إبراهيم جركس : شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]18 عَن شجرة الجبل
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]18عَن شجرة الجبل هذا القسم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقسم السادس ويضمّ بعض الإشارات إلى الديباجة، ولاسيما البهلواني فوق الحبل المشدود. الشاب مثالٌ آخر على الإنسان الذي يُسحَقُ تحت وطء إدراكه أنّه مستعدٌ "لتجاوز ذاته" من دون أن يجد في داخله الوسائل التي تساعده لتحقيق ذلك. إذ يتشارك هذا الشاب مع المجرم الشاحب الصراع الداخلي بين الرغبة في النمو والتغلّب على ذاته وتجاوزها من حهة، والاحتقار المُنكِر للحياة من جهةٍ أخرى، ممّا يؤدّي بكليهما إلى مأزق "عُصابي". لكن هناك فرق بينهما في الحقيقة. فالمجرم الشاحب قضية خاسرة، لا أمَلَ يُرجى منه، كومة من الأمراض والأسقام، ورغبات في الثأر والانتقام. لكنّ حالة الشاب ليس ميئوساً منها تماماً. إذ أنّه يمتلك وعياً معيّناً لصراعه الداخلي، أو بالأحرى سيساعده زرادشت على فهمه. زرادشت هو مُعالجه النفساني. لهذا يقترب منه زرادشت إذ من المفيد إرشاد الشاب ومساعدته. في موضعٍ لاحقٍ في نفس القسم، يكرّمه زرادشت (ويمازحه) حتى أنّه يمشي معه (ويا لَهُ من شَرَفٌ عظيم وكبير، إذ نلاحظ لاحقاً كيف أنّ زرادشت سيتخلّى عن تلاميذه ويتركهم ويمضي بعيداً عنهم). هنا، ولأوّل مرة حتى الآن، نلاحظ وجود علاقة أو تواصل حقيقي وفعلي بين زرادشت وإنسان آخر/تلميذ، والذي قد يعزّز مسألة حياة الإنسان ونموّه. وعلى الرغم من أنّ الاستعارة للمَثَل مُستَعارة مرّةً أخرى من عالم الطبيعة السويسرية، إلا أنّه من حيث الجودة والنغمة، ذو طابع صيني. إنّه يعيد إلى الأذهان تجربة بريخت التعليمية للمسرح الملحمي بعنصره الأساسي المتمثّل في جعله "يبدو غريباً" كوسيلة لمزيد من الفهم، كما جرى على سبيل المثال في مسرحية "دائرة الطباشير القوقازية" أو "مسرحيات تعليمية Lehrstücke". يقارن زرادشت بين وضع الشاب وحالة الشجرة المنعزلة على سفح جبل مرتفع يطلّ على وادٍ. وهذه هي المستويات الثلاثة للمقارنة بين الشجرة والإنسان على مستوى الأمثولة: أولاً، كلاهما "مَحنِيٌّ ومُعَذَّب" بواسطة قوى طبيعية خارجة عن إرادتيهما، وكلٌ منهما يتفاعل مع ذلك بالرغبة في أن يصبح أطول وأقوى. تسعى إرادة القوّة في الحياة إلى تغيير موضوعها من أجل زيادة شعورها بالقوة: ولايمكنها ذلك إلا إذا واجهت مقاومة أو معارضة شديدة، وبالتالي، خطراً داهماً. كثيراً ما ترد على لسان زرادشت عبارة "أفضل عدوَ" (حتى أنّ صورة الشجرة وردت في القسم التاسع عشر من كتاب العلم المرح). ثانياً، يكون الإنسان مثل الشجرة عندما يريد تحقيق مستويات أعلى وأرقى من الإنجاز: كالشجرة التي تزداد طولاً، فهو يحتاج إلى ضرب جذوره اعمق في الظلام، وبالتالي "في الشر". الأمر الذي يحمل مَعنَيين اثنين: يعني أنّ الروح الحُرّة ستتعرّض للتهديد من الداخل من خلال أنواع جديدة من الإغراءات أو الرذائل (كالاحتقار، أو الحسد)، كما أنّه يعني أيضاً أنّ تقدّم الحياة يجب أن ينبع بالضرورة على حساب تلك القيم التي تحملها أشكال الحياة الأخرى، وبالتالي يتمّ تهديدها من الخارج من قبل أولئك الذين يطلقون على أنفسهم لقب "صالحين". ثالثاً، تريد الشجرة والإنسان أن يزدادا طولاً بحيث يرتفعان ويرتقيا فوق كل ما يحيط بهما وهما "ينتظران أوّل صاعقة". كما أنّ العُزلَةَ هي أحد الشروط الرئيسية لتجاوز الذات والتغلّب عليها. ومن خلال هذه الصور المجازية، ندخل مجال الأساطير، وفي الوقت نفسه مجال العلوم الحديثة، أي ظواهر الغلاف الجوي الكهربائية. الصاعقة كظاهرة طبيعية مُدهشة (رائعة/استثنائية) وكمجاز للحيوية العفوية الذاتية، إذ يُعَدّ ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]18
#شجرة
#الجبل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695419
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_جركس شرح كتاب فريدريك نيتشه[هكذا تكلّم زرادشت]18عَن شجرة الجبل هذا القسم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقسم السادس ويضمّ بعض الإشارات إلى الديباجة، ولاسيما البهلواني فوق الحبل المشدود. الشاب مثالٌ آخر على الإنسان الذي يُسحَقُ تحت وطء إدراكه أنّه مستعدٌ "لتجاوز ذاته" من دون أن يجد في داخله الوسائل التي تساعده لتحقيق ذلك. إذ يتشارك هذا الشاب مع المجرم الشاحب الصراع الداخلي بين الرغبة في النمو والتغلّب على ذاته وتجاوزها من حهة، والاحتقار المُنكِر للحياة من جهةٍ أخرى، ممّا يؤدّي بكليهما إلى مأزق "عُصابي". لكن هناك فرق بينهما في الحقيقة. فالمجرم الشاحب قضية خاسرة، لا أمَلَ يُرجى منه، كومة من الأمراض والأسقام، ورغبات في الثأر والانتقام. لكنّ حالة الشاب ليس ميئوساً منها تماماً. إذ أنّه يمتلك وعياً معيّناً لصراعه الداخلي، أو بالأحرى سيساعده زرادشت على فهمه. زرادشت هو مُعالجه النفساني. لهذا يقترب منه زرادشت إذ من المفيد إرشاد الشاب ومساعدته. في موضعٍ لاحقٍ في نفس القسم، يكرّمه زرادشت (ويمازحه) حتى أنّه يمشي معه (ويا لَهُ من شَرَفٌ عظيم وكبير، إذ نلاحظ لاحقاً كيف أنّ زرادشت سيتخلّى عن تلاميذه ويتركهم ويمضي بعيداً عنهم). هنا، ولأوّل مرة حتى الآن، نلاحظ وجود علاقة أو تواصل حقيقي وفعلي بين زرادشت وإنسان آخر/تلميذ، والذي قد يعزّز مسألة حياة الإنسان ونموّه. وعلى الرغم من أنّ الاستعارة للمَثَل مُستَعارة مرّةً أخرى من عالم الطبيعة السويسرية، إلا أنّه من حيث الجودة والنغمة، ذو طابع صيني. إنّه يعيد إلى الأذهان تجربة بريخت التعليمية للمسرح الملحمي بعنصره الأساسي المتمثّل في جعله "يبدو غريباً" كوسيلة لمزيد من الفهم، كما جرى على سبيل المثال في مسرحية "دائرة الطباشير القوقازية" أو "مسرحيات تعليمية Lehrstücke". يقارن زرادشت بين وضع الشاب وحالة الشجرة المنعزلة على سفح جبل مرتفع يطلّ على وادٍ. وهذه هي المستويات الثلاثة للمقارنة بين الشجرة والإنسان على مستوى الأمثولة: أولاً، كلاهما "مَحنِيٌّ ومُعَذَّب" بواسطة قوى طبيعية خارجة عن إرادتيهما، وكلٌ منهما يتفاعل مع ذلك بالرغبة في أن يصبح أطول وأقوى. تسعى إرادة القوّة في الحياة إلى تغيير موضوعها من أجل زيادة شعورها بالقوة: ولايمكنها ذلك إلا إذا واجهت مقاومة أو معارضة شديدة، وبالتالي، خطراً داهماً. كثيراً ما ترد على لسان زرادشت عبارة "أفضل عدوَ" (حتى أنّ صورة الشجرة وردت في القسم التاسع عشر من كتاب العلم المرح). ثانياً، يكون الإنسان مثل الشجرة عندما يريد تحقيق مستويات أعلى وأرقى من الإنجاز: كالشجرة التي تزداد طولاً، فهو يحتاج إلى ضرب جذوره اعمق في الظلام، وبالتالي "في الشر". الأمر الذي يحمل مَعنَيين اثنين: يعني أنّ الروح الحُرّة ستتعرّض للتهديد من الداخل من خلال أنواع جديدة من الإغراءات أو الرذائل (كالاحتقار، أو الحسد)، كما أنّه يعني أيضاً أنّ تقدّم الحياة يجب أن ينبع بالضرورة على حساب تلك القيم التي تحملها أشكال الحياة الأخرى، وبالتالي يتمّ تهديدها من الخارج من قبل أولئك الذين يطلقون على أنفسهم لقب "صالحين". ثالثاً، تريد الشجرة والإنسان أن يزدادا طولاً بحيث يرتفعان ويرتقيا فوق كل ما يحيط بهما وهما "ينتظران أوّل صاعقة". كما أنّ العُزلَةَ هي أحد الشروط الرئيسية لتجاوز الذات والتغلّب عليها. ومن خلال هذه الصور المجازية، ندخل مجال الأساطير، وفي الوقت نفسه مجال العلوم الحديثة، أي ظواهر الغلاف الجوي الكهربائية. الصاعقة كظاهرة طبيعية مُدهشة (رائعة/استثنائية) وكمجاز للحيوية العفوية الذاتية، إذ يُعَدّ ......
#كتاب
#فريدريك
#نيتشه
#[هكذا
#تكلّم
#زرادشت]18
#شجرة
#الجبل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695419
الحوار المتمدن
إبراهيم جركس - شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]18 عَن شجرة الجبل