فتحي البوزيدي : تناسخُ أرواحٍ
#الحوار_المتمدن
#فتحي_البوزيدي [مدخل: تهويمات بين الأرواح التي سكنت الكلاب, و الهلال, و النّجوم, و الزّهور, و الملح, و الزّبد, و برجَ خديجة...]___________________________أعداد الكلاب السّائبة -في بلادنا- كثيرة.أؤمن جيّدا بتناسخ الأرواح!أؤمن خاصّة أنّ ارتداءَ جلدِ كلب أفضلُ من كلّ أحلامنا الممزّقة!رأيتُ في المزبلة مواطنا يعوي جوعا..رأيتُ آخرَ ينبح خوفا..رأيت أيضا مواطنا يحرّك ذيله مرحّبا بسيّده.وحدها أرواح الأمّهات تنتقل إلى السّماء:الهلالُ –مَثَلاً- ظَهْرُ أمٍّ انحنى من جمع ثمن الموت لابنها.زورق الهجرة يشقّ جرحا مِن ضفّة المهديّة* إلى ضفّة لامبيدوزا*.مسافة الرّحيل لا تكفيها:(إبرةٌ معقّفة,خيوطٌ طبّية,..)Anti-cicatriceمرهمُلتقطيب أثرِ جرحٍ يمتدّمن جنوب المتوسّطإلى شَماله.دمعُ الأمّهات نجومٌ تنثر النّور مثل زهور على وجه الماء.يقول الفراعنة:"القرنفل,الرّيحان,عطر البكاء..يذكّر الموتى برائحة الحياة"لكنّي أظنّ أنّالزّهرةَتؤلم جثّةَ مهاجر غير شرعيّ,مثلما تؤلمه رصاصةُ شرطيّ أيقظت مواطنًا كلبًا من موته.جثّةُ المهاجر –إذن-لا تحبّ رائحة الحياة..لا تحبّ أن تتعثّر بالدّمع,بالزّهر,بالنّجوم حين تطفو النّهاية على سطح الماء.الموتُ يشفيك من الذّاكرة,يستأصل أورام أحزانك اليوميّة.المساءُ مِشرطٌ يكتب على وجهك صمتا يشبه نارا باردة.أمّك المصابة بضغط الدّمنَصَحتْها جارتُها أن تقتلع شجرة مِسكِ اللّيل* الّتي زرعَتْها بأغصانِ أعصابِها.ولأنّ أمَّكَ وردةٌ تقف بِسَاقِها المبتورة في كأسِ ماءٍ,فضّلتْ العطرَ على الحياة.أمّك مثل كلّ أمّهات المهاجرين الفقراءتظنّ أنّ فانوس قلبها لم يعد له من الزّيت ما يكفي ليضيءَ!بما أنّها تعتقد أنّ مسك الليل زهرةٌ تضمّد الظّلام بالعطر,لم تتردّد في إشعالِ دمها. بعد كلّ هذا لم أجد من يصدّقني و أنا أفسّر[كثرةَ الكلاب السائبة,انحناءَ ظهور الأمّهات في السّماء,الدّمعةَ التي صارت نجمة,النّجمةَ الّتي صارت زهرة على وجه البحر,شجرةَ الياسمين التي نبتت من عظام أبي ربّما.]بتناسخ الأرواح!رغم كلّ التّكذيب مازلتُ مصرّا:[على حَفْر بحر الشابّة* بالمهديّة,على تذوّق رمل الشّاطئ بِطَرفِ لساني,على سكب ماء عيني الأبيض في الغيوم..]بحثا عن سرّ انتظار عاشقة لحبيبها المهاجر.و بما أنّني أؤمن جيّدا بتناسخ الأرواح,أظنّ أنّخديجةَ*تركتْ باب البرج* مواربا لتلتحق بها كلّ العاشقات!الآلهة أيضا تترك الأبواب مفتوحةًلِيَزورَنا الرّاحلون,لتسكن الأرواح أجسادا جديدة,لتمتلئ آنية الطّين بما يناسبها:من الماء,من الهواء,من التّراب,من النّار.روح حبيبتك صارتطائرا بحريّا,ملحا..ينتظر الزّبد..ينتظر المهاجر.خديجةُ تضفر الشيبَنوارسَ.تمشط حقولَ الملح بعينيها.و الزّبدُ أصابعُ الغريقتداعب خصلةً من شعرها بطول أسوار البرج..بطول الغياب و الانتظار.هكذاأؤمن جيّدا أنّ المواطنَ الكلبَتَبْكيه أمُّه في السّماء..تضفر حبيبتُه الشّيبَ نوارسَ.و تمشط حقول الملح بعينيهاإلى أن يعود.هوامش:*المهديّة: منطقة ساحليّة بالبلاد التونسية تعتبر من أهمّ المناطق التي ينطلق منها المهاجرون غير الشرعيين نحو أروبا*الشابّة: منطقة تتبع إداريّا منطقة المه ......
#تناسخُ
#أرواحٍ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683915
#الحوار_المتمدن
#فتحي_البوزيدي [مدخل: تهويمات بين الأرواح التي سكنت الكلاب, و الهلال, و النّجوم, و الزّهور, و الملح, و الزّبد, و برجَ خديجة...]___________________________أعداد الكلاب السّائبة -في بلادنا- كثيرة.أؤمن جيّدا بتناسخ الأرواح!أؤمن خاصّة أنّ ارتداءَ جلدِ كلب أفضلُ من كلّ أحلامنا الممزّقة!رأيتُ في المزبلة مواطنا يعوي جوعا..رأيتُ آخرَ ينبح خوفا..رأيت أيضا مواطنا يحرّك ذيله مرحّبا بسيّده.وحدها أرواح الأمّهات تنتقل إلى السّماء:الهلالُ –مَثَلاً- ظَهْرُ أمٍّ انحنى من جمع ثمن الموت لابنها.زورق الهجرة يشقّ جرحا مِن ضفّة المهديّة* إلى ضفّة لامبيدوزا*.مسافة الرّحيل لا تكفيها:(إبرةٌ معقّفة,خيوطٌ طبّية,..)Anti-cicatriceمرهمُلتقطيب أثرِ جرحٍ يمتدّمن جنوب المتوسّطإلى شَماله.دمعُ الأمّهات نجومٌ تنثر النّور مثل زهور على وجه الماء.يقول الفراعنة:"القرنفل,الرّيحان,عطر البكاء..يذكّر الموتى برائحة الحياة"لكنّي أظنّ أنّالزّهرةَتؤلم جثّةَ مهاجر غير شرعيّ,مثلما تؤلمه رصاصةُ شرطيّ أيقظت مواطنًا كلبًا من موته.جثّةُ المهاجر –إذن-لا تحبّ رائحة الحياة..لا تحبّ أن تتعثّر بالدّمع,بالزّهر,بالنّجوم حين تطفو النّهاية على سطح الماء.الموتُ يشفيك من الذّاكرة,يستأصل أورام أحزانك اليوميّة.المساءُ مِشرطٌ يكتب على وجهك صمتا يشبه نارا باردة.أمّك المصابة بضغط الدّمنَصَحتْها جارتُها أن تقتلع شجرة مِسكِ اللّيل* الّتي زرعَتْها بأغصانِ أعصابِها.ولأنّ أمَّكَ وردةٌ تقف بِسَاقِها المبتورة في كأسِ ماءٍ,فضّلتْ العطرَ على الحياة.أمّك مثل كلّ أمّهات المهاجرين الفقراءتظنّ أنّ فانوس قلبها لم يعد له من الزّيت ما يكفي ليضيءَ!بما أنّها تعتقد أنّ مسك الليل زهرةٌ تضمّد الظّلام بالعطر,لم تتردّد في إشعالِ دمها. بعد كلّ هذا لم أجد من يصدّقني و أنا أفسّر[كثرةَ الكلاب السائبة,انحناءَ ظهور الأمّهات في السّماء,الدّمعةَ التي صارت نجمة,النّجمةَ الّتي صارت زهرة على وجه البحر,شجرةَ الياسمين التي نبتت من عظام أبي ربّما.]بتناسخ الأرواح!رغم كلّ التّكذيب مازلتُ مصرّا:[على حَفْر بحر الشابّة* بالمهديّة,على تذوّق رمل الشّاطئ بِطَرفِ لساني,على سكب ماء عيني الأبيض في الغيوم..]بحثا عن سرّ انتظار عاشقة لحبيبها المهاجر.و بما أنّني أؤمن جيّدا بتناسخ الأرواح,أظنّ أنّخديجةَ*تركتْ باب البرج* مواربا لتلتحق بها كلّ العاشقات!الآلهة أيضا تترك الأبواب مفتوحةًلِيَزورَنا الرّاحلون,لتسكن الأرواح أجسادا جديدة,لتمتلئ آنية الطّين بما يناسبها:من الماء,من الهواء,من التّراب,من النّار.روح حبيبتك صارتطائرا بحريّا,ملحا..ينتظر الزّبد..ينتظر المهاجر.خديجةُ تضفر الشيبَنوارسَ.تمشط حقولَ الملح بعينيها.و الزّبدُ أصابعُ الغريقتداعب خصلةً من شعرها بطول أسوار البرج..بطول الغياب و الانتظار.هكذاأؤمن جيّدا أنّ المواطنَ الكلبَتَبْكيه أمُّه في السّماء..تضفر حبيبتُه الشّيبَ نوارسَ.و تمشط حقول الملح بعينيهاإلى أن يعود.هوامش:*المهديّة: منطقة ساحليّة بالبلاد التونسية تعتبر من أهمّ المناطق التي ينطلق منها المهاجرون غير الشرعيين نحو أروبا*الشابّة: منطقة تتبع إداريّا منطقة المه ......
#تناسخُ
#أرواحٍ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683915
الحوار المتمدن
فتحي البوزيدي - تناسخُ أرواحٍ
فلورنس غزلان : أرواح الأبواب :
#الحوار_المتمدن
#فلورنس_غزلان أرواح الأبواب:ــللسماء أبوابها، للأرض أبوابها، للبيوت أبوابها للفجائع أبواب كما للخراب مفاتيح . للسفن أبواب تفتح على الريح والبحر...تلعق الملح لتجف ثقوبها...للحدود أبواب، وللمدن أبواب بعضها يفتح عنوة وبعضها يُغلق عنوة.للقلوب أبواب وللأرواح أبواب بعضها يتسع ويستوعب للكثير، وبعضها يوصد بوجه القليل.للبساتين والحقول أبواب ...وللبيادر كذلك ...تستوعب القمح والثمار وتلتهمها الحرائق...تئن بصمت.للأبوة باب وللأمومة أبواب ...أقفالها مفتوحة باتجاه الأولاد...إنما يُغلَق بعضها دونَهم. للرغبات أبواب ، للفرح وللحزن أبواب وللمحبة كذلك...للمستحيل أبواب إن عرفنا أين ومتى نصل لمفاتيحهلأسوار القصور أبواب كما لأسوار السجون...لكن أقفالها لاتفتح إلا بإرادة الحرية.للزمن أبواب...علينا أن نصفقها بوجهه حين يوغل في ظلمه وظلامه.للموت أبواب صنعها العسف ، سَهَلَّ وسيلتها السلاح وجندها الطغاة.اعتصموا بأبوابكم ... ولا تنصرفوا عنها ، استمعوا لأرواحها وصمتها ....فهي من يعرفكم ويحمي أسراركم .فلورنس غزلان ــ باريس 20/08/2020 ......
#أرواح
#الأبواب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689153
#الحوار_المتمدن
#فلورنس_غزلان أرواح الأبواب:ــللسماء أبوابها، للأرض أبوابها، للبيوت أبوابها للفجائع أبواب كما للخراب مفاتيح . للسفن أبواب تفتح على الريح والبحر...تلعق الملح لتجف ثقوبها...للحدود أبواب، وللمدن أبواب بعضها يفتح عنوة وبعضها يُغلق عنوة.للقلوب أبواب وللأرواح أبواب بعضها يتسع ويستوعب للكثير، وبعضها يوصد بوجه القليل.للبساتين والحقول أبواب ...وللبيادر كذلك ...تستوعب القمح والثمار وتلتهمها الحرائق...تئن بصمت.للأبوة باب وللأمومة أبواب ...أقفالها مفتوحة باتجاه الأولاد...إنما يُغلَق بعضها دونَهم. للرغبات أبواب ، للفرح وللحزن أبواب وللمحبة كذلك...للمستحيل أبواب إن عرفنا أين ومتى نصل لمفاتيحهلأسوار القصور أبواب كما لأسوار السجون...لكن أقفالها لاتفتح إلا بإرادة الحرية.للزمن أبواب...علينا أن نصفقها بوجهه حين يوغل في ظلمه وظلامه.للموت أبواب صنعها العسف ، سَهَلَّ وسيلتها السلاح وجندها الطغاة.اعتصموا بأبوابكم ... ولا تنصرفوا عنها ، استمعوا لأرواحها وصمتها ....فهي من يعرفكم ويحمي أسراركم .فلورنس غزلان ــ باريس 20/08/2020 ......
#أرواح
#الأبواب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689153
الحوار المتمدن
فلورنس غزلان - أرواح الأبواب :