فلسطين اسماعيل رحيم : حبل سري طويل -
#الحوار_المتمدن
#فلسطين_اسماعيل_رحيم اخي الذي ينتظر أن ننتهي من ،كلة الحب، وهذا هو أسم عبوة بذور ورد الشمس المحمصة والمملحة والملفوفة بورقة هي في الغالب مقتطعة من كتاب ما ويتم طيها بشكل حلزوني أو أسطواني لتعبأ بالبذور المحمصة وتباع على العربات أو في حوانيت المدرسة ، غالبا مايجد بائعي الكتب القديمة رواد غريبون لا تبدو عليهم ملامح القراء البطرون وأن كانوا يقرأون ، كنت أظنهم عكس ذلك حتى صادفت يوما جزارا يتغنى بشعر حمزاتوف وهو يلعن الكون الذي لم ينته به إلى خضرة عينيها ، ولا أدري هل كان يعني محبوبة بعينها، لكني حين أبتسمت قال انها لحمزاتوف وأحببتها جدا ، قالها وهو يريني بقايا كتاب يبدو أنه كان مقررا لدراسات خاصة ، هؤلاء الرواد لا يبالوا بنوعية الكتب إلتي يشترونها بالجملة، وليس بالضرورة ان يكون زبونهم مثقفا ،فأخي الشغوف بالقراءة جدا ، كان ينتظر أن ننتهي من فصفصة الحب أو لحس حلوانا ، ليطير بالورقة اللزجة والتي تندت من فرط لعابنا، ليقرأ الناجي من الكلمات ، ليورثنا عادة القراءة التي تورطت بها حتى يومنا هذا، أخي الذي اكتشف معلومات مهمة حول الجغرافيا و عالم الحيوان بيدي اللزجة بسمنة الحلوى التي أحب ، أخذ الورقة وطار لاحقا عربة بائع الحلوى كي يشتري منه بقية الكتاب وليس الحلوى ، إلا أنه لم يفلح كما أذكر فيبدو أن لله فتحها على بائع الحلوى ذاك النهار حتى أنه باع كتابين ربما بسبب حلاوة حلواه أو ربما لورق حلواه سرا يعرفه أخرين يشبهون أخي ، وأذكر أيضا يوم كان عسكريا وأصطحب كتابي المنهجي معه إلى وحدته العسكرية ليتم قرائته هناك تاركا أياي أستجدي كتابا من رفيقاتي ليمكننني التحضير للأمتحان .بيتنا كان بيت يقرأ ، فيه كتب من كل الصنوف ، في أولى سنواتي كانت عوالمي عتبتها مكتبة اخي الأكبر التي كان يهتم بترتيبها لتبدو شيئا مهما وأنيقا جدا يتعدى كونها عبارة عن خزانة ببابين ، حتى أنه كان يقفل عليها حجرته بالقفل والمفتاح ، كنت مولعة بقصص الخيال العلمي التي تنشرها مجلة علوم وإلتي يحرص أخي على أقتناء اعدادها كاملة ، ومن ثم تعدت ذائقتي إلى كتاب المهجر حيث يقيم جبران معي في قلب نخلة ، كي يتسنى لي البكاء على غريق حوريات البحر والشكوى من قسوة قلب نبتون ملك البحار ، وربما كانت تلك الرسالة في جيب قميص الجندي الغريق هي الرسالة الأولى إلتي قرأتها في حياتي ، ومن يومها وأنا أكتب الرسائل لعل غريقا سيحملني في قميص جيبه يوما ما، كنت أهرب إلى البستان وأتسلق نخلة وفيرة السعف كي لا يبصر حزني أحدا ودون أن يسخر مني أخوتي، عرفت جبران حين تفتحت مدارك اختي وصارت تجيئنا بدواوينه من مكتبة مدرستها، ومن ثم صار لكل منا كتبا خاصة تميز ذائقته وخياراته ،وعبرت نزار في أولى سنواتي حتى أنه لم يعد يعني عندي أكثر من كاتب يناسب مراهقة لا اكثر ،وعرفت درويش وشكسبير وغوركي وفولتير وتوفيق الحكيم ومحفوظ في سنوات مراهقتي الاولى ، في حين روض منيف عقلي ونقى ذائقتي بشكل اعتقد أنه جيد إلى حد ما ، وظل وجود كتاب جديد يعني مشكلة حقيقة في بيتنا، فمشاركة القراءة لا تعني أنك قرأت ، كنا ننتظر ان ينتهي الكبار من قرائته حتى نتلقفه نحن الإخوة الصغار ، ونشرع بإعادة قرائته ، أذكر باكرا جدا دخلت بيتنا مجلة الاقلام والطليعة الأدبية وآفاق عربية واللائي جاء بهن أخي من مكتبة خالي الذي كان يساريا ولكني حين عرفته كان قد تحول إلى أقصى اليمين ، وحمدلله أنه قرر التخلي عن ماضيه لنا ، أختاي الكبريات يحرصن على أقتناء الدستور والتضامن فكن مغرمات بعمود يارا كما كن شغوفات بليلى وعمودها في الف باء..... الورق القديم المصفر يفتنني ، اشعر اني ا ......
#طويل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685240
#الحوار_المتمدن
#فلسطين_اسماعيل_رحيم اخي الذي ينتظر أن ننتهي من ،كلة الحب، وهذا هو أسم عبوة بذور ورد الشمس المحمصة والمملحة والملفوفة بورقة هي في الغالب مقتطعة من كتاب ما ويتم طيها بشكل حلزوني أو أسطواني لتعبأ بالبذور المحمصة وتباع على العربات أو في حوانيت المدرسة ، غالبا مايجد بائعي الكتب القديمة رواد غريبون لا تبدو عليهم ملامح القراء البطرون وأن كانوا يقرأون ، كنت أظنهم عكس ذلك حتى صادفت يوما جزارا يتغنى بشعر حمزاتوف وهو يلعن الكون الذي لم ينته به إلى خضرة عينيها ، ولا أدري هل كان يعني محبوبة بعينها، لكني حين أبتسمت قال انها لحمزاتوف وأحببتها جدا ، قالها وهو يريني بقايا كتاب يبدو أنه كان مقررا لدراسات خاصة ، هؤلاء الرواد لا يبالوا بنوعية الكتب إلتي يشترونها بالجملة، وليس بالضرورة ان يكون زبونهم مثقفا ،فأخي الشغوف بالقراءة جدا ، كان ينتظر أن ننتهي من فصفصة الحب أو لحس حلوانا ، ليطير بالورقة اللزجة والتي تندت من فرط لعابنا، ليقرأ الناجي من الكلمات ، ليورثنا عادة القراءة التي تورطت بها حتى يومنا هذا، أخي الذي اكتشف معلومات مهمة حول الجغرافيا و عالم الحيوان بيدي اللزجة بسمنة الحلوى التي أحب ، أخذ الورقة وطار لاحقا عربة بائع الحلوى كي يشتري منه بقية الكتاب وليس الحلوى ، إلا أنه لم يفلح كما أذكر فيبدو أن لله فتحها على بائع الحلوى ذاك النهار حتى أنه باع كتابين ربما بسبب حلاوة حلواه أو ربما لورق حلواه سرا يعرفه أخرين يشبهون أخي ، وأذكر أيضا يوم كان عسكريا وأصطحب كتابي المنهجي معه إلى وحدته العسكرية ليتم قرائته هناك تاركا أياي أستجدي كتابا من رفيقاتي ليمكننني التحضير للأمتحان .بيتنا كان بيت يقرأ ، فيه كتب من كل الصنوف ، في أولى سنواتي كانت عوالمي عتبتها مكتبة اخي الأكبر التي كان يهتم بترتيبها لتبدو شيئا مهما وأنيقا جدا يتعدى كونها عبارة عن خزانة ببابين ، حتى أنه كان يقفل عليها حجرته بالقفل والمفتاح ، كنت مولعة بقصص الخيال العلمي التي تنشرها مجلة علوم وإلتي يحرص أخي على أقتناء اعدادها كاملة ، ومن ثم تعدت ذائقتي إلى كتاب المهجر حيث يقيم جبران معي في قلب نخلة ، كي يتسنى لي البكاء على غريق حوريات البحر والشكوى من قسوة قلب نبتون ملك البحار ، وربما كانت تلك الرسالة في جيب قميص الجندي الغريق هي الرسالة الأولى إلتي قرأتها في حياتي ، ومن يومها وأنا أكتب الرسائل لعل غريقا سيحملني في قميص جيبه يوما ما، كنت أهرب إلى البستان وأتسلق نخلة وفيرة السعف كي لا يبصر حزني أحدا ودون أن يسخر مني أخوتي، عرفت جبران حين تفتحت مدارك اختي وصارت تجيئنا بدواوينه من مكتبة مدرستها، ومن ثم صار لكل منا كتبا خاصة تميز ذائقته وخياراته ،وعبرت نزار في أولى سنواتي حتى أنه لم يعد يعني عندي أكثر من كاتب يناسب مراهقة لا اكثر ،وعرفت درويش وشكسبير وغوركي وفولتير وتوفيق الحكيم ومحفوظ في سنوات مراهقتي الاولى ، في حين روض منيف عقلي ونقى ذائقتي بشكل اعتقد أنه جيد إلى حد ما ، وظل وجود كتاب جديد يعني مشكلة حقيقة في بيتنا، فمشاركة القراءة لا تعني أنك قرأت ، كنا ننتظر ان ينتهي الكبار من قرائته حتى نتلقفه نحن الإخوة الصغار ، ونشرع بإعادة قرائته ، أذكر باكرا جدا دخلت بيتنا مجلة الاقلام والطليعة الأدبية وآفاق عربية واللائي جاء بهن أخي من مكتبة خالي الذي كان يساريا ولكني حين عرفته كان قد تحول إلى أقصى اليمين ، وحمدلله أنه قرر التخلي عن ماضيه لنا ، أختاي الكبريات يحرصن على أقتناء الدستور والتضامن فكن مغرمات بعمود يارا كما كن شغوفات بليلى وعمودها في الف باء..... الورق القديم المصفر يفتنني ، اشعر اني ا ......
#طويل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685240
الحوار المتمدن
فلسطين اسماعيل رحيم - حبل سري طويل -