حوا بطواش : «مسافة أمان» مساحة من الفرح والعذاب
#الحوار_المتمدن
#حوا_بطواش القرار لمشاهدة حلقات مسلسل «مسافة أمان» (كتابة إيمان سعيد وإخراج الليث حجو) تطلّب مني الكثير من الشجاعة والإصرار لعلمي بأنه يحتاج إلى قلبٍ من حجر لتحمّل مشاهد العنف والتعذيب التي فاجأتني في المرة الأولى التي أردتُ مشاهدته، بعد شهر رمضان الماضي مباشرة فتوقّفتُ حالا قبل انتهاء الحلقة الأولى ولم أكمل. إلا أنني فوجئتُ هذه المرة، إذ قرّرتُ مشاهدة المسلسل قبيل شهر رمضان هذا العام، وفرحتُ أن تلك المشاهد التي لم أقدر على تحمّلها في الحلقة الأولى اختفت بعد ذلك وتحوّل المسلسل إلى عمل دراميّ، رومانسي، إجتماعي سار بطيئا جدا في حلقاته الأولى ثم تحوّل بعد ذلك إلى أحداثٍ مشوّقة جدا.يضمّ المسلسل شخصيات كثيرة، وبرأيي أكثر من اللازم، يتنقل بينها لتصوير معاناة السوريين الباقين في سوريا من آثار الحرب والدمار ماديّا ونفسيّا، يصوّر آمالهم وخيباتهم، رغباتهم ومخاوفهم، انعدام الثقة وتلك المسافة من الأمان التي تفرض نفسها بينهم وبين كل ما حولهم.شخصية سراب، التي تقوم بدورها كاريس بشار، تمثّل شخصية المرأة السورية الصّامدة، العنيدة، المتسلّطة، القويّة أمام الناس لكنها ضعيفة بداخلها، ملولة، وحيدة في ذلك الزمن الصعب إثر سفر زوجها إلى ألمانيا، تعيش على أمل لمّ الشمل عن قريب. («صار لي سنتين ونص بقول هاد الحكي. انو ليش ما عم ترجعي تشتغلي؟ مو محرزة، قرّبوا الوراق يخلصوا. ما بعمل شي غير إنو بس عم بستنى. هاي شغلتي. يعني شلون العالم بفيقوا الصبح بروحوا على شغلهن برجعوا بناموا؟ أنا بشتغل بستنى! بفيق... بستنى. برجع بنام. برجع بفيق... بستنى. برجع بنام... وبس»).حتى تقول لها ابنتها التي تعرف عن أبيها ما يخبّئه عن سراب: «روحي، ماما، روحي شوفي حياتك. حرام كل ها الوقت اللي عم بتضيّعيه مشان حدا يمكن ما يكون ......
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673259
#الحوار_المتمدن
#حوا_بطواش القرار لمشاهدة حلقات مسلسل «مسافة أمان» (كتابة إيمان سعيد وإخراج الليث حجو) تطلّب مني الكثير من الشجاعة والإصرار لعلمي بأنه يحتاج إلى قلبٍ من حجر لتحمّل مشاهد العنف والتعذيب التي فاجأتني في المرة الأولى التي أردتُ مشاهدته، بعد شهر رمضان الماضي مباشرة فتوقّفتُ حالا قبل انتهاء الحلقة الأولى ولم أكمل. إلا أنني فوجئتُ هذه المرة، إذ قرّرتُ مشاهدة المسلسل قبيل شهر رمضان هذا العام، وفرحتُ أن تلك المشاهد التي لم أقدر على تحمّلها في الحلقة الأولى اختفت بعد ذلك وتحوّل المسلسل إلى عمل دراميّ، رومانسي، إجتماعي سار بطيئا جدا في حلقاته الأولى ثم تحوّل بعد ذلك إلى أحداثٍ مشوّقة جدا.يضمّ المسلسل شخصيات كثيرة، وبرأيي أكثر من اللازم، يتنقل بينها لتصوير معاناة السوريين الباقين في سوريا من آثار الحرب والدمار ماديّا ونفسيّا، يصوّر آمالهم وخيباتهم، رغباتهم ومخاوفهم، انعدام الثقة وتلك المسافة من الأمان التي تفرض نفسها بينهم وبين كل ما حولهم.شخصية سراب، التي تقوم بدورها كاريس بشار، تمثّل شخصية المرأة السورية الصّامدة، العنيدة، المتسلّطة، القويّة أمام الناس لكنها ضعيفة بداخلها، ملولة، وحيدة في ذلك الزمن الصعب إثر سفر زوجها إلى ألمانيا، تعيش على أمل لمّ الشمل عن قريب. («صار لي سنتين ونص بقول هاد الحكي. انو ليش ما عم ترجعي تشتغلي؟ مو محرزة، قرّبوا الوراق يخلصوا. ما بعمل شي غير إنو بس عم بستنى. هاي شغلتي. يعني شلون العالم بفيقوا الصبح بروحوا على شغلهن برجعوا بناموا؟ أنا بشتغل بستنى! بفيق... بستنى. برجع بنام. برجع بفيق... بستنى. برجع بنام... وبس»).حتى تقول لها ابنتها التي تعرف عن أبيها ما يخبّئه عن سراب: «روحي، ماما، روحي شوفي حياتك. حرام كل ها الوقت اللي عم بتضيّعيه مشان حدا يمكن ما يكون ......
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673259
الحوار المتمدن
حوا بطواش - «مسافة أمان» مساحة من الفرح والعذاب
حوا بطواش : وقفة مع الذات
#الحوار_المتمدن
#حوا_بطواش * كلام ع الماشيالمشي في الصّباح الباكر على شوارع القرية، عندما يبزغ نور الصباح الجديد مبدّدا ظلمة الليل ويولد النهار، هو تجربة فريدة لها سحرٌ خاصٌ لا يعرفه إلا القرويّون. البيوت المتراصّة مغلقة على أصحابها، ما تزال مستغرقة في النوم. لا صوت هنا إلا همسات الريح، ووقع خطواتي على أسفلت الشوارع. في هذه الأيام، أيام الحجر الصحي والعزلة البيتية، حيث الانفراد مع النفس أو العائلة، لا بد من وقفة مع الذات تفرضها عليك العزلة لإعادة التفكير في حياتنا وإعادة النظر فيما آلت إليه أحوالنا. تتوالى الأيام رتيبة، متشابهة، تتعاقب الشهور دون أن نشعر بقيمة الوقت الذي يمرّ ويولّي، تنقضي السّنون وفي ظنّنا أنّنا نركض وراء أحلامنا، ولا ندري أننا في الواقع نعيش قابعين في سجن أوهامنا.نعمل ونركض. نركض ونعمل. بلا توقّف. هكذا، ننجرف وراء الحياة. وفجأة، نجد أنفسنا أمام واقع لم نخطّط له، ولم نكن نتوقّعه على الإطلاق. سنواتٌ تمرّ دون أن نحسّ، ولا ندري: إلى أين نركض؟ لماذا نركض؟ وماذا نريد؟حياتنا تحوّلت إلى سلسلة لا متناهية من الضغوط والهموم، نعمل ونركض بين البيت والعمل، والعمل والبيت. لا شيء يبهجنا. لا شيء يلهمنا. لا محطة نقف عندها لنفكّر ونتأمّل أو حتى لنروّح عن أنفسنا.لا نعرف ماذا نريد حقا في هذه الحياة وإلى ما نطمح. نسير مع التيار. نقبل ما تعرض علينا الدنيا. نرتاح إلى حياة الراحة والركود، ننشغل بلقمة العيش. لا وقت نجده للتوقف ولا للتفكير، لا للحلم ولا للطموح. لا وقت نملكه حتى لإصلاح ما تعطّل في حياتنا. الوظائف اليومية، المشكلات الصغيرة، الضغوطات العملية، المهمات اللامتناهية، الهموم الحياتية... كلّها جاثمة على صدورنا كالصّخور.نحتاج أحيانا إلى هذه الوقفة مع الذّات، لنفكّر قليلا بأنفسنا، لنبحر عميقا في دواخلنا، ونسأل: هل هذه هي الحياة التي كنا نرغب ونحلم بها؟هل درسنا الموضوع الذي كنا نحبّه في الجامعة؟هل نعمل في الوظيفة التي كنا نريدها؟هل تزوجنا من الشخص الذي كنا نتمنّاه لأنفسنا؟هل نعيش حياة ذات معنى؟هل هي الحياة التي خطّطنا لها؟نكتشف أننا لم نكن نخطّط لشيء.نحتاج لوقتٍ مع أنفسنا، نهدأ فيه ونروق. هي وقفةٌ نفكّر فيها، نحلم ونخطّط، نستنشق هواءً نقيًّا يُجدّد طاقاتنا ويُنعش الرّوح. ومن يدري؟ ربما عندئذٍ يمكننا أن نفعل شيئًا جديدًا ومختلفًا لم نفعل مثله في حياتنا.نحتاج الصّدق مع الذات، فالصدق مع الذات هو الصدق مع الآخر. نحتاج أن نحمل رؤيتنا الخاصة بنا، رسالتنا الخاصة التي لا نشبه بها الآخرين، بل نشبه أنفسنا.نحتاج أن نعيش أحلامنا ونحقّق طموحاتنا ونعيش بما تمليه علينا رغباتنا، ونفكّر ضمن معتقداتنا وآرائنا ونمارس هواياتنا التي تدفع بنا نحو متعة الحياة. نحتاج إلى ما يشحن أنفسنا بالطاقة الإيجابية ويزوّدنا بالنشاط والحيوية كي نكمل رحلة الحياة الشّاقة بسهولة أكثر وفرحة أكبر.الحياة رحلةٌ قصيرة نعيشها، رحلة مؤقّتة، قبل أن نرحل وننتقل إلى الرحلة الأبدية. الحياة جميلة حين نراها بعين الأمل والتفاؤل، وتعيسة حين نراها بعين البؤس والتشاؤم.هناك من تجري أيامه بطيئة، متأنّية، يقتله الشعور بالرتابة، لا تفاصيل جديدة يقحمها بين ثنايا الأيام. وهناك من تجري أيامه مسرعة، متكرّرة. يحاول أن يبحث عن اللهفة في مكان ما كي يطلق ضحكة من القلب تعيد إليه التّوق إلى الحياة.ها هي الزهور تفتّحت لاستقبال الصباح، تصافح ضوء الشمس.أمشي وحدي على الشوارع، أتأمّل مستمتعة بكل شيء من حولي. زقزقة العصافير المغرّدة، نسيم الصّباح العليل الذي يهبّ على و ......
#وقفة
#الذات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675191
#الحوار_المتمدن
#حوا_بطواش * كلام ع الماشيالمشي في الصّباح الباكر على شوارع القرية، عندما يبزغ نور الصباح الجديد مبدّدا ظلمة الليل ويولد النهار، هو تجربة فريدة لها سحرٌ خاصٌ لا يعرفه إلا القرويّون. البيوت المتراصّة مغلقة على أصحابها، ما تزال مستغرقة في النوم. لا صوت هنا إلا همسات الريح، ووقع خطواتي على أسفلت الشوارع. في هذه الأيام، أيام الحجر الصحي والعزلة البيتية، حيث الانفراد مع النفس أو العائلة، لا بد من وقفة مع الذات تفرضها عليك العزلة لإعادة التفكير في حياتنا وإعادة النظر فيما آلت إليه أحوالنا. تتوالى الأيام رتيبة، متشابهة، تتعاقب الشهور دون أن نشعر بقيمة الوقت الذي يمرّ ويولّي، تنقضي السّنون وفي ظنّنا أنّنا نركض وراء أحلامنا، ولا ندري أننا في الواقع نعيش قابعين في سجن أوهامنا.نعمل ونركض. نركض ونعمل. بلا توقّف. هكذا، ننجرف وراء الحياة. وفجأة، نجد أنفسنا أمام واقع لم نخطّط له، ولم نكن نتوقّعه على الإطلاق. سنواتٌ تمرّ دون أن نحسّ، ولا ندري: إلى أين نركض؟ لماذا نركض؟ وماذا نريد؟حياتنا تحوّلت إلى سلسلة لا متناهية من الضغوط والهموم، نعمل ونركض بين البيت والعمل، والعمل والبيت. لا شيء يبهجنا. لا شيء يلهمنا. لا محطة نقف عندها لنفكّر ونتأمّل أو حتى لنروّح عن أنفسنا.لا نعرف ماذا نريد حقا في هذه الحياة وإلى ما نطمح. نسير مع التيار. نقبل ما تعرض علينا الدنيا. نرتاح إلى حياة الراحة والركود، ننشغل بلقمة العيش. لا وقت نجده للتوقف ولا للتفكير، لا للحلم ولا للطموح. لا وقت نملكه حتى لإصلاح ما تعطّل في حياتنا. الوظائف اليومية، المشكلات الصغيرة، الضغوطات العملية، المهمات اللامتناهية، الهموم الحياتية... كلّها جاثمة على صدورنا كالصّخور.نحتاج أحيانا إلى هذه الوقفة مع الذّات، لنفكّر قليلا بأنفسنا، لنبحر عميقا في دواخلنا، ونسأل: هل هذه هي الحياة التي كنا نرغب ونحلم بها؟هل درسنا الموضوع الذي كنا نحبّه في الجامعة؟هل نعمل في الوظيفة التي كنا نريدها؟هل تزوجنا من الشخص الذي كنا نتمنّاه لأنفسنا؟هل نعيش حياة ذات معنى؟هل هي الحياة التي خطّطنا لها؟نكتشف أننا لم نكن نخطّط لشيء.نحتاج لوقتٍ مع أنفسنا، نهدأ فيه ونروق. هي وقفةٌ نفكّر فيها، نحلم ونخطّط، نستنشق هواءً نقيًّا يُجدّد طاقاتنا ويُنعش الرّوح. ومن يدري؟ ربما عندئذٍ يمكننا أن نفعل شيئًا جديدًا ومختلفًا لم نفعل مثله في حياتنا.نحتاج الصّدق مع الذات، فالصدق مع الذات هو الصدق مع الآخر. نحتاج أن نحمل رؤيتنا الخاصة بنا، رسالتنا الخاصة التي لا نشبه بها الآخرين، بل نشبه أنفسنا.نحتاج أن نعيش أحلامنا ونحقّق طموحاتنا ونعيش بما تمليه علينا رغباتنا، ونفكّر ضمن معتقداتنا وآرائنا ونمارس هواياتنا التي تدفع بنا نحو متعة الحياة. نحتاج إلى ما يشحن أنفسنا بالطاقة الإيجابية ويزوّدنا بالنشاط والحيوية كي نكمل رحلة الحياة الشّاقة بسهولة أكثر وفرحة أكبر.الحياة رحلةٌ قصيرة نعيشها، رحلة مؤقّتة، قبل أن نرحل وننتقل إلى الرحلة الأبدية. الحياة جميلة حين نراها بعين الأمل والتفاؤل، وتعيسة حين نراها بعين البؤس والتشاؤم.هناك من تجري أيامه بطيئة، متأنّية، يقتله الشعور بالرتابة، لا تفاصيل جديدة يقحمها بين ثنايا الأيام. وهناك من تجري أيامه مسرعة، متكرّرة. يحاول أن يبحث عن اللهفة في مكان ما كي يطلق ضحكة من القلب تعيد إليه التّوق إلى الحياة.ها هي الزهور تفتّحت لاستقبال الصباح، تصافح ضوء الشمس.أمشي وحدي على الشوارع، أتأمّل مستمتعة بكل شيء من حولي. زقزقة العصافير المغرّدة، نسيم الصّباح العليل الذي يهبّ على و ......
#وقفة
#الذات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675191
الحوار المتمدن
حوا بطواش - وقفة مع الذات
حوا بطواش : اختيار
#الحوار_المتمدن
#حوا_بطواش * قصة من الحياةفي صباح يوم الجمعة الذي دخلتُ فيه إلى غرفته لترتيبها، ككل يوم جمعة، ولمحتُ مفكّرته السّميكة قرب مخدّته، على غير العادة، كنتُ، حقيقةً، في عجلة من أمري كي أنهي أعمال التنظيف في البيت بسرعة قصوى وأذهب للقاء تمارة، صديقتي من الجامعة، في المقهى الذي في مركز المدينة، في موعدنا في العاشرة والنصف. كان مُدهشا حقا أن أكتشف بأن زوجي... يحبّني.انتابتني الحيرة ولم أعرف ماذا أفعل. لكنني ذهبتُ إلى موعدي مع تمارة كأن شيئا لم يكن. أظن أنني، في تلك الأثناء، وحتى بعد ساعات وأيام، لم أصدّق بنفسي ما اكتشفته في تلك اللحظة. لكنّني أحسستُ بشعور فظيع أمام ذلك الاكتشاف. وبقيتُ لا أكلّمه بأكثر من صباح الخير خلال أسبوع كامل.لم يقل شيئا إزاء ذلك. لا بدّ أنه أحسّ بحدوث شيء ما، لكنه لم يتدخل كعادته. بل انتظر حتى أكون جاهزة لأخبره بنفسي.وبعد ظهر يوم الجمعة التالي، عندما جلسنا نشرب القهوة على شرفة غرفته، قلت: «بدي إسألك شي.»«تفضلي.» قال دون أن ينظر إليّ، وكأنّه لا يبالي بالسؤال الذي سيكسر الصّمت السائد بيننا طوال أسبوع.سألته بجدّية بالغة: «ليش تجوّزتني؟»لاحت علامات التعجّب على وجهه. قال: «شو ها السؤال؟»«وليش ما بدك تجاوب؟»«لإنك بتعرفي الجواب.»«لا، ما بعرف الجواب.»«إسا ما عدتِ تعرفي؟»«اللي ساويته معي إنت ما حدا بساويه.»«أنا بساويه وما خصني بحدا.»«طيب، قل لي ليش؟ ريّحني.»ردّ حانقا: «لإني أهبل! أوكي؟؟ أنا هيك مرتاح مع حالي. ارتحتِ إسا؟»لم أجِب بشيء. أشاح عني بوجهه، أخذ رشفة من فنجانه وحملق في اللاشيء. ثم غاص في حيرته وتدثّر بالصّمت. وبعد دقيقتين، قال متمتما، كأّنه يحدّث نفسه: «يا ريتك ضلّيتِ ساكتة.»ارتشفتُ من فنجاني ببطء وقلتُ بصوت يشي بالسّر: «أنا بعرف إنك بتحبني. مشان هيك تجوّزتني.» إلتفت إليّ متفاجئا وجفلت عيناه. لم يرُد بشيء وبقي جامدا في مكانه دقائق طويلة.ثم قال بنبرة هادئة: «أنا... مصدوم.»«مصدوم إني بعرف؟»«لا. إنك قريتِ مفكرتي.»ابتلعت ريقي، يبلّلني الخجل. «أنا... آسفة.» تمتمتُ. «بعرف إني ما كان لازم إقرا... بس... ما قدرت.»انغمس في التفكير وقد كست وجهه تكشيرة طيبة وامتقع لونه، ثم قال: «طيب.»«طيب شو؟»«إنسي.»* * *قصّة زواجنا أنا وماجد غريبة وعجيبة. لا أدري من أين أبدأ سردها. هل أبدأها من ذلك اللقاء الأول بيننا مصادفة على عتبة باب بيت صديقتي سارة؟ أم من ليلة هروبنا لنتزوج خطيفة؟ ربما الأفضل أن أبدأ من ذلك اليوم الأسود الذي لم أعُد من بعده كما كنتُ، ولم تعُد حياتي كما كانت من قبل إلى الأبد. يوم وفاة أبي. كنتُ حينها في السادسة عشرة من عمري. وردة في عزّ تفتّحها وإشراقها، وكنتُ مدلّلة أبي التي يغار منها الجميع، فقد كان يفخر بي لتفوّقي في الدراسة، وكانت أختي الأكبر مني بسنتين لا تخفي غيرتها مني بسبب ذلك، حتى إخوتي الثلاثة المتزوجين وزوجاتهم لم يخفوا غيرتهم وحقدهم تجاهي. كنت أرى ذلك دائما في نظراتهم. حيث كان أبي رجلا جبّارا وأبا متسلطا وقاسيا تجاههم. فقط معي كان حنونا ورقيقا وكان ذلك يثير أسوأ ما في نفوسهم. لكنني لم أكن أبالي بهم. كنت سعيدة باهتمام أبي واعتزازه بي.ثم صدمتُ بخبر وفاته، كما فعل الجميع. فقد تعرّض لجلطة دماغية ذات صباح وتوفي بعدها بساعات قليلة في المستشفى. وتغيّر كل شيء رأسًا على عقب.بين ليلة وضحاها أمسينا أنا وأختي وأمّي وحدنا بلا معيل، ولم يكن مسموحا لنا نحن البنات بالعمل، خاصة أننا من قرية صغيرة ونائية ......
#اختيار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676406
#الحوار_المتمدن
#حوا_بطواش * قصة من الحياةفي صباح يوم الجمعة الذي دخلتُ فيه إلى غرفته لترتيبها، ككل يوم جمعة، ولمحتُ مفكّرته السّميكة قرب مخدّته، على غير العادة، كنتُ، حقيقةً، في عجلة من أمري كي أنهي أعمال التنظيف في البيت بسرعة قصوى وأذهب للقاء تمارة، صديقتي من الجامعة، في المقهى الذي في مركز المدينة، في موعدنا في العاشرة والنصف. كان مُدهشا حقا أن أكتشف بأن زوجي... يحبّني.انتابتني الحيرة ولم أعرف ماذا أفعل. لكنني ذهبتُ إلى موعدي مع تمارة كأن شيئا لم يكن. أظن أنني، في تلك الأثناء، وحتى بعد ساعات وأيام، لم أصدّق بنفسي ما اكتشفته في تلك اللحظة. لكنّني أحسستُ بشعور فظيع أمام ذلك الاكتشاف. وبقيتُ لا أكلّمه بأكثر من صباح الخير خلال أسبوع كامل.لم يقل شيئا إزاء ذلك. لا بدّ أنه أحسّ بحدوث شيء ما، لكنه لم يتدخل كعادته. بل انتظر حتى أكون جاهزة لأخبره بنفسي.وبعد ظهر يوم الجمعة التالي، عندما جلسنا نشرب القهوة على شرفة غرفته، قلت: «بدي إسألك شي.»«تفضلي.» قال دون أن ينظر إليّ، وكأنّه لا يبالي بالسؤال الذي سيكسر الصّمت السائد بيننا طوال أسبوع.سألته بجدّية بالغة: «ليش تجوّزتني؟»لاحت علامات التعجّب على وجهه. قال: «شو ها السؤال؟»«وليش ما بدك تجاوب؟»«لإنك بتعرفي الجواب.»«لا، ما بعرف الجواب.»«إسا ما عدتِ تعرفي؟»«اللي ساويته معي إنت ما حدا بساويه.»«أنا بساويه وما خصني بحدا.»«طيب، قل لي ليش؟ ريّحني.»ردّ حانقا: «لإني أهبل! أوكي؟؟ أنا هيك مرتاح مع حالي. ارتحتِ إسا؟»لم أجِب بشيء. أشاح عني بوجهه، أخذ رشفة من فنجانه وحملق في اللاشيء. ثم غاص في حيرته وتدثّر بالصّمت. وبعد دقيقتين، قال متمتما، كأّنه يحدّث نفسه: «يا ريتك ضلّيتِ ساكتة.»ارتشفتُ من فنجاني ببطء وقلتُ بصوت يشي بالسّر: «أنا بعرف إنك بتحبني. مشان هيك تجوّزتني.» إلتفت إليّ متفاجئا وجفلت عيناه. لم يرُد بشيء وبقي جامدا في مكانه دقائق طويلة.ثم قال بنبرة هادئة: «أنا... مصدوم.»«مصدوم إني بعرف؟»«لا. إنك قريتِ مفكرتي.»ابتلعت ريقي، يبلّلني الخجل. «أنا... آسفة.» تمتمتُ. «بعرف إني ما كان لازم إقرا... بس... ما قدرت.»انغمس في التفكير وقد كست وجهه تكشيرة طيبة وامتقع لونه، ثم قال: «طيب.»«طيب شو؟»«إنسي.»* * *قصّة زواجنا أنا وماجد غريبة وعجيبة. لا أدري من أين أبدأ سردها. هل أبدأها من ذلك اللقاء الأول بيننا مصادفة على عتبة باب بيت صديقتي سارة؟ أم من ليلة هروبنا لنتزوج خطيفة؟ ربما الأفضل أن أبدأ من ذلك اليوم الأسود الذي لم أعُد من بعده كما كنتُ، ولم تعُد حياتي كما كانت من قبل إلى الأبد. يوم وفاة أبي. كنتُ حينها في السادسة عشرة من عمري. وردة في عزّ تفتّحها وإشراقها، وكنتُ مدلّلة أبي التي يغار منها الجميع، فقد كان يفخر بي لتفوّقي في الدراسة، وكانت أختي الأكبر مني بسنتين لا تخفي غيرتها مني بسبب ذلك، حتى إخوتي الثلاثة المتزوجين وزوجاتهم لم يخفوا غيرتهم وحقدهم تجاهي. كنت أرى ذلك دائما في نظراتهم. حيث كان أبي رجلا جبّارا وأبا متسلطا وقاسيا تجاههم. فقط معي كان حنونا ورقيقا وكان ذلك يثير أسوأ ما في نفوسهم. لكنني لم أكن أبالي بهم. كنت سعيدة باهتمام أبي واعتزازه بي.ثم صدمتُ بخبر وفاته، كما فعل الجميع. فقد تعرّض لجلطة دماغية ذات صباح وتوفي بعدها بساعات قليلة في المستشفى. وتغيّر كل شيء رأسًا على عقب.بين ليلة وضحاها أمسينا أنا وأختي وأمّي وحدنا بلا معيل، ولم يكن مسموحا لنا نحن البنات بالعمل، خاصة أننا من قرية صغيرة ونائية ......
#اختيار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676406
الحوار المتمدن
حوا بطواش - اختيار