الكبير الداديسي : -وفاء الحمار-: مقطع من رواية انتقام يناير
#الحوار_المتمدن
#الكبير_الداديسي ، كنت أشعر بأني سأفقدك يوما، لكن ليس بهذه السرعة... بليدة أنا كان خوفي يدفعني لأمنعك من أشياء تحبينها... كم مرة منعتك من ركوب الحمار أنا التي قضيت مدة ليست بالقليلة من طفولتي على ظهر الحمار الأزرق في وقت كان الحمار أساس الوجود: فلا ماء ولا أكل ولا تعمير بل ولا حياة.... دون الحمار: منابع المياه بعيدة، السوق أبعد... كان الحمار معلمي الثاني بعد الأب... وتفوق على كافة المعلمين في إفهامي معنى وقواعد التوازن... فهو من علمني كيفية التحكم في كتلة الجسد وربط الكتـلة بالسرعة، وكيفية الحفاظ على توازن كفتي (الشواري) في كل حمل... لو كان الجزاء والعقاب بحسب العمل لسبق حمارنا الأزرق كثيرا من الناس إلى الجنة، وإذا كان ( العمل عبادة ) لوجب اعتبار الحمار الأزرق راهبا بل كبير العباد والنساك.. تساءلت وأنا على ظهره يوما: هل الحمار يعرف أن لهذا الوجود إلها؟؟ وأن هذا الإله خلق كل هذا الوجود في ستة أيام؟؟ الحمار الأزرق - كما باقي الحمير – لا يبالي بمن حوله وبمن يفكر ويتكلم، لأنه لا يعرف إلا العمل... كان كالبسطاء من الناس مخلصا، صبورا وواثقا من نفسه، كان حكيما يعمل ولا ينتظر مدحا أو إطراء... لم يكن كالمتعلمين والمفكرين الذين تملأ الشكوك عقولهم فيترددون ويندمون، جنس الحمير لا يعرف الندم: أطل الحمار على الجنة وفضل الانسحاب فبقي محيط أفواه الحمير أبيض شاهدا على رفضه دخول الجنة لأنه أبى اقتحام مكان يجهله، ولم يندم يوما على فعله، ولا لامه أحفاده على تراجعه، بينما لم يتردد أحفاد آدم من لوم جدهم على أكله من الشجرة...لا زلت أتذكر كيف وثق والدي بالحمار ولم يثق بعمي ليرسلنـي معه، يوم رافقته إلى الحقول البعيدة المترامية خلف الجبال، قضى سحابة يومه خلف الحمار الذي لم يتوان لحظة في جر المحراث الخشبي... قبيل الغروب عاد عمي إلى الدوار ولم يطلب مني أبي مرافقته، وانتظر حتى نامت الشمس وجرت على الفضاء غطاءها الأسود، ليضعني على ظهر الحمار وأنا بالكاد أشرف على عامي السادس في مثل سنك عاربة، وقال لي:- تمسكي بالبردعة جيدا يا فاطمة، الحمار سيوصلك إلى البيت إنه أصيل... الحمير لا تنسى الطريق.لكز أبي الحمار، ولم يخطر بباله قط أن الحمار سيخلف وعده، ورآه يسير وفق ما يريد ملتزما بالممر الذي رسم بين الحقول حتى ذاب وسط الظلام، وبعد آذان العشاء كان واقفا بالمربط، وأنا نائمة كقربة ماء نصف ممتلئة على ظهره، وفي الصباح أخبرتني أمي كيف أن الحمار ظل واقفا قرب الدكة المجاورة للمربط حتى انتشلتني من على ظهره.... وأكدت لي ما كان يكرره أبي من أن الحمار يعمل دون أن ينتظر مكافأة من أحد، بل ودون أن يرجى ثوابا بعد الحياة الدنيا، والناس لولا العقاب والجزاء المنتظر كفروا.... لذلك كان أبي يجزي الحمار ويفكر فيه باستمرار: يجب إعداد أكله، قبل إطعام الأطفال، والاطمئنان على مبيته قبل سقوط الظلام على البلاد والعباد، في سنوات القحط يفضله علينا فيتجاوز ما يُصرف على الحمار ما يُصرف على العائلة برمتها... تبن وعلف يكلِّفان خمسين درهما في الأسبوع. في وقت كنا نكتفي بالاجتماع حول كؤوس الشاي وقطع الخبز الأسود ليلا، وجبة الغذاء لم تكن تكلف شيئا من المال: كل ما كنا نأكله إنتاج محلي لا يكلف إلا بعض الجهد في مرحلة الغرس والحرث وللحمار النصيب الأوفر فيه.. ......
#-وفاء
#الحمار-:
#مقطع
#رواية
#انتقام
#يناير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675929
#الحوار_المتمدن
#الكبير_الداديسي ، كنت أشعر بأني سأفقدك يوما، لكن ليس بهذه السرعة... بليدة أنا كان خوفي يدفعني لأمنعك من أشياء تحبينها... كم مرة منعتك من ركوب الحمار أنا التي قضيت مدة ليست بالقليلة من طفولتي على ظهر الحمار الأزرق في وقت كان الحمار أساس الوجود: فلا ماء ولا أكل ولا تعمير بل ولا حياة.... دون الحمار: منابع المياه بعيدة، السوق أبعد... كان الحمار معلمي الثاني بعد الأب... وتفوق على كافة المعلمين في إفهامي معنى وقواعد التوازن... فهو من علمني كيفية التحكم في كتلة الجسد وربط الكتـلة بالسرعة، وكيفية الحفاظ على توازن كفتي (الشواري) في كل حمل... لو كان الجزاء والعقاب بحسب العمل لسبق حمارنا الأزرق كثيرا من الناس إلى الجنة، وإذا كان ( العمل عبادة ) لوجب اعتبار الحمار الأزرق راهبا بل كبير العباد والنساك.. تساءلت وأنا على ظهره يوما: هل الحمار يعرف أن لهذا الوجود إلها؟؟ وأن هذا الإله خلق كل هذا الوجود في ستة أيام؟؟ الحمار الأزرق - كما باقي الحمير – لا يبالي بمن حوله وبمن يفكر ويتكلم، لأنه لا يعرف إلا العمل... كان كالبسطاء من الناس مخلصا، صبورا وواثقا من نفسه، كان حكيما يعمل ولا ينتظر مدحا أو إطراء... لم يكن كالمتعلمين والمفكرين الذين تملأ الشكوك عقولهم فيترددون ويندمون، جنس الحمير لا يعرف الندم: أطل الحمار على الجنة وفضل الانسحاب فبقي محيط أفواه الحمير أبيض شاهدا على رفضه دخول الجنة لأنه أبى اقتحام مكان يجهله، ولم يندم يوما على فعله، ولا لامه أحفاده على تراجعه، بينما لم يتردد أحفاد آدم من لوم جدهم على أكله من الشجرة...لا زلت أتذكر كيف وثق والدي بالحمار ولم يثق بعمي ليرسلنـي معه، يوم رافقته إلى الحقول البعيدة المترامية خلف الجبال، قضى سحابة يومه خلف الحمار الذي لم يتوان لحظة في جر المحراث الخشبي... قبيل الغروب عاد عمي إلى الدوار ولم يطلب مني أبي مرافقته، وانتظر حتى نامت الشمس وجرت على الفضاء غطاءها الأسود، ليضعني على ظهر الحمار وأنا بالكاد أشرف على عامي السادس في مثل سنك عاربة، وقال لي:- تمسكي بالبردعة جيدا يا فاطمة، الحمار سيوصلك إلى البيت إنه أصيل... الحمير لا تنسى الطريق.لكز أبي الحمار، ولم يخطر بباله قط أن الحمار سيخلف وعده، ورآه يسير وفق ما يريد ملتزما بالممر الذي رسم بين الحقول حتى ذاب وسط الظلام، وبعد آذان العشاء كان واقفا بالمربط، وأنا نائمة كقربة ماء نصف ممتلئة على ظهره، وفي الصباح أخبرتني أمي كيف أن الحمار ظل واقفا قرب الدكة المجاورة للمربط حتى انتشلتني من على ظهره.... وأكدت لي ما كان يكرره أبي من أن الحمار يعمل دون أن ينتظر مكافأة من أحد، بل ودون أن يرجى ثوابا بعد الحياة الدنيا، والناس لولا العقاب والجزاء المنتظر كفروا.... لذلك كان أبي يجزي الحمار ويفكر فيه باستمرار: يجب إعداد أكله، قبل إطعام الأطفال، والاطمئنان على مبيته قبل سقوط الظلام على البلاد والعباد، في سنوات القحط يفضله علينا فيتجاوز ما يُصرف على الحمار ما يُصرف على العائلة برمتها... تبن وعلف يكلِّفان خمسين درهما في الأسبوع. في وقت كنا نكتفي بالاجتماع حول كؤوس الشاي وقطع الخبز الأسود ليلا، وجبة الغذاء لم تكن تكلف شيئا من المال: كل ما كنا نأكله إنتاج محلي لا يكلف إلا بعض الجهد في مرحلة الغرس والحرث وللحمار النصيب الأوفر فيه.. ......
#-وفاء
#الحمار-:
#مقطع
#رواية
#انتقام
#يناير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675929
الحوار المتمدن
الكبير الداديسي - -وفاء الحمار-: مقطع من رواية انتقام يناير
محمد أبو قمر : الحمار له ذيل
#الحوار_المتمدن
#محمد_أبو_قمر في كل مرة يقوم الارهابيون فيها بعملية ذبح أو حرق أو تخريب أو تدمير ، في كل مرة من هذه الأحداث البشعة والمؤلمة يخرج علينا أحدهم بكرشه الضخم ووجه الكئيب ويقول لنا : الارهاب ملوش دين.هذه العبارة تشبه بالضبط لو قال أحد ما : الخفاش ملوش أجنحه .وأنا هنا مش عايز أثبت إن الارهاب له دين أو إن الخفاش له أجنحة ، فالأمر واضح تمام الوضوح ولا يحتاج إلي شرح أو تحليل ، ما أنا معني به في هذا البوست هو كيف تم صياغة هذه العبارة المضللة ، ومن هو صاحب المصلحة في صياغتها ، وكيف سمحنا له بأن يعاملنا كشعب من العميان وكأنه يخاطب مجموعة من البلهاء الذين يصدقون كل كلمة يتفوه بها حتي لو قال لهم : الحمار ملوش ديل.وربما تكون مداخلة الأخ الرافعي الممثل مع الاعلامي المتواضع جدا إلي درجة التهاوي تجيب علي جانب كبير من هذه الأسئلة فثقافته - كما قال هو - أزهرية ، وبناء عليه فهو لا يكفر الدواعش وغيرهم من الارهابيين امتثالا لتعاليم الأزهر بهذا الخصوص ، لكن فرج فودة بالنسبة له كافر ، فهل تكفير الارهابيين يثبت أن لهم دين؟؟!! ، وهل تكفير الارهابيين يمكن أن يطال الجميع خصوصا وأن هؤلاء الارهابيين يقرأون نفس الكتب التي قرأها الرافعي ودرسها أثناء دراسته في الأزهر علي يد أساتذة هم من رتبوا في ضميره ووجدانه هذه القناعات التي يؤمن بها الرافعي وغيره؟؟!! ، هل تمت صياغة عبارة الارهاب ليس له دين لكي لا يتم الربط بين عقائد ومرجعيات الارهابيين وعقائد ومرجعيات من صاغوا هذه العبارة ، كأن يقول لك أحد المدخنين : التدخين ليست له أضرار كي يواصل هو التدخين في وجهك وهو مطمئن؟؟!!.لا أعرف إلي متي سنأخذ كل شيء يقال لنا كأشياء غير قابلة للتفكير فيها ، لا أعرف إلي متي سنظل مفتقدين للقدرة علي طرح الأسئلة ، الارهاب له دين ، وله مرجعية ، وله عقيدة مطروحة في كتب مطروحة منها ما يتم تدريسه ومنها ما هو متاح ، والمسألة هي أننا نضع رؤوسنا في الرمال ولا نريد أن نري ليس الحقيقة فقط وإنما لا نريد أن نري إلي أي منزلق عميق نهوي.الارهاب له دين ، والخفاش له أجنحة ، والحمار له ذيل ، ونحن لنا عقل. ......
#الحمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677138
#الحوار_المتمدن
#محمد_أبو_قمر في كل مرة يقوم الارهابيون فيها بعملية ذبح أو حرق أو تخريب أو تدمير ، في كل مرة من هذه الأحداث البشعة والمؤلمة يخرج علينا أحدهم بكرشه الضخم ووجه الكئيب ويقول لنا : الارهاب ملوش دين.هذه العبارة تشبه بالضبط لو قال أحد ما : الخفاش ملوش أجنحه .وأنا هنا مش عايز أثبت إن الارهاب له دين أو إن الخفاش له أجنحة ، فالأمر واضح تمام الوضوح ولا يحتاج إلي شرح أو تحليل ، ما أنا معني به في هذا البوست هو كيف تم صياغة هذه العبارة المضللة ، ومن هو صاحب المصلحة في صياغتها ، وكيف سمحنا له بأن يعاملنا كشعب من العميان وكأنه يخاطب مجموعة من البلهاء الذين يصدقون كل كلمة يتفوه بها حتي لو قال لهم : الحمار ملوش ديل.وربما تكون مداخلة الأخ الرافعي الممثل مع الاعلامي المتواضع جدا إلي درجة التهاوي تجيب علي جانب كبير من هذه الأسئلة فثقافته - كما قال هو - أزهرية ، وبناء عليه فهو لا يكفر الدواعش وغيرهم من الارهابيين امتثالا لتعاليم الأزهر بهذا الخصوص ، لكن فرج فودة بالنسبة له كافر ، فهل تكفير الارهابيين يثبت أن لهم دين؟؟!! ، وهل تكفير الارهابيين يمكن أن يطال الجميع خصوصا وأن هؤلاء الارهابيين يقرأون نفس الكتب التي قرأها الرافعي ودرسها أثناء دراسته في الأزهر علي يد أساتذة هم من رتبوا في ضميره ووجدانه هذه القناعات التي يؤمن بها الرافعي وغيره؟؟!! ، هل تمت صياغة عبارة الارهاب ليس له دين لكي لا يتم الربط بين عقائد ومرجعيات الارهابيين وعقائد ومرجعيات من صاغوا هذه العبارة ، كأن يقول لك أحد المدخنين : التدخين ليست له أضرار كي يواصل هو التدخين في وجهك وهو مطمئن؟؟!!.لا أعرف إلي متي سنأخذ كل شيء يقال لنا كأشياء غير قابلة للتفكير فيها ، لا أعرف إلي متي سنظل مفتقدين للقدرة علي طرح الأسئلة ، الارهاب له دين ، وله مرجعية ، وله عقيدة مطروحة في كتب مطروحة منها ما يتم تدريسه ومنها ما هو متاح ، والمسألة هي أننا نضع رؤوسنا في الرمال ولا نريد أن نري ليس الحقيقة فقط وإنما لا نريد أن نري إلي أي منزلق عميق نهوي.الارهاب له دين ، والخفاش له أجنحة ، والحمار له ذيل ، ونحن لنا عقل. ......
#الحمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677138
الحوار المتمدن
محمد أبو قمر - الحمار له ذيل