مرة اخرى مع محافظ المنطقة. لم اع ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732055
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل ذهبت الى حافة نهر سيروان للاغتسال، مشيت و ضفة النهر لأجد مكاناً نظيفاً لا ارى فيه الأوساخ والمخلفات الثقيلة، حيث يقضي ربع مليون لاجئ حاجاتهم على هذه الضفة، وعبثاً حاولت، كان ابن خالتي برفقتي ووجد مكاناً اقل قذارة في الشاطئ، واغتسلنا بماء لم يخلو من قذارة، ثم عدنا ادراجنا بعد الظهر، طلب احد الأطباء منا هوية نقابة الأطباء للعمل التطوعي في المستوصف، وأعطيناه هوية زوجتي، الا ان اختي (ا) كانت حديثة التخرج من كلية طب/ جامعة بغداد، فاعترض الأطباء، وحُجب عنها منح المؤن والخيمة! واستلمت زوجتي بعض المؤن، ورجوت من أحد السواق الإيرانيين في المستوصف لإصلاح إطار سيارتي في پاوه، وأعطيته 75 ديناراً ، ورجوت منه ان يجلب لنا بعض المعلبات وقناني العصير والمشروبات الغازية ووعدني خيراً. وكان الجو صحواً وقد فرشنا للوالد والوالدة في العراء بالبطانيات وبقينا نحن في السيارة، نسمع الأخبار، وقد جاءنا السائق الساعة الحادية عشر مساءاً، وأعاد إطار سيارتي بعد تصليحها وأعطاني ما طلبته منه وأخذتها الى السيارة وقسمتها الى نصفين، نصف الى اختي وأطفالها وأهل نسيبي، والنصف الاخر والأكثر تقريباً احتفظنا به، واستدعينا الوالدين لشرب العصير وأكلنا التفاح الذي حصلنا عليها بشق الانفس بالهرولة خلف سيارات الحرس، والخبز من المستوصف … ومَر الليل بحالٍ مُر كسابقتها! ولَم نذق طعم النوم، وفِي الصباح الباكر فتحت باب السيارة فإذا بأربعة أرجل مزرقة ومتورمة خارجة من البطانيات المغطية لأجسادهم حتى قمة الراس قرب سيارتي، وعلمنا بأنها لنساء توفوا ليلاً بسبب الإرهاق، نتيجة المشي على الأقدام من السليمانية الى هيرو. يا له من صباح كئيب نستقبله بالنحيب والصراخ، لقد تعودنا على هكذا حال، وتخدرت احاسيسنا.... فشربنا الشاي وأكلنا الخبز، وتوجهت زوجتي وأختي (ا) الى المستوصف، وذهبت الى نهر سيروان قاطعاً مسافة كيلومترين بين أشجار الجوز الكثيفة التي خلت كوردستان العراق منها بسبب العمليات العسكرية، وتحولت الى رماد بفعل النيران، رغم ان الأرض التي تتقاسمها البلدين في عمق واحد، ووصلت لشاطئ النهر الهادر السريع الجريان ذات اللون الترابي، وكان ابن خالتي (م) معي، وكنت انوي حلاقة ذقني بشفرة حلاقة بعد ان ذقت ذرعا من لحيتي الطويلة، تدمى وجهي بسبب شفرة الحلاقة القديمة، ثم بحثت عن مكان نظيف لغسل وجهي وراسي بالماء الجاري الذي كان بارداً للغاية، كنت ابعد القاذورات من سطح الماء باستمرار، وغطيت راسي بمنشفة صغيرة، و عدنا الى مكاننا قرب المستوصف وقد اشرف الوقت على الظهيرة ، ولَم أتعود في السابق غسل راسي دون استعمال مجففة شعر بعد الغسيل! اما الان ليكن ما يكن، ورأيت الأهل فرحاً، قالوا لي "سوف ننجو قريباً" ! لقد وصل أبناء عمومة نسيبي من سنندج بعد ان استغرق رحلتهم 18 ساعه متواصلة، بعد ان استلموا اخبار وجودنا في هيرو، وجاؤوا لنا بالملابس الشتوية، والبطانيات، والجبن الأبيض، وقِدر كبير من اكلة الدولمة مع الخبز الأبيض، اواه سننجو بعد هذا العذاب، بدانا الاكل بشراهة كالمجانين، وأبناء عمومة نسيبي يتفرجون علينا باستغراب وألم شديدين ظهرت على ملامح وجوههم، كنّا بلا ديار، بلا مأوى ننام مع الحيوانات في البراري ونبول كالأغنام وناكل كالفئران… ثم شربنا الشاي واستأذن أقارب نسيبي للعودة الى بيوتهم، لان طريقهم طويل، ويأملوا الوصول الى الطريق المبلط قبل ان يحل الظلام … وتساءلت، اين يذهبون؟ وماذا بشأننا ! هل سيتركوننا للقدر؟ قالوا لا نستطيع فعل شيء لان "هيرو" لا تتبع منطقة سنندج، لذلك لا يسمحون لنا بمرافقتهم، وأنهم سيحاولون مرة اخرى مع محافظ المنطقة. لم اع ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732055
الحوار المتمدن
محمد رياض اسماعيل - رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام 1991/ الحلقة السادسة
محمد رياض اسماعيل : رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام 1991 الحلقة السابعة
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل في الليل بدأ المطر ينهال علينا بلا توقف واشتد البرد، ورجوت ابن خالتي (م) ان يسمح لوالدي المبيت في سيارتهم وهم شخصين فقط، ولكنه رفض وأشر الى والده المتمدد في سيارته لوحده، وذهب هو الاخر الى السيارة تاركاً إياي كالصخر اتحدث مع نفسي! وتقربت من سيارتهم وقد أقفل الأبواب وتمدد والده في الخلف وهو في الامام وتركوا خالتي في العراء تحت المطر، وصعدنا نحن جميعاً، ثمانية اشخاص في سيارتي، ولكن والدتي تركتنا لتنام في العراء مع خالتي وكذلك فعل والدي، وتغطى الجميع بالبطانيات المبللة، حتى جاءت الساعة التاسعة مساءاً وسمعنا أصوات الحرس الايراني يصيحون بِنَا (حركت ) اَي تحركوا بسياراتكم الى القافلة التي تتوجه الى پاوه، المدينة التي كان الناس تمتدح جمالها، فاستبشرنا خيراً، انه النجاة من الموت البطيء، ربما ستفرج الأمور هناك … حزمت البطانيات المبللة فوق سيارتي وربطتها بالحبل بقوة، و تلاسنت مع (م) لتصرفه حيال أمه، وتهجم عليّ لولا تدخل الأهل فتركته لوضاعة الحال، فمن ذَا الذي يغير طبائع البشر! بدأنا المسير في القافلة التي لها اول وليس لها اخير، وبدأنا صعود الجبل، بدأت رحلة پاوه، بعد ان مكثنا ثلاثة ايّام في هيرو من التاسع من نيسان الى الثانية عشر منه، وتحركنا ليلة 12/4 الساعة التاسعة والنصف، وكنا نسير ببطء شديد ونتأمل في پاوه خيرا، قد نجد عملاً يعيد لنا احساسنا وشعورنا ومتعتنا في الحياة، بعد ساعتان ونصف من المسيرة، قسم الحرس السيارات الى مجاميع، يقود كل مجموعة سيارة حرس من الامام وأخرى من الخلف، وقد اشتد المطر، والطريق الى قمة الجبل غير مبلط والسيول تجري عليه بقوة شديدة، بدأت اقلق على عجلات سيارتي واخشى كثيراً عطل الكابح والاهل يدعون الله للنجاة، و كنا نعبر الانفاق و الدهاليز وسط سيول جارفة، وبالكاد كنت الاحظ المصابيح الخلفية للسيارة التي تتقدمني، وكنت أسير بحذر شديد عَلى حافة الجبل، خشية جرفنا للوادي بقوة السيل في الشارع، وكانت حرارة المحرك تؤشر للخط الأحمر فاضطررت الى النزول وربط مروحة الماكنة بشكل مباشر ليعمل دون ناظم، وفعلت ذلك بشق الانفس تحت المطر واصوات الرعد والبرق… وصلنا الى طريق مبلط وتم تزويدنا بالوقود من قبل سيارة الحرس المخصصة لهذا الغرض، وقد بدأت ملامح المدينة بالظهور حيث تتلألأ مصابيح الشوارع كالنجوم في جوف السماء، واشتدت الرياح والعواصف في قمة الجبل التي تعانق السماء. انقضى ست ساعات من المسير المتواصل نحو قمة الجبل، ودخلنا المدينة وكانت الساعة تشير الى قرابة الرابعة فجراً، وركنت سيارتي في احدى الشوارع خلف سيارة (ح ع) وكان الحرس يصيحون بمكبرات الصوت (حركت آغا) اَي تحركوا، ولكننا تعذرنا بنفاذ وقود سياراتنا، وحاولنا المماطلة الى الصباح لكي نستقر في پاوه، بعد ان رأينا فيها ملامح مدنية، من شوارع ودكاكين ومطاعم وبيوت، كما رأينا غابة واسعة تتوسط المدينة الجميلة، وتنعكس انوار المصابيح على الشوارع فتزيدها تألقا وجمالاً. شاهدت (ح ف) برفقة شخص مدني إيراني، أشر لنا بالخروج من السيارة، كان الايراني كوردياً، وقد دعى الأهل لداره الواقع على الشارع الذي ركنا به سياراتنا، فتوجهت النساء برفقة هذا الرجل و (ح ف) الى داره. وانتظرت انا لوحدي في السيارة ولَم يكن (م) ومعه اختي ووالدتي معنا. جاءت احدى سيارات الوقود التخصصية وأملت سياراتنا بالوقود وطلبت حركتنا من المدينة، حيث كانت الجوامع تقرأ مدائح رمضان بأسلوب عذب جداً (اللهم أني أسألك عن عظمتك وجمال خلقك فقل لي…) ثم تلاه الآذان فيما بعد، وعادت اخواتي الى السيارة بعد ان استحموا وفطروا، وجلبوا لنا الكثير من البيض والخبز والبطاني ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732157
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل في الليل بدأ المطر ينهال علينا بلا توقف واشتد البرد، ورجوت ابن خالتي (م) ان يسمح لوالدي المبيت في سيارتهم وهم شخصين فقط، ولكنه رفض وأشر الى والده المتمدد في سيارته لوحده، وذهب هو الاخر الى السيارة تاركاً إياي كالصخر اتحدث مع نفسي! وتقربت من سيارتهم وقد أقفل الأبواب وتمدد والده في الخلف وهو في الامام وتركوا خالتي في العراء تحت المطر، وصعدنا نحن جميعاً، ثمانية اشخاص في سيارتي، ولكن والدتي تركتنا لتنام في العراء مع خالتي وكذلك فعل والدي، وتغطى الجميع بالبطانيات المبللة، حتى جاءت الساعة التاسعة مساءاً وسمعنا أصوات الحرس الايراني يصيحون بِنَا (حركت ) اَي تحركوا بسياراتكم الى القافلة التي تتوجه الى پاوه، المدينة التي كان الناس تمتدح جمالها، فاستبشرنا خيراً، انه النجاة من الموت البطيء، ربما ستفرج الأمور هناك … حزمت البطانيات المبللة فوق سيارتي وربطتها بالحبل بقوة، و تلاسنت مع (م) لتصرفه حيال أمه، وتهجم عليّ لولا تدخل الأهل فتركته لوضاعة الحال، فمن ذَا الذي يغير طبائع البشر! بدأنا المسير في القافلة التي لها اول وليس لها اخير، وبدأنا صعود الجبل، بدأت رحلة پاوه، بعد ان مكثنا ثلاثة ايّام في هيرو من التاسع من نيسان الى الثانية عشر منه، وتحركنا ليلة 12/4 الساعة التاسعة والنصف، وكنا نسير ببطء شديد ونتأمل في پاوه خيرا، قد نجد عملاً يعيد لنا احساسنا وشعورنا ومتعتنا في الحياة، بعد ساعتان ونصف من المسيرة، قسم الحرس السيارات الى مجاميع، يقود كل مجموعة سيارة حرس من الامام وأخرى من الخلف، وقد اشتد المطر، والطريق الى قمة الجبل غير مبلط والسيول تجري عليه بقوة شديدة، بدأت اقلق على عجلات سيارتي واخشى كثيراً عطل الكابح والاهل يدعون الله للنجاة، و كنا نعبر الانفاق و الدهاليز وسط سيول جارفة، وبالكاد كنت الاحظ المصابيح الخلفية للسيارة التي تتقدمني، وكنت أسير بحذر شديد عَلى حافة الجبل، خشية جرفنا للوادي بقوة السيل في الشارع، وكانت حرارة المحرك تؤشر للخط الأحمر فاضطررت الى النزول وربط مروحة الماكنة بشكل مباشر ليعمل دون ناظم، وفعلت ذلك بشق الانفس تحت المطر واصوات الرعد والبرق… وصلنا الى طريق مبلط وتم تزويدنا بالوقود من قبل سيارة الحرس المخصصة لهذا الغرض، وقد بدأت ملامح المدينة بالظهور حيث تتلألأ مصابيح الشوارع كالنجوم في جوف السماء، واشتدت الرياح والعواصف في قمة الجبل التي تعانق السماء. انقضى ست ساعات من المسير المتواصل نحو قمة الجبل، ودخلنا المدينة وكانت الساعة تشير الى قرابة الرابعة فجراً، وركنت سيارتي في احدى الشوارع خلف سيارة (ح ع) وكان الحرس يصيحون بمكبرات الصوت (حركت آغا) اَي تحركوا، ولكننا تعذرنا بنفاذ وقود سياراتنا، وحاولنا المماطلة الى الصباح لكي نستقر في پاوه، بعد ان رأينا فيها ملامح مدنية، من شوارع ودكاكين ومطاعم وبيوت، كما رأينا غابة واسعة تتوسط المدينة الجميلة، وتنعكس انوار المصابيح على الشوارع فتزيدها تألقا وجمالاً. شاهدت (ح ف) برفقة شخص مدني إيراني، أشر لنا بالخروج من السيارة، كان الايراني كوردياً، وقد دعى الأهل لداره الواقع على الشارع الذي ركنا به سياراتنا، فتوجهت النساء برفقة هذا الرجل و (ح ف) الى داره. وانتظرت انا لوحدي في السيارة ولَم يكن (م) ومعه اختي ووالدتي معنا. جاءت احدى سيارات الوقود التخصصية وأملت سياراتنا بالوقود وطلبت حركتنا من المدينة، حيث كانت الجوامع تقرأ مدائح رمضان بأسلوب عذب جداً (اللهم أني أسألك عن عظمتك وجمال خلقك فقل لي…) ثم تلاه الآذان فيما بعد، وعادت اخواتي الى السيارة بعد ان استحموا وفطروا، وجلبوا لنا الكثير من البيض والخبز والبطاني ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732157
الحوار المتمدن
محمد رياض اسماعيل - رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام 1991/ الحلقة السابعة
محمد رياض اسماعيل : رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام 1991 الحلقة الثامنة
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل كان (ح ف) مرتبكاً ويحاول المكوث في جوان روود ويدخل في نقاش مع الحرس، وكان مبعث قلقه هو كوّن جوان روود أقرب الى سنندج من المكان الذي نقصدها باتجاه الجنوب الغربي من إيران، لكنهم لم يسمحوا لنا بالمكوث فيها، وأفادوا بان المخيمات التي يقصدونها تصلها المساعدات بكفاءة وهي في حدود محافظة باختران (كرمنشاه) وتقع في سهل سرپول زهاو، حيث توجد فيها مخيمات نظامية كانت قد اعدت للأسرى العراقيين والنازحين من القرى العراقية الحدودية إبان الحرب العراقية الإيرانية.تحججنا بان احدى سياراتنا تخلفت عنا في الطريق، وطلبنا مقابلة (الفرماندر) أي قائم مقام قضاء جوان روود، نطلب منه لم شمل عوائلنا التي تفرقنا عنها في الطريق، حيث كنّا نبحث عن شقيقتي وخالتي، وقفنا امام دائرته، نحن وجمع من الناس التي كانت لها شكاوى مختلفة، ناشدنا ضمائرهم واسترحمناهم للسماح لنا بالبقاء في جوان روود لحين ان نجدهم. دخلنا دائرة القائمقامية وانتظرنا في سرداب مفروش بسجاد الكاشان الأصلي، ومنهم من قضى حاجته في مرافقها النظيفة، وقد سنحت الفرصة لي للتحدث مع الفارمندار و كان شاباً ملتحياً، يرتدي بذلة مهندمة بدون ربطة عنق، وكان يتحدث مع الجميع في الممر وفِي القاعة وفِي غرفته بصوت عال وبلهجة تستدل على العصبية، ويهز راْسه بالنفي لكل ما يسمعه، و تحدثت معه باللغة الانكليزية لأنني لم أكن اتقن الفارسية، فلم يفهمني وحاول نسيبي (ح ف) شرح حالنا باللغة الفارسية، لكنه رفض طلبنا كما رفض طلب الجميع، واوعز لنا بالتوجه فوراً والالتحاق بالقافلة التي تنتظر استكمال عددنا، للخروج معها الى المخيم المزمع نقلنا اليه في مدينة تازه آباد … وقد خرجنا من القائمقامية لنرى مرة اخرى تجمهر الناس المتعاطفة معنا، كانوا يهرعون لاحتضاننا رغماً عن انف الحرس الإيراني، ويدعون لنا بالخير والسلامة، ومنهم من كان يدس المال في جيوبنا، كانوا حزانى وممتعضين من تصرفات الحرس معنا، الا انني أعدت المال لهم ممتناً لعواطفهم الاصيلة نحونا، وكانوا يقولون: انكم قدوة للكورد دائماً، والطليعة التي ضحت بمالها و ممتلكاتها وأرواحها دفاعاً عن القضية الكوردية، بدءاً بتضحيات حركتي الشيخ محمود الحفيد في بدايات القرن المنصرم ثم حركة البارزاني الخالد، لم تبخلوا على كوردستان بالغالي والنفيس ولعشرات العقود من الزمن، كانت حصيلتها ان اسُترِدت لنا الكرامة الإنسانية، وثبتت حقنا في الوجود على ارضنا، وأرويتم ارض كوردستان بدماء زكية، رغم عنف الظالمين المتسلحين بالمدافع والطائرات والدبابات، ورغم عمليات الانفال والضرب الكيماوي والتهجير القسري، كما كانوا يرددون عبارة "قلوبنا معكم يا قرر العين" وكنت اسمعها باستمرار. إن حالنا كان يمزقهم وكانوا على استعداد لفدائنا بالمال والنفيس. فشبت في ارواحنا الإحساس بعظمة شعور هذا الشعب الذي يجمعنا بهم روابط الدم، فقابلنا بني جلدتنا بنفس الحماسة، وأكدنا لهم بأننا لن نستسلم مهما ضاقت بنا الأحوال، ومنكم نتعلم الصبر والثبات والعزيمة. وتعجبت لهذا الشعور بعد ان كانت عزائمنا قد خارت في الأيام الماضية! وثم احسسنا اليوم، ان تشردنا عن ديارنا ما هي الا بداية تاريخ لنا، وبداية معركة اما ان نكون او ان نكون، فتباً للذلة والمذلة، نحن متنازلون عن كل ما نملك مقابل هوية يراعى به حقوقنا الإنسانية. احسست بأن معاناتنا التي تكبر يوما فيوما، انما هي كالفرخة التي تكبر داخل القشرة، ولابد ان تثور على محيطها يوما، وتكسر القشرة ثم تخرج لعالم جديد، مخلوقا متكاملاً يتنفس الهواء بملأ رئتيه.. ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732211
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل كان (ح ف) مرتبكاً ويحاول المكوث في جوان روود ويدخل في نقاش مع الحرس، وكان مبعث قلقه هو كوّن جوان روود أقرب الى سنندج من المكان الذي نقصدها باتجاه الجنوب الغربي من إيران، لكنهم لم يسمحوا لنا بالمكوث فيها، وأفادوا بان المخيمات التي يقصدونها تصلها المساعدات بكفاءة وهي في حدود محافظة باختران (كرمنشاه) وتقع في سهل سرپول زهاو، حيث توجد فيها مخيمات نظامية كانت قد اعدت للأسرى العراقيين والنازحين من القرى العراقية الحدودية إبان الحرب العراقية الإيرانية.تحججنا بان احدى سياراتنا تخلفت عنا في الطريق، وطلبنا مقابلة (الفرماندر) أي قائم مقام قضاء جوان روود، نطلب منه لم شمل عوائلنا التي تفرقنا عنها في الطريق، حيث كنّا نبحث عن شقيقتي وخالتي، وقفنا امام دائرته، نحن وجمع من الناس التي كانت لها شكاوى مختلفة، ناشدنا ضمائرهم واسترحمناهم للسماح لنا بالبقاء في جوان روود لحين ان نجدهم. دخلنا دائرة القائمقامية وانتظرنا في سرداب مفروش بسجاد الكاشان الأصلي، ومنهم من قضى حاجته في مرافقها النظيفة، وقد سنحت الفرصة لي للتحدث مع الفارمندار و كان شاباً ملتحياً، يرتدي بذلة مهندمة بدون ربطة عنق، وكان يتحدث مع الجميع في الممر وفِي القاعة وفِي غرفته بصوت عال وبلهجة تستدل على العصبية، ويهز راْسه بالنفي لكل ما يسمعه، و تحدثت معه باللغة الانكليزية لأنني لم أكن اتقن الفارسية، فلم يفهمني وحاول نسيبي (ح ف) شرح حالنا باللغة الفارسية، لكنه رفض طلبنا كما رفض طلب الجميع، واوعز لنا بالتوجه فوراً والالتحاق بالقافلة التي تنتظر استكمال عددنا، للخروج معها الى المخيم المزمع نقلنا اليه في مدينة تازه آباد … وقد خرجنا من القائمقامية لنرى مرة اخرى تجمهر الناس المتعاطفة معنا، كانوا يهرعون لاحتضاننا رغماً عن انف الحرس الإيراني، ويدعون لنا بالخير والسلامة، ومنهم من كان يدس المال في جيوبنا، كانوا حزانى وممتعضين من تصرفات الحرس معنا، الا انني أعدت المال لهم ممتناً لعواطفهم الاصيلة نحونا، وكانوا يقولون: انكم قدوة للكورد دائماً، والطليعة التي ضحت بمالها و ممتلكاتها وأرواحها دفاعاً عن القضية الكوردية، بدءاً بتضحيات حركتي الشيخ محمود الحفيد في بدايات القرن المنصرم ثم حركة البارزاني الخالد، لم تبخلوا على كوردستان بالغالي والنفيس ولعشرات العقود من الزمن، كانت حصيلتها ان اسُترِدت لنا الكرامة الإنسانية، وثبتت حقنا في الوجود على ارضنا، وأرويتم ارض كوردستان بدماء زكية، رغم عنف الظالمين المتسلحين بالمدافع والطائرات والدبابات، ورغم عمليات الانفال والضرب الكيماوي والتهجير القسري، كما كانوا يرددون عبارة "قلوبنا معكم يا قرر العين" وكنت اسمعها باستمرار. إن حالنا كان يمزقهم وكانوا على استعداد لفدائنا بالمال والنفيس. فشبت في ارواحنا الإحساس بعظمة شعور هذا الشعب الذي يجمعنا بهم روابط الدم، فقابلنا بني جلدتنا بنفس الحماسة، وأكدنا لهم بأننا لن نستسلم مهما ضاقت بنا الأحوال، ومنكم نتعلم الصبر والثبات والعزيمة. وتعجبت لهذا الشعور بعد ان كانت عزائمنا قد خارت في الأيام الماضية! وثم احسسنا اليوم، ان تشردنا عن ديارنا ما هي الا بداية تاريخ لنا، وبداية معركة اما ان نكون او ان نكون، فتباً للذلة والمذلة، نحن متنازلون عن كل ما نملك مقابل هوية يراعى به حقوقنا الإنسانية. احسست بأن معاناتنا التي تكبر يوما فيوما، انما هي كالفرخة التي تكبر داخل القشرة، ولابد ان تثور على محيطها يوما، وتكسر القشرة ثم تخرج لعالم جديد، مخلوقا متكاملاً يتنفس الهواء بملأ رئتيه.. ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732211
الحوار المتمدن
محمد رياض اسماعيل - رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام 1991/ الحلقة الثامنة