الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
دلور ميقري : حديث عن عائشة: الفصل العشرون/ 1
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري عقبَ اشتعال الثورة السورية بنحو سنة، حضرَ إلى الحارة شابٌ قصير القامة، له سحنة الطير الجارح. لكنه لفت الأنظارَ بسترة الجيش الفرنسيّ، التي امتلأ بها جرمه الصغير، وكذلك بمشيةٍ خيلاء اهتزَ لها رأسه الضخم. ما لم يعلمه الفضوليون، المهتمون بمراقبة كل غريبٍ قادم إلى الحي لشأنٍ ما، أنّ علامات التعب على هيئة ذلك الشاب إنما لكونه قد قطعَ مشياً المسافة بين ساحة شمدين آغا ومسجد سعيد باشا. في حقيقة الحال، أنه كان منهكاً نفسياً بسبب هدره الوقت عبثاً وهوَ يسألُ عن عنوان أقاربه. كان صباحاً من أواخر الربيع، تنفّسَ عبيرَ أزهار حدائق الدور، المتزاحمة على جانبيّ الجادة، ما جعل الجنديَّ الغريبَ أشبه بالثمل. أخيراً، أشارَ له أحدهم إلى دكان سمانة، يكاد مدخله لا يتسع سوى لصاحبه الشاب ذي الشكل الطريف، مسمياً إياه بكنيةٍ وقعت أحرفها في سمعه مثل لحن عذب. ذلك كان آدم، مَن سيفاجئ لاحقاً الجنديَّ الغريبَ بقرابةٍ أخرى تربطهما معاً. " أنتَ إذاً، حِدُّو، ابن عم صهري صالح؟ يا لها من مصادفة سعيدة! "، علّقَ آدم على ما سمعه من قريبه عن دافع مجيئه للحارة. بعدما ارتاح هذا الأخير قليلاً، اعتذر عن شرب الشاي ثم وقفَ كي يتابع طريقه: " ليسَ من داعٍ لتركك رزقك، فأنا أستطيعُ المضيّ وحدي حتى منزل صهرنا المشترك! "، قالها مبتسماً. لقد علمَ تواً أنّ ريما، أخته غير الشقيقة، قد نزلت ضرّة على شقيقة آدم؛ أنهما تعيشان تحت سقف المنزل نفسه، الكائن في زقاق معرّفٍ باسم العشيرة الآله رشية. هكذا سارَ حدّو ربع ساعة أخرى، لحين واجهته منارة مسجد سعيد باشا ذات الطراز العثمانيّ. ثمة، عليه كان أن ينتبه لبائع قاتم السحنة، قابع وراء سدّة دكانه، كأنه جزءٌ من العتمة المكتنفة داخلها. قال له البائعُ، واسمه " جروس "، رداً على سؤاله: " صالح جارنا، الجدار بالجدار. سيارته في إزاء المنزل، وهيَ ستكون دليلك! ".***ثمانية أعوام على الأثر، وشاءت عيشو الاستعانة بنفوذ ذلك الشاب، الذي عُدَّ آخرَ شخصٍ من الأقارب، القادمين من موطن الأسلاف. لكنه لم يأتِ مباشرةً إلى الشام، وإنما تعيّنَ عليه خوضَ المغامرة تلو المغامرة حتى وجد نفسه في خدمة الفرنسيين. من ناحيتها، كانت عيشو قد أنهت موسمَ الحصاد لما جاءتها مكالمة من شقيقها موسي، حثّها فيها على العودة بسرعة لمسقط رأسها. ثمة أعلمها شقيقها بأن ابنتها البكر، كَولي، عُدّت بمثابة مفقودة منذ أن رافقت ابنه إلى الزبداني ومن ثم هربها منه بوهم أنه أحضرها كي يتخلّص منها بعيداً عن عائلتها. أنصتت للقصة، وكانت ما تنفك واهنة القوى غبَّ غشيانها في بحران المناحة مذ لحظة معرفتها سببَ استدعائها من حوران. " أعلمُ أن شقيقي يبتغي إبعادَ شبهة القتل عن ابنه، وعلى ذلك كرر أمامي تلك القصة الملفقة "، قالت الأمُ الثكلى لقريبها صالح بحضور السيدة ريما. ثم توجهت بالكلام لهذه الأخيرة: " أرجو منك إبلاغَ أخيك حدّو رغبتي اللقاء معه، والأفضل هنا بأقرب وقت ممكن ". قبل أن تفتح امرأته فمها، تدخل صالح ليقول للقريبة بنبرة الناصح: " حدّو نادراً ما يحضر للشام، كون خدمته في لبنان. بكل الأحوال، لا أعتقد أنّ في مقدوره عمل شيء بخصوص ابنتك المفقودة "" إنها ليست مفقودة، وأنتَ تعلم الحقيقة مثلي. كل ما أطلبه، أن أضم جدث ابنتي في قبرٍ بجوار قبر أبي. هل هذا كثيرٌ، ياهو؟ "، هتفت عيشو والدموع تتفجر من عينيها المحمرتين من كثرة البكاء والوسن. ناولها قريبها قدح ماء، ثم ما لبثَ أن رد بالقول: " هذا من حقك، ولا مِراء. لكن ذلك لن يكون سوى بفتح محضر عند الشرطة، وتوجيه التهمة لشخص معيّن. فهل أنت مستعدة لخسارة شقيقك موسي؟ هذا لو ل ......
#حديث
#عائشة:
#الفصل
#العشرون/

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674389
دلور ميقري : حديث عن عائشة: الفصل العشرون/ 2
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري زوجُ خالدو، " عليكي " ـ مثلما كان يُنادى مذ انطبعت سحنةُ والده في ذاكرته لآخر مرة وكان في الرابعة من العُمر ـ أثبتَ أنه خيرُ وريثٍ لهذا الأخير؛ لقاطع الطريق الأسطورة، والأشهر في تاريخ الشام. لما رُزقَ عليكي بأول طفل، وكانت بنتاً كما علمنا، لم يكن قد بلغ بعدُ سنَّ العشرين. لكن مظهره الخشن، غير الخالي من الطرافة في آنٍ معاً، كان يوحي بالرجولة. إنه ربعُ القامة، متينُ البنيان، وقسماتُ وجهه كبيرة. حينما كان يستعرّ غضباً، يبدو الحَولُ واضحاً في عينيه الضيقتين، اللتين ورثهما عن أبيه فيما ورثَ. كان يُدرك من همسات الأقارب، أن ابنة عمه ستكون من حصته. لذلك أراد قبل اقترانه بها جمعَ مبلغٍ من المال، تنفيذاً لنصيحة الأم: " يجب أن تُزفَّ بحفل كبير، وأن تُثقل يدي عروسك بالذهب "، قالت له. منذئذٍ بقيَ في حيرةٍ، كون غاراته الفردية على بساتين الحارة تؤمّن خبزَ يومه، حَسْب. كما أن تشكيل عصابة بغيَة السلب والنهب، على غرار أبيه الراحل، لم تكن فكرة حكيمة: الزمنُ تغيّرَ، وآخرُ العصابات في الغوطة وريف الشام تمت إبادة أفرادها بنار الطرفين الخصمين، الفرنسيين والثوار، وكل مَن أسرَ منهم كان جزاءه الإعدام في محكمة عسكرية أو ميدانية. " عليك التطوّع في جيش الفرنساويين، على غرار ما فعله فَدو وجمّو "، خاطبته عيشو بنبرتها الصارمة عقبَ خطبته لابنتها. لقد ذكّرته بشقيقيها، وكان كل منهما قد فضّل حياةَ العسكرية من أجل الحصول على راتب ثابت وجيد. تحت وطأة نظرات حماة المستقبل، رد عليكي بالقول: " ستشتعل الحرب من جديد، لأن هتلر يهدد الفرنساويين والانكليز طوال الوقت. الأفضل أن أنضم لسلك الدرك، أسوةً بالعديد من أبناء الحارة ". أثنت عيشو على قراره، ثم أضافت: " تكلّم مع ديبو ابن شقيقي، ليتدبّر لك وساطة مع رؤسائه ". من سخريات القدر، أنّ مَن تعهّدَ تأمين الوظيفة لخطيب ابنتها خالدو، سيقوم لاحقاً بارتكاب جريمة فظيعة، كانت ضحيتها ابنتها الأخرى، البكر.***في إبّان تقدم عليكي للانتساب إلى سلك الدرك، التقى مع الشاب " شمّو "، المقيمة أسرته أيضاً على جانب الجادة، ليسَ بعيداً عن منزله. دور أقارب زميله، وهم فرع صغير من عشيرة آله رشي، كانت تقع هناك أيضاً. والدةُ الشاب، جمعتها مهنةُ الخياطة مع السيدة ريما؛ ومن ثم صارتا صديقتين حميمتين. كان يكبرُ صهرَ عيشو بنحو خمس سنين، يميل للمرح مثل معظم الأشخاص البدينين. إلا في موقفٍ، جدَّ على أثر الطلب من المنتسبين الجدد لسلك الدرك الوقوفَ في الطابور لأجل الفحص الطبّي. إذ التفتَ إليه أحدهم، وكان شركسياً مثلما نمّت هيئته ولهجته، ليقول له: " الفحص يتم بطريقة مشينة، تجلبُ العارَ ". ثم أوضح قصده، بأن الطبيبَ يضعُ إصبعه في ثقب المؤخرة، بغيَة تمييز الأشخاص المثليين. هتفَ شمّو بنبرة استنكار: " لن أدعهم يفعلون هكذا معي، وسأُريهم ممَن يَسندني ما لا يعجبهم أبداً! ". كان يقصدُ أحدَ أقاربه، وهوَ ضابطٌ لامعٌ يُدعى " محمود شوكت "، توسّطَ في حقيقة الحال للعديد من أبناء الحارة. ما لم يُدركه المنتسبُ الجديد، ولا زميله الشركسيّ، أن الأوامر والتعليمات العسكرية يجب أن تنفذ مهما يكن الأمر. المفوّض على الدورة، وكان كرديّ الأصل من مدينة حماة، ضغط على ابن جلدته كي يُنهي الفحص الطبيّ. فقال له شمّو: " سأفعل ذلك، لو أن زميليَ الممتنعَ سبقني إلى الطبيب! ". لكن أياماً عدة مضت، دونَ أن يتزحزح الزميلُ الشركسيّ عن موقفه. في الأثناء، كان المتمردان يسمعان التعليقات اللاذعة من زملاء الدورة. إلى أن علّقَ أحدهم بالقول، أن لا خشيَةَ على بكارة المؤخرة من إصبع الطبيب. فما أكمل جملته، إلا ......
#حديث
#عائشة:
#الفصل
#العشرون/

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674642
دلور ميقري : حديث عن عائشة: الفصل العشرون 3
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري عيشو، كونها بالأساس امرأة العم الوحيد لعليكي، عاشت معه تحت سقف واحد لبضعة أعوام في دار جدته. عطفها عليه، نظراً لتيتمه مبكراً، كاد أن يسلوه مع مرور الأعوام بسبب طبعه، المعلوم. في المقابل، عليه كان أن يهابها ويحذر جانبها لما أضحت حماته، وفوق ذلك يقيم في مسكنها. بيد أنها أظهرت تسامحاً حيال طبعه، طالما أنه يحترمها ويعامل ابنتها بشكلٍ حسن. إلى هذه الأخيرة، اتجهت الأم حينَ شكّت بدافع الصهر للخروج كل ليلة تقريباً مع بندقية الخدمة. بعدما ألمّت بحقيقة الأمر، قررت مواجهة الشاب وكان آنذاك لما يبلغ بعد سنّ العشرين. كانت تُدرك، ولا شك، أن دماً فاسداً صُبّ في عروق السليل الوحيد لقاطع الطريق المعروف؛ حمو جمّو. " يجب عليك أن تقلع عن طريق الشر، خصوصاً وأنك دركيّ عليه الحفاظ على أرواح وممتلكات الناس "، قالت لصهرها وهيَ تزفرُ ما في صدرها من حنق." عن أي طريق تتحدثين، يا امرأة عمي؟ "، رد عليكي بنبرة بريئة." طريقٌ تسلكه كل ليلة، ثم تعود منه محملاً بأرزاق القرويين "" هذا مكافأة، مقابل جهودنا في حمايتهم من اللصوص! "" منذ نحو عشر سنين أعيش هنا، ولم أسمع عن حادثة سرقة "" اعذريني لو تساءلتُ، عن طريقة عيش عمي الراحل؟ "" عمك لم يكن يسرق قوتَ الناس، بل ضحى بروحه في سبيلهم "، هتفت عيشو بحدة. لما سكتَ عن الجواب، زهدت هيَ الأخرى بمتابعة الجدال. ***في ذلك المساء، تنكّب عليكي بندقيته وخرجَ من المسكن بخطى سريعة. على هدى السماء المضيئة، اتجه إلى ناحية الدرب، المفترض أن تسلكه قافلة محملة بالمؤن، وكان من المؤمل أن تصرّف حمولتها من الخضار والحبوب في سوق البلدة. أخذ علماً منذ الصباح بأمر القافلة، كون آمر فصيلة الدرك عيّن لحراستها عدداً من العناصر. لكن الحراس تم توزيعهم بالقرب من الطريق العام، لحين وصول سيارة كبيرة ستتولى شحن الحمولة إلى السوق. انتهى سيرُ عليكي إلى بقعة مرتفعة، تشرف على الدرب وتكشف ما حوله. بعد انتظارٍ دام ساعة تقريباً، ظهرت طليعة القافلة مع دوابها المتعبة، وظلت بقيتها تتقدم باضطراد وكأنما لا نهاية لها. كان من المفترض أن يرتقوا باتجاه ذروة الرابية، الكامن قاطع الطريق وراء أحد صخورها. وإذا بهم يتوقفون فجأة، لتظهر عن بعد وجوه بعضهم لعينيّ عليكي. فهمَ أنهم يودون الاستراحة قبل ارتقاء الدرب الوعر، الذي يصعب صعوده لولا استخدامهم البغال. " قفوا وارفعوا أيدكم للأعلى، أيها اللصوص الملاعين! "، صرخَ قاطعُ الطريق برجال القافلة. ثم طار من صخرة لصخرة، يقلّد أصواتٍ مختلفة، ليوهمهم أن ثمة كميناً محكماً من عناصر الدرك. في الأثناء، كان يلقهم بندقيته في كل مرة، لنفس الهدف. لما صحا رجال القافلة من الصدمة، هتفوا بصوت واحد: " نحن لسنا لصوصاً، يا سيادة الآمر. وبالعلامة، أننا طلبنا منكم اليوم تأمينَ حماية قافلتنا "" إذاً دعوا الدواب مع أحمالها وعودوا من حيث أتيتم، ريثما نتحقق من أنها القافلة المعنية. وبعد ساعة، ترجعون لتكملوا طريقكم! "، رد عليهم عليكي متقمصاً نبرة الآمر. ***في صباح اليوم التالي، تجمّعَ عناصرُ الدرك في باحة المعسكر ضمن حلقة منتظمة. داخل الحلقة، كان يقفُ أحد الرجال القرويين مع الآمر. هذا الأخير، خاطب عناصره بالقول: " ليلة أمس، تقمّصَ أحدكم شخصي كي يستولي على حمولة القافلة، وكنا نحن تكفلنا بحمايتها ". بعد ذلك التفتَ إلى الرجل القرويّ، طالباً منه محاولة التعرّف على العنصر الجاني. مر الرجلُ بخطوات مضطربة من أمام الجمع، وكان كل من أفراده يحدجه بنظرة متوعّدة. أحد العناصر، وكان من كرد دمشق، قال لعليكي بصوت منخفض: " أقطعُ يدي، ......
#حديث
#عائشة:
#الفصل
#العشرون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674913
دلور ميقري : حديث عن عائشة: الفصل العشرون بقية
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4نتيجة شكاوى رؤسائه، المنقولة في برقية إثر الأخرى لمقر الدرك في العاصمة، صدر أمرٌ بنقل عليكي من حوران. غاراته الليلية على أرزاق القرويين، كانت قد كُشفت. توافق ذلك مع خبر نشوب الحرب في أوروبا، وكانت فرنسا في جانب دول الحلفاء، المشتبكة مع قوات هتلر وموسوليني. على ذلك، استعيدت في الشام ذكرياتُ الحرب العظمى وما رافقها من ويلات التجنيد والمجاعة والوباء. على هذه الحال تجلى الوضعُ لعيشو، لما وصلت إلى دار والديها عقبَ نقل صهرها من حوران بمدة يسيرة. في صيف ذلك العام، الشاهد على قرع طبول الحرب في أوروبا، احتفلوا في المنزل بزفاف فَدو. العروس، واسمها " عائشة "، كانت صبية جميلة من آل " عاقو "، تقيم في حارة أخرى بغرب الحي. على خلاف رجلها، المائل طبعه لملذات الحياة، ظهرت هيَ جديّة في تناول المسائل الخاصة والعامة. معها، دخل النقاش في السياسة إلى مجالس نساء منزل المرحوم الحاج حسن؛ وكان هذا في حياته بالكاد يقبل فكرة دراسة البنات عند الخوجة. كانت العروس تدحضُ دعاياتِ الفاشيين، الزاعمة أن انتصار هتلر في الحرب سيعقبه استقلال سورية: ثمانية أعوام على الأثر، وستلبس عائشة ثوبَ الحِداد على شقيقها الكبير، " حسين ". كان هذا قائداً نقابياً، سقط قتيلاً على يد غوغاءٍ حرضتهم جماعة الأخوان المسلمين للهجوم على مقر الحزب الشيوعيّ في مركز المدينة، وذلك رداً على اعتراف الإتحاد السوفييتي بقرار الأمم المتحدة في شأن تقسيم فلسطين. خالدو، وكانت قد رزقت مؤخراً بطفلة أخرى، استقرت في منزل أبيها، المقيمة فيه حماتها وحيدةً. عمتها، زوجة برو طنبورفان، سبقَ وانتقلت إلى مسكن قريب من منزل ابنتهما في حارة الوانلية. قالت السيدة سارة لابنتها ضاحكةً، تعليقاً على ذلك: " عمة ابنتك، شاءت الانتقال إلى تلك الحارة، أين يتجمع أقاربها من آل لحّو. بينما تعززت صلة صهرك بنا، بزواج خالته خاني من آكو؛ حبيب زمن الصبا ". كانت سعيدة برجوع عيشو للشام، وكذلك بضم طفلتيّ الحفيدة إلى صدرها. لأول مرة، تغيب الابنة والحفيدة خمسة أعوام كاملة دونَ أن يتخللها ولو زيارة واحدة. تغيرت، ولا غرو، صورُ النساء الثلاثة في خلال تلك السنوات. في المقابل، حافظت السيدة سارة على عادة قراءة الطالع في حثالة فنجان القهوة؛ هيَ من حطت على أعتاب العقد السابع من عمرها. عيشو، طلبت يومئذٍ من الأم أن تقرأ لها فنجانها. حدقت هذه الأخيرة ملياً في الخطوط البيضاء، المتخللة حثالة القهوة ثم ما لبث وجهها أن تجهم. قالت تلقاء نظرات الابنة، الملحّة، متكلّفة شعورَ المرح: " كذبَ المنجمون ولو صدقوا ". انقبضَ قلبُ عيشو، وفي التالي، لم يبدُ عليها الاقتناع بمناسبة الجملة المقدسة. بعد بضعة أيام، تنفست الصعداءَ حينَ قدمت خالدو كي تنقل لها هذا الخبر: " امرأة عمي أصيبت بسكتة دماغية، جعلتها نصف مشلولة ".***عليكي، ما لبثَ أن فقد آخر أفراد عائلته، المباشرين. توفيت والدته بعد أيام من تلقيها الضربة الدماغية، وبعيد ساعاتٍ من توجيه شقيقتها الوحيدة، اللدودة، الضربة الأخرى. لقد ظهرت خاني، على حين فجأة، في منزل الذكريات الأليمة، لقف فوق رأس المريضة كي تغمرها بفيض من المواساة. وعلى الأرجح، أن فاتي لم تجد في مبادرة شقيقتها سوى حركة مسرحية، مبطنة بالشماتة والتشفي. قبل نحو عشرين عاماً، كان الكثير من أهالي الشام يودون رؤية امرأة قاطع الطريق الأسطورة؛ حمو جمّو. بيد أن ذلك كان من الماضي، مثل الذكريات الأليمة سواءً بسواء. أما أهالي الحارة، فلم يغفروا الخطيئة الفادحة، المرتبطة باسم قاطع الطريق والمتمثلة في اقترانه بأختين. جنازة فاتي، كانت إذاً جد متواضعة، برغم أنها كان ......
#حديث
#عائشة:
#الفصل
#العشرون
#بقية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675048
شعوب محمود علي : تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة العشرون
#الحوار_المتمدن
#شعوب_محمود_علي تداعيات على مسرح الايّام المحطة العشرون وبعد مضي حوالي الشهر حصل تحقيق شامل أمام حاكم جرّاء الطعون من الطرفين كان هذا الحاكم شديداً امام تهكمهم واستهتارهم فأحضرنا امامه جميعاًكنّا حوالي عشرين متّهماً وهم بحدود ثلاثة متّهمينوبقيّتتهم شهود كان حاكم التحقيق متشدّداً ومع تحقيقأيّ منا كان يحرص على سلامة التحقيق وتارة يدخل للتحقيق واحد منّى وآخر منهم وجاء دور عبّاس احسونيوانحصر التحقيق حول طعنه بالسكّين قال له الحاكمصف لنا السكّين ونصلها هل كانت ذي حدّ أم حدّينوهل نصلها كان ام معكوف قال كان غير معكوف قال الحاكم ص فلنا طول النصل أجاب لا أعرفأنت تدعي عندما رأيت السكّن تحت ضوء الشمسخلعت قميصك ولففته على يديك وتلقّت الطعنةفحدث الجرح رغم حمايتك لذراعك يا عنترقال الحاكم صف لي طول النسل أجاب سيديوين اعرف كانت مسطرة موجودة على طاولة الحاكم فرفغها الحاكم وقال له اقترب ووضعهابيد عبّاس احسوني وقال صف لي طول النصل أجاب سيدي لا أستطيع أجاب الحاكم تستطيع خلع قميصك وحمايتك ذراعك ولا تستطيع ان تقول لنا طول النصل أشّر على رقم في المسطرةفأشّر عباس على المسطرة وكان النصل بحدودبحدود ستّة انجات ابتسم الحاكم وهو يهزّ برأسهواختلف الشهود منهم من قال النصل معكوف ومنهم من قال النصل ذو حدّين ولا أريد ان أطيلتبلورت القضيّة بثلاثة من المتّهمين عبد الواحد قاسموكاظم معن ونسيت الثالث وحوّلنا نحن شهوداً عليهم وهم تسعة متهمين فخذلوا وجنّ جنونهم وحدّد يوماًللمحاكمة في العرفي الاوّل وامام شمس الدين عند اللهوعندما حان حضورنا للمحكمة حضر عنهم أحد المحامينودخل ذلك المحامي على شمس الدين عبد الله وخرج بعد وقتطويل والظاهر كان الدخول للمحكمة ليس في صالح البعثيّينوبعد خروج المحامي من المحكمة اقترح علينا المصالحةفقدّرنا ان الم ولهم بالذات صالحة خير لنا وها كذا انتهتصفقتهم الفاشلة فجنّبنا الله متاعب قوادم الأيّام القوادم والمهلكةونحن بانتظار مفاجآت أخرى في زمن مضطرب ومظلّة موسم حالك ومجهول امام قطار الثورة الذي تغرس لهالقضبان لإخراجه عن سكّة الشمس ولإدخاله محطّة من محطّات الظلام ......
#تداعيات
#مسرح
#الأيّام
#المحطّة
#العشرون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695362
كارل ماركس : رأس المال: الفصل العشرون 75 الفوارق الوطنية في الأجور
#الحوار_المتمدن
#كارل_ماركس کرّسنا الفصل الخامس عشر لدراسة التراكيب المتعددة التي يمكن لها أن تحدث تغيراً في مقدار القيمة المطلقة أو النسبية (بالمقارنة مع فائض القيمة) لقوة العمل ووجدنا أن كمية وسائل العيش التي يتحقق فيها سعر قوة العمل يمكن أن تتعرض لتقلبات مستقلة، أو مختلفة، عن تغيرات هذا السعر (1). وكما أشرنا آنفا، فإن الترجمة البسيطة، لقيمة قوة العمل، أو سعر قوة العمل في الشكل الظاهر للأجور، يجعل جميع هذه القوانين المشار إليها في الفصل المذكور، قوانين لتقلبات الأجور. وما يتبدى في حدود تقلبات الأجور هذه داخل بلد واحد بوصفه سلسلة تراكيب متغيرة، قد يتبدى في بلدان شت&#1740-;- بوصفه فارقاً متزامناً في الأجور الوطنية. وعليه فإن المقارنة بين أجور مختلف البلدان، تقتضي أن نأخذ في الحسبان جميع العوامل التي تقرر التغيرات في مقدار قيمة قوة العمل، كسعر وحجم وسائل العيش الأساسية، كما تطورت طبيعية وتاريخية، وكلفة تدريب العمال، والدور الذي يلعبه عمل النساء والأطفال، وإنتاجية العمل، ومقدار شدته ومدته. بل إن أشد المقارنات سطحية تقتضي، بادئ ذي بدء، اختزال متوسط الأجور اليومية لنفس المهن، في مختلف البلدان، إلى يوم عمل ذي طول واحد. بعد هذا الاختزال لتوحيد الجميع بمعيار واحد هو الأجور اليومية، تنبغي ترجمة الأجور بالوقت إلى الأجور بالقطعة، لأن هذه الأخيرة هي المعيار الوحيد لقياس درجة إنتاجية العمل ومقدار شدته.ثمة شدة وسطية معينة من العمل في كل بلد من البلدان، فإن كانت أدنى من ذلك لزم العمل في إنتاج سلعة ما، مدة أطول من الوقت الضروري اجتماعياً في هذا البلد، ولذلك لا يعتبر هذا العمل ذا نوعية عادية. إن درجة الشدة التي تفوق المتوسط الوطني هي وحدها التي تغير، في بلد معين، قياس القيمة بأمد وقت العمل حصراً. لكن الحال خلاف ذلك في السوق العالمية التي تتشكل أجزاؤها من بلدان منفردة. فشدة العمل الوسطية تتباين من بلد لآخر؛ فهي هنا أكبر، وهناك أقل. وإن هذه المعدلات الوسطية الوطنية تشكل سلماً متدرجاً، وإن وحدة القياس هي الوحدة الوسطية للعمل الشامل. وعليه كلما تنامت شدة العمل الوطني أكبر، بالمقارنة مع عمل وطني أقل شدة، أنتج خلال نفس المدة، قيمة أكبر تعبر عن نفسها في كمية أكبر من النقد.وعند تطبيق قانون القيمة على النطاق العالمي فإنه يتعرض إلى مزيد من التحوير، وذلك لأن العمل الوطني الأكثر إنتاجية يحسب، في السوق العالمية، باعتباره عملا أكثر شدة، طالما لم يكن البلد الأكثر إنتاجية مرغماً، بفعل المنافسة، على خفض سعر بيع سلعه إلى مستوى قيمتها.وبمقدار ما يتطور الإنتاج الرأسمالي قدما في بلد من البلدان، فإن شدة العمل الوطني وإنتاجيته تتجاوزان المستوى العالمي بالقدر نفسه (2). ولذا فإن كميات مختلفة لسلع من ذات الصنف يجري إنتاجها خلال وقت عمل واحد في بلدان مختلفة تكون ذات ق&#1740-;-م عالمية غير متساوية، تعبر عن نفسها في أسعار مختلفة، أي في مبالغ من النقد تتبا&#1740-;-ن بتباين القيم العالمية. وهكذا فإن القيمة النسبية للنقد، في البلد الذي يكون فيه نمط الإنتاج الرأسمالي أكثر تطوراً، ستكون أوطأ من قيمته النسبية في البلد الأقل تطوراً. يترتب على ذلك أن الأجور الإسمية، المعادلة لقوة العمل معبراً عنها بالنقود، ستكون في البلد الأول أعلى مما في البلد الثاني؛ إلا أن ذلك لا يعني بأي حال أن ذلك ينطبق على الأجور الفعلية، ونعني بذلك وسائل العيش المتاحة للعامل.ولكننا كثيرا ما نجد، حتى بمعزل عن هذه الفوارق النسبية في قيمة النقد بين مختلف البلدان، أن الأجور اليومية أو الأسبوعية، إلخ، في البلد الأول أعلى مما في ......
#المال:
#الفصل
#العشرون
#الفوارق
#الوطنية
#الأجور

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698765
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون 1
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري تمتعَ جمّو بالحرية، لكنه فقد عمله على خلفية إضبارته لدى جهاز الأمن. وكان مصنع " مزنّر "، الذي عمل فيه لسنوات عديدة، قد تم تأميمه ضمن إجراءات عشوائيةـ مماثلة، من قبل حكومة الوحدة. عانى لفترة من البطالة، ما اضطره للعودة إلى النول اليدويّ، المملوك من قبل شقيقه الكبير. هذا الأخير، وكان ما زال مريضاً، سلّمَ إدارة المشغل لمعاونه، ابن علكي. كانت الأيام تتوالى، بطبئة وكئيبة، قلّما كان جمّو في خلالها يلتقي صديقاً خشيَة أعين المخبرين، الذين تكاثروا كالجراد في تلك الآونة. في الأثناء، كان بطن امرأته يتكوّر بحمل جديد. قبل إطلاق سراح زوجها، كانت بيان في أحد الأيام مشغولة بالغسيل، عندما مرت عليها رابعة: " نساء الحارة يعتزمن الاجتماع عند مجلس النواب، للمطالبة بالافراج عن رجالنا "، قالت لها. لكن امرأة شقيقها لم تولِ الأمرَ اهتماماً. بعد ساعة، جاءت امرأة النقابي " إبراهيم بكري "، وكان أيضاً عضواً بارزاً في الحزب، لكي تبدي استغرابها: " ما زلتِ في ثياب البيت؟ ". قامت بيان على قدميها ببطء، سائلة الضيفة ما لو تود شربَ القهوة. فأجابت هذه بمزيد من الدهشة: " رجالنا في السجن، وأنت بهذا البرود؟ "" رجالنا، يا عزيزتي، كانوا يعرفون أن ذلك الطريق يؤدي إلى السجن! "، ردت بيان. هنا، غادرت المرأة المنزل، مدمدمة بعبارات غامضة تعبّر عن الغضب. بعد الظهر بنحو ساعة، عادت رابعة إلى منزل شقيقها وكانت بحالة مزرية. لاحت لعينيّ بيان ممزقة الملاءة، وآثار دم جاف على جبينها: " كنتِ محقة بعدم ذهابك، أختاه. لقد أطالت النسوة ألسنتهن على الحكومة، ثمة أمام مبنى البرلمان، ما استدعى تدخل رجال الشرطة ومهاجمتهم الجميعَ "، قالتها مشرقةً بدمعها. ***عامٌ تقريباً على أثر إنجاب بيان لطفلة، وإذا بالراديو يذيع ذات صباح البيان رقم واحد، يعلن فيه الجيشُ انفصالَ سورية عن مصر ويعدد أخطاء الوحدة. كان كاتب سطور هذه السيرة قد أكمل أعوامه الأربعة منذ نحو شهر، لكنه يتذكّر في ذلك الصباح اندفاعَ أهالي الزقاق باتجاه الجادة، كأنما أصابهم مسّ من الجنون. ذلك أن أحدهم خاطب الطفل، الذي كنته: " والدك يقود مظاهرةً في الجادة وهوَ يحمل بيده القامة! ". هُرعت بدَوري مع عدد من الأطفال، لأرى الجادة غاصة بالخلق، المحتشدين بالقرب من منزل بديع نورا هلّو. ميّزت والدي على الفور، وكان بالفعل يحمل القامة ( السيف الشركسيّ القصير )؛ يحمّس الحشدَ بالهتافات، المُرحّبة بحريّة سورية واستقلالها. قبل ذلك بأشهر قليلة، شهدتُ تجمّعَ الأقارب في بيت العم موسي، وكانت أمي قد أصطحبتني معها فور علمها بوفاته. كأنما أشقاءُ الوالد كانوا على موعدٍ مع ملاك الموت، وذلك بحَسَب تسلسل أعمارهم: العمة عيشة، لحقت بشقيقها الكبير في وقت آخر من ذلك العام. في بداية العام التالي، أسلم سلو الروحَ بعد فترة قصيرة من مغادرته المستشفى. مرة أخرى، وجدَ جمّو نفسه يجتازُ الحدودَ إلى لبنان عندما جدَّ حدثٌ خطير في البلاد. قبل ذلك بشهر واحد، حصلَ إنقلابٌ في العراق أوصل البعث إلى السلطة. أرتكبت هناك انتهاكاتٌ فظيعة بحق القوى اليسارية، الداعمة للزعيم " قاسم "، الذي لقيَ مصرعه في خلال استيلاء الانقلابيين على وزارة الدفاع. في سورية، وعلى أثر انقلاب البعث، ظنّ كثيرون أن مجزرة مماثلة سترتكب بحق الشيوعيين؛ وهذا سبَّبَ هستيريا من الرعب، عمت رفاقهم وأنصارهم، فمنهم من نزل تحت الأرض ومنهم من غادر البلاد. بقيَ جمّو شهراً في بيروت، لحين اطمئنانه على سير الأحداث في بلده وأنه ما من خطر شبيه بما حصل في العراق. ابتعاده النهائيّ عن العمل السياسيّ، حصل بعد أعوام ثلاثة، لما نظرَ ب ......
#موناليزا
#الحزينة:
#الفصل
#العشرون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698800
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون 2
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري تجدّدَ حِدادُ الدار، وهذه المرة عقبَ وفاة امرأة حسينو؛ شقيق جمّو. زهرو، كانت انسانةً رقيقة، طبعُها اجتماعيّ، ومحبّة لأفراد العشيرة برغم أنها ليست منهم. رجلها، نظرَ دوماً إلى ضيافتها لنساء الأقارب، وماكانت تبديه في الأثناء من كرم، على أنه يقود إلى خرابه مادياً. لكنها كانت ذات سلطة عليه، بحيث تصرّفت بمصروف البيت دونما حاجة لمراجعته. لقد عشقها بجنون، وهذا كان غريباً على رجل مثله؛ رجل، قلما أبدى اهتماماً بأحد بما في ذلك نفسه ذاتها. حزنَ كثيراً عندما هاجمها المرضُ الخبيث، وكانت في خلال ذلك تكررُ وصيتها بشأن ابنهما الوحيد وألا يجعله يحتاج لشيء لو رحلت عن الدنيا. الابن، زاهر، كان صورةً عن أمه الجميلة بشعره الأحمر وملامحه الدقيقة وطوله الفارع، وكان في إبّان سنّ المراهقة. بيدَ أنه تميّز بالخجل الشديد، خصوصاً لما كان يرافق والدته إلى أحد بيوت أعمامه. خجله، كان على الأغلب على خلفية ما عُرف به أباه من طبع معلوم وهيئة مزرية شبيهة بالمتشردين. لذلك نشأ الغلامُ على طبع مغاير كلياً، واتّسمَ أيضاً بأناقة المظهر. في المقابل، لم يكن يحبّ المدرسة واعتاد أن يهرب من الفصول كي يمضي وقته متجولاً في شوارع المدينة أو يحضر فيلماً في صالة السينما. شغفه بالأفلام، كان متوافقاً مع ما في شخصيته من عذوبة ورومانسية. أصدقاؤه، كانوا يمازحونه بالقول أنه أكثر وسامة من أبطال السينما. لكنه على الأغلب لم يعرف الحب، إلا عندما التقى مع ابنة عمّه جمّو وذلك في خلال مأتم أمه: إنها الابنة الكبيرة، الشقراء، التي منحها والدها اسمَ أرملة صديقه الأمير البدرخانيّ. يُقال أيضاً، أنها أكثر حفيدات السيّدة سارة شبهاً بها. لقد أخرجت من المدرسة في العام نفسه، وكانت في الصف السادس، لتعين والدتها في الاهتمام بالشقيقين التوأم، الذين ولدا قبل ذلك بأشهر قليلة.*** ثلاثة أعوام على الأثر، ثم حضرت رابعة ذات يوم إلى منزل جمّو كي تتكلم بالنيابة عن شقيقهما: " حسينو، يرغبُ بخطبة ابنتك لزاهر ويرغب بمعرفة جوابك "، قالتها بما يُشبه صيغة الأمر. جمّو، المعروف بالطبع الصريح، بادرَ فوراً إلى النظر في عينيّ شقيقته، قائلاً: " لو أنها كانت ابنتك، هل كنتِ ترضين أن يكون حسينو حماها؟ "" إنها ستقترنُ بالشاب وليس بأبيه "" نعم، ولكن الشاب نفسه لا يملك صنعة ولا شهادة "" إنه يديرُ متجراً في الشارع التحتانيّ، وليسَ عاطلاً عن العمل "" المتجر ليسَ له، بل هوَ مجرّدُ أجيرٍ "، قال ذلك وأشاحَ وجهه إلى جانب. ثم تمتم وقد بانَ على ملامحه الانفعال: " أصلاً شقيقي لا يرغبُ بأن يخطب لابنه فتاةً غريبة، كيلا يضطر لدفع مهرها. لكنّ عادة إعطاء الفتاة لابن عمها، صارت من الماضي ".ردة فعل حسينو، اتسمت أيضاً بالانفعال. هدّدَ بالمطالبة بحصته في منزل أبيه، قائلاً أنه سيحرم جمّو من حديقته الأثيرة. لكنه ما لبثَ أن انشغل عن ذلك، حينَ سقط ابنه مريضاً. ظنّ في البداية أنّ الشاب يُعاني، نتيجة جواب الرفض من لدُن عمه. مع دخوله المتزايد في بحران الحمّى والهذيان، تدخلت امرأة الأب لتلح على الرجل أن يستدعي طبيباً. ثم تم نقله لاحقاً إلى المستشفى، لما بيّن الكشفُ أنه مريضٌ بالحمى الشوكية. غبّ ابلائه من المرض، آبَ زاهر إلى شيمته الأولى في التسكّع والضياع. فرغ صبرُ الأب، فعمد إلى طرده من البيت. بضعة أعوام على الأثر، وإذا الأصدقاءُ ذات يوم يظهرون مع الشاب أمام أبيه: " تصرفاته باتت غريبة، كما أنه لم يعُد يتكلم بشكلٍ منطقيّ "، قالوا ذلك بنبرة حزينة. لم يمكث زاهر كثيراً في كنف الأب، المفتقد لمشاعر الرعاية والحنان. أسرعَ هذا بتسليم الابن إلى مستش ......
#موناليزا
#الحزينة:
#الفصل
#العشرون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698941
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون 3
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري بقيَ شبحُ الموت يخيّم على الزقاق، ليخطفَ هذه المرة روحَ الرجل الطيبّ، حوطيش. عانى مطولاً من المرض، ما اضطره لتسليم عدّة العمل لابن شقيقته الأصغر. قبيل وفاته، التفت إلى امرأته فاتي، ليقول بنبرة مَن يتنبّأ بالمستقبل: " كل خوفي على ابننا، لأنه وحيدٌ في هذه الدنيا ". وكان بالطبع يقصد ذلك الطفل، الذي تبنّاه، وصار الآنَ في الثامنة من عُمره. الربيبُ، صُدم ذات مرة بطريقة أليمة، لما عيّره أحد الأولاد بأنه لقيط. اندفع الطفل وقتئذٍ إلى داخل المنزل، باكياً مُروّعاً، ليرمي بنفسه في حضن فاتي: " ماما، يقولون في الزقاق أنكم لستم أهلي ". هدّأته بصعوبة، ومن ثم خرجت إلى أولئك الأولاد لتوبّخهم وتهددهم بالشكوى لآبائهم. سرعانَ ما نسيَ ربيبها الحكاية، ولو أنه سيعود ويتذكّرها فيما بعد.تحققت مخاوفُ حوطيش، وذلك مباشرةً بعد رحيله عن الدنيا. أرملته، طُلبت للزواج من أحد أقاربها، المقيمين في مسقط رأسها ببلدة برزة. لكن الرجل، وكان بدَوره أرمل، اشترط على فاتي التخلي عن الغلام. أرادت هذه الأخيرة أن يعيشَ ربيبها في كنف زينو، شقيقة زوجها، فقوبل طلبها بالاعتذار: " طليقي المغضوب، بالكاد ما يمنحني من نفقة يكفي لمعيشتي مع أولاده ". عند ذلك، اتخذت فاتي قراراً كان صعباً عليها ولا غرو. في اليوم التالي، طلبت من الغلام ألا يذهب إلى مدرسته، قائلةً أنها ستأخذه معها إلى السوق. شاءت أن ترافقها زينو، لمحاولة التخفيف من عبء المهمة. أخذوا سيارة أجرة رأساً إلى دار الأيتام، الكائنة في مركز المدينة. نزلوا هناك أمام مدخل البناء الكئيب، الأشبه ببوابة السجن. لم يفهم الغلام ما يُراد به، إلى وقت انتهاء المقابلة مع المشرفة الإدارية. إذاك، قالت له فاتي وهيَ تنهض من مكانها: " ستعيش أنتَ هنا، وأنا أبقى أزورك بين وقت وآخر ". ردة فعله، كانت شديدة وبالكاد تمكنوا من فصل يده عن يد مَن اعتقدَ دوماً أنها والدته. بعد نحو عشرة أيام، وبناء على طلب فاتي، ذهبت زينو لزيارة الميتم للاطمئنان على وضع الغلام المسكين. قالت لها المشرفة: " ظل طوال ثلاثة أيام يرفض الطعام، وكان يردد باكياً اسمَ تلك المرأة. لكنه هدأ الآنَ، ولو أنه يبقى طوال الوقت شارداً زائغَ البصر ".***تجربة على ذلك القدر من القسوة والألم، عاشها أربعةُ أطفال طوال بضعة أعوام. إنهم أولاد رودا الراحلة، الذين انطبق على حالتهم المثل المعروف: " كالأيتام على مائدة اللئام ". بيد أن رحلة عذابهم آذنت على الاختتام، وذلك بخروج الأب من السجن. حظيَ فيّو بتخفيف الحكم، عقبَ إعلان الوحدة بين سورية ومصر. برغم ما عُرف عنه من خفّة العقل، فإنه آثرَ أن يترك الحارة كي يبتعد عن ذكرياته المشئومة. كان يبحث عن منزل إيجار في غرب الحي، عندما ساعده الحظ بالاهتداء أيضاً إلى شريكة حياة.أمّو، شقيقة فيّو الكبيرة، كانت قد اقترنت من رجل أرمل من الحارة الأيوبية. الرجل، سبقَ أن أعطى ابنته لمستو، ابن ديبو. ثم تعززت القرابة بزواج سلطانة، ابنة ديبو، بابن الرجل الأرمل. وإنها أمّو، مَن كانت واسطة تعارف شقيقها بامرأة مطلقة بلا أولاد، تملك بيتاً في تلك المنطقة. انتقل فيّو إلى بيت امرأته، ولم يعُد يظهر في الحارة إلا في مناسبات الأعياد. كان هذا من حظ أولاده، الذين علمنا ما لاقوه من عسف وإذلال في خلال فترة سجنه. في المقابل، عانى الرجلُ من البطالة لفترة؛ وكان يعتمد في معيشته على إيجار منزله بالحارة. إلى أن انتقل ديبو إلى دمشق، مع انتهاء خدمته في الدرك بالتقاعد، فاستولى ببساطة على منزل شقيقه وضمّه إلى منزله. ***في فترة مكوثه بالسجن، التقى فيّو برجلين من أبناء الزقاق. أحدهما كان عز ......
#موناليزا
#الحزينة:
#الفصل
#العشرون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699078
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون 4
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري وضعت بيان طفلها الحادي عشر، وكانت في السادسة والثلاثين من عُمرها. قبل ذلك بنحو شهر، أنجبت ابنتها طفلها الأول. إنها نفس الابنة، التي سبقَ أن طلبها ابنُ عمها وتم رفضه من لدُن والدها. هذا الأخير، كان آنذاك قد تحسّن وضعه الماديّ نوعاً ما بعمله كملاحظ لحديقة عامة في غرب الحي. دوامه، كان يبدأ بعد الظهر وإلى ساعة متأخرة ليلاً. كان يقضي الصباح في الاعتناء بحديقة الدار، أو بحديقة بيت صديقه بديع. وكان صديقه قد استقر في بخارست، أين مقر عمله التجاريّ. كانا يتواصلان عبرَ الهاتف، وأحياناً من خلال البطاقات البريدية. ذات مرة، طلب الصديقُ من جمّو أن ينتقل مع أسرته إلى بيته. لما عُرضت الفكرة على بيان، فإنها ردت باستنكار: " أنترك بيتنا كي نعيشَ في بيت الغرباء؟ ". صديق آخر، هوَ المحامي خليل، علم بالموضوع؛ فأبدى استعداده للسكنى هنالك. منذئذٍ، ولحين عودة بديع للوطن في أواخر السبعينات، انقطعت صلة جمّو ببيت الذكريات الجميلة.في ذلك العام، الشاهد على مجيء الطفلين للعالم، رجعت رابعة مع أسرة أبنها من حوران. أقام الابنُ مع أسرته في بيت للإيجار، وكانت خدمته قد انتقلت إلى سجن القلعة. والدته، سرعان ما سعت لدى شقيقها فَدو: " أرغبُ بمنحي منزلك ذاك، الكائن في الحارة العليا، وأتنازل لك في المقابل عن حصتي بمنزل والدنا ". تمت الصفقة، وما لبث خلّو أن ترك بيت الإيجار. عدا عن تنكيد حياة الكنّة، فإن رابعة تفرغت للتدخل في شئون أشقائها. وقد ركزت مراقبتها على بنات جمّو، اللواتي أضحين في سنّ المراهقة، وكانت تعزو تحررهن لما تدعوه " استهتار أبيهن الشيوعيّ ". كانت تحرّض عليهن عمهن فَدو، الذي أصبحَ متزمّتاً عقبَ عودته من الحج وتوبته. قالت لها بيان ذات مرة: " حفيدتك أول من لبسَ بنطال الشورت في الحارة، وكل أسبوع في المسبح ". كان رد ربيعة، طريفاً وأخرق في آنٍ معاً: " إنها ليست عرضي. بينما بنات أخوتي هنّ عرضي! ". ***ثم جاء الدورُ على نزهة الاصطياف السنوية في الزبداني، لتنقطع أيضاً. جرى ذلك في ثالث صيف، أعقبَ انتقال رابعة وأسرة ابنها إلى دمشق. وكانت هيَ قد اصطحبت حفيدتها تلك، المتحررة، إلى بلدة الاصطياف مع بقية الأسرة. أعجب بالفتاة حفيدُ شقيق المرحومة سارة، وكان والده من الملّاكين الأغنياء في الزبداني. فطلبَ من أبيه أن يخطبَ له الفتاة من والدها. لما رفضَ خلّو طالبَ القُرب، معتذراً بمواصلة ابنته الدراسة، دبّ البرود في العلاقة بين الطرفين. والدة الفتاة، قالت لبيان تعليقاً على الموضوع: " أجزمُ بأنّ لحماتي يداً في الخطبة، وأنها هيَ التي سعت فيها ". وجهة أخرى للاصياف، ما أسرعَ أن أضحت بديلاً عن الزبداني. على الطريق إلى هذه البلدة الجبلية، كانت تقع قرية بسّيمة، المشهورة بسبب قربها من منتزه " عين الخضرة ". فَدو، كان صديقاً حميماً لأحد مواطني القرية. وكان قبل توبته قد أعتاد على زيارة المنتزه مع صديقه ريسور، لمقارعة الراح على أنغام الموسيقى ومشهد الراقصة الشرقية. عقبَ توبته، كان العمُ يواظب زيارة المكان مستبدلاً الخمر بالنرجيلة. هكذا انتظم حضورُ الأسرة إلى قرية الاصطياف كل عام، مستأجرين حجرتين من منزل مواطنها ذاك. أولادُ جمّو، كانوا غالباً ما يرافقون أسرة العم إلى بسّيمة، لكنهم يقضون وقتاً أقصر.***موقفٌ طريف، حصلَ لكاتب سطور هذه السيرة، ثمة في قرية الاصطياف. ذاتَ ظهيرة، كنتُ جالساً لوحدي على ضفة النهر، لما حضرَ العمّ مع صديقه ريسور. كان برفقتهما امرأة جميلة، أنيقة المظهر. سذاجة تفكيري آنذاك، أوحت لي أنها زوجة ريسور. لكنني عجبت من مظهرها المنطلق على سجيّته، علاوة على تدخينها ......
#موناليزا
#الحزينة:
#الفصل
#العشرون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699177