الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : الله غني عن الكينونة والوجود
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم &#8232-;-فلا بد إذن من إعادة النظر في مفاهيم مثل العدمية، والعبثية، والإرتيابية، والإنكارية، واللاعقلانية أو اللامعقول، والسلبية واللاشيئية واللامبالاة واللا انتماء الخ. إن كل هذه المفاهيم والتصورات الفلسفية تظهر كل يوم على سطح الساحة الفكرية المعاصرة دون تمحيص أو تدقيق ورغم ان جذور هذه المفاهيم تبدو بعيدة تاريخيا عن إهتماماتنا المعاصرة، إلا أنه من الواضح ان السمة المشتركة بين كل هذه التصورات هي فكرة السلبية، أي فكرة قول (لا) للحياة، والإجابة بالنفي عن السؤال المطروح في البداية. ومن الواضح ايضا تشوش هذه التصورات وعدم وضوحها واختلاطها الواحد بالآخر، ومن هنا تأتي ضرورة الفحص والتدقيق والتحقيق في أصول وجذرو ومصدر هذه السلبية، لمحاولة فرزها وتخليصها من هذا الضباب الكثيف الذي يغلفها. والناتج فيما يبدو عن تجدد ونمو هذه النظرة الأخلاقية الجديدة والقديمة في آن واحد، والعميقة في تمركزها في الفكر العالمي، والتي تجتاح الحياة الفكرية في الشرق كما في الغرب. ونعني هنا النظرة الدينية للعالم وللأشياء. فالعدمية مثلا، والتي تغوص جذورها في التاريخ الفلسفي الغربي، تعاود الظهور ثانية وبإلحاح، بواسطة العديد من الفلاسفة والمفكرين في السنوات الأخيرة. واللجوء إلى مثل هذه المقولة كتفسير وحيد لأزمة العقل، راجع إلى حد ما لغياب المنظومات الفلسفية الشاملة من ناحية، وايضا ـ كما سبق القول ـ لتطور وتقدم الفكر الديني الغيبي وانتشاره السريع بين طبقات المثقفين من جميع الاجيال، واحتلال هذا الفكر الغيبي لفضاءات جديدة، واحتوائه لمساحات من الفلسفة لم تكن متاحة له من قبل. فالعدمية اعتبرت في السابق مرضا وسرطانا ينخر روح الحضارة الغربية، وسبب إنحطاطها، نتيجة سريان الأفكار الدينية المسيحية، في كل شرايينها الحيوية. هذه الروح المسيحية التي ترفض الحياة وتقلل من قيمتها، وترفض الجسد وإرهاصاته ولذاته المباشرة. وقد حمل نيتشة على هذه العدمية ونقدها عن طريق إنتقاد الدين المسيحي وتقويض أسسه الروحية. مركزا على أن الدين المسيحي كأيديولوجية، يرفض عموما غريزة الحياة مصدر القوة والحيوية. ولذلك لا بد من الخروج من هذه الدائرة العدمية لتخليص الإنسان من صخرة سيزيف وصليب المسيح، والقلق الذي ينخر وجوده، والوصول إلى الإنسان الصحيح عقلا وجسدا، أي الإنسان المتفوق حسب مقولة نيتشة، أو الإنسان الديمقراطي حسب الايديولوجيات المعاصرة. أي الإنسان الذي يحيا على هذه الأرض، ويتقبل كل مكوناته وذاته المطلقة ـ كمصدر أساسي ووحيد للحياة ـ والتخلص من الأفكار الشمولية والإجتماعية، والرجوع إلى "الموضوع" الفردي كقلعة للإنسانية. بينما من الجهة المقابلة، نرى أن الفكر الديني والغيبي يعتبر العدم كمصدر للخراب والدمار الذي حل بالأرض ومن عليها، معتبرا العدمية متمثلة في أفول المتعالي وسقوط الله من سمائه (في غياب الله كل شيء ممكن ـ حسب قول دوستوييفسكي)، وإعتبار الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية، وكذلك الإرهاب والتحلل النفسي والأخلاقي، وظاهرة الإنتحار كوارث ناتجة عن هذه الغولة، أو الشيطان المسمى بالعدم، الذي ينخر الحياة الأخلاقية، والذي يمجد الحياة المادية الفانية، ويبخس من قيمة الحياة الأزلية والقيم الدينية. وليس أمام الإنسان اليوم سوى أن يختار بين العدمية والعدمية. ولكن عليه أن يحاول الفهم ليفرق بين عدمية القسيس وعدمية الحاكم، عدمية الفقيه وعدمية الفيلسوف، وعليه أن يختار بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة. ويبدو الإنسان اليوم شبيها بالمرأة المتهمة بالسحر في العصور المظلمة لمحاكم التفتيش، حيث يربط بقدمها حجر كبير ويلقى بها في أقرب بحيرة، فإن غ ......
#الله
#الكينونة
#والوجود

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694756