الحوار المتمدن
3.33K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد موسى عويسات : الدجاجة تطير-قصة للفتيان
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات محمد موسى العويساتنهض من نومته بعد صلاة العصر، إنّه صائم يشعر بالجوع، لم يتسحّر جيدا، اتّجه فورا إلى المطبخ ليتحسّس أخبار الأكل والمشروب والفواكه وغير ذلك... يتفقّد قارورات الماء البارد، يتفقد الخزائن... يشمّ بعض الأوعية، يكشف أخرى... يأسره الجوع بعض الوقت، ثمّ سرعان ما ينجلي جوعه، ويذهل عنه ويتناساه، ينظر في ساعة الحائط، لم يبق إلا ثلاث ساعات، ينقضي اليوم ويذهب العطش والجوع، وأكون قد فزت بصيام يوم، فأكون قد صمت عشرين، إنّه إنجاز عظيم، سيكون للعيد معنى كبير، ما أجمل الشّعور لحظات انتهاء اليوم بقول المؤذّن الله أكبر معلنا دخول المغرب وانتهاء اليوم ... ــ هذه خمسون، خذها واجلب لنا دجاجتين من محلّ الدّجاج، محلّ أبي عليّ، الذي في منتهى الشارع، احرص أن تكونا من ذبح اليوم. قالت الأمّ لابنها عديّ.ــ أمّي، إذن إفطارنا اليوم دجاج، ولكن ما الطّبخة التي تعدّينها من الدّجاج؟ــ طبخة تحبّها، الدّجاج المحشيّ بالأرزّ واللّحمة واللّوز وغيرها، ستعجبك بإذن الله.ــ دجاجتان؟ إنّي أشتمّ رائحتمها الآن، إنّي أتخيلهما على مائدة الإفطار، مُحمّرَتينِ متعرّقتين، يتسايل منهما السّمن، يجلّلهما السّمّاق، وقد بسط لهما خبز الشّراك، وحفّت بهما أوراق الخسّ، وشرائح من الفليفلة والبندورة والخيار، تسابِقُ إليهما العيونُ الأيدي... ـ ما بك يا عديّ، منذ عشرين يوما من الصّيام لم أعهد منك هذا التّشهّي، والتّوصيف والخيال؟ ألا تعلم أنّ كثرة التّفكير في الطّعام والشّراب تفقدك الإرادة على مواصلة الصّوم؟ اذهب الآن ولا تضيّع الوقت. عندما اقترب عديّ من مسلخ الدّجاج سمع صوت أبي عليّ، يقول لأحدهم: ديونكم بلغت السّماء، الآن وفي رمضان بخاصّة: الدّين ممنوع... ولمّا سحب عديّ أحد مصراعي الباب داخلا وجد نفسه وجها لوجه مع صديقه وجاره زيد يخرج، بدا زيد ساهم الوجه ترتسم عليه علائم الانكسار والحزن، وتدور في عينيه دمعة يحاول كبتها، صافحه بحرارة، سأله ماذا تفعل؟ لماذا خرجت بدون أن تشتري؟ـ لم آت لكي أشتري، بل جئت لأبحث عن دجاجتنا التي طارت، منذ الأمس، ولم أدر أين اتّجهت، ظننت أنّها تبحث عن سربها، فقلت ربّما تكون هنا. ــ ماذا تقول؟ دجاجتكم طارت، أجادّ أنت فيما تقول؟ــ نعم، جادّ. ولست هازلا. ــ إذن اشتر دجاجة بدلا منها. ــ لا، لم ترض أمّي ذلك. نظر عديّ في عيني صديقه، وقرأ فيهما شيئا آخر، غير الذي يدّعيه، إنّه يكذب، تذكّر ما سمعه من صاحب المحلّ، وتيقّن أنّ صديقه كان المقصود بالكلام. اعترت عديّا مشاعرُ من الحزن والإشفاق. ـ انتظرني نرجع سويّة لتحدّثني كيف طارت الدّجاجة؟ قال عديّ.ــ الدّجاجة طائر وله أجنحة، ودجاجتنا لم تعش في قفص، وكانت تمارس حياتها بحرّيّة، تأكل من الحقول، وتعرف الخوف على الحياة، لأنّها تعرف عالم الثّعالب ومكرها، وربّما خافت فطارت.ـ ولكنّني رأيت هذا الدّجاج في المسلخ مستسلما، يوضع في السّلة على الميزان، فلا يزيد على بعض النّقيق وحركة أجنحة متعبة، ولا تشعر بنزقه إلا بعد أن تجري على عنقه السّكين، هل دجاجتكم من جنس آخر؟ ــ يبدو لي ذلك، إنّه الفرق بين العيش أسيرا في قفص، والعيش طليقا بين الحقل والقنّ. ـ وماذا ستكون وجبة إفطاركم إذا لم تجدوا الدّجاجة؟ـ ستكون مرق الدّجاج، فقد ادّخرت أمّي مكعّبات لشوربة الدّجاج. ويفترقان وفي نفس عديّ شيء من الأسى، يحدّث نفسه بصوت خافت، نحن نأكل الدّجاج وهم يشربون مرقه، أو ما هو بطعم مرق الدّجاج، ستختلف المائدتان، وصيامنا واحد.ــ أمّي، ها هما تانِ الدّجاجتان، وهذا الباقي من الخم ......
#الدجاجة
#تطير-قصة
#للفتيان

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674729