سامي الذيب : عزيزي المسلم 2: تبادل الخرافة
#الحوار_المتمدن
#سامي_الذيب هذا هو الفصل الثاني من ملحق كتابعزيزي الله: رحلتي من الإيمان الى الشكلكاتب سعودي نشرت كتابًا له تحت اسم: مواطن مجهولويمكن الحصول على النص الكامل للكتاب ورقيا: https://bit.ly/2y5Z5Jmكما يمكن تحميله ضمن كتبي العربيةhttps://www.sami-aldeeb.com/livres-books/------------------عزيزي المسلم،شاهدت قبل مدة في قناة الناشونال جيوغرافيك فيلما وثائقيا غريبا عن إحدى القبائل النائية والتي تعيش في وسط أدغال افريقيا. لا أذكرُ بالضبط أين يقيمون فقد مرّ على مشاهدتي لهذا الفلم سنوات، ولكنّ الذي أذكره جيدا أنهم كانوا منعزلين في منطقة بعيدة عن الحضارة تقع جنوب الصحراء الكبرى من جهة الغرب، ربما في ناميبيا. قصتهم عجيبة وطريقة حياتهم غريبة، دعني أحكي لك شطراً منها مازلت أذكره جيدا ولا أستطيع محوه عن مخيلتي. يعيش أفراد تلك القبيلة في جماعاتٍ صغيرة وفقا لطقوسهم البدائية ولغتهم الخاصة بهم معتمدين في معيشتهم على الصيد وتربية المواشي، أما لباسهم فلا يكاد يستر شيئا من أجسامهم ولكنّ شيئا عنهم ما زال عالقا في ذاكرتي. أذكر أنه في وسط القرية غرفة متوسطة الارتفاع تحيط بها السلالم من جهتين وعلى كل من أقبل نحوها أن يصعد أحد السلالم من جهة ويفترش سطح ذلك المبنى مدة يسيرة يتمتم فيها ببعض الكلام ويقبّل أثنائها حجرا موضوعا بعناية في زاوية من سطح تلك الغرفة ثم ينزل منها الى الجهة الأخرى ويكمل مسيره الى جدار منتصب حاملا معه بعض قشور الموز التي تشتهر في تلك المنطقة ثم يرمي بها الجدار حتى تتجمع قشور الموز أسفل ذلك الجدار مكونة جبلا صغيرا من قشور الموز التي تُرمى. الأغرب من ذلك، أنه في وقت محدد من اليوم، يعلنه ساحر القبيلة، يمتنع أفراد تلك القبيلة عن تناول أي مأكول أو مشروب، حتى الماء غير مسموح لهم بتذوقه بالرغم من شدة حرارة الجو عندهم والويل ثم الويل لمن يتجرأ فيكسر تلك الطقوس ويأكل شيئا أو يشرب قطرة من الماء. شاهدت ذلك وتعجبت من تلك الطقوس الغريبة.أتدهشك عزيزي المسلم طقوس تلك القبيلة البدائية في أفريقيا حين تسمع بها أو تقرأ عنها وهل ترى فيها شيئا غريبا خارجا عن المألوف مما تعوّده الناس وألفوه؟ غرفة يصعدون فوقها ليقبّلون سطحها وجدارا يرمونه بقشور الموز ووقت من اليوم يتوقفون فيه عن الأكل والشرب!! ألا يذكّرك ذلك بشيء تفعله أنت أحيانا من دون تفكير وتراه عاديا دون أن تتعجب منه أو تتساءل؟ ألا تتوقف مثلهم عن الأكل والشرب في وقت معلوم وتسمي ذلك صوما؟ ألا تدور حول غرفة وتقبّل جانبا منها بدلا من سطحها ثم ترمي جدارا بحصى بدلا من قشور الموز التي يرميها أولئك وتسمي ذلك حجّاً مبرورا! قد تتوقف الآن فجأة لتبحث على عجل عن تفسيرات تعلّل لنفسك وتبرّر لها ما تفعل وكيف أن ما تمارسه أنت يختلف في الجوهر والمضمون عما تفعله تلك القبائل البدائية وإن تشابه في الشكل والهيئة، إذ لا يمكن أن تكون طقوسك أنت المسلم النقي التقي ابن هذه الأرض الطيبة مثل تلك الأفعال التي يمارسها أولئك القوم البدائيون في تلك الأدغال. أتظنُّ ذلك فعلا؟! أتظن أن هناك اختلافا في المضمون والجوهر ولو تشابه الشكل والمظهر؟ أنت لوحدك الآن مع نفسك ولستَ محتاجا لتبرّر ذلك الاختلاف لأحد. ما الذي حدث للتوّ؟ قد سمحت لعقلك أن يعيش حياة طبيعية لوهلة قصيرة، ربما بضع ثوان حين تعجبت من صنيع أولئك واندهشت من عملهم ثم ما لبث تفكيرك المتسائل وعقلك الناقد الفاحص أن خفتَ وبه ......
#عزيزي
#المسلم
#تبادل
#الخرافة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675659
#الحوار_المتمدن
#سامي_الذيب هذا هو الفصل الثاني من ملحق كتابعزيزي الله: رحلتي من الإيمان الى الشكلكاتب سعودي نشرت كتابًا له تحت اسم: مواطن مجهولويمكن الحصول على النص الكامل للكتاب ورقيا: https://bit.ly/2y5Z5Jmكما يمكن تحميله ضمن كتبي العربيةhttps://www.sami-aldeeb.com/livres-books/------------------عزيزي المسلم،شاهدت قبل مدة في قناة الناشونال جيوغرافيك فيلما وثائقيا غريبا عن إحدى القبائل النائية والتي تعيش في وسط أدغال افريقيا. لا أذكرُ بالضبط أين يقيمون فقد مرّ على مشاهدتي لهذا الفلم سنوات، ولكنّ الذي أذكره جيدا أنهم كانوا منعزلين في منطقة بعيدة عن الحضارة تقع جنوب الصحراء الكبرى من جهة الغرب، ربما في ناميبيا. قصتهم عجيبة وطريقة حياتهم غريبة، دعني أحكي لك شطراً منها مازلت أذكره جيدا ولا أستطيع محوه عن مخيلتي. يعيش أفراد تلك القبيلة في جماعاتٍ صغيرة وفقا لطقوسهم البدائية ولغتهم الخاصة بهم معتمدين في معيشتهم على الصيد وتربية المواشي، أما لباسهم فلا يكاد يستر شيئا من أجسامهم ولكنّ شيئا عنهم ما زال عالقا في ذاكرتي. أذكر أنه في وسط القرية غرفة متوسطة الارتفاع تحيط بها السلالم من جهتين وعلى كل من أقبل نحوها أن يصعد أحد السلالم من جهة ويفترش سطح ذلك المبنى مدة يسيرة يتمتم فيها ببعض الكلام ويقبّل أثنائها حجرا موضوعا بعناية في زاوية من سطح تلك الغرفة ثم ينزل منها الى الجهة الأخرى ويكمل مسيره الى جدار منتصب حاملا معه بعض قشور الموز التي تشتهر في تلك المنطقة ثم يرمي بها الجدار حتى تتجمع قشور الموز أسفل ذلك الجدار مكونة جبلا صغيرا من قشور الموز التي تُرمى. الأغرب من ذلك، أنه في وقت محدد من اليوم، يعلنه ساحر القبيلة، يمتنع أفراد تلك القبيلة عن تناول أي مأكول أو مشروب، حتى الماء غير مسموح لهم بتذوقه بالرغم من شدة حرارة الجو عندهم والويل ثم الويل لمن يتجرأ فيكسر تلك الطقوس ويأكل شيئا أو يشرب قطرة من الماء. شاهدت ذلك وتعجبت من تلك الطقوس الغريبة.أتدهشك عزيزي المسلم طقوس تلك القبيلة البدائية في أفريقيا حين تسمع بها أو تقرأ عنها وهل ترى فيها شيئا غريبا خارجا عن المألوف مما تعوّده الناس وألفوه؟ غرفة يصعدون فوقها ليقبّلون سطحها وجدارا يرمونه بقشور الموز ووقت من اليوم يتوقفون فيه عن الأكل والشرب!! ألا يذكّرك ذلك بشيء تفعله أنت أحيانا من دون تفكير وتراه عاديا دون أن تتعجب منه أو تتساءل؟ ألا تتوقف مثلهم عن الأكل والشرب في وقت معلوم وتسمي ذلك صوما؟ ألا تدور حول غرفة وتقبّل جانبا منها بدلا من سطحها ثم ترمي جدارا بحصى بدلا من قشور الموز التي يرميها أولئك وتسمي ذلك حجّاً مبرورا! قد تتوقف الآن فجأة لتبحث على عجل عن تفسيرات تعلّل لنفسك وتبرّر لها ما تفعل وكيف أن ما تمارسه أنت يختلف في الجوهر والمضمون عما تفعله تلك القبائل البدائية وإن تشابه في الشكل والهيئة، إذ لا يمكن أن تكون طقوسك أنت المسلم النقي التقي ابن هذه الأرض الطيبة مثل تلك الأفعال التي يمارسها أولئك القوم البدائيون في تلك الأدغال. أتظنُّ ذلك فعلا؟! أتظن أن هناك اختلافا في المضمون والجوهر ولو تشابه الشكل والمظهر؟ أنت لوحدك الآن مع نفسك ولستَ محتاجا لتبرّر ذلك الاختلاف لأحد. ما الذي حدث للتوّ؟ قد سمحت لعقلك أن يعيش حياة طبيعية لوهلة قصيرة، ربما بضع ثوان حين تعجبت من صنيع أولئك واندهشت من عملهم ثم ما لبث تفكيرك المتسائل وعقلك الناقد الفاحص أن خفتَ وبه ......
#عزيزي
#المسلم
#تبادل
#الخرافة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675659