الحوار المتمدن
3.09K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ميثم الجنابي : من أعلام التصوف: الفضيل بن عياض 1-2
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي للمتصوفة في طرائقها طرقا لا تحصى. تماما كما أن الاختلاء بالجسد هو الاختلاء بالكون وما فيه، والانزواء بالروح هو عين الانفتاح على خباياه وإشكالاته. وفي هذا الكلّ المحير للمنطق تكمن الوحدة الحية للشخصية الصوفية الكبرى في ابتلائها وبلائها، ومنازلها ومنازلاتها، وعنائها ومعاناتها، ومكابداتها واكتشافاتها معنى الحقيقة وحقيقة المعنى. فالطريق الصوفي في بدايته كسر للإرادة، وفي وسطه مساعي متنوعة لصهرها وإعادة بنائها بمعايير الحق، وفي نهايتها وقوف دائم بالحقيقة. وقد كانت بداية ووسط ونهاية الفضيل بن عياض أحد النماذج الحية لهذه الحلقات التي تشكلت منها سلسلة الصيرورة الصوفية للفضيل بن عياض وكينونتها التامة. مع انه لا تمام في التصوف باستثناء المكابدة الخالصة في الإخلاص للحق والحقيقة. ولد الفضيل بن عياض بسمرقند ونشأ بأبِيْوَرْد وتكامل في الكوفة ومات في مكة (عام 187 للهجرة). بدأ حياته بالشطارة والسرقة على كل من استطاع الوصول إليه، بوصفه أحد قطاع الطرق لينتهي بقطع طريق الحق. بمعنى انه مثّل، على خلاف إبراهيم بن ادهم الذي انحدر من غنى العائلة الملكية إلى فقر المكابدة الصوفية، وعلى خلاف شقيق البلخي الذي ولع في بداية أمره بالتجارة والمال وانتهى بإفلاسه المادي وغناه الروحي، طريق كسر إرادة الغريزة الهمجية بإرادة الحق. بعبارة أخرى، لقد عاش الفضيل بن عياض عيشة الشطار قبل ان ينشطر قلبه ليخرج منه قيح العبث.وتنقل لنا الروايات التاريخية المدونة ضمن أمهات تاريخ التصوف والكتب الصوفية عن ان الفضيل بن عياض كان شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو )أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ( فلما سمعها قال: بلى يا رب قد آن! فرجع فأواه الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة يقول بعضهم للآخر بان من الأفضل الرحيل من هنا، بينما اقترح البعض الآخر البقاء حتى الصباح خوفا خن ان يقطع الفضيل عليهم الطريق. عندها تفكر الفضيل كما ينقل عن نفسه مخاطبا إياه "أنا سعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا يخافوني. وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع. اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام ". بعدها ترك خراسان وانتقل إلى الكوفة، فسمع من مختلف علماءها، ثم اعتزل اعتزال المتصوفة، وبعدها انتقل إلى مكة ونزلها إلى أن مات بها عام 187 للهجرة. غير ان هذه الصورة المكثفة لتنقله ليست إلا خطوط المسار العام والمجرد لسياحته في ارض الخلافة المعنوية. فقد كان من صفاته في الطريق السياحة في أرجاء الخلافة.وهي الممارسة التي أسس لها الفضيل بمعايير الجسد، قبل ان ترتقي لاحقا إلى قاعدة في طريق قهر الارادة وتربيتها على تمل مصاعب الوجود. وضمن هذا السياق يمكن فهم الصيغة التي حاول أبو نعيم الأصفهاني من خلالها رسم معالم الروح والجسد المميزة للفضيل، والتي وضعها في عبارة تقول "كان الفضيل من الخوف نحيفا، وللطواف أليفا". ومن شخصيته هذه بلور احد المبادئ أو القواعد الكبرى للتصوف والقائلة: "إن التصوف المبادرة في السفر والمساهرة في الحضر" . لكنها، شأن كل وصف من هذا القبيل، قد تعكس بعض الجوانب الجوهرية في الشخصية لكنها لا تلمّ بما فيها من أفكار خاصة وتجربة فردية. بمعنى انه وصف من بين أوصاف يمكنها ان تكشف الانطباع الظاهري أو شخصيته الثقافية. وبالتالي يمكنها ان تسلط الضوء على ما فيه وليس حقيقته الباطنية. فقد قال عنه خادمه إبراهيم بن الأشعث "ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذَكر الله أو ذُكر عنده ......
#أعلام
#التصوف:
#الفضيل
#عياض

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685653
ميثم الجنابي : من أعلام التصوف: الفضيل بن عياض 2-2
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي ان المرآة الباطنية بالنسبة للصوفي هي نتاج تجربته العلمية والعملية في الطريق. ولكل صوفي مرآته التي يرى فيها وعبرها الصورة الأكثر صفاء بوصفها صفاء روحه الذاتي، ومن ثم المعيار الذي يقيس به كمية ونوعية العقبات الكبرى من اجل قطع الطريق بقطع العلائق. فمنهم من وجدها في مقام الزهد، وآخر في الرضا وغيره بالتوكل أو المحبة وما إلى ذلك. بمعنى أن كل منهم مسك بيده مرآته لكي يتحسس من خلالها الوجد الذاتي، ويتأمل الوجود العام والخاص للأشياء والظواهر والقيم، باختصار لكل عوالم الظاهر والباطن. ومع ذلك فالطريق كل واحد. وقد كانت مرآة الله أو الحق هي الأكثر صفاء في قلبه والأشد تمسكا بها في مساره. غير ان الله الصوفي ليس عكازة العميان والتعبان، بل قوة الروح المتوحد بهموم الحق والحقيقة. وقد وجدت هذه القوة فاعليتها المباشرة في الطريق من خلال التركيز على مقامات الزهد، والرضا، والتوكل، والمحبة، بوصفها مقامته الخاصة، اي ممرات الروح الباحث عن الحق، وتنقية مرآة القلب. لهذا نراه يعتبر "الزهد هو القناعة" . وبدونه لا يمكن تذوق حقيقة الإيمان كما في قوله "حرام على قلوبكم أن تصيبوا حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا" . من هنا حكمه العام والشامل بهذا الصدد والقائل:"اجعل الشر كله في بيت واحد واجعل مفتاحه الرغبة عن الدنيا، واجعل الخير كله في بيت واحد واجعل مفتاحه الزهد في الدنيا" . بينما وجد في الرضا مرآة يمكن من خلالها رؤية التكامل الذاتي وسموه في الموقف من متناقضات الوجود كما في قوله الرضا هو "إذا استوى عنده المنع والعطاء" . بل نراه يعتبر "درجة الرضا عن الله درجة المقربين، ليس بينهم وبين الله إلا روح وريحان" . وبالتالي، فان "أحق الناس بالرضا عن الله أهل المعرفة بالله". في حين وجد في التوكل مرآة يرى عبرها "الوثوق بالله ولا يتهم ربه ولا يستشير ولي اله ولا يخاف خذلانه ولا يشكوه" . لهذا نراه يسكب حقيقة التوكل في عبارة تقول، بأن "من خاف الله خاف منه كل شيء" . بينما يدرج المحبة ضمن ما اسماه بفرض المحبة، والتي يقوم مضمونها في السكوت حالما يستفسر الآخرون منك فيما إذا تحب الله أم لا،وذلك "ان قلت نعم فليس وصفك وصف المحبين"، كما يقول الفضيل . في حين لا نعثر إلا على القدر القليل جدا من مواقفه النظرية والعملية من الأنس وغيرها من الأحوال والمقامات.تكشف كل هذه الصورة عن مسار الطريق الذاتي للفضيل بن عياض عما يمكن دعوته بصرامة الاحتجاج العملي والاستقامة مع النفس. الأمر الذي نعثر عليه في مواقفه من العادات والعبادات، والحديث،والبدع، والعلم والعمل، والمعرفة والحكمة، ومختلف المواقف الاجتماعية والسياسية. ففي موقفه من العبادات اعتبر العبادة أداء الفرائض بوصفها رؤوس الأموال، بينما النوافل هي الأرباح. وبالتالي "لا يصح ربح إلا بعد رأس المال" . غير ان هذه الصيغة المادية الخشنة هي التعبير الظاهري عن حقيقة العبادة بوصفها عمل وحكمة وتفكر وعبرة وما شابه ذلك، وليست حركات الجسد المقننة. ففي معرض مقارنته، على سبيل المثال، بين المؤمن والمنافق في مجال العبادة نسمعه يقول "المؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل. كلام المؤمن حكمة، وصمته تفكر، ونظره عبرة، وعمله بر. وإذا كنت كذا لم تزل في عبادة" .أما في موقفه من الحديث، فقد كان كما صورته الثقافة الإسلامية الورعة والمدققة والمحققة للحديث النبوي بأنه كان صحيح الحديث، صدوق اللسان، شديد الهيبة للحديث إذا حدث. بل وكان يثقل عليه الحديث جدا، بحيث قال مرة لأحدهم سأله بشأن الحديث:"لو أنك طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الحديث . ونق ......
#أعلام
#التصوف:
#الفضيل
#عياض

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685954
ميثم الجنابي : من أعلام التصوف : شقيق البلخي
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي للحقيقة مسارها الخاص على مستوى الفرد والثقافة والتاريخ. ولكل منها "دهاليزه" الخاصة، مع أنها بمجموعها تشكل ما ادعوه بمنطق الثقافة في تاريخ الأمم. وقد أبدعت الثقافة الإسلامية "منطقها" الخاص أو عقلها الثقافي بوصفه نتاجا لتلقائية نموها الذاتي. وقد سار التصوف ضمن المسار العام للعقل الثقافي ومنطقه الذاتي ولكن عبر تجاربه الخاصة بوصفها فلسفة المطلق الروحي والأخلاقي. وحقق ذلك في التجارب الفردانية لشيوخه واستمرارها في السلسلة الصوفية، أي في نمو وتهذيب التجارب الخاصة لشيوخه وبّثها في روح المكابدة الحية من أجل بلوغ الحقيقة. وليس مصادفة، أن يصل التصوف إلى الفكرة القائلة، بأن من ليس له إمام فإمامه الشيطان. والمقصود بذلك إن من لا يتمسك بتراكم التجارب الحية للبحث عن الحق والحقيقة، أي خارج تكامل التجارب التاريخية للثقافة الخاصة ومرجعياتها في العلم العمل، فإنها عادة ما تؤدي بالفرد إلى الزيغ والضلال أو الدوران الفارغ في ما لا قيمة له وفيه. فالشخصية الحقيقية والأصيلة بمختلف مستوياتها وميادين إبداعها النظري والعملي هي التي تختزل في ذاتها وتتمثل تجارب الأسلاف، أي تجارب الواقع والتاريخ. من هنا فكرة "الإمام" الصوفية أو فكرة الشيخ والمريد التي تتمثل تجارب التربية الروحية والأخلاقية والعقلية والذوقية في مجرى غرسها الوجداني الحي في ما أطلق عليها المتصوفة مصطلح السلسلة الصوفية. فهي توحي من حيث الظاهر بالقيد والقيود، لكنها في جوهرها هي نفي لقيود التقليد بفعل جوهرية الطريقة في بلوغ الحقيقة. أنها قلادة الوصال الروحي والوجداني الذي لابد منه من أجل أن تتكامل الشخصية بمعايير التجربة الفردية المقيدة بدورها بمرجعيات الروح الثقافي العام والصوفي الخاص. فالسلسلة الصوفية تؤدي في التصوف نفس الوظيفة المتناقضة لربط وتقييد المريد بشيوخ الطريقة، بوصفه طريق الإرتقاء إلى مصاف المشيخة، أي جعل إدراك الحدود وتحقيقها أسلوب بلوغ الحرية. ومن ثم فهي تتمثل رحيق التجارب التاريخية بأبعادها التربوية والأخلاقية والمعرفية والنفسية والوجدانية. إنها سلسلة الذاكرة الحية وليس حلقة من حلقات الذكرى. الأمر الذي يوّسع بدوره، رغم المفارقة الظاهرية للعبارة، الأبعاد الحية في التجربة الفردية. وقد حقق شقيق البلخي (ت-194 للهجرة) هذه الحالة، بوصفه نموذجا لتمثل وتمثيل حقيقة الزهد. وحقيقته، كما في وصف أبي نعيم الأصفهاني إياه، هي "الركون والسكون، ونحول الأعضاء والغضون، والتخلي عن القرى والحصون". كما لو انه التائه في بيداء التوكل على المطلق بوصفه تحريرا من رق الاغيار، حسب العبارة المتصوفة. فقد دخل شقيق البلخي طريق التصوف بحالته الخاصة. وعموما لم يدخل اثنان الطريق بصورة متشابه، من هنا تعرّج مساراتهم في البحث عن الحقيقة. فالحقيقة جلية فقط في دهاليز البحث الحر والإخلاص لها. آنذاك يأخذ لمعانها في القلب وعبره إلى الوجود. فدخول الطريق يعني المسار غير المتناهي في البحث عن الحقيقة وذلك لأنه امتحان دائم للإرادة عبر تنقيتها والسمو بها صوب الحق، ونهايتها السكون في وحدة العزيمة والتوكل، أو الفناء في الحق والبقاء به، وما بينهما دهاليز المقامات والأحوال بوصفها التجربة الذاتية لتذوق الحقيقة والعمل بمعاييرها.لقد سلك المتصوفة جميعا طريق الانتقال من شريعة الجسد إلى حقيقة الروح، ومن جسد الشريعة إلى روح الحقيقة. ولم يشذ شقيق البلخي عن هذا المسار المتعرج لكي يستقيم في نهاية المطاف مع نفسه في الأقوال والأعمال والفكر. فالتعرج هو استقامة ضمن دهاليز البحث عن الحق والبقاء به، شأن الاعوجاج بالقوس هو عين الاستقامة فيه، كما يقول ابن ......
#أعلام
#التصوف
#شقيق
#البلخي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686338
ميثم الجنابي : من أعلام التصوف : معروف الكرخي
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي الشخصية الكبرى بداية ونهاية. وما بينهما صيرورة حرة. وعلى نوعية هذه الصيرورة وحجم حريتها يمكن تحسس وإدراك حقيقة البداية والنهاية، بمعنى يمكن إدراك قيمة الأفعال الأولى في صيرورتها الذاتية، وأثرها اللاحق في كينونة الأجيال والثقافة والفكرة. وفيما لو طبقا هذه الفكرة العامة على شخصية معروف الكرخي (ت-200 للهجرة)، فإنها تساعدنا في كشف السرّ القائم وراء انتقاله للتصوف، أي السير في "طريق" الحق، وفي خاتمته بوصفه قوة سارية في تاريخ الحقيقية. فقد مثل معروف بن فيروز (الكرخي) حالة الانتقال الثقافية الكبرى في الخلافة من الأموية إلى العباسية، ونوعية الانتقال الثقافي الذي اخذ يمزج ويخلط ويولف بين أمم وثقافات وفلسفات وأديان مختلفة في ما يمكن دعوته بالثقافة الإمبراطورية، أي الثقافة الكونية المحكومة بالفكر والتفكر. الأمر الذي هذّب فكرة الحرية والاختيار، وجعل من قدرة الإرادة البشرية قدر الحقيقة الإنسانية ومعاناتها. وضمن هذا السياق يمكن فهم اعتناقه للإسلام، وهو من أصول نصرانية، وفي رواية أخرى، صابئية . إذ لا فرق من حيث الجوهر. فسواء اسلم على يد علي بن موسى الرضا، أو تتلمذ عليه كما تتفق اغلب المصادر الصوفية الكبرى ، فإن الشيء الجوهري هنا، هو الاختيار الذي لازم انتقال معروف الكرخي صوب التصوف. فالتصوف عابر للأديان من حيث مضمونه الروحي والأخلاقي، كما انه لا صلة له بالمذاهب. وذلك لأنه يتمثل فكرة وحقيقة "انتصاب القلب في طلب الحق". وما عدا ذلك مجرد قشور أو عادات أو تقليد وتقاليد. فالفكرة الصوفية العامة تقترن في ما تدعوه المتصوفة بتسوية الإرادة بوصفها انتصاب القلب في طلب الحق. ومن ثم فإن قدر المريد هو مصيره، أي تصيره في مسالك البحث عن الحق، بوصفه حقيقة الوجد والوجود. وقد وجد انتقال معروف الكرخي صوب التصوف تعبيره النموذجي والخالص، أي المجرّد عن شبهات التأويل وتخمين العقول، في "المنام"، أي في الرؤية المميزة لتقاليد العصر آنذاك، والتي تجد في عبرة "اللقاء بالله" و"النبي" و"الملائكة" أسلوب التعبير الخالص عن مبدأ الحق. ووجد ذلك تعبيره في ما رواه أحدهم عن كيفية رؤيته لمعروف الكرخي في المنام، فسأله:- ما فعل الله بك؟- غفر لي.- بزهدك وورعك؟- لا بقبول موعظة ابن السماك، ولزوم الفقر، ومحبتي للفقراء.لقد سمع معروف الكرخي، كما يروي عن نفسه، كيف أن شخصا كوفيا اسمه ابن السماك يلقي موعظة جاء في بعض منها عبارة تقول "من أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه جملة. ومن أقبل على الله بقلبه، أقبل الله برحمته عليه، وأقبل بجميع وجوه الخلق إليه..." . إننا نعثر هنا على الانعطافة الأولى في إرادة معروف الكرخي، بوصفها انتصابا للقلب في طلب الحق (الله). عندها ترك معروف الكرخي، كما يقول عن نفسه، جميع أعماله باستثناء خدمته لعلي بن موسى الرضا. لقد كانت تلك بداية الولادة الروحية لمعروف الكرخي. وما بينها وبين وفاته عام 200 للهجرة (الموافق 815 للميلاد) ترامت حياته بوصفها إبداعا حرا وجد تعبيره التام في أثره المباشر وغير المباشر في صيرورة الجنيد البغدادي، بوصفه الشخصية المحورية الأولى في مسار الفكرة الصوفية، وأحد أساليبها المتميزة في العلم والعمل. فقد كان الجنيد تلميذا للسري السقّطي، بينما الأخير مريدا لمعروف الكرخي . وفي هذه السلسلة الأولية تكمن القيمة التاريخية والروحية الكبرى للكرخي. وليس مصادفة أن يتحول قبره في مقبرة الشونيزية أو مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد، إلى مزار للروح والجسد. لهذا قيل عنه انه "من المشايخ الكبار" "مستجاب الدعوة" و"يستشفى بقبره" . بينما كان أه ......
#أعلام
#التصوف
#معروف
#الكرخي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686592
داود السلمان : ابو العلا عفيفي: التصوف الثورة الروحية في الاسلام 1
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان كثيرة هي الكتب التي صدرت، قديما وحديثًا، بشأن التصوف، والمتصوفة، وتناول موضوع التصوف من جوانب متعددة، ونستطيع أن نقول: إنها لم تترك شاردة ولا واردة إلا وذكرتها. لكن هناك بحوث معمقة، واكثر توسعًا من تلك الكتب، ومن البحوث التي تناولت التصوّف. وتبقى ثمة دراسات متميزة بهذا الخصوص، ذلك لما يتميز به الباحث من خبرة وباع طويل، وحنكة جعلت منه أن يكتب بعمق وسلاسة ويضفي هيبة فكرية على كتاباته. ولعل من ضمن ما عنيناهم بهذا الشأن هو الدكتور ابو العلا عفيفي، على اعتبار أنه استاذ فلسفة متمرس، اختص بالفلسفة والتصوّف، وربما كان يمارس التصوف كسلوك، وكتابه هذا الموسوم (التصوف: الثورة الروحية في الاسلام) الذي هو الآن بين ايدينا، وهذه النسخة هي من منشورات دار الشعب للطباعة والنشر، مكتبة المهتدين). والحقيقة، أن التصوّف هو ليس حكرًا على المسلمين، (كما قد يتوهم البعض) بل معظم الاديان انغمست فيها الجوانب الصوفية وذابت فيها ذوبان الملح في الماء، فالمسلمون، قد اقتبسوا التصوف من تلك الاديان التي سبقت الدين الاسلامي، وخصوصًا الاديان الهندية، وهي التي تعرف عندهم بـ "النيرفان" وبعضهم يعتبر النيرفانا خليط بين الهندوسية والسيخية والبوذية، حتى أن المفكر الايراني دايروش غايغان، اختص في التصوف الهندي، فكانت رسالته في الدكتوراه في هذا الخصوص. كولن ولسون الكاتب الكبير المعروف، في كتابه "سقوط الحضارة"، اشار الى اهمية التصوف، كعبادة روحية، اعتبرها من اهم السلوك العبادي، وفي كتابه المذكور تنبأ بسقوط الحضارة الغربية، والسبب، كان يعتقد أن الغرب انغمس في الماديات وترك الروحانيات. الدكتور عفيفي، كأنما يريد أن يقول طالما أن الاسلام كان ثورة تغيير على العادات والعبادات والطقوس الوثنية، كذلك صار فيما بعد ثورة روحية ضد بعض المباني التي تبناها قسم من فقهاء الاسلام، فكانت هذه المتبنيات، بعيدة كل البعُد عن روح الاسلام. فهو يرى في كتابه هذا، إن التصوّف أروع صفحة تتجلَّى فيها روحانية الإسلام، وتفسيرًا عميقًا لهذا الدين فيه إشباع للعاطفة وتغذيَة للقلب، في مقابلة التفسير العقلي الجاف الذي وضعه المتكلمون والفلاسفة، والتفسير الصوري القاصر الذي وضعه الفقهاء. فهو كتبت هذه الدراسة، كما يقول ليبرز فيها بعض معالم الصورة التي يتلخص فيها موقف الصوفية من الدين والله والعالم: الموقف الذي رضيه الصوفية واطمأنوا إليه وطالبوا به أنفسهم ولم يطالبوا به غيرهم، لأن التصوف كان انقلابًا عارمًا على الأوضاع والمفاهيم الإسلامية كما حددها الفقهاء والمتكلمون والفلاسفة، على حد تعبيره، وهو الذي بث في تعاليم الإسلام روحًا جديدةً أدرك مغزاها من أدركه، وأساء فهمها من أساءه. فهناك انسان ملهم، أو روح واحدة تتقمَّص في كل زمان صورة جديدة من صور «الإنسان الكامل». ومن هذا الصنف الملهَم المتَّصل بالعالم الروحي طائفة الصوفية، لا صوفية الإسلام فحسب، وهو المتفق عليه لدى معظم من اختص بهذا الجانب، بل صوفية كل دين، على حد سواء. أما الهدف الذي يهدفون إليه ويُكرسون حياتهم له، فهو الوصول إلى الحقيقة، أو الاتصال بها عن طريق حالة روحية خاصة يُدركونها فيها إدراكًا ذوقيًّا مباشرًا. يعني ليس ماديا، فيوضح المؤلف بأن في هذا المطلب تتمثَّل الحياة عندهم ومن أجله يبذلون كل عزيز لديهم بما في ذلك أرواحهم، ونتيجتها أن لاقى كثير من المتصوفة حتفهم شنقًا أو صلبًا أو إحراقًا، فإن تاريخ الإنسانية حافلٌ بالكثير من هذه الأمثلة، كما يؤكد المؤلف. إذن، ما هو التصوف في حقيقة امره؟. يقول المؤلف: التصوُّف في جوهره «حالٌ» أو «تجربةٌ روحية ......
#العلا
#عفيفي:
#التصوف
#الثورة
#الروحية
#الاسلام

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692553