الحوار المتمدن
3.09K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الرابع
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1كان آكو أول الأخوة الثلاثة، الذين ظهروا تباعاً في الشام بعدما كادت العشيرة هناك تسلو وجودهم في هذا العالم. جاء إذاً كي يقص على أقاربه الخبرَ المحزن، المفيد بأن معظم أفراد أسرته قد قضوا في وباء الريح الأصفر؛ الأب عليكي آغا الصغير، وامرأته ليلو، وضرتها ثريا، وأولادهم. الأخوة الثلاثة، الناجون، كانوا أثناء جائحة الوباء يقيمون خارج الإقليم. جاء آكو بملابس الجيش العثماني، المندحر على جبهة بلاد الشام، فلم تثر هيئته سوى سخرية من صادفه على الطريق. إلا في حالة وحيدة، لما مر يومئذٍ من أمام فتاة سمراء، كانت مطلة برأسها خِلَل باب حجرة مشرفة على الجادة الرئيسة: هذه كانت " خاني "، التي أثارت في بداية الحرب فضيحةً كبرى في هذا الحي الكرديّ الدمشقيّ حينَ تقاسمت رجلاً مع شقيقةٍ لها، تكبرها قليلاً في السنّ. الرجل، كان يُدعى " حسّو "، ما لبث صيته بدَوره أن طار في الآفاق بعدما تم اعتقاله ومن ثم شنقه بصفته " حمو جمّو " ـ زعيم عصابة قطاع طريق، وأيضاً كخصم لقوات الاحتلال الفرنسية. ذلك المنزل، أينَ انبثقت المرأة السمراء الشابة من إحدى حجراته، مثلما تفعل القطة، سيستقبل فيما بعد آكو بصفة الصديق والقريب في آنٍ معاً. كان منزل أسرة الشاب " خلّو "، الشقيق الأصغر لقاطع الطريق، وكان متزوجاً من " عيشو "، قريبة آكو. لقد عُدّ آنذاك من صفوة أولاد الحي، لجهة الوعي والاهتمام بالأمور العامة. إنه بنفسه قاد في سنوات الحرب عصابةً، كانت مهمتها الأساسية تقديم المساعدة للشباب الهاربين من التجنيد والسوق إلى الجبهات البعيدة. عقبَ اندحار العثمانيين، انفرط عقدُ العصابة؛ لكن بعض أفرادها بقوا على اتصال مع بعضهم البعض. خلّو، انفتحَ أيضاً على عدد من الشبان في الحارة، وكان آكو بينهم. هذا الأخير، غبَّ استقراره في منزل يقع بأعلى زقاق أقاربه من آل حج حسين، افتتح دكان سمانة ليرتزق منه. بعد وقت قصير، لحقت امرأته به إلى الشام وكانت في أثناء الفترة السابقة مقيمة لدى أهلها في نواحي ماردين. بضعة أعوام أخرى، ثم رزقا بصبيّ، دُعيَ " شيخموس "؛ وكان أملهما ألا يلحق بأشقاءٍ له، سبقَ أن ماتوا بأمراض الطفولة.***وصول حدّو إلى دمشق، في ربيع 1926، اتفقَ مع أوج اشتعال الثورة ضد الفرنسيين. أشهر قليلة على الأثر، ثم سقط خلّو صريعاً مع جميع أفراد عصابة كان يقودها، وذلك في كمين على أطراف قرية معربا، الكائنة إلى الشمال الشرقيّ من الحي، يفصل بينهما جبل قاسيون. في مقابل انحسار أعمال الثورة، فإن حركة جديدة بدأت تنشط في الحي، وكانت تدعو إلى إحياء الشعور القومي الكرديّ. مَن تعهّد أمر الحركة في الحارة، كان موسي؛ شقيق عيشو والابن البكر لزعيم الحي السابق. آكو، كان صديقاً مقرباً لموسي وبعض الناشطين معه. في العام التالي، لما اشتدّ أوارُ الدعوة، تنادى البعض إلى عقد مؤتمر قوميّ جامع في دمشق. لكن بسبب أحداث الثورة ضد الفرنسيين، المترافقة بإعلان حالة الطوارئ، تم التفكير ببيروت كمكان بديل. هنا، طُلبَ من موسي الاتصال بقريبه، حدّو، كي يحاول تأمينَ مكانٍ مناسب للمؤتمر.في ذلك الوقت، كان حدّو يعاشر امرأة أرمنية دونَ عقد زواج. علمنا أن اسمها بربارا، وأنها تغار على رجلها بشدة وتشعر بالوحشة حينَ تُترك لوحدها. استأجر لها منزلاً في بلدة بحمدون، أينَ يقع مقر القيادة العسكرية الفرنسية. وكان المنزل في حي راقٍ، يغلب النصارى على ساكنيه. لكن امرأته كانت بلا أهل. لما سألها أول مرة عما لو كان لديها أقارب في لبنان، أجهشت ببكاء مرير؛ فلم يُكرر السؤالَ بعدئذٍ أبداً. فإنه كان شاهداً على ما أسميَ ب " أعوام الفرمان " المشئومة، الممتدة من الس ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#مستهل
#الفصل
#الرابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677155