مصعب قاسم عزاوي : مراجعة لمفهوم النُّخَبِ
#الحوار_المتمدن
#مصعب_قاسم_عزاوي قد لا يختلف عاقلان بأن مصطلح النخبة مجموعاً بالنُّخَبِ ينطوي في تلافيفه على ثقل مفهومي حمال أوجه ومطاط وضبابي إلى درجة الميوعة واللاشكلية في كثير من الأحيان، وأن هناك عدم تطابق مفهومي جلي في مدلول ذلك المصطلح وما يراه في كينونته المتلقي الاعتيادي في العالمين الغربي والعربي.ففي العالم الغربي فإن مفهوم النخب «Elites» ينطوي على كل من يمتلك مفاتيح صناعة القرار في حقول السلطة والاقتصاد والمعرفة بشكلها الإعلامي والإيديولوجي. وهو مصطلح أعتقد بأن الترجمة الأكثر دقة في تعريب حمولته المفهومية يجب أن تكون «علية القوم» أو «أهل الحل والعقد»، وهم الذين ينضم في عدادهم فئة «الخبراء» و«التكنوقراط» المكلفون بشؤون تنفيذ إرادات وصيانة مصالح أولئك المتنفذين النافذين، وضمان ديمومة هيمنتهم على كل مفاصل المجتمعات التي يتسيدون عليها عمقاً وسطحاً وعمودياً وأفقياً، وعلى كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما ارتبط بها سواء بشكل مباشر أو غيره.أما في الفكر العربي، فهناك الكثير من الصخب المفهومي الذي يجعل في كثير من الأحيان المفهوم عصياً على الهضم المعرفي. وأغلب الظن بأن جوهر ذلك الشواش المعرفي مرتبط باشتقاق المصطلح لغوياً من فعل «نَخَبَ» والذي يحمل في مدلوله الإيحائي حمولة إيجابية تقترب من مدلول «الصفوة، والرشاحة» بالإضافة إلى اقترابه اللازم معنوياً في آلية الاستبطان المفهومي للمشتق الآخر، وأعني هنا «الانتخاب والمنتخب» بمعنى «الاصطفاء و المختار والمنتقى»، وجميعها مدلولات ذات حمولة معرفية إيجابية من الناحية اللغوية كحد أدنى، وهو ما يجعلها عصية على توطين مفهوم «Elites» كما هو عليه في السياق المفهومي في الغرب وتعريبه ليكون «النخبة» لتضاد لغوي بنيوي ينتج عسراً مفهومياً كان المقدمة الموضوعية للشواش في استخدام المفهوم عربياً.ولأجل حل تلك المعضلة، فقد تحول استخدام المفهوم عربياً خلال بضعة العقود الأخيرة، ليصبح متوازياً في كثير من الأحايين مع مفهوم «الإنتلجنسيا» أو فئة المتعلمين الأكثر اطلاعاً من الناحية التقنية في مقاربة لمفهوم «المثقفين» بشكله التقني المحض أو ما يقارب مفهوم «Intellectuals» في اللغة الإنجليزية. وفي بعض الأدبيات باللغة العربية صار يمكن أن يكون مرادفاً لمفهوم «الطليعة الثورية» كترجمة لمفهوم «Vanguard» والذي ينطوي على حمولة إرادوية فوقية استعلائية تنظر إلى عموم أفراد الشعب من المواطنين على أنهم قطيع من «الشياه الشاردة» غير القادرة على التفكر بما هو أصلح لها في حيواتها اليومية ومستقبلها، ولا بد لها من الاستسلام لإرادة «المخلصين المنتظرين» من «النخب» بشكلها «الطليعي الثوري» للقيام بتلك المهمة عنهم، وقيادتهم إلى الصلاح والسؤدد الذين دون قيادة «الطليعة الثورية الفذة» لن يعرفوا إليه سبيلاً. وفي ذلك السياق من الأدبيات الاستبدادية الثوروية التي سوقت لها الأنظمة الشمولية في العالم العربي في غير موضع من خارطته، بعد تنميقه بأكداس إرادوية شعبوية التزاماً بأوزان وقوافي الخطاب الاستبدادي على الطريقة العربية، يمكن تلمس بواكير تلاقي مفهوم «النخب» من الناحية الاصطلاحية والمفهومية واللغوية عربياً مع مدلوله الفعلي في العالم الغربي الذي يومي فعلياً إلى من يتحكمون بمصادر الثروة والسلطة والإعلام والسياسة في المجتمع.وفي جميع الأحوال أعتقد بأن مفهوم «النخب» يجب دائماً أن ينظر إليه بأنه جزء جوهري من أدوات الهيمنة يهدف لتخليق وعي زائف برفعة وأهلية فئة عن فئة أخرى، تؤهلها لاتخاذ مكان الصدارة بشكل أو بآخر يرسخ هيمنتها في المجتمع؛ وأن الاجتهاد الفكري المخلص يجب أن يصب في ن ......
#مراجعة
#لمفهوم
#النُّخَبِ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720552
#الحوار_المتمدن
#مصعب_قاسم_عزاوي قد لا يختلف عاقلان بأن مصطلح النخبة مجموعاً بالنُّخَبِ ينطوي في تلافيفه على ثقل مفهومي حمال أوجه ومطاط وضبابي إلى درجة الميوعة واللاشكلية في كثير من الأحيان، وأن هناك عدم تطابق مفهومي جلي في مدلول ذلك المصطلح وما يراه في كينونته المتلقي الاعتيادي في العالمين الغربي والعربي.ففي العالم الغربي فإن مفهوم النخب «Elites» ينطوي على كل من يمتلك مفاتيح صناعة القرار في حقول السلطة والاقتصاد والمعرفة بشكلها الإعلامي والإيديولوجي. وهو مصطلح أعتقد بأن الترجمة الأكثر دقة في تعريب حمولته المفهومية يجب أن تكون «علية القوم» أو «أهل الحل والعقد»، وهم الذين ينضم في عدادهم فئة «الخبراء» و«التكنوقراط» المكلفون بشؤون تنفيذ إرادات وصيانة مصالح أولئك المتنفذين النافذين، وضمان ديمومة هيمنتهم على كل مفاصل المجتمعات التي يتسيدون عليها عمقاً وسطحاً وعمودياً وأفقياً، وعلى كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما ارتبط بها سواء بشكل مباشر أو غيره.أما في الفكر العربي، فهناك الكثير من الصخب المفهومي الذي يجعل في كثير من الأحيان المفهوم عصياً على الهضم المعرفي. وأغلب الظن بأن جوهر ذلك الشواش المعرفي مرتبط باشتقاق المصطلح لغوياً من فعل «نَخَبَ» والذي يحمل في مدلوله الإيحائي حمولة إيجابية تقترب من مدلول «الصفوة، والرشاحة» بالإضافة إلى اقترابه اللازم معنوياً في آلية الاستبطان المفهومي للمشتق الآخر، وأعني هنا «الانتخاب والمنتخب» بمعنى «الاصطفاء و المختار والمنتقى»، وجميعها مدلولات ذات حمولة معرفية إيجابية من الناحية اللغوية كحد أدنى، وهو ما يجعلها عصية على توطين مفهوم «Elites» كما هو عليه في السياق المفهومي في الغرب وتعريبه ليكون «النخبة» لتضاد لغوي بنيوي ينتج عسراً مفهومياً كان المقدمة الموضوعية للشواش في استخدام المفهوم عربياً.ولأجل حل تلك المعضلة، فقد تحول استخدام المفهوم عربياً خلال بضعة العقود الأخيرة، ليصبح متوازياً في كثير من الأحايين مع مفهوم «الإنتلجنسيا» أو فئة المتعلمين الأكثر اطلاعاً من الناحية التقنية في مقاربة لمفهوم «المثقفين» بشكله التقني المحض أو ما يقارب مفهوم «Intellectuals» في اللغة الإنجليزية. وفي بعض الأدبيات باللغة العربية صار يمكن أن يكون مرادفاً لمفهوم «الطليعة الثورية» كترجمة لمفهوم «Vanguard» والذي ينطوي على حمولة إرادوية فوقية استعلائية تنظر إلى عموم أفراد الشعب من المواطنين على أنهم قطيع من «الشياه الشاردة» غير القادرة على التفكر بما هو أصلح لها في حيواتها اليومية ومستقبلها، ولا بد لها من الاستسلام لإرادة «المخلصين المنتظرين» من «النخب» بشكلها «الطليعي الثوري» للقيام بتلك المهمة عنهم، وقيادتهم إلى الصلاح والسؤدد الذين دون قيادة «الطليعة الثورية الفذة» لن يعرفوا إليه سبيلاً. وفي ذلك السياق من الأدبيات الاستبدادية الثوروية التي سوقت لها الأنظمة الشمولية في العالم العربي في غير موضع من خارطته، بعد تنميقه بأكداس إرادوية شعبوية التزاماً بأوزان وقوافي الخطاب الاستبدادي على الطريقة العربية، يمكن تلمس بواكير تلاقي مفهوم «النخب» من الناحية الاصطلاحية والمفهومية واللغوية عربياً مع مدلوله الفعلي في العالم الغربي الذي يومي فعلياً إلى من يتحكمون بمصادر الثروة والسلطة والإعلام والسياسة في المجتمع.وفي جميع الأحوال أعتقد بأن مفهوم «النخب» يجب دائماً أن ينظر إليه بأنه جزء جوهري من أدوات الهيمنة يهدف لتخليق وعي زائف برفعة وأهلية فئة عن فئة أخرى، تؤهلها لاتخاذ مكان الصدارة بشكل أو بآخر يرسخ هيمنتها في المجتمع؛ وأن الاجتهاد الفكري المخلص يجب أن يصب في ن ......
#مراجعة
#لمفهوم
#النُّخَبِ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720552
الحوار المتمدن
مصعب قاسم عزاوي - مراجعة لمفهوم النُّخَبِ
غازي الصوراني : تطور مفهوم المجتمع المدني وأزمة المجتمع العربي وغياب الأسس المادية لمفهوم المجتمع المدني وآفاق المستقبل ج4
#الحوار_المتمدن
#غازي_الصوراني ثانياً: الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية لمفهوم المجتمع المدني وآفاق المستقبل:في مقدمة الطبعة الأولى من »رأس المال«، كتب ماركس في عام 1867 يقول: »إلى جانب الشرور الحديثة، أو الآلام في العهد الحالي، علينا أن نتحمل سلسلة طويلة من الأمراض الوراثية الناتجة عن بقاء أساليب إنتاج بالية، تخطاها الزمن، مع ما يتبعها من علاقات سياسية واجتماعية أضحت في غير محلها زمنياً، والتي تولدها تلك الأساليب، ففي مثل هذه الأحوال، ليس علينا أن نعاني فقط الآلام بسبب الأحياء، وإنما بسبب الموتى أيضاً: فالميت يكبل الحي«(47)، هذا التحليل الذي قصد به ماركس الدولة الألمانية آنذاك، ينطبق على الوضع العربي الداخلي عموماً، وعلى جوهر الأزمة الاجتماعية فيه بشكل خاص.والإشكالية الكبرى أن المجتمع العربي يتعرض اليوم لهذه الأحوال المأزومة بكل أبعادها، في اللحظة التي انتقل فيها العالم من مرحلة تاريخية سابقة، الى المرحلة الجديدة أو العولمة، بتسارع غير مسبوق، وبمتغيرات نوعية تحمل في طياتها، في الحاضر والمستقبل تحديات غير اعتيادية، لا يمكن امتلاك القدرة على مواجهتها إلا بامتلاك أدواتها العلمية والمعرفية أولاً عبر أحكام سيطرة الحي (المدينة) على الميت (الصحراء)، »فالاستلاب الأيديولوجي بشكليه السلفي والاغترابي هو أبرز الآليات الداخلية التي تعيد إنتاج التأخر، وتعيد إنتاج الاستبداد، وتحافظ على البنى والعلاقات والتشكيلات القديمة ما قبل القومية، فالعلاقة بين المستوى الأيديولوجي السياسي، والمستوى الاجتماعي الاقتصادي، هي علاقة جدلية، تُحوِّل كلاً منهما الى الآخر في الاتجاهين، آخذين بالحسبان أيضاً أن المستوى السياسي محدد ومحكوم بطابع الوعي الاجتماعي السائد«(48).بهذا المدخل، نبدأ في الحديث عن أزمة المجتمع العربي، التي نرى أنها تعود في جوهرها إلى أن البلدان العربية عموماً لا تعيش زمناً حداثياً أو حضارياً، ولا تنتسب له جوهرياً، وذلك بسبب فقدانها، بحكم تبعيتها البنيوية، للبوصلة من جهة، وللأدوات الحداثية، الحضارية والمعرفية الداخلية التي يمكن أن تحدد طبيعة التطور المجتمعي العربي ومساره وعلاقته الجدلية بالحداثة والحضارة العالمية أو الإنسانية.فعلى الرغم من دخولنا القرن الحادي والعشرين،إلا أننا –في البلدان العربية- ما زلنا في زمان القرن الخامس عشر قبل عصر النهضة، أو في زمان »ما قبل الرأسمالية« وبالتالي ما قبل المجتمع المدني، على الرغم من تغلغل العلاقات الرأسمالية في بلادنا، والشواهد على ذلك كثيرة، فالمجتمع العربي لم يستوعب السمات الأساسية للثقافة العقلانية أو ثقافة التنوير، بمنطلقاتها العلمية وروحها النقدية التغييرية، وإبداعها واستكشافها المتواصل في مناخ من الحرية والديمقراطية، ففي غياب هذه السمات يصعب إدراك الوجود المادي والوجود الاجتماعي والدور التاريخي الموضوعي للقومية أو الذات العربية في وحدة شعوبها، ووحدة مسارها ومصيرها، إدراكاً ذاتياً جمعياً يلبي احتياجات التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي العربي.و لعلنا نتفق أن السبب الرئيس لهذه الإشكالية الكبرى، لا يكمن في ضعف الوعي بأهمية التنوير العقلاني، أو ضعف الإدراك الجماعي بالدور التاريخي للذات العربية، فهذه وغيرها من أشكال الوعي، هي انعكاس لواقع ملموس يحدد وجودها أو تبلورها، كما يحدد قوةَ أو ضعفَ انتشارِها في أوساط الجماهير، وبالتالي فإن الواقع العربي الراهن، بكل مفرداته وأجزائه ومكوناته الاجتماعية وأنماطه التاريخية والحديثة والمعاصرة، هو المرجعية الأولى والأساسية في تفسير مظاهر الضعف والتخلف السائدة بل والمتج ......
#تطور
#مفهوم
#المجتمع
#المدني
#وأزمة
#المجتمع
#العربي
#وغياب
#الأسس
#المادية
#لمفهوم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724061
#الحوار_المتمدن
#غازي_الصوراني ثانياً: الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية لمفهوم المجتمع المدني وآفاق المستقبل:في مقدمة الطبعة الأولى من »رأس المال«، كتب ماركس في عام 1867 يقول: »إلى جانب الشرور الحديثة، أو الآلام في العهد الحالي، علينا أن نتحمل سلسلة طويلة من الأمراض الوراثية الناتجة عن بقاء أساليب إنتاج بالية، تخطاها الزمن، مع ما يتبعها من علاقات سياسية واجتماعية أضحت في غير محلها زمنياً، والتي تولدها تلك الأساليب، ففي مثل هذه الأحوال، ليس علينا أن نعاني فقط الآلام بسبب الأحياء، وإنما بسبب الموتى أيضاً: فالميت يكبل الحي«(47)، هذا التحليل الذي قصد به ماركس الدولة الألمانية آنذاك، ينطبق على الوضع العربي الداخلي عموماً، وعلى جوهر الأزمة الاجتماعية فيه بشكل خاص.والإشكالية الكبرى أن المجتمع العربي يتعرض اليوم لهذه الأحوال المأزومة بكل أبعادها، في اللحظة التي انتقل فيها العالم من مرحلة تاريخية سابقة، الى المرحلة الجديدة أو العولمة، بتسارع غير مسبوق، وبمتغيرات نوعية تحمل في طياتها، في الحاضر والمستقبل تحديات غير اعتيادية، لا يمكن امتلاك القدرة على مواجهتها إلا بامتلاك أدواتها العلمية والمعرفية أولاً عبر أحكام سيطرة الحي (المدينة) على الميت (الصحراء)، »فالاستلاب الأيديولوجي بشكليه السلفي والاغترابي هو أبرز الآليات الداخلية التي تعيد إنتاج التأخر، وتعيد إنتاج الاستبداد، وتحافظ على البنى والعلاقات والتشكيلات القديمة ما قبل القومية، فالعلاقة بين المستوى الأيديولوجي السياسي، والمستوى الاجتماعي الاقتصادي، هي علاقة جدلية، تُحوِّل كلاً منهما الى الآخر في الاتجاهين، آخذين بالحسبان أيضاً أن المستوى السياسي محدد ومحكوم بطابع الوعي الاجتماعي السائد«(48).بهذا المدخل، نبدأ في الحديث عن أزمة المجتمع العربي، التي نرى أنها تعود في جوهرها إلى أن البلدان العربية عموماً لا تعيش زمناً حداثياً أو حضارياً، ولا تنتسب له جوهرياً، وذلك بسبب فقدانها، بحكم تبعيتها البنيوية، للبوصلة من جهة، وللأدوات الحداثية، الحضارية والمعرفية الداخلية التي يمكن أن تحدد طبيعة التطور المجتمعي العربي ومساره وعلاقته الجدلية بالحداثة والحضارة العالمية أو الإنسانية.فعلى الرغم من دخولنا القرن الحادي والعشرين،إلا أننا –في البلدان العربية- ما زلنا في زمان القرن الخامس عشر قبل عصر النهضة، أو في زمان »ما قبل الرأسمالية« وبالتالي ما قبل المجتمع المدني، على الرغم من تغلغل العلاقات الرأسمالية في بلادنا، والشواهد على ذلك كثيرة، فالمجتمع العربي لم يستوعب السمات الأساسية للثقافة العقلانية أو ثقافة التنوير، بمنطلقاتها العلمية وروحها النقدية التغييرية، وإبداعها واستكشافها المتواصل في مناخ من الحرية والديمقراطية، ففي غياب هذه السمات يصعب إدراك الوجود المادي والوجود الاجتماعي والدور التاريخي الموضوعي للقومية أو الذات العربية في وحدة شعوبها، ووحدة مسارها ومصيرها، إدراكاً ذاتياً جمعياً يلبي احتياجات التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي العربي.و لعلنا نتفق أن السبب الرئيس لهذه الإشكالية الكبرى، لا يكمن في ضعف الوعي بأهمية التنوير العقلاني، أو ضعف الإدراك الجماعي بالدور التاريخي للذات العربية، فهذه وغيرها من أشكال الوعي، هي انعكاس لواقع ملموس يحدد وجودها أو تبلورها، كما يحدد قوةَ أو ضعفَ انتشارِها في أوساط الجماهير، وبالتالي فإن الواقع العربي الراهن، بكل مفرداته وأجزائه ومكوناته الاجتماعية وأنماطه التاريخية والحديثة والمعاصرة، هو المرجعية الأولى والأساسية في تفسير مظاهر الضعف والتخلف السائدة بل والمتج ......
#تطور
#مفهوم
#المجتمع
#المدني
#وأزمة
#المجتمع
#العربي
#وغياب
#الأسس
#المادية
#لمفهوم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724061
الحوار المتمدن
غازي الصوراني - تطور مفهوم المجتمع المدني وأزمة المجتمع العربي وغياب الأسس المادية لمفهوم المجتمع المدني وآفاق المستقبل (ج4)
غازي الصوراني : تطور مفهوم المجتمع المدني وأزمة المجتمع العربي وغياب الأسس المادية لمفهوم المجتمع المدني وآفاق المستقبل ج5
#الحوار_المتمدن
#غازي_الصوراني مفهوم المجتمع المدني وغيابه عن مجتمعاتنا ارتباطا بالتخلف والتشوه او عدم التبلور الطبقي في بلداننا (الحلقة الخامسة والأخيرة)إن تناولنا لهذه الرؤية التحليلية، لا يعني أنها دعوة إلى وقف التعامل مع هذه المصطلحات، بقدر ما هي دعوة للبحث عن مصطلحات ومفاهيم معرفية أخرى إضافية تعكس طبيعة ومكونات التركيب الاجتماعي /الطبقي في بلادنا العربية، بما يلغي كل أشكال الغربة أو الاغتراب في المفاهيم التي سبق استخدامها بصورة ميكانيكية أو مجردة، بحيث نجعل من التحليل النظري والاجتماعي لواقعنا، في سياق العملية السياسية، أمراً واضحاً ومتطابقاً في كل مفاهيمه ومصطلحاته مع هذا الواقع الشديد التعقيد، الذي يشير إلى ان التطور في بلادنا –كما يقول د. برهان غليون- »ليس بنياناً عصرياً على الرغم من قشرة الحداثة فيه، وهو أيضاً ليس بنياناً قديماً على الرغم من مظاهر القديم، ولكنه نمط هجين من التطور قائم بذاته، فقد عنصر التوازن وأصبحت حركته مرهونة بحركة غيره«، لذلك لا بد من إزالة اللبس والخلط في المفاهيم، الذي ساد طويلاً في الكتابات العربية، وأسهم –إلى حد ما- في تكريس حالة الإرباك الفكري في أوساط القوى اليسارية العربية وعَزَلها عن الجماهير، وليس معنى ذلك، أننا ندعو إلى تكيف الوعي الطليعي العربي المنظم، لمتطلبات الوعي العفوي الجماهيري، بالعكس، إنها دعوة –أو وجهة نظر- تستهدف التعامل مع الوعي العفوي بمنهجية ومفاهيم تعكس تفاصيل الواقع المعاش وتعبِّر عنه بصورة جدلية تدفع به الى التطور والنهوض، انطلاقاً من قناعتنا بمقولة ماركس -في مقدمته لرأس المال- »قل كلمتك وامشِ ودع الناس يقولوا ما يقولون«.و في سياق الحديث عن طبيعة ومكونات التركيب والمتغيرات الطبقية في بلدان وطننا العربي، وضرورات إزالة الخلط أو اللبس في مصطلحاتها أو مفاهيمها، نتوقف أمام طروحات اثنين من المفكرين العرب هما د.حليم بركات، والراحل د. رمزي زكي، فالأول يطرح في كتابه »المجتمع العربي في القرن العشرين« المشار إليه في هذه الدراسة، مسألة التكون الطبقي في المجتمع العربي ويعيدها إلى »الأصول الرئيسة المتشابكة التالية: ملكية الأراضي والعقارات، والتجارة وملكية رأس المال، النسب العائلي المتوارث، المنصب أو الموقع في السلطة، مع الإشارة الى عدم تساوي هذه العوامل في الأهمية«(56)، ومع تقديرنا لصحة هذا التحليل وانسجامه مع الواقع، إلا أن د. بركات في تصنيفه للطبقات الاجتماعية العربية المعاصرة، يقر بوجود ثلاث طبقات رئيسة: »الطبقة البورجوازية، الطبقة الوسطى، الطبقة الكادحة«، وهي قضية بحاجة الى النقاش، نظراً لشدة التنوع في البنية والانتماءات الاجتماعية العربية التي أشار إليها في مقدمة كتابه.أما المسألة الثانية فهي ترتبط بتعريف »الطبقة البورجوازية« التي تتضمن كما يشرح د. بركات »شرائح اجتماعية قديمة من الأرستقراطية وكبار الملاك وشيوخ القبائل وكبار علماء الدين، الى جانب كبار الرأسماليين التجاريين والصناعيين والأثرياء الجدد من الأطباء والمحامين«(57)، وهو في تقديرنا، تعريف ملتبس يتناقض مع مصطلح »البورجوازية« المتعارف عليه، كمصطلح حديث، عبّر عن طبقة جديدة تكونت في التاريخ الحديث في سياق صراعها مع الطبقات والشرائح القديمة الأرستقراطية وكبار الملاك ورجال الدين، وبالتالي، لا يجوز القفز عن كيفية تكون الطبقة البرجوازية، وسياقها التاريخي في مرحلة محددة، وكذلك في إطارها العام كطبقة لا مكان فيه للرموز والشرائح القديمة.المسألة الثالثة، التي ندعو الى تأملها والتفكر فيها ومناقشتها بصورة موضوعية، فهي مسألة »الطبقة الوسطى«، والالتباس حول مفهوم هذه الطب ......
#تطور
#مفهوم
#المجتمع
#المدني
#وأزمة
#المجتمع
#العربي
#وغياب
#الأسس
#المادية
#لمفهوم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724168
#الحوار_المتمدن
#غازي_الصوراني مفهوم المجتمع المدني وغيابه عن مجتمعاتنا ارتباطا بالتخلف والتشوه او عدم التبلور الطبقي في بلداننا (الحلقة الخامسة والأخيرة)إن تناولنا لهذه الرؤية التحليلية، لا يعني أنها دعوة إلى وقف التعامل مع هذه المصطلحات، بقدر ما هي دعوة للبحث عن مصطلحات ومفاهيم معرفية أخرى إضافية تعكس طبيعة ومكونات التركيب الاجتماعي /الطبقي في بلادنا العربية، بما يلغي كل أشكال الغربة أو الاغتراب في المفاهيم التي سبق استخدامها بصورة ميكانيكية أو مجردة، بحيث نجعل من التحليل النظري والاجتماعي لواقعنا، في سياق العملية السياسية، أمراً واضحاً ومتطابقاً في كل مفاهيمه ومصطلحاته مع هذا الواقع الشديد التعقيد، الذي يشير إلى ان التطور في بلادنا –كما يقول د. برهان غليون- »ليس بنياناً عصرياً على الرغم من قشرة الحداثة فيه، وهو أيضاً ليس بنياناً قديماً على الرغم من مظاهر القديم، ولكنه نمط هجين من التطور قائم بذاته، فقد عنصر التوازن وأصبحت حركته مرهونة بحركة غيره«، لذلك لا بد من إزالة اللبس والخلط في المفاهيم، الذي ساد طويلاً في الكتابات العربية، وأسهم –إلى حد ما- في تكريس حالة الإرباك الفكري في أوساط القوى اليسارية العربية وعَزَلها عن الجماهير، وليس معنى ذلك، أننا ندعو إلى تكيف الوعي الطليعي العربي المنظم، لمتطلبات الوعي العفوي الجماهيري، بالعكس، إنها دعوة –أو وجهة نظر- تستهدف التعامل مع الوعي العفوي بمنهجية ومفاهيم تعكس تفاصيل الواقع المعاش وتعبِّر عنه بصورة جدلية تدفع به الى التطور والنهوض، انطلاقاً من قناعتنا بمقولة ماركس -في مقدمته لرأس المال- »قل كلمتك وامشِ ودع الناس يقولوا ما يقولون«.و في سياق الحديث عن طبيعة ومكونات التركيب والمتغيرات الطبقية في بلدان وطننا العربي، وضرورات إزالة الخلط أو اللبس في مصطلحاتها أو مفاهيمها، نتوقف أمام طروحات اثنين من المفكرين العرب هما د.حليم بركات، والراحل د. رمزي زكي، فالأول يطرح في كتابه »المجتمع العربي في القرن العشرين« المشار إليه في هذه الدراسة، مسألة التكون الطبقي في المجتمع العربي ويعيدها إلى »الأصول الرئيسة المتشابكة التالية: ملكية الأراضي والعقارات، والتجارة وملكية رأس المال، النسب العائلي المتوارث، المنصب أو الموقع في السلطة، مع الإشارة الى عدم تساوي هذه العوامل في الأهمية«(56)، ومع تقديرنا لصحة هذا التحليل وانسجامه مع الواقع، إلا أن د. بركات في تصنيفه للطبقات الاجتماعية العربية المعاصرة، يقر بوجود ثلاث طبقات رئيسة: »الطبقة البورجوازية، الطبقة الوسطى، الطبقة الكادحة«، وهي قضية بحاجة الى النقاش، نظراً لشدة التنوع في البنية والانتماءات الاجتماعية العربية التي أشار إليها في مقدمة كتابه.أما المسألة الثانية فهي ترتبط بتعريف »الطبقة البورجوازية« التي تتضمن كما يشرح د. بركات »شرائح اجتماعية قديمة من الأرستقراطية وكبار الملاك وشيوخ القبائل وكبار علماء الدين، الى جانب كبار الرأسماليين التجاريين والصناعيين والأثرياء الجدد من الأطباء والمحامين«(57)، وهو في تقديرنا، تعريف ملتبس يتناقض مع مصطلح »البورجوازية« المتعارف عليه، كمصطلح حديث، عبّر عن طبقة جديدة تكونت في التاريخ الحديث في سياق صراعها مع الطبقات والشرائح القديمة الأرستقراطية وكبار الملاك ورجال الدين، وبالتالي، لا يجوز القفز عن كيفية تكون الطبقة البرجوازية، وسياقها التاريخي في مرحلة محددة، وكذلك في إطارها العام كطبقة لا مكان فيه للرموز والشرائح القديمة.المسألة الثالثة، التي ندعو الى تأملها والتفكر فيها ومناقشتها بصورة موضوعية، فهي مسألة »الطبقة الوسطى«، والالتباس حول مفهوم هذه الطب ......
#تطور
#مفهوم
#المجتمع
#المدني
#وأزمة
#المجتمع
#العربي
#وغياب
#الأسس
#المادية
#لمفهوم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724168
الحوار المتمدن
غازي الصوراني - تطور مفهوم المجتمع المدني وأزمة المجتمع العربي وغياب الأسس المادية لمفهوم المجتمع المدني وآفاق المستقبل (ج5)
سعود سالم : مقدمة لمفهوم القلق عند هايدغر
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم٦-;-٢-;- ـ هايدغر والقلقيعطي هايدجر أهمية كبيرة للقلق لأن ما يسميه نزعتنا الأساسية أو ألأصلية هي التي تفتحنا على ما نحن عليه، وما نحن عليه هو كائن أُلقي به في العالم ليموت ويختفي.هايدجر Heidegger نبه إلى الحاجة إلى إعادة التفكير في الإنسان من ناحية نهائيته ومحدوديته في الزمان. تقليديًا، لطالما عرفت الفلسفة الإنسان فيما يتعلق بقدراته العقلية واللغوية والفكرية، ونسيت أنه كان في الأساس مدركًا وواعيا لمحدوديته. على عكس الإنسان، الحيوان لا يعي الزمن ولا يعي فكرة النهاية وبالتالي، فهو فقير في العالم لأن موانعه والحدود الطبيعية التي يعانيها تحاصره في حالة من الإعتماد والتبعية الدائمة لنوع من الذعر والإستلاب الغريزي. الأمر مختلف تمامًا بالنسبة للإنسان الذي يتميز بنمط معين من الحياة الواعية في الزمان. والقلق ينشأ من إمكانية انزلاق الكينونة (ككل) إلى العدم. بعد أن انزلق العالم المحيط بنا إلى الهاوية، يواجه ألـ Dasein، أو الواقع الإنساني نفسه وجها لوجه. وبدون العالم، يجد الدازاين نفسه في حدود إمكانية الكينونة، باعتبارها أساسا غير محددة indéterminé. وهكذا يسترد الإنسان عدم تحديده الأصلي الذي فتحه وفتح أمامه كل الاحتمالات والإمكانيات، ويدرك نهايته على أنها ما سمح لأصله، أي غياب الكينونة والعدم، هو الذي جعله يكون. لذا فإن النغمة المصاحبة لانهيار المحيط والبيئة التي تغلف الإنسان والتي يسميها Umwelt، لظهور Welt- أي العالم، هي نغمة القلق - Angst. ينشأ هذا القلق عندما ينهار العالم المحيط أو بيئته الأساسية، أي مجموع الكينونة ويفقد الدازاين توازنه. يجد نفسه وحيدًا، ضائعًا، لا شيء غير إمكانية أن يكون؛ إنه يواجه نفسه، ويواجه الموت باعتباره استحالة إمكانية الوجود وثقب في كينونة الإنسان يتسرب منه الوجود نحو العدم. في حالة القلق، العالم لم يعد بإمكانه تقديم أي شيء. القلق هو كل ما يتبقى للإنسان عندما يختفي العالم وتغيب الكائنات ويواجه نفسه كل صباح في مرآته المشروخة. لم يعد هناك أي شيء من الأشياء المألوفًة، فكل شيء مغلف بالغرابة والرهبة Unheimlich ولم يعد الإنسان يشعر بالوجود في بيئته الطبيعية. إنه يتساءل عن هويته، ماهو أو من هو، عندما يكون منفصلا ومستقلا عن العالم، قبل أن يكون مع الآخرين. في الخوف والرعب يتم تثبيت أو تحرير اكتشاف قوة الكينونة الأصلية، هذا هو السبب في أن القلق إحساس أصيل في ذاته، والإلمام بالعالم، مع الآخرين أو تكوين الذات الجماعية المبهمة ماهو إلا مجرد بديل مؤقت. من خلال الرعب والقلق Unheimlich، يدرك الـ Dasein كيانه الأصلي، ويعرف أنه يلعب لعبة خطرة تتعلق بكيانه، لهذا السبب يشعر بالقلق على نفسه، وهذا يعني بكل بساطة، الإنسان كي يكون لابد أن يقلق. يرتبط القلق عند هايدجر بشعورنا بالحدود الأنطولوجية وبمحدوديتنا في الزمان. والمشاعر والأحاسيس هي تصرفات عاطفية تهيئنا وتفتحنا وتكشف لنا بشكل أساسي حقيقة "من نحن" أكثر مما يفعله العقل أو الفهم.. ويرى هايدغر بأن الخوف هو وسيلة أو حيلة يستخدمها الوعي ليغطى ويتفادى القلق، وذلك لإعطائه موضوعا وسببا للخوف، مثل الخوف من الفراغ أو من حشرات أو حيوانات معينة، وهذا ربما ما يسميه فرويد بالغرابة المقلقة « l’inquiétante étrangeté ». بمعنى أن القلق لا يمكن أن يظهر إلا لأنه موجود منذ البداية، كامن في ثنايا الكينونة الإنسانية، وأسباب القلق هي مناسبات وظروف ظهوره وليست أسبابه المباشرة. ......
#مقدمة
#لمفهوم
#القلق
#هايدغر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727900
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم٦-;-٢-;- ـ هايدغر والقلقيعطي هايدجر أهمية كبيرة للقلق لأن ما يسميه نزعتنا الأساسية أو ألأصلية هي التي تفتحنا على ما نحن عليه، وما نحن عليه هو كائن أُلقي به في العالم ليموت ويختفي.هايدجر Heidegger نبه إلى الحاجة إلى إعادة التفكير في الإنسان من ناحية نهائيته ومحدوديته في الزمان. تقليديًا، لطالما عرفت الفلسفة الإنسان فيما يتعلق بقدراته العقلية واللغوية والفكرية، ونسيت أنه كان في الأساس مدركًا وواعيا لمحدوديته. على عكس الإنسان، الحيوان لا يعي الزمن ولا يعي فكرة النهاية وبالتالي، فهو فقير في العالم لأن موانعه والحدود الطبيعية التي يعانيها تحاصره في حالة من الإعتماد والتبعية الدائمة لنوع من الذعر والإستلاب الغريزي. الأمر مختلف تمامًا بالنسبة للإنسان الذي يتميز بنمط معين من الحياة الواعية في الزمان. والقلق ينشأ من إمكانية انزلاق الكينونة (ككل) إلى العدم. بعد أن انزلق العالم المحيط بنا إلى الهاوية، يواجه ألـ Dasein، أو الواقع الإنساني نفسه وجها لوجه. وبدون العالم، يجد الدازاين نفسه في حدود إمكانية الكينونة، باعتبارها أساسا غير محددة indéterminé. وهكذا يسترد الإنسان عدم تحديده الأصلي الذي فتحه وفتح أمامه كل الاحتمالات والإمكانيات، ويدرك نهايته على أنها ما سمح لأصله، أي غياب الكينونة والعدم، هو الذي جعله يكون. لذا فإن النغمة المصاحبة لانهيار المحيط والبيئة التي تغلف الإنسان والتي يسميها Umwelt، لظهور Welt- أي العالم، هي نغمة القلق - Angst. ينشأ هذا القلق عندما ينهار العالم المحيط أو بيئته الأساسية، أي مجموع الكينونة ويفقد الدازاين توازنه. يجد نفسه وحيدًا، ضائعًا، لا شيء غير إمكانية أن يكون؛ إنه يواجه نفسه، ويواجه الموت باعتباره استحالة إمكانية الوجود وثقب في كينونة الإنسان يتسرب منه الوجود نحو العدم. في حالة القلق، العالم لم يعد بإمكانه تقديم أي شيء. القلق هو كل ما يتبقى للإنسان عندما يختفي العالم وتغيب الكائنات ويواجه نفسه كل صباح في مرآته المشروخة. لم يعد هناك أي شيء من الأشياء المألوفًة، فكل شيء مغلف بالغرابة والرهبة Unheimlich ولم يعد الإنسان يشعر بالوجود في بيئته الطبيعية. إنه يتساءل عن هويته، ماهو أو من هو، عندما يكون منفصلا ومستقلا عن العالم، قبل أن يكون مع الآخرين. في الخوف والرعب يتم تثبيت أو تحرير اكتشاف قوة الكينونة الأصلية، هذا هو السبب في أن القلق إحساس أصيل في ذاته، والإلمام بالعالم، مع الآخرين أو تكوين الذات الجماعية المبهمة ماهو إلا مجرد بديل مؤقت. من خلال الرعب والقلق Unheimlich، يدرك الـ Dasein كيانه الأصلي، ويعرف أنه يلعب لعبة خطرة تتعلق بكيانه، لهذا السبب يشعر بالقلق على نفسه، وهذا يعني بكل بساطة، الإنسان كي يكون لابد أن يقلق. يرتبط القلق عند هايدجر بشعورنا بالحدود الأنطولوجية وبمحدوديتنا في الزمان. والمشاعر والأحاسيس هي تصرفات عاطفية تهيئنا وتفتحنا وتكشف لنا بشكل أساسي حقيقة "من نحن" أكثر مما يفعله العقل أو الفهم.. ويرى هايدغر بأن الخوف هو وسيلة أو حيلة يستخدمها الوعي ليغطى ويتفادى القلق، وذلك لإعطائه موضوعا وسببا للخوف، مثل الخوف من الفراغ أو من حشرات أو حيوانات معينة، وهذا ربما ما يسميه فرويد بالغرابة المقلقة « l’inquiétante étrangeté ». بمعنى أن القلق لا يمكن أن يظهر إلا لأنه موجود منذ البداية، كامن في ثنايا الكينونة الإنسانية، وأسباب القلق هي مناسبات وظروف ظهوره وليست أسبابه المباشرة. ......
#مقدمة
#لمفهوم
#القلق
#هايدغر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727900
الحوار المتمدن
سعود سالم - مقدمة لمفهوم القلق عند هايدغر