الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: بقية الفصل الخامس عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3خطت الراقصة مارغو بجسمها الجميل والرشيق في اتجاه طاولة ضابط الصف العتيد، راسمةً على شفتيها ابتسامة حانقة. عند ذلك انسحبت الفتاة الهزيلة، ولعلها ظنت أنّ هذا الزبونَ قادمٌ للتحقيق في قضيةٍ ما. في المقابل، بدا أن الأخرى قدمت كي تلقن درساً لهذا الشخص البدائيّ، الذي خلط بينها وبين فتيات الصالة. ألقت أولاً نظرة احتقار على الطاولة الفارغة، ثم سألت صاحبها دونَ أن تحييه: " هل يمكنني خدمتك بشيء..؟ ". لكنها في اللحظة التالية عضّت على شفتيها، ثم تمتمت وقد اتسعت عيناها: " آه، أهذا أنت؟ "" عرفتني متأخرة قليلاً، أما أنا فقرأتُ اسمك على الرسم القبيح في خارج الصالة "، قال لها ضاحكاً. وكان قد وقفَ، ليزيح الكرسيَّ المقابل كي تجلس هيَ عليه. سألته مجدداً، عقبَ جلوسها بمواجهته: " مضت أعوام عديدة على آخر مرة التقينا فيها ببيروت، أليسَ صحيحاً؟ "" نعم، وكنتِ آنذاك من فتيات الصالة "" تعلمتُ الرقصَ الشرقيّ، لأتخلص من الزبائن المزعجين أمثالك "، أوضحت ضاحكةً. شاركها المرح، قائلاً: " ومع ذلك، وقعتِ بيدي مرة أخرى ". سحبت سيجارة من علبة أنيقة، مذهّبة، ثم قربت وجهها من الشمعة لاشعالها. استفهمت منه بعدئذٍ عن خدمته في الدرك، وما لو كانت ما تزال في مدينة زحلة. رد مقهقهاً: " كأنك في غير عالم، مارغو؛ لأن لبنان بلدٌ مستقل عن سورية منذ خمسة عشرة عاماً ". ضحكت ببرود، ثم ما لبثت أن لوحت بإشارة للنادل. طلبت على الأثر زجاجة شمبانيا، قائلة لصديق الأيام الغابرة: " سنحتفل بتجدد لقائنا، وأيضاً باستقلال لبنان عن سورية! ". طفق ديبو يتأملها عن قرب، وكانت تدخن سيجارتها بهدوء: الزمن غيّر قليلاً من ملامحها، هيَ من تراوح في منتصف الحلقة الثالثة من عُمرها؛ بوجه مستطيل ذي قسمات محددة، وعينين كبيرتين، تظلل كل منهما هالة زرقاء من كثرة السهر. أكثر ما يلفت النظر فيها، الشعر الأشقر الغزير؛ وربما كانت تصبغه. بعدما فتح النادلُ زجاجةَ الشمبانيا وانسحبَ رامقاً الزبون بنظرة تعبّر عن الدهشة، مال الأخيرُ برأسه على مارغو وهمسَ: " لا بد أن نلتقي في آخر السهرة "" في مرة أخرى، يا آغا؛ لأنني مرتبطة بمواعيد هذه الليلة"، قالتها ثم أضافت مبتسمة: " لا تكن طمّاعاً، واقنع بهذه الجلسة الجميلة ". بقيت معه، تتبادل الحديث مع الأنخاب لحين أن دُعيت لوصلةٍ راقصة جديدة. لكن لم يقدر لديبو رؤية مارغو مرة أخرى، إلا بعد مضي عقدٍ من الأعوام على الأقل. لقد عاد للملهى في إحدى إجازاته، شهراً إثر اللقاء الأخير معها، فلم يجد رسمها على المدخل. قالوا له هنالك، أنها ارتبطت بعقد للرقص في أحد النوادي العربية ببلد الاغتراب؛ المكسيك. حوالي عشرة أعوام مرت، وكان قد ترك سلاحَ الدرك وحصل على تعويض كبير عن خدمته. المال، وضعه في حزام طلقات قديم، أخفاه تحت ملابسه، ثم سافر إلى بيروت كي ينفقه كله على مارغو وفتياتها. التقى معها صدفةً في أحد الملاهي، فعرف أنها هيَ مالكته وذلك عقبَ إيابها من بلد الاغتراب مع ثروة لا بأس بها. عندما نفدَ ما معه من مال، في خلال ثلاثة أشهر، توارى بكل هدوء حتى دونَ أن يودّعها. عزة النفس والكبرياء والأنفة، كانت من خصاله الايجابية، النادرة. ***لم يكن ديبو بهذه الأريحية والكرم مع أفراد أسرته، بل لقد كاد أن يحطم كيانها بسبب حماقاته وتصرفاته الرعناء. واقعة الأرملة، أفضت إلى هروب ابنه البكر من البيت ومن ثم سفره إلى عمّان. ثمة، حظيَ على الفور باستقبال حسنٍ من لدُن ابن عم والدته، السيّد حسني. وكان الرجل قد أصبح من الأثرياء، بتوظيف أمواله في مشاريع عديدة رابحة. صلاحو، القوي البنية واللامع الذكاء، أثبت ......
#موناليزا
#الحزينة:
#بقية
#الفصل
#الخامس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696775
دلور ميقري : زمن موناليزا الحزينة: مستهل الفصل السادس عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1 اكتشاف فَدو للبقعة الشبيهة بالجنة، " الدايرة "، بأنها بمثابة جزيرة، جرى إتفاقاً. ذات ظهيرة صيفية، وكان ما زال يعمل معاوناً لشقيقه الكبير، حسينو، الملاحظ للنواطير، خطرَ له أن يتابع سيرَ الجدول، الثر المياه، المنحدر من نهر يزيد في منطقة الجوزة، الواقعة جنوب الحارة. طافَ نظره في الأثناء على عدد كبير من البساتين، المروية من ماء الجدول، وكان قد بدأ يعرف أسماء أصحابها وما لو كانوا من ملّاكين الحارة أو من حي الصالحية، المجاور. بسبب المنحدر الوعر، المتسرب منه الجدول، كان تيار مياهه يندفع بقوة إلى الأسفل، محدثاً هديراً عذباً في الأسماع، يتماهى مع أصوات تغريد الطيور وخوار البقر وصهيل الخيل وطنين الهوام. رائحة حرّيفة، كانت تملأ أنفه طوال سيره بمحاذاة الجدول، وربما لما حفل به من أشنيات فضلاً عن الكائنات المائية؛ مثل الثعابين والسلاحف والسراطين والضفادع والأسماك الدقيقة الحجم. الأشجار، كانت تظلل جانباً كبيراً من الجدول، علاوة على أعواد القصب، المتبدية مع أوراقها الطويلة كالرايات الخضراء. ثمة، من فوق تلة صغيرة، مسكونة بمختلف أنواع الأزهار البرية، أشرفَ على مصب الجدول، المنتهي بالنهر نفسه في جريانه نحو منطقة البدوي في شرق الحي، المفروشة بكروم العنب والزيتون والرمان والتين والصبّار.ذلك المستكشف، الذي ورثَ وظيفة ملاحظ النواطير، عوّل مرةً على رجال العصابات في الحي على أثر مماحكة بينه وبين الملّاكين الصوالحة. القصّة، استهلت بما رآه هؤلاء من شمول الأمن والاطمئنان في مزارعهم، الواقعة إلى الجنوب من الحارة؛ أي في منطقة الدايرة نفسها. فاستدعوا الملاحظ ذات يوم، ليبلغوه بقرارهم صرفَ النواطير لانتفاء الحاجة إليهم. فهم حالاً، ودونما سؤال، أنهم استغنوا أيضاً عن وظيفته. صلاحو، حفيد شقيقه الأكبر موسي، كان وقتئذٍ قد عاد من عمّان نهائياً، ليتورط في أعمال مخالفة للقانون؛ كتهريب المخدرات والاشراف على المقامر وتنظيم عمل الدعارة. طلبه عمُ أبيه، وأفهمه المهمّة المنوطة به. في مساء اليوم التالي، هرعَ البعضُ من أولئك الملّاكين إلى منزل فَدو، لمناشدته العودة إلى عمله مع مرؤوسيه النواطير: الملاحظ السابق، كان في الليلة السابقة قد أوعز لقريبه أن ياخذ عدداً من أفراد العصابات لغزو البساتين ونهب غلالها وسلب ما تيسّرَ من الماشية والدواب! ***أحد النواطير، المتولين حراسة بساتين الدايرة، كان معروفاً بلقب " عبد الليل ". كان من أهالي زقاق حج حسين، يعيش في منزل كبير في صدر دخلة " مرعي دقوري "، يتقاسمه مع شقيقه الوحيد. هذا الشقيق، خلّفت له امرأته الراحلة ابنة، وكانت خفيفة العقل، تدعى " فاطو ". الآخر، كان أيضاً أرمل، ولابنه الوحيد عاهة بدَوره؛ ولو أنه ابتليَ بها عندما كان كبيراً نوعاً ما. كان اسمه " رعد "، توفيت أمه في صغره وكان متعلقاً بها بشدّة. كانت بمثابة الدرع، يحتمي بها من ثورات الأب، القاسي والظالم. مثل سائر غلمان الحارة، كان رعد مغرماً بالدايرة، وقد أوحت له سذاجة تفكيره الاعتقاد أنها ملك أبيه؛ وكان يتفاخر بذلك أمام أقرانه. برغم تشديد الوالد، كان يقضي ساعاتٍ من النهار في جولات لا تهدأ في أنحاء جنّته. الوالد كانت مناوباته الليلية، تضطره للنوم كل فترة الصباح، وذلك عقبَ العودة إلى الدار عند الفجر. ذات يوم، أمسك بالابن العاصي للأوامر، فانهال عليه ضرباً بعصا. إحدى الضربات، لسوء الحظ، سقطت على جبين الغلام، فسببت له العمى تدريجياً. منذئذٍ، أضحى رعد في غاية العدوانية تجاه والده، بحيث تُرِكَ يفعلُ ما يحلو له. لم يتعلم أي صنعة، وكان أمله أن يرثَ مهنة حراسة البساتين؛ لولا تلك الحادثة ......
#موناليزا
#الحزينة:
#مستهل
#الفصل
#السادس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696920