الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاطمة ناعوت : إلهام شاهين … فارسةُ دراما الرسالات
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت جميلٌ أن يكونَ الفنانُ مثقفًا. وأن يكون المثقفُ غيرَ منعزل في برجه العاجيّ، بل منشغلٌ بأزمات مجتمعه وهموم الناس، يتلألأ كقطعة من الألماس مغروسة في طمي الوطن، مثلما يشعُّ كنجم تحت أضواء الشهرة وفلاشات الكاميرات. فإذا كان الفنانُ مثقفًا عضويًا، اكتملت خيوطُ نسيج الفنان "الحقيقي" صاحب الرسالة.والحقُّ أن "إلهام شاهين" تحقِّقُ تلك المعادلة الصعبة. فعطفًا على كونها موهبة فنية هائلة في الأداء التمثيلي المركّب، لديها من الثقافة والحسّ الوطني ما يجعلُها في بؤرة خانة "الفنان والمثقف العضوي" بتعبير جرامشي. اهتمامُها بمشاكل مجتمعها العارضة والمزمنة، يجعلها لا تكتفي بمناقشاتها في جلساتها الخاصة مع أصدقائها المثقفين في الندوات والجروبات التنويرية، بل تطرح وتعالج تلك المشكلات في أفلامها، ممثلةً ومنتجة، تنفقُ ما لديها من مال لتنتجَ أفلامًا شائكةً قد يحجمُ عنها منتجون ينشدون السلامة والربح السهل. في أفلامها منذ عقدين تدقُّ "إلهام شاهين" نواقيسَ الخطر في وجه أدران المجتمع العربي، علّ تغييرًا يحدثُ في المنظومة المجتمعة والسلوكية بل والقانونية. لهذا حصدت "إلهام شاهين" جائزة "أفضل ممثلة سينمائية" لعام 2020، عن فيلمها الأحدث "حظر تجوال"، من إخراج "أمير رمسيس" الذي حصد بدوره جائزة "أفضل مخرج" في مسابقة النقد والصحافة العربية التي تُعقدُ سنويًّا.في وعينا الجمعيّ، ثمة منطقةٌ نائمة "مطمئنة" لا تحبُّ الإزعاج. منطقة مُغلقةٌ على أعرافٍ سَنّها بشرٌ عاشوا في زمن مختلف وظرفٍ مغاير، ومُدخلاتٍ معرفية وثقافية ومجتمعية تختلف عن مُدخلاتنا. ورثنا تلك الأعراف واتّبعناها، دون تأمّل، ورحنا نقاتلُ من يهجرُها. فوقرتْ في قلوبنا ونامت ملء جفونها. تلك "المنطقة العمياء" في وعي المجتمع، تضمُّ كلَّ المسكوت عنه من قضايا إشكالية يتجنّب الناسُ مناقشتها، إما خجلاً، أو خوفًا، أو ظنًّا منهم أنها أمورٌ نوقشت وحُسمَت. تتجنّبُ معظمُ الأفلام العربية إثارة تلك المنطقة العمياء، فتغرقُ في مزيد من النوم الكهفيّ، ويتراكم خمولُها، ويتوغلُ عماؤها. أفلامٌ قليلة، تحاول إزعاج تلك "المنطقة العمياء" وإقلاق نومها، بل تضرب على رأسها بالعصا، فتتقلقلُ، وتتمطّى، وتصحو، ثم تثبُ فزِعةً نحو منطقة الضوء، فيراها الوعيُ الجمعيُّ، ويتأملُها، ويناقشُها ويعيدُ النظرَ فيها، فينظّفُ ما بها من صدأ متجذّر وقيح. هنا تبدأ صحوةُ الوعي ويقظةُ الضمير التي تنهضُ بالمجتمعات. تقعُ الأفلامُ التي تتصدى لها "إلهام شاهين" في تلك المنطقة المزعجة للضمير المجتمعي فتثيرُ مشاكلَ هائلة تتعرضُ لها الطفلةُ والصبيةُ والمرأة المصرية، والعربية، مثل انتهاك الجسد، وزنا المحارم وخصوصا البيدوفيليا، والفقر، ومكافحة التنمرّ الذي ينحرُ المرأةَ حين تواجه الحياة وحيدةً دون عائل "ذكر"، حتى تنضج وتكتشف قواها الداخلية التي تجعلها بحجم الحياة، دون سند ذكوري. في فيلم "خلطة فوزية"، لا ننسى "فوزية" البسيطة، التي تتمحور أحلامُها في "حمّام خاص" تدخله دون اختراق العيون لجسدها. تزوجت مراتٍ خمسًا، بحثًا عن "الحنو"، حتى تفجعها الحياةُ بتهشّم ولدها الكسيح تحت عجلات سيارة، فتخرج عن بساطتها وتدخل مع الله في عتابٍ مُتسائِل تحت شجرة التوت التي كانت تقطفُ ثمرها لابنها. تهزُّ الشجرةَ بغضبٍ فيتساقط التوتُ. تستنشق رحيقَ الثمر بعمق علّ الثمرةَ (الأنثى)، تنبئ الأنثى البشريةَ، بما تجهلُ من سرّ الوجود. إنها لحظاتُ البهجة الشحيحة في حياة المأزومين، حيث الولد المشلول على الكرسي المتحرك، يدفعه الأولادُ في لهوهم فيطيرُ فوق سماء مصر، يتأمل العالمَ من علٍ ونظرة النشوة تملأ عينيه البر ......
#إلهام
#شاهين
#فارسةُ
#دراما
#الرسالات

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709329