طارق حربي : يوميّات مضيق الرمال 4
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميّات مضيق الرمال4كورونا والعيد الوطني النرويجي.كَتَبَتِ النرويجُ دستورَها في سنة 1814، واسْتُهِلَّ بعبارة (بفضل الله وعلى دستور المملكة) لكن حُذِفَ بعد فترة قصيرة، بعد ثلاثة قرون من الاحتلال الدنماركي شبه الكلي لها، وتَقرَّرَ أن يكون يوم كتابة الدستور، عيداً وطنياً. يحتفل الشعب النرويجي والأجانب بذلك اليوم، رافلين بأبهى الحلل، رافعين الورود وملوحينَ بالأعلام الصغيرة، وتمرُّ مجموعات المدارس والشركات والموظفون والعمال وكل فئات الشعب، تحت شرفة القصر الملكي، حيثُ تقف العائلة الملكية وتُحيّي الشعب لساعات طويلة، الملك (من أصول دنماركية ومواليد سنة 1937 ، وتُوِّجَ ملكاً للنرويج في سنة 1991) لا يحكم في الملكية الدستورية، لكنه يعتبر رمزاً للمملكة النرويجية.لم تشهد النرويج منذ الاحتلال الألماني لها في سنة 1940، مثل هذه الأعداد القليلة من المواطنين المحتفلين بالعيد الوطني. أعداد قليلة جداً تجمعتْ في مركز المدينة الخالي. يبقى الناس في منازلهم والحكومة تؤدي لهم رواتبهم عبر البنوك. دفعاً لتفشي الفيروس عبر تداول النقود المعدنية والورقية، أصبح الدفع بالبطاقة الإئتمانية. أما السلام في الشوارع والأسواق فبالكوع والقدم! مصحوباً بالضحك، على قدر الفيروس المحتوم على العالم كله!فبعدما أصاب أكثر من خمسة ملايين إنساناً في أرجاء العالم المختلفة، وحصد أرواح 328211 حتى كتابة هذه السطور، قررتِ الحكومة النرويجية الغاء الاحتفال بالعيد الوطني لهذه السنة. أوصتْ بأن يكون مقتصراً على نطاق ضيّق، يُراعى فيه مسألة التباعد الاجتماعي. وأن تكون العطلة الصيفية (حزيران وتموز وآب)، في داخل النرويج لا في خارجها! وتلك لعمري أقوى ضربة وُجهتْ إلى السائح النرويجي، الذي ينتظر بشغف حلول فصل الصيف، فيقبض ما قسَمتْ له الحكومة بالعدل، ما استقطعتْ من مُرتَّبِهِ الشهري وادَّخرته، لتؤدِّيه له سنوياً، فيستمتع بعطلته الصيفية في أي بلد يشاء!حَطَّمَ كورونا آمال الشعب النرويجي في هذه السنة، في ردِّ جميل الحكومة، عبر كرنفال موسيقي ملون وبهيج، تُحملُ فيه باقات الورد وتُرفع الأعلام، لما هيأتْ له من رغد العيش وطمأنينته. فلمناسبة العيد اكتفى الكثير من النرويجيين في مضيق الرمال، بعدما خلتْ ساحة المدينة الرئيسة منهم، بركوب زوارقهم الخاصة المزينة بالأعلام، وقيادتها لمسافة 10 كم، في مجموعة واحدة تهادتْ بين الأمواج، أنا كنتُ بين مودّعيها المحتفلين على الشاطىء، وبدتْ كأنها زفّة عرس في أهوار العراق! حيث طافتْ لمدة ساعة بين المضائق الصغيرة والجزر الصخرية الخلابة، والسفن الثلاث الراسية المتباعدة، المتوقفة منذ ثلاثة أشهر جراء الفيروس اللعين، عن مغادرة الشواطىء النرويجية إلى السويدية في ثلاث رحلات يومية!وبدا لي أن النرويج حكيمة في تدابيرها في مواجهة الجائحة، حيث لم يمتْ فيها حتى كتابة هذه السطور سوى 234، وهو عدد ضئيل قياساً بعشرات الآلاف من الضحايا في ايطاليا وأسبانيا والولايات المتحدة وإيران وغيرها! أُعيدتِ الحياة بالتدريج، ففي 20 نيسان أُعيد افتتاح رياض الأطفال وصالونات الحلاقة وعيادات الطب النفسي، وبعد أسبوع أُعيد التلاميذ من الصف الأول إلى الرابع إلى مدارسهم. انحسر كورونا حتى أن آخر احصائية ذكرتْ، خلوَّ تسعة بلديات من كل عشرة من الإصابات! عكس الجارة السويد، التي لم تهتم كثيراً مثل بريطانيا، بالتباعد الاجتماعي، ما أثار الكثير من النقد في الصحافة السويدية، عن فشل البلد الجار في مكافحة الفيروس، إلى درجة عدم الاهتمام بكبار السن حتى الموت! لذلك ارتفعتْ نسبة الإصابات ......
#يوميّات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678238
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميّات مضيق الرمال4كورونا والعيد الوطني النرويجي.كَتَبَتِ النرويجُ دستورَها في سنة 1814، واسْتُهِلَّ بعبارة (بفضل الله وعلى دستور المملكة) لكن حُذِفَ بعد فترة قصيرة، بعد ثلاثة قرون من الاحتلال الدنماركي شبه الكلي لها، وتَقرَّرَ أن يكون يوم كتابة الدستور، عيداً وطنياً. يحتفل الشعب النرويجي والأجانب بذلك اليوم، رافلين بأبهى الحلل، رافعين الورود وملوحينَ بالأعلام الصغيرة، وتمرُّ مجموعات المدارس والشركات والموظفون والعمال وكل فئات الشعب، تحت شرفة القصر الملكي، حيثُ تقف العائلة الملكية وتُحيّي الشعب لساعات طويلة، الملك (من أصول دنماركية ومواليد سنة 1937 ، وتُوِّجَ ملكاً للنرويج في سنة 1991) لا يحكم في الملكية الدستورية، لكنه يعتبر رمزاً للمملكة النرويجية.لم تشهد النرويج منذ الاحتلال الألماني لها في سنة 1940، مثل هذه الأعداد القليلة من المواطنين المحتفلين بالعيد الوطني. أعداد قليلة جداً تجمعتْ في مركز المدينة الخالي. يبقى الناس في منازلهم والحكومة تؤدي لهم رواتبهم عبر البنوك. دفعاً لتفشي الفيروس عبر تداول النقود المعدنية والورقية، أصبح الدفع بالبطاقة الإئتمانية. أما السلام في الشوارع والأسواق فبالكوع والقدم! مصحوباً بالضحك، على قدر الفيروس المحتوم على العالم كله!فبعدما أصاب أكثر من خمسة ملايين إنساناً في أرجاء العالم المختلفة، وحصد أرواح 328211 حتى كتابة هذه السطور، قررتِ الحكومة النرويجية الغاء الاحتفال بالعيد الوطني لهذه السنة. أوصتْ بأن يكون مقتصراً على نطاق ضيّق، يُراعى فيه مسألة التباعد الاجتماعي. وأن تكون العطلة الصيفية (حزيران وتموز وآب)، في داخل النرويج لا في خارجها! وتلك لعمري أقوى ضربة وُجهتْ إلى السائح النرويجي، الذي ينتظر بشغف حلول فصل الصيف، فيقبض ما قسَمتْ له الحكومة بالعدل، ما استقطعتْ من مُرتَّبِهِ الشهري وادَّخرته، لتؤدِّيه له سنوياً، فيستمتع بعطلته الصيفية في أي بلد يشاء!حَطَّمَ كورونا آمال الشعب النرويجي في هذه السنة، في ردِّ جميل الحكومة، عبر كرنفال موسيقي ملون وبهيج، تُحملُ فيه باقات الورد وتُرفع الأعلام، لما هيأتْ له من رغد العيش وطمأنينته. فلمناسبة العيد اكتفى الكثير من النرويجيين في مضيق الرمال، بعدما خلتْ ساحة المدينة الرئيسة منهم، بركوب زوارقهم الخاصة المزينة بالأعلام، وقيادتها لمسافة 10 كم، في مجموعة واحدة تهادتْ بين الأمواج، أنا كنتُ بين مودّعيها المحتفلين على الشاطىء، وبدتْ كأنها زفّة عرس في أهوار العراق! حيث طافتْ لمدة ساعة بين المضائق الصغيرة والجزر الصخرية الخلابة، والسفن الثلاث الراسية المتباعدة، المتوقفة منذ ثلاثة أشهر جراء الفيروس اللعين، عن مغادرة الشواطىء النرويجية إلى السويدية في ثلاث رحلات يومية!وبدا لي أن النرويج حكيمة في تدابيرها في مواجهة الجائحة، حيث لم يمتْ فيها حتى كتابة هذه السطور سوى 234، وهو عدد ضئيل قياساً بعشرات الآلاف من الضحايا في ايطاليا وأسبانيا والولايات المتحدة وإيران وغيرها! أُعيدتِ الحياة بالتدريج، ففي 20 نيسان أُعيد افتتاح رياض الأطفال وصالونات الحلاقة وعيادات الطب النفسي، وبعد أسبوع أُعيد التلاميذ من الصف الأول إلى الرابع إلى مدارسهم. انحسر كورونا حتى أن آخر احصائية ذكرتْ، خلوَّ تسعة بلديات من كل عشرة من الإصابات! عكس الجارة السويد، التي لم تهتم كثيراً مثل بريطانيا، بالتباعد الاجتماعي، ما أثار الكثير من النقد في الصحافة السويدية، عن فشل البلد الجار في مكافحة الفيروس، إلى درجة عدم الاهتمام بكبار السن حتى الموت! لذلك ارتفعتْ نسبة الإصابات ......
#يوميّات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678238
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميّات مضيق الرمال 4
طارق حربي : يوميات مضيق الرّمال 5
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمالالسيطرة على الجائحة5طارق حربيبعد وصولي إلى النرويج مع ثلاثة أشقاء لاجئين إليها في سنة 1993، حيث تم إنقاذنا من بطش النظام الفاشي في العراق، ومن خيمة مُهلهلة في الصحراء السعودية، كانتْ معرضة للتسفير إلى العراق في أي وقت، أو إلى أبشع من ذلك! انتابني حينذاك شعور من يقف على تلّ، وكل طغاة الشرق تحت نعاله! بعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ، وثلاثة أشهر على انتشار جائحة كورونا في النرويج، علا التل حتى أصبح جبلاً شاهقاً، فاعتصمنا فيه خوفاً من كوفيد 19!تمنحُ النرويج للبشر اللاجئين إليها، أماناً فريداً من نوعه، لسببين أولهما بُعدها عن مركز العالم وأزماته، وثانيهما اقتصادها الجبّار، معطوفاً على سياسة حكيمة يتصف بها زعماؤها. كيف لا وقد ظهر الفرق جلياً في تصدي النرويج للجائحة، مقارنة بجارتها السويد؟! التي استفحل فيها الفيروس حتى حصد آلاف الأرواح!هاكم آخر الاحصائيات منذ انتشار الفيروس في النرويج حتى بداية انحساره الحالات المؤكدة 8364حالات الشفاء 7727الوفيات 235انتشرت الجائحة في النرويج بتاريخ 26 شباط، وصعد مؤشر الإصابات بين شهري مارس وأبريل، وفي أول يوم نُشرتْ فيه اجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي وهو 12 آذار، توفي أول مصاب، وتشير التقارير إلى أن أولى حالات العدوى، جاءتْ من السيّاح العائدين من النمسا وإيطاليا!تعافتِ النرويج بالتدريج ولم يتأثر اقتصادها كثيراً، كيف ذاك وقد فاضتْ خيراتها يمنة ويسرة، إلى حد تخصيص صندوق سيادي للأجيال القادمة، بمبلغ 1000 مليار و60000 الف دولار، ومازالتْ تستثمر أرباح أرباح هذا الصندوق؟ربما يكون البلد النائي حيث نعتصم بجبله الشاهق، الأفضل في أوربا، بعد اعلان سلوفينيا خلوَّها من الفيروس. وصرحتِ اليونان قبل يومين، أنها مستعدة لاستقبال السيّاح الاسكندنافيين، إلا السويديين!وعلى ذكر السيّاح والسياحة، فقد تعود المواطن النرويجي المُرَفَّه أن يسافر إلى الخارج مرة أو مرتين سنوياً، وخاصة في أشهر البرد والثلج والظلام (نوفمبر- نيسان). لكن بعد انتشار الفيروس اللعين، نصحتِ الحكومة شعبها بأن تكون العطلة الصيفية هذه السنة في داخل النرويج، فهرع النرويجيون لتأجير المنازل السياحيّة في الجبال والغابات وهو ما يطلق عليه (Hytte) ، تلك المنازل منقطعة عن العالم الخارجي تقريبا. نزلتُ قبل سنوات في فندق يقع على سلسلة جبلية تقع في وسط النرويج، اصطحب الدليل مَنْ كان راغباً من النزلاء في جولة رائعة، بين الغابات والجبال الصخرية والغيوم النازلة، إلى درجة لمسها من واجهة مطعم الفندق! وخلال المسيرة التي استمرتْ ساعات شاهدنا بيوتاً عديدة متناثرة على سفوح الجبال، وسألتُ عائلة مكونة من رجل وامرأة عجوزين، عن سبب الخلوة في الجبل، فقالا بأنهما يقضيان عطلتهما منذ ثلاثين سنة في عزلتهم المحببة! بعيداً عن ضجيج المدينة وتلوثها! لكن أين هو الضجيج؟ بل أين التلوث في النرويج يا سادة يا كرام من تلوث القاهرة مثلا؟ حيث تنزل سحبه السوداء إلى الأرض أو تكاد؟ أو التلوث في اسطنبول المزدحمة بالسكان وغيرها؟ إن أعظم ما في النرويج عدا طيبة سكانها ولطفهم، هو عذوبة مائها ونقاء هوائها وجمال نسائها!النرويج التي تهرع إلى تضميد جراح بني الإنسان في كل مكان، ورأيي الثابت فيها منذ سنة 1991 حتى اليوم أنها دولة صليب أحمر، أعلنتْ بتاريخ 4 أيار على لسان رئيسة الوزراء أرنا سولبيرغ ، المساهمة بأكثر من مليار دولار، لدعم جهود تطوير لقاح ضد الفيروس، لكن ويا للأسف ذهبتْ تلك الجهود أدراج الرياح، بعدما صرح م ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678932
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمالالسيطرة على الجائحة5طارق حربيبعد وصولي إلى النرويج مع ثلاثة أشقاء لاجئين إليها في سنة 1993، حيث تم إنقاذنا من بطش النظام الفاشي في العراق، ومن خيمة مُهلهلة في الصحراء السعودية، كانتْ معرضة للتسفير إلى العراق في أي وقت، أو إلى أبشع من ذلك! انتابني حينذاك شعور من يقف على تلّ، وكل طغاة الشرق تحت نعاله! بعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ، وثلاثة أشهر على انتشار جائحة كورونا في النرويج، علا التل حتى أصبح جبلاً شاهقاً، فاعتصمنا فيه خوفاً من كوفيد 19!تمنحُ النرويج للبشر اللاجئين إليها، أماناً فريداً من نوعه، لسببين أولهما بُعدها عن مركز العالم وأزماته، وثانيهما اقتصادها الجبّار، معطوفاً على سياسة حكيمة يتصف بها زعماؤها. كيف لا وقد ظهر الفرق جلياً في تصدي النرويج للجائحة، مقارنة بجارتها السويد؟! التي استفحل فيها الفيروس حتى حصد آلاف الأرواح!هاكم آخر الاحصائيات منذ انتشار الفيروس في النرويج حتى بداية انحساره الحالات المؤكدة 8364حالات الشفاء 7727الوفيات 235انتشرت الجائحة في النرويج بتاريخ 26 شباط، وصعد مؤشر الإصابات بين شهري مارس وأبريل، وفي أول يوم نُشرتْ فيه اجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي وهو 12 آذار، توفي أول مصاب، وتشير التقارير إلى أن أولى حالات العدوى، جاءتْ من السيّاح العائدين من النمسا وإيطاليا!تعافتِ النرويج بالتدريج ولم يتأثر اقتصادها كثيراً، كيف ذاك وقد فاضتْ خيراتها يمنة ويسرة، إلى حد تخصيص صندوق سيادي للأجيال القادمة، بمبلغ 1000 مليار و60000 الف دولار، ومازالتْ تستثمر أرباح أرباح هذا الصندوق؟ربما يكون البلد النائي حيث نعتصم بجبله الشاهق، الأفضل في أوربا، بعد اعلان سلوفينيا خلوَّها من الفيروس. وصرحتِ اليونان قبل يومين، أنها مستعدة لاستقبال السيّاح الاسكندنافيين، إلا السويديين!وعلى ذكر السيّاح والسياحة، فقد تعود المواطن النرويجي المُرَفَّه أن يسافر إلى الخارج مرة أو مرتين سنوياً، وخاصة في أشهر البرد والثلج والظلام (نوفمبر- نيسان). لكن بعد انتشار الفيروس اللعين، نصحتِ الحكومة شعبها بأن تكون العطلة الصيفية هذه السنة في داخل النرويج، فهرع النرويجيون لتأجير المنازل السياحيّة في الجبال والغابات وهو ما يطلق عليه (Hytte) ، تلك المنازل منقطعة عن العالم الخارجي تقريبا. نزلتُ قبل سنوات في فندق يقع على سلسلة جبلية تقع في وسط النرويج، اصطحب الدليل مَنْ كان راغباً من النزلاء في جولة رائعة، بين الغابات والجبال الصخرية والغيوم النازلة، إلى درجة لمسها من واجهة مطعم الفندق! وخلال المسيرة التي استمرتْ ساعات شاهدنا بيوتاً عديدة متناثرة على سفوح الجبال، وسألتُ عائلة مكونة من رجل وامرأة عجوزين، عن سبب الخلوة في الجبل، فقالا بأنهما يقضيان عطلتهما منذ ثلاثين سنة في عزلتهم المحببة! بعيداً عن ضجيج المدينة وتلوثها! لكن أين هو الضجيج؟ بل أين التلوث في النرويج يا سادة يا كرام من تلوث القاهرة مثلا؟ حيث تنزل سحبه السوداء إلى الأرض أو تكاد؟ أو التلوث في اسطنبول المزدحمة بالسكان وغيرها؟ إن أعظم ما في النرويج عدا طيبة سكانها ولطفهم، هو عذوبة مائها ونقاء هوائها وجمال نسائها!النرويج التي تهرع إلى تضميد جراح بني الإنسان في كل مكان، ورأيي الثابت فيها منذ سنة 1991 حتى اليوم أنها دولة صليب أحمر، أعلنتْ بتاريخ 4 أيار على لسان رئيسة الوزراء أرنا سولبيرغ ، المساهمة بأكثر من مليار دولار، لدعم جهود تطوير لقاح ضد الفيروس، لكن ويا للأسف ذهبتْ تلك الجهود أدراج الرياح، بعدما صرح م ......
#يوميات
#مضيق
#الرّمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678932
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرّمال (5)
صباح هرمز الشاني : ملوك الرمال. . . لعلي بدر
#الحوار_المتمدن
#صباح_هرمز_الشاني تستمد هذه الرواية قوتها من قدرة المؤلف في تحويل قصة بوليسية الى رواية، تتوافر فيها كل المقومات الفنية، إبتداء من السرد المتميز في الرواية العراقية خاصة والعربية عموما، مرورا بشد المتلقي وإنجذابه الى أحداثها بشغف وترقب، لا يخلوان من التوتر والمتعة، وإنتهاء بإتخاذ من مفهوم المتن الحكائي الذي يعول على موضوع واحد، الأقرب الى القصة القصيرة منه الى الرواية، نهجا لها، وبما يشبه كتابة سيناريو، تنشطر فيه أجزاء الرواية الى مشروع لفيلم سينمائي.تقع حوادثها على الحدود الصحراوية العراقية المتآخمة لمدينة السامراء، في مواجهة بين عشرة أفراد من قوات الجيش العراقي، ومجموعة من بدو الصحراء. لإغتيال هذه المجموعة ثلاثة أفراد من قوات الجيش، وبهدف الحد من جرائمها، تبعث الحكومة العراقية، قوة إنزال متدربة للقضاء عليها، ويفضل إلقاء القبض على أفرادها وأسرها بدلا من قتلها، سيما قائدها (جساس) الذي ينتمي الى عشيرة بني جدلة المعروفة بشراستها، ودخولها في معارك مستمرة مع عشيرة بني جابر المعاضدة للحكومة العراقية، مع أن كلا العشيرتين أبناء عمومة وينتميان الى نفس القبيلة وهي قبيلة بني مضر. ويرافق كدليل القوة المهاجمة أحد أفراد قبيلة بني جابر ويدعى (منور) الذي وبإتفاق مع جساس، يقوم بخيانة العهد القائم بين عشيرته والحكومة لصالح العشيرة المناوئة للحكومة، من خلال قيادة أفراد الجيش الى أماكن عصية في الصحراء، بحثا عن القوة المتمردة، لإبعادها عن هدفها المنشود، وإدخال اليأس في نفوس أفرادها العشرة، عبر إلتفاف جماعة جساس من خلف القوة المهاجمة للإنقضاض على الأفراد المتبقية في المقر المحتل من قبل الجيش في الصحراء والمعروف في المصطلح العسكري ب (مسك الأرض). مع أن قيادة منور لأفراد الجيش الى الأماكن العصية لا يظهر في الرواية، بقدر ما يظهر سوء تقدير الضابط للخطط التي يضعها لجنوده، بدليل أن الجنود كانوا يقتنعون بتوجيهات وخطط منور، أكثر من إقتناعهم بتوجيهات وخطط الضابط الفاشلة، حتى بدا وكأن البدوي هو القائد وليس الضابط. لقد لجأ المؤلف الى إستخدام هذا التمويه، ربما للإعلان بشكل متأخر عن خيانة منور، وفي الوقت نفسه، لإلقاء اللوم على الضابط في وضع خططه الفاشلة الرامز الى الدولة، في إشارة واضحة الى تجاوز الدولة للبدو، إنطلاقا من الإختلاف بين المكانين، بين المدينة والصحراء، وبين القائدين، الضابط وجساس.تنقسم الرواية الى جزأين، جاء الجزء الأول تحت عنوان (جنود طغاة وبدو ملهمون) موزعا على ثمانية وأربعين رقما، لا يتعدى كل جزء منه على أربع صفحات كأقصى حد، وتبلغ عدد صفحات هذا الجزء مائة وعشرين صفحة، أما الجزء الثاني فقد جاء تحت عنوان ( جندي منتقم ومتمردون هاربون) موزعا على أثنين وثلاثين رقما، ويبلغ عدد صفحات هذا الجزء تسعون صفحة، ليبلغ مجموع صفحات الرواية الكلي مئتين وعشر صفحات.إن تحويل المتن الحكائي لهذه الرواية من قصة بوليسية الى رواية فنية، لم يمنع الرواية في أن تظل محتفظة بطابعها البوليسي، بل بالعكس إن هذا الطابع، زاد من تشويقها، طالما أنه وظف، معززا بوسائل روائية خالصة، أثرت جمالية تكويناتها، ورسم معمارية بنائها الفني، وندرة من القصص البوليسية، بوسعها أن تتزاوج بين الطابع البوليسي للرواية، وبين وسائلها الفنية الخالصة، كما أستطاع علي بدر في روايته هذه، بما فيها رواية (شفرة دافنشي) لجون براون. وعلي بدر يشير وبشكل غير مباشر الى تناوله لهذا المنحى، وذلك من خلال تأكيده:( بأن ليس هناك من سرد واضح، أو قصة معروفة، وما من عقدة بوليسية، هناك جريمة نعم. . لكنها بالتأكيد ليست تلك الجريمة الظاهرة التي يسعى كل ......
#ملوك
#الرمال.
#لعلي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680043
#الحوار_المتمدن
#صباح_هرمز_الشاني تستمد هذه الرواية قوتها من قدرة المؤلف في تحويل قصة بوليسية الى رواية، تتوافر فيها كل المقومات الفنية، إبتداء من السرد المتميز في الرواية العراقية خاصة والعربية عموما، مرورا بشد المتلقي وإنجذابه الى أحداثها بشغف وترقب، لا يخلوان من التوتر والمتعة، وإنتهاء بإتخاذ من مفهوم المتن الحكائي الذي يعول على موضوع واحد، الأقرب الى القصة القصيرة منه الى الرواية، نهجا لها، وبما يشبه كتابة سيناريو، تنشطر فيه أجزاء الرواية الى مشروع لفيلم سينمائي.تقع حوادثها على الحدود الصحراوية العراقية المتآخمة لمدينة السامراء، في مواجهة بين عشرة أفراد من قوات الجيش العراقي، ومجموعة من بدو الصحراء. لإغتيال هذه المجموعة ثلاثة أفراد من قوات الجيش، وبهدف الحد من جرائمها، تبعث الحكومة العراقية، قوة إنزال متدربة للقضاء عليها، ويفضل إلقاء القبض على أفرادها وأسرها بدلا من قتلها، سيما قائدها (جساس) الذي ينتمي الى عشيرة بني جدلة المعروفة بشراستها، ودخولها في معارك مستمرة مع عشيرة بني جابر المعاضدة للحكومة العراقية، مع أن كلا العشيرتين أبناء عمومة وينتميان الى نفس القبيلة وهي قبيلة بني مضر. ويرافق كدليل القوة المهاجمة أحد أفراد قبيلة بني جابر ويدعى (منور) الذي وبإتفاق مع جساس، يقوم بخيانة العهد القائم بين عشيرته والحكومة لصالح العشيرة المناوئة للحكومة، من خلال قيادة أفراد الجيش الى أماكن عصية في الصحراء، بحثا عن القوة المتمردة، لإبعادها عن هدفها المنشود، وإدخال اليأس في نفوس أفرادها العشرة، عبر إلتفاف جماعة جساس من خلف القوة المهاجمة للإنقضاض على الأفراد المتبقية في المقر المحتل من قبل الجيش في الصحراء والمعروف في المصطلح العسكري ب (مسك الأرض). مع أن قيادة منور لأفراد الجيش الى الأماكن العصية لا يظهر في الرواية، بقدر ما يظهر سوء تقدير الضابط للخطط التي يضعها لجنوده، بدليل أن الجنود كانوا يقتنعون بتوجيهات وخطط منور، أكثر من إقتناعهم بتوجيهات وخطط الضابط الفاشلة، حتى بدا وكأن البدوي هو القائد وليس الضابط. لقد لجأ المؤلف الى إستخدام هذا التمويه، ربما للإعلان بشكل متأخر عن خيانة منور، وفي الوقت نفسه، لإلقاء اللوم على الضابط في وضع خططه الفاشلة الرامز الى الدولة، في إشارة واضحة الى تجاوز الدولة للبدو، إنطلاقا من الإختلاف بين المكانين، بين المدينة والصحراء، وبين القائدين، الضابط وجساس.تنقسم الرواية الى جزأين، جاء الجزء الأول تحت عنوان (جنود طغاة وبدو ملهمون) موزعا على ثمانية وأربعين رقما، لا يتعدى كل جزء منه على أربع صفحات كأقصى حد، وتبلغ عدد صفحات هذا الجزء مائة وعشرين صفحة، أما الجزء الثاني فقد جاء تحت عنوان ( جندي منتقم ومتمردون هاربون) موزعا على أثنين وثلاثين رقما، ويبلغ عدد صفحات هذا الجزء تسعون صفحة، ليبلغ مجموع صفحات الرواية الكلي مئتين وعشر صفحات.إن تحويل المتن الحكائي لهذه الرواية من قصة بوليسية الى رواية فنية، لم يمنع الرواية في أن تظل محتفظة بطابعها البوليسي، بل بالعكس إن هذا الطابع، زاد من تشويقها، طالما أنه وظف، معززا بوسائل روائية خالصة، أثرت جمالية تكويناتها، ورسم معمارية بنائها الفني، وندرة من القصص البوليسية، بوسعها أن تتزاوج بين الطابع البوليسي للرواية، وبين وسائلها الفنية الخالصة، كما أستطاع علي بدر في روايته هذه، بما فيها رواية (شفرة دافنشي) لجون براون. وعلي بدر يشير وبشكل غير مباشر الى تناوله لهذا المنحى، وذلك من خلال تأكيده:( بأن ليس هناك من سرد واضح، أو قصة معروفة، وما من عقدة بوليسية، هناك جريمة نعم. . لكنها بالتأكيد ليست تلك الجريمة الظاهرة التي يسعى كل ......
#ملوك
#الرمال.
#لعلي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680043
الحوار المتمدن
صباح هرمز الشاني - ملوك الرمال. . . لعلي بدر
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال 6
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال6آلة تقطيع الخبزلا يفضل النرويجيون تقطيع الخبز، ونُسمّيه في العراق الصَّمُّون، بالسكين! فنسبة كبيرة من القوم هنا تقدم بهم السنُّ، وأصبحوا لا يقوونَ على قطع الصمّون بالسكين! ومنذ سنة 2005 أُدخلتْ آلة كهربائية إلى الخدمة، وأصبح في وسع الزَّبون تقطيع الصمّونة في متاجر بيع المواد الغذائية، على شكل شرائح متساوية لعمل سندويشات، لا يستغني عنها العمال والموظفون في مواقع عملهم، والتلاميذ والطلاب في مدارسهم! في اليوم الثاني على انتقالي إلى الشقة الجديدة، سألتُ سيدة في متجر (ki wi) عن الآلة المفقودة، وكانتْ في الماضي توضع بجانب رفوف، صُفَّ عليها ما لذَّ وطاب من أنواع الصمّون، فقالتْ بأن السلطات الصحية منعتْ استخدامها منذ بدأ (كوفيد-19) بالتفشي في النرويج، في شهر آذار الماضي.في الأسبوع الماضي، سُمِحَ للمتاجر في أرجاء البلاد كافة بإعادة العمل في الآلة، وصرتُ أقيس انحسار الفيروس وانفراج الأزمة، بِحرّية الاحتكاك والتلامس بين البشر، بما في ذلك آثار أصابعهم على الألمنيوم اللماع للآلة! ومن دون الاطلاع على الإحصاءات اليومية لتفشي الفيروس في وسائل الإعلام، تولدتْ لديَّ قناعة بأن أيامه الأخيرة في النرويج بدأتْ فعلا.توفي اليوم أحد المصابين ولم يتوفى سواه خلال الأسابيع الماضية، وأصيب 14 ليصبح العدد الكلي من المصابين في النرويج 8561 خلال ثلاثة أشهر، وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع الإصابات في الولايات المتحدة، التي ما زال الفيروس يتفشى فيها بلا هوادة، أما البرازيل فقد نُكبَتْ بإصابة 700 ألفاً من مواطنيها خلال بضعة أسابيع!، مع الأخذ بنظر الاعتبار فارق عدد النفوس بين البلدان الثلاث.أكثر من 7 ملايين مصاباً وناهز عدد الوفيات النصف المليون في العالم، يقابله هبوط الخط البياني لعدد المصابين في النرويج، من 300 في شهر مارس إلى 30 حتى مطلع شهر يونيو! وفي مقاطعتنا الجنوب شرقية (vestfold og telemark) 270 مصاباً، 41 منهم في مدينتنا السياحية! أغلب الظن أنْ تلتحقَ المدنُ المصابةُ بالفيروس بعد هزيمته فيها قريباً، ب 78 مدينة وبلدة لم يطرق أبوابها على طول خارطة النرويج! أقوى دليل على هزيمته، أن أخباره ومنذ أسابيع، لم تتصدر واجهات الصحف وشاشات التلفاز. طغتْ عليها في صحف الإثارة وأشهرها (VG) مثلا، آخر أخبار لغز اغتيال أولف بالمه، رئيس وزراء السويد في سنة 1986. الأرجح بسبب وساطته لإيقاف الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي. وقيام شرطي أمريكي أبيض قبل عشرة أيام، بخنق جورج فلويد ذي البشرة السوداء في ولاية مينيابوليس، وتداعيات ذلك في تظاهرات عارمة ضد العنصرية في 30 ولاية أمريكية، امتد تأثيرها إلى فرنسا وبريطانيا، ووصلتْ إلى ذروتها في لندن قبل أيام بإسقاط تمثال تاجر رقيق من العهد الفيكتوري. وكذلك اختطاف السيدة هاجن في نهاية شهر أكتوبر لسنة 2019، وهي زوجة أكبر مستثمر في العقارات في النرويج، وطلب الخاطف لفدية مقدارها 9 ملايين يورو، تُدفع بالعملة الرقمية! حيلة جديدة ومبتكرة للخاطفين، للحيلولة دون اقتفاء أثرهم وملاحقتهم!ومن علامات هزيمة الفيروس في المضيق، أن ثمة بارات ومطاعم كانتْ مغلقة في شهري آذار ومايس، أعيد فتح أبوابها في مطلع شهر يونيو. وهل أشَقُّ على نفس النرويجي من غلق البارات والمطاعم؟ وتحول المضيق إلى مدينة أشباح تحت غيوم سوداء ورمادية تقبض النفس؟ ففي المطاعم والبارات يجد في لقاء أصدقائه سلواه، هو المعزول عنهم في منزله وحيداً، منذ ما قبل تفشي الفيروس وتعليمات التباعد! كما أعيد فتح أبواب نصف متاجر المدينة ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680640
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال6آلة تقطيع الخبزلا يفضل النرويجيون تقطيع الخبز، ونُسمّيه في العراق الصَّمُّون، بالسكين! فنسبة كبيرة من القوم هنا تقدم بهم السنُّ، وأصبحوا لا يقوونَ على قطع الصمّون بالسكين! ومنذ سنة 2005 أُدخلتْ آلة كهربائية إلى الخدمة، وأصبح في وسع الزَّبون تقطيع الصمّونة في متاجر بيع المواد الغذائية، على شكل شرائح متساوية لعمل سندويشات، لا يستغني عنها العمال والموظفون في مواقع عملهم، والتلاميذ والطلاب في مدارسهم! في اليوم الثاني على انتقالي إلى الشقة الجديدة، سألتُ سيدة في متجر (ki wi) عن الآلة المفقودة، وكانتْ في الماضي توضع بجانب رفوف، صُفَّ عليها ما لذَّ وطاب من أنواع الصمّون، فقالتْ بأن السلطات الصحية منعتْ استخدامها منذ بدأ (كوفيد-19) بالتفشي في النرويج، في شهر آذار الماضي.في الأسبوع الماضي، سُمِحَ للمتاجر في أرجاء البلاد كافة بإعادة العمل في الآلة، وصرتُ أقيس انحسار الفيروس وانفراج الأزمة، بِحرّية الاحتكاك والتلامس بين البشر، بما في ذلك آثار أصابعهم على الألمنيوم اللماع للآلة! ومن دون الاطلاع على الإحصاءات اليومية لتفشي الفيروس في وسائل الإعلام، تولدتْ لديَّ قناعة بأن أيامه الأخيرة في النرويج بدأتْ فعلا.توفي اليوم أحد المصابين ولم يتوفى سواه خلال الأسابيع الماضية، وأصيب 14 ليصبح العدد الكلي من المصابين في النرويج 8561 خلال ثلاثة أشهر، وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع الإصابات في الولايات المتحدة، التي ما زال الفيروس يتفشى فيها بلا هوادة، أما البرازيل فقد نُكبَتْ بإصابة 700 ألفاً من مواطنيها خلال بضعة أسابيع!، مع الأخذ بنظر الاعتبار فارق عدد النفوس بين البلدان الثلاث.أكثر من 7 ملايين مصاباً وناهز عدد الوفيات النصف المليون في العالم، يقابله هبوط الخط البياني لعدد المصابين في النرويج، من 300 في شهر مارس إلى 30 حتى مطلع شهر يونيو! وفي مقاطعتنا الجنوب شرقية (vestfold og telemark) 270 مصاباً، 41 منهم في مدينتنا السياحية! أغلب الظن أنْ تلتحقَ المدنُ المصابةُ بالفيروس بعد هزيمته فيها قريباً، ب 78 مدينة وبلدة لم يطرق أبوابها على طول خارطة النرويج! أقوى دليل على هزيمته، أن أخباره ومنذ أسابيع، لم تتصدر واجهات الصحف وشاشات التلفاز. طغتْ عليها في صحف الإثارة وأشهرها (VG) مثلا، آخر أخبار لغز اغتيال أولف بالمه، رئيس وزراء السويد في سنة 1986. الأرجح بسبب وساطته لإيقاف الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي. وقيام شرطي أمريكي أبيض قبل عشرة أيام، بخنق جورج فلويد ذي البشرة السوداء في ولاية مينيابوليس، وتداعيات ذلك في تظاهرات عارمة ضد العنصرية في 30 ولاية أمريكية، امتد تأثيرها إلى فرنسا وبريطانيا، ووصلتْ إلى ذروتها في لندن قبل أيام بإسقاط تمثال تاجر رقيق من العهد الفيكتوري. وكذلك اختطاف السيدة هاجن في نهاية شهر أكتوبر لسنة 2019، وهي زوجة أكبر مستثمر في العقارات في النرويج، وطلب الخاطف لفدية مقدارها 9 ملايين يورو، تُدفع بالعملة الرقمية! حيلة جديدة ومبتكرة للخاطفين، للحيلولة دون اقتفاء أثرهم وملاحقتهم!ومن علامات هزيمة الفيروس في المضيق، أن ثمة بارات ومطاعم كانتْ مغلقة في شهري آذار ومايس، أعيد فتح أبوابها في مطلع شهر يونيو. وهل أشَقُّ على نفس النرويجي من غلق البارات والمطاعم؟ وتحول المضيق إلى مدينة أشباح تحت غيوم سوداء ورمادية تقبض النفس؟ ففي المطاعم والبارات يجد في لقاء أصدقائه سلواه، هو المعزول عنهم في منزله وحيداً، منذ ما قبل تفشي الفيروس وتعليمات التباعد! كما أعيد فتح أبواب نصف متاجر المدينة ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680640
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال (6)
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال 8
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال (8)عدا السويد!قال لي صديقي الفنان التشكيلي سعد الموسوي المقيم في ستوكهولم، يوم أمس عبر المسنجر مازحاً، بأن السويد وضعت اسمي في القائمة السوداء! لأنني انتقدتُ اجراءاتها في مواجهة كورونا في يوميات مضيق الرمال! قلتُ لهُ حسناً هذه هي الدولة الرابعة التي وضعت اسمي على القائمة السوداء، بعد (الأنظمة الديمقراطية) جداً ، في كل من المملكة العربية السعودية والكويت * والإمارات، نظراً لأني انتقدتُ مواقفها العدوانية منذ ثمانينيات القرن الماضي، بمساندة صدام ضد مصالح الشعب العراقي، ودورها في تمويل حربه العبثية ضد إيران خلال ثماني سنوات 1980-1988. ثم تمويل الارهاب ضد العراق بعد الاطاحة بصدام ونظامه الفاشي في سنة 2003! والآن قُلْ لي بِربِّكَ، ماذا يمكن لشاعر عاش المأساة خلال عقود من السنوات، إن كان له ضمير حيّ، أن يكتب غير ما كتبتُ، وليكن بعد ذلك ما يكون!بدتِ السفينة التي حجزنا أنا وأصدقائي على متنها في مطلع هذا الشهر، تذاكر ذهاب وإياب إلى السويد، مهجورة على شاطىء المضيق بعد إلغاء السفر! فقد قررتِ الحكومة النرويجية في نهاية الأسبوع الماضي، فتح الحدود البحرية مع الدنمارك وألمانيا، والسفر على متن الخطوط الجوية ** اعتباراً من الأول من الشهر القادم، على مسارات 66 مدينة صغيرة وكبيرة في الدول الأوربية، عدا السويد! حتى تَتَّخِذَ الإجراءات اللازمة للقضاء على الفيروس نهائياً. وكما منعتِ السلطات الفنلندية، النرويجيين المارّين عبر الأراضي السويدية، من دخول أراضيها، أغلقتِ الدنمارك منفذ السويد التجاري الوحيد، المارّ عبر أراضيها إلى القارة العجوز، وتأزمتِ العلاقة بين البلدين منذ حوالي شهرين إلى درجة التراشق الإعلامي، بين زعيميّ الحزب الحاكم في السويد، والمعارض في الدنمارك!وعدا ذلك فلا مشاكل اقتصادية حصلت للنرويج، سوى أن الصين قررت منع استيراد سمك السلمون، ويُعَدُّ النرويجي أجود أصنافها في الأسواق العالمية، فانخفضتِ الصادرات بمقدار الثلث خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 240 طنا. بعد ادعاء بكين أنها عثرتْ على (Covid-19)، على خشب تقطيع الأسماك في سوق (شين فادي) في وسط العاصمة بكين، ورداً على ذلك قامتِ النرويج بإيقاف رحلاتها الجوية إلى الصين. لكن الأزمة سوّيتْ مؤخراً بما يفيدُ مصلحتيّ البلدين.أقلُّ بقليلٍ من تسعة ملايين مصاباً في أرجاء العالم المختلفة، احتلتِ الهند المرتبة الرابعة في تفشي الفيروس، بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا، وحولتِ المزيد من القطارات إلى مستشفيات! لكن القطار المنساب بين المراعي اليانعة ومحطته القريبة من سكني، ما زال يعمل، أستقلُّهُ أحيانا إلى العاصمة أو المدن القريبة من المضيق. وما زال الرّكاب يتقيدون بالتعليمات، فلا راكب يجلس إلى جانب آخر، ما حرمنا من الجلوس بجانب حسناوات النرويج، والكلام معهنَّ حول الطقس وارتفاع سعر صرف الكرون مقابل العملات الأجنبية، واختلاف الثقافات، وتنعقد صداقات عابرة أحياناً! كما أن سكان المضيق ما زالوا ملتزمين بتعليمات التباعد وتجنب المصافحة والعناق، استمروا على نفس النهج في تأدية التحيات في ضحك وابتسام! بما فيهم الأجانب المقيمون. في متجر بيع المواد الغذائية تعرفتُ قبل أسبوع على سيدة من بيرو، قالتْ بأنها من عاصمة الأنكا القديمة كوسكو، زوج بحار نرويجي التقتْ به قبل حوالي ثلاثة عقود، حينما كان سائحاً في بلادها. ولمّا مددتُ يدي لمصافحتها بعد انتهاء اللقاء، امتنعتْ عن ذلك بلطف وقالت ضاحكة- لا رجاء. إنها كورونا .. كورونا!ومثلما لا يمكن مشاهدة طاقة الهواء إلّا ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682048
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال (8)عدا السويد!قال لي صديقي الفنان التشكيلي سعد الموسوي المقيم في ستوكهولم، يوم أمس عبر المسنجر مازحاً، بأن السويد وضعت اسمي في القائمة السوداء! لأنني انتقدتُ اجراءاتها في مواجهة كورونا في يوميات مضيق الرمال! قلتُ لهُ حسناً هذه هي الدولة الرابعة التي وضعت اسمي على القائمة السوداء، بعد (الأنظمة الديمقراطية) جداً ، في كل من المملكة العربية السعودية والكويت * والإمارات، نظراً لأني انتقدتُ مواقفها العدوانية منذ ثمانينيات القرن الماضي، بمساندة صدام ضد مصالح الشعب العراقي، ودورها في تمويل حربه العبثية ضد إيران خلال ثماني سنوات 1980-1988. ثم تمويل الارهاب ضد العراق بعد الاطاحة بصدام ونظامه الفاشي في سنة 2003! والآن قُلْ لي بِربِّكَ، ماذا يمكن لشاعر عاش المأساة خلال عقود من السنوات، إن كان له ضمير حيّ، أن يكتب غير ما كتبتُ، وليكن بعد ذلك ما يكون!بدتِ السفينة التي حجزنا أنا وأصدقائي على متنها في مطلع هذا الشهر، تذاكر ذهاب وإياب إلى السويد، مهجورة على شاطىء المضيق بعد إلغاء السفر! فقد قررتِ الحكومة النرويجية في نهاية الأسبوع الماضي، فتح الحدود البحرية مع الدنمارك وألمانيا، والسفر على متن الخطوط الجوية ** اعتباراً من الأول من الشهر القادم، على مسارات 66 مدينة صغيرة وكبيرة في الدول الأوربية، عدا السويد! حتى تَتَّخِذَ الإجراءات اللازمة للقضاء على الفيروس نهائياً. وكما منعتِ السلطات الفنلندية، النرويجيين المارّين عبر الأراضي السويدية، من دخول أراضيها، أغلقتِ الدنمارك منفذ السويد التجاري الوحيد، المارّ عبر أراضيها إلى القارة العجوز، وتأزمتِ العلاقة بين البلدين منذ حوالي شهرين إلى درجة التراشق الإعلامي، بين زعيميّ الحزب الحاكم في السويد، والمعارض في الدنمارك!وعدا ذلك فلا مشاكل اقتصادية حصلت للنرويج، سوى أن الصين قررت منع استيراد سمك السلمون، ويُعَدُّ النرويجي أجود أصنافها في الأسواق العالمية، فانخفضتِ الصادرات بمقدار الثلث خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 240 طنا. بعد ادعاء بكين أنها عثرتْ على (Covid-19)، على خشب تقطيع الأسماك في سوق (شين فادي) في وسط العاصمة بكين، ورداً على ذلك قامتِ النرويج بإيقاف رحلاتها الجوية إلى الصين. لكن الأزمة سوّيتْ مؤخراً بما يفيدُ مصلحتيّ البلدين.أقلُّ بقليلٍ من تسعة ملايين مصاباً في أرجاء العالم المختلفة، احتلتِ الهند المرتبة الرابعة في تفشي الفيروس، بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا، وحولتِ المزيد من القطارات إلى مستشفيات! لكن القطار المنساب بين المراعي اليانعة ومحطته القريبة من سكني، ما زال يعمل، أستقلُّهُ أحيانا إلى العاصمة أو المدن القريبة من المضيق. وما زال الرّكاب يتقيدون بالتعليمات، فلا راكب يجلس إلى جانب آخر، ما حرمنا من الجلوس بجانب حسناوات النرويج، والكلام معهنَّ حول الطقس وارتفاع سعر صرف الكرون مقابل العملات الأجنبية، واختلاف الثقافات، وتنعقد صداقات عابرة أحياناً! كما أن سكان المضيق ما زالوا ملتزمين بتعليمات التباعد وتجنب المصافحة والعناق، استمروا على نفس النهج في تأدية التحيات في ضحك وابتسام! بما فيهم الأجانب المقيمون. في متجر بيع المواد الغذائية تعرفتُ قبل أسبوع على سيدة من بيرو، قالتْ بأنها من عاصمة الأنكا القديمة كوسكو، زوج بحار نرويجي التقتْ به قبل حوالي ثلاثة عقود، حينما كان سائحاً في بلادها. ولمّا مددتُ يدي لمصافحتها بعد انتهاء اللقاء، امتنعتْ عن ذلك بلطف وقالت ضاحكة- لا رجاء. إنها كورونا .. كورونا!ومثلما لا يمكن مشاهدة طاقة الهواء إلّا ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682048
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال (8)
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال 9
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال (9)آخر ملاذ!فيما يعلو مؤشر عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والهند وإيران، ينخفض في عدة دول أوربية، فتخفف القيود وتعود الحياة اليومية إلى طبيعتها تدريجياً. تفتح أسواقها ومقاهيها ومطاعمها ومدارسها لسكانها، ومطاراتها للسياحة. لكن دولاً أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، فرضتْ قيوداً مشددةً. وهكذا تستمر لعبة القط والفأر في كوكبنا المترنح، وسط خوف دائم من موجات جديدة من الفيروس!وفيما أنقذتْ شركات كبرى وخاصة الأمريكية، نفسها من الإفلاس، مثل مايكروسوفت العملاقة التي أغلقتْ جميع متاجرها حول العالم، وأبقتْ على أربعة مراكز بحثية، وأصبحت تقدم الخدمة للملايين في أنحاء العالم عبر (الأونلاين)، شهدتْ الاقتصادات الكبرى ركوداً، قريب الشبه بركود سنة 2008، على سبيل المثال الركود في بريطانيا بنسبة 25% ، ما أدى إلى تراجع قياسي في أسعار بيع العقار لم تشهد له مثيلاً منذ سنة 2012. لكن النرويج نأتْ بنفسها بمسافة بعيدة عن ذلك الركود. لتنوع اقتصادها واستثماراتها وقوة عملتها، ناهيك بقلة عدد سكانها، وطبعاً ما ادخرته من القرش الأبيض لليوم الأسود!وبدا المضيق هادئاً والشوارع خالية من المارّة، خلتْ صالونات الحلاقة تحت شقتي من الزبائن! كم هو عجيب أمر الطقس هذه السنة، برد في شهر يوليو؟ حتى أنني لم أهنأ كثيراً، بقيادة دراجتي الهوائية التي اشتريتها مؤخراً. فقد عاد فصل الشتاء فجأة إلى المضيق، بعد أسبوعين رائعين أشرقتْ فيهما الشمس، ونسينا الشتاء والبرد، ولا أقول الثلوج، فقد وصلتُ بعد ذوبانها ببضعة أسابيع.أوضحتْ لنا - نحن عدد من اللاجئين - مديرة مكتب الهجرة، حين وصلنا إلى بلدة (Mo I Rana) الواقعة في وسط النرويج، في شهر سبتمبر من سنة 1993 ، رداً على سؤال كيفية احتمال الطقس البارد - لا يوجد طقس بارد ولا طقس حار! بل ثياب جيدة وثياب غير جيدة! فالأهم في رأيي ليس البرد المقدور على اتقائه، بثياب شتائية، لكن بقاء المضيق وهو آخر ملاذ لنا في هذا العالم المرعب، خالياً من الفيروس قياساً بالعاصمة. بل وحتى العاصمة إذا شئت، بدأت تبلُّ من المرض وعدوى انتشاره. فالمصابون وعددهم 95 شخصاً، ممن أبلغوا عن إصابتهم في يوم 22 حزيران مثلاً، وهم من أصل العدد التراكمي في النرويج البالغ 8930 حتى كتابة هذه السطور، عادوا وأبلغوا السلطات الصحّية مؤخراً بشفائهم. لا يستخدم الناس هنا كمامات، وعدا مسألة التأكيد على التباعد الاجتماعي، لم تطلب الحكومة من مواطنيها ارتداءها، كما فعلت الحكومة الألمانية مثلا، فقد لجأت مؤخراً إلى حيلة طريفة ومبتكرة، نصحتْ مواطنيها بعدم وضع مزيلات رائحة الإبط، سيّما وأنهم يستقلُّون وسائط النقل العامة، ما جعل الناس يرتدون الكمامة، ويقون أنفسهم شرَّ الفيروس اللعين!6/7/2020Sandefjord ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683768
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال (9)آخر ملاذ!فيما يعلو مؤشر عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والهند وإيران، ينخفض في عدة دول أوربية، فتخفف القيود وتعود الحياة اليومية إلى طبيعتها تدريجياً. تفتح أسواقها ومقاهيها ومطاعمها ومدارسها لسكانها، ومطاراتها للسياحة. لكن دولاً أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، فرضتْ قيوداً مشددةً. وهكذا تستمر لعبة القط والفأر في كوكبنا المترنح، وسط خوف دائم من موجات جديدة من الفيروس!وفيما أنقذتْ شركات كبرى وخاصة الأمريكية، نفسها من الإفلاس، مثل مايكروسوفت العملاقة التي أغلقتْ جميع متاجرها حول العالم، وأبقتْ على أربعة مراكز بحثية، وأصبحت تقدم الخدمة للملايين في أنحاء العالم عبر (الأونلاين)، شهدتْ الاقتصادات الكبرى ركوداً، قريب الشبه بركود سنة 2008، على سبيل المثال الركود في بريطانيا بنسبة 25% ، ما أدى إلى تراجع قياسي في أسعار بيع العقار لم تشهد له مثيلاً منذ سنة 2012. لكن النرويج نأتْ بنفسها بمسافة بعيدة عن ذلك الركود. لتنوع اقتصادها واستثماراتها وقوة عملتها، ناهيك بقلة عدد سكانها، وطبعاً ما ادخرته من القرش الأبيض لليوم الأسود!وبدا المضيق هادئاً والشوارع خالية من المارّة، خلتْ صالونات الحلاقة تحت شقتي من الزبائن! كم هو عجيب أمر الطقس هذه السنة، برد في شهر يوليو؟ حتى أنني لم أهنأ كثيراً، بقيادة دراجتي الهوائية التي اشتريتها مؤخراً. فقد عاد فصل الشتاء فجأة إلى المضيق، بعد أسبوعين رائعين أشرقتْ فيهما الشمس، ونسينا الشتاء والبرد، ولا أقول الثلوج، فقد وصلتُ بعد ذوبانها ببضعة أسابيع.أوضحتْ لنا - نحن عدد من اللاجئين - مديرة مكتب الهجرة، حين وصلنا إلى بلدة (Mo I Rana) الواقعة في وسط النرويج، في شهر سبتمبر من سنة 1993 ، رداً على سؤال كيفية احتمال الطقس البارد - لا يوجد طقس بارد ولا طقس حار! بل ثياب جيدة وثياب غير جيدة! فالأهم في رأيي ليس البرد المقدور على اتقائه، بثياب شتائية، لكن بقاء المضيق وهو آخر ملاذ لنا في هذا العالم المرعب، خالياً من الفيروس قياساً بالعاصمة. بل وحتى العاصمة إذا شئت، بدأت تبلُّ من المرض وعدوى انتشاره. فالمصابون وعددهم 95 شخصاً، ممن أبلغوا عن إصابتهم في يوم 22 حزيران مثلاً، وهم من أصل العدد التراكمي في النرويج البالغ 8930 حتى كتابة هذه السطور، عادوا وأبلغوا السلطات الصحّية مؤخراً بشفائهم. لا يستخدم الناس هنا كمامات، وعدا مسألة التأكيد على التباعد الاجتماعي، لم تطلب الحكومة من مواطنيها ارتداءها، كما فعلت الحكومة الألمانية مثلا، فقد لجأت مؤخراً إلى حيلة طريفة ومبتكرة، نصحتْ مواطنيها بعدم وضع مزيلات رائحة الإبط، سيّما وأنهم يستقلُّون وسائط النقل العامة، ما جعل الناس يرتدون الكمامة، ويقون أنفسهم شرَّ الفيروس اللعين!6/7/2020Sandefjord ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683768
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال (9)
طارق حربي : يوميات مضيق الرمال 108
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال(10)لا تباعد بعد اليوم!حتى كتابة هذه السطور .. فاقتْ أعداد المصابين بالفيروس 12 مليوناً، في بلدان العالم المختلفة، واقتربتْ كثيراً من العدد المشؤوم، فيما تجاوز عدد المتعافين حاجز ال 7 ملايين. الهند مرشحة لأن تكون بؤرة الوباء في الفترة القادمة. ويسود الرعب في كل مكان ليس من انتشار الوباء حسب، بل من عودته بقوة خلال الأشهر القادمة!تعافي أسواق النفط تدريجياً وعودة شركات الطيران جزئياً إلى العمل، يمنح بصيص أمل في النفق المظلم، ونحن نريد أن نشرع كل الأبواب على شمس الأمل، لا بصيصا!وكم هي عجيبة الحياة المليئة بالتناقضات، فها هو الإنسان ماضٍ في سبيل علمه وبحوثه وتطوره بما فيه ارتياد الفضاء، وأن والحياة لا يوقفها وباء! ففي الوقت الذي نعيش في أرض تترنح تحت ضربات الفيروس الموجعة، ويعاني البشر منه، معلنين عن عجزهم في مكافحته سواء في ميدان صناعة الدواء أم اللقاح، تنطلق خلال الأسابيع القادمة ثلاث محطات فضائية إلى المريخ (إماراتية وصينية وأمريكية) لدراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وجلب عينات من ترابه إلى الأرض.ومع تسارع وتيرة التطور في ميادين الصناعة والتنافس في غزو الفضاء بين مختلف البلدان، يبقى البلد البعيد الغارق في الفساد والعصابات تتأخر فيه رواتب الموظفين، ويوزع الماء في جليكانات بلاستيكية على المنازل، ويعاني الناس فيه من انقطاع التيار الكهربائي في عزّ الصيف، وارتفاع درجات الحرارة إلى 48 مئوية. وما زاد الطين بِلَّة هو انتشار الوباء! وأتفاعل منذ أشهر وبعاطفة شديدة مع وقوع أبناء مدينتي الناصرية، ومنهم أصدقاء الطفولة والمدرسة والجيرة، فريسة بين براثن الفيروس اللعين، وعادت أزمة شحة قناني الأوكسجين مرة أخرى إلى واجهة الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.أما هنا فثمة انفراج طرأ اليوم بعد قرار للحكومة النرويجية، شرَّعَ باباً آخر نحو الشمس، فقد أعلنت فتح حدودها مع البلدان المجاورة والسماح بالسفر منها وإليها (بلدان المنطقة الاقتصادية/الشنغن) عدا السويد طبعاً ومعظم دول أوربا الشرقية.وشيئاً فشيئاً عادت الحياة في المضيق إلى مرحلة ما قبل انتشار الوباء. فُتِحَتِ الأسواق والمطاعم والحانات، وخرج الناس إلى الساحات والشواطىء والمتاجر للتسوق. كما رُفعتِ ملصقات الإرشادات الصحية والتحذيرية، من حافلات نقل الركاب في المضيق وعموم النرويج، والأهم أنني لن أشاهد بعد اليوم شكل الفيروس الأخضر المقزز، في ملصق على زجاج نوافذ الحافلة كلما استقلَّيتها إلى بلدة تونسبيرغ الوادعة، وتُعدُّ من أقدم المدن في النرويج (تأسست في سنة 871 م) . وابتداء من اليوم سترفع الحواجز بين الركاب وسائقي الحافلات في النرويج عامة، وأصبح بمقدور الراكب شراء التذكرة مباشرة من يد السائق. أكثر من ذلك، أصبح بمقدور الركاب الجلوس اثنين اثنين في المقاعد المزدوجة، فلا تباعد بعد اليوم ولا هم يحزنون. أنتظر افتتاح المطعم الرومانسي في باخرة ذات طابقين راسية على الشاطىء، كأنما أُهديَتْ للمضيق بعد تصوير فلم رومانسي فيها، يذكر بحقبة السبعينيات لإزدهار السينما الفرنسية.10/7/2020Sandefjord ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684355
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي يوميات مضيق الرمال(10)لا تباعد بعد اليوم!حتى كتابة هذه السطور .. فاقتْ أعداد المصابين بالفيروس 12 مليوناً، في بلدان العالم المختلفة، واقتربتْ كثيراً من العدد المشؤوم، فيما تجاوز عدد المتعافين حاجز ال 7 ملايين. الهند مرشحة لأن تكون بؤرة الوباء في الفترة القادمة. ويسود الرعب في كل مكان ليس من انتشار الوباء حسب، بل من عودته بقوة خلال الأشهر القادمة!تعافي أسواق النفط تدريجياً وعودة شركات الطيران جزئياً إلى العمل، يمنح بصيص أمل في النفق المظلم، ونحن نريد أن نشرع كل الأبواب على شمس الأمل، لا بصيصا!وكم هي عجيبة الحياة المليئة بالتناقضات، فها هو الإنسان ماضٍ في سبيل علمه وبحوثه وتطوره بما فيه ارتياد الفضاء، وأن والحياة لا يوقفها وباء! ففي الوقت الذي نعيش في أرض تترنح تحت ضربات الفيروس الموجعة، ويعاني البشر منه، معلنين عن عجزهم في مكافحته سواء في ميدان صناعة الدواء أم اللقاح، تنطلق خلال الأسابيع القادمة ثلاث محطات فضائية إلى المريخ (إماراتية وصينية وأمريكية) لدراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وجلب عينات من ترابه إلى الأرض.ومع تسارع وتيرة التطور في ميادين الصناعة والتنافس في غزو الفضاء بين مختلف البلدان، يبقى البلد البعيد الغارق في الفساد والعصابات تتأخر فيه رواتب الموظفين، ويوزع الماء في جليكانات بلاستيكية على المنازل، ويعاني الناس فيه من انقطاع التيار الكهربائي في عزّ الصيف، وارتفاع درجات الحرارة إلى 48 مئوية. وما زاد الطين بِلَّة هو انتشار الوباء! وأتفاعل منذ أشهر وبعاطفة شديدة مع وقوع أبناء مدينتي الناصرية، ومنهم أصدقاء الطفولة والمدرسة والجيرة، فريسة بين براثن الفيروس اللعين، وعادت أزمة شحة قناني الأوكسجين مرة أخرى إلى واجهة الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.أما هنا فثمة انفراج طرأ اليوم بعد قرار للحكومة النرويجية، شرَّعَ باباً آخر نحو الشمس، فقد أعلنت فتح حدودها مع البلدان المجاورة والسماح بالسفر منها وإليها (بلدان المنطقة الاقتصادية/الشنغن) عدا السويد طبعاً ومعظم دول أوربا الشرقية.وشيئاً فشيئاً عادت الحياة في المضيق إلى مرحلة ما قبل انتشار الوباء. فُتِحَتِ الأسواق والمطاعم والحانات، وخرج الناس إلى الساحات والشواطىء والمتاجر للتسوق. كما رُفعتِ ملصقات الإرشادات الصحية والتحذيرية، من حافلات نقل الركاب في المضيق وعموم النرويج، والأهم أنني لن أشاهد بعد اليوم شكل الفيروس الأخضر المقزز، في ملصق على زجاج نوافذ الحافلة كلما استقلَّيتها إلى بلدة تونسبيرغ الوادعة، وتُعدُّ من أقدم المدن في النرويج (تأسست في سنة 871 م) . وابتداء من اليوم سترفع الحواجز بين الركاب وسائقي الحافلات في النرويج عامة، وأصبح بمقدور الراكب شراء التذكرة مباشرة من يد السائق. أكثر من ذلك، أصبح بمقدور الركاب الجلوس اثنين اثنين في المقاعد المزدوجة، فلا تباعد بعد اليوم ولا هم يحزنون. أنتظر افتتاح المطعم الرومانسي في باخرة ذات طابقين راسية على الشاطىء، كأنما أُهديَتْ للمضيق بعد تصوير فلم رومانسي فيها، يذكر بحقبة السبعينيات لإزدهار السينما الفرنسية.10/7/2020Sandefjord ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684355
الحوار المتمدن
طارق حربي - يوميات مضيق الرمال 108)
ط : يوميات مضيق الرمال 12 ورد المقابر
#الحوار_المتمدن
#ط يوميات مضيق الرمال(12)طارق حربيورد المقابر!تنتشر المقابر الرائعة في مضيق الرمال بين الأحياء السكنية، بما يُشعر الغريبَ الفارَّ من جائحة كوفيد - 19، وهو يتأملها، أن الحياة والموت يتجاوران! لا شيء يحفز الإنسان على طرح المزيد من الأسئلة عن معنى الحياة والموت، مثل المدينة التي تنتشر فيها المقابر! دبيب الحياة ينتهي فيها، وكل الكلام عن الماضي والحاضر والمستقبل. يرمقها المارَّة بنظرة أنَّ كلَّ قبرٍ كانتْ له حياة انقضتْ في لمح البصر! وها هي تحثُّ الأحياءَ المارّينَ في الشارع المجاور للمقبرة على الإستمتاع بالحياة القصيرة، لا النواح والبكاء على الأطلال كما في بلد المأساة!وإذا صحَّ أنَّ أشهر مقبرة في العالم هي الأهرامات، يصحُّ كذلك أن أكبر مقبرة في العالم توجد في إحدى مدن الوسط في بلد المأساة. هنالك فضاء شاسع من شواهد القبور المتشابهة، يُخيلُ إليَّ كلما شاهدتها، خلال زيارتي إلى قبر أبي المجاور لقبر المطرب الشعبي داخل حسن، أنها تشبه ملايين الأسود الرابضة فوق صدر الأرض الرملية! فوق المقبرة وعلى مسافة مئة متر من شقتي في هذه البلدة الصغيرة الوادعة، ينتصب برج الكنيسة البروتستانتية بطول 69 مترا، مثل صاروخ يستعد للإنطلاق في رحلة فضائية، أو على هيئة قلم رصاص، يكتب قصائد على ظهر الغيوم العابرة أتهجاها من بعيد. قلمٌ مبريٌّ بسِنٍّ طويل رُفِعَ في نهايته المدببة منذ القرن العاشر، ديك فضّي يلمع تحت الشمس مُذكّراً بنكران بولص! في الشقة ثلاث نوافذ أراه من الرُّكنية، وتحتها حانة، الذين احتجزهم هطول الثلوج شهوراً في منازلهم يسكرون فيها، يثرثرون ويقهقهون عالياً، أحياناً يعربدون ويتشاجرون. من عزلتي في الطابق الثاني أرفرف بساعديَّ خلف الرُّكنية، هَفَتْ نفسي إلى سفر بعيد.لكن بالحقِّ .. مقابر ما أرى أم حدائق عامة يانعة الخضرة؟! قلتُ في نفسي وأنا أتجول في اليوم الرابع على وصولي إلى البلدة السياحية المليئة بالمقابر، واحدة إلى يمين محطة القطار وأخرى إلى شمالها. ويطل البرج على المقبرة الشمالية المعشوشبة ذات الأشجار المشذبة. مقبرة خضراء يانعة تحيط بها أشجار دائمة الخضرة، شواهدها من الرخام الأسود والرَّمادي متساوية الارتفاع مُنتظمة في صفوف. أما دقة ما محسوب من مسافة بين قبر وآخر، فتشبه وقوفنا خلال الجائحة متباعدين، في طابور زاد طوله أمام متجر بيع المواد الغذائية، بعدما قررت السلطات الصحية وضع خطوط تفصل الزبائن عن بعضهم البعض مسافة متر واحد. الأحياء زبائن دائميون للموت!إنما لا يُعدَمُ وجود قبرين متجاورين، وقد يكونا لحبيبين في رقدتهما إلى آخر البعد الرابع الذي لم يفهمه أحد البَتَّة! كما وتنافستِ الشركات فيما بينها على صناعة الشواهد المرمرية المصقولة بعناية، فَميَّزتِ الأغلى ثمناً منها، فوضعتْ على كتفها الأيمن مجسمات لطيور الحب بلون مغاير، وتحتها نافذة شغلتها مشكاة كهربائية لإنارة طريق الميتين!في الأيام الأولى التي بدأتُ فيها بشراء أثاث الشقة الجديدة من متاجر كبيرة تقع في ظاهر البلدة، كنت أقف في محطة الحافلات القريبة من محطة القطار في انتظار الحافلة التي تقلني إلى هناك، وألقي نظرة على المقبرة الرائعة المجاورة. أدواتُ تنعيم التراب والمعازق والمجارف مصفوفة على مسند حديدي، وأباريق سقي الزهور من البلاستيك خضراء اللون تحتها. في طقس نهاية شهر آذار البارد ومنذ الصباح الباكر، تُشمّر عاملات البلدية الحسناوات عن أذرعهنَّ لخدمة الموتى، فكل شيء في هذه البلاد في خدمة الإنسان حياً وميتاً! يضعنَ سماعات الأذن ويصغينَ إلى ال ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
#المقابر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688038
#الحوار_المتمدن
#ط يوميات مضيق الرمال(12)طارق حربيورد المقابر!تنتشر المقابر الرائعة في مضيق الرمال بين الأحياء السكنية، بما يُشعر الغريبَ الفارَّ من جائحة كوفيد - 19، وهو يتأملها، أن الحياة والموت يتجاوران! لا شيء يحفز الإنسان على طرح المزيد من الأسئلة عن معنى الحياة والموت، مثل المدينة التي تنتشر فيها المقابر! دبيب الحياة ينتهي فيها، وكل الكلام عن الماضي والحاضر والمستقبل. يرمقها المارَّة بنظرة أنَّ كلَّ قبرٍ كانتْ له حياة انقضتْ في لمح البصر! وها هي تحثُّ الأحياءَ المارّينَ في الشارع المجاور للمقبرة على الإستمتاع بالحياة القصيرة، لا النواح والبكاء على الأطلال كما في بلد المأساة!وإذا صحَّ أنَّ أشهر مقبرة في العالم هي الأهرامات، يصحُّ كذلك أن أكبر مقبرة في العالم توجد في إحدى مدن الوسط في بلد المأساة. هنالك فضاء شاسع من شواهد القبور المتشابهة، يُخيلُ إليَّ كلما شاهدتها، خلال زيارتي إلى قبر أبي المجاور لقبر المطرب الشعبي داخل حسن، أنها تشبه ملايين الأسود الرابضة فوق صدر الأرض الرملية! فوق المقبرة وعلى مسافة مئة متر من شقتي في هذه البلدة الصغيرة الوادعة، ينتصب برج الكنيسة البروتستانتية بطول 69 مترا، مثل صاروخ يستعد للإنطلاق في رحلة فضائية، أو على هيئة قلم رصاص، يكتب قصائد على ظهر الغيوم العابرة أتهجاها من بعيد. قلمٌ مبريٌّ بسِنٍّ طويل رُفِعَ في نهايته المدببة منذ القرن العاشر، ديك فضّي يلمع تحت الشمس مُذكّراً بنكران بولص! في الشقة ثلاث نوافذ أراه من الرُّكنية، وتحتها حانة، الذين احتجزهم هطول الثلوج شهوراً في منازلهم يسكرون فيها، يثرثرون ويقهقهون عالياً، أحياناً يعربدون ويتشاجرون. من عزلتي في الطابق الثاني أرفرف بساعديَّ خلف الرُّكنية، هَفَتْ نفسي إلى سفر بعيد.لكن بالحقِّ .. مقابر ما أرى أم حدائق عامة يانعة الخضرة؟! قلتُ في نفسي وأنا أتجول في اليوم الرابع على وصولي إلى البلدة السياحية المليئة بالمقابر، واحدة إلى يمين محطة القطار وأخرى إلى شمالها. ويطل البرج على المقبرة الشمالية المعشوشبة ذات الأشجار المشذبة. مقبرة خضراء يانعة تحيط بها أشجار دائمة الخضرة، شواهدها من الرخام الأسود والرَّمادي متساوية الارتفاع مُنتظمة في صفوف. أما دقة ما محسوب من مسافة بين قبر وآخر، فتشبه وقوفنا خلال الجائحة متباعدين، في طابور زاد طوله أمام متجر بيع المواد الغذائية، بعدما قررت السلطات الصحية وضع خطوط تفصل الزبائن عن بعضهم البعض مسافة متر واحد. الأحياء زبائن دائميون للموت!إنما لا يُعدَمُ وجود قبرين متجاورين، وقد يكونا لحبيبين في رقدتهما إلى آخر البعد الرابع الذي لم يفهمه أحد البَتَّة! كما وتنافستِ الشركات فيما بينها على صناعة الشواهد المرمرية المصقولة بعناية، فَميَّزتِ الأغلى ثمناً منها، فوضعتْ على كتفها الأيمن مجسمات لطيور الحب بلون مغاير، وتحتها نافذة شغلتها مشكاة كهربائية لإنارة طريق الميتين!في الأيام الأولى التي بدأتُ فيها بشراء أثاث الشقة الجديدة من متاجر كبيرة تقع في ظاهر البلدة، كنت أقف في محطة الحافلات القريبة من محطة القطار في انتظار الحافلة التي تقلني إلى هناك، وألقي نظرة على المقبرة الرائعة المجاورة. أدواتُ تنعيم التراب والمعازق والمجارف مصفوفة على مسند حديدي، وأباريق سقي الزهور من البلاستيك خضراء اللون تحتها. في طقس نهاية شهر آذار البارد ومنذ الصباح الباكر، تُشمّر عاملات البلدية الحسناوات عن أذرعهنَّ لخدمة الموتى، فكل شيء في هذه البلاد في خدمة الإنسان حياً وميتاً! يضعنَ سماعات الأذن ويصغينَ إلى ال ......
#يوميات
#مضيق
#الرمال
#المقابر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688038
الحوار المتمدن
ط - يوميات مضيق الرمال 12 ورد المقابر