سعود سالم : الله غني عن الكينونة والوجود
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم 
-;-فلا بد إذن من إعادة النظر في مفاهيم مثل العدمية، والعبثية، والإرتيابية، والإنكارية، واللاعقلانية أو اللامعقول، والسلبية واللاشيئية واللامبالاة واللا انتماء الخ. إن كل هذه المفاهيم والتصورات الفلسفية تظهر كل يوم على سطح الساحة الفكرية المعاصرة دون تمحيص أو تدقيق ورغم ان جذور هذه المفاهيم تبدو بعيدة تاريخيا عن إهتماماتنا المعاصرة، إلا أنه من الواضح ان السمة المشتركة بين كل هذه التصورات هي فكرة السلبية، أي فكرة قول (لا) للحياة، والإجابة بالنفي عن السؤال المطروح في البداية. ومن الواضح ايضا تشوش هذه التصورات وعدم وضوحها واختلاطها الواحد بالآخر، ومن هنا تأتي ضرورة الفحص والتدقيق والتحقيق في أصول وجذرو ومصدر هذه السلبية، لمحاولة فرزها وتخليصها من هذا الضباب الكثيف الذي يغلفها. والناتج فيما يبدو عن تجدد ونمو هذه النظرة الأخلاقية الجديدة والقديمة في آن واحد، والعميقة في تمركزها في الفكر العالمي، والتي تجتاح الحياة الفكرية في الشرق كما في الغرب. ونعني هنا النظرة الدينية للعالم وللأشياء. فالعدمية مثلا، والتي تغوص جذورها في التاريخ الفلسفي الغربي، تعاود الظهور ثانية وبإلحاح، بواسطة العديد من الفلاسفة والمفكرين في السنوات الأخيرة. واللجوء إلى مثل هذه المقولة كتفسير وحيد لأزمة العقل، راجع إلى حد ما لغياب المنظومات الفلسفية الشاملة من ناحية، وايضا ـ كما سبق القول ـ لتطور وتقدم الفكر الديني الغيبي وانتشاره السريع بين طبقات المثقفين من جميع الاجيال، واحتلال هذا الفكر الغيبي لفضاءات جديدة، واحتوائه لمساحات من الفلسفة لم تكن متاحة له من قبل. فالعدمية اعتبرت في السابق مرضا وسرطانا ينخر روح الحضارة الغربية، وسبب إنحطاطها، نتيجة سريان الأفكار الدينية المسيحية، في كل شرايينها الحيوية. هذه الروح المسيحية التي ترفض الحياة وتقلل من قيمتها، وترفض الجسد وإرهاصاته ولذاته المباشرة. وقد حمل نيتشة على هذه العدمية ونقدها عن طريق إنتقاد الدين المسيحي وتقويض أسسه الروحية. مركزا على أن الدين المسيحي كأيديولوجية، يرفض عموما غريزة الحياة مصدر القوة والحيوية. ولذلك لا بد من الخروج من هذه الدائرة العدمية لتخليص الإنسان من صخرة سيزيف وصليب المسيح، والقلق الذي ينخر وجوده، والوصول إلى الإنسان الصحيح عقلا وجسدا، أي الإنسان المتفوق حسب مقولة نيتشة، أو الإنسان الديمقراطي حسب الايديولوجيات المعاصرة. أي الإنسان الذي يحيا على هذه الأرض، ويتقبل كل مكوناته وذاته المطلقة ـ كمصدر أساسي ووحيد للحياة ـ والتخلص من الأفكار الشمولية والإجتماعية، والرجوع إلى "الموضوع" الفردي كقلعة للإنسانية. بينما من الجهة المقابلة، نرى أن الفكر الديني والغيبي يعتبر العدم كمصدر للخراب والدمار الذي حل بالأرض ومن عليها، معتبرا العدمية متمثلة في أفول المتعالي وسقوط الله من سمائه (في غياب الله كل شيء ممكن ـ حسب قول دوستوييفسكي)، وإعتبار الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية، وكذلك الإرهاب والتحلل النفسي والأخلاقي، وظاهرة الإنتحار كوارث ناتجة عن هذه الغولة، أو الشيطان المسمى بالعدم، الذي ينخر الحياة الأخلاقية، والذي يمجد الحياة المادية الفانية، ويبخس من قيمة الحياة الأزلية والقيم الدينية. وليس أمام الإنسان اليوم سوى أن يختار بين العدمية والعدمية. ولكن عليه أن يحاول الفهم ليفرق بين عدمية القسيس وعدمية الحاكم، عدمية الفقيه وعدمية الفيلسوف، وعليه أن يختار بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة. ويبدو الإنسان اليوم شبيها بالمرأة المتهمة بالسحر في العصور المظلمة لمحاكم التفتيش، حيث يربط بقدمها حجر كبير ويلقى بها في أقرب بحيرة، فإن غ ......
#الله
#الكينونة
#والوجود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694756
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم 
-;-فلا بد إذن من إعادة النظر في مفاهيم مثل العدمية، والعبثية، والإرتيابية، والإنكارية، واللاعقلانية أو اللامعقول، والسلبية واللاشيئية واللامبالاة واللا انتماء الخ. إن كل هذه المفاهيم والتصورات الفلسفية تظهر كل يوم على سطح الساحة الفكرية المعاصرة دون تمحيص أو تدقيق ورغم ان جذور هذه المفاهيم تبدو بعيدة تاريخيا عن إهتماماتنا المعاصرة، إلا أنه من الواضح ان السمة المشتركة بين كل هذه التصورات هي فكرة السلبية، أي فكرة قول (لا) للحياة، والإجابة بالنفي عن السؤال المطروح في البداية. ومن الواضح ايضا تشوش هذه التصورات وعدم وضوحها واختلاطها الواحد بالآخر، ومن هنا تأتي ضرورة الفحص والتدقيق والتحقيق في أصول وجذرو ومصدر هذه السلبية، لمحاولة فرزها وتخليصها من هذا الضباب الكثيف الذي يغلفها. والناتج فيما يبدو عن تجدد ونمو هذه النظرة الأخلاقية الجديدة والقديمة في آن واحد، والعميقة في تمركزها في الفكر العالمي، والتي تجتاح الحياة الفكرية في الشرق كما في الغرب. ونعني هنا النظرة الدينية للعالم وللأشياء. فالعدمية مثلا، والتي تغوص جذورها في التاريخ الفلسفي الغربي، تعاود الظهور ثانية وبإلحاح، بواسطة العديد من الفلاسفة والمفكرين في السنوات الأخيرة. واللجوء إلى مثل هذه المقولة كتفسير وحيد لأزمة العقل، راجع إلى حد ما لغياب المنظومات الفلسفية الشاملة من ناحية، وايضا ـ كما سبق القول ـ لتطور وتقدم الفكر الديني الغيبي وانتشاره السريع بين طبقات المثقفين من جميع الاجيال، واحتلال هذا الفكر الغيبي لفضاءات جديدة، واحتوائه لمساحات من الفلسفة لم تكن متاحة له من قبل. فالعدمية اعتبرت في السابق مرضا وسرطانا ينخر روح الحضارة الغربية، وسبب إنحطاطها، نتيجة سريان الأفكار الدينية المسيحية، في كل شرايينها الحيوية. هذه الروح المسيحية التي ترفض الحياة وتقلل من قيمتها، وترفض الجسد وإرهاصاته ولذاته المباشرة. وقد حمل نيتشة على هذه العدمية ونقدها عن طريق إنتقاد الدين المسيحي وتقويض أسسه الروحية. مركزا على أن الدين المسيحي كأيديولوجية، يرفض عموما غريزة الحياة مصدر القوة والحيوية. ولذلك لا بد من الخروج من هذه الدائرة العدمية لتخليص الإنسان من صخرة سيزيف وصليب المسيح، والقلق الذي ينخر وجوده، والوصول إلى الإنسان الصحيح عقلا وجسدا، أي الإنسان المتفوق حسب مقولة نيتشة، أو الإنسان الديمقراطي حسب الايديولوجيات المعاصرة. أي الإنسان الذي يحيا على هذه الأرض، ويتقبل كل مكوناته وذاته المطلقة ـ كمصدر أساسي ووحيد للحياة ـ والتخلص من الأفكار الشمولية والإجتماعية، والرجوع إلى "الموضوع" الفردي كقلعة للإنسانية. بينما من الجهة المقابلة، نرى أن الفكر الديني والغيبي يعتبر العدم كمصدر للخراب والدمار الذي حل بالأرض ومن عليها، معتبرا العدمية متمثلة في أفول المتعالي وسقوط الله من سمائه (في غياب الله كل شيء ممكن ـ حسب قول دوستوييفسكي)، وإعتبار الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية، وكذلك الإرهاب والتحلل النفسي والأخلاقي، وظاهرة الإنتحار كوارث ناتجة عن هذه الغولة، أو الشيطان المسمى بالعدم، الذي ينخر الحياة الأخلاقية، والذي يمجد الحياة المادية الفانية، ويبخس من قيمة الحياة الأزلية والقيم الدينية. وليس أمام الإنسان اليوم سوى أن يختار بين العدمية والعدمية. ولكن عليه أن يحاول الفهم ليفرق بين عدمية القسيس وعدمية الحاكم، عدمية الفقيه وعدمية الفيلسوف، وعليه أن يختار بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة. ويبدو الإنسان اليوم شبيها بالمرأة المتهمة بالسحر في العصور المظلمة لمحاكم التفتيش، حيث يربط بقدمها حجر كبير ويلقى بها في أقرب بحيرة، فإن غ ......
#الله
#الكينونة
#والوجود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694756
الحوار المتمدن
سعود سالم - الله غني عن الكينونة والوجود
إبراهيم جركس : الكينونة والزمان [1]: لماذا هيدغر يهمّنا؟ سيمون كريتشلي
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس الكينونة والزمان [1]: لماذا هيدغر يهمّنا؟سيمون كريتشلي ترجمة: إبراهيم قيس جركس أهم الفلاسفة القاريين وأكثرهم تأثيراً خلال القرن الماضي كان نازياً. كيف حدث ذلك؟ وماذا يمكننا أن نتعلّم منه؟ كان مارتن هيدغر (1889-1976) أهم الفلاسفة القاريين وأكثرهم تأثيراً خلال القرن العشرين. ويعتبر كتابه الطليعي ((الكينونة والزمان))، الذي نشر لأول مرة عام 1927، تحفته الفلسفية العظيمة. وليس بوسع أحدٌ فهم ما حدث في عالم الفلسفة القارية بعد هيدغر بدون الرجوع إلى كتابه “الكينونة والزمان”. علاوةً على ذلك، وبخلاف معظم الفلاسفة الأنغلو-أمريكيين، مارس هيدغر تأثيراً كبيراً خارج مجال الفلسفة، وضمن مجالات متنوعة كفنّ العمارة، والفن المعاصر، والنظرية السياسية والاجتماعية، التحليل النفسي، والعلاج النفسي، واللاهوت.بأية حال، وبسبب انتمائه السياسي للحزب القومي الاشتراكي عام 1933، حيث شغل منصب رئيس جامعة فرايبورغ جنوب غرب ألمانيا، مازال هيدغر فيلسوفاً مثيراً للجدل حتى الآن، كما أنه يعتبر مكروهاً في بعض الأوساط والدوائر وعرضةً لسوء الفهم.إنّ العلاقة بالغة الأهمية التي تربط بين هيدغر والفكر السياسي هو موضوع آخر يمكن مناقشته في مقالة أخرى. طبعاً، وبرأيي الشخصي، إنّ طبيعة ومدى انخراط هيدغر في الحزب القومي الاشتراكي لا يصبح مفهوماً من الناحية الفلسفية إلا إذا بدأنا نفهم ونستشعر القوة المقنعة التي تكمن في أعماله المكتوبة، وبشكل خاص “الكينونة والزمان”.المهمة التي ألقيتها على عاتقي في هذه المقالات تختصر في تذوّق ذلك الكتاب، على أمل أن نتعمّق في قراءته ودراسته أكثر. لكن ما أن تنتهي من قراءة كتاب “الكينونة والزمان” وتصبح خاضعاً لتأثيره، عندها ستلمح السؤال المعلّق فوق النص، كسيف داموقليس، على النحو التالي: كيف يمكن لأعظم فيلسوف _على سبيل الاتفاق_ في القرن العشرين أن يكون نازياً؟ ما الذي يخبرنا به هذا الانتماء السياسي _مهما طال أمده أو قصر_ بخصوص طبيعة الفلسفة والمخاطر والعواقب المترتبّة عنها عندما تدخل إلى عالم السياسة؟ # الكينونة والزمان “الكينونة والزمان” عمل طويل وصعب للغاية (437 صفحات في لغته الأصلية التي كتب بها: الألمانية). أمّا صعوبته البالغة فمردّها إلى أنّ هيدغر وضع على عاتقه مهمّة “هدم” _حسب تعبيره_ التراث الفلسفي. وسنرى نتائج هذه العملية لاحقاً، لكنّ النتيجة الرئيسية تتمثّل في أنّ هيدغر يرفض الاعتماد على المصطلحات والمفاهيم الفلسفية المعاصرة والنمطية، وحديثها عن الأبستمولوجيا (نظرية المعرفة)، الذاتية، التقديم، المعرفة الموضوعية، وما إلى هنالك من مفاهيم.هيدغر يمتلك الجرأة للعودة إلى لوح الكتابة من جديد وابتكار مفردات فلسفية جديدة. على سبيل المثال، هو يعتقد أنّ جميع مدركات الكائن البشري كالذات والأنا والشخص والوعي، أو طبعاً وحدة “عقل ـ دماغ”، جميعها رهينة تراث متأصّل من الفكر، لم يتمّ تمحيص افتراضاته وبديهياته بصورة راديكالية كافية. وهيدغر ما هو إلا مفكّر راديكالي يمضي لأبعد حدٍ ممكن: إنّه مفكّر يحاول الحفر عميقاً للوصول إلى جذور تجربتنا الحياتية للعالم بدلاً من قبول مرجعية التراث والتسليم بها والخضوع لها.يطلق هيدغر على الكائن البشري اسم “الدازاين Dasein“، وهي كلمة يمكن ترجمتها بعدّة أشكال: “الوجود-هناك”، “الكينونة-هناك”، أو “الكائن-هناك”[1]. والفكرة الأساسية هنا هي أنّ وجود الكائن الإنساني يسبق ماهيته. فهي تعني الوجود الإنساني بوصفه وجوداً في العالم منذ البداية. وبذلك فالكائن الإنساني أولاً وقبل أي شيء ......
#الكينونة
#والزمان
#[1]:
#لماذا
#هيدغر
#يهمّنا؟
#سيمون
#كريتشلي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698245
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس الكينونة والزمان [1]: لماذا هيدغر يهمّنا؟سيمون كريتشلي ترجمة: إبراهيم قيس جركس أهم الفلاسفة القاريين وأكثرهم تأثيراً خلال القرن الماضي كان نازياً. كيف حدث ذلك؟ وماذا يمكننا أن نتعلّم منه؟ كان مارتن هيدغر (1889-1976) أهم الفلاسفة القاريين وأكثرهم تأثيراً خلال القرن العشرين. ويعتبر كتابه الطليعي ((الكينونة والزمان))، الذي نشر لأول مرة عام 1927، تحفته الفلسفية العظيمة. وليس بوسع أحدٌ فهم ما حدث في عالم الفلسفة القارية بعد هيدغر بدون الرجوع إلى كتابه “الكينونة والزمان”. علاوةً على ذلك، وبخلاف معظم الفلاسفة الأنغلو-أمريكيين، مارس هيدغر تأثيراً كبيراً خارج مجال الفلسفة، وضمن مجالات متنوعة كفنّ العمارة، والفن المعاصر، والنظرية السياسية والاجتماعية، التحليل النفسي، والعلاج النفسي، واللاهوت.بأية حال، وبسبب انتمائه السياسي للحزب القومي الاشتراكي عام 1933، حيث شغل منصب رئيس جامعة فرايبورغ جنوب غرب ألمانيا، مازال هيدغر فيلسوفاً مثيراً للجدل حتى الآن، كما أنه يعتبر مكروهاً في بعض الأوساط والدوائر وعرضةً لسوء الفهم.إنّ العلاقة بالغة الأهمية التي تربط بين هيدغر والفكر السياسي هو موضوع آخر يمكن مناقشته في مقالة أخرى. طبعاً، وبرأيي الشخصي، إنّ طبيعة ومدى انخراط هيدغر في الحزب القومي الاشتراكي لا يصبح مفهوماً من الناحية الفلسفية إلا إذا بدأنا نفهم ونستشعر القوة المقنعة التي تكمن في أعماله المكتوبة، وبشكل خاص “الكينونة والزمان”.المهمة التي ألقيتها على عاتقي في هذه المقالات تختصر في تذوّق ذلك الكتاب، على أمل أن نتعمّق في قراءته ودراسته أكثر. لكن ما أن تنتهي من قراءة كتاب “الكينونة والزمان” وتصبح خاضعاً لتأثيره، عندها ستلمح السؤال المعلّق فوق النص، كسيف داموقليس، على النحو التالي: كيف يمكن لأعظم فيلسوف _على سبيل الاتفاق_ في القرن العشرين أن يكون نازياً؟ ما الذي يخبرنا به هذا الانتماء السياسي _مهما طال أمده أو قصر_ بخصوص طبيعة الفلسفة والمخاطر والعواقب المترتبّة عنها عندما تدخل إلى عالم السياسة؟ # الكينونة والزمان “الكينونة والزمان” عمل طويل وصعب للغاية (437 صفحات في لغته الأصلية التي كتب بها: الألمانية). أمّا صعوبته البالغة فمردّها إلى أنّ هيدغر وضع على عاتقه مهمّة “هدم” _حسب تعبيره_ التراث الفلسفي. وسنرى نتائج هذه العملية لاحقاً، لكنّ النتيجة الرئيسية تتمثّل في أنّ هيدغر يرفض الاعتماد على المصطلحات والمفاهيم الفلسفية المعاصرة والنمطية، وحديثها عن الأبستمولوجيا (نظرية المعرفة)، الذاتية، التقديم، المعرفة الموضوعية، وما إلى هنالك من مفاهيم.هيدغر يمتلك الجرأة للعودة إلى لوح الكتابة من جديد وابتكار مفردات فلسفية جديدة. على سبيل المثال، هو يعتقد أنّ جميع مدركات الكائن البشري كالذات والأنا والشخص والوعي، أو طبعاً وحدة “عقل ـ دماغ”، جميعها رهينة تراث متأصّل من الفكر، لم يتمّ تمحيص افتراضاته وبديهياته بصورة راديكالية كافية. وهيدغر ما هو إلا مفكّر راديكالي يمضي لأبعد حدٍ ممكن: إنّه مفكّر يحاول الحفر عميقاً للوصول إلى جذور تجربتنا الحياتية للعالم بدلاً من قبول مرجعية التراث والتسليم بها والخضوع لها.يطلق هيدغر على الكائن البشري اسم “الدازاين Dasein“، وهي كلمة يمكن ترجمتها بعدّة أشكال: “الوجود-هناك”، “الكينونة-هناك”، أو “الكائن-هناك”[1]. والفكرة الأساسية هنا هي أنّ وجود الكائن الإنساني يسبق ماهيته. فهي تعني الوجود الإنساني بوصفه وجوداً في العالم منذ البداية. وبذلك فالكائن الإنساني أولاً وقبل أي شيء ......
#الكينونة
#والزمان
#[1]:
#لماذا
#هيدغر
#يهمّنا؟
#سيمون
#كريتشلي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698245
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - الكينونة والزمان [1]: لماذا هيدغر يهمّنا؟ سيمون كريتشلي
إبراهيم جركس : الكينونة والزمان [2]: الأنا سيمون كريتشلي
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس الكينونة والزمان [2]: الأناسيمون كريتشلي ترجمة إبراهيم قيس جركس كما يوضّح هيدغر خلال الصفحة الافتتاحية غير المُعَنوَنَة التي يستهلّ بها كتابه “الكينونة والزمان”، أهمّ مسألة جوهرية في هذا الكتاب هي مسألة “الكينونة”. إنّه السؤال الذي أثاره أرسطو ضمن مخطوطة غير مُعَنوَنَة أصلاً يعود تاريخها إلى ما قبل 2500 عام، لكنّها أصبحت تعرف لاحقاً بكتاب ماوراء الطبيعة أو “الميتافيزيقا”. بالنسبة لأرسطو، هناك علم يُعنى بدراسة مايطلق عليه تسمية “الوجود بذاته”، بدون أي اعتبار لأي عوالم معيّنة للوجود، كوجود الأشياء الحية (علم الأحياء/البيولوجيا)، أو وجود العالم الطبيعي (المادي/الفيزيائي).الميتافيزيقا هو مجال البحث الذي يطلق عليه أرسطو نفسه اسم “الفلسفة الأولى” ويحتلّ مرتبة الصدارة من ناحية الأولوية قبل أي شيء آخر. إنّه المجال الفلسفي الأكثر تجريداً وعموميةً، كما يتعذّر تحديده أو تعريف ماهيته. لكنّه أيضاً المجال الأهم والأكثر حيويةً.بكثير من الكبرياء الذي يُشكَر عليه، يشرع هيدغر في البحث حول هذه المسألة وإيجاد الأجوبة عليها في كتابه “الكينونة والزمان”. فهو يبدأ من سلسلة من التساؤلات العشوائية والاعتباطية على غرار: هل نمتلك جواباً على السؤال عن مهنى الوجود؟ فيجيب: على الإطلاق. وهل نشعر بالحيرة والقلق بشأن هذا السؤال؟ يعيد هيدغر مكرّراً جوابه: أبداً. لذا فإنّ أوّل وأهم تحدٍ أمام كتاب هيدغر هو لكشف عن حيرتنا وقلقنا تجاه هذا السؤال مصدر جميع الأسئلة، سؤال هاملِت لنفسه: “أكون أو لا أكون؟”.بالنسبة لهيدغر، ما يميّز الكائن البشري أو الإنسان، هو هذه القدرة على التحيّر والقلق والتساؤل حيال أعمق الأسئلة وأكثرها غموضاً: لماذا هناك شيء بدلاً من لاشيء؟. لذلك، نجد أنّ وظيفة كتاب “الكينونة والزمان” هي إيقاظ حسّ الحيرة والقلق والتساؤل فينا. فالتساؤل _كما سيعبّر هيدغر لاحقاً خلال مسيرته الفلسفية_ هو “تقوى الفكر”.أوّل عبارة عظيمة يفتتح بها هيدغر كتابه هي: ((نحن أنفسنا الكيانات التي ينبغي تحليلها))، هذه العبارة هي مفتاح المفهوم الحيوي والأساسي “للأنا” Jemeinigkeit، الذي يبدأ به الكتاب: إذا كنتُ أنا هو الكائن الذي يُوَجّه إليه السؤال _أكون أو لا أكون_ عندئذٍ ستكون مسألة الوجود أو الكينونة عائدةً إليّ “أنا” لأكون، بطريقة أو بأخرى.فيمَ، إذن، تكمن كينونة الإنسان؟ يجيب هيدغر: في الوجود Existenz. لذلك، يجب مقاربة مسألة الكينونة عن طريق مايسمّيه هيدغر “بالتحليل الوجودي”. لكن ما نوع هذا الوجود الإنساني، وما هو شكله؟… من الواضح أنّه محدود بالزمن: فنحن كائنات لنا ماضٍ، ونسير عبر الحاضر، وأمامنا سلسلة من الإمكانيات والاحتمالات المستقبلية، وهذا ما يطلق عليه هيدغر “أشكال الوجود” أو “أنماط الوجود”. والنقطة التي يثيرها هيدجر هنا في منتهى الأناقة والبساطة: الكائن البشري/الإنسان لا يمكن تعريفه بالسؤال “ماذا/ما” فهو ليس مجرّد كرسي أو طاولة، بل بالسؤال “مَنْ”، لأنّه الكائن الذي تشكّل من خلال وجوده عبر الزمان. فأن تكون إنساناً معناه أن تكون موجوداً في ماضٍ ما، ضمن سياق تاريخ شخصي أو ثقافي، وعبر سلسلة مفتوحة من الاحتمالات والإمكانيات يمكنك بلوغها وتحقيقها أم لا.هذا الكلام يصل بنا إلى نقطة في غاية الأهمية: إذا كانت كينونة الإنسان محدّدة بالأنا، فإنّ كينونتي ليست مسألة لامبالاة أو عدم اكتراث بالنسبة إليّ. فالطاولة أو الكرسي لا تستطيع مناجاة نفسها كما فعل هاملِت، أو المرور بتجربة مُسائَلَة الذات والشك الذاتي التي عبّر عنها هاملت بمناجاته. لكن ......
#الكينونة
#والزمان
#[2]:
#الأنا
#سيمون
#كريتشلي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698369
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس الكينونة والزمان [2]: الأناسيمون كريتشلي ترجمة إبراهيم قيس جركس كما يوضّح هيدغر خلال الصفحة الافتتاحية غير المُعَنوَنَة التي يستهلّ بها كتابه “الكينونة والزمان”، أهمّ مسألة جوهرية في هذا الكتاب هي مسألة “الكينونة”. إنّه السؤال الذي أثاره أرسطو ضمن مخطوطة غير مُعَنوَنَة أصلاً يعود تاريخها إلى ما قبل 2500 عام، لكنّها أصبحت تعرف لاحقاً بكتاب ماوراء الطبيعة أو “الميتافيزيقا”. بالنسبة لأرسطو، هناك علم يُعنى بدراسة مايطلق عليه تسمية “الوجود بذاته”، بدون أي اعتبار لأي عوالم معيّنة للوجود، كوجود الأشياء الحية (علم الأحياء/البيولوجيا)، أو وجود العالم الطبيعي (المادي/الفيزيائي).الميتافيزيقا هو مجال البحث الذي يطلق عليه أرسطو نفسه اسم “الفلسفة الأولى” ويحتلّ مرتبة الصدارة من ناحية الأولوية قبل أي شيء آخر. إنّه المجال الفلسفي الأكثر تجريداً وعموميةً، كما يتعذّر تحديده أو تعريف ماهيته. لكنّه أيضاً المجال الأهم والأكثر حيويةً.بكثير من الكبرياء الذي يُشكَر عليه، يشرع هيدغر في البحث حول هذه المسألة وإيجاد الأجوبة عليها في كتابه “الكينونة والزمان”. فهو يبدأ من سلسلة من التساؤلات العشوائية والاعتباطية على غرار: هل نمتلك جواباً على السؤال عن مهنى الوجود؟ فيجيب: على الإطلاق. وهل نشعر بالحيرة والقلق بشأن هذا السؤال؟ يعيد هيدغر مكرّراً جوابه: أبداً. لذا فإنّ أوّل وأهم تحدٍ أمام كتاب هيدغر هو لكشف عن حيرتنا وقلقنا تجاه هذا السؤال مصدر جميع الأسئلة، سؤال هاملِت لنفسه: “أكون أو لا أكون؟”.بالنسبة لهيدغر، ما يميّز الكائن البشري أو الإنسان، هو هذه القدرة على التحيّر والقلق والتساؤل حيال أعمق الأسئلة وأكثرها غموضاً: لماذا هناك شيء بدلاً من لاشيء؟. لذلك، نجد أنّ وظيفة كتاب “الكينونة والزمان” هي إيقاظ حسّ الحيرة والقلق والتساؤل فينا. فالتساؤل _كما سيعبّر هيدغر لاحقاً خلال مسيرته الفلسفية_ هو “تقوى الفكر”.أوّل عبارة عظيمة يفتتح بها هيدغر كتابه هي: ((نحن أنفسنا الكيانات التي ينبغي تحليلها))، هذه العبارة هي مفتاح المفهوم الحيوي والأساسي “للأنا” Jemeinigkeit، الذي يبدأ به الكتاب: إذا كنتُ أنا هو الكائن الذي يُوَجّه إليه السؤال _أكون أو لا أكون_ عندئذٍ ستكون مسألة الوجود أو الكينونة عائدةً إليّ “أنا” لأكون، بطريقة أو بأخرى.فيمَ، إذن، تكمن كينونة الإنسان؟ يجيب هيدغر: في الوجود Existenz. لذلك، يجب مقاربة مسألة الكينونة عن طريق مايسمّيه هيدغر “بالتحليل الوجودي”. لكن ما نوع هذا الوجود الإنساني، وما هو شكله؟… من الواضح أنّه محدود بالزمن: فنحن كائنات لنا ماضٍ، ونسير عبر الحاضر، وأمامنا سلسلة من الإمكانيات والاحتمالات المستقبلية، وهذا ما يطلق عليه هيدغر “أشكال الوجود” أو “أنماط الوجود”. والنقطة التي يثيرها هيدجر هنا في منتهى الأناقة والبساطة: الكائن البشري/الإنسان لا يمكن تعريفه بالسؤال “ماذا/ما” فهو ليس مجرّد كرسي أو طاولة، بل بالسؤال “مَنْ”، لأنّه الكائن الذي تشكّل من خلال وجوده عبر الزمان. فأن تكون إنساناً معناه أن تكون موجوداً في ماضٍ ما، ضمن سياق تاريخ شخصي أو ثقافي، وعبر سلسلة مفتوحة من الاحتمالات والإمكانيات يمكنك بلوغها وتحقيقها أم لا.هذا الكلام يصل بنا إلى نقطة في غاية الأهمية: إذا كانت كينونة الإنسان محدّدة بالأنا، فإنّ كينونتي ليست مسألة لامبالاة أو عدم اكتراث بالنسبة إليّ. فالطاولة أو الكرسي لا تستطيع مناجاة نفسها كما فعل هاملِت، أو المرور بتجربة مُسائَلَة الذات والشك الذاتي التي عبّر عنها هاملت بمناجاته. لكن ......
#الكينونة
#والزمان
#[2]:
#الأنا
#سيمون
#كريتشلي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698369
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - الكينونة والزمان [2]: ((الأنا)) سيمون كريتشلي
إبراهيم جركس : الكينونة والزمان [3]: الوجود في العالم سيمون كريتشلي
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس الكينونة والزمان [3]: الوجود في العالمسيمون كريتشلي ترجمة إبراهيم قيس جركس ((تنويه: الدازاين Dasein معناه "الوجود-هناك" في العالَم))كيف قَلَبَ هيدغر ديكارت رأساً على عَقِب: لنكون أولاً، ثمّ نفكّر بعدها. تحدّثتُ في مقالتي الأولى[1] عن محاولة هيدغر هدم ألفاظنا ومصطلحاتنا الفلسفية التقليدية المألوفة، واستبدالها بشيء آخر جديد تماماً. أمّا ما يسعى هيدغر بالتحديد لهدمه فهو ذلك التصوّر الشائع في الفكر الفلسفي للعلاقة بين الإنسان والعالم. ذلك التصوّر الذي أدخَلَهُ الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (طبعاً ديكارت هو المتّهم الرئيسي الذي يقف على منصّة الاتهام في هذا الكتاب). باختصار شديد، إنّها الفكرة التي تقول أنّ هناك نوعان من الجواهر في هذا العالم: الأشياء المفكّرة والواعية مثلنا نحن البشر، والأشياء المُمتَدّة، أي ذات الامتداد في المكان كالطاولة والكرسي، وبالتأكيد كامل نسيج المكان والزمان. إنّ العلاقة بين الأشياء المفكّرة والآشياء الممتدّة علاقة معرفة، وتكمن الوظيفة الفلسفية والعلمية في ضمان وصول الذات _كما سُميَت لاحقاً_ إلى عالم الأشياء. وهذا مايمكن أن نطلق عليه “الترجمة الأبستمولوجية” للعلاقة بين الإنسان والعالم، حيث أنّ أبستمولوجيا تعني “نظرية المعرفة”، وهيدغر لا ينفي أهمية المعرفة، بل يرفض أولويتها وأسبقيتها بكلّ بساطة. هناك وحدة عميقة سابقة لهذه الصورة الثنائية للعلاقة بين الإنسان والعالم يحاول هيدغر وضع يده عليها ضمن صيغته الشهيره: ((الدازاين هو: الوجود- في-العالم)). لكن ما الذي يعنيه بذلك؟ إذا كان الإنسان “موجوداً-في-العالم” فعلاً، عندها يستلزم ذلك أنّ العالم نفسه هو جزء من القانون الأساسي لِما يعني أن تكون إنساناً. هذا معناه: أنا لستُ ذاتاً منفصلة هائمة، أو “أنا” حرّة مستقلّة تواجه لوحدها عالَماً من الأشياء التي تقابلني وتصطفّ أمامي. بل أنا هو عالمي، على حدّ تعبير هيدغر. العالم جزءٌ مني، قطعة من كينونتي، من نسيح وجودي. يمكننا أن ندرك لُبّ فكرة هيدغر هنا بالنظر إلى الدازاين ليس كذات منفصلة عن عالم الأشياء، بل كتجربة انفتاح، حيث أنّ كينونتي غير منفصلة عن كينونة العالم. فأنا متّصل ومُتَشَرّب بعالمي، ولستُ مفصولاً عنه بنوعٍ من “العقل”، أو مايسميه هيدغر “خِزانة الوعي”. حجّة هيدغر الأساسية في نقاشه عن العالم بكتابه “الكينونة والزمان” هي أنّ العالم يعلن عن ذاته “مبدئياً وعادةً” Zunä-;-scht und Zumeist كشيء مفيد وفي متناول اليد، عالم التجربة الحياتية اليومية العادية والمألوفة. تفاعلي القريب مع الطاولة التي أكتب عليها هذه الكلمات ليس بوصفها شيئاً مصنوعة من مواد معروفة موجودة في العالم (خشب وحديد على سبيل المثال)، وموضوعة ضمن حيّز مكاني منتظم ومرتّب هندسياً. بل هي مجرّد طاولة أستخدمها للكتابة عليها، وهي شيء مفيد لتنظيم أوراقي فوقها، وحاسوبي الشخصي وفنجان قهوتي. ويشير هيدغر بإصرار بأنّنا يجب أن “نتجاهل ميولنا التفسيرية ونضعها جانباً، تلك الميول التي تلقي بغطائها كاملاً على كامل تجربتنا اليومية للعالم وتنزع لإضفاء صبغتها على الأشياء من حولنا”. العالم يعجّ بالأشياء المفيدة التي تتواجد معنا ككل، وهي في متناول يدي، وذات معنى بالنسبة لي. وبصورة أكثر تبسيطاً، العالم مليء بالأشياء المترابطة فيما بينها: حاسوبي الشخصي على مكتبي، تظارتي التي تستند على أنفي، المكتب فوق الأرض، ويمكنني النظر خارج نافذة غرفتي، وأرى الحديقة وأسمع ضجيج المدينة وهدير سيارات الشرطة والإسعاف وجميع الأمور التي تشير إلى الحياة ......
#الكينونة
#والزمان
#[3]:
#الوجود
#العالم
#سيمون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698489
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس الكينونة والزمان [3]: الوجود في العالمسيمون كريتشلي ترجمة إبراهيم قيس جركس ((تنويه: الدازاين Dasein معناه "الوجود-هناك" في العالَم))كيف قَلَبَ هيدغر ديكارت رأساً على عَقِب: لنكون أولاً، ثمّ نفكّر بعدها. تحدّثتُ في مقالتي الأولى[1] عن محاولة هيدغر هدم ألفاظنا ومصطلحاتنا الفلسفية التقليدية المألوفة، واستبدالها بشيء آخر جديد تماماً. أمّا ما يسعى هيدغر بالتحديد لهدمه فهو ذلك التصوّر الشائع في الفكر الفلسفي للعلاقة بين الإنسان والعالم. ذلك التصوّر الذي أدخَلَهُ الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (طبعاً ديكارت هو المتّهم الرئيسي الذي يقف على منصّة الاتهام في هذا الكتاب). باختصار شديد، إنّها الفكرة التي تقول أنّ هناك نوعان من الجواهر في هذا العالم: الأشياء المفكّرة والواعية مثلنا نحن البشر، والأشياء المُمتَدّة، أي ذات الامتداد في المكان كالطاولة والكرسي، وبالتأكيد كامل نسيج المكان والزمان. إنّ العلاقة بين الأشياء المفكّرة والآشياء الممتدّة علاقة معرفة، وتكمن الوظيفة الفلسفية والعلمية في ضمان وصول الذات _كما سُميَت لاحقاً_ إلى عالم الأشياء. وهذا مايمكن أن نطلق عليه “الترجمة الأبستمولوجية” للعلاقة بين الإنسان والعالم، حيث أنّ أبستمولوجيا تعني “نظرية المعرفة”، وهيدغر لا ينفي أهمية المعرفة، بل يرفض أولويتها وأسبقيتها بكلّ بساطة. هناك وحدة عميقة سابقة لهذه الصورة الثنائية للعلاقة بين الإنسان والعالم يحاول هيدغر وضع يده عليها ضمن صيغته الشهيره: ((الدازاين هو: الوجود- في-العالم)). لكن ما الذي يعنيه بذلك؟ إذا كان الإنسان “موجوداً-في-العالم” فعلاً، عندها يستلزم ذلك أنّ العالم نفسه هو جزء من القانون الأساسي لِما يعني أن تكون إنساناً. هذا معناه: أنا لستُ ذاتاً منفصلة هائمة، أو “أنا” حرّة مستقلّة تواجه لوحدها عالَماً من الأشياء التي تقابلني وتصطفّ أمامي. بل أنا هو عالمي، على حدّ تعبير هيدغر. العالم جزءٌ مني، قطعة من كينونتي، من نسيح وجودي. يمكننا أن ندرك لُبّ فكرة هيدغر هنا بالنظر إلى الدازاين ليس كذات منفصلة عن عالم الأشياء، بل كتجربة انفتاح، حيث أنّ كينونتي غير منفصلة عن كينونة العالم. فأنا متّصل ومُتَشَرّب بعالمي، ولستُ مفصولاً عنه بنوعٍ من “العقل”، أو مايسميه هيدغر “خِزانة الوعي”. حجّة هيدغر الأساسية في نقاشه عن العالم بكتابه “الكينونة والزمان” هي أنّ العالم يعلن عن ذاته “مبدئياً وعادةً” Zunä-;-scht und Zumeist كشيء مفيد وفي متناول اليد، عالم التجربة الحياتية اليومية العادية والمألوفة. تفاعلي القريب مع الطاولة التي أكتب عليها هذه الكلمات ليس بوصفها شيئاً مصنوعة من مواد معروفة موجودة في العالم (خشب وحديد على سبيل المثال)، وموضوعة ضمن حيّز مكاني منتظم ومرتّب هندسياً. بل هي مجرّد طاولة أستخدمها للكتابة عليها، وهي شيء مفيد لتنظيم أوراقي فوقها، وحاسوبي الشخصي وفنجان قهوتي. ويشير هيدغر بإصرار بأنّنا يجب أن “نتجاهل ميولنا التفسيرية ونضعها جانباً، تلك الميول التي تلقي بغطائها كاملاً على كامل تجربتنا اليومية للعالم وتنزع لإضفاء صبغتها على الأشياء من حولنا”. العالم يعجّ بالأشياء المفيدة التي تتواجد معنا ككل، وهي في متناول يدي، وذات معنى بالنسبة لي. وبصورة أكثر تبسيطاً، العالم مليء بالأشياء المترابطة فيما بينها: حاسوبي الشخصي على مكتبي، تظارتي التي تستند على أنفي، المكتب فوق الأرض، ويمكنني النظر خارج نافذة غرفتي، وأرى الحديقة وأسمع ضجيج المدينة وهدير سيارات الشرطة والإسعاف وجميع الأمور التي تشير إلى الحياة ......
#الكينونة
#والزمان
#[3]:
#الوجود
#العالم
#سيمون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698489
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - الكينونة والزمان [3]: ((الوجود في العالم)) سيمون كريتشلي