الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد نجيب وهيبي : حلم ..
#الحوار_المتمدن
#محمد_نجيب_وهيبي حُلميكون احيانا عاملا في مقهى، وفي أخرى عامل بناء مياوم و مرّات في الأسواق دلّالا مُعاونا عِند تُجّار الملابس المستعملة أو الغلال الموسمية والخضر ، هكذا هي حاله منذ إثني عشرة سنة ، بعد ثلاث سنوات من تخرجه أستاذا للفلسفة ، عندما استوفى كل إجراءات المساعدة الركيكة التي تُقَدّمُها الدولة لخريجي الجامعة ومنها "السي ، في بي " ( عقد الأعداد للحياة المهنية ) .هو في النصف الأول من عقده الرابع ، أكبر الأبناء لعائلة ذات دخل محدود ، كاغلب عوائل تونس ، والده المرحوم تزوّج ربة منزل بسيطة على حلم بسيط فكان هو و اختين واخ ، فأما الاخ وهو الثالث ترتيبا فقد انتهى كل إتّصال لهم به منذ عشر سنوات إثر إمتطائه لأمواج الأمل نحو الشمال بعد سنوات عِدّة من البؤس والضياع وإحتراف الوان عِدّة من الانحراف ، حتى الدولة كفّت عن إحتسابه ضمن الأحياء على ما يبدو ، وأما امهم فقد اقعدتها الاحزان و أوجاع الدنيا فغادرتها وهي لا تزال حية ، بعدما نسيت أن الإنسان يحلُم ...كان هزيل البُنية ، متوسط الذكاء ، قليل العلاقات لا شيئ يُميّزُه البتّة غير طيبة قلب أسطورية ، حتى تكاد تحسِبُه درويشا ، الكل يُحِبُّهُ على هذا ، كل من عمل معهم دون إستثناء ، يصرف أكثر القليل الذي يُحصّلُه على أمّه وأخواته ، لم يستقِرّ في عمل ، صدّق أنّه لا زال يحلم و أن شهادته سَتُحَقِّق أمل والده يوما ..كان يدّخِرُ القليل مما يجمعه لقاء أعماله المتنوعة و يقتطع معها بضع أسابيع من رحلة الشقاء ليسعى في الارض بحثا عن عمل لائق . يحمل أوراقه ويتجوّلُ بين الشركات والمصانع علّه يُصيب بقايا من عُمُرٍ يتسرّب من بين أصابعه مثل حبّات رمل نقية لشاطئ مهجور ، احبّ والده جِدٍّا وصَدّقه وجاراه في طيبته فهو الذي إقتطع من لحمه حتى يجدِلَ له شهادته الجامعية ، التي رقص بها على جبينه يوم أهداه إياها ...وقف أمام باب شركة مُحترمة مُختصّة في الاحصاء والدراسات المجتمعية ، نفح الحارس عشر دنانير كاملة وإقتسم معه علبة سجائر . كان الحارس ستيني رَبّ اسرة ، مأزوم رغم إستقراره المهني فأكبر بناته الاربع لم تتجاوز الأحد عشر ربيعا ، فقد تزوّج مُضطرٍّا مُتأخّرٍا ، بسبب الفاقة قاتلة الأحلام المُبكِّرة . شكر والده في سِرّهِ على حكمته في قبض احلامه على بساطتها باكرا .بعد أن تبادلا أطراف الحديث ودَسّ الورقة النقدية ،عربون المودة ، في جيبه، قال له :- تهدأ الحركة قليلا سأدخلك على أحد المدراء الشّبَّان هو من سِنّكَ وخدوم عموما قد يُنجِدُكَ في أي عمل ، هم يوظّفون الآن .- يكثر خيرك بابا .- الله يجيب الخير لأهل الخير .كانت تلك عِبْرَةُ والده المُحبَّبة التي سَطّرت حياته الى جانب جملته المعتادة : "الزوّالي ياكلها مسارقة" ، وقد طبّقهما بحذافيرهما طيلة حياته الجامعية وما بعدها بوصفها احدى الطقوس العائلية التي تُقارب قُدُسيتها وصيته الاخيرة في أن يرعى امه واخوته قبل لقمته الخاصة ، لم يعقد أي صداقات تُذكر في الجامعة لم ينخرط في أي مجموعة نقابية أو سياسية أو حتى نادي أو مجموعات مجون ولهو ، مرّ بالجامعة وكأنه نسمة صيف عابرة دون ذكريات، ولا قِصّةُ حُبٍّ واحدة سوى تلك التي عاشها في خياله مع زميلة إكتشف صدفة بعد عشر سنوات أنها صارت نجمة سينمائية معروفة ، حتى أنه مع طول مُدَّة تجواله بين الأسواق و حضائر البناء نسي عنوان شهادته وما درس ..ادخله الحارس قصد المكتب في آخر رواق الطابق الثاني مثلما وجّهه عون الاستقبال في الطابق الأرضي ، طرق الباب وانتظر .- تفضّل ادخل دخل شبه فاقد للامل كعادته فهي المرة الألف التي يُعيد فيها ن ......

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674909
محمد نجيب وهيبي : أضن الله يعلم
#الحوار_المتمدن
#محمد_نجيب_وهيبي اضن الله يعلم ...اوقف سيارته السوداء الفارهة على ناصية الطريق اليمنى غير بعيد من حاويتي قمامة بلديتين ، أمام الصيدلية الليلية مع الساعة الخامسة مساءا تقريبا ثاني أيام رمضان ، القى نظرة يسارا فوجد صفّا طويلا خارجها ، تأفف ثم استغفر وسحب هاتفه ، إتصل بالصيدلاني :- الو اهلا سي فلان ، رمضانك مبروك ، لابأس عليك ؟ - اهلا وسهلا سي فلتان والله الحمدولله نسألو على حوالك يا راجل ما شفناكش من اللي بدا الحجر .- الله غالب يا خويا ، المهم هاني وقفت بحذاك باش ناخذ شوي جال معقّم وبعض الكريمات ومواد التنظيف للبشرة الحساسة وكان ثمة شوي كمامات ، نلقى صف طويل في الشارع و الناس مش محترمة برشة مسافة التباعد البره ، وبصراحة مزروب شوي .- هضاكة اللي بيك سي فلان ! أيا دقيقتين ويكونو عندك هاني شفت الكرهبة- السلام عليكم - السلام عليكم خمس دقائق تسلم كيس ما طلب ونقد الساعي بهم إليه ما يجب ، أدار محرّكَ السيارة ، أمسك سبحته بيمناه ، دفع مُعشِق التروس في وضعية السرعة واحد ، التفت يسرة فيمنة الى الامام ،ثم إنطلق لسانه جزعا " استغفر الله ، استغفر الله ، استغفر الله " ، نقرت سبابة يمناه بسرعة وغضب لوحا رقميا على تابلوه السيارة نزلت النافذة البلورية اليمنى للسيارة - فصرخ قائلا " من كفركم والعياذ بالله تقطعت عليكم رحمة ربي ، ما يزيش مش ساترة روحك وزيد فاطرة رمضان جهار نهار ، اعوذ بالله ، الله يهلككم " قبض سبحته ملئ يده وغادر غاضبا ، مُخلّفا وراءه سحابة غُبار ، و إمرأة يعلوها من شعر رأسها حتى أخمص قدميها غُبار الحياة ، ترتدي ثيابا مهترئة ، أو هي أسمال لا تكاد تُغَطّي جسدها النحيل وهي تلوك بعض ما جادت به حاوية القمامة وتحمل في يدها قطعة من خبز هي بقايا عشاء أحدهم ، رفعت عينين خاويتين ، حانقتين ادمعتهما سحابة الغبار و لمعان طلاء السيارة ، ثم طأطت من بؤسها كمدا وقالت في سرّها " أضن الله يعلم أنني لم اذق الزاد منذ يومين كاملين ، فالقمامة لم تكن عامرة مثل اليوم " ......
#الله
#يعلم

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674943
محمد نجيب وهيبي : حكايا رتيبة
#الحوار_المتمدن
#محمد_نجيب_وهيبي حكايا رتيبة...نهض على غير عادته متأخّرٍ كَسِلا مُتثائبا ، ثقيل الحركة ، أنهى كل طقوس الاستيقاظ الصباحي بسيجارة ينفخ دخانها من شباك غرفته الذي يفتح على شارعهم ، لعن في سِرّهِ حيّهُم وجيرانه ، حتى أسرته البائسة ، ولعن علنا الحكومة والوساطات وحظه العاثر ، ثم خرج للمقهى .أسعفته الدنيا لثلاث مرات في أن يكون له نصيب من الهجرة إلى أوروبا لِيسعى خلف احلام الشباب فدفعتها عنه أم طَيِّبة بسيطة و صدّت سُبلها بالدموع والحنان ، فلم يَكُن والده قادرا على أن يأبه لهذا الأمر كثيرا بعد أن أعجزته الحياة و شططها عن مزيد خربشة الصخر من أجل احلام وحيده .عائلة بسيطة بجوارٍ بسيط ، تعمل الأم في تنظيف المنازل أحيانا ويعمل الاب أي شيئ من حين لآخر .إنتقى رُكنا في المقهى ، طلب قهوة سريعة ، اشعل سيجارته لِيُكمل معزوفة لعناته اليومية للبؤس والعطالة و الحاجة وقلة ذات اليد ، على رشفات القهوة السوداء ، رنّ هاتفه ، سحبه من جيبه ، رقم هاتف قار غريب .- الو مرحبا- الو صباح الخير ، سي فلان معايا ؟ - نعم ، تفضّل .- نحن شركة كذا ، نتَّصِلُ لِنُعْلِمك أنّهُ عليك أن تُكمِلَ مِلفّكَ لتلتحق بالعمل اول الاسبوع القادم. لم يفهم الأمر ، قبل خمسة أيام إعتذر منه مدير الموارد البشرية لذات الشركة بنفسه وأعلمه باقتضاب أنه لا يُمكِنُهم إنتدابه فقد آلَتْ الوظيفة لآخر ونصحه بمزيد الصّبر وتَحيُّنِ الفرص ، بِنبرة اسف أبوية طبعا .كان قد تقدّم بطلب نظامي لخطّة وفق شهادته الهندسية ، وتجاوز كل الاختبارات واللقاءات بتفوُّقٍ بشهادة مسؤولي الشركة ومديريها ، من بين مآت المتقدمين مكّنه ملفّه و حضوره و إستعداده أن يكون الاول في السّباق .كان مُتَفَوّقا في الدراسة منذ ايامه الأولى حتى تحصّله على شهادته العليا ، لم يبخل عليه ابويه باي مجهود رغم بساطتهم و قلّة ذات اليد ، هو يلعن عجزهم يوميا ولكنه يُحبّهم كما يحب حيّه وجوارهم بلعناته وهو معهم ، لكم أعياه وادمى قلبه وملأه غِلّاً تفوق أحد زملائه عليه فقط لان أحد ابويه مُربّي أو من الأعيان يُوفّرُ له دروس التّدارك دون حساب . حتى في الجامعة يعجز أبواه توفير ما يلزم كما يلزم ، ورغم هذا تمكّنا يوم تخرّجه بجهد جهيد أقرب للتسَوّلِ من أن يقتلعا له فرحة صغيرة بملابس لائقة وحفل صغير محترم كعادتهما كل ما انتقل من مرحلة إلى أخرى في الدراسة .في يوم اللقاء الأخير بعد كل الاختبارات وجد نفسه أمام مكتب مدير الموارد البشرية ، يجلس بجانبه شاب ثاني أقرب لان يكون موظفا في الشركة رغم صغر سنه بهيئته ولباسه الرسمي وربطة العنق المتناسقة ومفاتيح السيارة التي يمسكها بيده ، بادره بالتحية و السؤال. - سامحني خويا تخدم لهنا ؟اجابه بكل ثقة - لا ، اما على قريب باش نخدم .- ربي يسهِّلّك ، انا أيضا انتظر هذا اللقاء الأخير بعد أن اجتزت كل الاختبارات الاول في الترتيب واليوم المفروض مدير الموارد البشرية يعطيني الكلمة النهائية .بلغ تقريبا آخر عقده الثالث من العمر ، لم يُحَصّل تجربة عملية كبيرة في مجال دراسته وإختصاصه ، كانت سبيله في العمل متقطّعة و مليئة بعثرات الوساطات والمحسوبية والقافزين على الحواجز ، ولم تُسْعِفْه كرامته العلمية بالتنازل ليستقر في أي من الأعمال اليدوية البسيطة أو المتوسطة الأخرى التي تَنقّل بينها كثيرا دون إتقان مثل والده . لكم كان يسوؤه أن ينتهي به المطاف مثل والديه ، لتنتهي معه رحلة أحلامهما التي عملا من أجلها عمرا كاملا حتى اقعدتهم الحياة و قسوة السنين .هو مُتأكّدٌ تماما أن الفتى العشرينيُ ، وقد عرف إسمه من عون ا ......
#حكايا
#رتيبة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674957
محمد نجيب وهيبي : حُبّ
#الحوار_المتمدن
#محمد_نجيب_وهيبي قام بجولتين متباعدتين نسبيا في الزمن في الجوار ، تارة يَحُثُّ الخطى و أطوارا يبطئ ، ومرات يتوقف لِيُشعِلَ سيجارة ويتلفّت يسرة ويمينا ، تلك عادة قديمة إكتسبها أيام التنظيم السري من زمن بعيد يذهب قبل الموعد دوما ، فيتأكّد من خلو المكان من متابعة أو مراقبة أو خطر .إلتقاها صدفة في مقهى جوار مقَرّ عمله ، انيقة دون تكَلّفٍ ، ذات نظرات ، جذّابة جريئة ومندفعة ، هي تصغره بعشرين سنة على الأقل ، ولَكِنّه لا يزال يُحافظ على بعض رشاقة تُزينها أناقة مُحترمة ووقار نسيه عنده الزمن وهو يحمل أشياءه ويغادر .هو مُحدّثٌ لَبِقٌ يَشُدُّ السامع وهي مستمعة جَيّدة مع قليل من التّنَمُّر المحبب .بعد عِدّة لقاءات الصدفة المنتقات من جانبيهما كما علم في مابعد مثلما أسرّت له يوما ، وهما يرتشفان قهوتي الصباح في نفس المقهى ، أنها أنشدت له من أوّلِ لقاء عابر وهو يفسح لها السبيل بحركة مسرحية مازحة تلقائية لتتقدمه في الصف طلبا لقهوتها .ارتسمت صورته في عقلها من حيث لا تدري لأيام ، وحرّكت فيها مشاعر عِدّة وحنينا تُجاهه يكبر كل ليلة ، جامعية من عائلة متوسطة أو مرتاحة نسبيا ، لم تتجاوز الثلاثين بعد ، موظفة في شركة محاسبة ، هي أصغر اختيها .تَطوّرت علاقتهما وتوطّدت ، تبادلا المشاغل والذكريات و ارقام الهواتف ، تجاوزا ساحة المقهى الى المطاعم في بعض الأمسيات ، حتى تسَلّلَ الحُبُّ إلى قلبيهما أو خُيِّلَ لهما ، دعته يوما الى شُقّتها في إقامة في أحد أحياء العاصمة .لم يََكُن يوما نَزِقاً أو مُتعدّدَ العلاقات مع الجنس الآخر في الجامعة ، رغم تَوَسُعِ قاعدة معارفه وعلاقاته لطبيعة نشاطه النقابي والسياسي ، عاش في يراعته وشبابه قِصّتي حُبٍّ أو ثلاثة بالتزام كبير ، أقواها علقت بعقله وكيانه لزمن طويل وانتهت لِسراب في النهاية .تقاسما الكثير من إندفاع الشباب و تيارات جارفة من دفق المشاعر والحب ، عاشا تجارب نضالية مُشتركة ، حَلُما بِثورة ، أعَدّا لها طيلة سنوات ، أُعْتُقِلا عديد المَرّات وضحكا من ذلك كُلَّ مَرّة وزاد إصرارهما ، ضغطت عليها العائلة كثيرا ، وهي الفتاة الريفية ، بعد التخرّج ، طلبت منه أن ينقذا نفسيهما ويستقِلّا من كل الضغط حتى يواصلا المسيرة ، لم يقدِر أعجزه خوفه من المجهول رُبّما أو إنسداد السّبُل غصبا ، افترقا وفارق معها رويدا رويدا كُلَّ أحلامهما المشتركة و انقطع عن الحياة .أنهى جولتيه ، إرتسم واقفا أمام باب الإقامة ، تفقّد زُجاجة النبيذ التي اوصته عليها وكأنه يتفقّدُ كُرّاسا تحريضيا أو جريدة حزبية سرية ، ضحك من نفسه كثيرا ها هو في الخمسين زمن الحرية ، تُحَرِّكُ فيه لذة لقاء وعشق سِرّي ، ذكريات وأحاسيس خال نفسه دفنها تماما منذ ما يُقارب العشرين سنة ، و كأنّ كل فرق وزارة الداخلية تُراقب سكناته وحركاته للقبض عليه مُتلَبّسا في حضرة المشرف على الخلية .صبيحة الرابع عشر من جانفي ، خرج للشارع مع الناس بعد طول إنتكاس ، صرخ ، حَرّضَ رفع الشعارات ، ضرب البوليس بالحجارة ، التقى العديد من الرفاق القدامى ، تحادثوا ، لم يسأل أحد الآخر اين كنت أو لماذا انسحبت يوما ، الكل كان واحدا منصهرا ضمن تيار الثورة ، الحلم يتحقّق ، الداخلية بجبروتها تنهار ، الطاغية فارّ من ساحة القتال ، إستعاد شجاعته شق الصفوف "إلى الأمام ، إلى الأمام " باحثا عن نفسه التي فقدها منذ مُدّّة .صَعِدَ درجات السُّلّمِ القليلة ، وقف أمام الباب ، نظر فوق ثم إلى الخلف في حركة رتيبة وكأنه يتأكّد من مخارج الطوارئ للهروب ، ارتبك عند هذه الخاطرة وضحك من نفسه ، ضغط جرس الباب ، انتظر قليلا ، سوى شاربيه بحر ......
ُبّ

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675046
محمد نجيب وهيبي : غروب ....
#الحوار_المتمدن
#محمد_نجيب_وهيبي أحبّته في سن مُبكِّرة مثلما فعل و رُبّما أكثر ، كانت فتاة بسيطة الطّباع ، طَيِّبة المعشر ، من عائلة من اربع انفار مُحافظة لوالدين موظفين متوسطين في الدولة ، لم تُنهي دراستها الجامعية ، أو هي لم تبدأها بعد .تعرّفت عليه في حفل لاقاربهم كان حاضرا فيه صديقا لأحدهم ، شابٌّ جامعي وسيم ، لَبِقٌ و مُحدِّثٌ بارع ، كانت في السنة الخامسة من التعليم الثانوي ..هو من عائلة شعبية متوسّطة ، والده عاملٌ يومي و امه تحترف تربيتهم ، من أصول ريفية استوطنوا احواز العاصمة ، كانو "مستورين" عموما ، الكل راضي بما قيل أن الله قسمه لهم حوله ، أما نصيبه من "القسمة" فكان رافضيا ، جامحا ، تميّز في الدراسة الابتدائية و الثانوية ، حكمه قانون المنافسة و التفوّق لطمس حالة الرضا السّاذجة التي كانت تَلُفّهُ من كل حدب وصوب ، تعلّم الثورة على ما هو كائن وتدرّب أكثر بِكُلِّ عِصامية أن يُرِوّض ثورته تلك خدمة لِتقدُّمه وتميزه الشخصي ..بُنيته الجسدية رافقت ذكاءه واسندته كما لم يحدث مع أخيل ، عاش حياة نزقة نوعا ما ، تعدّدت علاقاته وتنوعت بين الشبق و تقديم بقية الخدمات المختلفة ...إقتنصها في الحفل بكل بساطة ، سيطر عليها ، وعلم ذلك يقينا من الوهلة الأولى ، لم يتراجع رغم صغر سِنّها ورغم أنه لم يكن "بيدوفيلا" حقّاً ولكن اغرته التجربة وأغراه التحدي في الثورة على الناموس ...امه صانعة أجيال تقليدية بحنانها المفرط وصرامتها البلهاء ، والده من عِصبة المحافظين التقليديين أيضا ، أولئك الذين تعييهم الحيلة وتُعجزهم قساوة الحياة أن يعلموا من أساليب التربية ما يفوق التخويف من الحرام والضرب بالعصا ، بؤسهم من بؤس وبساطة جهازهم الايديولوجي والعكس بالعكس حتى يكتشفوا في النهاية أن لا سُلطان لهم على بنيهم سوى الحب أو الحقد . نشأ وتربى على هذه الثنائية وإمتاز بطموح غريب يتحرَّكُ بينهما. تقابلا كثيرا ، كانت مولعة به حدَّ الجنون فقد أخرجها لعالم كانت تحلم أن تقرأ عنه مثلما تقرأ اليس في بلاد العجائب ، كانت روايات عبير وزهور ممنوعة عندهم في المنزل ، أدخلها قاعات الشاي والسينما ، جال بها كورنيش المرسى و حلق الوادي ، حلّق بها في سيدي بوسعيد ، لم يلمس منها أكثر من يدها ولم يسعى يوما أن يُقَبِّلَ أكثر من جبينها ، حتى أنه مرّة أدخلها معه الى الجامعة حتى ترى ما بداخلها وتسبِق صاحباتها إليها ، وطِأت قدماها مدرج الكلية لأول مرة وهي في السادسة ثانوي ، جلست في المشرب ترقب الغادي والرائح ، طلبة ، أساتذة ، طاولة بيلوط ، إجتماع عام لاتحاد الطلبة ، موسيقى صخب ، فتيات دون ميدعة ، عناق هنا قبلة هناك ، هو معها هنا يُعَرّفُها على كل هذا ، دون أن يسعى معها لشيئ حتى القليل مما تسمع وما يحدث عندهم في المعهد ، تملّكتها الغيرة عليه من شيطان الجامعة وأقسمت أن تُسْرِع الخطى لتكون ملاكه الحارس فيها ، كان قِديسا في عينيها ..هذه سنته الجامعية الثالثة ، بقيت سنتان على الماجستير ، ثم مناظرة القضاء مباشرة ليصير حاكما رئيسا ، لو كان الأمر بيده لحكم من الآن ، هو قاضي من يوم تأوّهت امه به ، عاش حياة الجامعة بالطول والعرض لم يتخلّف عن سهرة مجون واحدة ولم يتراخى يوما عن مبارزة عشق أو دعوى حُبٍّ عابر ، يلتهم العلاقات بنهم مثلما يلتهم مراجع القانون ، صاحبُ صاحبه ، وفي كُلِّ هذا لم تخمد ثورة الّصِبا والطفولة عِندَه ، عليه أن يكون الأفضل ، لم يتخلّف كثيرا عن أنشطة المُعارضة في الجامعة ، كما لم يتخلّف يوم قاد مظاهرات ذكرى الانتفاضة في المعهد لتجوب كل الولاية ، لم ينتمي يوما لأي تنظيم لا من قريب ولا من بعيد ، سعت خلفه بعض ......
#غروب
#....

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675122