الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جميلة شحادة : الخيار الصعب
#الحوار_المتمدن
#جميلة_شحادة نظرتْ ماجدة الى قصاصة الورق التي ناولها لها الحارس، رفعت حاجبيْها وقطّبت جبينها دلالة على عدم رضاها، لا لأن دوْرها بعيدا، بل لأنها تتشاءم من الرقم 48. كانت والدتها بعمر ال 48 عندما تجمّد الدم في عروقها، وكانت السنة 48 عندما حلّت النكبة بشعبها، وكانت قد أطفأت الشمعة ال 48 من عمرها عندما اكتشفت ان دربها مغاير لدرب شريكها، فافترقا في النقطة الفاصلة، وابتعدا ملوحيْن بالأيدي.أخذت ماجدة قصاصة الورق وابتعدت عن كتلة اللحم الكبيرة التي تكدستْ امام باب البنك، اتخذت لها مكانا قصيا وجلستْ على إحدى الكراسي البلاستيكية المبعثرة على رصيف الشارع، والتي وُضعت كما يبدو لزبائن البنك حتى ينتظروا ادوارهم في الهواء الطلق خارج جدران البنك، في زمن الكورونا. نظرتْ امامها حيث ساحة المدينة التي يفصلها عنها الشارع فقط، فلم تر غير اسراب الحمام تلتقط البذور وتحلق شاكرة خالقها على نعمه ثم تهبط الى ارض الساحة لتكرر الفِعل. سرّتها مشاهدة اسراب الحمام؛ لكن ضجيج صمت المكان أفزعها. مركز مدينة الناصرة في أوائل نيسان من كل سنة يرتدي حلة قشيبة احتفاءً بقدوم أحد الشعانين وبعده بعيد قيامة المسيح؛ أجراس كنيسة البشارة في هذا الوقت من كل سنة تملأ المكان وقلوب سامعيها بالروحانيات والبهجة، وتوقظ أجنة النباتات، فتخضرّ وتزهر وتنهض لتشارك المرتلين تراتيل الأعياد؛ كانت زهور المكان تبتسم لوفود السائحين من كل البلاد؛ تبتسم للكوري، والألماني والصيني والياباني والدنماركي والسويدي والأميركي والقبطي، ولا تبخل على ابن البلد مهما كانت ديانته؛ كانت تفهم كل اللغات، والجميع يفهم لغتها.- صار لي سيعتين بسْتنى والدور مش متزحزح، فهِّمني شو قاعد يصير؟ سمعت ماجدة امرأة قد تجاوزت الخمسين من العمر تسأل الحارس، فوجهت نظرها اليها حيث كتلة اللحم التي تكدست امام مدخل البنك. لم يجب الحارس عن سؤال المرأة، كان يستمع الى رجل مسن توجه له طالبا منه المساعدة لإخراج بطاقة اعتماده، التي بلعها الصراف الآلي الموضوع في الخارج بالقرب من مدخل البنك؛ هو الآخر لم يلبي طلبه، فقد تجاهله ليدخل مَن حان دوره الى البنك وبذات اللحظة ليسمح لمَن انهى مهمته داخل البنك بالخروج منه من ذات الباب؛ الباب الزجاجي. في تلك اللحظة، شاهدت ماجدة شابا قد اخترق صفوف المتجمعين، وصل الى الحارس وسلمه ورقة وبطاقة هوية، دخل بهما الحارس الى البنك، وما هي الا دقائق حتى عاد الى الشاب وأعاد له بطاقة الهوية وسلمه مغلفا.- حماتي عاملة عملية القلب المفتوح، يعني هي من الشرائح المعرضة لخطر العدوى بفيروس الكورونا، خليها تدخل، مش لازم تستنى وقت طويل هون.قالت احداهن للحارس بعد ان أجلست حماتها على كرسي بعيدا عن المتجمهرين امام مدخل البنك، قريب من مكان جلوس ماجدة.كيف يتشدق المسئولون ويصرّحون من كل منبر بأنهم يحرصون على تقيّد الجمهور بتعليمات وزارة الصحة؟ ها هم كثيرون لا يرتدون الكمامات ولا يحافظون على مسافة مترين بين الواحد والآخر. قالت ماجدة في نفسها وأبعدت كرسيها عن مكان جلوس المرأة القريب منها لتصبح أكثر بُعدا. في تلك اللحظة، مرت في المكان سيارة تابعة للبلدية تسير ببطء ويسمع عبر مكبر صوت فيها صوت الرئيس حاثا ومناشدا سكان الناصرة بأن يلتزموا بيوتهم للمحافظة على سلامتهم، الا أن منظر الجموع امام مدخل البنك فكان يبرهن على ان هذه المناشدة ما هي الا كلام في الهواء. المرأة بجانب ماجدة هي الأخرى راحت تحدث نفسها، ولكن بصوت مسموع؛ لربما قصدت بذلك ان تسمعها ماجدة، فتبادلها الحديث وتخفف عنها ضجر الانتظار.- راح النهار؛ وينتا رح اعمل الكعكات اليوم؟ قالت ......
#الخيار
#الصعب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676736
ياسين الحاج صالح : سؤال سورية الصعب
#الحوار_المتمدن
#ياسين_الحاج_صالح ليست القضية السورية قضية تحرر وطني رغم قوة حضور بعد استعماري من نوع ما فيها، يتمثل في احتلالات خمسة، إسرائيلية وإيرانية وأميركية وروسية وتركية على التتابع الزمني، يتطلع ثلاثة منها على الأقل، وربما خمستها، إلى الدوام. ولا تبدو قضية ثورة اجتماعية رغم قوة البعد المتصل بالفقر وضرورة تأميم مصادر الثورة الوطنية ونزع ملكية نازعي الملكية الأسديين ومن والاهم. ولم تعد ثورة ديمقراطية رغم قوة البعد المتصل بالطغيان وعموم الحرمان من الحقوق والحريات السياسية، ورغم أن هذا هو الخطاب الذي لا تزال تسوغ به نفسها معارضة رسمية ضيعت استقلالها مثل فعل النظام. تبدو قضية سورية موضع إرباك عام لأنها لا تستجيب لخطابات رئيسية انتظم التفكير السياسي حولها في القرن العشرين، الوطني والاشتراكي والديمقراطي. وهو ما يجعل البلد مغموراً تحليلياً، على نحو ما كان سكانه مغمورين سياسياً طوال نحو نصف قرن قبل الثورة في ربيع 2011. لكن عند التفكير في الأمر يبدو هذا حال بلدان أخرى، أو جميع البلدان في واقع الأمر. تبدو قضايا التحرر الوطني والثورة الاجتماعية أو الديمقراطية دوال لغوية عائمة دون دلالات اجتماعية وسياسية محددة ترسو عليها وتستقر. سورية تبدو بلداً قادماً من المستقبل يعرض لمختلف المتحدات السياسية صور الامتناع في حاضرها. وما تظهر في سورية كمقاربات تفسيرية وعملية جزئية ومتقادمة هي واقع يترسخ عالمياً في كل مكان. لا يجد الناس لغة للكلام على شؤونهم الحاضرة، وتبدو صراعات عالم اليوم مستعصية على التأويل وفق لغات الأمس وخطاباته. ويبدو فوق ذلك أن هذا واقع قديم نسبياً لم يُفكّر فيه، وليس ناشئاً لتوه بحال.لكن ماذ جرى؟ كيف حصل أن استهلكت خطابات كانت تساعد في إدراك الواقع وتوجيه العمل فيه؟ ومن قوض في صلاحية الخطاب المناهض للاستعمار والامبريالية، أو للبرجوازيات التابعة المستولية على الموارد العامة والتي تتصرف كأرستقراطيات مالكة للبلدان التي تحكمها، أو للدكتاتوريات والطغيان الدولتي؟ لا ريب في أن المراكز الاستعمارية السابقة، وهي نفسها قوة السيطرة الدولية النافذة اليوم وإن بتراجع، خلقت بيئة دولية أقل ملاءمة لتحرر وطني معافى في بلدان كانت مستعمرة، لكن في واقع الأمر تدهورت قضية التحرر الوطني أساساً على يد نخب وطنية وقومية جعلت من الصراع ضد الاستعمار إيديولوجية مشرعة لسلطتها المطلقة ولاستئثارها بأنماط ملكية وحياة لا تحظى بمثلها حتى برجوازيات الدول الاستعمارية. يمكن أن يتساؤل المرء بخصوص سورية مثلاً: ترى لو استطاع إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي كان نافذاً في أوساط النخبة البعثية السورية بعد الانقلاب البعثي الأول عام 1963، والذي اكتشف وأعدم عام 1966، لو لم ينكشف أمره واستطاع حكم سورية بدل حافظ الأسد، ترى هل كان يمكن أن يخرب البلد أكثر مما استطاع "عظيم هذه الأمة" وسلالته أن يفعلا؟ ثم إن كان صحيحاً أن الرأسمالية الغربية صعّبت منافسة أي تجارب اشتراكية لها لسبقها التكنولوجي والعلمي ولاستيلائها الواسع على موارد البلدان المستعمرة سابقاً، إن بصورة مباشرة أو عبر عمليات التبادل اللامتكافئ، فإن فشل الاشتراكية يعود أساساً إلى الأحزاب الشيوعية والاشتراكية التي دخلت في سباق قوة لا يتناسب مع الفكرة الاشتراكية قبل عدم تناسبه مع إمكاناتها، وهذا فضلاً عن فسادها وميلها إلى أشكال وحشية من الطغيان. ما كان لأحد أن يدمر الشيوعية أكثر مما فعل الرفيق ستالين، أبو الشعوب، المسؤول عن قتل ملايين البشر، بمن فيهم معظم الرعيل البلشفي الأول. كما لم تنهزم الفكرة الديمقراطية عالمياً بفضل صمود دكتاتوريات في بلدان كثيرة، بل أساساً ع ......
#سؤال
#سورية
#الصعب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685838