احمد جمعة : الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد 6
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة 2011حشد يعقوب غضبه كله وصبه على القارب المركون بمحاذاة الساحل فهشم واجهته وصب الزيت عليه وأشعل النار فيه ثم انسحب تاركاً كتلة من الدخان الأسود تتصاعد في الجو، كان يعرف ان هذا القارب يعود إلى أحد الأشخاص كان قد استغل خاله ووظفه في صيانته على مدى شهور ثم تركه ولم يدفع له أجرته، أثرت فيه الأحداث وصعدت من سخطه على كل شيء وجعلته يسلخ جلده الناعم الوديع الذي كان عليه من قبل بعكس شقيقه حمد، وتتملكه روح الانتقام مع تلاحق موجات العنفوان التي ألمت بالجميع خلال الشهور الأخيرة وجعلتهم يفرطون في عواطفهم ولا يبالون برد فعل من الآخر، كانوا ينسلخون تدريجياً من حالاتهم الاسترخائية المستسلمة والتي كانت في حالة من السلبية، كان إشعال الحريق في القارب تعبير عن الغضب ليس فقط من مالك القارب بقدر ما هو رد فعل على احتقانه السياسي الذي ولدته شهور من تحمل الأحداث الجارية التي ولدت وكان خلالها هو وغالبية السكان متفرجين على ما يحدث، فيما الطرف الآخر يستدرج الأحداث ويسعى للاستفزاز من وجهة نظر الجماعة التي ينتمي إليها يعقوب، كان تصاعد الدخان من القارب على الساحل قد أفرغ نوبة الغضب من نفسه، شعر بذلك وهو يغادر المكان فيما توالت الجموع وأحاطت بالمكان وتبادلت الجدل حول من أشعل النار في القارب، شكك البعض في قيام مجموعة من المعارضين بالتعرض للقارب انتقاماً طائفياً، فيما كان يعقوب يتمدد في المقهى الشعبي حين وصلته أنباء القارب المحترق، أطلق تنهيدة وتنفس الصعداء ولكنه أحس بخيبة أمل حينما ربط الموضوع بالطائفة الأخرى، كان يود لو اعترف وقال أنا ليرضى شعوره الحسي بالسخط الذي اكتنفه وهو يرى استغلال مالك القارب لخاله. كان هذا هو حال الجميع، محتقني العاطفة، مشدودين للانتقام وممسوسين بالسخط والروح العدائية تجاه الآخر، وقد زادت من هذه المشاعر ما رافق إعلان حالة الطوارئ من تباين في الأحاسيس بعدما تكشف للبعض تداعيات صاحبت الشائعات التي كانت أشبه بسحابة ضخمة مقيتة تحلق على رؤوس الجميع، حينما انتهى من لعق غضبه الداخلي وخدر جسمه بكمية التبغ الصارم الذي دخنه من خلال الشيشة، نزع عنه الشعور بالحيرة وانفرجت أساريره لدى تذكر أن خاله في الدار فأسرع بدفع فاتورته وهرول لسيارته، انطلق نحو المنزل وهو بحالة يحرضه شغفه الهائل على تأمل الخال وسماع صوته، يحتويه شعور من كانت تفصله عنه سنين طويلة حيث طاف بخياله وجهه القاسي بعمقه السحيق وتضاريسه الجامدة وما ينم عنه من طلاسم تستعصي قراءتها، حنين متدفق يرافقه وهو بطريقه للدار للوصول بأسرع مما تحمله السيارة القديمة وهى تطوي الشارع، يطغى صوت محركها كأنه سيتفكك في الحال، كان الهواء الدافئ يلفح وجهه من خلال النافذة المفتوحة، فيما تنبعث منه رائحة الشيشة الناتجة عن تلك الكثافة الهائلة من الدخان بداخل المقهى، مرت من حوله عدة سيارات على الطريق أطلق بعض سواقها العنان لصوت مذياع السيارة تنبعث منه الأخبار والتعليقات في ضوء الحالة العامة الناتجة عن إعلان حالة الطوارئ مع ردود أفعال متباينة شملت الجميع، بين خوف وغموض وشكوك، ساد الطريق خمول برغم تزاحم السيارات والمارة، وامتلأت السوبرماركات والدكاكين الصغيرة في الأحياء التي يديرها الآسيويون بالزبائن وكأن الدنيا نهاية العالم، إذ تدفق المشترون على المواد الغذائية رغم أن الفترة هي منتصف الشهر وعادة ما تنقص حالة التسوق لدى غالبية السكان إلا أن الظرف الاستثنائي قد فرض شروطه على المناخ العام في البلد.المسافة بين الشارع العام ومنزل الخال كانت قصيرة لكنها بدت ليعقوب كأنها دهر على بلوغ الدار، شعور غريب اجتاحه للرجل فجأة نم عن ......
#الخراف
#الضالة
#رواية-
#القائمة
#الطويلة
#لجائزة
#الشيخ
#زايد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714388
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة 2011حشد يعقوب غضبه كله وصبه على القارب المركون بمحاذاة الساحل فهشم واجهته وصب الزيت عليه وأشعل النار فيه ثم انسحب تاركاً كتلة من الدخان الأسود تتصاعد في الجو، كان يعرف ان هذا القارب يعود إلى أحد الأشخاص كان قد استغل خاله ووظفه في صيانته على مدى شهور ثم تركه ولم يدفع له أجرته، أثرت فيه الأحداث وصعدت من سخطه على كل شيء وجعلته يسلخ جلده الناعم الوديع الذي كان عليه من قبل بعكس شقيقه حمد، وتتملكه روح الانتقام مع تلاحق موجات العنفوان التي ألمت بالجميع خلال الشهور الأخيرة وجعلتهم يفرطون في عواطفهم ولا يبالون برد فعل من الآخر، كانوا ينسلخون تدريجياً من حالاتهم الاسترخائية المستسلمة والتي كانت في حالة من السلبية، كان إشعال الحريق في القارب تعبير عن الغضب ليس فقط من مالك القارب بقدر ما هو رد فعل على احتقانه السياسي الذي ولدته شهور من تحمل الأحداث الجارية التي ولدت وكان خلالها هو وغالبية السكان متفرجين على ما يحدث، فيما الطرف الآخر يستدرج الأحداث ويسعى للاستفزاز من وجهة نظر الجماعة التي ينتمي إليها يعقوب، كان تصاعد الدخان من القارب على الساحل قد أفرغ نوبة الغضب من نفسه، شعر بذلك وهو يغادر المكان فيما توالت الجموع وأحاطت بالمكان وتبادلت الجدل حول من أشعل النار في القارب، شكك البعض في قيام مجموعة من المعارضين بالتعرض للقارب انتقاماً طائفياً، فيما كان يعقوب يتمدد في المقهى الشعبي حين وصلته أنباء القارب المحترق، أطلق تنهيدة وتنفس الصعداء ولكنه أحس بخيبة أمل حينما ربط الموضوع بالطائفة الأخرى، كان يود لو اعترف وقال أنا ليرضى شعوره الحسي بالسخط الذي اكتنفه وهو يرى استغلال مالك القارب لخاله. كان هذا هو حال الجميع، محتقني العاطفة، مشدودين للانتقام وممسوسين بالسخط والروح العدائية تجاه الآخر، وقد زادت من هذه المشاعر ما رافق إعلان حالة الطوارئ من تباين في الأحاسيس بعدما تكشف للبعض تداعيات صاحبت الشائعات التي كانت أشبه بسحابة ضخمة مقيتة تحلق على رؤوس الجميع، حينما انتهى من لعق غضبه الداخلي وخدر جسمه بكمية التبغ الصارم الذي دخنه من خلال الشيشة، نزع عنه الشعور بالحيرة وانفرجت أساريره لدى تذكر أن خاله في الدار فأسرع بدفع فاتورته وهرول لسيارته، انطلق نحو المنزل وهو بحالة يحرضه شغفه الهائل على تأمل الخال وسماع صوته، يحتويه شعور من كانت تفصله عنه سنين طويلة حيث طاف بخياله وجهه القاسي بعمقه السحيق وتضاريسه الجامدة وما ينم عنه من طلاسم تستعصي قراءتها، حنين متدفق يرافقه وهو بطريقه للدار للوصول بأسرع مما تحمله السيارة القديمة وهى تطوي الشارع، يطغى صوت محركها كأنه سيتفكك في الحال، كان الهواء الدافئ يلفح وجهه من خلال النافذة المفتوحة، فيما تنبعث منه رائحة الشيشة الناتجة عن تلك الكثافة الهائلة من الدخان بداخل المقهى، مرت من حوله عدة سيارات على الطريق أطلق بعض سواقها العنان لصوت مذياع السيارة تنبعث منه الأخبار والتعليقات في ضوء الحالة العامة الناتجة عن إعلان حالة الطوارئ مع ردود أفعال متباينة شملت الجميع، بين خوف وغموض وشكوك، ساد الطريق خمول برغم تزاحم السيارات والمارة، وامتلأت السوبرماركات والدكاكين الصغيرة في الأحياء التي يديرها الآسيويون بالزبائن وكأن الدنيا نهاية العالم، إذ تدفق المشترون على المواد الغذائية رغم أن الفترة هي منتصف الشهر وعادة ما تنقص حالة التسوق لدى غالبية السكان إلا أن الظرف الاستثنائي قد فرض شروطه على المناخ العام في البلد.المسافة بين الشارع العام ومنزل الخال كانت قصيرة لكنها بدت ليعقوب كأنها دهر على بلوغ الدار، شعور غريب اجتاحه للرجل فجأة نم عن ......
#الخراف
#الضالة
#رواية-
#القائمة
#الطويلة
#لجائزة
#الشيخ
#زايد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714388
الحوار المتمدن
احمد جمعة - الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (6)
احمد جمعة : الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد 7
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة خلعت زهرة حجابها الخفيف الذي بالكاد يخفي تخوم شعرها الأسود من الأمام وأسدلت ستارة نافذة غرفتها المطلة على الطريق الضيق الفاصل بين ممرين ينعطفان على سلسلة من المنازل المرصوصة بداخل الحي القديم بسترة لتتجنب سماع الأصوات المفزوعة والمضطربة التي تتداخل مع أصوات الطلقات النارية وفرقعات مسيلات الدموع التي ظلت تتوالى طوال اليومين والليلتين الماضيتين، تسمرت أمام المرآة جاحظة العينين ساهمة النظرات يطبق عليها الوجوم وهي تتأمل شعرها المسدول، ينتابها حدس مخيف يوغل فيها رغبة جامحة بصبغ شعرها إلى اللون البرونزي كالذي تأملته قبل قليل في إحدى المجلات الأجنبية لتغطي بذلك على حالتها النفسية المضطربة، يخامرها شعور مبطن بأن اللون الجديد سينزع عنها حالة الكآبة الشديدة التي سببتها الأصوات المتداخلة للعربات والطلقات والصرخات المنبعثة مع ولوج القوة الأمنية القرية فيما تلألأت السماء من فوق سطح الدار بأضواء حادة كالشهب تتشابك مع الظلمة المنحدرة إثر انقطاع الكهرباء بعد اقتحام قوات الأمن الخاصة الشوارع والطرق بالقرية، كان الليل يبدأ مبكراً والضجيج ينزلق مع كل دقيقة تمر فيما تطل فوهات لبنادق يحملها رجال يجوبون الطرقات مع هدير أصوات العربات الأمنية، فتختفي على أثرها كل حركة في الطرق فيبدو المكان أشبه بغابة إسمنتية تتخللها روائح الغازات مختلطة بروائح الطبخ المنبعثة من نوافذ المنازل التي بدت بعضها شبه مهجورة من الحياة حيث غادرها البعض إلى مناطق أخرى وقيام البعض من الأهالي بإغلاق الأبواب والنوافذ عليهم مفعمين بالصمت المطبق بين بعضهم البعض، يجتاحهم ذهول لما يجري من حولهم.عالم زهرة ضاق إلى حجرة صغيرة مع تلفاز وجهاز لبتوب وهاتف من نوع بلاكبيري وحمم من مشاعر محتدمة تجرفها سيول من الحزن والذعر الداخلي المصحوب بكآبة فقدان الحب الذي ولد ومات بسرعة الريح التي بذرته في فضاء الدم والتيه، كانت مضطربة وهي تواجه ذاتها في غرفة منعزلة فوق سطح المنزل بعد أن ضاق بهم الطابق الأرضي هي وأخوتها وشقيقاتها المكدسون في فناء منزل صغير على أطراف القرية مقابل سلسلة المنازل المترامية الأطراف بالحي القديم، كانت صدمة نهاية الحلم بالثورة قد سفكت روحها بالتزامن افتراقها عن حمد في ذروة نشيج العاصفة التي اجتاحت البلد، من يومها دخلت في بيات ليلي مع أدوات الاتصال وفي نحيب داخلي مروع يقطعها إلى شظايا من ألم موجع بلا دموع، فقد ظلت الدموع محبوسة في مقلة عينيها، كانت تندس في الفراش وتغط في غيبوبة مستخدمة كل وسائل التنويم من أقراص وسوائل السعال المخدرة مستنجدة بالنوم للتغلب على أفكارها السلبية الموغلة في السوداوية تأخذها في خيالات جامحة، فترسم سيناريوهات قاتمة في عقلها الواعي ليتسلل إلى عقلها الباطن فتنبثق عن ذلك مشاعر موحشة أكثر سوداوية من الأفكار ذاتها التي أنتجت تلك الأحاسيس التي تشبه بفيضان عارم من الألم الناتج عن خيبة الأمل التي مرت بها مع المئات من جيلها ممن راودتهم الأفكار الثورية التي نسجتها وسائل الاتصال الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر وقد جنحت في بداية الأحداث بانفعال في الانخراط بالنشاطات الاجتماعية التي رافقت الحركة معتقدة أنها الثورة، فارتمت في قلب الطوفان وشاركت في الهتافات وبعثت الرسائل وقامت بتوزيع النشرات ورددت الشعارات ولم تكن تدرك مسار الأحداث، كانت روحها تتوهج ببهاء المشهد مقترنة بالعاطفة التي تكنها لحمد منذ ما قبل الأحداث، ثم صحت على الانفجار العاطفي الذي غرق فيه الناس من كلا الضفتين، فأيقظ ذلك شعور الفئات المختلفة من السكان بغضب ساد على أثره قلق. بدأ حسها ينعطف نحو الخوف والترقب مما تحمله الأ ......
#الخراف
#الضالة
#رواية-
#القائمة
#الطويلة
#لجائزة
#الشيخ
#زايد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716147
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة خلعت زهرة حجابها الخفيف الذي بالكاد يخفي تخوم شعرها الأسود من الأمام وأسدلت ستارة نافذة غرفتها المطلة على الطريق الضيق الفاصل بين ممرين ينعطفان على سلسلة من المنازل المرصوصة بداخل الحي القديم بسترة لتتجنب سماع الأصوات المفزوعة والمضطربة التي تتداخل مع أصوات الطلقات النارية وفرقعات مسيلات الدموع التي ظلت تتوالى طوال اليومين والليلتين الماضيتين، تسمرت أمام المرآة جاحظة العينين ساهمة النظرات يطبق عليها الوجوم وهي تتأمل شعرها المسدول، ينتابها حدس مخيف يوغل فيها رغبة جامحة بصبغ شعرها إلى اللون البرونزي كالذي تأملته قبل قليل في إحدى المجلات الأجنبية لتغطي بذلك على حالتها النفسية المضطربة، يخامرها شعور مبطن بأن اللون الجديد سينزع عنها حالة الكآبة الشديدة التي سببتها الأصوات المتداخلة للعربات والطلقات والصرخات المنبعثة مع ولوج القوة الأمنية القرية فيما تلألأت السماء من فوق سطح الدار بأضواء حادة كالشهب تتشابك مع الظلمة المنحدرة إثر انقطاع الكهرباء بعد اقتحام قوات الأمن الخاصة الشوارع والطرق بالقرية، كان الليل يبدأ مبكراً والضجيج ينزلق مع كل دقيقة تمر فيما تطل فوهات لبنادق يحملها رجال يجوبون الطرقات مع هدير أصوات العربات الأمنية، فتختفي على أثرها كل حركة في الطرق فيبدو المكان أشبه بغابة إسمنتية تتخللها روائح الغازات مختلطة بروائح الطبخ المنبعثة من نوافذ المنازل التي بدت بعضها شبه مهجورة من الحياة حيث غادرها البعض إلى مناطق أخرى وقيام البعض من الأهالي بإغلاق الأبواب والنوافذ عليهم مفعمين بالصمت المطبق بين بعضهم البعض، يجتاحهم ذهول لما يجري من حولهم.عالم زهرة ضاق إلى حجرة صغيرة مع تلفاز وجهاز لبتوب وهاتف من نوع بلاكبيري وحمم من مشاعر محتدمة تجرفها سيول من الحزن والذعر الداخلي المصحوب بكآبة فقدان الحب الذي ولد ومات بسرعة الريح التي بذرته في فضاء الدم والتيه، كانت مضطربة وهي تواجه ذاتها في غرفة منعزلة فوق سطح المنزل بعد أن ضاق بهم الطابق الأرضي هي وأخوتها وشقيقاتها المكدسون في فناء منزل صغير على أطراف القرية مقابل سلسلة المنازل المترامية الأطراف بالحي القديم، كانت صدمة نهاية الحلم بالثورة قد سفكت روحها بالتزامن افتراقها عن حمد في ذروة نشيج العاصفة التي اجتاحت البلد، من يومها دخلت في بيات ليلي مع أدوات الاتصال وفي نحيب داخلي مروع يقطعها إلى شظايا من ألم موجع بلا دموع، فقد ظلت الدموع محبوسة في مقلة عينيها، كانت تندس في الفراش وتغط في غيبوبة مستخدمة كل وسائل التنويم من أقراص وسوائل السعال المخدرة مستنجدة بالنوم للتغلب على أفكارها السلبية الموغلة في السوداوية تأخذها في خيالات جامحة، فترسم سيناريوهات قاتمة في عقلها الواعي ليتسلل إلى عقلها الباطن فتنبثق عن ذلك مشاعر موحشة أكثر سوداوية من الأفكار ذاتها التي أنتجت تلك الأحاسيس التي تشبه بفيضان عارم من الألم الناتج عن خيبة الأمل التي مرت بها مع المئات من جيلها ممن راودتهم الأفكار الثورية التي نسجتها وسائل الاتصال الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر وقد جنحت في بداية الأحداث بانفعال في الانخراط بالنشاطات الاجتماعية التي رافقت الحركة معتقدة أنها الثورة، فارتمت في قلب الطوفان وشاركت في الهتافات وبعثت الرسائل وقامت بتوزيع النشرات ورددت الشعارات ولم تكن تدرك مسار الأحداث، كانت روحها تتوهج ببهاء المشهد مقترنة بالعاطفة التي تكنها لحمد منذ ما قبل الأحداث، ثم صحت على الانفجار العاطفي الذي غرق فيه الناس من كلا الضفتين، فأيقظ ذلك شعور الفئات المختلفة من السكان بغضب ساد على أثره قلق. بدأ حسها ينعطف نحو الخوف والترقب مما تحمله الأ ......
#الخراف
#الضالة
#رواية-
#القائمة
#الطويلة
#لجائزة
#الشيخ
#زايد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716147
الحوار المتمدن
احمد جمعة - الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (7)
احمد جمعة : الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد 8
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة مرت من أمامها سنوات العمر العشرون كأنها سراج يتضاءل زيته فيتلاشى منه الضوء تدريجياً ولا حضن للسماء ولا فوهة للبحر تنفذ منهما لتبقى على السطح، خدر ينزلق عليها بحمم من الأفكار السوداوية يجفل بها الخيال الواسع وهو يستعطفها على الغرق في مزيد من المتاهة، كان الشعور الطاغي هو الخوف والشكوك يملآن الكون من حولها ولا أثر للأصدقاء والرفاق والعشاق، ولا صوت للغناء والسمر ولا رائحة لطعم فناجين شاي "السنقين" الذي كانت تدور أكوابه محيط الدوار في المساءات الباردة والممطرة التي تشكل فيها حلمها بالتغيير، هل كانت الثورة لعبة أطفال؟تساءلت مرات عدة وهي ترنو بحسها الرقيق نحو الأفق بحثاً عن حبلٍ تمسك به وتخرج من البئر المعتم الذي انزلقت إليه، أمسكت بالهاتف مرات عدة ولوحت لنفسها بالرقم الذي يوصلها ويعيد تعبيد الطريق أمام الحب المنتهي الصلاحية، فتعجز عن مجرد الولوج لفكرة الاتصال فتعود قانطة وتندس في الفراش الذي لم تستبدله منذ هوت في فوهة الوحدة والتحمت بالحزن الذي آنسته مع الوقت وهو يمر ويعمق فجوة الليل ويثقب النهار بأنين المشاعر المتحجرة من هول الفاجعة. تذكرت البحر والقرية والأولاد يلهون بالطين وهي طفلة بعمر الخامسة، تنبش اليابسة إثر الجزر وانبثاق السطح وخروج السرطانات الصغيرة الرمادية تتدفق منزلقة نحو الأرض فترتجف من الخوف وتهرع في حضن والدها الذي يجمع الأعشاب البحرية، ثم تفلت منه وتصعد السيارة الجاثمة على حافة الساحل محملة بأكياس الأعشاب لاستخدامها طعم داخل أقفاص صيد الأسماك، كانت رحلة مضيئة بالمرح والفرح.. يحتويها البحر في جزره ومده حين ترقص عند أطراف أمواجه الصغيرة التي تضرب الساحل، كاشفة عن ساقيها حتى لا يبتل فستانها المزهر بالورود الصغيرة، فتتلقى توبيخ والدتها التي تستقبلها باستنكار ملوحة لها بمنعها من مرافقة والدها مرة أخرى لأنها لا تعتني بنظافتها حيث تفوح منها رائحة الأعشاب المائية وينفذ من سطح بشرتها ملح البحر، تتذكر في هذه اللحظة الآنية كل تلك الصور القديمة والأحلام الأشبه بالأصداف، لا وجل ولا نذر ولا شكوك، كانت أيام مزهرة بالمرح وهي صغيرة تسبح في فلك من البراءة بقلب أبيض يخفق في وحل الطين ومستنقعات الأمطار والجري وراء السرطانات والهروب منها، يمر الصيف بمذاق ملح البحر ويمر الشتاء بوحله ولا تشعر إلا بوهن يسدلها بأي مكان من الدار فتغط بنوم عميق في خدر لذيذ فتهاجمها الأحلام منذ بداية الليل وحتى تفتح عينيها عند بزوغ الفجر، كانت أحلام صغيرة متناهية ليست كالحلم بالثورات المنكوبة.تجرعت المساء التالي بتغيير طفيف في المزاج، أفاقت من لظى الحسرة وفتحت اللبتوب وأنزلت عدداً من أغنيات فيروز عبر الانترنيت، قضت وقتاً تبحث، وتستمع وتحفظ حتى بلغ الوقت الذي قضته أكثر من ثلاث ساعات بلا كآبة لأول مرة منذ حبست نفسها بالغرفة، فكان ذلك شعوراً مغايراً اجتاحها وهي تسمع فيروز، فأوعزت إلى مشاعرها بالتحرر من جلجلة أغنيات الانتفاضة، فبدأت تدريجياً تنسل من فجوة فوهة البئر الذي كانت تسكنه لأيام وليالٍ.. لكنها لم تنزلق ولا قيد أنملة نحو رقم الحب. ****جلس سعد بن ناصر في ردهة المستشفى الخاص الذي تم نقل بوعلي الهوى إليه، وحوله اجتمع عدد من الرجال بينهم يعقوب وحمد، تطلع الرجال نحو سعد بن ناصر الذي بدا يمسك بأنفاس الجميع وهو ينظر إلى كل واحد منهم بنظرة صارمة تحملهم على السكون والارتياب مما سينطق به بين فينة وأخرى، كانت الحركة في المكان هادئة والسكون يخيم على ردهات المستشفى باستثناء همهمة بعض الممرضين والممرضات وبعض الزوار يمرون من وقت وآخر، تصاعدت حدة الروائح وز ......
#الخراف
#الضالة
#رواية-
#القائمة
#الطويلة
#لجائزة
#الشيخ
#زايد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716524
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة مرت من أمامها سنوات العمر العشرون كأنها سراج يتضاءل زيته فيتلاشى منه الضوء تدريجياً ولا حضن للسماء ولا فوهة للبحر تنفذ منهما لتبقى على السطح، خدر ينزلق عليها بحمم من الأفكار السوداوية يجفل بها الخيال الواسع وهو يستعطفها على الغرق في مزيد من المتاهة، كان الشعور الطاغي هو الخوف والشكوك يملآن الكون من حولها ولا أثر للأصدقاء والرفاق والعشاق، ولا صوت للغناء والسمر ولا رائحة لطعم فناجين شاي "السنقين" الذي كانت تدور أكوابه محيط الدوار في المساءات الباردة والممطرة التي تشكل فيها حلمها بالتغيير، هل كانت الثورة لعبة أطفال؟تساءلت مرات عدة وهي ترنو بحسها الرقيق نحو الأفق بحثاً عن حبلٍ تمسك به وتخرج من البئر المعتم الذي انزلقت إليه، أمسكت بالهاتف مرات عدة ولوحت لنفسها بالرقم الذي يوصلها ويعيد تعبيد الطريق أمام الحب المنتهي الصلاحية، فتعجز عن مجرد الولوج لفكرة الاتصال فتعود قانطة وتندس في الفراش الذي لم تستبدله منذ هوت في فوهة الوحدة والتحمت بالحزن الذي آنسته مع الوقت وهو يمر ويعمق فجوة الليل ويثقب النهار بأنين المشاعر المتحجرة من هول الفاجعة. تذكرت البحر والقرية والأولاد يلهون بالطين وهي طفلة بعمر الخامسة، تنبش اليابسة إثر الجزر وانبثاق السطح وخروج السرطانات الصغيرة الرمادية تتدفق منزلقة نحو الأرض فترتجف من الخوف وتهرع في حضن والدها الذي يجمع الأعشاب البحرية، ثم تفلت منه وتصعد السيارة الجاثمة على حافة الساحل محملة بأكياس الأعشاب لاستخدامها طعم داخل أقفاص صيد الأسماك، كانت رحلة مضيئة بالمرح والفرح.. يحتويها البحر في جزره ومده حين ترقص عند أطراف أمواجه الصغيرة التي تضرب الساحل، كاشفة عن ساقيها حتى لا يبتل فستانها المزهر بالورود الصغيرة، فتتلقى توبيخ والدتها التي تستقبلها باستنكار ملوحة لها بمنعها من مرافقة والدها مرة أخرى لأنها لا تعتني بنظافتها حيث تفوح منها رائحة الأعشاب المائية وينفذ من سطح بشرتها ملح البحر، تتذكر في هذه اللحظة الآنية كل تلك الصور القديمة والأحلام الأشبه بالأصداف، لا وجل ولا نذر ولا شكوك، كانت أيام مزهرة بالمرح وهي صغيرة تسبح في فلك من البراءة بقلب أبيض يخفق في وحل الطين ومستنقعات الأمطار والجري وراء السرطانات والهروب منها، يمر الصيف بمذاق ملح البحر ويمر الشتاء بوحله ولا تشعر إلا بوهن يسدلها بأي مكان من الدار فتغط بنوم عميق في خدر لذيذ فتهاجمها الأحلام منذ بداية الليل وحتى تفتح عينيها عند بزوغ الفجر، كانت أحلام صغيرة متناهية ليست كالحلم بالثورات المنكوبة.تجرعت المساء التالي بتغيير طفيف في المزاج، أفاقت من لظى الحسرة وفتحت اللبتوب وأنزلت عدداً من أغنيات فيروز عبر الانترنيت، قضت وقتاً تبحث، وتستمع وتحفظ حتى بلغ الوقت الذي قضته أكثر من ثلاث ساعات بلا كآبة لأول مرة منذ حبست نفسها بالغرفة، فكان ذلك شعوراً مغايراً اجتاحها وهي تسمع فيروز، فأوعزت إلى مشاعرها بالتحرر من جلجلة أغنيات الانتفاضة، فبدأت تدريجياً تنسل من فجوة فوهة البئر الذي كانت تسكنه لأيام وليالٍ.. لكنها لم تنزلق ولا قيد أنملة نحو رقم الحب. ****جلس سعد بن ناصر في ردهة المستشفى الخاص الذي تم نقل بوعلي الهوى إليه، وحوله اجتمع عدد من الرجال بينهم يعقوب وحمد، تطلع الرجال نحو سعد بن ناصر الذي بدا يمسك بأنفاس الجميع وهو ينظر إلى كل واحد منهم بنظرة صارمة تحملهم على السكون والارتياب مما سينطق به بين فينة وأخرى، كانت الحركة في المكان هادئة والسكون يخيم على ردهات المستشفى باستثناء همهمة بعض الممرضين والممرضات وبعض الزوار يمرون من وقت وآخر، تصاعدت حدة الروائح وز ......
#الخراف
#الضالة
#رواية-
#القائمة
#الطويلة
#لجائزة
#الشيخ
#زايد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716524
الحوار المتمدن
احمد جمعة - الخراف الضالة - رواية- القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد (8)