جعفر المظفر : الرئيس الصح في الزمن الخطأ*
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر الواقع أن من السذاجة الإعتقاد بأن المخابرات الأمريكية لم يكن لها تواجدا في العراق. لقد أعلن نظام الحزب بعد إقصاء النايف أن العراق كان يطفو على بحيرتين هما النفط والجواسيس, لذلك أسرعت قيادته لمحاربة شبكات التجسس بعنف وكأنها تدفع التهمة عن نفسها, كما أنها لم تتردد عن إستعمالها عنوانا جاهزا ضد كثير من الخصوم ومنهم عناصر بعثية أو قومية كانت قريبة إلى الحزب أو حتى متحالفة معه. والحال كما أعتقِدُها أن قيادة الحزب لم تكن ترفض أن تتحالف مع عملاء من أمثال النايف إذ أن الوقت لم يكن يسمح بترف الإنتظار لوجود هذا السباق المحموم نحو السلطة, فلو تقدر أن تولى تحالف (اليسار) البعثي مع الشيوعيين أو تمكنت القوى القومية الأخرى المنافسة للحزب فقد كان مقدرا أن يجابه الحزب وضعا صعبا وحتى كارثيا, وقد كنت حسبت ا التالي: أن النايف كان (عميلا) بالتخادم, إذ لا أحد كان بوسعه أن يتصور أن الأمريكيين سيسمحون لأية قوة أن تستولي على الدولة دون دعم منهم أو مباركة, لأن العراق صاحب المخزون النفطي الثالث أو الرابع في العالم هو بلد إستراتيجي هام وإن من الطبيعي أن يكون الإقتراب منه ممنوعا إلا بإذن إحدى الدولتين اللتين تتقاسمان عالم الحرب الباردة. لذلك ربما وجد أشخاص مثل النايف أن التنسيق مع أمريكا مسألة لا بد منها, بل لعلها ستكون ضمانة لنجاح الإنقلاب أولا, ونجاح نظام الحكم بعدها.ولكن الأمر بالنسبة إلى العامة من البعثيين لم يكن بالإمكان هضم التحالف مع النايف بهذه السهولة. بالنسبة لرجال يعملون بالمثاليات العقائدية والأيديولوجيات الثورية الصارمة فإن ذلك كان ممنوعا بالمطلق مهما كانت مسوغاته التكيتيكة أو عوامله الضاغطة, وسيكون أصحاب فعل كهذا مدانين في كل الأحوال. أما بالنسبة لأولئك الذين يعملون بالسياسة, وخاصة القيادات التي ترى ما لا تراه قواعدها, وخاصة ما يجري في الأروقة والغرف السرية, فإن الضرورات هنا تبيح المحضورات. وبهذا أستطيع أن أحكم بدون تردد أن ميكافيلي لم يكن هو الذي إكتشف أو إخترع الميكافيلية لأن قصة الضروارات تبيح المحضورات هي واحدة من القواعد التي بررت له قوله أن الغاية تبرر الوسيلة. ولقد حاولت قيادة الحزب أن تروي طبيعة علاقتها بعبدالرزاق النايف زاعمة أنها إضطرت عليها وذلك قبل شهر من يوم التنفيذ حين إكتشف النايف سر الحركة قبل شهر من تنفيذها بإدعاء أن رفيقه إبراهيم الداود آمر لواء الحرس الجمهوري وشريك الحزب في إنقلابه هو الذي أفشى سر الحركة للنايف الذي أرسل مبعوثا إلى القيادة وهي مجتمعة في دار البكر في منطقة علي الصالح يطلب منها أن يكون شريكهم في الإنقلاب.لقد أدخلنا الإنتصار ضد النايف في حالة من الفرح الهستيري فخرجنا ومؤيدونا في تظاهرة جماهيرية عارمة بعد أن إستعدنا ثقتنا بأنفسنا ولم نكن في تلك الحال مستعدين لأن نتفحص حقيقة التبرير الذي قدمته قيادتنا والذي نطق به صدام حسين في أكثر من حديث حول تسلل النايف إلى صفوف الثورة, وإنما كان الأفضل إقناعا لنا هو أن الحزب كان قد لعبها في الحالتين لحسابه, فلقد قبل التعاون مع النايف لكنه وضع الخطة لإقالته بعد نجاح العملية. وفي تلك المرحلة لم يكن الحزب على درجة من القوة لكي يعيد الكرة كما فعلها مع عبدالكريم قاسم, وبدون النايف ومجموعته كان على الحزب أن ينتظر كثيرا قبل أن يفكر باية حركة إنقلابية. بعد غزو الكويت, اي في بداية التسعينات, بدأ المرحوم (رجب عبدالمجيد) يتردد على عيادتي في المنصور, والتي بدأت العمل فيها بعد فصلي من الحزب بداية الثمانين من القرن الماضي, وتلك حكاية سأفرد لها فصلا مستقلا وذلك لأهميتها سواء على المست ......
#الرئيس
#الصح
#الزمن
#الخطأ*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727440
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر الواقع أن من السذاجة الإعتقاد بأن المخابرات الأمريكية لم يكن لها تواجدا في العراق. لقد أعلن نظام الحزب بعد إقصاء النايف أن العراق كان يطفو على بحيرتين هما النفط والجواسيس, لذلك أسرعت قيادته لمحاربة شبكات التجسس بعنف وكأنها تدفع التهمة عن نفسها, كما أنها لم تتردد عن إستعمالها عنوانا جاهزا ضد كثير من الخصوم ومنهم عناصر بعثية أو قومية كانت قريبة إلى الحزب أو حتى متحالفة معه. والحال كما أعتقِدُها أن قيادة الحزب لم تكن ترفض أن تتحالف مع عملاء من أمثال النايف إذ أن الوقت لم يكن يسمح بترف الإنتظار لوجود هذا السباق المحموم نحو السلطة, فلو تقدر أن تولى تحالف (اليسار) البعثي مع الشيوعيين أو تمكنت القوى القومية الأخرى المنافسة للحزب فقد كان مقدرا أن يجابه الحزب وضعا صعبا وحتى كارثيا, وقد كنت حسبت ا التالي: أن النايف كان (عميلا) بالتخادم, إذ لا أحد كان بوسعه أن يتصور أن الأمريكيين سيسمحون لأية قوة أن تستولي على الدولة دون دعم منهم أو مباركة, لأن العراق صاحب المخزون النفطي الثالث أو الرابع في العالم هو بلد إستراتيجي هام وإن من الطبيعي أن يكون الإقتراب منه ممنوعا إلا بإذن إحدى الدولتين اللتين تتقاسمان عالم الحرب الباردة. لذلك ربما وجد أشخاص مثل النايف أن التنسيق مع أمريكا مسألة لا بد منها, بل لعلها ستكون ضمانة لنجاح الإنقلاب أولا, ونجاح نظام الحكم بعدها.ولكن الأمر بالنسبة إلى العامة من البعثيين لم يكن بالإمكان هضم التحالف مع النايف بهذه السهولة. بالنسبة لرجال يعملون بالمثاليات العقائدية والأيديولوجيات الثورية الصارمة فإن ذلك كان ممنوعا بالمطلق مهما كانت مسوغاته التكيتيكة أو عوامله الضاغطة, وسيكون أصحاب فعل كهذا مدانين في كل الأحوال. أما بالنسبة لأولئك الذين يعملون بالسياسة, وخاصة القيادات التي ترى ما لا تراه قواعدها, وخاصة ما يجري في الأروقة والغرف السرية, فإن الضرورات هنا تبيح المحضورات. وبهذا أستطيع أن أحكم بدون تردد أن ميكافيلي لم يكن هو الذي إكتشف أو إخترع الميكافيلية لأن قصة الضروارات تبيح المحضورات هي واحدة من القواعد التي بررت له قوله أن الغاية تبرر الوسيلة. ولقد حاولت قيادة الحزب أن تروي طبيعة علاقتها بعبدالرزاق النايف زاعمة أنها إضطرت عليها وذلك قبل شهر من يوم التنفيذ حين إكتشف النايف سر الحركة قبل شهر من تنفيذها بإدعاء أن رفيقه إبراهيم الداود آمر لواء الحرس الجمهوري وشريك الحزب في إنقلابه هو الذي أفشى سر الحركة للنايف الذي أرسل مبعوثا إلى القيادة وهي مجتمعة في دار البكر في منطقة علي الصالح يطلب منها أن يكون شريكهم في الإنقلاب.لقد أدخلنا الإنتصار ضد النايف في حالة من الفرح الهستيري فخرجنا ومؤيدونا في تظاهرة جماهيرية عارمة بعد أن إستعدنا ثقتنا بأنفسنا ولم نكن في تلك الحال مستعدين لأن نتفحص حقيقة التبرير الذي قدمته قيادتنا والذي نطق به صدام حسين في أكثر من حديث حول تسلل النايف إلى صفوف الثورة, وإنما كان الأفضل إقناعا لنا هو أن الحزب كان قد لعبها في الحالتين لحسابه, فلقد قبل التعاون مع النايف لكنه وضع الخطة لإقالته بعد نجاح العملية. وفي تلك المرحلة لم يكن الحزب على درجة من القوة لكي يعيد الكرة كما فعلها مع عبدالكريم قاسم, وبدون النايف ومجموعته كان على الحزب أن ينتظر كثيرا قبل أن يفكر باية حركة إنقلابية. بعد غزو الكويت, اي في بداية التسعينات, بدأ المرحوم (رجب عبدالمجيد) يتردد على عيادتي في المنصور, والتي بدأت العمل فيها بعد فصلي من الحزب بداية الثمانين من القرن الماضي, وتلك حكاية سأفرد لها فصلا مستقلا وذلك لأهميتها سواء على المست ......
#الرئيس
#الصح
#الزمن
#الخطأ*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727440
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - الرئيس الصح في الزمن الخطأ*
جعفر المظفر : الرئيس الصح في الزمن الخطأ .. القسم الثالث والأخير
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر أنا أعرف المرحوم رجب عبدالمجيد إلى الدرجة التي أستطيع أن أؤكد فيها أنه كان يتحلى بالصدق والنزاهة والأمانة والوطنية, ولقد تعرفت به عن طريق إحدى طالباتي المحترمات, فالرجل كان زوج خالتها, وقد جاءت به قبل سنوات إلى عيادتي طلبا لمعالجة أسنانه, وقد ثوثقت علاقتي به إلى الدرجة التي سمحت لي بزيارته عدة مرات في بيته أو اللقاء معه في المسبح المغلق لنادي الصيد, ولذلك كان يتحدث معي بالمرتاح لأنه يعرف إهتماماتي السياسية ويعرف إنني لم أعد في حزب البعث. ويبدو أن الرجل لم يكن مرتاحا وهو يخفي ذلك السر الكبير فأراد البوح به لرجل يثق به ويقدره, خاصة وقد عُرِف عنه أنه أفضل من أن يتحدث عن تاريخ العراق السياسي في الفترات التي شملت النظام الملكي ثم الثورة ضده ثم الإنقلاب البعثي على حكم عبدالكريم قاسم ثم حكم الأخوين عبدالسلام وعبدالرحمن محمد عارف.رشفته الأخيرة من الشاي تلاها قوله : زارني النايف في اليوم الثاني بناء على طلبي. كانت الجملة الوحيدة التي أخبرته بها هي عبارة عن وصية وقد قلت له فيها : يا إبن خالتي, أنت تعرف البكر, وأنا أعرفه أفضل منك, هذا رجل ثعلب يأخذك إلى الغابة ليشغل بك الأسد حتى يكون بإمكانه أن يحصل على الأرنب.أجابني النايف, وهل تظنني لست على علم أو يقين بذلك. لكن في هذه المرة أنا الذي سوف أذهب به إلى أسد الغابة وأنا الذي سوف أعود ومعي الأرنب. أنا مضطر للتعاون مع البعثيين لأسباب متعددة أولها أن لهم أنصارهم المعتبرين داخل الجيش, كما أن المتقاعدين منهم من أمثال البكر وحردان وعماش ما زالوا مؤثرين جدا نظرا لتاريخهم السياسي ولثقلهم الجماهيري. ولك أن تعلم أنني أنا الذي سوق يقود (الإنقلاب الثاني) ضد فريق البكر, وإنني لن أسمح لهم بالإستمرار ويكفيني أن أرتب الجبهة الداخلية بمساعدتهم حتى أتخلص منهم. كما وأريدك أن تعلم أن طبيعة الرئيس عارف وميله إلى السلم والتعايش والمهادنة سوف تطيح برؤوسنا جميعا.إن إنقلابي ضد الرئيس عارف, وأنا حارس أمنه, لا يأتي إنسجاما مع ميول غادرة أو طمع في منصب, فالكل يعرف أننا الثلاثة, سعدون غيدان وإبراهيم الداوود وأنا, هم من يصنع الملوك وان الرئيس لا يخالف لنا أمر, غير أن الكل بات يطمع بان يزيح الرئيس عن الحكم ليجلس محله, والحرب الباردة بين السوفيت والأمريكان هي على أشدها, وإن أمريكا لن تسمح أن يقع العراق العظيم الأهمية في أحضان الإتحاد السوفيتي لذلك فهي ستدعم أصحابها وستذهب لتحريكهم وتشجيعهم على الإنقلاب.وقبل أن أغادر دار (أبو محمد) بعد أن أخذت آخر رشفة شاي قال جملته الأخيرة : أخبرت النايف إنني لم أعد, لا من حيث العمر ولا من حيث الصحة, قادرا على المشاركة في سباق الثعلب والأسد. وقد كان ذلك آخر لقاء بيني وبين إبن خالتي النايف.أما أنا فأستطيع أن ألخص الأمر كالتالي .. لقد كانت حال العراق أشبه ببركان على وشك الإنفجار وقد أسرع تحاف البكر والنايف للإطاحة بالرئيس الطيب عبدالرحمن عارف قبل أن يطيح به الآخرون. إذ لا يكفي أن يكون القائد طيبا لكي يكون ناجحا بل أن عليه أن يكون قويا عادلا وحاسما. في فترة الحرب العالمية الباردة غير مسموح لبلد عظيم الأهمية الإستراتيجية أن يكون رئيسه طيبا, الرئيس الطيب في حالة كهذه هو رئيس ضعيف, وهو رئيس ميت لا محالة.أيقن حراس الرئيس الثلاثة أن رؤوسهم قد يُطاح بها نتيجة لطيبة رئيسهم وإتفقوا على أن إخراجه من الحكم هو الحل لكل الإرباكات التي كان يمر بها العراق يوم كان البلد يفتش عن حل سريع وحازم لأزماته السياسية المتلاحقة. البعثيون لعبوا نفس اللعبة التي كان يلعبها النايف, أن يأخذوا الثعلب إ ......
#الرئيس
#الصح
#الزمن
#الخطأ
#القسم
#الثالث
#والأخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727713
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر أنا أعرف المرحوم رجب عبدالمجيد إلى الدرجة التي أستطيع أن أؤكد فيها أنه كان يتحلى بالصدق والنزاهة والأمانة والوطنية, ولقد تعرفت به عن طريق إحدى طالباتي المحترمات, فالرجل كان زوج خالتها, وقد جاءت به قبل سنوات إلى عيادتي طلبا لمعالجة أسنانه, وقد ثوثقت علاقتي به إلى الدرجة التي سمحت لي بزيارته عدة مرات في بيته أو اللقاء معه في المسبح المغلق لنادي الصيد, ولذلك كان يتحدث معي بالمرتاح لأنه يعرف إهتماماتي السياسية ويعرف إنني لم أعد في حزب البعث. ويبدو أن الرجل لم يكن مرتاحا وهو يخفي ذلك السر الكبير فأراد البوح به لرجل يثق به ويقدره, خاصة وقد عُرِف عنه أنه أفضل من أن يتحدث عن تاريخ العراق السياسي في الفترات التي شملت النظام الملكي ثم الثورة ضده ثم الإنقلاب البعثي على حكم عبدالكريم قاسم ثم حكم الأخوين عبدالسلام وعبدالرحمن محمد عارف.رشفته الأخيرة من الشاي تلاها قوله : زارني النايف في اليوم الثاني بناء على طلبي. كانت الجملة الوحيدة التي أخبرته بها هي عبارة عن وصية وقد قلت له فيها : يا إبن خالتي, أنت تعرف البكر, وأنا أعرفه أفضل منك, هذا رجل ثعلب يأخذك إلى الغابة ليشغل بك الأسد حتى يكون بإمكانه أن يحصل على الأرنب.أجابني النايف, وهل تظنني لست على علم أو يقين بذلك. لكن في هذه المرة أنا الذي سوف أذهب به إلى أسد الغابة وأنا الذي سوف أعود ومعي الأرنب. أنا مضطر للتعاون مع البعثيين لأسباب متعددة أولها أن لهم أنصارهم المعتبرين داخل الجيش, كما أن المتقاعدين منهم من أمثال البكر وحردان وعماش ما زالوا مؤثرين جدا نظرا لتاريخهم السياسي ولثقلهم الجماهيري. ولك أن تعلم أنني أنا الذي سوق يقود (الإنقلاب الثاني) ضد فريق البكر, وإنني لن أسمح لهم بالإستمرار ويكفيني أن أرتب الجبهة الداخلية بمساعدتهم حتى أتخلص منهم. كما وأريدك أن تعلم أن طبيعة الرئيس عارف وميله إلى السلم والتعايش والمهادنة سوف تطيح برؤوسنا جميعا.إن إنقلابي ضد الرئيس عارف, وأنا حارس أمنه, لا يأتي إنسجاما مع ميول غادرة أو طمع في منصب, فالكل يعرف أننا الثلاثة, سعدون غيدان وإبراهيم الداوود وأنا, هم من يصنع الملوك وان الرئيس لا يخالف لنا أمر, غير أن الكل بات يطمع بان يزيح الرئيس عن الحكم ليجلس محله, والحرب الباردة بين السوفيت والأمريكان هي على أشدها, وإن أمريكا لن تسمح أن يقع العراق العظيم الأهمية في أحضان الإتحاد السوفيتي لذلك فهي ستدعم أصحابها وستذهب لتحريكهم وتشجيعهم على الإنقلاب.وقبل أن أغادر دار (أبو محمد) بعد أن أخذت آخر رشفة شاي قال جملته الأخيرة : أخبرت النايف إنني لم أعد, لا من حيث العمر ولا من حيث الصحة, قادرا على المشاركة في سباق الثعلب والأسد. وقد كان ذلك آخر لقاء بيني وبين إبن خالتي النايف.أما أنا فأستطيع أن ألخص الأمر كالتالي .. لقد كانت حال العراق أشبه ببركان على وشك الإنفجار وقد أسرع تحاف البكر والنايف للإطاحة بالرئيس الطيب عبدالرحمن عارف قبل أن يطيح به الآخرون. إذ لا يكفي أن يكون القائد طيبا لكي يكون ناجحا بل أن عليه أن يكون قويا عادلا وحاسما. في فترة الحرب العالمية الباردة غير مسموح لبلد عظيم الأهمية الإستراتيجية أن يكون رئيسه طيبا, الرئيس الطيب في حالة كهذه هو رئيس ضعيف, وهو رئيس ميت لا محالة.أيقن حراس الرئيس الثلاثة أن رؤوسهم قد يُطاح بها نتيجة لطيبة رئيسهم وإتفقوا على أن إخراجه من الحكم هو الحل لكل الإرباكات التي كان يمر بها العراق يوم كان البلد يفتش عن حل سريع وحازم لأزماته السياسية المتلاحقة. البعثيون لعبوا نفس اللعبة التي كان يلعبها النايف, أن يأخذوا الثعلب إ ......
#الرئيس
#الصح
#الزمن
#الخطأ
#القسم
#الثالث
#والأخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727713
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - الرئيس الصح في الزمن الخطأ .. القسم الثالث والأخير
جعفر المظفر : كابول وبغداد .. عن معنى الدولة ومعنى الطرف الثالث والسلاح المنفلت
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر كابول وبغداد عن معنى الدولة ومعنى الطرف الثالث والسلاح المنفلتلا أدري مَنْ ذكرني بِمَنْ .. بعض الأمور تتداخل مع بعضها, ورغم إختلاف المكان فإنها تعطي ذات المعنى. هذا الإنهيار السريع والمتتالي بين صفوف قوات الحكومة الأفغانية أمام جيش طالبان ليس صعبا على الفهم وهو قريب الشبه بما جرى مع حراس الشهيد عبير مدير بلدية كربلاء,. العيب هنا وهناك, في العراق كما في أفغانسان, هو في معنى الدولة, أما النصر الذي تحققه قوات طلبان فهو لا يتأسس, كما في حالة إغتيال الشهيد عبير, على القوة الذاتية لطالبان بل على الضعف المزري لدولة كابول التي بناها الأمريكان على قاعدة الإرتزاق قبل ان يبنوها على القواعد الأخلاقية التي تتأسس عليها الدول.(دولتنا) العراقية هي كذلك, بل لعل من الخطأ أن نسميها (دولة). الأمريكان لم يبنوا دولة, بل إنصب جهدهم على بناء سلطة وعلى إنهيار دولة, والحالة هنا ليست شاذة على المستوى التاريخي فهي تشبه من الناحية القانونية والسياسية السلطة الفلسطينية بقيادة أبو عباس. العراق محكوم عليه أن يبقى بلا دولة لأنه ولد مشاغب ومثير للمشاكل, لذلك فإن الحديث عن هيبة الدولة, وعن كرامة الدولة هو حديث لا يتفق مع الوقائع, فإن كانت النوايا التي تتحدث به طيبة وحسنة فإن الجحيم نفسه معبد بذلك النوع من النوايا.الواقع أن الحديث عن وجود دولة عراقية وعن وجود خارجين عن القانون ينطلق من محاولة تدليس كبرى لأنه يخدر الناس وينسيها الفرق الحقيقي بين مفهوم السلطة ومفهوم الدولة, وكيف أن الدولة العراقية لم تعد للوجود في الوقت الحالي ولم تظهر بوادر عودتها للحياة من جديد.الكاظمي يشارك بالتدليس عن دراية أو غير دراية لأنه في أذكى حالاته وأحلى حالاته سوف يأخذنا إلى الوهم معه لو أنه إستمر بإقناعنا بأنه إنما يحارب الخارجين على قوانين الدولة, لأن محاربة أولئك تبدأ بالحرب على من له مصلحة حقيقية في بقاء العراق سلطة بلا دولة,, ولعل ذلك لن يبدأ إلا من خلال إعادة ترتيب الأوراق من جديد وبناء دولة حقيقية وسلطة لقيادة هذه الدولة بعد بنائها .وإن معنى السلاح المنفلت يندرج في نفس الخانة. الإصرار على إستعمال المفردة يراد به أن نؤمن أن هناك دولة حقيقية وأنها بجيش محترم وعساكر مؤمنة ومنتمية لمؤسسة لا وجود لها, وهي الآن تمر بحالة إستثنائية ظرفية شاذة تعبر عن نفسها بوجود السلاح المنفلت. هم يريدون إقناعنا بذلك في حين أن العكس هو الصحيح, والأمر هنا يتناغم مع الترويج القذر لمفهوم الطرف الثالث المسؤول عن إغتيال المتظاهرين في وقت يفهم فيها الجميع أن الطرف الثالث هو عينه الطرف الأول, وإنما إختلفت طريقة الإغتيال.الواقع يدحض بشدة مفردة السلاح المنفلت لأنه في الحقيقة سلاح تقوده وتشرف عليه سلطة الدولة المغيبة.للسلطة رجال وللدولة رجال. أما رجال الدولة فهم لم يظهروا للعلن بعد.ولا أعتقد أن الكاظمي هو واحد منهم, فهو في النهاية يعمل في حدود المسموح الذي إن تجاوزه حتى تراه وحيدا بلا حراس في مواجهة خاسرة مع سلطة السلاح المنفلت والطرف الثالث الذي يظهر عند الحاجة. ......
#كابول
#وبغداد
#معنى
#الدولة
#ومعنى
#الطرف
#الثالث
#والسلاح
#المنفلت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728029
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر كابول وبغداد عن معنى الدولة ومعنى الطرف الثالث والسلاح المنفلتلا أدري مَنْ ذكرني بِمَنْ .. بعض الأمور تتداخل مع بعضها, ورغم إختلاف المكان فإنها تعطي ذات المعنى. هذا الإنهيار السريع والمتتالي بين صفوف قوات الحكومة الأفغانية أمام جيش طالبان ليس صعبا على الفهم وهو قريب الشبه بما جرى مع حراس الشهيد عبير مدير بلدية كربلاء,. العيب هنا وهناك, في العراق كما في أفغانسان, هو في معنى الدولة, أما النصر الذي تحققه قوات طلبان فهو لا يتأسس, كما في حالة إغتيال الشهيد عبير, على القوة الذاتية لطالبان بل على الضعف المزري لدولة كابول التي بناها الأمريكان على قاعدة الإرتزاق قبل ان يبنوها على القواعد الأخلاقية التي تتأسس عليها الدول.(دولتنا) العراقية هي كذلك, بل لعل من الخطأ أن نسميها (دولة). الأمريكان لم يبنوا دولة, بل إنصب جهدهم على بناء سلطة وعلى إنهيار دولة, والحالة هنا ليست شاذة على المستوى التاريخي فهي تشبه من الناحية القانونية والسياسية السلطة الفلسطينية بقيادة أبو عباس. العراق محكوم عليه أن يبقى بلا دولة لأنه ولد مشاغب ومثير للمشاكل, لذلك فإن الحديث عن هيبة الدولة, وعن كرامة الدولة هو حديث لا يتفق مع الوقائع, فإن كانت النوايا التي تتحدث به طيبة وحسنة فإن الجحيم نفسه معبد بذلك النوع من النوايا.الواقع أن الحديث عن وجود دولة عراقية وعن وجود خارجين عن القانون ينطلق من محاولة تدليس كبرى لأنه يخدر الناس وينسيها الفرق الحقيقي بين مفهوم السلطة ومفهوم الدولة, وكيف أن الدولة العراقية لم تعد للوجود في الوقت الحالي ولم تظهر بوادر عودتها للحياة من جديد.الكاظمي يشارك بالتدليس عن دراية أو غير دراية لأنه في أذكى حالاته وأحلى حالاته سوف يأخذنا إلى الوهم معه لو أنه إستمر بإقناعنا بأنه إنما يحارب الخارجين على قوانين الدولة, لأن محاربة أولئك تبدأ بالحرب على من له مصلحة حقيقية في بقاء العراق سلطة بلا دولة,, ولعل ذلك لن يبدأ إلا من خلال إعادة ترتيب الأوراق من جديد وبناء دولة حقيقية وسلطة لقيادة هذه الدولة بعد بنائها .وإن معنى السلاح المنفلت يندرج في نفس الخانة. الإصرار على إستعمال المفردة يراد به أن نؤمن أن هناك دولة حقيقية وأنها بجيش محترم وعساكر مؤمنة ومنتمية لمؤسسة لا وجود لها, وهي الآن تمر بحالة إستثنائية ظرفية شاذة تعبر عن نفسها بوجود السلاح المنفلت. هم يريدون إقناعنا بذلك في حين أن العكس هو الصحيح, والأمر هنا يتناغم مع الترويج القذر لمفهوم الطرف الثالث المسؤول عن إغتيال المتظاهرين في وقت يفهم فيها الجميع أن الطرف الثالث هو عينه الطرف الأول, وإنما إختلفت طريقة الإغتيال.الواقع يدحض بشدة مفردة السلاح المنفلت لأنه في الحقيقة سلاح تقوده وتشرف عليه سلطة الدولة المغيبة.للسلطة رجال وللدولة رجال. أما رجال الدولة فهم لم يظهروا للعلن بعد.ولا أعتقد أن الكاظمي هو واحد منهم, فهو في النهاية يعمل في حدود المسموح الذي إن تجاوزه حتى تراه وحيدا بلا حراس في مواجهة خاسرة مع سلطة السلاح المنفلت والطرف الثالث الذي يظهر عند الحاجة. ......
#كابول
#وبغداد
#معنى
#الدولة
#ومعنى
#الطرف
#الثالث
#والسلاح
#المنفلت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728029
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - كابول وبغداد .. عن معنى الدولة ومعنى الطرف الثالث والسلاح المنفلت
جعفر المظفر : كان يا مكان .. سياج بيتي
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر أكملت بناء بيتي في الغزالية في بداية عام 1980 على قطعة أرض مساحتها ستمائة متر منحت لي بموجب قانون عودة ذوي الكفاءات الذي شمل بالنهاية جميع أصحاب الشهادات العليا. في السنين الثلاثة أو الأربعة التي تلت ذلك التاريخ كان سياج بيتي, مثلما هي عامة الأسيجة, لا يتجاوز أرتفاعه أكثر من متر واحد, وكان من شأن ذلك أن لا يقطع صلتك بالمكان العام وبما يؤسس لثقافة مكانية أوسع من أن يضيق عليها السياج الخاص.وبغض النظر عن الموقف من النظام السياسي البعثي فإن من الحق الإعتراف بأن الأمن العام كان مستتبا كما أن التغييرات ذات الصلة بالإستقرار والتقدم الاقتصادي كانت واضحة.الحرب مع إيران كانت لها الصلة الواضحة بتغيير ثقافة الأسيجة وصلة المكان الاجتماعية. كان بالإمكان من خلال السياج المشترك الواطئ بيني وبين جاري أن يراني وأن أراه وأن نتواصل يوميا بما عزز العلاقات فيما بيننا. وحتى مع السائرين في الشارع المجاور كان ذلك التواصل قائما بما خلق مستوى إيجابيا من العلاقات الاجتماعية المتواصلة بين أبناء المنطقة جميعا. غير أن الحرب سرعان ما مدت يدها لتغير وحتى تهدم ثقافة المكان القديمة. أصبح المزاج العراقي معقدا وتراجعت الثقة بين أبناء المنطقة الواحدة. تصاعد شكيمة الدولة الأمنية وإرهاب القائد الفرد الذي دخل في المساحة العصابية, والخوف من الجار, ووشاية التقارير الحزبية, والخوف من الإلحاق القسري بقواطع الجيش الشعبي المتجهة إلى الخطوط الأمامية, إضافة إلى تصاعد الجريمة والسطو المسلح على البيوت التي رافقها إفناء عائلات بكاملها, كانت جميعها قد أدت إلى الإطاحة بثقافة الأسيجة المفتوحة وإستبدلتها تدريجيا بثقافة المكان المنعزل المغلق على صاحبه وأهله.لقد أصبح هناك خوف حقيقي ومتبادل بين الجار وصاحبه. جاري الذي كنت أتبادل الحديث معه أصبح يتسلل وهو يخطو بخطوات سريعة حتى يفتح باب بيته الخارجي ليقفز سريعا إلى سيارته. زوجته لم تعد تتعمد الإطلالة من السياج لتفقد زوجتي والحديث معها. الجار الذي كان قد تزوج حديثا والذي كان يجد متعته الصباحية في اللعب والمزاح مع طفلي أصبح يتجاهلني, وقد تخلى عن متعة اللعب مع إبني الصغير والمزاح معه يوميا وحتى إحتضانه وتقبيله. ولذا فقد قررت ذات يوم أن أبادر لأخفف عنه رهابه اليومي فشاهدني مع عامل بناء مُنهمكيْن في إضافة عدة طابوقات لرفع السياج الفاصل بيننا إلى المستوى الذي يعفيه من رهاب المكان ويوفر عليه عذاب التسلل اليومي من بيته. كان رد فعله إبتسامة معبرة عن الإمتنان بدلا من إظهار الإنزعاج أو الخيبة. ولقد كانت تلك آخر إبتسامة نتبادلها سوية قبل أن تحل بيننا القطيعة الكاملة.ومع إستمرار الحرب إستبدل الناس المثل الذي يقول (صيت الغنى ولا صيت الفقر) بآخر يقول (صيت الفقر ولا صيت الغنى) متمنين أن يكون للمثل في حلته الجديدة أثرا في رفع الشخص من قائمة الإستهداف اللصوصي.بالنسبة لي تعرضت داري إلى سرقتين, وقد حمدت الله حينها على أن السرقتين قد تمتا وعائلتي خارج الدار إذ أن لصوص الحرب والحصار ما عادوا مثل لصوص الجوع الذين سبقوهم. هؤلاء, أي اللصوص القدماء, كانوا يحرصون على أن يسرقوا البيوت بعد أن يتيقنوا أن أصحابها قد غادروها لعملهم اليومي أو ربما لسفر, أما لصوص الحروب والحصار فكانوا يتعمدون السرقة بعد أن يتأكدوا أن أصحاب الدار موجودون في داخلها, لأن ذلك كان سيوفر عليهم صداع البحث عن المواد والسلع الثمينة كالحلي الذهبية أو الدولار وذلك من خلال إخافة أصحاب البيت حتى ولو كان ذلك عن طريق ذبح أحد أبنائها. كنت بعد السرقة الأولى قد رفعت السياج إلى ا ......
#مكان
#سياج
#بيتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728722
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر أكملت بناء بيتي في الغزالية في بداية عام 1980 على قطعة أرض مساحتها ستمائة متر منحت لي بموجب قانون عودة ذوي الكفاءات الذي شمل بالنهاية جميع أصحاب الشهادات العليا. في السنين الثلاثة أو الأربعة التي تلت ذلك التاريخ كان سياج بيتي, مثلما هي عامة الأسيجة, لا يتجاوز أرتفاعه أكثر من متر واحد, وكان من شأن ذلك أن لا يقطع صلتك بالمكان العام وبما يؤسس لثقافة مكانية أوسع من أن يضيق عليها السياج الخاص.وبغض النظر عن الموقف من النظام السياسي البعثي فإن من الحق الإعتراف بأن الأمن العام كان مستتبا كما أن التغييرات ذات الصلة بالإستقرار والتقدم الاقتصادي كانت واضحة.الحرب مع إيران كانت لها الصلة الواضحة بتغيير ثقافة الأسيجة وصلة المكان الاجتماعية. كان بالإمكان من خلال السياج المشترك الواطئ بيني وبين جاري أن يراني وأن أراه وأن نتواصل يوميا بما عزز العلاقات فيما بيننا. وحتى مع السائرين في الشارع المجاور كان ذلك التواصل قائما بما خلق مستوى إيجابيا من العلاقات الاجتماعية المتواصلة بين أبناء المنطقة جميعا. غير أن الحرب سرعان ما مدت يدها لتغير وحتى تهدم ثقافة المكان القديمة. أصبح المزاج العراقي معقدا وتراجعت الثقة بين أبناء المنطقة الواحدة. تصاعد شكيمة الدولة الأمنية وإرهاب القائد الفرد الذي دخل في المساحة العصابية, والخوف من الجار, ووشاية التقارير الحزبية, والخوف من الإلحاق القسري بقواطع الجيش الشعبي المتجهة إلى الخطوط الأمامية, إضافة إلى تصاعد الجريمة والسطو المسلح على البيوت التي رافقها إفناء عائلات بكاملها, كانت جميعها قد أدت إلى الإطاحة بثقافة الأسيجة المفتوحة وإستبدلتها تدريجيا بثقافة المكان المنعزل المغلق على صاحبه وأهله.لقد أصبح هناك خوف حقيقي ومتبادل بين الجار وصاحبه. جاري الذي كنت أتبادل الحديث معه أصبح يتسلل وهو يخطو بخطوات سريعة حتى يفتح باب بيته الخارجي ليقفز سريعا إلى سيارته. زوجته لم تعد تتعمد الإطلالة من السياج لتفقد زوجتي والحديث معها. الجار الذي كان قد تزوج حديثا والذي كان يجد متعته الصباحية في اللعب والمزاح مع طفلي أصبح يتجاهلني, وقد تخلى عن متعة اللعب مع إبني الصغير والمزاح معه يوميا وحتى إحتضانه وتقبيله. ولذا فقد قررت ذات يوم أن أبادر لأخفف عنه رهابه اليومي فشاهدني مع عامل بناء مُنهمكيْن في إضافة عدة طابوقات لرفع السياج الفاصل بيننا إلى المستوى الذي يعفيه من رهاب المكان ويوفر عليه عذاب التسلل اليومي من بيته. كان رد فعله إبتسامة معبرة عن الإمتنان بدلا من إظهار الإنزعاج أو الخيبة. ولقد كانت تلك آخر إبتسامة نتبادلها سوية قبل أن تحل بيننا القطيعة الكاملة.ومع إستمرار الحرب إستبدل الناس المثل الذي يقول (صيت الغنى ولا صيت الفقر) بآخر يقول (صيت الفقر ولا صيت الغنى) متمنين أن يكون للمثل في حلته الجديدة أثرا في رفع الشخص من قائمة الإستهداف اللصوصي.بالنسبة لي تعرضت داري إلى سرقتين, وقد حمدت الله حينها على أن السرقتين قد تمتا وعائلتي خارج الدار إذ أن لصوص الحرب والحصار ما عادوا مثل لصوص الجوع الذين سبقوهم. هؤلاء, أي اللصوص القدماء, كانوا يحرصون على أن يسرقوا البيوت بعد أن يتيقنوا أن أصحابها قد غادروها لعملهم اليومي أو ربما لسفر, أما لصوص الحروب والحصار فكانوا يتعمدون السرقة بعد أن يتأكدوا أن أصحاب الدار موجودون في داخلها, لأن ذلك كان سيوفر عليهم صداع البحث عن المواد والسلع الثمينة كالحلي الذهبية أو الدولار وذلك من خلال إخافة أصحاب البيت حتى ولو كان ذلك عن طريق ذبح أحد أبنائها. كنت بعد السرقة الأولى قد رفعت السياج إلى ا ......
#مكان
#سياج
#بيتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728722
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - كان يا مكان .. سياج بيتي
جعفر المظفر : سياج بيتي 2
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر وبعد أن أكملت مشروع السياج العالي على أمل ردع اللصوص حين التفكير بتسلقه ورصعت أعلاه بشظايا الزجاج التي تزيده تحصينا أخبرني صديق حضر حفل الإفتتاح أنه كان قد سبقني إلى كل ذلك, لكن اللصوص تغلبوا عليه وسرقوا داره للمرة الثالثة.صديقي المتخصص بعلم الإحباط تابع يقول - كما أنت تفكر بالطريقة التي تقطع أرزاق اللصوص فهم يفكرون من جانبهم أيضا للتغلب عليك. غدا سوف تراهم يضعون على السياج أكثر من وسيلة لعبوره دون خدش. في حالتي إستعملوا إسفنجا مضغوطا من ذلك الذي يستعمل في المقاعد وأسرة النوم, وساعدهم على الوصول إلى أعلى السياج درج صغير من الألمنيوم الخفيف الوزن. تابع السيد المُحْبِط :- ربما يثيرهم تحصينك للسياج معتبرين ذلك من باب التحدي فتروح أنت وأهلك ضحايا على طريقة المرحومة (براقش).سألت نفسي وأنا أبتسم بنصف فم:- أما كان الأجدر بصديقي أن يواصل إحباطه لي دون اللجوء إلى الإستعانة ببراقش, لأن هذه الأخيرة كما هو معروف كان إسما لكلبةٍ عَوَتْ على أعداء كانوا يبحثون عن أهلها الهاربين إلى غار فتعرف الأعداء على مكان قومها من خلال عوائِها, ثم قاموا بذبحها وأهلها بعد أن لم يشفع لهم الغار, ولهذا قيل جنت على نفسها براقش. تابع الصديق.. إبني سياجا حديديا يلتف حول البيت وينتهي على شكل قفص لحراسة السيارة ثم إقتني كلبا بوليسيا.ولما كان أحد مرضاي مسؤولا أمنيا فقد تبرع لي بكلب حراسة من نوع الجيرمان شبر الذي تم جلبه من مدرسة الشرطة في بعقوبة, وكان الكلب ما زال صغيرا الأمر الذي سهل علي تعليمه.وسأقول أن من أهم دوافع السرقات في أيام الحصار هي العوز والفاقة لكن من الضروري القول أن سقوط النماذج القيادية كان أهم منها, فالمثل الشائع يقول إذا كان رب البيت بالدف ناقراً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .... صحيح إن النماذج السياسية التي تقود نظام ما بعد الإحتلال الأمريكي قد أمعنت وتفننت باللصوصية والفساد إلى حد الخيال حتى صاريصعب تخيل تكنيك وحجم السرقات التي تقوم بها هذه الزمر, لكننا والحال هذه بتنا نعرف أن هؤلاء فاقدي ولاء وأتباع, خاصة " للغارة" إيران, وهم لا ينظرون إلى الدولة العراقية غير غنيمة حرب من الحق توزيعها. الواقع أن بإمكانك أن تراهن على ذيل وتبعٍ إذا ما صار بإمكانك إستخلاص الرحيق من جيفة وليس من الأزهار.ومع كل ذلك فإن علينا أن نعترف أن سرقات بيوت المواطنين ما بعد الإحتلال صارت أدنى من تلك كانت عليه في أيام الحصار. والسبب أن وجهة اللصوص صارت هي الدولة بدلا من البيوت, ولأن أغلب اللصوص تحولوا إلى مسؤولين وصارت بأيديهم مفاتيح قاصاتها. حتى إذا ما صرفت إهتمامك لدراسة أسباب الفساد وتمظهراته وتشكيلاته فستنتهي إلى قناعة أننا لم نعد في مواجهة فساد بل بتنا في مواجهة عملية نهب منظم يشارك فيها جميع سياسيي وإداريي النظام نزولا إلى (فراشي) الدوائر وصاحب منقلة الشاي الذي غالبا ما تعطى له مهمة الدليل الذي يوجه الناس ويعلمهم على أبسط الطرق التي تكفل لهم إنجاز معاملاتهم دون تعب أو صداع.وبسبب ذلك خفَّ كثيرا الإقدام على سرقة البيوت بعد أن صار متاحا سرقة الدولة. وهل ظل هناك من هو بحاجة إلى تسلق الأسيجة بعد أن باتت خزائن النفط في جعبته ؟!, ولهذا عرفنا أن سرقة البيوت لم تتراجع أو تتلاشى بسبب صحوة أخلاقية وإنما بسبب التراجع الرهيب لهذه الصحوة.وتبقى أن حاجتنا للحديث عن همومنا مع نظام صدام لم تتراجع حتى مع تصاعد التنبيهات التي تؤكد على أن تلك العودة سوف تساهم بتلميع صفحة هذا النظام الحالي أو بإطالة عمره. وأخشى أن تكون غاية البعض من هؤلاء هي مسح آثا ......
#سياج
#بيتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729440
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر وبعد أن أكملت مشروع السياج العالي على أمل ردع اللصوص حين التفكير بتسلقه ورصعت أعلاه بشظايا الزجاج التي تزيده تحصينا أخبرني صديق حضر حفل الإفتتاح أنه كان قد سبقني إلى كل ذلك, لكن اللصوص تغلبوا عليه وسرقوا داره للمرة الثالثة.صديقي المتخصص بعلم الإحباط تابع يقول - كما أنت تفكر بالطريقة التي تقطع أرزاق اللصوص فهم يفكرون من جانبهم أيضا للتغلب عليك. غدا سوف تراهم يضعون على السياج أكثر من وسيلة لعبوره دون خدش. في حالتي إستعملوا إسفنجا مضغوطا من ذلك الذي يستعمل في المقاعد وأسرة النوم, وساعدهم على الوصول إلى أعلى السياج درج صغير من الألمنيوم الخفيف الوزن. تابع السيد المُحْبِط :- ربما يثيرهم تحصينك للسياج معتبرين ذلك من باب التحدي فتروح أنت وأهلك ضحايا على طريقة المرحومة (براقش).سألت نفسي وأنا أبتسم بنصف فم:- أما كان الأجدر بصديقي أن يواصل إحباطه لي دون اللجوء إلى الإستعانة ببراقش, لأن هذه الأخيرة كما هو معروف كان إسما لكلبةٍ عَوَتْ على أعداء كانوا يبحثون عن أهلها الهاربين إلى غار فتعرف الأعداء على مكان قومها من خلال عوائِها, ثم قاموا بذبحها وأهلها بعد أن لم يشفع لهم الغار, ولهذا قيل جنت على نفسها براقش. تابع الصديق.. إبني سياجا حديديا يلتف حول البيت وينتهي على شكل قفص لحراسة السيارة ثم إقتني كلبا بوليسيا.ولما كان أحد مرضاي مسؤولا أمنيا فقد تبرع لي بكلب حراسة من نوع الجيرمان شبر الذي تم جلبه من مدرسة الشرطة في بعقوبة, وكان الكلب ما زال صغيرا الأمر الذي سهل علي تعليمه.وسأقول أن من أهم دوافع السرقات في أيام الحصار هي العوز والفاقة لكن من الضروري القول أن سقوط النماذج القيادية كان أهم منها, فالمثل الشائع يقول إذا كان رب البيت بالدف ناقراً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .... صحيح إن النماذج السياسية التي تقود نظام ما بعد الإحتلال الأمريكي قد أمعنت وتفننت باللصوصية والفساد إلى حد الخيال حتى صاريصعب تخيل تكنيك وحجم السرقات التي تقوم بها هذه الزمر, لكننا والحال هذه بتنا نعرف أن هؤلاء فاقدي ولاء وأتباع, خاصة " للغارة" إيران, وهم لا ينظرون إلى الدولة العراقية غير غنيمة حرب من الحق توزيعها. الواقع أن بإمكانك أن تراهن على ذيل وتبعٍ إذا ما صار بإمكانك إستخلاص الرحيق من جيفة وليس من الأزهار.ومع كل ذلك فإن علينا أن نعترف أن سرقات بيوت المواطنين ما بعد الإحتلال صارت أدنى من تلك كانت عليه في أيام الحصار. والسبب أن وجهة اللصوص صارت هي الدولة بدلا من البيوت, ولأن أغلب اللصوص تحولوا إلى مسؤولين وصارت بأيديهم مفاتيح قاصاتها. حتى إذا ما صرفت إهتمامك لدراسة أسباب الفساد وتمظهراته وتشكيلاته فستنتهي إلى قناعة أننا لم نعد في مواجهة فساد بل بتنا في مواجهة عملية نهب منظم يشارك فيها جميع سياسيي وإداريي النظام نزولا إلى (فراشي) الدوائر وصاحب منقلة الشاي الذي غالبا ما تعطى له مهمة الدليل الذي يوجه الناس ويعلمهم على أبسط الطرق التي تكفل لهم إنجاز معاملاتهم دون تعب أو صداع.وبسبب ذلك خفَّ كثيرا الإقدام على سرقة البيوت بعد أن صار متاحا سرقة الدولة. وهل ظل هناك من هو بحاجة إلى تسلق الأسيجة بعد أن باتت خزائن النفط في جعبته ؟!, ولهذا عرفنا أن سرقة البيوت لم تتراجع أو تتلاشى بسبب صحوة أخلاقية وإنما بسبب التراجع الرهيب لهذه الصحوة.وتبقى أن حاجتنا للحديث عن همومنا مع نظام صدام لم تتراجع حتى مع تصاعد التنبيهات التي تؤكد على أن تلك العودة سوف تساهم بتلميع صفحة هذا النظام الحالي أو بإطالة عمره. وأخشى أن تكون غاية البعض من هؤلاء هي مسح آثا ......
#سياج
#بيتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729440
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - سياج بيتي (2)
جعفر المظفر : فشافيش*
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر وسأقول أن الحديث عن ثقافة الأسيجة يبقى مهما بقدر إرتباطه بطبيعة المتغير في الخطاب المجتمعي والسلطوي للدولة العراقية على مختلف أنظمتها, وفي عهد صدام فقد قُدر للأسيجة أن ترتفع تديجيا للتخفيف من غارات اللصوص الذين غالبا ما كانوا يعجزون عن الوصول السهل إلى خزائن الدولة فيستسهلون الوصول إلى خزائن الناس.وفي هذا الإتجاه أعاود حكايتي وسأخبركم إنني لم أقتنع في البداية بقصة إقتناء كلب حراسة الذي نصح به صاحبي لأن مسؤولية متابعته ستلقى على عاتقي, وأنا لم أكن في وضع يسمح لي بذلك, لا من ناحية الوقت ولا من ناحية المزاج, بالإضافة إلى صعوبات أخرى ومن ضمنها الخوف من الكلب على الجيران أو على زوار البيت خاصة من صديقات زوجتي, وحيث النساء كما هو معروف يمِلْن إلى القطط ولا يمِلْن إلى الكلاب من النوع الجرمان شبرد !أما جاري في البناية حيث عيادتي وهو المحامي وضاح الشيخ الذي كان في فترة مديرا للحاكمية وهي مقر تحقيق لجهاز المخابرات العراقية في منطقة ال52فقد نصحني بكهربة القفص الحديدي, وسأعود للحديث عن ضاح الشيخ في وقت آخر وكلما سأذكره عنه الآن أنه كان فُصِل من جهاز المخابرات وتفرغ لعمله كمحامي, وقد أخبرني أنه إرتاح وأراح بعد أن كهرب قفصه, لكني رأيت أن نصيحته سوف تؤدي إلى إنقراضنا قبل أن ينقرض اللصوص فمن سيضمن لي أن أطفالي لن يكونوا ضحايا للكهربة, ثم أن ضمان وجود التغذية الكهربائية لم يعد سهلا وبإمكان اللصوص أن يحفظوا جيدا مواعيد القطع الكهربائي على إختلاف المناطق.المهم أن الذي حذرني منه الصديق قد حدث فلقد عاد اللصوص إلى سرقة داري بعد أن إستعملوا تكنيك الإسفنج المضغوط ورفع قطعة التسليح الحديدي لأحد النوافذ برافعة السيارة وبالحجم الذي يكفي لإخراج الغنائم.في الغزالية حيث كنت أعيش حدثتني سيدة صديقة كانت تسكن على مقربة من داري أنها وبعد أن تعرضت إلى غزوة لصوصية من النوع الثقيل بعد أن أفاقت من النوم هي وزوجها وأولادها لتجد اللصوص يقفون على مقربة من رؤوسهم شاهرين أسلحتهم طلبا لما خف وزنه وغلا ثمنه, أخبرتني أنها قررت, وسيرا على المثل الذي يقول يا روح ما بعدك روح, وألف جبان ولا الله يرحمك, أن لا تتشاطر على اللصوص وأن تضع ما تبقى لها من الذهب والدولار في مكان بارز لكي لا تتعرض عائلتها إلى خطر الإفناء في أثناء البحث عن الغنائم وذلك كما حصل مع عائلتين على الأقل إلى الجوار منا ومنهم.وفي الأخير فأنا كنت إقتنعتُ بحكاية الكلب لأنه على الأقل سيكون عنصر تنبيه إن لم يكن عنصر فَتْك, وقد تفضل صديقي بجلبه من مدرسة الشرطة في بعقوبة وسلمه لي وهو لم يزل في شهره الأول, وقد إكتشفت أن الكلب بحاجة إلى عناية لم أكن قادرا على توفيرها دون أن أجهد نفسي كثيرا. ولما كانت ثقافة الكلاب في مجتمعنا العراقي ما زالت في بدايتها فإن أحدا من التجار لم يتكفل بإستيراد طعام الكلاب المعلب خاصة وهو يدري أن رفض مشروعه لو تقدم به سترافقه سخرية أكيدة, ففي دولة صارت بالكاد توفر وجبة الطعام لمواطنيها يصير من المضحك حقا أن يتجرأ أحدهم بالتفكير بمشروع كهذا, ولهذا بات على أن أطعم الكلب بنفسي وصار الأمر يقتضي مني أن أداوم يوميا وبعد عودتي المسائية من العيادة إلى زيارة أحد القصابين في الشارع الرئيس لمنطقة الغزالية لشراء وجبة الفشافيش التي صارت وجبة الكلب اليومية السهلة على الطبخ. ورغم أن الكلب كان سعيدا رغم أنفه بهذه الوجبة اليومية إلا إنني لم أكن كذلك لأن رائحة البيت صارت كلها فشافيش في فشافيش.رغم كل ذلك فقد ملأ الكلب بيتنا بالمتعة وسوف أكذب لو قلت إنني لم أتعلق به, والكلب نفسه فنان في كسب محبة أهل الدا ......
#فشافيش*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730060
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر وسأقول أن الحديث عن ثقافة الأسيجة يبقى مهما بقدر إرتباطه بطبيعة المتغير في الخطاب المجتمعي والسلطوي للدولة العراقية على مختلف أنظمتها, وفي عهد صدام فقد قُدر للأسيجة أن ترتفع تديجيا للتخفيف من غارات اللصوص الذين غالبا ما كانوا يعجزون عن الوصول السهل إلى خزائن الدولة فيستسهلون الوصول إلى خزائن الناس.وفي هذا الإتجاه أعاود حكايتي وسأخبركم إنني لم أقتنع في البداية بقصة إقتناء كلب حراسة الذي نصح به صاحبي لأن مسؤولية متابعته ستلقى على عاتقي, وأنا لم أكن في وضع يسمح لي بذلك, لا من ناحية الوقت ولا من ناحية المزاج, بالإضافة إلى صعوبات أخرى ومن ضمنها الخوف من الكلب على الجيران أو على زوار البيت خاصة من صديقات زوجتي, وحيث النساء كما هو معروف يمِلْن إلى القطط ولا يمِلْن إلى الكلاب من النوع الجرمان شبرد !أما جاري في البناية حيث عيادتي وهو المحامي وضاح الشيخ الذي كان في فترة مديرا للحاكمية وهي مقر تحقيق لجهاز المخابرات العراقية في منطقة ال52فقد نصحني بكهربة القفص الحديدي, وسأعود للحديث عن ضاح الشيخ في وقت آخر وكلما سأذكره عنه الآن أنه كان فُصِل من جهاز المخابرات وتفرغ لعمله كمحامي, وقد أخبرني أنه إرتاح وأراح بعد أن كهرب قفصه, لكني رأيت أن نصيحته سوف تؤدي إلى إنقراضنا قبل أن ينقرض اللصوص فمن سيضمن لي أن أطفالي لن يكونوا ضحايا للكهربة, ثم أن ضمان وجود التغذية الكهربائية لم يعد سهلا وبإمكان اللصوص أن يحفظوا جيدا مواعيد القطع الكهربائي على إختلاف المناطق.المهم أن الذي حذرني منه الصديق قد حدث فلقد عاد اللصوص إلى سرقة داري بعد أن إستعملوا تكنيك الإسفنج المضغوط ورفع قطعة التسليح الحديدي لأحد النوافذ برافعة السيارة وبالحجم الذي يكفي لإخراج الغنائم.في الغزالية حيث كنت أعيش حدثتني سيدة صديقة كانت تسكن على مقربة من داري أنها وبعد أن تعرضت إلى غزوة لصوصية من النوع الثقيل بعد أن أفاقت من النوم هي وزوجها وأولادها لتجد اللصوص يقفون على مقربة من رؤوسهم شاهرين أسلحتهم طلبا لما خف وزنه وغلا ثمنه, أخبرتني أنها قررت, وسيرا على المثل الذي يقول يا روح ما بعدك روح, وألف جبان ولا الله يرحمك, أن لا تتشاطر على اللصوص وأن تضع ما تبقى لها من الذهب والدولار في مكان بارز لكي لا تتعرض عائلتها إلى خطر الإفناء في أثناء البحث عن الغنائم وذلك كما حصل مع عائلتين على الأقل إلى الجوار منا ومنهم.وفي الأخير فأنا كنت إقتنعتُ بحكاية الكلب لأنه على الأقل سيكون عنصر تنبيه إن لم يكن عنصر فَتْك, وقد تفضل صديقي بجلبه من مدرسة الشرطة في بعقوبة وسلمه لي وهو لم يزل في شهره الأول, وقد إكتشفت أن الكلب بحاجة إلى عناية لم أكن قادرا على توفيرها دون أن أجهد نفسي كثيرا. ولما كانت ثقافة الكلاب في مجتمعنا العراقي ما زالت في بدايتها فإن أحدا من التجار لم يتكفل بإستيراد طعام الكلاب المعلب خاصة وهو يدري أن رفض مشروعه لو تقدم به سترافقه سخرية أكيدة, ففي دولة صارت بالكاد توفر وجبة الطعام لمواطنيها يصير من المضحك حقا أن يتجرأ أحدهم بالتفكير بمشروع كهذا, ولهذا بات على أن أطعم الكلب بنفسي وصار الأمر يقتضي مني أن أداوم يوميا وبعد عودتي المسائية من العيادة إلى زيارة أحد القصابين في الشارع الرئيس لمنطقة الغزالية لشراء وجبة الفشافيش التي صارت وجبة الكلب اليومية السهلة على الطبخ. ورغم أن الكلب كان سعيدا رغم أنفه بهذه الوجبة اليومية إلا إنني لم أكن كذلك لأن رائحة البيت صارت كلها فشافيش في فشافيش.رغم كل ذلك فقد ملأ الكلب بيتنا بالمتعة وسوف أكذب لو قلت إنني لم أتعلق به, والكلب نفسه فنان في كسب محبة أهل الدا ......
#فشافيش*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730060
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - فشافيش*