الحوار المتمدن
3.08K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نعيم إيليا : دَوّامةُ النَّهرِ الكبير 7
#الحوار_المتمدن
#نعيم_إيليا تزوجت لميا (س) والسين علامة المجهول. كان (سين) أوَّلَ رجل ناضج مهيَّأ للزواج يتقدم إليها طالباً يدها. ماذا كان اسمه؟ لست أدري! لم أسأل أحداً عن اسمه لأعلم ما اسمه. لميا لم تذكر لي اسمَه يوم حكمت عليَّ بفراقها المؤبَّد. وأنا؛ لأني كرهت أن أعرف اسمه كما كرهت أن أسمع لميا تتلفَّظ به، لم أسألها ما اسمه. لميا كانت حدثتني عنه بعجالة في لقائنا الأخير: ذكرت لي أنه طبيب متخصص بمعالجة أمراض القلب، ذكرت لي أنه متخرج من إحدى جامعات لندن، ذكرت لي أنَّ له قرابةً بعيدة بأمِّها، ذكرت لي أنه شخصية تجمّلها صفاتٌ، أخلاق، شمائل. ولم يفتها وهي تعدد شمائله، أخلاقه، صفاته النفسية، أن تمتدحها بأناقة وإعجاب دون مراعاة منها لشعوري، وذكرت لي منبته، مسقط رأسه. وهي مذ ذكرت لي منبته، أنه مدينة الشام، بِتُّ أكره الشام المدينة. بتّ أكره التلفظ باسم هذه المدينة القبيحة. غدوت كلما ذكرت الشام على مسمع مني أحس في الحشا من ذكرها وخزاً موجعاً. وما زلت أتحاشى ذكر اسمها إلا اضطراراً، وما زلت أيضاً أتحاشى زيارة عمي إدمون فيها. عمي إدمون، والشيء بالشيء يُذكَر، بعد تخرجه من كلية الصيدلة، وانتهاء خدمته العسكرية، فتح صيدلية في حي القَصَّاع في وسط هذه المدينة القبيحة التي كرهتها، دون أن يكترث بمعارضة والدي وعمتي أنطونيا، واقتنى داراً عتيقة آيلة إلى السقوط في حي باب توما القديم بقرب كنيسة حنانيا فأصلحها، ثم سكنها من بعد إصلاحها مع زوجته الشامية التي ستنجب له ابنين وابنتين لن تكون لي بهم صلة متينة حميمة كالتي لي بأبناء عمتي أنطونيا، وبأبناء خالي عازار، وخالتي فيوليت. بيد أنها مع كل هذا الذي كانت ذكرته لي… مع كل هذا الذي كانت حدثتني به عنه وامتدحته فيه، لم يجرِ اسمُه على لسانها. وقد حسناً فعلت لميا حين لم تذكر لي اسمه. وإني إذ أستحسن فعلها أن أغفلت ذكر اسمه، لا يذهب بي الظن أبداً إلى أنها إنما عن (عمد) لم تذكر لي اسمه. إن ظناً كهذا الظن بفعلها لا يمكن أن يجول في ذهني أو في صدري ألبتة. إذ ما الذي كان له أن يرغم لميا على أن (تتعمّد) ألا تذكر لي اسمه؟ أوَكانت تدري أن ذكر اسمه سيوقد مرجل غِلّي – مثلاً- فآثرت الحيطة والحذر رفقاً بي؟ كلا، إن هذا لأبعد ما يمكن أن يكون سبباً لئلا تنطق باسمه. لميا لم تكن تدري بأنها لو تنطق باسمه فإن نطقها به سيوقد مرجل غلّي، وسيكون له في نفسي تأثير موجع كتأثير القرحة التي لا تندمل. وأنا أملك الدليل على ذلك. لست أفتقد الدليل على أنها لم تكن تدري بذلك. فلميا حين نوّهت لي ببعض شمائله وصفاته وأخلاقه، وراحت بلا مواربة توغل في مدحها على مسمع مني، لم تراع شعوري. فلماذا لم تراع شعوري حين راحت تمتدح صفاته أمامي، إن كانت (تدري) أن امتداحها، يؤذيني ويوقد مرجل غلّي؟ ألكي تنتقم مني؟ ولكني ما كنتُ اقترفت ذنباً يسوّغ أن تنتقم مني.. ألكي تفجر بركان الغيرة في نفسي؟ ولكن المرأة لا تستهدف تفجير الغيرة في نفس رجل قد عزمت عزماً أكيداً على هجره إلى رجل آخر. إذن، فما دام الانتقام، وما دام تفجير الغيرة، ليسا الباعثين اللذين دفعاها إلى أن تمتدح صفاته وشمائله، فأي باعث هو هذا الذي دفعها إلى ذلك؟ هل كان ثمة باعث آخر لديها غير أنها لم تكن (تدري) أن مديح صفاته يجرح مشاعري، ويوقد مرجل غلّي؟لا أظن!فإن ظننت بإمكان وجود باعث آخر لديها غير أنها لم تكن تدري، فإني لن أستطيع أن أعيّنه. وما لا أستطيع أن أعيّنه، هو عندي بحكم الشيء الذي لا وجود له. فينتج من ذلك أنَّ لميا لو كانت تدري بحق أن مديحها لشمائله وصفاته، سيجرح مشاعري.. سيجلب لي ثاقباً من ألم، فإ ......
َوّامةُ
#النَّهرِ
#الكبير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723986