هدى يونس : حفيد كلب الزعيم
#الحوار_المتمدن
#هدى_يونس صعدت ثلاث درجات سلم جرانيت إزدحم بطين متجمد ونفايات..عبرت من شق مفتوح للبوابة الأولى وسرت ..ودخلت من البوابة المفتوحة..عند رؤيتى قالت :"تخيلى التفتيش حضر الساعة الواحدة والنصف ، والعاملون يجمعون أشيائهم للإنصراف ، عمومًا اليوم عندى غلق ولن أغادر المتحف إلا فى الثالثة ". أعطتنى كوبًا ساخنًا من الشاى وتركتنى فى حديقته كعادتى.. حملت كوبى أدفئ برودة يداى ، نزلت درجات السلم ، سرت فى الممر حتى وصلت أمام سور البوابة الخلفية العملاقة والمغلقة بقفل صدئ ملفوف بكيس بلاستيك مترب ذكرنى بأقفال مقابر قريتى الجديدة .. الجزء الخلفى لمبنى المتحف مغلق ببابين خشبين تأكلا من الشمس والرطوبة، والجزء العلوى تهشم أثناء سرقة المبنى فى ثورة يناير، وأغلق بقطع خشبية ذكرتنى بعشش دواجن الجزء الخلفى لبيت جدى . ***مررت على ألواح الرخام الخمسة.. التى تغطى سلم مقبرة الزعيم، باتجاه شروق الشمس . جلست على أول جزء من سور سلم الأبواب الخلفية المواجهه للبوابة بعد تهشم عرائسه الأسمنتية التى زينته .. نفس الوحدة ظلت باقية سالمة أعلى الشباك المشغول بالحديد بارتفاعه الكبير ، وسمح للضلف الأرابيسكية خلفه الإعلان عن شكواها من الأهمال ولم تستسلم . أرى القلعة وزائريها تحولوا إلى رايات ملونة تتحرك عن بعد ، بقى الأثر واختفى أصحابه ومن شيدوه .تقدم ببطئ إلى مكانى ونظر رافعًا رأسه، تراجع ووصل إلى سور البوابة . الإبن المرافق له إقترب منى أكثر بلونه الكالح وملامح التطفل وتسول السوقية، أشحت بوجهى كى يبعد، ابتعد ثم اقترب اكثر، أشحت بيدى، لم يهتم وهز جسده فتطايرت أتربة وشعر لوثت ملابسى السوداء .وأنا أزيح ما لوثنى إقترب وكاد يتمسح فى ملابسى، أشحت بصوت غاضب أبعده ..لم يتحرك، حاول، وحاول، تيقن من رفضى وإنصرف المتسول . ولم يتبقى غيرى وغيره !!ملامح كبرياء نمر، خطوه ثقة وهدوء، حين التفتُ إليه نظر بعينين يملأهما حزن عتاب وتركنى!! تساءلت كيف لم أنتبه له فى زياراتى السابقة!! . أتأمل جداران القلعة الشاهقة ، وما يظهر على البعد تتابعه عيناى .. والعقل مشغول بنظرات صاحب الكبرياء !! . لا أعلم سر استيلائه على فكرى ؟عند وضع كوب الشاى الفارغ على الدرجة الأعلى .. رأيته نائمًا على درجة السلم الموازى للسور الذى أجلس عليه، ابتسمت وقلت : متى حضرت ؟فتح عينه ونظر بتركيز، ورأسه فوق أقدامه الأمامية، لم تطرف العيون الباحثة عن توصيف الحالة ولم أصل !! تأكدت من لون عينيه التى تشبه لون فرائه "الأوكر" اللامع..قلت : وبعدين؟ : رفع رأسه قليلًا بنفس النظرة !! : تنهدت.. : أغمض عينيه.. بعد أن إطمئن لمتابعتى .. عند سماع خطو بالشارع يفتح عينيه ويستطلع !!إنتبهت إلى اكثر من مجرى أسود أسفل العينين ملتصقًا بالجلد، ويؤكد لون العينين.. تتسلل ريح بين الأوراف تتحول لزوبعة وتنفض، ساكن هو ويشدنى إليه لماذا ..لست أدرى !!فترة غلق عينيه كانت بداية حوار أثناء نومه المتقطع، عرفت أنه الحفيد الشرعى لكلب الزعيم ، الذى عاصر معاناته مع المحتل ، ولازمه أثناء إعداد خطبه وخططه، وحالات تألقه ويأسه . جده سكن مع الزعيم فى الجمالية، وبعد موت الزعيم ترك البيت وسكن الشارع ، وعاد إلى هنا حيث دفن . وقبل اختفاء الجد ظل يحفر جوار القبر مكانًا يتسع نومته وردم ما حفره ، ولم يعلموا عنه شيئًا !! تواردت أقوال أن جدة جدتى اكدت أننى أحمل ملامحه وطباعه . الغريب ما يحدث لى ، أحيانًا يختلط الأمر ويتداخل وأن ما سمعته عشته . ......
#حفيد
#الزعيم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686387
#الحوار_المتمدن
#هدى_يونس صعدت ثلاث درجات سلم جرانيت إزدحم بطين متجمد ونفايات..عبرت من شق مفتوح للبوابة الأولى وسرت ..ودخلت من البوابة المفتوحة..عند رؤيتى قالت :"تخيلى التفتيش حضر الساعة الواحدة والنصف ، والعاملون يجمعون أشيائهم للإنصراف ، عمومًا اليوم عندى غلق ولن أغادر المتحف إلا فى الثالثة ". أعطتنى كوبًا ساخنًا من الشاى وتركتنى فى حديقته كعادتى.. حملت كوبى أدفئ برودة يداى ، نزلت درجات السلم ، سرت فى الممر حتى وصلت أمام سور البوابة الخلفية العملاقة والمغلقة بقفل صدئ ملفوف بكيس بلاستيك مترب ذكرنى بأقفال مقابر قريتى الجديدة .. الجزء الخلفى لمبنى المتحف مغلق ببابين خشبين تأكلا من الشمس والرطوبة، والجزء العلوى تهشم أثناء سرقة المبنى فى ثورة يناير، وأغلق بقطع خشبية ذكرتنى بعشش دواجن الجزء الخلفى لبيت جدى . ***مررت على ألواح الرخام الخمسة.. التى تغطى سلم مقبرة الزعيم، باتجاه شروق الشمس . جلست على أول جزء من سور سلم الأبواب الخلفية المواجهه للبوابة بعد تهشم عرائسه الأسمنتية التى زينته .. نفس الوحدة ظلت باقية سالمة أعلى الشباك المشغول بالحديد بارتفاعه الكبير ، وسمح للضلف الأرابيسكية خلفه الإعلان عن شكواها من الأهمال ولم تستسلم . أرى القلعة وزائريها تحولوا إلى رايات ملونة تتحرك عن بعد ، بقى الأثر واختفى أصحابه ومن شيدوه .تقدم ببطئ إلى مكانى ونظر رافعًا رأسه، تراجع ووصل إلى سور البوابة . الإبن المرافق له إقترب منى أكثر بلونه الكالح وملامح التطفل وتسول السوقية، أشحت بوجهى كى يبعد، ابتعد ثم اقترب اكثر، أشحت بيدى، لم يهتم وهز جسده فتطايرت أتربة وشعر لوثت ملابسى السوداء .وأنا أزيح ما لوثنى إقترب وكاد يتمسح فى ملابسى، أشحت بصوت غاضب أبعده ..لم يتحرك، حاول، وحاول، تيقن من رفضى وإنصرف المتسول . ولم يتبقى غيرى وغيره !!ملامح كبرياء نمر، خطوه ثقة وهدوء، حين التفتُ إليه نظر بعينين يملأهما حزن عتاب وتركنى!! تساءلت كيف لم أنتبه له فى زياراتى السابقة!! . أتأمل جداران القلعة الشاهقة ، وما يظهر على البعد تتابعه عيناى .. والعقل مشغول بنظرات صاحب الكبرياء !! . لا أعلم سر استيلائه على فكرى ؟عند وضع كوب الشاى الفارغ على الدرجة الأعلى .. رأيته نائمًا على درجة السلم الموازى للسور الذى أجلس عليه، ابتسمت وقلت : متى حضرت ؟فتح عينه ونظر بتركيز، ورأسه فوق أقدامه الأمامية، لم تطرف العيون الباحثة عن توصيف الحالة ولم أصل !! تأكدت من لون عينيه التى تشبه لون فرائه "الأوكر" اللامع..قلت : وبعدين؟ : رفع رأسه قليلًا بنفس النظرة !! : تنهدت.. : أغمض عينيه.. بعد أن إطمئن لمتابعتى .. عند سماع خطو بالشارع يفتح عينيه ويستطلع !!إنتبهت إلى اكثر من مجرى أسود أسفل العينين ملتصقًا بالجلد، ويؤكد لون العينين.. تتسلل ريح بين الأوراف تتحول لزوبعة وتنفض، ساكن هو ويشدنى إليه لماذا ..لست أدرى !!فترة غلق عينيه كانت بداية حوار أثناء نومه المتقطع، عرفت أنه الحفيد الشرعى لكلب الزعيم ، الذى عاصر معاناته مع المحتل ، ولازمه أثناء إعداد خطبه وخططه، وحالات تألقه ويأسه . جده سكن مع الزعيم فى الجمالية، وبعد موت الزعيم ترك البيت وسكن الشارع ، وعاد إلى هنا حيث دفن . وقبل اختفاء الجد ظل يحفر جوار القبر مكانًا يتسع نومته وردم ما حفره ، ولم يعلموا عنه شيئًا !! تواردت أقوال أن جدة جدتى اكدت أننى أحمل ملامحه وطباعه . الغريب ما يحدث لى ، أحيانًا يختلط الأمر ويتداخل وأن ما سمعته عشته . ......
#حفيد
#الزعيم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686387
الحوار المتمدن
هدى يونس - حفيد كلب الزعيم