عبداللطيف الحسيني : أمكنة ٌلا أسماءَ لها.
#الحوار_المتمدن
#عبداللطيف_الحسيني كأننا جئنا من التاريخ . أزحْنا الترابَ , و الطمي عن وجوهنا. وعدْنا لنرى أنْ لا شيءَ بقيَ على حالِهِ , و كأنْ لا عيونَ لنا . سد مسدَها الطميُ و الرملُ . كأنا عُدْنا إلى أصلنا الصلصالي . فقالوا (كنْ) فكنا لحماً و دماً هشاً. و لو أنا لمْ نغادرْ مدينتا أو قريتنا يوماً. وكأننا منْ كتبْنا (يا منازلُ لكِ في القلوب منازلُ) . ما هذا الجرمُ الذي ارتكبَهُ المكانُ حتى يتغير هذا التغيرَ كله .حتى يغيره كل هذا التغيير . حتى لو أجرمَ لما تعاملْنا معَهُ بهذه القسوة. و كأن فيه عدواً يتربصُ بنا , فيجبُ أنْ نغرمَه , و نغير معالمَهُ ببطء .ٍمرة ً نهدمُ بيتاً ترابياً مبتهجاً بأهلِهِ (المكينُ بالمكان). ومرة نشردُ أهلَهُ منه (المكانٌ بالمكين) , بحججٍ علميةٍ لا يفهمُها إلا مَنْ غيرها وسادها . أو سيسودها زمنا ليس بالقليل, نسود مهبطَ الروح أمامَ أعين آهليها. و مراتٍ بتغيير اسمه. بل أسمائِهِ . حتى باتَ المكانُ دمية نطلقُ عليها أسماءَ هزلية ً غريبة تُضحك الغريب الذي يمرََ بها . ولأن للمكان كلَ هذه الأسماء . حتى يصلَ الأمرُ إلى (لا اسم له) . في مجلس ٍضمَ ناشئة . أصبحَ لقرية مغضوب عليها (ثلاثةُُ أسماءَ) الكلُ تعاركَ بأن اسمَ القرية هو ما يقولُُهُ هو , وكما سمعَه من آخرين . لهم مشاربُ في تغيير التسميات . جاءَ في الحديث: (ولا تنابزوا بالألقاب) . بمعنى عدم إطلاق تسمية على شخص تقلقٌهُ التسميةُ الجديدة ُالغريبةُ عنه, غير أن الأمرَ يختلفُ للجماد الذي لا يحاسبُ مَنْ أطلقَ عليه الاسمَ الجديدَ . بل يشتمُهُ , و يثأرُمنه بطريقته الغرائبية . يلطمُ كفاً ترابياً على خد من غير اسمَهُ , فضاعَ و تبددَ اسم ُ القرية الحقيقي من بين كل الأسماء المُطلقة عليه. لكن ماذا يفعلُ طفلٌ مدرسيٌ. له اسمان , في البيت (ولات) , و عند التفقد المدرسي (وطن) . - هنا الترجمة الحرفية تلعبُ دوراَ بلاغيا زنيماً - , هذا التغييرُ يمنحُ صفة الأبله , والعقل الجليدي للطفل ذاك , الذي يُنادى عليه دون إجابةٍ منه : فهو المشتتُ بين اسميه في البيت و المدرسة . إن (تمكينَ اللغة) و هذه تسمية في غاية الفصاحة البلاغية الحديثة المرنة. تقرأُ و تُفهم بوجه واحد . وليس لها وجهان أو أوجهٌ كما في البلاغة , وعلوم الآلة . إن المصطلحَ الجديدَ يغيرُ أمكنة ً, وأسماءَ, لكنْ قراءةُ العمق للمصطلح تقولُ: تمكينُ اللغة يغيرُ بنية الإنسان و المكان.عبداللطيف الحسيني.:شاعر سوري مقيم في مدينة هانوفر الألمانيّة. ......
#أمكنة
#أسماءَ
#لها.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711731
#الحوار_المتمدن
#عبداللطيف_الحسيني كأننا جئنا من التاريخ . أزحْنا الترابَ , و الطمي عن وجوهنا. وعدْنا لنرى أنْ لا شيءَ بقيَ على حالِهِ , و كأنْ لا عيونَ لنا . سد مسدَها الطميُ و الرملُ . كأنا عُدْنا إلى أصلنا الصلصالي . فقالوا (كنْ) فكنا لحماً و دماً هشاً. و لو أنا لمْ نغادرْ مدينتا أو قريتنا يوماً. وكأننا منْ كتبْنا (يا منازلُ لكِ في القلوب منازلُ) . ما هذا الجرمُ الذي ارتكبَهُ المكانُ حتى يتغير هذا التغيرَ كله .حتى يغيره كل هذا التغيير . حتى لو أجرمَ لما تعاملْنا معَهُ بهذه القسوة. و كأن فيه عدواً يتربصُ بنا , فيجبُ أنْ نغرمَه , و نغير معالمَهُ ببطء .ٍمرة ً نهدمُ بيتاً ترابياً مبتهجاً بأهلِهِ (المكينُ بالمكان). ومرة نشردُ أهلَهُ منه (المكانٌ بالمكين) , بحججٍ علميةٍ لا يفهمُها إلا مَنْ غيرها وسادها . أو سيسودها زمنا ليس بالقليل, نسود مهبطَ الروح أمامَ أعين آهليها. و مراتٍ بتغيير اسمه. بل أسمائِهِ . حتى باتَ المكانُ دمية نطلقُ عليها أسماءَ هزلية ً غريبة تُضحك الغريب الذي يمرََ بها . ولأن للمكان كلَ هذه الأسماء . حتى يصلَ الأمرُ إلى (لا اسم له) . في مجلس ٍضمَ ناشئة . أصبحَ لقرية مغضوب عليها (ثلاثةُُ أسماءَ) الكلُ تعاركَ بأن اسمَ القرية هو ما يقولُُهُ هو , وكما سمعَه من آخرين . لهم مشاربُ في تغيير التسميات . جاءَ في الحديث: (ولا تنابزوا بالألقاب) . بمعنى عدم إطلاق تسمية على شخص تقلقٌهُ التسميةُ الجديدة ُالغريبةُ عنه, غير أن الأمرَ يختلفُ للجماد الذي لا يحاسبُ مَنْ أطلقَ عليه الاسمَ الجديدَ . بل يشتمُهُ , و يثأرُمنه بطريقته الغرائبية . يلطمُ كفاً ترابياً على خد من غير اسمَهُ , فضاعَ و تبددَ اسم ُ القرية الحقيقي من بين كل الأسماء المُطلقة عليه. لكن ماذا يفعلُ طفلٌ مدرسيٌ. له اسمان , في البيت (ولات) , و عند التفقد المدرسي (وطن) . - هنا الترجمة الحرفية تلعبُ دوراَ بلاغيا زنيماً - , هذا التغييرُ يمنحُ صفة الأبله , والعقل الجليدي للطفل ذاك , الذي يُنادى عليه دون إجابةٍ منه : فهو المشتتُ بين اسميه في البيت و المدرسة . إن (تمكينَ اللغة) و هذه تسمية في غاية الفصاحة البلاغية الحديثة المرنة. تقرأُ و تُفهم بوجه واحد . وليس لها وجهان أو أوجهٌ كما في البلاغة , وعلوم الآلة . إن المصطلحَ الجديدَ يغيرُ أمكنة ً, وأسماءَ, لكنْ قراءةُ العمق للمصطلح تقولُ: تمكينُ اللغة يغيرُ بنية الإنسان و المكان.عبداللطيف الحسيني.:شاعر سوري مقيم في مدينة هانوفر الألمانيّة. ......
#أمكنة
#أسماءَ
#لها.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711731
الحوار المتمدن
عبداللطيف الحسيني - أمكنة ٌلا أسماءَ لها.
راتب شعبو : بلا أسماء
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو تقول أغنية فرنسية قديمة:"أهل الشمال، تشع في قلوبهم الشمس التي يفتقدونها في السماء.أهل الشمال، أبوابهم مفتوحة للمنكوبين،لا ينسون أبداً أنهم عاشوا سنوات من الجحيم.وإذا كانت بيوتهم على نسق واحد،فذلك حباً بالمساواة."أهل الشمال طيبون، يساعدونك باندفاع، إذا احتجت. يبتسمون لك في الطريق لمجرد أنك إنسان. يرمون سلام الصباح بسخاء على من يمرون به، وإذا صادفوك مرة ثانية يعيدون تحية الصباح (re-bonjour)، ولا يضيرهم أن تمر بهم مسرعاً دون أن تحييهم، يقدرون استعجالك وانشغالك ويقدرون حتى مزاجك "الانطوائي". يسعدهم أن تقول كلمات طيبة بحق الكلب الذي ينزهونه في الحديقة، ويفرحهم كثيراً أن تلاعبه قليلاً. ولا يضيرهم أن تتجنب كلبهم، حينها سوف يشدون الحبل لإبعاده عنك، فرغم "الهوى الغلاب" الذي يكنونه للكلاب، إلى حد اعتبارهم أن وسخ الكلاب على الأرصفة ليس وسخاً، فإنهم يتركون في قلوبهم مكاناً لمن يخشى الكلاب ولا يطيق الاقتراب منها.أهل الشمال طيبون، لأبواب بيوتهم قبضة تفتح من الخارج كما من الداخل، فلا يحتاج أحدهم حين يقف خارج البيت كي يدخن سيجارته، إلى من يفتح له الباب من الداخل حين ينتهي من متعته الانفرادية المنبوذة. إنهم طيبون، يخصصون مكاناً واسعاً يجلب إليه الناس ما لا يحتاجونه من أدوات وأغراض وكتب وأي شيء مفيد، لكي يأخذ من يحتاج ما يحتاج مجاناً ودون أي مقابل. في هذه الفكرة "الشمالية" تدور الحاجات بقوة صفاء القلوب، من مكان لا حاجة لها فيه، إلى مكان يحتاجها.إنهم كتربة الطمي التي تستقر في سرير النهر، خصبة في تنوعها. هنا يستقر أبناء وأحفاد رجال فقراء أشداء طامحين جاؤوا من المغرب العربي ومن البرتغال واسبانيا وبلدان أفريقيا المختلفة للعمل في مناجم الفحم الحجري ومعامل النسيج، ثم نفد الفحم وأغلقت معامل النسيج وتحول قصر رب العمل إلى ملجأ ليلي (للنوم فقط) لمن ليس له ملجأ، وبقي الفقراء فقراء وانضافت الغربة إلى فقرهم. وإلى هنا وصلت موجات من الفارين من الحرب الأهلية الإسبانية أواخر ثلاثينات القرن الماضي، وتوزعوا هنا مثل شظايا حلم مكسور. وإلى هنا، بعد قرابة سبعة عقود، تصل موجات من الفارين السوريين بحلم مكسور أيضاً. وهنا استقرت زوبعة الرمال التي أثارتها الحروب المتكررة التي كانت الحرب العالمية الثانية آخرها.يتبادل الشماليون الطرائف عن بعضهم البعض. يقول الفرنسيون إن المسيح هبط على الأرض وراح يجترح المعجزات لمواساة المنكوبين، يشفي المرضى ويحيي الموتى، فصادف في طريقه رجلاً يبكي. سأله: لماذا تبكي؟ قال الرجل: لأنني بلجيكي. جلس المسيح وراح يبكي أيضاً. فسأله الرجل: ولماذا تبكي أنت؟ قال: لأنني لا أستطيع أن أفعل لك شيئاً.أما البلجيك فيقولون: ما هو الخبر الأسوأ؟ إنه خبر سقوط فرنسي في النهر. وما هي المصيبة الأسوأ؟ أن يكون قادراً على السباحة ويخرج من النهر.أهل الشمال طيبون تدمع عيونهم حين يسمعون القصص السورية عما كان، وعما هو كائن هناك. إنهم طيبون، لكنهم لا يحبون التزاور، لذلك يعيدونك إلى تقنية تعارف كنا قد أتقناها في سجن تدمر. الناس الذين يبادلونك الابتسامات والتحية، ويسكنون في الشارع نفسه الذي تسكن فيه، وتعرف شكل باب بيتهم ولون ستائرهم ونوع الكلب الذي يقتنونه، ليس لهم أسماء. سوف تتعارف عليهم مع أهل بيتك بطريقة اصطلاحية، هي نفس الطريقة التي كنا نتعارف بها على عناصر الشرطة العسكرية في سجن تدمر، أولئك أيضاً ليس لهم اسماء.كان لدينا هناك مثلاً: أبو الميّة (الرقيب الذي جلد صفوان مئة جلدة)، والجاروشة (الرقيب ذو الصوت الخشن)، والدريكيش (الرقيب الذي، حين طلبنا ......
#أسماء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713138
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو تقول أغنية فرنسية قديمة:"أهل الشمال، تشع في قلوبهم الشمس التي يفتقدونها في السماء.أهل الشمال، أبوابهم مفتوحة للمنكوبين،لا ينسون أبداً أنهم عاشوا سنوات من الجحيم.وإذا كانت بيوتهم على نسق واحد،فذلك حباً بالمساواة."أهل الشمال طيبون، يساعدونك باندفاع، إذا احتجت. يبتسمون لك في الطريق لمجرد أنك إنسان. يرمون سلام الصباح بسخاء على من يمرون به، وإذا صادفوك مرة ثانية يعيدون تحية الصباح (re-bonjour)، ولا يضيرهم أن تمر بهم مسرعاً دون أن تحييهم، يقدرون استعجالك وانشغالك ويقدرون حتى مزاجك "الانطوائي". يسعدهم أن تقول كلمات طيبة بحق الكلب الذي ينزهونه في الحديقة، ويفرحهم كثيراً أن تلاعبه قليلاً. ولا يضيرهم أن تتجنب كلبهم، حينها سوف يشدون الحبل لإبعاده عنك، فرغم "الهوى الغلاب" الذي يكنونه للكلاب، إلى حد اعتبارهم أن وسخ الكلاب على الأرصفة ليس وسخاً، فإنهم يتركون في قلوبهم مكاناً لمن يخشى الكلاب ولا يطيق الاقتراب منها.أهل الشمال طيبون، لأبواب بيوتهم قبضة تفتح من الخارج كما من الداخل، فلا يحتاج أحدهم حين يقف خارج البيت كي يدخن سيجارته، إلى من يفتح له الباب من الداخل حين ينتهي من متعته الانفرادية المنبوذة. إنهم طيبون، يخصصون مكاناً واسعاً يجلب إليه الناس ما لا يحتاجونه من أدوات وأغراض وكتب وأي شيء مفيد، لكي يأخذ من يحتاج ما يحتاج مجاناً ودون أي مقابل. في هذه الفكرة "الشمالية" تدور الحاجات بقوة صفاء القلوب، من مكان لا حاجة لها فيه، إلى مكان يحتاجها.إنهم كتربة الطمي التي تستقر في سرير النهر، خصبة في تنوعها. هنا يستقر أبناء وأحفاد رجال فقراء أشداء طامحين جاؤوا من المغرب العربي ومن البرتغال واسبانيا وبلدان أفريقيا المختلفة للعمل في مناجم الفحم الحجري ومعامل النسيج، ثم نفد الفحم وأغلقت معامل النسيج وتحول قصر رب العمل إلى ملجأ ليلي (للنوم فقط) لمن ليس له ملجأ، وبقي الفقراء فقراء وانضافت الغربة إلى فقرهم. وإلى هنا وصلت موجات من الفارين من الحرب الأهلية الإسبانية أواخر ثلاثينات القرن الماضي، وتوزعوا هنا مثل شظايا حلم مكسور. وإلى هنا، بعد قرابة سبعة عقود، تصل موجات من الفارين السوريين بحلم مكسور أيضاً. وهنا استقرت زوبعة الرمال التي أثارتها الحروب المتكررة التي كانت الحرب العالمية الثانية آخرها.يتبادل الشماليون الطرائف عن بعضهم البعض. يقول الفرنسيون إن المسيح هبط على الأرض وراح يجترح المعجزات لمواساة المنكوبين، يشفي المرضى ويحيي الموتى، فصادف في طريقه رجلاً يبكي. سأله: لماذا تبكي؟ قال الرجل: لأنني بلجيكي. جلس المسيح وراح يبكي أيضاً. فسأله الرجل: ولماذا تبكي أنت؟ قال: لأنني لا أستطيع أن أفعل لك شيئاً.أما البلجيك فيقولون: ما هو الخبر الأسوأ؟ إنه خبر سقوط فرنسي في النهر. وما هي المصيبة الأسوأ؟ أن يكون قادراً على السباحة ويخرج من النهر.أهل الشمال طيبون تدمع عيونهم حين يسمعون القصص السورية عما كان، وعما هو كائن هناك. إنهم طيبون، لكنهم لا يحبون التزاور، لذلك يعيدونك إلى تقنية تعارف كنا قد أتقناها في سجن تدمر. الناس الذين يبادلونك الابتسامات والتحية، ويسكنون في الشارع نفسه الذي تسكن فيه، وتعرف شكل باب بيتهم ولون ستائرهم ونوع الكلب الذي يقتنونه، ليس لهم أسماء. سوف تتعارف عليهم مع أهل بيتك بطريقة اصطلاحية، هي نفس الطريقة التي كنا نتعارف بها على عناصر الشرطة العسكرية في سجن تدمر، أولئك أيضاً ليس لهم اسماء.كان لدينا هناك مثلاً: أبو الميّة (الرقيب الذي جلد صفوان مئة جلدة)، والجاروشة (الرقيب ذو الصوت الخشن)، والدريكيش (الرقيب الذي، حين طلبنا ......
#أسماء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713138
الحوار المتمدن
راتب شعبو - بلا أسماء