الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ياسين المصري : شهوة الكلام ونشوة التباهي
#الحوار_المتمدن
#ياسين_المصري تصوَّر لو كنت تعيش مع شخص ما تحت سقف واحد أو أنه زميلك في العمل أو جارك في السكن أو غير ذلك مِمَّن يتحتَّم عليك أن تلتقي بهم عدة مرات في اليوم، وتتعامل معهم بشكل أو بآخر، وأن هذا الشخص لديه خصال وتصرفات غريبة، وأحيانًا شاذة، فتراه يتكلم كثيرًا، (يرغى ويلت ويعجن) فى الكلام، ويهتم دائمًا بتوافه الأمور ويدسَّ أنفه ولسانه في ما لا يعنيه، ويخوض في خصوصيات الناس!. وقد لا يقتصر الأمر على إصابته بشهوة الكلام وحدها، بل يصاب أيضًا بنشوة التباهي وسحر الكلمات، بما يزعم باستمرار أنه فعله أو لم يفعله، ويدخِل فيه تعقيدات كلامية كثيرة من بنات أفكاره، فلا تستطيع كما لا يستطيع أحد انتزاع معلومة مفيدة أو كاملة أو اسْتِيحاء عبرة ما أو إلهامًا معينًا من كلامه، ويقتضي ذلك منك ومن السامعين إلى جانب عناء الاستماع، مزيدًا من عناء التساؤلات والبحث عن التفاصيل وتضييع الوقت. يتطرَّق بالكلام فيما يعرف وفيما لا يعرف وكأنه مفروض عليه. ولأنه لا يعرف الصمت، فإنه ينتقل من موضوع إلى آخر ومن رواية إلى أخرى دون توقف ودون أن تكون هناك رابطة بينها. وفي أثناء كلامه، لا يلتفت لما تقوله له، قد يتوقف قليلا عن الكلام ليواصل الكلام، ويأخذ من كلامك أو كلام غيرك ما يفسره تبعًا لتصوراته الشخصية وطبيعته النفسية، ويضيف إليه تكهنات وتصورات إضافية من بنات أفكاره. يحكي روايات تافهة كثيرة عن نفسه وعن أسرته وعن الآخرين، ويروِي أحداثًا وقعت ولم تقع لنفسه ولغيره في الماضي والحاضر، ويعيد تكرار نفس الحكايات والروايات مرارًا، مع الإضافة والنقصان، وكأنه يحكيها لأول مرة، ويحاول تجميلها بابتسامات وضحكات شديدة السذاجة، وخيلاء منقطع النظير.. وتبلغ به البلادة أنه لا يهتم برأي الآخرين وما يقولونه عنه أو ما يفعلونه معه، بل يهتم فقط بنظرته الخاصة للحياة وللآخرين، والإفراغ الوقتي لمحتوى نظرته الذي يتكدَّس بصورة فوضوية في عقله ويؤرقه طول الوقت!، وعندما ينتهي من الإفراغ الكلامي يغادر المجلس بأريحية شديدة، وكأنه حقق نصرًا مظفَّرًا!الذين تضطرهم الظروف للعيش مع شخص كهذا، يهربون منه بعد حين، والذين لا يعيشون معه قد يشعرون معه بارتياح مؤقت، على أساس أنه مادة للتسلية والتغلب على الملل، وهو من ناحيتة يبتهج كثيرا عندما يتواجد مع مجموعة من الناس، ومن المفضل أن يكون فيهم سيدات أو من السيدات وحدهن، حتى لا يضيع سدًا اعتناؤه بوجه وهيئة شعره حيث تتركز الأنظار، أما لسان فهو فقط لهدير الكلام، لذلك تراه مغرمًا بالبحث الدائم عن أشخاص جدُد ليتباهى بمعرفتهم ويكلمهم ولا يتكلم معهم، ويحكي لهم ويفتن وينِمُّ عليهم وبهم، ويغتاب الغير أمامهم ويغتابهم أمام الغير… وهكذا!!، يزعم أن له أصدقاء كثر ومعارف لا يحصي عددهم، ولكنك تراه وحيدًا في حياته، وحيدًا في أفكاره!هذا الشخص يخاف من استبعاد الناس له وعزلتهم عنه، لذلك يحاول ترويض الآخرين ولفت أنظارهم إليه باتباع أساليب إزعاج بدائية، بل وغبيَّة أحيانًا. يصرُّ على إزعاجك كلما سنحت له الفرصة لأن في الإزعاج سعادته الشخصية، ويجد نفسه مدفوعًا للإتيان بأفعال شاذة تجاهك، كأن يعمد مثلًا إلى تشغيل جهاز ”الاستريو“ بصوت مرتفع وموسيقي صاخبة. إلى هنا والأمر معتاد من الحمقى والمغفلين، ويمكنك اتخاذ موقف حياله، كأن تطلب منه خفض الصوت أو تخفضه بنفسك أو تطلب له الشرطة لتفعل ذلة، ولكن الشيء الغريب حقا ويدل على التخلف العقلي، هو أن يأتي إليك ليسألك عن مصدر هذا الصوت المزعج، لأن سمْعَه قليل ونظَرَه ضعيف، ولا يقدر على تحديد اتجاه المصدر الذي يأتي منه!ما هي مشكلة هذا الشخص؟ ولماذا يفعل ذلك وغيره؟***<br ......
#شهوة
#الكلام
#ونشوة
#التباهي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720919