رائد الحواري : الأمنية وأثرها في قصيدة -رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍ- كميل أبو حنيش
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري الأمنية وأثرها في قصيدة "رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍ"كميل أبو حنيشدائما الأماني تشعر صاحبها بالفرح، لعدة اسباب، منها أنها متعلقة بالمستقبل، بما يسعى/يرغب بتحقيقه، والأمنة تمثل انتقال من حالة سلبية أو عادية إلى حالة جيدة وممتازة، بمعنى أن الأمنة تتعلق برغبة/بحاجة/بهدف قادم، من هنا ستنعكس جمالية/هدوء/خير هذه الأمنة على الألفاظ، يفتتح الشاعر القصيدة بقوله:" رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍعلى شُرفةِ الانتظارِ الطّويلِسنصهلُ شوقاً لأيامِنا الآتياتِنُغنّي لأحلامِنا المترعاتِ بعشقِ الحياةِلعلَّ الزّمانَ يصحو و ينصفُ أشواقنارُبّما عِندَها سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍو نبرحُ هذا المكانَ العليلَ" نلاحظ أن تركيبة الأبيات جاءت ناعمة وهادئة، وكذلك الألفاظ والحروف: "ربما، نرجع (مكررة)، قريب، شرفة، سنصهل، شوقا، لأيامنا، الآتيات، نغني، لأحلامنا، المترعات، بعشق، الحياة، لعل، يصحو، ينصف، أشواقنا، قريب، ونبرح" كلها تنسجم معا في خدمة الأمنية، فبياض الأمنة انعكس على الألفاظ التي ستحول حياة الشاعر السلبة/القاسية إلى إيجابية/الفرحة، بحيث استخدم لفظ "نبرح/ العليل" الناعم كتعبير عن حالته القاسية، كما أن كثرة استخدام حروف التمني "ربما (مكررة)، لعل" لها أثر واضحة في هدوء القصيدة ونعومتها. بعدها يدخلنا الشاعر إلى واقعه وما يعانيه من الم: "نغادرهُ دونَ أيّ مِتاعٍلأنَّ المتاعَ الزّهيدَ سيبقى يُذكّرُناباللّيالي الثِّقالِ و آمالُنا المتعباتِو نرجِعُ للأمهاتٍ نعانقُ فيهنَّوهجَ الآباءِ و نشربُ مِن بينِ أيديهِنَّدلالَ الطُّفولةِ و الهدهداتِعلى شُرفةِ الانتظارِ الجّليلِفرغم أن واقع الأسر في سجون الاحتلال فيه من القسوة ما لا يطاق، إلا أن الشاعر تناول هذه القسوة بألفاظ (مخففة) لا تتناسب وحجم الألم الذي يمر فيه: "دون، الزهيد، الثقال، بالليالي، المتعبات" وهذا يعود إلى وجود الأمنية، الحياة السوية التي ستأتي، واللافت في هذا المقطع تحوله الإيجابي بعد ذكر الأم: "نعانق، وهج، نشرب، دلال، الطفولة، والهدهدات، شرفة، الجليل" كما أن معنى لفظ "الهدهدات" وتكرار حرفي الهاء والدال فيه يشير إلى العاطفة المتقدة في الشاعر وحاجته لأمه.وقبل أن نغادر المقطع ننوه إلى استخدام صيغة الجمع في الأمهات: "نعانق فيهن، بين أيديهن" وليس المفردة، علما بأن الأم تأخذ الصفة الخاصة/المفردة، واعتقد أن هذا الجمع جاء من خلال واقع الأسر ومشاهدة الشاعر لأمهات الأسرى وهن ينثرن حنانهن على الكل دون استثناء، فهناك أمهات كرسن أنفسهن ليقمن بدور الأم للأسرى اللذين فقدوا أمهاتهم، أو للذين لا يستطعن امهاتهم زيارتهم كأسرى الدوريات، ممن يعيش أهلهم خارج فلسطين.أما كيفية التصرف/السلوك بعد التحرير والانعتاق من قيد الاحتلال: "سنرنو بعيداً بكلِّ الجِّهاتِنُحدِّقُ وسطَ الضَّبابِ الكثيفِفقد يتراءى لنا في الضبابِوجوهاً لأحبابِنا الغائبينَالّذينَ تأخرَ موعدُهمفي المجيء لهذا الوجودِو نروي لأولادِنا القابعينَبرحمِ الزّمانِ بأنّا حلُمناإنجابهم و لو في الخريفِ مِنَ العُمرِسنلهو و نَكبَرُ معهمُ لأنّا كَبُرناقُبيلَ الأوانِ و لما نواصلألعابنا في الطّفولةِ ... و الأمسياتِعلى شرفةِ الانتظارِ الجّميلِ"بداية هناك سفر وتنقل كثير وواسع، يُعبر فيه عما فقده الشاعر من حرية الحركة/السفر: "سنرنو بكل الجهات، نحدق" فالحاجة الملحة تكمن في الابتعاد عن السجن والتقرب من أماكن أخرى، ومن ثم "يحدق في الضباب" يستوقفنا هذ ......
#الأمنية
#وأثرها
#قصيدة
#-رُبّما
#سوفَ
#نرجِعُ
#عمّا
#قريبٍ-
#كميل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716402
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري الأمنية وأثرها في قصيدة "رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍ"كميل أبو حنيشدائما الأماني تشعر صاحبها بالفرح، لعدة اسباب، منها أنها متعلقة بالمستقبل، بما يسعى/يرغب بتحقيقه، والأمنة تمثل انتقال من حالة سلبية أو عادية إلى حالة جيدة وممتازة، بمعنى أن الأمنة تتعلق برغبة/بحاجة/بهدف قادم، من هنا ستنعكس جمالية/هدوء/خير هذه الأمنة على الألفاظ، يفتتح الشاعر القصيدة بقوله:" رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍعلى شُرفةِ الانتظارِ الطّويلِسنصهلُ شوقاً لأيامِنا الآتياتِنُغنّي لأحلامِنا المترعاتِ بعشقِ الحياةِلعلَّ الزّمانَ يصحو و ينصفُ أشواقنارُبّما عِندَها سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍو نبرحُ هذا المكانَ العليلَ" نلاحظ أن تركيبة الأبيات جاءت ناعمة وهادئة، وكذلك الألفاظ والحروف: "ربما، نرجع (مكررة)، قريب، شرفة، سنصهل، شوقا، لأيامنا، الآتيات، نغني، لأحلامنا، المترعات، بعشق، الحياة، لعل، يصحو، ينصف، أشواقنا، قريب، ونبرح" كلها تنسجم معا في خدمة الأمنية، فبياض الأمنة انعكس على الألفاظ التي ستحول حياة الشاعر السلبة/القاسية إلى إيجابية/الفرحة، بحيث استخدم لفظ "نبرح/ العليل" الناعم كتعبير عن حالته القاسية، كما أن كثرة استخدام حروف التمني "ربما (مكررة)، لعل" لها أثر واضحة في هدوء القصيدة ونعومتها. بعدها يدخلنا الشاعر إلى واقعه وما يعانيه من الم: "نغادرهُ دونَ أيّ مِتاعٍلأنَّ المتاعَ الزّهيدَ سيبقى يُذكّرُناباللّيالي الثِّقالِ و آمالُنا المتعباتِو نرجِعُ للأمهاتٍ نعانقُ فيهنَّوهجَ الآباءِ و نشربُ مِن بينِ أيديهِنَّدلالَ الطُّفولةِ و الهدهداتِعلى شُرفةِ الانتظارِ الجّليلِفرغم أن واقع الأسر في سجون الاحتلال فيه من القسوة ما لا يطاق، إلا أن الشاعر تناول هذه القسوة بألفاظ (مخففة) لا تتناسب وحجم الألم الذي يمر فيه: "دون، الزهيد، الثقال، بالليالي، المتعبات" وهذا يعود إلى وجود الأمنية، الحياة السوية التي ستأتي، واللافت في هذا المقطع تحوله الإيجابي بعد ذكر الأم: "نعانق، وهج، نشرب، دلال، الطفولة، والهدهدات، شرفة، الجليل" كما أن معنى لفظ "الهدهدات" وتكرار حرفي الهاء والدال فيه يشير إلى العاطفة المتقدة في الشاعر وحاجته لأمه.وقبل أن نغادر المقطع ننوه إلى استخدام صيغة الجمع في الأمهات: "نعانق فيهن، بين أيديهن" وليس المفردة، علما بأن الأم تأخذ الصفة الخاصة/المفردة، واعتقد أن هذا الجمع جاء من خلال واقع الأسر ومشاهدة الشاعر لأمهات الأسرى وهن ينثرن حنانهن على الكل دون استثناء، فهناك أمهات كرسن أنفسهن ليقمن بدور الأم للأسرى اللذين فقدوا أمهاتهم، أو للذين لا يستطعن امهاتهم زيارتهم كأسرى الدوريات، ممن يعيش أهلهم خارج فلسطين.أما كيفية التصرف/السلوك بعد التحرير والانعتاق من قيد الاحتلال: "سنرنو بعيداً بكلِّ الجِّهاتِنُحدِّقُ وسطَ الضَّبابِ الكثيفِفقد يتراءى لنا في الضبابِوجوهاً لأحبابِنا الغائبينَالّذينَ تأخرَ موعدُهمفي المجيء لهذا الوجودِو نروي لأولادِنا القابعينَبرحمِ الزّمانِ بأنّا حلُمناإنجابهم و لو في الخريفِ مِنَ العُمرِسنلهو و نَكبَرُ معهمُ لأنّا كَبُرناقُبيلَ الأوانِ و لما نواصلألعابنا في الطّفولةِ ... و الأمسياتِعلى شرفةِ الانتظارِ الجّميلِ"بداية هناك سفر وتنقل كثير وواسع، يُعبر فيه عما فقده الشاعر من حرية الحركة/السفر: "سنرنو بكل الجهات، نحدق" فالحاجة الملحة تكمن في الابتعاد عن السجن والتقرب من أماكن أخرى، ومن ثم "يحدق في الضباب" يستوقفنا هذ ......
#الأمنية
#وأثرها
#قصيدة
#-رُبّما
#سوفَ
#نرجِعُ
#عمّا
#قريبٍ-
#كميل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716402
الحوار المتمدن
رائد الحواري - الأمنية وأثرها في قصيدة -رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍ- كميل أبو حنيش