أحمد أغ أبو اليسر : الموتى - الأحياء - الحب:
#الحوار_المتمدن
#أحمد_أغ_أبو_اليسر قصة قصيرة مجنونة– كررررررت كررررررت كرررررت..يرن الهاتف من جيب بنطاله الأمامي مرارا ولا يرد، وهو ساهم في الغروب الذي ترتسم ألوانه الوردية الحمراء فوق أمواج البحر المتلاحمة.. يزعجه رنين الهاتف ويُدخل يدَه في جيب بنطاله ويضعه على الصامت دون أن يعرف هوية المتصل..يستمر في تأمل ألوان الغسق وهي تحمر وتنعكس على مرآة البحر في آخر نقطة يصلها بصره، وهو يستمتع بالأغاني الحزينة الصامتة التي تصدرها مجرتنا في هذا الوقت، عندما يلتحم كل شيء فيها بسواد الليل البهي..– ازززززززت ازززززززت اززززززت.. يقطعه فيبرير الهاتف مرة أخرى من التناغم مع هدوء موسيقى الطبيعة فيقذف شتيمة نابية في الهواء: – حمار بن الداعرة ما الذي يريده مني هذا القضيب العفن؟يُخرِج الهاتف ويرد دون أن يعرف هوية المتصل، فيأتيه صوت أنثوي معهود بالنسبة إليه، ولكنه مليء بنبرة الرعب والهلع حد الإغماء:— هلا حبيبي هل رأيت ما جرى اليوم؟ هل شاهدت السماء اليوم؟ لقد حدث عندنا اليوم شيء لم يحدث ولم تسمع به البشرية في طول تاريخها على الإطلاق.. شيء لم يصل إليه ولا حتى الخيال العلمي.. أرجوك حبيبي أن تسرع للبيت فأنا سأموت من الهلع إذا بقيتُ لوحدي في البيت مع هؤلاء الزومبي.. أنا خائفة جدا حبيبي.. خائفة... خائف... خائ... خا...، وينقطع صوتها المتسارع من شدة الهلع دون أن تعطيه فرصة ليعرف ماذا جرى..أعاد الاتصال عليها وهو مرعوب، فبدأ الهاتف يرن ويرن ويرن حتى رجع الخط دون رد..استدار للخلف إلى سيارة هونداي بيضاء قديمة اشتراها قبل سنوات عدة.. أشعل المحرك ببطئ وهو يرسل بخار السيجارة أمامه ويفكر فيما يمكن أن يرعب زوجته الشابة التي ما زال جسمها يعج بالحياة والرقة والجمال..فور ابتعاده عن كورنيش البحر ليدخل المدينة لاحظ اكتظاظ الشوارع بمئات الآلاف من الناس الفارين من المنازل وتدهسهم السيارات الفارة في مشاهد هيستيرية فوق الوصف لا تحدث لا في الأحلام ولا في أفلام الجريمة.. رنين السيارات يملؤ الدنيا ضجيجا وكأنه مشهد لزفاف أحد قياصرة رومانيا القديمة، لكن الغريب أن الناس أيضا يهرولون مفزوعين بمئات الآلاف بين السيارات هاربين أطفالا ورجالا، ونساء، وعجزة، في ليلة قيامة عجيبة، انكسرتْ فيها كل إشارات المرور على الطرق، ولم يعد من أحد يتذكر فيها قوانين السير، فحدث اكتظاظ وحوادث تعفنت فيها الطرق بسيول الدماء وأشلاء قتلى الحوادث.. لم يبق عمود كهربائى لم يسقط.. توقفت جميع تقنيات شركات الكهرباء فغرقت المدينة في قبر من الظلمات لولا إضاءات السيارات التي تعكس لك هنا وهناك بياض أسنان الموتى المبتسمين، وبياض عيونهم وكأنها عيون ثعالب.. لم يكن أمام روبرت روميو إلا أن يوقف سيارته غصبا في أول طريق معبد تدخل المدينةَ عبر الكورنيش من خلاله، ويقف وسط أمواج وبحور من أبناء البشر الهاربين نحو أن يُغرِقوا أنفسهم في البحر ويختفوا من الحياة مدى الأبد.. أنزل زجاج السيارة على يمينه وصرخ مستفسرا: – وحق إبليس ما الذي يجري يا ناس؟لم يتوقع أن يسمعه أحد داخل أهوال القيامة هذه، لكنه تفاجأ بشخص دهسه هو نفسه دون أن يدري وهو يلملم رجله المكسورة حتى التصقت بالطريق وهو يجيبه: –انظرْ إلى السماء أيها المغفل، وانظر إلى الأرض لتعرف ماذا جرى.. ألا ترى الخرق الكبير الأسود الذي دخل السماء وسقطت من خلاله كل آبائنا الموتى؟ لقد رجع آباؤنا وأجدادنا، لقد رجعوا إلينا في بيوتهم.. أقسم لك أن جدتي دخلت المنزل علي وهي قادمة من الجنة وتحمل معها بعض حلويات الفردوس لنا، وهي تطير في غرف البيت بأجنحة من النور منذ العصر إلى الآن، وجدي أيضا رجع من ج ......
#الموتى
#الأحياء
#الحب:
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689567
#الحوار_المتمدن
#أحمد_أغ_أبو_اليسر قصة قصيرة مجنونة– كررررررت كررررررت كرررررت..يرن الهاتف من جيب بنطاله الأمامي مرارا ولا يرد، وهو ساهم في الغروب الذي ترتسم ألوانه الوردية الحمراء فوق أمواج البحر المتلاحمة.. يزعجه رنين الهاتف ويُدخل يدَه في جيب بنطاله ويضعه على الصامت دون أن يعرف هوية المتصل..يستمر في تأمل ألوان الغسق وهي تحمر وتنعكس على مرآة البحر في آخر نقطة يصلها بصره، وهو يستمتع بالأغاني الحزينة الصامتة التي تصدرها مجرتنا في هذا الوقت، عندما يلتحم كل شيء فيها بسواد الليل البهي..– ازززززززت ازززززززت اززززززت.. يقطعه فيبرير الهاتف مرة أخرى من التناغم مع هدوء موسيقى الطبيعة فيقذف شتيمة نابية في الهواء: – حمار بن الداعرة ما الذي يريده مني هذا القضيب العفن؟يُخرِج الهاتف ويرد دون أن يعرف هوية المتصل، فيأتيه صوت أنثوي معهود بالنسبة إليه، ولكنه مليء بنبرة الرعب والهلع حد الإغماء:— هلا حبيبي هل رأيت ما جرى اليوم؟ هل شاهدت السماء اليوم؟ لقد حدث عندنا اليوم شيء لم يحدث ولم تسمع به البشرية في طول تاريخها على الإطلاق.. شيء لم يصل إليه ولا حتى الخيال العلمي.. أرجوك حبيبي أن تسرع للبيت فأنا سأموت من الهلع إذا بقيتُ لوحدي في البيت مع هؤلاء الزومبي.. أنا خائفة جدا حبيبي.. خائفة... خائف... خائ... خا...، وينقطع صوتها المتسارع من شدة الهلع دون أن تعطيه فرصة ليعرف ماذا جرى..أعاد الاتصال عليها وهو مرعوب، فبدأ الهاتف يرن ويرن ويرن حتى رجع الخط دون رد..استدار للخلف إلى سيارة هونداي بيضاء قديمة اشتراها قبل سنوات عدة.. أشعل المحرك ببطئ وهو يرسل بخار السيجارة أمامه ويفكر فيما يمكن أن يرعب زوجته الشابة التي ما زال جسمها يعج بالحياة والرقة والجمال..فور ابتعاده عن كورنيش البحر ليدخل المدينة لاحظ اكتظاظ الشوارع بمئات الآلاف من الناس الفارين من المنازل وتدهسهم السيارات الفارة في مشاهد هيستيرية فوق الوصف لا تحدث لا في الأحلام ولا في أفلام الجريمة.. رنين السيارات يملؤ الدنيا ضجيجا وكأنه مشهد لزفاف أحد قياصرة رومانيا القديمة، لكن الغريب أن الناس أيضا يهرولون مفزوعين بمئات الآلاف بين السيارات هاربين أطفالا ورجالا، ونساء، وعجزة، في ليلة قيامة عجيبة، انكسرتْ فيها كل إشارات المرور على الطرق، ولم يعد من أحد يتذكر فيها قوانين السير، فحدث اكتظاظ وحوادث تعفنت فيها الطرق بسيول الدماء وأشلاء قتلى الحوادث.. لم يبق عمود كهربائى لم يسقط.. توقفت جميع تقنيات شركات الكهرباء فغرقت المدينة في قبر من الظلمات لولا إضاءات السيارات التي تعكس لك هنا وهناك بياض أسنان الموتى المبتسمين، وبياض عيونهم وكأنها عيون ثعالب.. لم يكن أمام روبرت روميو إلا أن يوقف سيارته غصبا في أول طريق معبد تدخل المدينةَ عبر الكورنيش من خلاله، ويقف وسط أمواج وبحور من أبناء البشر الهاربين نحو أن يُغرِقوا أنفسهم في البحر ويختفوا من الحياة مدى الأبد.. أنزل زجاج السيارة على يمينه وصرخ مستفسرا: – وحق إبليس ما الذي يجري يا ناس؟لم يتوقع أن يسمعه أحد داخل أهوال القيامة هذه، لكنه تفاجأ بشخص دهسه هو نفسه دون أن يدري وهو يلملم رجله المكسورة حتى التصقت بالطريق وهو يجيبه: –انظرْ إلى السماء أيها المغفل، وانظر إلى الأرض لتعرف ماذا جرى.. ألا ترى الخرق الكبير الأسود الذي دخل السماء وسقطت من خلاله كل آبائنا الموتى؟ لقد رجع آباؤنا وأجدادنا، لقد رجعوا إلينا في بيوتهم.. أقسم لك أن جدتي دخلت المنزل علي وهي قادمة من الجنة وتحمل معها بعض حلويات الفردوس لنا، وهي تطير في غرف البيت بأجنحة من النور منذ العصر إلى الآن، وجدي أيضا رجع من ج ......
#الموتى
#الأحياء
#الحب:
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689567
الحوار المتمدن
أحمد أغ أبو اليسر - الموتى - الأحياء - الحب:
ضيا اسكندر : جمعيّة دفن الموتى
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر كان الوقت صباحاً عندما نزل أبو عبدو من السرفيس، واختار أن يُكمل رحلته سيراً على الأقدام رغم بعد المسافة. اتّجه إلى مقصده يجرُّ وراءه سنواته السبعين ليوفّر على نفسه أجور المواصلات التي باتت فوق طاقته. وبعد أكثر من نصف ساعة وصل إلى وجهته. توقّف يقرأ الشاخصة في أعلى مدخل «جمعية دفن الموتى» ويلقي نظرة على أوراق النعي الملصقة على جانِبَيّ الباب. ثم ولج محنيّ الظهر قليلاً وهو يتفحّص الرَّدهَةَ بخطى وئيدة مضطربة، إلى أن وقع بصره على أحد العاملين يجلس خلف طاولته يعبث في موبايله. فبادره بالتحية قائلاً:- السلام عليكم يا أخ! - وعليكم السلام ورحمة الله.- من هو المسؤول هنا من فضلك؟- أمر يا عمّ، ماذا تريد؟- الحقيقة لديّ ولدان توفّيا منذ يومين وجئتُ أسـأل عن ثمن القبر.بدا وجه الموظف الخمسينيّ وكأنه قُدَّ من خشب؛ كان جامداً لا ينمُّ عن أيّ شعور. وقال مواسياً ببرود: - الرحمة عليهما. يعني تريد قبرين؟أجاب أبو عبدو بمذلّة وبصوتٍ غائرٍ مثل عينيه:- لا والله يا أخي، بل قبر واحد. فقد قرّرتُ دفنهما إلى جانب بعضهما وبشكلٍ شاقولي اختصاراً للمساحة. يحتاج القبر والحال هذه فقط إلى تعميق الحفر حوالي نصف متر إضافي..تقلّص وجه الموظف وصرخت في عينيه نظرة ذاهلة متردّدة مليئة بالاستفهام، كأنما شكَّ في صدق كلامه. وبعد لحظات من الصمت اعتدل في جلسته ثم أغلق موبايله وابتسم برثاء قائلاً في تهكّم:- بشكلٍ شاقولي؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولكن هذا مخالف لكل الشرائع السماوية يا عمّي! اتّقِ الله، ما هذا الكلام؟!- في محنتي الراهنة لم أعد أؤمن بشيء. ليس باليد حيلة والله. ظروفي صعبة للغاية يا أخي ويتعذّر عليّ شراء قبرين.أشار بيده الموظف إشارة تدلّ على الأسف. ودعاه للجلوس على كرسيّ قريب منه قائلاً بإشفاق:- الرحمة والمغفرة لروحَيهما الطاهرتين والصبر والسلوان لك ولباقي أفراد أسرتك. تفضّل، تفضّل اجلس يا عمّ!مسح أبو عبدو براحة كفّه حبّات العرق عن جبينه وتقدّم متمهّلاً بضع خطوات، وكأنه ينتظر بلهفة دعوته للجلوس ليرتاح من تعب مشواره الطويل. ردَّ على مواساة الموظف بصوتٍ واهنٍ وهو يتهالك على الكرسيّ: - تعيش يا أخي، الله يرحم أمواتك ولا يفجعك بعزيز.- وكيف توفّيا ولداك؟أجاب وهو يُصارع في داخله ليبقى متماسكاً:- أحدهما كان يعمل في لبنان بالبناء، يأتي إلى سورية كل شهر شهرين يدير باله علينا بقرشين. وبعد أن فرضت الحكومة دفع الـ (100) دولار على القادمين إلى البلاد من السوريين ليُسمح لهم بالدخول، امتنع عن المجيء بالمرّة. وفي التفجير الأخير في مرفأ بيروت استُشهِد. وسوف يصل جثمانه غداً. ثم توقّف هُنيهةً ورفع عينيه إلى السقف وهو يعضُّ على شفتيه ليمنع تحدّر العبرات التي احتشدت. فسارع الموظف إلى إعطائه محرمة من العلبة على الطاولة وهو يخفّف عنه. وبعد صمتٍ قصير تابع يقول:- أما الآخر، فكان يعمل بائع جوارب على رصيف في سوق شعبي. وفي أوقات فراغه يتسلّى ويخربش على الفيسبوك. وقد تم استدعاؤه مؤخراً من قبل فرع الأمن الجنائي لارتكابة جريمة إلكترونية كما قِيل له. ولم يسلّم نفسه لأنه سبق واعتُقِل في وقت سابق لأسباب سياسية. وخشي أن يتعرّض لذات التعذيب الرهيب الذي لاقاه على أيدي السلطات. فآثر التواري عن الأنظار وبات مهموماً يفكر ليل نهار في مصيبته، وضاقت الدنيا به إلى أن جاءته أزمة قلبية حادّة أودت بحياته البارحة. ومازال حتى الآن في برّاد المشفى بانتظار استلامه. (وتنهّد متابعاً بحزنٍ شديد والدموع تطفر من عينيه) والله يا أخي ضربتان على الرأس ليست ......
#جمعيّة
#الموتى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692574
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر كان الوقت صباحاً عندما نزل أبو عبدو من السرفيس، واختار أن يُكمل رحلته سيراً على الأقدام رغم بعد المسافة. اتّجه إلى مقصده يجرُّ وراءه سنواته السبعين ليوفّر على نفسه أجور المواصلات التي باتت فوق طاقته. وبعد أكثر من نصف ساعة وصل إلى وجهته. توقّف يقرأ الشاخصة في أعلى مدخل «جمعية دفن الموتى» ويلقي نظرة على أوراق النعي الملصقة على جانِبَيّ الباب. ثم ولج محنيّ الظهر قليلاً وهو يتفحّص الرَّدهَةَ بخطى وئيدة مضطربة، إلى أن وقع بصره على أحد العاملين يجلس خلف طاولته يعبث في موبايله. فبادره بالتحية قائلاً:- السلام عليكم يا أخ! - وعليكم السلام ورحمة الله.- من هو المسؤول هنا من فضلك؟- أمر يا عمّ، ماذا تريد؟- الحقيقة لديّ ولدان توفّيا منذ يومين وجئتُ أسـأل عن ثمن القبر.بدا وجه الموظف الخمسينيّ وكأنه قُدَّ من خشب؛ كان جامداً لا ينمُّ عن أيّ شعور. وقال مواسياً ببرود: - الرحمة عليهما. يعني تريد قبرين؟أجاب أبو عبدو بمذلّة وبصوتٍ غائرٍ مثل عينيه:- لا والله يا أخي، بل قبر واحد. فقد قرّرتُ دفنهما إلى جانب بعضهما وبشكلٍ شاقولي اختصاراً للمساحة. يحتاج القبر والحال هذه فقط إلى تعميق الحفر حوالي نصف متر إضافي..تقلّص وجه الموظف وصرخت في عينيه نظرة ذاهلة متردّدة مليئة بالاستفهام، كأنما شكَّ في صدق كلامه. وبعد لحظات من الصمت اعتدل في جلسته ثم أغلق موبايله وابتسم برثاء قائلاً في تهكّم:- بشكلٍ شاقولي؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولكن هذا مخالف لكل الشرائع السماوية يا عمّي! اتّقِ الله، ما هذا الكلام؟!- في محنتي الراهنة لم أعد أؤمن بشيء. ليس باليد حيلة والله. ظروفي صعبة للغاية يا أخي ويتعذّر عليّ شراء قبرين.أشار بيده الموظف إشارة تدلّ على الأسف. ودعاه للجلوس على كرسيّ قريب منه قائلاً بإشفاق:- الرحمة والمغفرة لروحَيهما الطاهرتين والصبر والسلوان لك ولباقي أفراد أسرتك. تفضّل، تفضّل اجلس يا عمّ!مسح أبو عبدو براحة كفّه حبّات العرق عن جبينه وتقدّم متمهّلاً بضع خطوات، وكأنه ينتظر بلهفة دعوته للجلوس ليرتاح من تعب مشواره الطويل. ردَّ على مواساة الموظف بصوتٍ واهنٍ وهو يتهالك على الكرسيّ: - تعيش يا أخي، الله يرحم أمواتك ولا يفجعك بعزيز.- وكيف توفّيا ولداك؟أجاب وهو يُصارع في داخله ليبقى متماسكاً:- أحدهما كان يعمل في لبنان بالبناء، يأتي إلى سورية كل شهر شهرين يدير باله علينا بقرشين. وبعد أن فرضت الحكومة دفع الـ (100) دولار على القادمين إلى البلاد من السوريين ليُسمح لهم بالدخول، امتنع عن المجيء بالمرّة. وفي التفجير الأخير في مرفأ بيروت استُشهِد. وسوف يصل جثمانه غداً. ثم توقّف هُنيهةً ورفع عينيه إلى السقف وهو يعضُّ على شفتيه ليمنع تحدّر العبرات التي احتشدت. فسارع الموظف إلى إعطائه محرمة من العلبة على الطاولة وهو يخفّف عنه. وبعد صمتٍ قصير تابع يقول:- أما الآخر، فكان يعمل بائع جوارب على رصيف في سوق شعبي. وفي أوقات فراغه يتسلّى ويخربش على الفيسبوك. وقد تم استدعاؤه مؤخراً من قبل فرع الأمن الجنائي لارتكابة جريمة إلكترونية كما قِيل له. ولم يسلّم نفسه لأنه سبق واعتُقِل في وقت سابق لأسباب سياسية. وخشي أن يتعرّض لذات التعذيب الرهيب الذي لاقاه على أيدي السلطات. فآثر التواري عن الأنظار وبات مهموماً يفكر ليل نهار في مصيبته، وضاقت الدنيا به إلى أن جاءته أزمة قلبية حادّة أودت بحياته البارحة. ومازال حتى الآن في برّاد المشفى بانتظار استلامه. (وتنهّد متابعاً بحزنٍ شديد والدموع تطفر من عينيه) والله يا أخي ضربتان على الرأس ليست ......
#جمعيّة
#الموتى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692574
الحوار المتمدن
ضيا اسكندر - جمعيّة دفن الموتى
بديع الالوسي : الخروج من بيوت الموتى
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي أيتها السماء ، ثلاثتنا وكلبنا ، جميعا ً لا نحب التفلسف ، ولا نرغب ان نرمي أرواحنا نهبا ً للغم او فريسة للهم . بما إننا لم نُصاب بعد بالكورونا ، وما زلنا نتنفس هواء الحرية والعافية ، وهروبا ً من الضجيج الداخلي خرجنا بحثا ً عن الجوز .قبل ان نترك القرية ، صرنا نراقب فتاة شابة تمتطي حصانا ً ، هي من حذرتنا قائلة ً : أنتبهوا سينهمر المطر .لم نبال ِ للشمس الغاربة خلف الغيوم والجبل ، كنا منشغلين بتحولات الغابة الشعثاء وكيف تزينت بحلة الخريف الصفراء .ونحن نتعثر بالاحجار واغصان الشجر ، جال في اذهاننا ما يردده المتحمسون من افكار تتعلق بحرية التعبير عن الرأي ، ولم ننس ان في الخندق الاخر مهاجمون تغذيهم عقلية الثأر .. كنا نصعد التله ببطئ ، لم يبادر اي منا بالقول: هل معلوم لكم ، ايها الأصدقاء ان التطرف يتحكم بكلا الطرفين .كنا نتوغل بين اشجار الأرز و بدأت ثمار الجوز تملأ جيوبنا .. حينها اختفى طائر الحناء ، لكن عصافير جريئة ما زالت تغرد للمساء كإنها تتحدى الموت .. في ذا الاثناء قال صاحبنا المحب لبوذا : ليس هنالك ما نستطيع فعله ، ايتها السماء لا تنزف ِ كثيرا ً من الدماء ..صرنا ننظر الى عقارب الساعة ، الهدوء يغمرنا ، مزاجنا بدأ يثرثر بكلمات تنبع من القلب ، وقبل ان تشع النجوم ، كنا نحلم بقضاء ليلة كاملة في احضان الطبيعة ، ربما لذلك صرنا ننشد اغاني تغمرنا بالسعادة ، مدركين ان الدنيا جميلة وقصيرة ، يا لفرحنا ، فنحن رغم كل المعانات ما زلنا على قيد الحياة .قال صاحبنا الذي يمجد المسيح معبرأ عن أضطرابه وأنزعاجه : تبا ً للإرهاب ونرجو ان تشل يده ..قلت بصوت منخفض: سيتوقف حين نربط بين الحرية والمسؤولية ..ووصلنا قمة التلة اخيرا ً ، صادفنا ثانية ً الفتاة وحصانها ، هنالك تبادنا الحديث معها ، لا اعرف لماذا صاحبنا المحب لبوذا وهو يرقب حريق السماء الدامي قال لها : يا لك من مشاكسة .لكنها ابتسمت وردت ساخرة ً : اذا اجتاحك الحب فاعطه يدك ، سترى العالم بلا مصائب .بعد ان اصغينا الى نداء الخريف والمطر ، عدنا ادراجنا ، مررنا بحجر شبيه بلوح كبير اسود ، كنا ننظر ونقرأ ما كتب عليه بخط فرنسي : الحكمة تأتنا من الـتأمل ..صرنا نردد هذه العبارة ، ونحن ننحدر مسرعين الى بيوت الموتى ، مقدرون إن الشفاء ومؤمنون ان النجاة يكمنان في قيمة العقل الراجح ... ......
#الخروج
#بيوت
#الموتى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697885
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي أيتها السماء ، ثلاثتنا وكلبنا ، جميعا ً لا نحب التفلسف ، ولا نرغب ان نرمي أرواحنا نهبا ً للغم او فريسة للهم . بما إننا لم نُصاب بعد بالكورونا ، وما زلنا نتنفس هواء الحرية والعافية ، وهروبا ً من الضجيج الداخلي خرجنا بحثا ً عن الجوز .قبل ان نترك القرية ، صرنا نراقب فتاة شابة تمتطي حصانا ً ، هي من حذرتنا قائلة ً : أنتبهوا سينهمر المطر .لم نبال ِ للشمس الغاربة خلف الغيوم والجبل ، كنا منشغلين بتحولات الغابة الشعثاء وكيف تزينت بحلة الخريف الصفراء .ونحن نتعثر بالاحجار واغصان الشجر ، جال في اذهاننا ما يردده المتحمسون من افكار تتعلق بحرية التعبير عن الرأي ، ولم ننس ان في الخندق الاخر مهاجمون تغذيهم عقلية الثأر .. كنا نصعد التله ببطئ ، لم يبادر اي منا بالقول: هل معلوم لكم ، ايها الأصدقاء ان التطرف يتحكم بكلا الطرفين .كنا نتوغل بين اشجار الأرز و بدأت ثمار الجوز تملأ جيوبنا .. حينها اختفى طائر الحناء ، لكن عصافير جريئة ما زالت تغرد للمساء كإنها تتحدى الموت .. في ذا الاثناء قال صاحبنا المحب لبوذا : ليس هنالك ما نستطيع فعله ، ايتها السماء لا تنزف ِ كثيرا ً من الدماء ..صرنا ننظر الى عقارب الساعة ، الهدوء يغمرنا ، مزاجنا بدأ يثرثر بكلمات تنبع من القلب ، وقبل ان تشع النجوم ، كنا نحلم بقضاء ليلة كاملة في احضان الطبيعة ، ربما لذلك صرنا ننشد اغاني تغمرنا بالسعادة ، مدركين ان الدنيا جميلة وقصيرة ، يا لفرحنا ، فنحن رغم كل المعانات ما زلنا على قيد الحياة .قال صاحبنا الذي يمجد المسيح معبرأ عن أضطرابه وأنزعاجه : تبا ً للإرهاب ونرجو ان تشل يده ..قلت بصوت منخفض: سيتوقف حين نربط بين الحرية والمسؤولية ..ووصلنا قمة التلة اخيرا ً ، صادفنا ثانية ً الفتاة وحصانها ، هنالك تبادنا الحديث معها ، لا اعرف لماذا صاحبنا المحب لبوذا وهو يرقب حريق السماء الدامي قال لها : يا لك من مشاكسة .لكنها ابتسمت وردت ساخرة ً : اذا اجتاحك الحب فاعطه يدك ، سترى العالم بلا مصائب .بعد ان اصغينا الى نداء الخريف والمطر ، عدنا ادراجنا ، مررنا بحجر شبيه بلوح كبير اسود ، كنا ننظر ونقرأ ما كتب عليه بخط فرنسي : الحكمة تأتنا من الـتأمل ..صرنا نردد هذه العبارة ، ونحن ننحدر مسرعين الى بيوت الموتى ، مقدرون إن الشفاء ومؤمنون ان النجاة يكمنان في قيمة العقل الراجح ... ......
#الخروج
#بيوت
#الموتى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697885
الحوار المتمدن
بديع الالوسي - الخروج من بيوت الموتى