الحوار المتمدن
3.12K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عباس علي العلي : روايتي الجديدة عرف الديك ح1
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي البدءقبل أكثر من ثلاثمائة عام ولد الشيخ عواد وحيدا لأبويه كما ولد إسماعيل لإبراهيم، والد الشيخ شيخ متسلسل الحسب والنسب وأمه شيخه وكل ما في القبيلة أتباع لآل الشيخ، منذ ولادته كان محط العناية الإلهية فقد ولد وكل أسباب العز معه، لا شريك له في إرث المشيخة ولا منافس يدنو من ملعبه أو يعكر صفو أيامه، تتلقفه أيدي الوصيفات وترضعه كل المرضعات وأمه الشابة الطافحة بالأنوثة قرت عينها به، لا أحد في القبيلة يستنكف أن يكون ظهره تحت مقعد الشيخ عواد، بل ويتسابقون للتشريف والتشرف إلا واحد وواحدة كانا من المنبوذين لا يعرف سرهما إلا من شهد الواقعة.في النهار بين أيدي العبيد يترقبون طلباته وأمانيه بعيدا عن عيون الناس فقد ولد جميلا يخاف عليه من عيون الحساد، وفي الليل جليس أمه وشلة النساء التي يتغزلن به لتفرح الأم بشبلها الذي سيكون كيوسف مع صويحباته، مع أنه بلغ مبلغ الحلم لكنه ظل بعيدا عن أعين القبيلة إلا ما ندر، كلما أراد الأب أن يكون قريبا منه بين الرجال وهو رجل القرية وحاكمها القادم تستمهله حتى حين، فينصرف الرجل مهموما أن تفسده بدلالها ولا يكون كما تقتضي أعراف الناس، حين مرض الآب أستشعر الخطر فأجبرها أن تترك الولد ليكون رجلا، فصحابه رجل حكيم بأمر الشيخ ليعده للأيام البعيدة والقريبة.كان الرجل حكيما من نظرته الأولى لعهدته فقال كلمته التي لم تنسى من ذاكرة عواد (أنت ديك على مملكة دجاج)، قالها ليرضي غرورة الشاب وعينه تجول خلف كل سواده تمر أو رائحة أنثى تعطر المكان، علمه كل ما في خزينه من حكم وعرف مسنون وقص عليه القصص، صار بعدها ولسنتين متتاليتين شيخ مشايخها، فقد رحل الكبير مطمئنا أن ولده يمكن الركون لعقله فقد نال الغنى والحكمة والخير، وبقى عواد ديكا على الجميع وديك لا يشبهه ديك أخر لا هنا ولا في الجوار.مرت أيام الحزن ثقيلة على القبيلة والقرية فقد ذهب رجلهم الذي لم يفارقهم منذ خمسين عاما، عرفوه وعرفهم ويعلمون ما يريد قبل أن ينطق ويعرف ما يريدون من لحن القول، سلموا لقضاء الله وشكروا ربهم أن مكانه لن يشغر ولن يخلو من ذكره، بين واجب العزاء وواجب التهنئة أختلطت الأحاسيس وتوحدت القلوب فما مر ليس بالهين ولا القادم لهم بين مهما قيل ومهما كان، فالتغيير ليس سهلا ولا تقبله ببساطة ممكن على أي حال، ما يطمئن أن كبار ألرجال حول شيخهم يسندونه ويسددون له خطاه، ومرت الأيام وكل شيء تمام لا من حدث مزعج ولا من قلق يبدو من قريب أو بعيد.أشهر قليلة مرت والشيخ الجديد يذهب كل صباح يتفقد ناسه ويسأل عن أحوالهم، فالشيخ أب العشيرة وإن صغرت به سنينه أو كبر أبناءه فهو أبوهم بحكم المشيخة، أراضيه واسعه وقسم منها بعيد فلا بد من فرس تنقله ورجال يصحبونه وعبد يرافقه ليكون ظله في كل حاجة، الجميع يهاب الشيخ ويحترمه يمر على الفلاحين في موسم أعمالهم يزيدهم أطمئنانا ويتعرف عليهم عن قرب، هكذا علمه الحكيم أقترب من أبناءك شبر يقتربون منك ذراع، حبهم يحبوك ويفدوك بأرواحهم، الشيخة ليست صفة فقط بل حياة ونظام راعي ورعية... يتفكر بكل ذلك شيخ عواد ولكن ذكر الديك على باله لم يفارقه وهو يرى دجاجات الحقل أمامه فيوكزه الأول بعصا الهيبة فيهرب الديك بعيدا.في ليلة من ليالي السمر بعد أن أنصرف الناس عن مضيفه لم يجد غير أن يذهب ليواسي والدته الشيخة، فلم يعد لها من يواسيها وقد ترملت وهي لم تزل نظره غضة تجتاحها أحزان الفراق، تسامرا وتذاكرا أيامهما القديمة وفي لحظة سبقها صمت قالت يا ولدي لو تتزوج فيكون لك زوجة تغدق عليك دلالها وتنعم عليك بجميل غنجها وتخلف لك عيال تملي عليك وحشة الوحدة وتكمل بها دينك.... بنات ......
#روايتي
#الجديدة
#الديك

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678025