إبراهيم جركس : شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]27 عَنْ طريق المُبدِع
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]27((عَنْ طريق المُبدِع)) هذا القسم عبارة عن سلسلة من التأمّلات وثيقة الصّلة بموضوع ما معنى أن يكون الإنسان مُبدعاً، بمعنى "المبدع" الذي تمّ التأسيس له في الكتاب الأول، القسم الأول، إذ أنّ سمته التحضيرية هي العُزلة والتوحّد لسبيل المرء إلى نفسه. وقد مرّ معنا موضوع العُزلة/التوحّد عدّة مرّات من قبل، منذ سنوات زرادشت العشر الأولى وعزلته في الجبال، إلى قصّة الجمل في الصحراء القاحلة، إلى نصائح الهروب من السوق والخروج منها. ونعلم أيضاً أنّ العُزلَةَ لاتتعارض مع شكلٍ معيّن من الصداقة أو الحب أيضاً. لذلك فالجديد في هذا الفصل هنا هي فكرة ((السبيل إلى نفسك)) [فكرة أن تصبح ما أنت عليه في الحقيقة هي فكرة متكرّرة في الكتاب. أنظر بشكلٍ خاص الكتاب الرابع، القسم الأول]. كما رأينا، فإنّ الفرد على هذا النحو ليس معزولاً بالفعل، لأنّه قد يكون ذلك الفرد قد خُلِقَ لخدمة احتياجات الناس ومساعدتهم. لايهمّ إذا قيل أنّ لدى الناس "ضميرٌ واحد"، أو ما إذا قيل أنّه يتكوّن من أفراد "بضميرٍ واحد". يحدّد الضمير هنا القيمة بقدر ما لَهَا من قوّة معيارية وبقدر ما يشعر بها. وبالتالي، ليست الفردانية هي الفكرة الرئيسية هنا، بل العُزلَة/التوحّد. العُزلة: سواء حَدَثَت داخل كهف في الجبال أو وسط مدينة مدينة مليئة بالأصدقاء والأقارب _تعني أنّه يجب على المرء أن يعزل نفسه عن القطيع حتى في ضميره، يجب أن يمرّ المرء بـــ"معاناة" قتل هذا الضمير داخل نفسه، من أجل إعادة اكتشاف جوهر ماهو صحي ونبيل في النفس. ومع ذلك، فإنّ الكثيرين مِمَّن تخلّصوا من نيرهم أيضاً ((فهناك مَن رَمَى بآخر قيمة له عندما رَمَى بآخر أواصر عبوديته)). هناك مَن هُم ذوو قيمة ليس فقط بالنسبة للآخرين، بل لجزء كبير من البشرية، وربّما حتى بالنسبة لمشروع تجاوز الإنسان والتغلّب عليه فقط بقدر ما لايعزلون أنفسهم عن ضمير الناس، وهناك من تكون فردانيتهم في خدمة الشهوة والطموح ("الأنا الماكرة، وعديمة المحبّة" كما جرى وصفه في الكتاب الأول، "عن ألف هدف وهدف"). مَنْ إذن الذي له "الحق" بمثل هذه العُزلة؟ "العَجَلَة ذاتية الدفع"، التي تحاكي وصف روح الطفل في الكتاب الأول، القسم1. بعبارة أخرى، الشخص ليس المدمّر فقط، بل والخالق/المبدع أيضاً. ما الذي تحرّر منه؟ لا يهم. ما أنتَ حُرٌّ فيه _أن تكون حُرّاً في التعبير عن "فكرتك المسيطرة" الجديدة والسعي وراءها _ هو مايمنَحُكَ هذا الحق (مَرَّةً أخرى، المفهوم الكانطي للحرية على أنّها منح القانون لنفسك). لكنّ المبدع اليوم سيواجه محاكمات: ((لكنك ستتعب في يومٍ ما من جرّاء وحدتك)). المحاكمة هي العَدَمية: فحتى خَلقك سيبدو مجرّد خطأ وبلاقيمة. وبالمثل، فإنّ الخالق المبدع سيواجه محاكمات خارجياً. ((إنك ترغم الكثيرين على مراجعة معرفتهم بك)). [راجع على سبيل المثال أنشودة ختام كتاب "ماوراء الخير والشر"]. إنّ أعظم خطر في أي عملية تجاوز للذات هو من الذات نفسها. مرّةً أخرى، إنّ الضمير الذي تشترك فيه "أنت" مع الناس ليس تأثيراً أجنبياً آتياً من الخارج، بل إنّه أنت، بجسدك ذاته، وحتى إن تمكّنتَ من تجاوز هذا الضمير والتغلّب عليه، لاتزال هناك شياطين سبعة في انتظارك. أمّا قائمة تلك الشياطين فقد قدّمها زرادشت هنا بدون ذكر الكثير من التفاصيل. تحتوي القائمة على مايجب أن يكون في الوقت الحالي فارغاً وارقاماً رمزية لامعنى لها. ومع ذلك، هناك بعض التشابه بين هذه القائمة ومجموعة الشخصيات التي يلتقي بها زرادشت في مكانٍ آخر [الساحر، ربما]، وخاصة ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]27
#عَنْ
#طريق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697272
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]27((عَنْ طريق المُبدِع)) هذا القسم عبارة عن سلسلة من التأمّلات وثيقة الصّلة بموضوع ما معنى أن يكون الإنسان مُبدعاً، بمعنى "المبدع" الذي تمّ التأسيس له في الكتاب الأول، القسم الأول، إذ أنّ سمته التحضيرية هي العُزلة والتوحّد لسبيل المرء إلى نفسه. وقد مرّ معنا موضوع العُزلة/التوحّد عدّة مرّات من قبل، منذ سنوات زرادشت العشر الأولى وعزلته في الجبال، إلى قصّة الجمل في الصحراء القاحلة، إلى نصائح الهروب من السوق والخروج منها. ونعلم أيضاً أنّ العُزلَةَ لاتتعارض مع شكلٍ معيّن من الصداقة أو الحب أيضاً. لذلك فالجديد في هذا الفصل هنا هي فكرة ((السبيل إلى نفسك)) [فكرة أن تصبح ما أنت عليه في الحقيقة هي فكرة متكرّرة في الكتاب. أنظر بشكلٍ خاص الكتاب الرابع، القسم الأول]. كما رأينا، فإنّ الفرد على هذا النحو ليس معزولاً بالفعل، لأنّه قد يكون ذلك الفرد قد خُلِقَ لخدمة احتياجات الناس ومساعدتهم. لايهمّ إذا قيل أنّ لدى الناس "ضميرٌ واحد"، أو ما إذا قيل أنّه يتكوّن من أفراد "بضميرٍ واحد". يحدّد الضمير هنا القيمة بقدر ما لَهَا من قوّة معيارية وبقدر ما يشعر بها. وبالتالي، ليست الفردانية هي الفكرة الرئيسية هنا، بل العُزلَة/التوحّد. العُزلة: سواء حَدَثَت داخل كهف في الجبال أو وسط مدينة مدينة مليئة بالأصدقاء والأقارب _تعني أنّه يجب على المرء أن يعزل نفسه عن القطيع حتى في ضميره، يجب أن يمرّ المرء بـــ"معاناة" قتل هذا الضمير داخل نفسه، من أجل إعادة اكتشاف جوهر ماهو صحي ونبيل في النفس. ومع ذلك، فإنّ الكثيرين مِمَّن تخلّصوا من نيرهم أيضاً ((فهناك مَن رَمَى بآخر قيمة له عندما رَمَى بآخر أواصر عبوديته)). هناك مَن هُم ذوو قيمة ليس فقط بالنسبة للآخرين، بل لجزء كبير من البشرية، وربّما حتى بالنسبة لمشروع تجاوز الإنسان والتغلّب عليه فقط بقدر ما لايعزلون أنفسهم عن ضمير الناس، وهناك من تكون فردانيتهم في خدمة الشهوة والطموح ("الأنا الماكرة، وعديمة المحبّة" كما جرى وصفه في الكتاب الأول، "عن ألف هدف وهدف"). مَنْ إذن الذي له "الحق" بمثل هذه العُزلة؟ "العَجَلَة ذاتية الدفع"، التي تحاكي وصف روح الطفل في الكتاب الأول، القسم1. بعبارة أخرى، الشخص ليس المدمّر فقط، بل والخالق/المبدع أيضاً. ما الذي تحرّر منه؟ لا يهم. ما أنتَ حُرٌّ فيه _أن تكون حُرّاً في التعبير عن "فكرتك المسيطرة" الجديدة والسعي وراءها _ هو مايمنَحُكَ هذا الحق (مَرَّةً أخرى، المفهوم الكانطي للحرية على أنّها منح القانون لنفسك). لكنّ المبدع اليوم سيواجه محاكمات: ((لكنك ستتعب في يومٍ ما من جرّاء وحدتك)). المحاكمة هي العَدَمية: فحتى خَلقك سيبدو مجرّد خطأ وبلاقيمة. وبالمثل، فإنّ الخالق المبدع سيواجه محاكمات خارجياً. ((إنك ترغم الكثيرين على مراجعة معرفتهم بك)). [راجع على سبيل المثال أنشودة ختام كتاب "ماوراء الخير والشر"]. إنّ أعظم خطر في أي عملية تجاوز للذات هو من الذات نفسها. مرّةً أخرى، إنّ الضمير الذي تشترك فيه "أنت" مع الناس ليس تأثيراً أجنبياً آتياً من الخارج، بل إنّه أنت، بجسدك ذاته، وحتى إن تمكّنتَ من تجاوز هذا الضمير والتغلّب عليه، لاتزال هناك شياطين سبعة في انتظارك. أمّا قائمة تلك الشياطين فقد قدّمها زرادشت هنا بدون ذكر الكثير من التفاصيل. تحتوي القائمة على مايجب أن يكون في الوقت الحالي فارغاً وارقاماً رمزية لامعنى لها. ومع ذلك، هناك بعض التشابه بين هذه القائمة ومجموعة الشخصيات التي يلتقي بها زرادشت في مكانٍ آخر [الساحر، ربما]، وخاصة ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]27
#عَنْ
#طريق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697272
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]27 ((عَنْ طريق المُبدِع))
إبراهيم جركس : شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]28 عَنْ المرأة شابّةً وعجوزاً
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]28((عَنْ المرأة شابّةً وعجوزاً)) على غرار نهاية القسم 24 "عن الصديق"، يشكّل هذا القسم إشكالية بالنسبة لقارئ القرن الحادي والعشرين لأنّه يستخدم صوراً نمطية شائعة في أواخر القرن التاسع عشر المتعلّقة بالجنس والتلاعب بها دون تحطيمها بشكلٍ كامل. وقد أعرَبَ العديد من النقّاد عن أسفهم للكليشيهات والعبارات المبتذلة وغير المستساغة التي تدلّ على هيمنة ذكورية. يرى آخرون أنّ النظام الرمزي الذي يبنيه نيتشه أكثر دقّة وأقلّ قيمة ممّا يبدو للوهلة الأولى. ما هو مؤكّد فعلاً أنّ حِسَّ الفكاهة المنحرف إلى حدٍ ما لدى نيتشه كان في أوجِهِ وبخاصة في هذا المجال. يحتوي القسم الحالي على عدد من العناصر الغريبة والهزلية الماجنة أكثر من أيّ قسمٍ آخر. يتمّ تقديم زرادشت هنا على أساس أنّه شخصٌ ماكر ومحتال يتحدّث وجهاً لوجه (كما يتّضح من نهاية القسم). الأمر الغريب فعلاً هو أنّنا لدينا راوٍ غير زراشت أو أي بطلٍ آخر من رواية زرادشت، وهو صوت مؤلّف مجهول (مثل الصور الصادر من السماء في مسرحية فاوست لغوته، على سبيل المثال). يسأل هذا الصوت زرادشت عن المكان الذي يمضي إليه متسلّلاً عبر الغروب وما الذي يخبّئه بهذا الحذر تحت معطفه؟. أمّا زرادشت الذي توقّف على الفور وكأنّه تمّ القبض عليه بالجرم المشهود ليبرّر نفسه. يروي نقاشاً مع "امرأة عجوز شابة": يُنظَرُ إلى المرأة العجوز في بعض الثقافات على أنّها كناية تأليفية، جزء من الميثولوجيا الإغريقية "مويرا" التي تلفّ خيوط القَدَر، أو نورون في الميثولوجيا الشمالية، أم الرّبّ المقدّسة، والراهبة والساحرة. لكن نلاحظ أنّ المرأة لم تتحدّث معه كشخص، بل تحدّثت إلى روحه، على غرار أحاديث زرادشت مع "قلبه". وهذا بالتأكيد يميّز المرأة العجوز عن أيّة شخصية أخرى في الكتاب. مايلي هو خطاب قصير باعتباره "قصّة داخل قصّة" لايشرح فقط فلسفة زرادشت عن الجنسين بل أيضاً ما يخفيه تحت معطفه وإلى أن يتّجه. تطلبُ منه المرأة العجوز أن يحدّثها عن النساء. وفي نهاية حديثه معها تقدّم لها المرأة العجوز نصيحة تتعلّق بحقيقة النساء "الشابات". إنّ التعقيدات التي خلقتها هذه الوسائل السردية (راوي غريب، إحراج زرادشت كما لو أُلقيَ القبض عليه بالجرم المشهود، حقيقة أنّ حكمته تتعرّض للخطر من خلال تحوّله إلى متلقّي للحقيقة عن غير قصد، والتطور الدائري للحبكة "الثقيلة" التي تنتهي بحكمة ظريفة ختامية). لقد أصبحت كلها تثير الشك حول زرادشت، الآن فجأةً لم يَعُد ذلك المعلّم الحكيم للإنسانية العليا، بل تحوّل فجأةً إلى راوٍ غير موثوق لديه ما يخفيه. وهكذا فإنّ شكل السخرية السردية يلقي بالشكوك أيضاً على المحتوى الشوفيني والنمطي لخطابه الأساسي، والذي حُبِكَ ليبدو مغروراً ويخدم الذات. من الممكن رؤية كل الكليشيهات المُبتَذَلَة على حقيقتها: الكليشيهات المتعمّدة، لأنّ النص يُنتِج قراءة. مفادها أنَّ كل هذا الكلام هو نتاج عقل ذكر يفكّر بأعضائه التناسلية. زرادشت لا يستعدّ لبناء الإنسانية العليا طوال الوقت. إنّه أيضاً "إنسانٌ مُفرطٌ في إنسانيته!" والمرأة هي التي تجعله يَفقد رباطَة جأشه. لقد تمّ تصويره هنا على أنّه بعيد كلّ البُعد عن فلسفته وآرائه العميقة والسبب هو أنّه "ذهب إلى النساء". المرأة العجوز تمتلك الحقيقة عن "المرأة". وقد ردّت على حديث زرادشت بردٍّ ساخر: ((كثيراً من الأشياء اللطيفة قال زرادشت، ...[لكنه] لايعرف النساء كثيراً)). وتوبّخه باختزال القائمة بأكملها بجملة ((ليس هناك من شيء مستحيل لدى المرأة)) وهذا تصري ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]28
#عَنْ
#المرأة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697408
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]28((عَنْ المرأة شابّةً وعجوزاً)) على غرار نهاية القسم 24 "عن الصديق"، يشكّل هذا القسم إشكالية بالنسبة لقارئ القرن الحادي والعشرين لأنّه يستخدم صوراً نمطية شائعة في أواخر القرن التاسع عشر المتعلّقة بالجنس والتلاعب بها دون تحطيمها بشكلٍ كامل. وقد أعرَبَ العديد من النقّاد عن أسفهم للكليشيهات والعبارات المبتذلة وغير المستساغة التي تدلّ على هيمنة ذكورية. يرى آخرون أنّ النظام الرمزي الذي يبنيه نيتشه أكثر دقّة وأقلّ قيمة ممّا يبدو للوهلة الأولى. ما هو مؤكّد فعلاً أنّ حِسَّ الفكاهة المنحرف إلى حدٍ ما لدى نيتشه كان في أوجِهِ وبخاصة في هذا المجال. يحتوي القسم الحالي على عدد من العناصر الغريبة والهزلية الماجنة أكثر من أيّ قسمٍ آخر. يتمّ تقديم زرادشت هنا على أساس أنّه شخصٌ ماكر ومحتال يتحدّث وجهاً لوجه (كما يتّضح من نهاية القسم). الأمر الغريب فعلاً هو أنّنا لدينا راوٍ غير زراشت أو أي بطلٍ آخر من رواية زرادشت، وهو صوت مؤلّف مجهول (مثل الصور الصادر من السماء في مسرحية فاوست لغوته، على سبيل المثال). يسأل هذا الصوت زرادشت عن المكان الذي يمضي إليه متسلّلاً عبر الغروب وما الذي يخبّئه بهذا الحذر تحت معطفه؟. أمّا زرادشت الذي توقّف على الفور وكأنّه تمّ القبض عليه بالجرم المشهود ليبرّر نفسه. يروي نقاشاً مع "امرأة عجوز شابة": يُنظَرُ إلى المرأة العجوز في بعض الثقافات على أنّها كناية تأليفية، جزء من الميثولوجيا الإغريقية "مويرا" التي تلفّ خيوط القَدَر، أو نورون في الميثولوجيا الشمالية، أم الرّبّ المقدّسة، والراهبة والساحرة. لكن نلاحظ أنّ المرأة لم تتحدّث معه كشخص، بل تحدّثت إلى روحه، على غرار أحاديث زرادشت مع "قلبه". وهذا بالتأكيد يميّز المرأة العجوز عن أيّة شخصية أخرى في الكتاب. مايلي هو خطاب قصير باعتباره "قصّة داخل قصّة" لايشرح فقط فلسفة زرادشت عن الجنسين بل أيضاً ما يخفيه تحت معطفه وإلى أن يتّجه. تطلبُ منه المرأة العجوز أن يحدّثها عن النساء. وفي نهاية حديثه معها تقدّم لها المرأة العجوز نصيحة تتعلّق بحقيقة النساء "الشابات". إنّ التعقيدات التي خلقتها هذه الوسائل السردية (راوي غريب، إحراج زرادشت كما لو أُلقيَ القبض عليه بالجرم المشهود، حقيقة أنّ حكمته تتعرّض للخطر من خلال تحوّله إلى متلقّي للحقيقة عن غير قصد، والتطور الدائري للحبكة "الثقيلة" التي تنتهي بحكمة ظريفة ختامية). لقد أصبحت كلها تثير الشك حول زرادشت، الآن فجأةً لم يَعُد ذلك المعلّم الحكيم للإنسانية العليا، بل تحوّل فجأةً إلى راوٍ غير موثوق لديه ما يخفيه. وهكذا فإنّ شكل السخرية السردية يلقي بالشكوك أيضاً على المحتوى الشوفيني والنمطي لخطابه الأساسي، والذي حُبِكَ ليبدو مغروراً ويخدم الذات. من الممكن رؤية كل الكليشيهات المُبتَذَلَة على حقيقتها: الكليشيهات المتعمّدة، لأنّ النص يُنتِج قراءة. مفادها أنَّ كل هذا الكلام هو نتاج عقل ذكر يفكّر بأعضائه التناسلية. زرادشت لا يستعدّ لبناء الإنسانية العليا طوال الوقت. إنّه أيضاً "إنسانٌ مُفرطٌ في إنسانيته!" والمرأة هي التي تجعله يَفقد رباطَة جأشه. لقد تمّ تصويره هنا على أنّه بعيد كلّ البُعد عن فلسفته وآرائه العميقة والسبب هو أنّه "ذهب إلى النساء". المرأة العجوز تمتلك الحقيقة عن "المرأة". وقد ردّت على حديث زرادشت بردٍّ ساخر: ((كثيراً من الأشياء اللطيفة قال زرادشت، ...[لكنه] لايعرف النساء كثيراً)). وتوبّخه باختزال القائمة بأكملها بجملة ((ليس هناك من شيء مستحيل لدى المرأة)) وهذا تصري ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]28
#عَنْ
#المرأة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697408
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]28 ((عَنْ المرأة شابّةً وعجوزاً))
إبراهيم جركس : شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]29 عَنْ لدغة الأفعى
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]29((عَنْ لدغة الأفعى)) هذه هي المَرّة الأولى التي يُذكَر فيها شيء عن التلاميذ في هذا الكتاب وبشكل صريح ومباشر (على الرغم من أنّنا يمكن أن نقرأ شيئاً مشابهاً بعض الشيء في قسم "عن شجرة الجبل"). والأهم من ذلك أنّ هذه الإشارة تقع ضمن قسمين فقط قبل رحيل زرادشت عنهم. فالتلاميذ ليسوا مجموعة من الشخصيات (وفي النهاية رُواةٌ أو مفسّرون) كما هو الحال في العهد الجديد وكتابات أفلاطون. إنّهم هنا يمثّلون ببساطة الجانب الآخر من النشاط التعليمي، وليس لديهم تعريف آخر غير هذا. يقدّم زرادشت لتلاميذه قصّة رمزية: ((استسلم زرادشت للنوم يوماً تحت شجرة التين [الإشارة هنا إلى شجرة التين تذكّرنا بيهوذا الإسخريوطي الذي شنق نفسه عليها بعد أن خان المسيح، وشجرة التين ملعونة في الأدبيات اللاهوتية كالكوميديا الإلهية التي تمثّل مركز الجحيم وتشير إلى الخيانة والغّدر]، وكان الحرّ شديداً فسَتَرَ وجهه بساعده، فأتَت أفعى ولَسَعَته في عنقه فَصَرَخَ متألّماً وانتفض محدّقاً بها، فَعَرَفَت عينيه وَتَمَلْمَلَت لتنصرف، فقال لها زرادشت: "لاتذهبي قبل أن أقدّم لكِ شكري، لأنكِ نبّهتِني في الزمن المناسب لأقومَ بسفرٍ بعيدٍ". فأجابت الأفعى وفي صوتها غَنّة الأسى: "بل سفركَ قريب، فَزُعافِيَ قاتل".ابتسم زرادشت وقال: "وهل لزُعاف الأفعى أن يقتُلَ تنّيناً؟ خُذي سُمَّكِ إنني أعيده إليكِ فَلَستِ مِنَ الغِنَى ما يسمَح لكِ بتقديمه هديةً لي".وسارعت الأفعى للالتفاف حول عنق زرادشت تلعَقُ جُرحَهُ))هذه القصّة لاتخلو من إشارات دينية، الأفعى والتنين، أنظر سفر التكوين، الإصحاح الثالث. إلا أنّ زرادشت يفسّرها لهم. استمراراً للموضوع الأشمل عن الحب، لكننا هنا ليس لدينا حبّ المرء لعدوّه. إنّ العلاقة مع العَدوّ إمّا أن تكون مثمرة بشكلٍ متبادل للتجاوز، أو أنّها مجرّد رابطة تافهة ومهينة بشكل متبادل، وهذه هي نفس الرسالة التي تقرّها في الكتاب الأول، قسم "عن الحروب والشعوب المحاربة". إنّ العلاقة بالعدوّ هنا هي بشكلٍ عام انعكاس مرح أو تشويه للمبدأ المسيحي القائل بإدارة الخَدّ الآخر. يُعطى "العدوّ" مجموعة من المعاني: من كونه خصم شخصي (وربما خصم فكري)، إلى كونه مجرم وعدوّ للشعب. وبناءً على ذلك يتراوح حبّ العدوّ من "لَعنِهِ قليلاً" إلى مفهوم العدالة على أنّها محبّة وشفقة أعلى، والتي تعترف بالمسؤولية التأسيسية للقانون عن الانتهاك وستستمرّ كذلك على أنّها قانون. إنّ مناقشة مفهوم العدالة بالمعنى الجنائي الواسع يتحوّل بسرعة إلى حيّز العدالة الاقتصادية أو الاجتماعية في توزيع الثروة ("لكلّ شخصٍ حصّته"). إنّ فعل الخير والإحسان أو "العَمَل الخيري" بالنسبة لزرادشت، حبّه للإنسان وهبَتَهُ له، كما رأينا، تتمثّل في إهداءه حكمته له (كما رأينا في الديباجة، القسم الأول) التي لاتخدم الناس بشكلٍ عام ولا زرادشت نفسه، لكنها تخدم الإنسان الأعلى. إبراهيم قيس جركس 2020 ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]29
#عَنْ
#لدغة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697519
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]29((عَنْ لدغة الأفعى)) هذه هي المَرّة الأولى التي يُذكَر فيها شيء عن التلاميذ في هذا الكتاب وبشكل صريح ومباشر (على الرغم من أنّنا يمكن أن نقرأ شيئاً مشابهاً بعض الشيء في قسم "عن شجرة الجبل"). والأهم من ذلك أنّ هذه الإشارة تقع ضمن قسمين فقط قبل رحيل زرادشت عنهم. فالتلاميذ ليسوا مجموعة من الشخصيات (وفي النهاية رُواةٌ أو مفسّرون) كما هو الحال في العهد الجديد وكتابات أفلاطون. إنّهم هنا يمثّلون ببساطة الجانب الآخر من النشاط التعليمي، وليس لديهم تعريف آخر غير هذا. يقدّم زرادشت لتلاميذه قصّة رمزية: ((استسلم زرادشت للنوم يوماً تحت شجرة التين [الإشارة هنا إلى شجرة التين تذكّرنا بيهوذا الإسخريوطي الذي شنق نفسه عليها بعد أن خان المسيح، وشجرة التين ملعونة في الأدبيات اللاهوتية كالكوميديا الإلهية التي تمثّل مركز الجحيم وتشير إلى الخيانة والغّدر]، وكان الحرّ شديداً فسَتَرَ وجهه بساعده، فأتَت أفعى ولَسَعَته في عنقه فَصَرَخَ متألّماً وانتفض محدّقاً بها، فَعَرَفَت عينيه وَتَمَلْمَلَت لتنصرف، فقال لها زرادشت: "لاتذهبي قبل أن أقدّم لكِ شكري، لأنكِ نبّهتِني في الزمن المناسب لأقومَ بسفرٍ بعيدٍ". فأجابت الأفعى وفي صوتها غَنّة الأسى: "بل سفركَ قريب، فَزُعافِيَ قاتل".ابتسم زرادشت وقال: "وهل لزُعاف الأفعى أن يقتُلَ تنّيناً؟ خُذي سُمَّكِ إنني أعيده إليكِ فَلَستِ مِنَ الغِنَى ما يسمَح لكِ بتقديمه هديةً لي".وسارعت الأفعى للالتفاف حول عنق زرادشت تلعَقُ جُرحَهُ))هذه القصّة لاتخلو من إشارات دينية، الأفعى والتنين، أنظر سفر التكوين، الإصحاح الثالث. إلا أنّ زرادشت يفسّرها لهم. استمراراً للموضوع الأشمل عن الحب، لكننا هنا ليس لدينا حبّ المرء لعدوّه. إنّ العلاقة مع العَدوّ إمّا أن تكون مثمرة بشكلٍ متبادل للتجاوز، أو أنّها مجرّد رابطة تافهة ومهينة بشكل متبادل، وهذه هي نفس الرسالة التي تقرّها في الكتاب الأول، قسم "عن الحروب والشعوب المحاربة". إنّ العلاقة بالعدوّ هنا هي بشكلٍ عام انعكاس مرح أو تشويه للمبدأ المسيحي القائل بإدارة الخَدّ الآخر. يُعطى "العدوّ" مجموعة من المعاني: من كونه خصم شخصي (وربما خصم فكري)، إلى كونه مجرم وعدوّ للشعب. وبناءً على ذلك يتراوح حبّ العدوّ من "لَعنِهِ قليلاً" إلى مفهوم العدالة على أنّها محبّة وشفقة أعلى، والتي تعترف بالمسؤولية التأسيسية للقانون عن الانتهاك وستستمرّ كذلك على أنّها قانون. إنّ مناقشة مفهوم العدالة بالمعنى الجنائي الواسع يتحوّل بسرعة إلى حيّز العدالة الاقتصادية أو الاجتماعية في توزيع الثروة ("لكلّ شخصٍ حصّته"). إنّ فعل الخير والإحسان أو "العَمَل الخيري" بالنسبة لزرادشت، حبّه للإنسان وهبَتَهُ له، كما رأينا، تتمثّل في إهداءه حكمته له (كما رأينا في الديباجة، القسم الأول) التي لاتخدم الناس بشكلٍ عام ولا زرادشت نفسه، لكنها تخدم الإنسان الأعلى. إبراهيم قيس جركس 2020 ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]29
#عَنْ
#لدغة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697519
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]29 ((عَنْ لدغة الأفعى))
إبراهيم جركس : شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]30 عَنْ الزواج والوَلَد
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]30((عَنْ الزواج والوَلَد)) على النقيض من التعريفات المشوّهة التي قدّمها زرادشت في القسم 28 "عن المرأة شابةً وعجوزاً" عن العلاقة بين الجنسين، فإنّه يعيد تعريفها في هذا القسم من حيث الاتحاد المسؤول في علاقة الزواج الذي تمّ الارتباط من خلاله بهدف تطوّر الإنسان نحو الإنسان الأعلى. هنا يتمّ تقديم الرجال والنساء على قَدَم المساواة في تطلّعاتهم إلى المسؤوليات الأخلاقية "والاحترام" المتبادل كشرط أساس ومُسبق للزواج الناجح. يجادل زرادشت بأنّ الشركاء في الزوجية يجب أن يكونوا مستعدّين له من الناحية الأخلاقية، بصفتهم "المنتصرون"، المتغلّبون على أنفسهم، "المتحكّمون بحواسهم"، و"أسياد فضائلهم". في ضوء الأقسام السابقة، يبدو هذا واضحاً إلى حدٍ ما: الزواج كمجموع (في الطفل) أعظم من أجزاءه: ((إرادة اثنين لخلق الواحد الذي يتجاوز ذينَكَ اللذين أنجباه)). ويتعامل النصف الثاني من القسم مع مسألة الزيجات الفاشلة وغير المتطابقة. الاهتمام هو التعايش المُحِبّ كعنصر أساسي من عناصر الزواج الناجح. على هذا النحو، يجب أن يكون الحب ((شفقةً على آلهة مُعَذّبَة ومُحتَجَبَة!))، بينما هو ((غالباً مايكون مجرّد حَدسٍ يجمع بين حيوانين)) [وهكذا يتمّ استخدام صور الحيوانات هنا بشكلٍ مختلف عمّا جرى استخدامه سابقاً]. يمتدّ ذلك إلى فكرة "الاحترام" المذكورة سابقاً، لكن أيضاً توق متبادل لتجاوز الإنسان والتغلّب عليه ((شَرابٌ مُرٌّ في كأسٍ أفضل أنواع الحب، هكذا يوقظ فيك الشوق إلى الإنسان الأعلى)). ثمّ إنّ الحبّ في الزواج يتحوّل إلى صداقة كنمط للعلاقة الاجتماعية الحقيقية، التي لايكون معناها شخصياً أو خاصاً، بل جزءٌ ناتجٌ عن التطوّر التاريخي للحياة نفسها. على هذا النحو يصبح الحب "أمثولَة ساحرة... ومِشعَلاً ينير لنا سُبُلَ الأعالي". إبراهيم قيس جركس 2020 ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]30
#عَنْ
#الزواج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697628
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]30((عَنْ الزواج والوَلَد)) على النقيض من التعريفات المشوّهة التي قدّمها زرادشت في القسم 28 "عن المرأة شابةً وعجوزاً" عن العلاقة بين الجنسين، فإنّه يعيد تعريفها في هذا القسم من حيث الاتحاد المسؤول في علاقة الزواج الذي تمّ الارتباط من خلاله بهدف تطوّر الإنسان نحو الإنسان الأعلى. هنا يتمّ تقديم الرجال والنساء على قَدَم المساواة في تطلّعاتهم إلى المسؤوليات الأخلاقية "والاحترام" المتبادل كشرط أساس ومُسبق للزواج الناجح. يجادل زرادشت بأنّ الشركاء في الزوجية يجب أن يكونوا مستعدّين له من الناحية الأخلاقية، بصفتهم "المنتصرون"، المتغلّبون على أنفسهم، "المتحكّمون بحواسهم"، و"أسياد فضائلهم". في ضوء الأقسام السابقة، يبدو هذا واضحاً إلى حدٍ ما: الزواج كمجموع (في الطفل) أعظم من أجزاءه: ((إرادة اثنين لخلق الواحد الذي يتجاوز ذينَكَ اللذين أنجباه)). ويتعامل النصف الثاني من القسم مع مسألة الزيجات الفاشلة وغير المتطابقة. الاهتمام هو التعايش المُحِبّ كعنصر أساسي من عناصر الزواج الناجح. على هذا النحو، يجب أن يكون الحب ((شفقةً على آلهة مُعَذّبَة ومُحتَجَبَة!))، بينما هو ((غالباً مايكون مجرّد حَدسٍ يجمع بين حيوانين)) [وهكذا يتمّ استخدام صور الحيوانات هنا بشكلٍ مختلف عمّا جرى استخدامه سابقاً]. يمتدّ ذلك إلى فكرة "الاحترام" المذكورة سابقاً، لكن أيضاً توق متبادل لتجاوز الإنسان والتغلّب عليه ((شَرابٌ مُرٌّ في كأسٍ أفضل أنواع الحب، هكذا يوقظ فيك الشوق إلى الإنسان الأعلى)). ثمّ إنّ الحبّ في الزواج يتحوّل إلى صداقة كنمط للعلاقة الاجتماعية الحقيقية، التي لايكون معناها شخصياً أو خاصاً، بل جزءٌ ناتجٌ عن التطوّر التاريخي للحياة نفسها. على هذا النحو يصبح الحب "أمثولَة ساحرة... ومِشعَلاً ينير لنا سُبُلَ الأعالي". إبراهيم قيس جركس 2020 ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]30
#عَنْ
#الزواج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697628
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]30 ((عَنْ الزواج والوَلَد))
إبراهيم جركس : شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]31 عَنْ الموت اختياراً
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]31((عَنْ الموت اختياراً)) يتبع هذا القسم القسمَ السابق بشكل مناسب، فمع معاملته للطفل على أنّه نُصُب تذكاري حَيّ ((ذلك الواحد الذي يتجاوز ذينَكَ اللذين أنجَبَاه))، و"الثنائية" التي تعني الانطباع الذي يتركه الزوجين على المستقبل. يجب أن يكون موت المرء نُصباً تذكارياً أيضاً، ومهرجاناً احتفالياً: احتفالاً بالحياة، وإنجازاتها، والأثر المستمر والدائم لتلك الإنجازات. ويشير المترجم علي مصباح في هامش تعليقه على القسم أنّ نيتشه لم يكُن بداعية إلى الموت ونبذ الحياة، بل كان يدعو "للتغلّب على الذات" و"تجاوز الذات"، وهذه الدعوة تتردّد كثيراً على لسان زرادشت من أجل العبور إلى مرتبة الإنسان الأعلى. يذكر الأستاذ المترجم شَذَرَة من كنشات ربيع عام 1884 تلخّص مسألة "الموت الطوعي" كالآتي: ((الموت. لابدّ من قلب الظاهرة البيولوجية التافهة إلى ضرورة أخلاقية. أن يحيا المرء على نحوٍ يجعله يمتلك إرادة موته في الوقت المناسب)). وكما أنّ معنى الحياة البشرية _أو كما يجب أن يكون_ هو "معنى الأرض"، كذلك يجب أن يكون معنى الموت أيضاً. يجي اعتبار موت المرء كجزء من مهمّة واستراتيجية التغلّب على الإنسان وتجاوزه: ((مَنْ كان لديه غاية ووريث، ذاك سيريد موته في الوقت المناسب لغايته ووريثه)). أن تموت مبكّراً، أو متأخّراً جداً، يشير إلى موت غير طوعي لأنّه نهاية حياة لم تحرّر نفسها من العقائد التقييمية المختلفة التي سكنت ضميرها، حياة لم تكتمل بالحياة ببساطة شديدة. يتضمّن القسم تصنيفاً للوفيات، بما في ذلك مجموعة من الاختلافات في استعارات النضوج: لا تَنضَجْ أبداً، أو تَنضَج مبكّراً، أو تتعفّن أو تتعلَّق على الغُصن لفترة طويلة. (يرغب زرادشت في "عاصفة" من "دُعاة الموت السريع"). يناقش زرادشت صراحَةً حياة يسوع كشكل من أشكال المفارقات التاريخية، متذمّراً من كونه مات صغيراً وشاباً يافعاً قبل أن يقضي في البرية وقتاً كافياً: ((لقد مات مبكّراً جداً ذاك العبراني الذي يمجّده الداعون إلى الموت البطيء: ومنذئذٍ غدا ذلك بالنسبة للكثيرين قَدَرَاً محتوماً أن ماتَ في سِنٍ مبكّرة... لو أنّه ظَلّ في الصحراء بعيداً عن اهل الصلاح والعَدل! لَعَلَّه كان سيتعلّم كيف يحيا وكيف يُحِبُّ الأرض والضحكَ إضافةً إلى ذلك)). يؤكّد زرادشت أنّه ((كان نبيلاً بما فيه الكفاية كي يَقوَى على النقض والتراجع)). لكنّه لم ينضَج بعد. (ينبغي على المرء أن يقارن هذه المناقشة الموجَزَة ليسوع مع تلك الواردة في كتاب "ضدّ المسيح"). ينتهي القسم بشكل مثير للفضول. فبعد مَدح الموت "في الوقت المناسب"، طلب زرادشت الصَّفحَ عن بقاءه "لفترة أطول قليلاً على الأرض". هل هو في مهدّد أن يصبح مثل فَتّالي الحبال؟ أم أنه يشعر أنّ "النصب التذكاري الحي" لتلاميذه لم يجهَز بعد؟يزداد هذا الغموض توتّراً لاحقاً في القسم التالي، حين يرحل زرادشت تاركاً تلاميذه. إبراهيم قيس جركس 2020 ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]31
#عَنْ
#الموت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697836
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]31((عَنْ الموت اختياراً)) يتبع هذا القسم القسمَ السابق بشكل مناسب، فمع معاملته للطفل على أنّه نُصُب تذكاري حَيّ ((ذلك الواحد الذي يتجاوز ذينَكَ اللذين أنجَبَاه))، و"الثنائية" التي تعني الانطباع الذي يتركه الزوجين على المستقبل. يجب أن يكون موت المرء نُصباً تذكارياً أيضاً، ومهرجاناً احتفالياً: احتفالاً بالحياة، وإنجازاتها، والأثر المستمر والدائم لتلك الإنجازات. ويشير المترجم علي مصباح في هامش تعليقه على القسم أنّ نيتشه لم يكُن بداعية إلى الموت ونبذ الحياة، بل كان يدعو "للتغلّب على الذات" و"تجاوز الذات"، وهذه الدعوة تتردّد كثيراً على لسان زرادشت من أجل العبور إلى مرتبة الإنسان الأعلى. يذكر الأستاذ المترجم شَذَرَة من كنشات ربيع عام 1884 تلخّص مسألة "الموت الطوعي" كالآتي: ((الموت. لابدّ من قلب الظاهرة البيولوجية التافهة إلى ضرورة أخلاقية. أن يحيا المرء على نحوٍ يجعله يمتلك إرادة موته في الوقت المناسب)). وكما أنّ معنى الحياة البشرية _أو كما يجب أن يكون_ هو "معنى الأرض"، كذلك يجب أن يكون معنى الموت أيضاً. يجي اعتبار موت المرء كجزء من مهمّة واستراتيجية التغلّب على الإنسان وتجاوزه: ((مَنْ كان لديه غاية ووريث، ذاك سيريد موته في الوقت المناسب لغايته ووريثه)). أن تموت مبكّراً، أو متأخّراً جداً، يشير إلى موت غير طوعي لأنّه نهاية حياة لم تحرّر نفسها من العقائد التقييمية المختلفة التي سكنت ضميرها، حياة لم تكتمل بالحياة ببساطة شديدة. يتضمّن القسم تصنيفاً للوفيات، بما في ذلك مجموعة من الاختلافات في استعارات النضوج: لا تَنضَجْ أبداً، أو تَنضَج مبكّراً، أو تتعفّن أو تتعلَّق على الغُصن لفترة طويلة. (يرغب زرادشت في "عاصفة" من "دُعاة الموت السريع"). يناقش زرادشت صراحَةً حياة يسوع كشكل من أشكال المفارقات التاريخية، متذمّراً من كونه مات صغيراً وشاباً يافعاً قبل أن يقضي في البرية وقتاً كافياً: ((لقد مات مبكّراً جداً ذاك العبراني الذي يمجّده الداعون إلى الموت البطيء: ومنذئذٍ غدا ذلك بالنسبة للكثيرين قَدَرَاً محتوماً أن ماتَ في سِنٍ مبكّرة... لو أنّه ظَلّ في الصحراء بعيداً عن اهل الصلاح والعَدل! لَعَلَّه كان سيتعلّم كيف يحيا وكيف يُحِبُّ الأرض والضحكَ إضافةً إلى ذلك)). يؤكّد زرادشت أنّه ((كان نبيلاً بما فيه الكفاية كي يَقوَى على النقض والتراجع)). لكنّه لم ينضَج بعد. (ينبغي على المرء أن يقارن هذه المناقشة الموجَزَة ليسوع مع تلك الواردة في كتاب "ضدّ المسيح"). ينتهي القسم بشكل مثير للفضول. فبعد مَدح الموت "في الوقت المناسب"، طلب زرادشت الصَّفحَ عن بقاءه "لفترة أطول قليلاً على الأرض". هل هو في مهدّد أن يصبح مثل فَتّالي الحبال؟ أم أنه يشعر أنّ "النصب التذكاري الحي" لتلاميذه لم يجهَز بعد؟يزداد هذا الغموض توتّراً لاحقاً في القسم التالي، حين يرحل زرادشت تاركاً تلاميذه. إبراهيم قيس جركس 2020 ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]31
#عَنْ
#الموت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697836
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]31 ((عَنْ الموت اختياراً))