الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فارس تركي محمود : الجغرافيا الأوربية والدولة الحديثة
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود تعد الكثير من الدول الأوربية وبخاصة دول أوربا الغربية نماذج حية للدولة الحديثة التي تكلمنا عنها في الصفحات السابقة، حيث أن مجتمعات هذه الدول بدأت كمجتمعات بدائية حالها حال بقية المجتمعات البشرية إلا أن ظروفهاً الجغرافية والمناخية كانت ولا زالت تتناقض وتتصادم تماماً مع سمات المجتمعات البدائية مما أشعل نار المواجهة والصدام بين هذه السمات وتلك الظروف الأمر الذي ترتب عليه نتائج وتداعيات كثيرة أدت في النهاية إلى القضاء على سمات المجتمع البدائي واستبدالها بسمات جديدة أدت بدورها إلى إنتاج الدولة الحديثة بكل ما تحمله من سمات . لقد تمتعت القارة الاوربية بظروف جغرافية تتصادم بنسبة مئة بالمئة تقريباً مع سمات المجتمع البدائي والدولة القديمة، وتنسجم وتتناغم بالنسبة ذاتها مع سمات المجتمع الحديث والدولة الحديثة ، فالغطاء النباتي الاخضر والغابات والاشجار تغطي أكثر من تسعين بالمائة من مساحة اروبا ، وتضاريسها تتنوع ما بين سهول وجبال ووديان وانهار ، ومناخها ممطر بشكل عام مع تساقط للثلوج شتاءً، ودرجات الحرارة فيها تتراوح ما بين البرودة الشديدة في الشتاء والاعتدال في الصيف. إن مثل هذه الظروف ومثل هذه البيئة تعد ظروفاً وبيئةً مثالية لمحاربة وخنق وإقصاء سمات المجتمع البدائي واستبدالها بسمات أخرى مناقضة لها ومنسجمة مع تلك البيئة وتلك الظروف. إن هذه البيئة المشجعة على الفعل الإنساني والمحفزة للإبداع البشري والمنشطة للقدرات العقلية سمحت بظهور ونمو البذور الاولى لما بات يعرف في الوقت الحاضر بأيقونات التمدن كالحرية والتعددية والديمقراطية والعقلانية وحقوق الانسان واعتماد المنهج التحليلي التجريبي في طريقة التفكير والفعل، وصاغت ونحتت الانسان الاوربي عقلا ونفسيةً وسلوكاً بالشكل الذي يتوافق مع تلك الايقونات. لقد ردد الكثير من الكتاب والباحثين وما زالوا يرددون مراراً وتكراراً وبإصرار غريب بأن الحضارة الاوربية الحديثة بكل ما تحتويه وتتضمنه من مبادئ وافكار ومفاهيم لم تظهر إلا في السنوات الأخيرة ، وكنتيجة لسلسلة من الأحداث والتطورات أهمها الحروب والصراعات والثورات التي عصفت بالقارة الاوربية منذ القرن السابع عشر وحتى الحرب العالمية الثانية، وكأن الشعوب الأوربية قد أصيبت بالملل من لعبة الحروب والصراعات فقررت على حين غرة إدخال نوع من التغيير والتسلية على حياتها بانتهاج الوسائل السلمية والعقلانية في علاقاتها البينية، أو إنها قد ضجرت من الأنظمة القمعية والدكتاتورية فقررت فجأةً تبني الديمقراطية لأنها أفضل من الديكتاتورية وأكثر أناقة وتتماشى مع آخر صيحات المودة وتمكِّن من يتبناها من التباهي والتفاخر على الشعوب الأخرى، أو أن هذه الشعوب الأوربية استيقظت ذات صباح وصاحت كلها بصوت واحد يكفي اضطهاداً للإنسان وإهداراً لكرامته وحجراً على حريته فلنعطه حريته وحقوقه كاملةً غير منقوصة، أو أنها وجدت نفسها وبدون مقدمات ولسان حالها يقول : حسناً يا رفاق ! حسناً يا أبناء الشعوب الاوربية ! لقد عشنا ما يكفي من السنين في ظل العقلية البدائية الوعظية الخطابية فما رأيكم باستبدالها بعقلية جديدة !. كذلك يصر هؤلاء الباحثين والكتاب على أن جميع شعوب العالم يمكن أن تصل إلى النتيجة ذاتها التي وصلت اليها الشعوب الأوربية إذا ما اتبعت نفس خطواتها واختارت نفس خياراتها، بل إن البعض منهم بات يبشرنا – كشعوب عربية – باقترابنا كثيراً من النموذج الأوربي وذلك بسبب حدوث ما بات يعرف بثورات الربيع العربي، وانهيار الانظمة الدكتاتورية في عدد من البلدان العربية ، واندلاع حروب وصراعات دينية ومذهبية وقومية داخل المنطق ......
#الجغرافيا
#الأوربية
#والدولة
#الحديثة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703870