سعد محمد موسى : بائع الثلج
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى أثناء تجوالي في قرية صغيرة ونائية في أطراف إحدى غابات فكتوريا إستوقفتني حينها عربة خشبية قديمة بعد أن مرت عليها سنوات طوال قبل أن تتوقف رحلة عجلاتها والى الابد في مرآبها الأخير. أعادت تلك العربة الهرمة المتوقفة تحت شجرة السنديان الضخمة ذكريات تنوء بقصصها وأرتحالاتها كالصدى. حينها تسللت الى ذاكرتي عربات أخرى عربات بعيدة جداً لمدينة كانت تنام بين تضاريس الملح والغبار جنوباً حيث "الناصرية" فنأت بيّ الاخيلة الى محطات الطفولة ثم قفزت الى حوض عربة الغابة وأغمضت عينيّ متذكراً عربات المدينة. مثل عربة "زاير رشم" التي كان يجرها حمار هزيل وعربة الدفع اليدوية الخشبية المتهالكة التي كان يدفعها بائع المواد المستهلكة "علي دبة". أما الحوذي بائع الثلج "وند" كانت عربته تقطع شوارع المدينة في الصباحات الصيفية الباكرة وهي تحمل جبل الجليد المغطى بالجنفاص. كان وند كل فجر يتزود بتلك القوالب البلورية من معمل الثلج الكائن في أحدى أطراف مدينة الناصرية بعد أن يصفف ويرتب بالقوالب الثلجية على شكل هرم في حوض العربة الخشبية ثم يقودها حيث زبائنه في محلة السراي. ولدى وصول العربة الى أول زبون يترجل وند من عربته بجسده الضخم وابتسامته الطيبة قابضا على طرف المنشار مع أدوات يدوية أخرى يقطع بها قوالب الثلج التي يصل طولها الى المتر فيقسمها بمهارة وبسرعة فائقة .. أرباع وأنصاف.. ويُخّرِج كل مرة قالباً يسحبه من تحت الجنفاص فيقطّعه أو يحمله بالكامل على كتفه ملفوفاً بقطعة جنفاص مبلولة تقطر من أطرافها قطرات الماء الباردة وفي نهاية كل إسبوع يستلم بائع الثلج من زبائنه رزقه البسيط.كان حصان عربة الثلج ودوداً يومئ بالتحايا لخيول العربات الاخرى حين تمر على مقربة منه فينفخ زفير من منخريه وأحيانا يصحبها صهيل متقطع أو يضرب بحافر إحدى قوائمه الامامية بالارض ويحرك برأسه وينشر بخصلات شعر رقبته كسعفة تتماوج في مهب الريح تعبيراً عن الترحيب فترد الخيول على تحية الحصان أيضاً. كان حصان وند يعرف رفاقه الاخرين مثل الحصان الادهم القوي الذي يجر عربة الطابوق المفخور من المعامل في أطراف المدينة وكذلك الفرس البيضاء التي تسحب خزان النفط بينما الزبائن تنتظر مجيء عربة النفط الابيض لمليء براميلهم وكذلك الخيول الاخرى التي تجر عربات تحمل بضائع متنوعة نقل المواد الغذائية وصناديق الفاكهة وهي تطوف ما بين الاسواق والمحال التجارية المنتشرة في المدينة.وهنالك خيول كان يهتم بها أصحابها فيزينون أسرجتها بالاشرطة الملونة والبالونات والاجراس النحاسية التي تتراقص على رنين خببها حينما تمر بمحاذات العربة بينما حصان الثلج كالعادة يرحب حتى بالخيول العابرة والغريبة التي لم يشاهدها سابقاً. حصان وند كانت مهنته في الصيف حمل قوالب الثلج أما في الشتاء حين يقل الطلب على الثلج فتتغير مهنته الى مهام أخرى مثل نقل البضائع والاثاث والمواد الاستهلاكية.ذات صباح صيفي غابت عربة وند الثلجية فاصبحت البيوت دون ثلج وحزنت المحلة وعتبات البيوت التي أعتادت أنتظار العربة فتسائل الاطفال عن غياب قديس الثلج وحصانه البنيّ. ولكن قبل أن أغادر عربة الغابة الفكتورية: تسألت عن مصير العربات الخشبية في المدينة لا سيما بعد أن مات الحوذيين وماتت خيولهم الصبورة والمتعبة. أين ؟؟ باتت هياكل العربات هل أحرقتها المعامل والتنانير أم صنع منها الاطفال "عربات چروخ أم الصچم"؟؟!!أو ربما نبتت على جانبيها أجنحة وحلقت عالياً نحو سماوات الله كي تلتحق بالحوذيين والخيول فعسى أن تستريح من قهر وعذابات إستعباد ......
#بائع
#الثلج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675228
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى أثناء تجوالي في قرية صغيرة ونائية في أطراف إحدى غابات فكتوريا إستوقفتني حينها عربة خشبية قديمة بعد أن مرت عليها سنوات طوال قبل أن تتوقف رحلة عجلاتها والى الابد في مرآبها الأخير. أعادت تلك العربة الهرمة المتوقفة تحت شجرة السنديان الضخمة ذكريات تنوء بقصصها وأرتحالاتها كالصدى. حينها تسللت الى ذاكرتي عربات أخرى عربات بعيدة جداً لمدينة كانت تنام بين تضاريس الملح والغبار جنوباً حيث "الناصرية" فنأت بيّ الاخيلة الى محطات الطفولة ثم قفزت الى حوض عربة الغابة وأغمضت عينيّ متذكراً عربات المدينة. مثل عربة "زاير رشم" التي كان يجرها حمار هزيل وعربة الدفع اليدوية الخشبية المتهالكة التي كان يدفعها بائع المواد المستهلكة "علي دبة". أما الحوذي بائع الثلج "وند" كانت عربته تقطع شوارع المدينة في الصباحات الصيفية الباكرة وهي تحمل جبل الجليد المغطى بالجنفاص. كان وند كل فجر يتزود بتلك القوالب البلورية من معمل الثلج الكائن في أحدى أطراف مدينة الناصرية بعد أن يصفف ويرتب بالقوالب الثلجية على شكل هرم في حوض العربة الخشبية ثم يقودها حيث زبائنه في محلة السراي. ولدى وصول العربة الى أول زبون يترجل وند من عربته بجسده الضخم وابتسامته الطيبة قابضا على طرف المنشار مع أدوات يدوية أخرى يقطع بها قوالب الثلج التي يصل طولها الى المتر فيقسمها بمهارة وبسرعة فائقة .. أرباع وأنصاف.. ويُخّرِج كل مرة قالباً يسحبه من تحت الجنفاص فيقطّعه أو يحمله بالكامل على كتفه ملفوفاً بقطعة جنفاص مبلولة تقطر من أطرافها قطرات الماء الباردة وفي نهاية كل إسبوع يستلم بائع الثلج من زبائنه رزقه البسيط.كان حصان عربة الثلج ودوداً يومئ بالتحايا لخيول العربات الاخرى حين تمر على مقربة منه فينفخ زفير من منخريه وأحيانا يصحبها صهيل متقطع أو يضرب بحافر إحدى قوائمه الامامية بالارض ويحرك برأسه وينشر بخصلات شعر رقبته كسعفة تتماوج في مهب الريح تعبيراً عن الترحيب فترد الخيول على تحية الحصان أيضاً. كان حصان وند يعرف رفاقه الاخرين مثل الحصان الادهم القوي الذي يجر عربة الطابوق المفخور من المعامل في أطراف المدينة وكذلك الفرس البيضاء التي تسحب خزان النفط بينما الزبائن تنتظر مجيء عربة النفط الابيض لمليء براميلهم وكذلك الخيول الاخرى التي تجر عربات تحمل بضائع متنوعة نقل المواد الغذائية وصناديق الفاكهة وهي تطوف ما بين الاسواق والمحال التجارية المنتشرة في المدينة.وهنالك خيول كان يهتم بها أصحابها فيزينون أسرجتها بالاشرطة الملونة والبالونات والاجراس النحاسية التي تتراقص على رنين خببها حينما تمر بمحاذات العربة بينما حصان الثلج كالعادة يرحب حتى بالخيول العابرة والغريبة التي لم يشاهدها سابقاً. حصان وند كانت مهنته في الصيف حمل قوالب الثلج أما في الشتاء حين يقل الطلب على الثلج فتتغير مهنته الى مهام أخرى مثل نقل البضائع والاثاث والمواد الاستهلاكية.ذات صباح صيفي غابت عربة وند الثلجية فاصبحت البيوت دون ثلج وحزنت المحلة وعتبات البيوت التي أعتادت أنتظار العربة فتسائل الاطفال عن غياب قديس الثلج وحصانه البنيّ. ولكن قبل أن أغادر عربة الغابة الفكتورية: تسألت عن مصير العربات الخشبية في المدينة لا سيما بعد أن مات الحوذيين وماتت خيولهم الصبورة والمتعبة. أين ؟؟ باتت هياكل العربات هل أحرقتها المعامل والتنانير أم صنع منها الاطفال "عربات چروخ أم الصچم"؟؟!!أو ربما نبتت على جانبيها أجنحة وحلقت عالياً نحو سماوات الله كي تلتحق بالحوذيين والخيول فعسى أن تستريح من قهر وعذابات إستعباد ......
#بائع
#الثلج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675228
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - بائع الثلج
فاطمة شاوتي : مَتَى يَذُوبُ الثَّلْجُ...؟
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_شاوتي واقفةٌ علَى شبابيكِ الرمادِ ... أتأملُ قامتكَ تَغُصُّ بالْغيابِ بِصمتٍ و عُنْفُوَانٍ ... علَى مائدةِ الإفطارِ رَتَّقْتُ خبزاً حافِياً بِرُمُوشِ الحبِّ ... نثرهُ عصفورٌ دونَ منقارٍ فِي رحلةِ التِّيهِ... الشمسُ علَى غمامةٍ ... تستجدِي مظلةً لِتقْطِيرِ السحابِ فِي أنفاسِ بَخَاخٍ ... يمتصُّ رَبْوَ الإنتظارِ يسألُ الْأُكْسِجِينْ : أَمَازَالَ أمامَ المريضِ ( x ) وقتٌ ... لِاستعادةِ العِتابِ منْ الشرايينِ أوْ مكانٌ ... لِفَصَاحةِ الإحتضارِ...؟ واقفةٌ علَى منفاكَ سيجارةً ... أَذْرُو الدخانَ منْ رصاصةٍ اِمتصَّتِْ الحجَرَ الصِّوَانْ... ترشقُ سنابلَ العودةِ بمناديلِ النارِ... هلْ أخرجُ منْ مساحةِ جسدِكَ... ؟ هلْ أخرجُ منَْ الكلماتِ...؟ الْكلماتُ تُخاصِمُ الكلماتِ ... هُنَا كانتْ فاطمةُ حاضرةً بِكلِّ أناقةِ النساءِ...! سَاطَتِْ الريحَ علَى زورقٍ الْقَارَ... وعلَى عتباتِ الذكرَى صَاتَتْ : كانَ أحلَى الكلماتِ ... فِي دَرَجٍ منْ أدراجِ قصيدةٍ تحتضرُ قبلَ كتابةِ االعنوانِ... ......
#مَتَى
#يَذُوبُ
#الثَّلْجُ...؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676322
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_شاوتي واقفةٌ علَى شبابيكِ الرمادِ ... أتأملُ قامتكَ تَغُصُّ بالْغيابِ بِصمتٍ و عُنْفُوَانٍ ... علَى مائدةِ الإفطارِ رَتَّقْتُ خبزاً حافِياً بِرُمُوشِ الحبِّ ... نثرهُ عصفورٌ دونَ منقارٍ فِي رحلةِ التِّيهِ... الشمسُ علَى غمامةٍ ... تستجدِي مظلةً لِتقْطِيرِ السحابِ فِي أنفاسِ بَخَاخٍ ... يمتصُّ رَبْوَ الإنتظارِ يسألُ الْأُكْسِجِينْ : أَمَازَالَ أمامَ المريضِ ( x ) وقتٌ ... لِاستعادةِ العِتابِ منْ الشرايينِ أوْ مكانٌ ... لِفَصَاحةِ الإحتضارِ...؟ واقفةٌ علَى منفاكَ سيجارةً ... أَذْرُو الدخانَ منْ رصاصةٍ اِمتصَّتِْ الحجَرَ الصِّوَانْ... ترشقُ سنابلَ العودةِ بمناديلِ النارِ... هلْ أخرجُ منْ مساحةِ جسدِكَ... ؟ هلْ أخرجُ منَْ الكلماتِ...؟ الْكلماتُ تُخاصِمُ الكلماتِ ... هُنَا كانتْ فاطمةُ حاضرةً بِكلِّ أناقةِ النساءِ...! سَاطَتِْ الريحَ علَى زورقٍ الْقَارَ... وعلَى عتباتِ الذكرَى صَاتَتْ : كانَ أحلَى الكلماتِ ... فِي دَرَجٍ منْ أدراجِ قصيدةٍ تحتضرُ قبلَ كتابةِ االعنوانِ... ......
#مَتَى
#يَذُوبُ
#الثَّلْجُ...؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676322
الحوار المتمدن
فاطمة شاوتي - مَتَى يَذُوبُ الثَّلْجُ...؟
طارق حربي : حارس الثلج
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي قادمٌ من مَجَرَّةِ السُّلوانِإلى بحرِ الحكاية.ناسياً من بينِ ما نسيَ بين النجوم نظرةً وقلباً بلا حكاياتٍ تُدفِّئُهُ طوالَ العامْ.وهوَ لا يعلمُ منذ أنْ جاءَ إلى بحرِ الشَّمالِإنْ كانَ هو نفسُه حارسَ الثَّلجِالذي لا إيمانَ لهُ بما وراءَ حُقولِ الثَّلجِ!أو .. من كانَ على بابِ معبدٍ ثم جاء إلى باب حانةٍ حيثُ تسرحُ غيمةٌهنالك يقعدُ ولدٌ بين يديهِ أمواجٌ على ساحلِ ورقةٍ قَصَّ منها زورقاً وطافَ بهِكان هنالك موقدٌ ..هذا كل ما يذكُرُهُ عنِ الوقتِوساعةُ يدهِ تشيرُ إلى اليابسة.النرويج14/7/2020 ......
#حارس
#الثلج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685246
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي قادمٌ من مَجَرَّةِ السُّلوانِإلى بحرِ الحكاية.ناسياً من بينِ ما نسيَ بين النجوم نظرةً وقلباً بلا حكاياتٍ تُدفِّئُهُ طوالَ العامْ.وهوَ لا يعلمُ منذ أنْ جاءَ إلى بحرِ الشَّمالِإنْ كانَ هو نفسُه حارسَ الثَّلجِالذي لا إيمانَ لهُ بما وراءَ حُقولِ الثَّلجِ!أو .. من كانَ على بابِ معبدٍ ثم جاء إلى باب حانةٍ حيثُ تسرحُ غيمةٌهنالك يقعدُ ولدٌ بين يديهِ أمواجٌ على ساحلِ ورقةٍ قَصَّ منها زورقاً وطافَ بهِكان هنالك موقدٌ ..هذا كل ما يذكُرُهُ عنِ الوقتِوساعةُ يدهِ تشيرُ إلى اليابسة.النرويج14/7/2020 ......
#حارس
#الثلج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685246
الحوار المتمدن
طارق حربي - حارس الثلج
ملهم الملائكة : إوزة الثلج
#الحوار_المتمدن
#ملهم_الملائكة هذه ترجمة أمينة لملحمة صغيرة إبان الحرب العالمية الثانية، كتبها الكاتب البريطاني بول غاليكو، وقد انتجت عنها افلام ودراما اذاعية لمرات عدة.على ساحل مقاطعة "أيسكس" ينام المستنقع الكبير، واحد من آخر المناطق البرية المتبقية في إنكلترا، ممتداً من قرية جلمبري حتى قرية صيادي المحار السكسونية العريقة المسماة "ويكلدورث"، وهو منفسح واطئ بعيد المدى تغطيه الحشائش المتراكمة على مروج نصف مغمورة بالماء، وتنتهي الهضبة المنخفضة إلى الممالح الكبرى والمنخفضات الطينية وأحواض المد والجزر قرب البحر المتململ، حيث الخلجان ومصبات الأنهار وألسنة النهيرات المعقوفة والمتعرجة التي تطل أفواهها على حافة المحيط المنحوتة في الأرض الغارقة بالمياه بشكل تبدو فيه كأنها ترتفع وتهبط لاهثة بتكرار الموج اليومي. المكان مقفر وموحش تماماً، وتزداد وحشته بزعيق وصريخ الطيور البرية التي تتخذ من الممالح وأراضي المستنقع مأوى لها. طيور عديدة، وزات برية، نوارس، وطيور الحذف والودجون والطيطوس أحمر الساق والكروان. وكلها تجد لها منفذاً خلال الأحواض المائية. وينعدم الساكنون من البشر في هذا المكان، كما أن واحداً منهم لا يرتاده، باستثناء بعض صيادي الطيور البرية، أو صيادي المحار المحليين الذين ما برحوا يزاولون مهنتهم القديمة التي رافقت مجيء النورمنديين إلى "هيستنغر".أما الألوان، فتتدرج من الرمادي والرصاصي والأزرق واللازورد والأخضر الشفاف إلى الفيروزي، وسر ذلك أن السماء حين تعتم في الشتاءات الطويلة، تشرع مياه الشطآن والمستنقعات تعكس اللون البارد المعتم للسماء، ولكن في أحيان قليلة، عند مشرق ومغرب الشمس تتأجج الأرض والسماء بلون لهيب أحمر مذهّب.وبحذاء احد الألسنة اللولبية لنهر "ألدر" الصغير يمتد سد هو عبارة عن سور بحري ناعم وصلد وخال من الشروخ، وهو بمثابة ترس بوجه البحر المغير، ثم يغور السد عميقاً في إحدى الممالح التي تبعد ثلاثة اميال عن القنال الإنكليزي وهناك ينعطف شمالاً. في تلك الزاوية يبدو السد كأنه حفر في وجه الأرض بإزميل، ومن هذا الصدع كان البحر قد دخل واجتاح الأرض والسد والسور وكل ما ينتصب هناك.في الماء الضحل تشف صخور مسودة وممزقة لبقايا فنار مهجور عن قمة سياج مائل لدائرة بريد قديمة، ويظهر السياج هنا وهناك كأنه شارات انقاذ او أطواف نجاة. في زمن ما كان هذا الفنار يتاخم البحر، وبمثابة مرشد مضيء على ساحل أيسكس، لكن يد الزمن عبثت بالأرض والماء، فانتهت حياة وفائدة هذا المكان. ومنذ عهد قريب، اعيد استعمال الفنار كمسكن، حيث عاش فيه رجل متوحد مشوه الجسد، لكنّ فؤاده مفعم بحب الطرائد والبراري، كان يبدو بشع المنظر، لكنه كان مثالاً لجمال الخلق ورقة القلب.هذه حكاية عن هذا الرجل، وعن طفلة جاءت لتتعرف به وتستشف ما بداخله مما يخفيه شكله الغريب المنفر. وهي ليست قصة تنساب بسهولة وبتتابع لين، فقد جمعت من مصادر وأناس عدة، فجاء بعضها على هيئة كسر نقلها رجال عاشوا مشاهد غريب وعنيفة في ذلك المكان والزمان، كما أن البحر قد بسط سلطانه وألقى بدثاره المتموج البارد على المكان، وبدوره، فإنّ الطائر الأبيض العظيم ذا القوادم المتوجة بالسواد، وهو الذي شهد الأمر منذ البداية حتى النهاية، قد عاد إلى الصمت المثلج المظلم لأراضي الشمال التي جاء منها أصلاً. *في نهاية ربيع عام 1930 جاء فيليب رايادر إلى الفناء المهجور عند مصب نهر "ألدر" واشتراه وما حوله من أراضي المستنقع والممالح. وعلى مدار العام، عاش واشتغل هناك. كان رساماً يصور الطبيعة والطيور ولأسباب بعينها انسحب من الحياة ا ......
#إوزة
#الثلج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692547
#الحوار_المتمدن
#ملهم_الملائكة هذه ترجمة أمينة لملحمة صغيرة إبان الحرب العالمية الثانية، كتبها الكاتب البريطاني بول غاليكو، وقد انتجت عنها افلام ودراما اذاعية لمرات عدة.على ساحل مقاطعة "أيسكس" ينام المستنقع الكبير، واحد من آخر المناطق البرية المتبقية في إنكلترا، ممتداً من قرية جلمبري حتى قرية صيادي المحار السكسونية العريقة المسماة "ويكلدورث"، وهو منفسح واطئ بعيد المدى تغطيه الحشائش المتراكمة على مروج نصف مغمورة بالماء، وتنتهي الهضبة المنخفضة إلى الممالح الكبرى والمنخفضات الطينية وأحواض المد والجزر قرب البحر المتململ، حيث الخلجان ومصبات الأنهار وألسنة النهيرات المعقوفة والمتعرجة التي تطل أفواهها على حافة المحيط المنحوتة في الأرض الغارقة بالمياه بشكل تبدو فيه كأنها ترتفع وتهبط لاهثة بتكرار الموج اليومي. المكان مقفر وموحش تماماً، وتزداد وحشته بزعيق وصريخ الطيور البرية التي تتخذ من الممالح وأراضي المستنقع مأوى لها. طيور عديدة، وزات برية، نوارس، وطيور الحذف والودجون والطيطوس أحمر الساق والكروان. وكلها تجد لها منفذاً خلال الأحواض المائية. وينعدم الساكنون من البشر في هذا المكان، كما أن واحداً منهم لا يرتاده، باستثناء بعض صيادي الطيور البرية، أو صيادي المحار المحليين الذين ما برحوا يزاولون مهنتهم القديمة التي رافقت مجيء النورمنديين إلى "هيستنغر".أما الألوان، فتتدرج من الرمادي والرصاصي والأزرق واللازورد والأخضر الشفاف إلى الفيروزي، وسر ذلك أن السماء حين تعتم في الشتاءات الطويلة، تشرع مياه الشطآن والمستنقعات تعكس اللون البارد المعتم للسماء، ولكن في أحيان قليلة، عند مشرق ومغرب الشمس تتأجج الأرض والسماء بلون لهيب أحمر مذهّب.وبحذاء احد الألسنة اللولبية لنهر "ألدر" الصغير يمتد سد هو عبارة عن سور بحري ناعم وصلد وخال من الشروخ، وهو بمثابة ترس بوجه البحر المغير، ثم يغور السد عميقاً في إحدى الممالح التي تبعد ثلاثة اميال عن القنال الإنكليزي وهناك ينعطف شمالاً. في تلك الزاوية يبدو السد كأنه حفر في وجه الأرض بإزميل، ومن هذا الصدع كان البحر قد دخل واجتاح الأرض والسد والسور وكل ما ينتصب هناك.في الماء الضحل تشف صخور مسودة وممزقة لبقايا فنار مهجور عن قمة سياج مائل لدائرة بريد قديمة، ويظهر السياج هنا وهناك كأنه شارات انقاذ او أطواف نجاة. في زمن ما كان هذا الفنار يتاخم البحر، وبمثابة مرشد مضيء على ساحل أيسكس، لكن يد الزمن عبثت بالأرض والماء، فانتهت حياة وفائدة هذا المكان. ومنذ عهد قريب، اعيد استعمال الفنار كمسكن، حيث عاش فيه رجل متوحد مشوه الجسد، لكنّ فؤاده مفعم بحب الطرائد والبراري، كان يبدو بشع المنظر، لكنه كان مثالاً لجمال الخلق ورقة القلب.هذه حكاية عن هذا الرجل، وعن طفلة جاءت لتتعرف به وتستشف ما بداخله مما يخفيه شكله الغريب المنفر. وهي ليست قصة تنساب بسهولة وبتتابع لين، فقد جمعت من مصادر وأناس عدة، فجاء بعضها على هيئة كسر نقلها رجال عاشوا مشاهد غريب وعنيفة في ذلك المكان والزمان، كما أن البحر قد بسط سلطانه وألقى بدثاره المتموج البارد على المكان، وبدوره، فإنّ الطائر الأبيض العظيم ذا القوادم المتوجة بالسواد، وهو الذي شهد الأمر منذ البداية حتى النهاية، قد عاد إلى الصمت المثلج المظلم لأراضي الشمال التي جاء منها أصلاً. *في نهاية ربيع عام 1930 جاء فيليب رايادر إلى الفناء المهجور عند مصب نهر "ألدر" واشتراه وما حوله من أراضي المستنقع والممالح. وعلى مدار العام، عاش واشتغل هناك. كان رساماً يصور الطبيعة والطيور ولأسباب بعينها انسحب من الحياة ا ......
#إوزة
#الثلج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692547
الحوار المتمدن
ملهم الملائكة - إوزة الثلج