الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد الحمد المندلاوي : لحظات كريهة في حضرة الموت
#الحوار_المتمدن
#احمد_الحمد_المندلاوي # يوم تشريني ،أوائل الثمانينات ،ما هذا ؟ إنَّه أشبه بشريط سينمائي يمر من هنا ، الطرف الأيمن من عيني اليمنى ؛ها أنا في الخامسة من العمر ألهو مع دجاجات جدتي و معي أخي الأكبر مني بسنتين فقط،ها هنا غزال جدّي مربوط تحت ظل شجرة السدر الكبيرة في باحة المنزل..ماذا دخلنا المدرسة معاً ،الوالد يعطينا عشرة فلوس و أحياناً عانتين (ثمانية فلوس) هنا نلعب كرة القدم بكرة صغيرة مضغوطة في الزقاق..مع أترابنا من أبناء المحلة ،الصف الرابع الابتدائي كان صعباً علينا،هنا امتحان البكالوريا للصف السادس الابتدائي 58م،يوم الجمعة كنا نلعب في زقاقنا الصغير (كبولة)يوم 14 تموز سمعنا بأخبار الثورة.. صور الزعيم عبد الكريم قاسم في الأسواق و المدارس،كان الجو حار جداً ،و تراب المحلة يشوي بواطن أقدامنا ،اعلان زحف للطلاب الراسبين من مرحلة الى اعلاها بلا إمتحان،من بركات الثورة الفتية..هذه الكلمة الساحرة التي لم نسمع من قبلُ ..الشريط يمر بسرعة هائلة و لكن يعرض أشياء و أشياء بدقّة متناهية لكنّها بسرعة أبولو 11،أو لونا الروسية يقال إنّها لحظة الموت - صحوة الموت - ..إمتحان الصف الثالث الوزاري ؛و دار المعلمين الإبتدائية في بعقوبة بادارة المدير القدير حسين بستانة رجل وقور ذو هيبة إنه شاعر مجيد،لم نتمتع بوجوده المهيب بسبب 8 شباط 1963م حين اعتلى الادارة الشاعر عصام عبد علي ، و من بعده عبد الرضا الفلوجي. وأمر التعيين في قرية دوشيخ،و الخطوبة في بغداد،و الزواج أطفال 1-2-3-4-5-6 السادسة ما أجملها و هي ابنة السنتين و النصف تركتها قبل يومين فقط يا سبحان الله أتذكر طفولتي منذ السنة الرابعة ..الشريط يمر و يمرُّ وهو مكتظ بالمعلومات و الصور و الخواطر الى السفرة أخرج الى خارج البلاد (تركيا – بلغاريا- هنغاريا)..يا إلهي هذه سنوات عمري ..و ها أزيز الطائرات،و هدير المدافع ..والجندي يسحب أقسام بندقيته الرشاشة من نوع (جي- سي) على تلال (كيسكة) ليختم نهاية الشريط الذي لم أجد مثله، آن للشريط أن يصل نهاية الطرف الأيسر من عيني اليسرى ،و أنا في غيبوبة رزينة مع ضيفي : الشريط المتحرك و الجندي المحارب الذي المتهيأ لإعدامنا والجو كتلة من النيران الحمراء من كل جانب .استسلام مطلق للردى على تلك الهضاب التي غدت جحيماً لا مفر من مواجهته ..هي لحظات قلائل و لكنّها طويلة كقصص إحسان عبد القدوس ،و البؤساء لفكتور هيجو ..كلمات محبوسة في الصدر،و تساؤلات عجيبة ما لها بدٌ من الانتحار السريع،هل صحبي الممتدون معي أمام الملجأ لهم نفس المشاعر و الأحاسيس و هم و أنا معهم في ضيافة المنيّة .. لست أدري ؟؟..استسلم للأمر الواقع مع أصدقائه الأربع،و كان لابدّ من ذلك ،الاستسلام يعني الموت،و عدم الاستسلام الموت أيضاً ،و لم أر هنا فرق بين الإثنين أي الحالتين ..و لكن الموت الثاني أشدُّ وقعاً رغم أنَ فيه نوع من الشموخ و الكبرياء.. و تذكرت في تلك قول الشاعر:اذا غامرت في شرف مرومِ فلا ترضى بما دون النجومِ فطعمُ الموت في أمر حقيرٍ كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِو لكن يختلف الأمر هنا فنحن ضحايا طاغوت أهوج.لا يعي عواقب الأمور..استفاق من تلك الهنوة..و نظر الى الجندي الغاضب و تتطاير شرار من عينيه المثقلتين شبه حمراوين من السهر و التعب ..و هو ماسك بندقيته بقوة.إذاً ضغطة خفيفة على زناد جي سي يقضي على عمر مداه 32 سنة 17 منه يعلم الصغار ليكونوا أعضاء نافعين للمجتمع ..إنها مهزلة ..و أية مهزلة ،هباء في هباء..نزوة طاغوت أهوج،وزناد هائج ،و الروح رخيصة بين الإثنين ،ماذا يريد أن يقول د.علي الوردي ،و ما هي تحليلات دايلي كارنيجي ،و د.علي شريع ......
#لحظات
#كريهة
#حضرة
#الموت

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694380