الحوار المتمدن
3.14K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
خالد قنوت : من حلم الدولة إلى دولة الخراب
#الحوار_المتمدن
#خالد_قنوت اول مرة رأيت دموع والدي الصلب جداً كانت عند سماع خبر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر يوم 28 ايلول 1970. اصابني الهلع و الارتباك, و قد كنت طفلاً, صورة ذاك الرجل الطويل الضخم ذي الصوت القوي و الصارم يجلس على الاريكية و هو ينتحب و يبكي رحيل الزعيم العربي صاحب الآمال العريضة و الاحلام الوردية و الخطاب المفعم بالعاطفة و السخرية من أعداء مشروعه القومي الكبير.كثيراً ما ابتعدت عن سرد امور شخصية أو عائلية للعلن و لكن تناولي لسيرة حياة رجل عصامي كان من اوائل المنتسبين لصفوف الجيش الوطني السوري بعد الاستقلال ثم مساهماته في هيكلة جهاز الشرطة في سورية (و كان اسمه الدرك آنذاك) على النمط الفرنسي بعد أن اوفد من قبل حكومة الاستقلال السورية للدراسة في الكليات العسكرية في فرنسا, يأتي ذلك في سياق مرور ذكرى استقلال سورية من الاحتلال الفرنسي عام 1946 الذي مر قبل يومين و سورية اليوم محتلة من قبل خمسة احتلالات و بعض الميليشيات الطائفية المحلية و العربية و بعض الشركات الأمينة العالمية, لأثني و بحرقة على رحيل والدي قبل أن يشهد أو يرى الى ما وصلت اليها سورية اليوم.ذكرى والدي انعشها مرور ذكرى قصف قوات الاحتلال الفرنسي لدمشق و استهداف مبنى البرلمان في 29 أيار سنة 1945 و قلعة دمشق التاريخية و كانت تسمى سجن القلعة بتاريخ 3 حزيران 1945 (للمفارقة أن مدفعية الاحتلال الفرنسي تمركزت على تلة تشرف على منطقة الربوة قرب جيل قاسيون و التي بنى عليها حافظ الأسد قصر الشعب) قحينها كان والدي متطوع بسلك الدرك برتبة رقيب و كان يخدم بالقلعة و التي عاد بعد سنوات ليكون مديراً لها بعد الاستقلال.عندما كان يعود من عمله بعد ظهر كل يوم و يغير ملابسه الرسمية كنت انظر إلى ساق إحدى قدمه ليظهر لي انها مشوهة و آثار معالجتها واضحة, لم يفسر لنا كيف و لماذا هذا التشوه و لكن عندما كبرت قليلاً سألته فقص علي جزءاً من تاريخه الشخصي و كيف أنه اصيب بشظية قنبلة فرنسية استهدفت قلعة دمشق حيث كان رقيباً في الدرك و قد هشمت عظم الساق و عندما نقل للاسعاف اشار احد الاطباء المسعفين بأن بتر الساق لابد منه أو أنه ارتأى أن بترها افضل في ظل تلك الظروف الصعبة. عندما سمع والدي ذلك, سحب مسدسه و لقمه و قال للطبيب: "إذا كان بتر الساق هو الحل النهائي فأني أفضل الموت, و الآن" صوت والدي القوي وصل لأحد الاطباء المعالجين الذي عاين الساق المصابة و رأى أن هناك امكانية لعلاجها و لكن هذا سيتطلب وقتاً طويلاً فوافق والدي دون تردد. في ظل دهشتي من قصة والدي التي لم يحدثنا بها مسبقاً, اخذ يضحك و هو يقول: "لقد كانت تلك الاصابة فرصة لتحول كبير في حياتي, فلقد تقدمت لدراسة البكالوريا و ذهبت للامتحانات الرسمية على عكازين و نجحت و بعد أن انتهت فترة العلاج الطويل دون أن تؤثر على شكل و قدرتي على المشي و الركض و إثر اعلان الاستقلال عن فرنسا تقدمت بطلب للالتحاق بالكلية الحربية و كنت في عداد الطلاب الضباط في ثاني دورة عسكرية بتاريخ الجيش السوري بعد الاستقلال".تاريخ والدي الطويل كضابط في القوات المسلحة السورية ثم كمدير عام مدني في وزارة الدفاع لأكثر من أربعين عاماً, قد يكون تكراراً لتاريخ أي مواطن سوري عاش زمان الاستقلال و زمان الصراعات السياسية ثم الانقلابات العسكرية حتى وصول حزب البعث, لكن تميز سيرته التاريخية أنه كان وفياً للقسم الذي كان متبعاً في الدورات العسكرية آنذاك, حيث يقسم الضابط على عدم الانتساب لأي حزب سياسي فانتماؤه هو للوطن و للدولة السورية و ليس لأي تيار سياسي مع أني كنت أدرك ميوله للقومية العربية.خلال خدمته مع نشوء الدولة ......
#الدولة
#دولة
#الخراب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674189